(المجلس الأول هارون العباسي يدس السم للإمام موسى الكاظم (ع

القصيدة: للسيد مهدي الأعرجي

 

يـا جنَّة الفردوس ما بال الحشى      قـد بـات يصلى منك ذات وقود

ذهـبت بزهرتك الليالي السود يا      تـبَّـاً لـهاتيك الـليالي الـسود

لـم  تحتفل لك في عهودٍ مثل ما      لأبـي  (الرضا) لم تحتفل بعهود

جـلبوه  قـسرا مـن مدينة جدِّه      نـحـو الـمدائن مـوثقا بـقيود

حـبسوه  في (طامورةٍ) لم ينفجر      لـيل  الـشقا عن صبحها بعمود

تـبت  يدُ الرجس (الرشيد) بفعله      إذ لـبس فـيما قـد جنى برشيد

أوحـى إلـى (سـنديِّه) لـيسُمَّه      سـما  تـذوب بـه صخورُ البيد

فقضى  سميما في السجون مشرَّدا      فـي مـنزل عـمَّن يـحبُّ بعيد

وضعوا على جسر الرصافة نعشه      وعـليه  جهرا بالإهانة نودي(1)

 

(نصاري)

عليه ضاگ الهوه او مل من حياته      ولا  يـعرف وكـت بيه الصلاته

لـمن  سموه او بيه صارت وفاته      عگب  ما ذاب چبه وخلص بالسم

ثـلث  تـيام ظل من غير تغسيل      مـا  عـنده عشيره النعشه اتشيل

شـالوا  لـلجسر اربـع احماميل      اوبي  سمعت الناس او غدت تلتم

اشـحال  ابنه الرضا لمن گصد ليه      او عـاين لـلحديد او شاف رجليه

ظل يبكي اعله حاله او ينحب اعليه      حـتى  انچتـل بـخريسان بالسم

 

(أبوذية)

يـسمونك  يـبن جعفر علامه      الكتل  والسم صبح بيكم علامه

عليك انشد عزه او نرفع علامه      او نـشيع اجنازتك يبن الزچيه

 

هارون العباسي يدس السم للإمام موسى الكاظم (ع)

لما كثرت الوشاية بالإمام موسى الكاظم (ع) إلى هارون صمم الأخير على اعتقال الإمام موسى بن جعفر وإيداعه السجن ولذا فقد أصدر حكمه إلى الشرطة باعتقاله فجاؤوا يبحثون عن الإمام فوجدوه قائما يصلي عند قبر جده رسول الله فقطعوا عليه صلاته ولم يمهلوه من إتمامها وحمل (ع) من هناك إلى سجن البصرة مقيدا بالحديد وعيناه تسيلان دموعا وهو يقول: إليك أشكو يا رسول الله.

 

قطع الرشيدُ عليه فرض صلاته      قـسرا  وأظـهر كامن الأحقاد

 

ولما أوصلوه إلى البصرة سجن عند عيسى بن جعفر مدة مقفلا عليه السجن لا يفتح له إلا للطهور وإدخال الطعام، وكان (ع) يقضي أوقاته في السجن بالعبادة والتضرع إلى الله وسمع يقول: اللهم إنك تعلم أني كنت أسألك أن تفرغني لعبادتك اللهم فلقد فعلت فلك الحمد.

وبعد تلك المدة طلب عيسى بن جعفر من هارون نقل الإمام إليه لأنه ما رأى من الإمام إلا العبادة والبكاء من خشية الله وكان محرجا بسبب وجود الإمام عنده فقبل الطاغية طلب عيسى ونقل الإمام إلى بغداد مقيدا بالحبال والحديد تحف به الشرطة والحراس حتى أوصلوه إلى بغداد فأودع في سجن الفضل بن الربيع.

 

ما زال ينقل في السجون معانيا      عـضّ  القيود ومثقل الأصفاد

 

(نصاري)

امـن  البصره السجن بغداد جابه      ابـحديد او گيـد ويـدور ذهابه

ذبَّـه ابـسجن اظـلم غلگ بابه      او نهه السجان يمّه الناس يصلون

 

(مجردات)

عجيبه امصيبته والله عجيبه      من سجن السجن ظالم يجيبه

او كبده امن الولم زايد لهيبه

 

ولم يزل (ع) يُنقل من سجن إلى سجن فقد نقل من سجن الفضل بن الربيع إلى سجن الفضل بن يحيى وفي كل مرة كان الطاغية يأمر جلاوزته أن يضيقوا على الإمام، حتى قضى إمامنا نحبه صابرا محتسبا مسموما في سجن السندي بن شاهك (2)، رحم الله من نادى: وا إماماه، وا سيداه، وا مسموماه.

 

(مجردات)

هـلن دمـه ابـدال الـدمع يعيون      على الگوَّض غريب ابسجن هارون

امگيـد  بـالحديد او زرگ المتون      چا  ويـن هـاشم مـا يـحضرون

الـجـثة الـكاظم خـل يـشيعون

 

(مجردات)

والسندي فوگ اجنازته ايحوم      او  نـادى عليه ابلفظ ميشوم

إمـام  الروافض مات هليوم

 

(أبوذية)

چف  الـدهر ريته اليوم ينشال      جرح  گلبي ولا اظن بعد ينشال

نعش موسى عله احماميل ينشال      او يظل فوگ الجسر ثاوي رميه

***

ودس  لـه سـما فـأورى فـؤاده      وكـل فـؤادٍ مـنه حـزناً تـوقدا

وهاك  استمع ما يُعقِبُ القلب لوعة      ويـنضحه  دمـعا على الخدِّ خدَّدا

غـداة الـمنادي أعلن الشتم شامتا      على النعش يا للناس ما أفضعَ الندا

أيُـحمل مـوسى والـحديدُ برجله      كـما  حُـمل الـسجادُ عانٍ مقيَّدا


(1) ـ ديوان شعراء الحسين (ع).

(2) ـ حياة الإمام موسى بن جعفر (ع) للشيخ باقر شريف القرشي. المجالس السنية ج2 للسيد محسن الأمين.