(المجلس الخامس وفاة الصديقة فاطمة (ع) ووصيتها (رواية ثانية

القصيدة: للشيخ حبيب ابن الحاج مهدي النجفي

ت: 1336هـ

 

سـقاك الـحيا الهطالُ يا معهد الإلف      ويـا جـنة الـفردوس دانية العطف

فـكم  مـرَّ لي عيشٌ حلا فيك طعمُه      لـيالي أصـفى الود فيها لمن يصفي

بـسطنا أحـاديث الهوى وانطوت لنا      قـلوبٌ عـلى ما في المودَّةِ والعطف

فـشـتتنا  صـرفُ الـزمان وإنَّـه      لـمنتقدٌ  شـمل الأحـبة بـالصرف

كـأن  لـم تَدُر ما بيننا أكؤسُ الهوى      ونـحن  نـشاوى لا نَمُلُّ من الرشف

ولـم نـقضِ أيـامَ الصبا وبها الصَّبا      تـمرُّ  عـلينا وهـي طـيِّبة العُرف

أيـام مـنزل الأحـباب مالك موحشا      بـزَهرتِكَ  الأريـاحُ أودت بما تسفي

تـعفَّيت يـا ربـع الأحـبةِ بـعدهم      فـذكـرتني قـبر الـبتولة إذ عُـفي

رمـتها  سـهامُ الدهر وهي صوائبٌ      بشجوٍ إلى أن جرِّعت غُصص الحتف

شـجاها فـراقُ المصطفى واحتقارُها      لـدى كـل رجسٍ من صحابته جلف

لـقد بـالغوا فـي هـظمها وتحالفوا      عـليها  وخـانوا الله في ذلك الحلف

ومـا  ورّثـوها مـن أبـيها وأثبتوا      حـديثا  نـفاه الله في محكم الصحف

فـآبت  وزنـدُ الغيظ يقدح في الحشا      تـعـثَّرُ  بـالأذيال مـثنية الـعطف

وجاءت إلى الكرار تشكو اهتظامها      ومدَّت إليه الطرف خاشعة الطرف

أبـا حسنٍ يا راسخ الحلم والحجى      إذا فرَّت الأبطال رعبا من الخسف

أراك  تـراني وابـن تيمٍ وصحبه      يسومونني  مالا أطيق من الخسف

ويلطم وجهي نصب عينيك ناصبُ      العداوة  لي بالضرب منيَّ يستشفي

لـمن  أشـتكي إلا إلـيك ومن به      ألـوذ وهل لي بعد بيتك من كهف

وقد  أضرموا النيران فيه وأسقطوا      جـنيني فـوا ويلاه منهم ويا لهف

ومـا  بـرحت مهظومة ذات علةٍ      تُـؤرِّقُها البلوى وظالمها مُغفي(1)

 

(مجردات)

تصيح ابصوت والدمعه جريه      يـحيدر  گوم ما تلحگ عليه

تراني  اصبحت باعظم رزية      او  لـمن وصل شاف الزكيه

ضـلع مـكسور والونه خفيه      او محسن سگط والحاله شجيه

حـن  او بچه او گال اشبديه      ابـوچ ابصبر وصاني وصيه

 

(أبوذية)

صدگ ضلع أم الحسن وحسين ينصاب      او نـخت يا با الحسن والدمع ينصاب

لـخـلي  مـاتم ابـكل دار يـنصاب      او عـليها انّـوح كـل صبح او مسيه

 

وفاة الصديقة فاطمة (ع) ووصيتها (رواية ثانية)

نقل عن ابن عباس أنه قال: لما توفيت فاطمة (ع) شقت أسماء جيبها وخرجت فتلقاها الحسن والحسين (ع) فقالا (ع): أين أمنا فسكتت فدخلا البيت فإذا هي ممددة فحركها الحسين (ع) فإذا هي ميتة فقال الحسن للحسين: يا أخا آجرك الله في الوالدة وخرجا يبكيان ويناديان يا محمداه، يا أحمداه اليوم جدد لنا موتك إذ ماتت أمنا.

وكان أمير المؤمنين (ع) في المسجد فمضى الحسنان إليه حتى إذا قربا من المسجد رفعا صوتيهما بالبكاء وابتدر لهما جمع من الصحابة فقالوا ما يبكيكما لعلكما نظرتما إلى موقف جدكما فبكيتما شوقا إليه فقالا أوليس قد ماتت أمنا فاطمة الزهراء فوقع علي على وجهه.

 

ما بارحت قلبها الأحزانُ ذات حشىً      حـرَّى إلى أن اهيلت فوقها التُرُبُ

مـا  شيَّعوا نعشها السامي علاً ولقد      تـزاحمت  خـلفها الأملاكُ تنتحب


(أبوذية)

الماتم  على الزهره اليوم ينصاب      او عليها ادموم دمع العين ينصاب

ابـنها  والـضلع بسمار ينصاب      او  تـغسل من دمه صدر الزچيه

 

فغشي عليه حتى رش عليه الماء ثم أفاق فحملهما حتى أدخلهما البيت فرأى فاطمة وعند رأسها أسماء تبكي وتقول: وا يتامى محمد كنا نتعزى بفاطمة بعد موت جدكما ففيمن نتعزى بعدك فكشف علي (ع) عن وجهها فإذا برقعة عند رأسها فنظر إليها فإذا فيها:

بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما أوصت به فاطمة بنت رسول الله، أوصت وهي تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله وأن الجنة والنار حق وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور.

يا علي أنا فاطمة بنت محمد زوجني الله منك لأكون لك في الدنيا والآخرة أنت أولى بي من غيرك حنطني وغسلني وكفني بالليل وصل عليّ وادفني بالليل ولا تعلم أحداً واستودعك الله وأقرأ على ولدي السلام إلى يوم القيامة (2).

 

(مجردات)

آه  عـلى فـاطم الـزهره      ماتت بالهظم ويلي او حسره

او يتاماها تون والعين عبره      اشلون الضلع مكسور كسره

والـعين ذيچه الغدت حمره      حين  السطرها ابيده سطره

 

(أبوذية)

علي شيّع الزهره او شال بالليل      او عليها گام ينعه ابحزن بالليل

او  شيبه من دموع العين بالليل      على الضيّع گبرها او ظل خفيه

***

دُفـنت فـي الدجى وعَفّى عليٌ      قـبرها لـيته اسـتطال دُجاها

أفـمثلُ ابـنةِ الـنبيّ يـوارى      شخصُها في الدجى ويُعفى ثراها


(1) ـ وفاة الصديقة الزهراء (ع) ص144 عبد الرزاق المقرم.

(2) ـ الدمعة الساكبة ج1 ص339.