(المجلس الثاني رسول الله يوصي عليا بفاطمة (عليهم السلام

القصيدة: للسيد صالح الحلي

 

رزءٌ أطــلَّ فـجـلَّ فـي الأرزاء      زفـراتُـه  هـبَّت عـلى الـغبراء

يـا  نـكبة عـمَّت على كل الورى      عـمَّت  عـلى الآفـاق والأرجـاء

تالله  رزء مـحـمدٍ أوهـى الـقوى      وطـوى الضلوع ومضَّ في الأحشاء

الـيـوم قـد فـقدت أبـاها فـاطمٌ      فـقـدت  أبـاهـا أرأف الآبــاء

من ذا يعزي المرتضى في المصطفى      والأنـبـيـاء  بـسـيد الأمـنـاء

مـن  ذا يـعزي الـمجتبى في جده      حـسـن الـزكي وسـيد الـشهداء

ومـهابط  الـوحي الـتي قد عطِّلت      لـرزيةٍ  عـمَّت عـلى (الـبطحاء)

وتـعـجُّ فـاطـمةُ بـقـلب والـهٍ      وحـشـىً مـسـجَّرةٍ بـلا إطـفاء

أبـتاه  قـد أصـبحت نهب حوادثٍ      هـتكت  صروف الدهر ستر عزائي

دارت  عـلـيَّ الـنائبات بـأسرها      لـم يُـلف لـي جَلَدٌ على البلواء (1)

 

(نصاري)

تصيح ام الحسين ابدمع جاري      يبويه اظلم على افراگك نهاري

يـبو ابراهيم يا رحمة الباري      عگب عيناك ريت الكون يعدم

يـبو  ابـراهيم يا مخدوم الاملاك      دگلي اشلون صبري اخلاف عيناك

يـبويه مـنبرك مـوحش الفرگاك      او صـار الـفگدك المحراب أظلم

يبو ابراهيم نورك من خفه او غاب      غدت  ظلمه المدينه ابكثر المصاب

عليك  الحسن يبچي او گلبه انعاب      وخـوه  حسين يبچي ابدمع من دم

 

(أبوذية)

عگب عينك يبويه انگطع وحياك      أو  رحمه اُوجِدَك للخلگ وحياك

لـخل دارك محل للحزن وحياك      مـهظومه  اصبحت وانگطع بيه

 

رسول الله يوصي عليا بفاطمة (عليهم السلام)

قال في الكوكب الدري: إنه لما دنت الوفاة من رسول الله (ص) قالت فاطمة الزهراء مخاطبة أباها: يا أبتاه ألا تكلمني كلمة فإني أنظر إليك وأراك مفارق الدنيا وأرى عساكر الموت تغشاك شديداً. ففتح عينيه وقال: بنية نعم وإني مفارقك فسلام عليك مني. وفي ذلك اليوم التفت الرسول (ص) إلى أمير المؤمنين علي (ع) ويد فاطمة بيده فوضعها في يد علي وقال: يا أبا الحسن هذه وديعة الله ورسوله محمد عندك فاحفظ الله واحفظني فيها وإنك لفاعله، يا علي هذه والله سيدة النساء من الأولين والآخرين، هذه والله مريم الكبرى أما والله ما بلغت نفسي هذا الموضع حتى سألت الله لها ولكم فأعطاني فيما سألت واعلم يا علي إني راض عمن رضيت عنه ابنتي فاطمة وكذلك ربي وملائكته، يا علي ويل لمن ظلمها وويل لمن ابتزها حقها وويل لمن هتك حرمتها وويل لمن أحرق بابها وويل لمن آذى خليلها وويل لمن شاقها وبارزها وهم مني براء.

 

(نصاري)

ويــلٍ ويـل الـلي يـظلموها      اثـنين  اضـلوع منها ايكسروها

او  وره الـباب لـمن يعصروها      يموت اجنينها او تصبح عليله

 

وقال المفيد: إن النبي لما ثقل وحضره الموت كان أمير المؤمنين حاضرا عنده فلما قرب خروج نفسه قال له: يا علي ضع رأسي في حجرك، فقد جاء أمر الله فإذا فاضت نفسي فتناولها بيدك وامسح بها وجهك ثم وجهني إلى القبلة وتولّ أمري وصلِّ عليَّ أول الناس ولا تفارقني حتى تواريني في رمسي، فأخذ عليّ رأسه ووضعه في حجره فأغمي عليه (ص) فانكبت فاطمة (ع) تنظر في وجهه وتقول:

 

وأبيضُ يُستسقى الغمام بوجهه      ثمال  اليتامى عصمةٌ للأراملِ

 

ففتح رسول الله عينيه وقال بصوت ضئيل: يا بنية هذا قول عمك أبي طالب لا تقوليه ولكن قولي: (وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل إفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم) (2)، فبكت طويلا وأومأ إليها بالدنو فدنت منه فأسر إليها شيئا تهلل وجهها منه قال لها: (إنك أول أهل بيتي لحوقا بي) ثم ضعف حاله وعرق جبينه وسكن أنينه وفاضت روحه الطاهرة. رحم الله من نادى: وا محمداه، وا نبياه، وا أبا القاسماه، ولسان حال الزهراء تقول:

 

(فائزي)

اسـم الله اعـله طولك يا جمال الهاشميه      عـالمغتسل مـمدود يـا خـير الـبريه

يالمرتضى اكشف لي عن الوالي او جماله      او  شيل الچفين عن غرته اتودعه اشباله

هـذا الـحسن مشعوب گلبه انظر الحاله      او هـذا الـشهيد احـسين عبراته جريه

يـاللي تـهيلون الـثرى دفـنوني ويـاه      مگدر اشـوف الـبيت خـالي من محيَّاه

گشـره تـراهي اتـصير عـيشتنه بلياه      بـعـد الـنبي مـاريد هـالدنيه الـدنيه

 

(نصاري)

تـهل  ابـدم دمـعها الفگد ابوها      او  بـيها اتـشمَّت اخلافه عدوها

تـشوف  اجـنازته الوادم خذوها      صـاحت ويـن بـالمختار ناوين

غـابت روحها او طاحت الزهره      او شاله المرتضى او وسِّده ابگبره

رد  لـيها عـلي او گعدت ابعبره      يـهل ابـدم دمـعها على الخدين

 

قام أمير المؤمنين (ع) بتجهيز رسول الله (ص) على أحسن ما يرام فواراه في ملحودة قبره، ولما أهال التراب عليه جلس يبكي على قبره وأنشأ يقول:

 

الـموتُ لا والداً يُبقي ولا ولدا      هذا السبيل إلى أن لا ترى أحدا

هـذا  الـنبيُّ ولـم يخلد لأمته      لـو خـلَّد الله خـلقا قبله خلدا

لـلموت  فـينا سهام غيرُ طائشةٍ      من فاته اليومَ سهمٌ لم يفته غدا (3)

 

سيدي أمير المؤمنين، جهزت رسول الله خير تجهيز، وسلمان جئت إلى تجهيزه من المدينة إلى المدائن.

 

(تخميس)

فـأما الذي يَحيى الهدى بحياته      وكـان لـباني الدين سرَّ نجاته

على راسه انهالت سيوفُ عداته      ورأسٌ هـوى لـله في صلواته

يُـدارُ بـه بالرمح بين العشائر


(1)ـ ديوان شعراء الحسين (ع).

(2) ـ سورة آل عمران، آية: 144.

(3) ـ الدمعة الساكبة ج1. الإرشاد للشيخ المفيد. الكواكب الدري للشيخ محمد مهدي الحائري المازندراني.