(الإمام الحجة بن الحسن (عج) عزاء وندبة للإمام المنتظر المهدي (عج

القصيدة: للسيد حيدر الحلي

 

إن ضاع وترك يا ابن حامي الدين      لا  قـال سـيفك لـلمنايا كـوني

أو لـم تُـناهض آل حربٍ هاشمٌ      لا  بُـشّـرت عـلـويةٌ بـجنين

طـال  انتظارُ السمر طعنتك التي      تـلد  الـمنون بـنفس كل طعين

عـجبا  لـسيفك كيف يألف غمده      وشـباه  كـافلُ وتـره المضمون

لـله قـلب وهـو أغضب للهدى      مـا كـان أصـبره لـهتك الدين

فـيما  اعـتذارك للنهوض وفيكمُ      لـلظيم وشـمٌ فـوق كـل جبين

أيـمنكم  فـقدت قـوائم بـيضها      أم خـيلُكم أضـحت بـغير متون

لا مـثل يـومكم بـعرصة كربلا      فـي  سـالفات الدهر يومُ شجون

قـدارهفوا فـيه لـجدِّك انـصلاً      تـركت  وجـوهكم بـلا عرنين

يـومٌ أبـيُّ الـضيم صابر محنةً      غـضب  الإلـهُ لوقعها في الدين

سـلبته  أطـراف الأسـنة مهجةً      تـفدى  بـجملة عـالم الـتكوين

فـثوى بـضاحية الهجير ضريبةً      تـحت  الـسيوف عـالم التكوين

وقـفت لـه الأفـلاك حين هويِّه      وتـبـدلت  حـركاتُها بـسكون

أضـمير عيب الله كيف لك القنا      نـفذت وراء حـجابها المخزون

وتـصكُّ جـبهتك السيوف وإنها      لـو  لا يـمينُك لـم تكن ليمين

وأجـل يـومٍ بعد يومك حلَّ في      الإسـلام  مـنه يشيب كل جنين

يومٌ سرت أسرى كما شاء العدى      فـيه الـفواطم مـن بني ياسين

أبـرزنا مـن حـرم النبي وانه      حـرم  الإلـه بـواضح التبيين

مـن  كل محصنةٍ هناك برغمها      أضحت بلا خدرٍ ولا تحصين(1)

 

(مجردات)

يـبن الـحسن دنهض يمندوب      او عـاين ضلع امك المصيوب

او حـيدر علي بدماه مخضوب      او بـسموم چبد الحسن معيوب

او  للطف تعال او عاين النوب      جـدك ذبـيح او ما عليه ثوب

شـنهو  الجناه او چان مطلوب      والـحرم  يـمه اتنوح واتلوب

(وينك يمن عن عيني محجوب)      دنهض  او جيم اعليها الحروب

 

(موال)

يبن الحسن بالعتب، طول الدهر بسهم

 

ما ضگت من الدهر، طعم الفرح بسهم

 

خل نرشد الكربله، يكفي الدمع بسهم

 

ودموع جدّك تهب، نسمات هاشمها

 

حافر اخيول العده، لظلوعه هاشمها

 

وانچان ثاره انسه، يا فرع هاشمها

 

گوم اطلب ابثار، طفله المنفطم بسّهم

 

عزاء وندبة للإمام المنتظر المهدي (عج)

أعزيك يا فرج الله بجميع أهلك (سلام الله عليهم) الذين قضوا ما بين مسموم ومذبوح:

 

فلهفي عليهم ما قضى حتف أنفه      كـريمٌ  لـهم إلا بـسمِّ وصارم

 

ويقول آخر:

أبـادوهم قـتلا وسـما ومُثلةً      كـأنَّ رسول الله ليس لهم أبُ

كأن رسول الله من حكم شرعه      على  آله أن يُقتلوا أو يُصلّبوا

 

أما أمك الزهراء (ع) فقد ظلموها واغتصبوا حقها وعصروها بين الحائط والباب وأسقطوا جنينها وكسروا ضلعها.

