(المجلس السادس السيدة زينب تلتقي أخاها محمد ابن الحنفية وفاطمة العليلة بنت الإمام الحسين (ع

القصيدة: للسيد حيدر الحلي

 

بـنفسي رؤوسـا مـن لويِّ أنوفُها      عـن  الضيم مذ كان الزمان لتأنف

أبـت  أن تشمَّ الضيم حتى تقطّعت      بـيوم  بـه سـمر الـقنا تتقصف

ومـا نـأت الاطـواد ف جبروتها      فـكيف  غـدا فـيها يـنوء مثقف

فـيا  نـاعيا روح الـخلائق فاتَّئد      لـقد أوشـكت روح الخلائق تتلف

وأيـقن كـلٌ مـنهم قـام حـشره      كـأنك تـنعى كـلَّ حـيِّ وتهتف

ويـا  رائد المعروف جذب أصوله      ويـا  طـالب الإحسان لا متعطف

ألا  قـل لأبـناء السبيل ألا اقنطوا      فـقد مات من يحنو عليكم ويعطف

ويـالبني  عـدنان يـوم زعـيمها      غـدت  مـن دماه المشرفية تنطف

فـمن  مـخبر المختار أن بقية الآ      ل الـفتى الـسجاد بـالقيد يرسف

ومـع  مـبلغ الـزهراء أن بناتها      عـليها الـرزايا والمصائب عكَّف

تـطوف  بـها الأعداء في كل بلدةٍ      فـمن  بـلد أضـحت لآخر تقذف

إذ  رأت الأطـفال شـعثا وجوهها      وألـوانها  من دهشة الرزء تخطف

تعالى الأسى واستعبرت ومن العدى      حـذارا  دمـوع الـمقلتين تكتكف

بـنفسي النساء الفاطميات أصبحت      من  الأسر يسترئفن من ليس يرأف

لـقد قـطّع الأكـباد حزنا مصابُها      وقد غادر الأحشاء تهفو وترجف(1)

 

(نصاري)

بچت طول الدرب ذاكه اعله هلحال      تـون  اعله الهزل واتلوع الأطفال

او  زيـن اعبادها امكتف بالاحبال      عـليل او بـيه مـا غير النفس تم

تـعاين  زيـنب الـحاله او تنادي      إبـنوگ  الـظعن لا تسرع يحادي

هــذا عـالهزل مـهجة الـهادي      عـليل او عـالتعب مـا هو امعلم

هـدّ المرض حيله او جسمه انحيل      دشـوفه  امنين ما مال الهوه ايميل

يـحادي  اطفال عالنوگ او مداليل      هــوّن بـالمجد والـحاله ارحـم

يـحادي  طـارف ابمسره الظعينه      وانـزل مـن يـصير الـليل بينه

بـلـكن هـالـعليل اتـنام عـينه      تـراهو  ابـهالدرب مـا يوم سلهم

يـحادي اعـله التعب مالاش طاگه      عـليل اولا يـثبت عـلى الـناگه

دشـوفه  الگيد حزَّه او جرح ساگه      او  مـن عنده يسيل او ينضح الدم

 

السيدة زينب تلتقي أخاها محمد ابن الحنفية وفاطمة العليلة بنت الإمام الحسين (ع)

قيل أن محمد ابن الحنفية بعد ما فرغ من رؤية زين العابدين والحديث معه جاء إلى رؤية أخته زينب المهضومة المفجوعة فلما أقبل عليها قالت للأيتام هذا عمكم محمد إذهبوا إليه وسلموا عليه، فتبادروا إليه وأخذوا يسلمون عليه، فقام يمسح رؤوسهم وهو يبكي ويقول وا أخاه وا حسيناه، بعد ذلك نظر إلى زينب (ع) وقال: هذه زينب الهاشمية؟ قالت: أخي محمد لا تقل زينب الهاشمية ولكن قل زينب المسبية (2).

 

(مجردات)

امـحمد  يخويه الساني يگصر      مـن  ارد اسولف لك فلا اگدر

الـعبره تـره ابصدري تكسر      اتـمنيت ذاك الـيوم تـحضر

واتـشوف  هظم اللي عَلَي مر      وانـه اتـعرفني الهادي مگدر

بـس لـخوتي عـيني تـفكَّر      عـباس  عـالشاطي امـطبر

امگطعه اچفوفه او راسه منطر      او  عزيزك علي جسمه اموذر

او جـاسم عـلى الغبره امعفر      شـسولف بـعد چبـدي تفطر

يـخويه  وخوك احسين بالحر      جـسمه او راسه فوگ الأسمر

او  بـخيامنه نـيران تـسعر      او نـهبوا مـلاحفنه الـعسكر

بـدينه بگيـنه احـنه انتستر      اولا  عـدنه والي الوگف ينغر

غـير الـعليل الـمرض غيَّر      حـاله  او عـليه الـهم تكور

اشـهـل مـصيبه الله أكـبر

 

(أبوذية)

كـتلني الهظم يمحمد ولخواي      او جمر يسعر ابدلالي ولخواي

جيتك لا ولد عندي ولا اخواي      عفتهم جثث بارض الغاضريه

 

وعن بعض الأكبار: عند ما نعى بشر بن حذلم الحسين (ع) ضجت المدينة بأهلها فسمعت العليلة فاطمة بنت الحسين (ع) الصياح والنياح فسألت بعض الناس، ما الذي جرى فما أراد المسؤول ترويعها بهذا النبأ الموجع فقال لها: لقد رجع أبوك الحسين وأعمامك فأسرعت إلى دار أبيها الحسين (ع) ففتحتها منتظرة لقدوم أبيها فبينما هي كذلك إذ الباب يطرق فأسرعت إلى الباب مستبشرة بقدوم أهلها وعلى رأسهم والدها فلما قامت إلى الباب وإذا بعمتها زينب معصبة الرأس منهدة الركن باكية فصرخت وقالت: عمتي زينب؟ قالت: نعم، أنا عمتك زينب، قالت: إذن أين أبي الحسين (ع)؟ أين عمي العباس؟ أين أخي علي الأكبر؟ فأجابتها: بنية فاطمة: اعلمي أنهم قتلوا جميعا (3).

 

(مجردات)

يـا  عـمه كل اهلچ مچاتيل      واجـسامهم  فصلوها تفصيل

او ظلوا ضحايه ابلايه تغسيل      او  ما صفه عدنه غير العليل

 

(تخميس)

جورُ  الزمان رماني منه العجب      وحكمُه جار في السادات بالعَطَبِ

لـم يُبقِ ذا حسبٍ مني ولا نسبِ      أخـي ذبيحٌ ورحلي قد أبيحَ وبي

ضاق الفسيح وأطفالي بغير حمي


(1) ـ ديوان السيد حيدر ص92/95.

(2) ـ عن بعض الخطباء.

(3) ـ عن بعض الخطباء.