(الملجس الثالث فاطمة(ع) العليلة بنت الإمام الحسين (ع

القصيدة: للسيد ضياء السيد ميرزا عباس جمال الدين

المولود 1366هـ

ألـلـبلايا  ولـلأسـقام تـبقيني      أم  لـلـرزايا ولـلآلام تـذريني

يا  والدي من إذا سافرت يرحمني      ومن من الخوف والأهوال يحميني

ون تـعاظمت الحمى على جسدي      أغـير كـفكَ مـاء البرء يسقيني

وأنت تدري بما في الروح يا أبتي      فـكيف يـا مبتغى روحي تخليني

وحـدي ودارك والأحباب موحشةٌ      وكـل  زاويـة فـيها سـتسبيني

فـتلك  أركـانها فـيكم تذكروني      وتـلك حـيطانها عـنكم تحاكيني

وتـلك  صورة عبد الله في حدقي      كـأنه  يـا أبـي مـنها يناغيني

فكيف  أنساه ليت العين ما نظرت      رحـيلكم  ليتني وسدت في حيني

وذي  سـكينة لا أنـسى مـودَّتها      وكيف كانت على البلوى تواسيني

وكـيف كـانت على زندٍ توسِّدني      مـنها  وعن ليل أوجاعي تسليني

وعـمَّتي  كـيف أنساه وقد ملكت      قـلبي  فإن رحلت من ذا يداويني

يـا  كربلاء أخذت الكل في عجلٍ      مـني وما عاد لي من كان يبكيني


 (نصاري)

ركـبوا لـن عـليله اتهدي ابرنه      دريـضوا  الـظعن يالماشين عنه

اگفـولي  خـل اودعـكم يـهلنه      ابشجه  او كل السمعها الدمع ساله

بچت  كـل عين من شافت بچاها      او بچه حسين اعله حالتها او تناها

تگلــه ابـجدك الـمختار طـه      انـه  اريـد الظعن حطت ارحاله

آمــر بـالـنزول او تـلگنـها      خـوات احـسين رادن يـهودنها

عـن هـاي الـمصايب يـسلنها      فـراگ احـسين يو وحشة اعياله

تگلـلـها الـحـرم لـلدار ردي      تگول  اشـلون ابگه بـعد وحدي

عـبد الله الـطفل خـلوه عـندي      رضـيع  او خـاف تتغير احواله

خـذت مـنهم طفلهم وافرادت بيه      او  عـيَّت فـاطمه لـلحرم تطيه

اخـوها امـرادها سـلوه تـخليه      خـذن  مـنها الطفل بت الرساله

صـاحت آه يـا بـويه اتـنوني      يـبويه  احـسين ويـاكم اخذوني

وحـيده  او هـم عـليله تخلوني      فگدكـم يـا هـلي العلتي اچماله

يگلـهـا  انچان حـلينه بـالبلاد      نـشوف اعراگها او يطونه المراد

اخـوچ  ايـجيچ مـتعني السجاد      تـجين اويـاه بـالعز والـجلاله

فاطمة(ع) العليلة بنت الإمام الحسين (ع)

لما أراد الحسين (ع) أن يتوجه بعياله إلى كربلا، تاركا مدينة جده رسول

الله (ص) وقد حمل عياله على النياق صاح اين أخي؟ أين كبش كتيبتي؟ أين قمر بني هاشم؟ قال العباس: لبيك لبيك يا سيدي. وقال له الإمام: أخي أبا الفضل قدم لي جوادي فقدمه، ولزم ركاب الفرس حتى ركب الحسين (ع)، وركب بنو هاشم جميعا ثم ركب العباس وبيده الراية فصاح أهل المدينة صيحة واحدة، وعلت أصوات بني هاشم بالبكاء والنحيب وصاحوا: الوداع الوداع، الفراق الفراق. فقال العباس: هذا والله الفراق والملتقى يوم القيامة. ثم صاروا قاصدين إلى كربلا مع العيال وجميع الأولاد إلا فاطمة العليلة فإنها كانت مريضة قد أودعها الحسين عند زوجة النبي أم سلمة وكانت حاضرة حين الوداع فلما نظرت إلى أهلها وقد ساروا عنها أخذت تزحف نحو ظعن أهلها وهي تنادي: أبه كيف تتركوني لوحدي؟ أبه خذوني معكم(1).