 

والبضعة الزهراء أمُّك قد قضت      قـرحى الـفؤاد وضلعُا مكسورُ

 

وكأني بسيدي ومولاي الحجة بن الحسن يجيبني قائلا:

 

لا تـراني اتخذتُ لا وعلاها      بعد بيت الأحزان بيتَ سرورِ

 

سيدي يا حجة الله وأما جدك أمير المؤمنين (ع) فقد اغتصبوا حقه من الخلافة وتركوه جليس داره ولما نهض بالأمر بعد خمس وعشرين سنة حاربوه وبينما هو يؤدي فريضة الصلاة في مسجد الكوفة ضربوه على رأسه بالسيف حتى فلقوا هامته وبقي ينزف دما لثلاثة أيام حتى قضى نحبه مظلوما.

 

لـقد أراقـوا ليلة القدر دما      دماؤُهم انصببن في انصبابه

قـتلتم  الصلاة في محرابها      يـا قاتليه وهو في محرابه

 

سيدي يا ابن الحسن وأما عمك الحسن (ع) فقد جرعوه الغصص والمحن فمن طعنة في فخذه طعنوه بها إلى السم الذي سقوه وهو صائم فلما قضى نحبه أتى به أخوه الحسين ليدفنه عند جدكم المصطفى (ص)، منعته المرأة ومن معها من بني أمية من دفنه عند رسول الله (ص) ورموا جنازته بالسهام حتى سل منها سبعون سهما.

 

وعدوا على الحسن الزكي بأن      يرى مثواه حيث محمد مقبور

 

سيدي يا صاحب الأمر: وأما جدك الحسين (ع) فقد حاصروه في كربلاء بجيش جراء ولم يكن معه إلا ثلة قليلة.

 

وليس له من ناصر سوى نيف      وسـبعين لـيثا ما هناك مزيد

سـطت وأنابيب الرماح كأنها      آجـامٌ وهم تحت الرماح أسود

 

فمنعوه ومن معه من شرب الماء حتى تفطرت أكبادهم من الظما ثم هجموا عليه يقاتلونه فما انجلت الغبرة وما انقضى يوم عاشوراء حتى صرع جميع من معه فبقي وحيدا فريدا تارة يقاتل القوم وأخرى يطمئن على النساء ويصبرهن حتى أثخن بالجراح وبقي مطروحا على وجه الأرض ثلاث ساعات حتى أتى إليه الشمر واحتز رأسه الشريف ثم حملوه على رمح طويل ومن خلفه نساؤكم سبايا إلى ابن زياد ويزيد.

 

سيدي لدي أبيات استميحك العذر في إنشادها:

 

مثل  الإما يدخلن في مجلس      بـه  يـزيدٌ ضاحكا مطربا

مـستهزأً  يـرنو لها شامتا      وهو يدير الكأس كي يشربا

 

ورأس المظلوم أبي عبد الله الحسين (ع) بين يديه والنساء تنظر إليه.


عـترة  الـوحي غدت في قتلها      حـرمات الله فـي الطف حلالا

قـتلت  صـبرا عـلى مشرعة      وجدت فيها الردى أضحى سجالا

 

(مجردات)

مـاتوا  هـلك ما بين مسموم      او مـذبوح منه تجري الدموم

واعـظم  واشد گلهم المظلوم      الـذبحوه وامن الماي محروم

او عگبه سبوا زينب او كلثوم      اويـاها  العليل او گلبه مالوم

دنـهض او شيل اللوه ابهليوم

***

يـا غائبا طال انتظارُ محبِّه      لـظهوره  وخصومُه تُؤذيه

عجِّل فديتُك والمصائبُ جَّمةٌ      منها  كتمنا ضعف ما نُبديه


(1) ـ ديوان السيد حيدر الحلي ص111/114.