(المجلس الثالث الإمام زين العابدين يحدث ابنه الباقر (عليهما السلام

القصيدة: للسيد صالح القزويني النجفي

 

ألا  يــا أمـين الله وابـن أمـينه      عـلى  خـلقه الـعافي به والمقاقب

لـك  الحجرُ الميمون دون محمدٍ(1)      مـقرٌ بـفرض الـودِّ جهرا مخاطب

ولـما اسـتلمت الـركن لـله ساعيا      عـليك  انـحنت بالاستلام الجوانب

فـدان ابـن مـروانٍ لعزِّك خاضعا      كـما لـك دانـت عجمُها والأعارب

رضاك رضا الباري وسخطك سخطه      وفـي مـحكم الـتنزيل وُدك واجب

فـيا لـيت لا كـان الطريد ولم تكن      تـنوبُك  مـن آل الـطريد النوائب

ودسَّ  إلـيك الـسمَّ غـدرا بمشرب      ولـيدٌ  فـلا سـاغت لديه المشارب

فـيـالأمامٍ مـحـكمُ الـذكر بـعده      تـداعت لـه أركـانُه والـجوانب

ويـالسقيمٍ  شـفَّه الـسُقمُ والبكا      ويـالنحيلٍ  أنـحلته الـمصائب

ويـا  لـفقيدٍ قـد أقـامت مآتما      عـليه المعالي فهي ثكلى نوادب

فـلا عـجبٌ بيتُ النبوةِ إن دجا      ومـن أفـقه بدر الإمامة غارب

ولـله أفـلاكُ الـبقيع فـكم بها      كـواكب مـن آل النبيِّ غوارب

حـوت منهم ما ليس تحويه بقعةٌ      ونالت بهم ما لم تنله الكواكب(2)

 

(نصاري)

اويـلي اعلى العليل المات بالسم      عگب ذاك الـيسر والهظم والهم

عگب ذيچ الهظيمه ومحنة الطف      او  يـسره الـبي تگيَّد والتكتف

ونّـه  مـا بطل ساعه ولا خف      لـمن  كـبده يويلي انمرد بالسم

گام او غـسـله الـباقر ابـايده      او  شـاف الجامعه امأثره ابجيده

او  شاف الساگ بيه اشعمل گيده      گعد  يبكي او على حاله ايتهظم

 

الإمام زين العابدين يحدث ابنه الباقر (عليهما السلام)

قال الإمام علي بن الحسين (ع) لولده أبي جعفر الباقر (ع) مر بي أبي الحسين (3) وهو يقول: ولدي عجل فإنا منتظرون فما أمامك خير. وفي كتاب وفاة الإمام السجاد للمرحوم سليمان البلادي: فلما سرى السم في بدنه الشريف وتيقن حلول أمر الله تعالى به وانقطاع أجله أقبل على ولده وخليفة الله من بعده أبي جعفر محمد الباقر (ع) وقال له يا بني إن الوعد الذي وعدته قد قرب فأوصيك يا بني في نفسك خيرا واصبر على الحق وإن كان مرا فإنه لتحدثني نفسي بسرعة الموت لقوله تعالى: (أفلم يروا أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها والله يحكم لا معقب لحكمه وهو سريع الحساب) (4) وكان (ع) يقرأ القرآن وهو في حالة الاحتضار ثم أشرق من وجهه الشريف نور ساطع يكاد يخطف الأبصار ثم نادى يا أبا جعفر عجل ففاضت نفسه الشريفة فلطم الباقر رأسه ورفع صوته بالبكاء وضج أهله وعياله وضجت المدينة بالبكاء والعويل وكان كيوم مات فيه رسول الله فأخذ في تجهيزه ولده الباقر وأعانته على غسله أم ولد له وبينما كان إمامنا زين العابدين على ساجة المغتسلا ممدودا وأبو جعفر يغسله إذ تنحى أبو جعفر جانبا وأخذ في البكاء فقيل له ما يبكيك يا ابن رسول الله؟ قال (ع): أبكي لما أرى من آثار الجامعة التي وضعت على صدره والغل الذي في يديه (5).

 

(مجردات)

مـن غسله او دمعه يهله      صد  او نظر لن السنسله

ابرگبته امأثره او اثر غله      يـوم السحب نطعه خوله

چتـفه او لـحد گال خله

 

وبعد التغسيل والتكفين أخرجت جنازة الإمام للصرة عليها فصلى عليه الإمام الباقر (ع) وصلى الناس عليه البر والفاجر والصالح والطالح وانهال الناس يتبعون الجنازة حتى لم يبق أحد إلا وشارك في تشييعه ودفن في البقيع مع عم الحسن (ع) (6).

 

بأبي الذي عاشت بنعماه      الـيـتامى  والأرامـل

حـتى  قـضى وبجيده      أثر  الجوامع والسلاسل

ومضى قتيلا وابن مروا      ن لــه بـالسم قـاتل

لـم يبق مذ هتف النعيُّ      بـفـقده  أمـل لآمـل

فـقدت  بـفقد أبي مح      مـد كل معروف ونائل

 

(نصاري)

شـالـه لـلبقيع او حـفر گبـره      يـم عـمه الـحسن وامه الزهره

ظـل  اعـليه يجري الدمع عبره      لـمن  سـمه هشام او مات بالسم

عـليه  صاحت الوادم فرد صيحه      او گام او غسله او حطه ابضريحه

بـس  جـثة السبط ظلت طريحه      او  بـالخيل الـصدر مـنه تهشم

 

(أبوذية)

الـك  شيعه بچت يحسين ورثت      او نـارك بالگلب يحسين ورثت

يـخويه داركـم لـلحزن ورثت      او عليك النوح كل صبح او مسيه

 

(تخميس)

لـقد  بـرزت ولهى تنوح عميدها      وقـد خدَّ قاني الدمع بالحزن خدَّها

فـواحدة  تـشكو إلى الجدِّ وجدها      وأخرى بفيض النحر تصبغ وجهها

وأخـرى تـفدِّيه وأخـرى تـقبّلُ


(1) ـ هو محمد بن علي بن أبي طالب (ع) الشهير بابن الحنفية والقصة كما ذكر أن خصومة وقعت بينه وبين الإمام السجاد أيهما أحق بميراث علي (ع) فاتفقا على أن يذهبا إلى البيت الحرام ويسلما على الحجر الأسود فمن رد عليه السلام فهو أحق بالميراث (الإمامة) فلما سلم محمد على الحجر الأسود لم يجب ولما سلم علي بن الحسين (ع) أتاه الجواب فكان ذلك سببا لإقرار محمد بالحق وقال بعضهم: ان محمدا اصطنع ذلك ليظهر فضل الإمام علي بن الحسين (ع) بهذه الوسيلة وهو لم يكن شاكا في إمامته وهذا ما أميل إليه لوجود شواهد كثيرة تؤكد على ان ابن الحنفية فوق كل الشبهات وأقل ما نقول في حقه انه وصي الحسين (ع) على المدينة والنائب عنه في إدارة شئون الثورة والثوار.

(2) ـ المجالس السنية ج2 ص434 محسن الأمين.

(3) ـ المقصود في عالم الرؤيا.

(4) ـ سورة الرعد : الآية 41.

(5) ـ وفاة السجاد للشيخ حسين القديحي.

(6) ـ الإمام زين العابدين (ع) للسيد المقرم. نور الأبصار للحائري. المجالس السنية ج2 للسيد محسن الأمين.