(المجلس الرابع السيدة سكينة تلقي بنفسها على جسد أبيها الحسين (ع

القصيدة: للسيد رضا بن السيد هاشم الموسوي الهندي

 

إنْ كـانَ عِـندكَ عبرةٌ تُجريها      فانزلْ بأرضِ الطفِ كي نُسقيها

فَـعسى نَبُلُ بها مضاجِعَ صَفوةٍ      مـا بـلتِ الأكـبادُ مِن جاريها

ولقد مررتُ على منازلَ عصمةٍ      ثـقلُ الـنبوةِ كـانَ أُلـقيَ فيها

فـبكيتُ حـتى خلتها ستُجيبني      بـبكائِها  فَـقداً عـلى أهـليها

وذكـرتُ  إذ وقفتْ عقيلةُ حيدرٍ      مـذهولةً  تُصغي لصوتِ أخيها

بـأبي التي ورثت مصائبَ أمِها      فـغدتْ  تـقابلُها بـصبرِ أبيها

لم  تله عن جمعِ العيالِ وحفظهم      بـفراقِ أخـوتِها وفـقدِ بـنيها

لم  أنسَ إذ هتَكوا حماها فانثنتْ      تَـشكوا  لـواعجَها الى حاميها

هذي نساؤُك من يكون إذا سرتْ      بـالأسرِ سـائقُها ومَـنْ حاديها

أيـسوقُها زجـرٌ بضربِ مُتونِ      والـشمرُ  يَـحدُوها بسبِ أبيها

عجباً  لها بالأمس أنت تصونها      والـيـوم  آل أمـيـةٍ تـبديها

حسى  وعزَّ عليك أن لم يتركوا      لـك مـن ثـيابك ساترا يكفيها

وسروا  برأسك في القنا وقلوبها      تـسموا  إلـيه ووجدُها يُضنيها

إن أخّـروه شـجاه رؤية حالها      أو  قـدموه فـحاله يُشجيها(1)


(مجردات)

ثم توجه خطابها إلى أهلها:

يا مهجة الزهره او حشاها      ذخـر الـفواطم يا رجاها

منته  الذي عزها او ذراها      او من عثرة الدنيه اتحماها

خـواتك مشت محد اوياها      لـلكوفه  يـردوها عداها

ترضه الشمر يمشي وراها      او  بـسياط عگبك تولاها

 

(تجليلة)

يهلنا الخيم عگب احسين حرگوها      اجسوم اهلي ابحر الشمس خلوها

او  هـذي روسهم برماح شالوها      او حرايرها عگبها راحت ايساره

يـهلنه اجـسوم اخوتي ما دفناها      او نـسوتها مشت والروس وياها

مـشت  يسره يهد الحيل ممشاها      شـفه  بـيها العو گلبه وخذ ثاره

لا واحـد بگه لـبلادنه ايـردنه      نـمشي باليسر والمصطفى جدنه

چي نـنـظام والـكرار والـدنه      حـامي  الجار ما ذل الدهر جاره

 

السيدة سكينة تلقي بنفسها على جسد أبيها الحسين (ع)

في اليوم الحادي عشر من المحرم لما مروا بنساء أهل البيت (ع) ونظرت النساء إلى جسوم الشهداء لم يتمالكن على أنفسهن فكل واحدة منهن رمت بنفسها على جسد وليها فقد أقبلت ليلى إلى جسد علي الأكبر ورملة أقبلت إلى جسد ولدها القاسم، جلست عنده ودموعها جارية أما سكينة فإنها لما سمعت عمتها زينب تتكلم وهي على ظهر الناقة سألتها: عمة لمن تخاطبين؟

فأجابتها زينب: أخاطب أباك الحسين فألقت بنفسها من محملها على جسد أبيها واعتنقت جثته وجعلت تمرغ وجهها على جسده وهي تبكي حتى غشي عليها:


 (مجردات)

شگبـت فوگ جسمه او ظلت اتنوح      تـشم صـدره او دمع العين مسفوح

يصير امشي او تظل يا بوي مطروح      عـلى الـتربان عاري موش مگبور

لنوحن  واگضي العمر بالنوح      واعمي اعيوني والتلف الروح

اشلون الصبر واحسين مذبوح

 

تقول السيدة سكينة فيما روي عنها: فبينما أنا في تلك الحال وإذا بالصوت يخرج من منحر والدي وهو يقول: بنية سكينة إذا رجعت إلى المدينة فاقرأي شيعتي عني السلام وقولي لهم ان أبي مات غريبا فاندبوه وقتل عطشانا فاذكروه.

قال الراوي: فصاح عمر بن سعد: نحُّوها عن جسد أبيها فاجتمع عليها عدة من الأعداء حتى جروها من على جسد أبيها (2) فقامت والدموع جارية والحسرات وارية:


(مجردات)

بـرضاك  يـو رغماً عليك      يجرني  العدو من بين ايديك

وانا اصرخ وادير العين ليك      وأنا ادري ابحميتك ما تخليك

اشـو شيمتك ما ثوّرت بيك      لچن معذور يالحزَّوا وريديك


(أبوذية)

دفعني الشمر عن جثتك ولي ساب      ابـسوطه ورّم امتوني ولي ساب

ترضه اويه العده امشي ولي ساب      شـفه  غيضه يبويه او شمت بيه


(تخميس)

يا ابنة الطهر منعةً لا ترومي      بعد  أهل الندى وأهل العلوم

ما  لهذا القعود حول الجسوم      ذهـب المانعون عنك فقومي

واخلعي العزَّ والبسي الإذلالا

________________________________________

(1) ـ مثير الأحزان ص130.

(2) ـ مثير الأحزان للجواهري. مقتل الحسين لهاشم الكعبي.