المجلس الأول دخول السبايا إلى الشام

القصيدة: للسيد حيدر الحلي

 

أنـاعي قتلى الطَّف لا زلتَ ناعياً      تُهيجَ على طول اللّيالي البواكيا(1)

أعـد  ذكرَهم في كربلا إنَّ ذكرَهم      طـوى جَـزَعَاً طيّ السجّل فؤاديا

ودَع مـقلتيّ تحمر بعدَ ابيضاضِها      بَـعدِّ  رزايـا تَـتركُ الدَّمع داميا

سـتنسى الكرى عيني كأنَّ جفونَها      حَـلَفَن  بـمن تـنعاه أن لا تلاقيا

وتُـعطي الدّموعَ المستهلات حقَّها      مـحاجرُ  تـبكي بالغوادي غواديا

وأعـضاء مجد ما توزَّعت الضُّبا      بـتوزيعها  إلا الـنَّدى والـمَعاليا

لـئن  فـرَّقتها آلُ حربٍ فلمْ تكنُ      لـتجمعَ  حتَّى الحشرِ إلا المخازيا

ومـما  يـزيلُ القلبَ عن مستقره      ويترُكَ زندَ الغيظِ في الصدر واريا

وقـوفُ  بناتِ الوحي عند طليقها      بـحالٍ  بـه يُشجينَ حتى الأعاديا

لـقد ألـزمت كـفَّ الـبتولِ فؤادَها      خـطوبٌ  يـطيحُ القلب منهنَّ واهيا

أبـا حـسنٍ حـربٌ تـقاضتك دينها      إلـى أن أسـاءت في بنيك التقاضيا

وغـودر  مـنها ذلـك الضلع لوعة      على الجمرِ من هذي الرزية حانيا(2)


(نصاري)

يـحيدر  گوم سار الظعن للشام      روس او عـايله نـسوان ويتام

يـجدي  گوم شال الظعن وابعد      تـدري ابـيا سبايا هالظعن مد

حـرم بـيت الـنبوه الله لـحد      لـيل انـهار مـا منها جفن نام

يـتامه او فـاجدات اوروعوها      او عـن ذيچ الجثث گوّه خذوها

او  حـتى من بواچيها امنعوها      اولا رحموا ترى النسوه والايتام

والاعظم يوم وگفوا ثلث ساعات      عـلى بـاب الـبلد بـافاطيات

عـفه والله والي الحرم ما مات      الگلب شيريد يحمل سهم سهمين

 

دخول السبايا إلى الشام

قال المحدث القمي في نفس المهوم: في أول صفر أدخل راس الحسين (ع) إلى دمشق وهو عيد عند بني أمية.

وقال البهائي في الكامل: أوقفوا أهل البيت على باب الشام ثلاثة أيام، حتى يزينوا البلد فزينوها بكل حلي وزينة، ثم استقبلهم أهل الشام من الرجال والنساء مع الدفوف، وخرج أمراء الناس مع الطبول والصنوج والبوقات، فلما ارتفع النهار أدخلوا الرؤوس إلى البلد ومن ورائها الحرم الأسارى من أهل البيت.

قال سهل بن سعد الساعدي: رأيت الرؤوس على الرماح ويقدمهم رأس العباس بن علي (ع) فنظرت كأنه يضحك ورأس الإمام كان وراء الرؤوس أمام المخدرات، وللرأس مهابة عظيمة، ويشرق منه النور، بلحية مدورة قد خالطها الشيب، والريح تلعب بلحيته الشريفة يمينا وشمالا كأنه أمير المؤمنين.

 

رأسُ ابن بنت محمدٍ ووصيه      لـلناظرين عـلى قناة يُرفَعُ

والـمسلمون بمسمعٍ وبمنظر      لا مـنكرٌ مـنهم ولا متفجِّع

 

وأكثر من ذلك ما قاله أبو مخنف عن سهلك أن عجوزا قامت إلى رأس الحسين (ع) وبيدها حجر ضربت به وجه الحسين (ع) فأدمته وسال الدم على شيبته، فالتفتت أم كلثوم إلى الرأس الشريف فرأت الدم سائلا على وجهه وشيبته، فلطمت وجهها. ونادت وا غوثاه، وا مصيبتاه، وا محممدا، وا علياه، وا حسناه، وا حسيناه، ثم غشي عليها (3).

 

(نصاري)

بالحجر  صابت راس الحسين      فـوگ الـذبح دام الـوجنتين

وزينب نادت او هملت العينين      يـرموك ابحجر واحنه انتفكر

 

(أبوذية)

هرش الگلب غير الحزن شنعه      انه  مدري شگول اعليك شنعه

 آيا شام شفنه بيه شنعه      تلگتنه هله بطبول هيه

 

(موال)

يـوم  الـسبونه او رحـت بسمك اردد وعد

 

ساعة احسب الرؤوس ساعة اذكر جثثكم وعد

 

الـشام عـدهم فـرح يـوم الـوصلنه وعد

 

جـيتك يـخويه اشـتكي ابكل السده والجره

 

مـا تـدري گلـب الـحرم نار العدو وجره

 

واعـليك ذاك الـدمع مـن دم يـكت وجره

 

يـحسين  هـذا الگبـل بـي واعدتني وعد

***

نـفسي فـداء جسومٍ بالعرا نُبذت      أيدي السلاهب في الرمضاء تََقلبُها

وأرؤسٌ  كـبدور الـتمِّ تـرفعُها      عـلى الرماح وبالأحجار تضربها

ونـسوةٌ بعد هتك الصون مؤسرةٌ      الله  يـحـجبها والـعِلجُ يـسلبها

تبكي  لها أعينُ الأملاكِ من جَزَعِ      والجنُّ تحت طباق الأرض تندبها


(1) ـ ذكر أن السيد حيدر (ره) رأى في ما يرى النائم جدته فاطمة الزهراء (ع) وهي تخاطبه بقولها:

       أناعي قتل الطف لازلت ناعيا         تهيج على مر الليالي البواكيا

فاستيقظ باكيا وصار يتمشى في غرفة نومه وهو ينظم الشعر على غرار البيت الذي سمعه في نومه من جدته الزهراء (ع) حتى تكاملت عنده تلك الليلة قصيدة عصماء انتخبنا منها هذا المقطع.

(2) ـ ديوان السيد حيدر الحلي.

(3) ـ معالي السبطين ج2. نفس المهموم.