المجلس الأول الرحيل عن كربلاء

القصيدة: للسيد حيدر الحلي

 

الله يـا حـامي الـشريعة      أتـقرُّ  وهـي كذا مروعه

مـات الـتصبُّر بـانتظار      رك أيـها المحيي الشريعه

فـانهض  فما أبقى التحمُّلُ      غـير  أحـشاءٍ جـزوعه

فـالسيفُ  إنَّ بـه شـفاء      قـلوب  شـيعتك الوجيعه

فـسواه مـنهم ليس يُنعشُ      هـذه  الـنفس الـصريعه

كــم ذا الـقعود وديـنكم      هُـدمت قـواعد الـرفيعه

تـنعى  الـفروع أصـوله      وأصـوله  تـنعى فروعه

فـاشحذ  شبا عَضبٍ له الأ      رواح  مـذعـنةٌ مـطيعه

واطـلب بـه بـدم القتيل      بـكربلا فـي خـير شيعه

مـاذا يـهيجُك إن صبرت      لـوقعة الـطف الـفضيعه

أتــرى تـجيء فـجيعةٌ      بـامضَّ مـن تلك الفجيعه

حـيث الحسين على الثرى      خيل العدى طحنت ضلوعه

قـتـلـتـه آل أمــيـةٍ      ظـامٍ إلـى جنب الشريعه

ورضـيعه  بـدم الـوريد      مـخضَّبٌ  فاطلب رضيعه

وسـبـيةٍ  بـاتـت بـأفعى      الـهـمِّ  مـهـجتُها لـسيعه

سُـلبت ومـا سُـلبت مـحا      مـدُ عـزِّها الـغرُّ الـبديعه

تـدعو  ومـن تـدعو تـلك      كـفـاه  دعـوتها صـريعه

حُـمـلت  ودائـعُـكم إلـى      من ليس يعرف ما الوديعه(1)

 

(مجردات)

ويـنه الـذي يگصـد ولينه      وايخبره بالجره والسده اعلينه

تـرضه  الأعـادي امسلبينه      او تـرضه اعزيزك ذابحينه

(او  عباس علشاطي رهينه)      (وايساره مگطوعه او يمينه)

والـسـهم  طـفاها الـعينه      او مـن بعد ابو فاضل العينه

الـسوط يـلعب على اسكينه      عگب  الـخدر بويه انسبينه

 

(أبوذية)

بچيت او يبست اعيوني وبلها      يـريت الـسببت چتلك وبلها

اعـيالك  جـدّمت يمك وبلها      تـزورك يـا ذبيح الغاضريه

 

قال في أسرار الشهادة: روي أن آل الرسول قد أقاموا المآتم عند قبر الحسين ثلاثة أيام، فلما كان اليوم الرابع توجهوا نحو المدينة.

 

وقال غيره: ثم أمر علي بن الحسين (ع) بشد رحاله فشدوها، فصاحت سكينة بالنساء لتوديع قبر أبيها، فدرن حول القبر، فحضنت سكينة قبر أبيها وبكت بكاء شديدا وحنَّت وأنَّت وأنشأت تقول:

 

ألا يا كربلا نودعكِ جسما      بـلا كفنٍ ولا غسلٍ دفينا

ألا يا كربلا نودعك روحا      لاحمدَ الوصيِّ مع الأمينا

 

(مجردات)

للنسوان  من صاحت اسكينه      گومـن خـلي انودعه ولينه

تـدرن بالظعن ناوي المدينه      او يظل والدي بالطف رهينه

يوادي كربلا صاحت حزينه      عـندچ جسم ابوي امودعينه

ابـلا  تغسيل برضچ دافنينه      وابذاري  التراب امخضبينه

عـفنه  الولي غصبن علينه

 

وقال أحد الأكابر قيل لعلي بن الحسين (ع) دع النساء تتزود من أهلها؟ فقال: يا قوم إنكم لا ترون ما أرى، إني اخشى على عمتي زينب أن تموت، إنها تقوم من قبر وتجلس عند قبر.

 

ولما قل لزينب قومي قالت: إلى أين؟ قالوا: إلى المدينة. قالت: ومن ذا بقي لي في المدينة.

 

(مجردات)

يناعي  اشبعد تدري اشبگالي      واشـخلفت  عـندي الليالي

بيت او صفه امن الزلم خالي

 

(مجردات)

يـحسين  لـو بيدي الأمر كان      إبنيت اعله گبرك بيت الأحزان

ونوحن نياحه اطوار والحان      وانعاك  يالعينه امن الأعيان

فگدك  تظن خويه عَلَيّ هان      الـك  تشتعل بالگلب نيران

يـتالي هلي بيك الدهر خان      يا هظمتي او فرحت العدوان

 

أخي أبا عبد الله، ستبقى في ذاكرتي، وفي قلبي، لا تنطفي نيران حزني عليك (2).

 

(مجردات)

يبات الگلب يحسين محزون      عليك  او تهل ادموع العيون

انـه امـنحّله وامغيره اللون      اطب المدينه او طبتي اشلون

شگلـن  للذي عنَّك ينشدون      شگلن للذي الدارك يگصدون

شگلـهم  هلي غياب ويجون      هـيهات لـلمنزل يـعودون

***

ومـسلباتٍ أخـفيت أصواتُها      جَـمرُ الـفؤادِ مدامعٌ وعويلُ

وأشدُّها هظما لقلبِ المصطفى      سـبيُ الـعقيلة والكفيل قتيل


(1) ـ ديوان السيد حيدر ص88/91.

(2) ـ أسرار الشهادة للفاضل الدربندي. معالي السبطين، عن بعض الخطباء.