المجلس السادس أحمد بن مسلم بن عقيل

القصيدة: للسيد محمد مهدي بحر العلوم

ت: 1212هـ

عـين جودي لمسلم بن عقيل      لرسول الحسين سبط الرسول

لـشهيدٍ بـين الأعادي وحيدٍ      وقـتيلٍ لـنصر خـير قتيل

جـاد بالنفس للحسين فجودي      لـجـوادٍ بـنـفسه مـقنول

فـقليلٌ  مـن مسلم طلَّ دمع      لـدمٍ  بـعد مـسلمٍ مـطلول

أخـبر الـطهر أنـه لـقتيلٌ      فـي وداد الحسين خير سليل

وعـليه  الـعيون تسبل دمعا      هـو لـلمؤمنين قصد السبيل

وكـباه  الـنبي شجواً بفيضٍ      من جوى صدره عليه هطول

قـائلاً إنـني إلـى الله أشكو      ما ترى عترتي عقيب رحيلي

فابك  من قد بكاه أحمد شجوا      قـبل  مـيلاده بـعهد طويل

وبـكاه الـحسين والآل لـما      جـاءهم  نـعيه بدمعٍ همول

كان يوما على الحسين عظيما      وعـلى الآل أيُّ يـوم مهول(1)


(نصاري)

عـلى مـسلم دمه تتجاره العيون      او گلب المحب دوم اعليه محزون

لـمسلم دم ادمـوع الـعين عبره      اول مـن فـده لـحسين والعتره

والـظالم  رماه النوب من گصره      او ظل مرمي يويلي موش مذفون

والأعـظم  يـويلي عاشر امحرم      شـباب اثـنين منه اتغسلت بالدم


وهما عبد الله ومحمد الأكبر اللذان استشهدا مع الحسين في عاشوراء.

وبعد اثنين گلبي اعليهم اتولم وهما محمد وإبراهيم اللذان قتلا على شاطي الفرات بعد واقعة الطف بفترة.

والخامس تخفه والگلب محزون وهو أحمد الذي سنذكره في هذا المجلس.

 

رد  لهله يويلي او هاجت الأحزان      او  ذكروا بيه مسلم والبگه عريان

او ذكروا للهزل من ركبت النسوان      وابـكل بـلد كاموا بيهن ايدورون


أحمد بن مسلم بن عقيل

قال أحد الأكابر: كان لمسلم بن عقيل (ع) ولد اسمه أحمد وكان صغير السن، وكان مع الحسين (ع) في كربلاء فلما قتل الحسين (ع) وقام القوم بالهجوم على مخيمه، فرَّ هذا الطفل على وجهه في البيداء وبقي قرابة خمس

سنين مع جماعة من أهل البادية يرعى لهم الأغنام، وكان يتكتم على نفسه من عيون السلطة الأموية، حتى سمع بظهور المختار في الكوفة، فشد الرحال إليه وحين دخوله عليه كان مجلس المختار حاشدا بالرجال، فلما رآه المختار عليه علائم الطهارة والقداسة بادره بالسؤال من أنت يا بني؟ فأجابه ودموعه جارية، يا عم أنا أحمد بن مسلم بن عقيل، فضمه المختار إلى صدره وبكى، وهو يقول: وأين كنت يا بني إلى هذه الساعة؟ قال: يا عم كنت عند الأعراب أرعى غنمهم، فبكى المختار بكاء شديدا وبكى من كان حاضرا عنده.

فأرسله المختار إلى المدينة حيث أهله فجيء به إلى زين العابدين (ع)، فدخل الطفل وهو يقول: يا عماه، يا عماه، وهو يبكي فضمه الإمام إلى صدره وجعل يقبله، ويبكي. ولما رأته أم كلثوم هاجت بها الأحزان ونادت وا حسيناه وا مسلماه ونادت بقية العلويات وا حسيناه وا مسلماه:


مــن ذبـحته والـد اسـكينه      او  مـن طاح أبو فاضل العينه

مـا  ظـل ولا والـي الـعلينه      ذاك الـوكـت والله انـسـبينه

(او راحـت يـتامانه امـندينه)

***

وليت الذي أحنى على ولد جعفرٍ      بـرقة أحـشاءٍ ودمـع مـدفَّق

يرى بين أيدي القوم أبناء سبطه      سبايا  تهادى من شقيٍّ إلى شقي

فقل للنجوم المشرقات ألا أغرُبي      ولا  تبزغي بعد الحسين بمشرقِ

ــــــــــــــ

(1) ـ الشهيد مسلم بن عقيل ص202 عبد الرزاق المقرم.