 

(نصاري)

يـبويه احـسين ويـاكم اخذوني      عگبـكم  يـا هلي يعمن اعيوني

وحـدي ابـها الوطن لا تخلوني      عـليله  والـجسم يـنلضم بالسم

نـاداها  الـحسين ودمعته اتسيل      يـبعد  اهلي سفرنه دربه اطويل

يبويه انتي عليله او جسمچ انحيل      وعـلى المثلچ يبويه السفر يحرم


رجع الحسين (ع) إليها ضمها إلى صدرها، جعل يقبلها وهي تبكي وتقول له: أبتاه يا حسين أمن العدل أن ترحلوا عني وتتركوني وحيدة فريدة لا مؤنس لوحشتي ولا مسكن لروعتي.

 

(مجردات)

او لا من ولي ينغر عليه      طـفله  ولا عندي تچيه

يـاريت  زارتني المنيه      او  لتضل منازلكم خليه


فجعل أبوها (ع) يلاطفها ويسليها وهي لا ترقأ لها عبرة ثم قال لها بنية إذا نزلنا أرض العراق واطمأنت بنا الدار، أرسلت إليك عمك العباس أو أخاك علي الأكبر، يأتون بك والآن أنت مريضة فقالت: إذا كان لابد من ذلك فاتركوا عند أخي عبد الله(2) لأتسلى به بعد فراقكم ساعة بعد ساعة فقال لها بنية انه طفل صغير لا يقدر على فراق امه، فنادت وا وحدتاه كيف أجلس في منازلكم وأراها خالية منكم؟ وبعد ما ودعت عماتها وأخواتها أرجعها الحسين إلى أم سلمة وأودعها عندها.

وهكذا افترقا وكلٌ منهما دموعه تترقرق في عينيه(3).

 

(مجردات)

جـد  الضعن واگطع البيده      او شوفة هلي صارت بعيده

والگلـب  مـلگاهم يريده      والـحادي ما ريض ابهيده

لـوداعـنه الـنوبه نـعيده      راح او گطع گلبي او وريده


وكانت كل يوم تأتي إلى دار أبيها الحسين (ع) وتجلس خلف الباب علّها تسمع شيئا عن أبيها وأهلها، ولما طال الفراق ولم يصل إليها خبر من أهلها قيل انها كتبت كتابا ضمنته همومها وأحزانها وآلام الفراق وكأني بها:

ويـن الـذي ياخذلي اكتاب      بـيه البواچي او بيه العتاب

لـلخلوا اعيوني على الباب      ما عَلَي ودوا شنهي الأسباب

ظـليت احسب مية احساب      مدري اشصار ابهلي الغياب


(أبوذية)

اشلون الدهر عن عيني بعدهم      عليله  او ما يفل نوحي بعدهم

أريـد أنشد هلي شالوا بعدهم      لـو  خلصوا چتل بالغاضريه


(أبوذية)

يبويه اعله الدرب عيني تربَّه      واريـدك هـم البگلبي تربّه

بـتكم  وبـحضانتكم تـربّه      وبگيت  امحيره وانگطع بيه


(أبوذية)

يـبويه  امن البچه ما ظل ويهلي      يـتيمه مـن زغـر سني ويهلي

لـوني رايـحه او مـيته ويلهي      ولا ظـل حـايره واصـفج بديه

أحـباي لـو غير الحمام أصابكم      عتبت ولكن ما على الموت معتبُ

ــــــــــــــ

(1) ـ معالي السبطين ج1 ص211 محمد مهدي الحائري.

 (2) ـ ولدته أمه الرباب قبل أيام قلائل من رحيلهم عن المدينة فقد ورد أن عمره يوم شهادته في عاشوراء سنة 61 هـ ستة شهور وعليه تكون ولادته أواسط رجب سنة 60 هـ أي قبل رحيلهم بثلاثة عشر يوما تزيد أو تنقص قليلا.

(3) ـ هذه الإضافة نقلتها عن كتاب عنوانه المجالس السنوية للنساء الجعفرية. مطبوع في مطبعة النعمان في النجف الأشرف. ولا أعلم سنة الطبع إلا أن الشخص الذي أهداني الكتاب، قال لي: أنه اشتراه من النجف قبل ثلاثين عاما.

-ـ لقد جرت العادة أن يقرأ الخطباء والرواديد الحسينيون في مثل هذه الليلة (الرابعة) خبر العليلة فاطمة بن الإمام الحسين لارتباط ذلك بهجرة الإمام الحسين (ع) من المدينة.