المجلس السادس عبيد الله ابن زياد يعرض رأس الحسين (ع) على السيدة الرباب

القصيدة: للسيد حيدر الحلي

 

أهـاشمُ لا يـومٌ لك أبيضَّ أو تُرى      جـيادك تزجي عارض النقع أغبرا

فـإنَّ دمـاكم طـحن في كل معشرٍ      ولا  ثـأر حـتى ليس تبقين معشرا

ولا كـدمٍ فـي كـربلا طـاح منكم      فــذاك لإجـفان الـحميَّة أسـهرا

غـداة أبـو الـسجاد جـاء يقودها      أجـادل لـلهيجاء يـحملن أنـسرا

قضى  بعد ما ردَّ السيوف على القنا      ومـرهفه  فـيها وفـي الموت أثرا

ومـات  كـريم العهد عند شبا القنا      يـواريه  مـنها مـا عـليها تكسَّرا

فـإن يـمسي مـغبرَّ الجبين فطالما      ضحى الحرب في وجه الكتيبة غبرا

وإن يـقضي ظـمآنا تـفطر قـلبه      فـقد راع قـلب الموت حتى تفطَّرا

لـه الله مـفطورا مـن الصبر قلبه      ولـو  كـان من صُمِّ الصفا لتفطرا

ومـنعطفٍ أهـوى لـتقبيل طـفله      فـقبل مـنه قـبله الـسهم مـنحرا

لـقد ولـدا فـي ساعة هو والردى      ومـن قـبله مـن نحره السهم كبرا

وفي السبي مما يصطفي الخدر نسوةٌ      يـعـزُّ عـلى فـتيانها أن تُـسيَّرا

حـمت خدرها يقضى وودت بنومها      تـردُّ  عـليها جفنها لا على الكرى

مشى الدهر يوم الطفِّ أعمى فلم يدع      عـمـادا  لـهـا إلا وفـيه تـعثَّرا

وجـشَّمها الـمسرى بـبيداء قـفرةٍ      ولم  تدر قبل الطفِّ ما البيد والسرى

ولـم  تـر حتى عينها ظلَّ شخصها      إلـى أن بـدت في الغاضرية حسرا

فـأضحت  ولا من قومها ذو حفيظةٍ      يـقوم  وراء الـخدر عـنها مشمِّرا

 

(نصاري)

الهظم  ذا او هظم فوگ الهظم زاد      الـهظم من طبَّن المجلس ابن زياد

الهظم وابين ايديه راس أبو السجاد      الـهظم  وحـدةٍ وحـده ينشد إلهه

الـهظم هظم العليل ابگيد مچتوف      الطوگ  ابرگبته والراس مكشوف

جـابوا  عمته زينب وهي اتشوف      يـناشدها  وهـي ابـيا حال ولهه

 

(أبوذية)

ويـن  الفرح وادموعه يهلها      حـرايركم يسر بالطف يهلها

ابخدرها المثل شايع من يهلها      هـظيمه  تنسبي لعلوج اميه

 

عبيد الله ابن زياد يعرض رأس الحسين (ع) على السيدة الرباب

ذكر أرباب المقاتل: أن عبيد الله بن زياد لما وضع رأس الحسين بين يديه كان يقول: يا حسين لقد كنت حسن الثغر وأخذ بيده عودا فجعل يضرب به أنف الحسين تارة وأخرى يضرب به عينيه وتارة يطعن في فمه وأخرى يضرب به ثناياه وكان إلى جنبه (زيد بن أرقم) صاحب رسول الله (ص) فلما رآه يضرب بالسوط ثنايا أبي عبد الله قال له: إرفع سوطك عن هاتين الشفتين فو الله الذي لا إله إلا هو لقد رأيت شفتي رسول الله (ص) عليهما مالا أحصيه يقبلهما ثم انتحب باكيا.

 

أقول: إذاً ما حال مولاتنا زينب أخت الحسين والحسين حبيبها وهي ترى ابن مرجانة يضرب ثناياه بعود بيده أمامها؟

 

(نصاري)

وگفت والدمع يجري اعله الخدود      او ويـاه الـعليل ابمهجته ايجود

شـافت  بـيد ابن مرجانه العود      يـضرب  مـن أبو اليمه المبسم

حـنَّت  زيـنب او گامت تنادي      مـيل  العود عن مرشف الهادي

سـوطك  صـابني او ألَّم افادي      گبـل مـا لـعد ثغر احسين ألم

 

وقيل: ان ابن زياد نظر إلى الرباب زوجة الحسين فأراد أن يؤلم قلبها فقال لها: رباب رأس من هذا؟ فسكتت، فقال لها: أقسم عليك بحقه إلا ما قلت رأس من هذا؟ فعند ذلك أخذت الرأس وقبلته ووضعته في حجرها وقالت هذا رأس أبي عبد الله (1) وأنشأت تقول.

 

وا حسيناه ولا نسيتُ حسينا      أقـصدتُهُ أسـنةُ الأعـداء

غـادروه  بكربلاء صريعا      لا  سقى الله جانبي كربلاء

 

(مجردات)

لو  حلَّفتني ابراس الحسين      واتـريد  احچي بالدواوين

هـذا  عـميد الـهاشميين      او راس الفخر عامود للدين

كف المناشد والحچي الحين      اشـبيدي بني هاشم بعيدين

تـدرينه  ظـلينه نـساوين      لا والي عندنه اولالنه امعين

 

وفي بعض المقاتل: ان عبيد الله بن زياد أمر الجلاوزة أن يأخذوا منها الرأس فامتنعت عن أن تسلم الرأس فضربوها بالسياط على رأسها وأخذوا منها الرأس فأمر ابن زياد بنقلهم ـ أي عائلة الحسين (ع) ـ إلى السجن وفي السجن نظرت زينب (ع) إلى الدم يجري من تحت قناع الرباب فقالت لها: يا رباب ما دعاك إلى هذا العمل؟ قالت: يا سيدتي لما ودع الحسين عائلته استييت أن أحضر توديعه وجلست في خيمتي ولم أودعه فلما قتل احترق قلبي لعدم حضوري في ساعة الوداع لتوديعه فلما نظرت إلى رأسه أخذته وقبلته بدلا عن ذلك اليوم (2).

 

(نصاري)

مـن شـافته لـلراس الأزهـر      هـوت  فوگه تحبه ابدمع أحمر

يـبو اسـكينه تگله او يا مشكَّر      عـمت عـيني على آية المعبود

تگلـلـها يـزينب لا تـلوميني      مالي  افاد اشوف الراس بعيوني

عسن دونه يبت حيدر يضربوني      الاو ينضرب راس السبط بالعود

***

أيـن الشهامة أم أين الحفاظُ أما      يأبى لها شرف الأحساب والكرم

تُـسبى حرائرها بالطف حاسرةً      ولـم  تـكن بغبار الموت تَلتَثمُ


(1) ـ معالي السبطين. مقتل أبي مخنف.

(2) ـ أسرار المصائب للتنكابني.