المجلس السادس عبد الله ابن عباس يحاول صرف الحسين عن السفر إلى العراق

القصيدة: للسيد مهدي الأعرجي

ت: 1359هـ

رَحـلوا ومـا رَحلوا أهيلُ ودادي      إلا  بـحُسنِ تـصبّري وفُـؤادي

سـاروا  ولـكنْ خـلّفوني بَعدَهُم      حُزناً أصوبُ الدَّمعَ صوبَ عِهادي

وسَـرَتْ بـقلبي المستهامِ رِكابُهُم      تـعلوا  بـه جـبلاً وتـهبطُ وادِ

وخَـلتْ  مـنازلُهم فها هي بعدهم      قَـفرا  ومـا فـيها سوى الأوتادِ

ولـقد  وقـفتُ بـها وقوفَ مُوَلَّهٍ      وبـمهجتي لـلوجدِ قـدحُ زنـادِ

أبـكي بـها طوراً لفرطِ صبابتي      وأصـيحُ  فـيها تـارةً وأنـادي

يـا دارُ أيـنَ مضى ذووكِ أمالَهم      بـعد الـترحُّلِ عـنك يَـومَ مَعادِ

يـا  دارُ قد ذكَّرتِني بِعراصك ال      قـفرا  عِراصَ بني النّبيّ الهادِي

لـمَّا سـرى عنها ابنُ بنتِ محمدٍ      بـالأهـلِ والأصـحابِ والأولادِ

مـذ كـاتبوه بـنو الشقا أقدم فلي      س  سـواك نـعلم من إمامٍ هادي

لـكنه مـذ جـائهم غـدروا بـه      واسـتقبلوه فـي ظـباً وصـعاد(1)

 

(مجردات)

مـصيبتكم يـهل بيت الحميه      مصيبه اتصدع اصخور القويه

زلـمكم ضـحايا اعله الوطيه      او  زيـنب او باجي الهاشميه

لـلـطاغي مـشوهن سـبيه      ودمـوعـهن عـبره جـريه

او فـوگ الرمح راس الشفيه


(أبوذية)

يـنار  الـماطفت بـالگلب ورثي      حزين انعى اعلى ابو السجاد ورثي

الـسبي  والـسلب والآهات ورثي      او عگب ذيچ اخـوتي ينگطع بيه


(تخميس)

قاموا لنصر الهدى والدين قاطبةً      لـينقذوا  أنـفسا بالغيّ طامسةً

فـمذ رأوها على الأوثان عاكفةً      بـاعوا  على الله أرواحا مقدسةً

وما رضوا غير دار الخلد أثمانا


عبد الله ابن عباس يحاول صرف الحسين عن السفر إلى العراق

قال الراوي: وجاء ابن عباس ـ عبد الله ـ إلى الحسين (ع) بعد خروج ابن الزبير منه وقال له فيما قال:

يا ابن العم، إني أتصبر ولا أصبر اني أتخوف عليك في هذا الوجه الهلاك والاستئصال ان أهل العراق قوم غُدُر فلا تقربنَّهم أقم في هذا البلد فأنك سيد أهل الحجاز فن كان أهل العراق يريدونك كما زعموا فاكتب إليهم فلينفوا عاملهم وعدوهم ثم اقدم عليهم فإن أبيت إلا أن تخرج فسر إلى اليمن فإن بها حصونا وشعابا وهي أرض عريضة طويلة ولأبيك بها شيعة فتكتب إلى الناس وتبث دعاتك فإني لأرجو أن يأتيك عند ذلك الذي تحب في عافية.

فقال له الحسين (ع) يا ابن العم اني أعلم انك ناصح مشفق ولكن قد أزمعت وأجمعت على المسير وهذا كتب أهل الكوفة ورسلهم وقد وجبت عليّ إجابتهم وقام لهم العذر عند الله سبحانه.

ثم قال له الحسين: يا ابن العم ما تقول في قوم أخرجوا ابن بنت رسول الله عن وطنه وداره وقراره وتركوه خائفا مرعوبا لا يستقر في قرار ولا يأوي إلى جوار يريدون بذلك قتله وسفك دمه وهو لم يشرك بالله شيئا ولا اتخذ دونه وليا ولم يرتكب منكرا ولا إثما.

فقال ابن عباس: ما أقول فيهم إلا انهم قوم كفروا بالله ورسوله ثم قال جعلت فداك يا حسين: إن كان لابد من المسير إلى الكوفة فلا تسر بأهلك ونسائك وصبيتك فو الله إني لخائف أن تقتل وهم ينظرون إليك.

فقال الحسين يا ابن العم اني رأيت رسول الله (ص) في منامي وقد أمرني بأمر لا أقدر على خلافه وانه أمرني بأخذهن معي.

يا ابن العم وانهن ودائع رسول الله ولا آمن عليهن أحدا وهن لا يفارقني فسمع ابن عباس بكاء من ورائه وقائلة تقول:

يا ابن عباس، تشير على شيخنا وسيدنا أن يخلفنا هاهنا ويمضي وحده؟

لا والله بل نحيا معه وتموت معه وهل أبقى الزمان لنا غيره؟

فبكى ابن عباس بكاء شديدا وقال يعز عليّ والله فراقك يا ابن العم.

 

(نصاري)

ايگلـه ابـن عـباس يـحسين      والـدمع  يـجري امـن العين

إن كـان رايـح كـربله الحين      ردهـا الـحرم خـوفي تـيسر

او لن الصوت من ذيچ النساوين      نـمشي اويـاه ابن علة التكوين

حريم  او غيره ما إله ولا امعين      يـبارينه  او يحامي على الخدَّر


ثم قال الحسين (ع): يا ابن عباس إن القوم لن يتركوني وانهم يطلبوني إينما كنت حتى أبايعهم كرها او يقتلوني والله لو كنت في ثقب هامة من هوام الأرض لاستخرجوني منها وقتلوني والله انهم ليعتدُنَّ عليَّ كما اعتدت اليهود في يوم السبت وإني ماض في أمر رسول الله حيث أمرني وإنا لله وإنا إليه راجعون فخرج ابن عباس وهو يقول وا حسيناه(2).

أقول كيف لا يقول ابن عباس وا حسيناه وقد سمع من الحسين أنه مقتول؟ ولكن كما قال الإمام السجاد في حق أهل البيت (ع): القتل لهم عادة وكرامتهم من الله الشهادة ولكن لم يكن السبي لنسائهم عادة فكيف تسبى زينب وبقية المخدرات من آل رسول الله؟


 (مجردات)

مـن گال زينب على الناگه      سبوها او شمر للضعن ساگه

او  ينزف علي السجاد ساگه      عـليل  او بعد ما بيه طاگه

او شنهي لبو الحسنين عاگه


(أبوذية)

زيـنب مـن هظم هليوم شابت      تـشوف  النار بالصيوان شابت

تشوف أطفال من الخوف شابت      تـشوف اعليل مرمي ابلا تچيه

وإن نـسيتُ فـلا أنسى عقائله      ترنوه  منفعرا في الترب عريانا

تدعوه يا خير من يحمي حرائره      أنـظر  فـديتك أطفالا ونسوانا

هـاتيك  تسلب أطمارا وأخمرةً      وتـلك  تضرب بالأسياط أبدانا

وتـلك  تأتي إلى القتلى تودعها      وتـلك تـلثم أثـغارا وأسـنانا

ــــــــــــــ

(1) ـ ديوان شعراء الحسين (ع) ص188 للحاج محمد باقر الايرواني.

(2) ـ اللهوف 14 ابن طاووس.