(المجلس السادس دفن الصديقة فاطمة (ع

القصيدة: للسيد مهدي الأعرجي


يـومٌ  قـضى فيه النبيُّ نحبه      فـظلَّت الـدنيا لـه تـنتحبُ

وانـقلب الـناسُ على أعقابِهم      ولـن يـضرَّ الله مـن ينقلب

وأقـبلوا  إلـى الـبتول عنوةٍ      وحـول دارهـا أديرَ الحطب

فـاسـتقبلتهم فـاطمٌ وظـنُّها      إن  كـلمتهم رجـعوا وانقلبوا

حـتى إذا خلّت عن الباب وقد      لاذت  وراهـا مـنهمُ تحتجب

فـكسروا أضلاعها واغتصبوا      مـيـراثَها ولـلشهود كـذَّبوا

وأخـرجوا الـكرار من منزله      وهــو بـبند سـيفه مُـلبَّب

وخـلفهم فـاطمةُ تَـعثَر فـي      أذيـالـها وقـلـبُها مـنشعب

تصيح  خلُّوا عن عليٍّ قبل أن      أدعـو  وفـيكم أرضُكم تنقلب

فـأقبل الـعبد لـها يـضربها      بـالسوط  وهـي بالنبيِّ يندب

يـا والـدي هذا عليٌّ بعد عي      نـيك عـلى اغـتصابه تألبوا

ولـو تـراني والعدى تخالفوا      عـليَّ لـما غـيبتك الـترب

وجرعوني صحبك الصاب وقد      تـراكمت  مـنهم عليَّ الكُرب

ولم تزل تجرعُ منهم غصصا      تندكُّ منها الراسياتُ الهُضَّب

حتى  قضت بحسرة مهظومةٍ      حـقوقُها  وفيؤُها مستلب(1)

 

(بحر طويل)

هـلن يـالعيون ابـدم واجـذب يـالگلب حسره      او يروحي كل وكت نوحي على المظلومه الزهره

شـاب الراس من عدها او دم تسكب دموع العين      تـصبح  لـلبقيع اتـروح وياها الحسن واحسين

لـو  خـيَّم عـليها الـليل ترد بيهم ابذاك الحين      او بـيت الـهه بني الكرار يوم الگطعوا الشجره

يـوم الـجدمت لـيها الـمنيه او روحها رَوحت      حـيدر  يـنحب اعـليها او عليه بعيونها صدت

يـابن الـعم تگلـه ابـليل شيل اجنازتي وصت      لا  واحـد عَـلَيْ منهم يصلي او نعشي ايحضره

وديـعه عـندك الـسبطين آه او گضت مظلومه      بـالشوغات والـحسرات وامـن الجور مهظومه

غـسَّلها  عـلي بـيده او عـليها هاجت اهمومه      او عـنها اعتذر بالتغسيل من شاف الضلع كسره

 

دفن الصديقة فاطمة (ع)

قال الراوي لما فرغ أمير المؤمنين (ع) من تجهيزها خرج مع الجنازة يمشي ليلا وأشعل النار يجرائد النخل ومشى مع الجنازة بالنار حتى صلى عليها ودفنها وساوى قبرها مع الأرض وقد ذكر المؤرخون انه (ع) لما وضعها في لحدها قال: بسم الله وبالله وعلى ملة رسول الله محمد بن عبد الله سلمتك أيتها الصديقة إلى من هو أولى مني ورضيت لك بما رضي الله ثم قرأ (منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى.)

ولما دفنها وقف على موضع قبرها ونفض يده من تراب القبر وهاج به الحزن فأرسل دموعه على خديه وحول وجهه إلى قبر رسول الله فقال: السلام عليك يا رسول الله مني ومن ابنتك وحبيبتك وقرة عينك وزائرتك والبائتة في الثرى ببقعتك. قلّ يا رسول الله عن صفيتك صبري وضعف عن سيدة النساء تجلدي... قد استرجعت الوديعة وأخذت الرهينة واختلست الزهراء فما أقبح الخضراء والغبراء. يا رسول الله أما حزني فسرمد وأما ليلي فمسهد، لا يبرح الحزن أو يختار الله لي دارك التي أنت فيها مقيم.

وستنبؤك ابنتك بتظاهر أمتك عليَّ وعلى هظمها حقها فاستخبرها الحال فكم من غليل معتلج في صدرها لم تجد إلى بثه سبيلا (2).

 

ورحم الله شاعرنا الملا عطية:

 

(فائزي)

حـيدر عـلى گبـر النبي اينادي يمختار      هـذي الـوديعه ما دريت ابحالها اشصار

يـا سـيد الـكون الـوصيه مـا رعوها      هـجموا عـلى دار الـبتوله او روعوها

طـلعت تـدافعهم او بـالباب اعصروها      وانكسرت الأضلاع منها او صار ما صار

عـاشت عگب فـرگاك مهظومه او ذليله      مـن  كـثر تـرويع النذل صارت عليله

شـحچي شـعدد مـن مـصايبها الجليله      او كـلما شـفت هالحال گلبي يلتهب نار

سـلمت لـله او كـسروا اضلوع الوديعه      او ضعنه عگب عينك يبو ابراهيم ضيعه

جـاروا  عـلينه او ضيّگوا بينه الوسيعه      بس غبت عنه الكل علينه اتجسر او جار

***

أفـبعدَ فاطمة البتول ودفنها      بـالليل عينٌ لا تجود بمائها

فلقد قضت مكظومةً وتراثُها      ترنوه شزراً في يدي أعدائها

مضروبةً  بالسوط حتى أنها      أبدت  نحيبا من عظيم أذائها

مـسقوطةً  لجنينها تُبدي أسىً      لأنـينها وجـداً عـلى أبنائها

فـلتبكها عـين المحب بمدمع      جارٍ كعين السُحبِ في إجرائها


(1) ـ ديوان شعراء الحسين (ع).

(2) ـ وفاة الصديقة الزهراء للسيد المقرم. وفاة الزهراء (ع) للبلادي 83ص/84.