(المجلس الثالث شهادة الإمام الحسن العسكري (ع) وخلافة الإمام المهدي (عج

القصيدة: للشيخ حسين الشبيب القطيفي

ت: 1369هـ

 

يـا صاحب العصر احسن الله العزا      لـك فـي أبـيك سليل طه الأطهر

قـد جـرّعوه الـقوم كاسات الردى      فـقضى شـهيداً والأنـامُ بـمنظر

ولـئن صـبرت لـهذه ونـطيرها      فـأنا  وحـقَّك جـفَّ بحرُ تصبري

فـإلى  مـتى يا ابن النبيِّ أما ترى      كـلُّ  ابـن أفـاكٍ عـليكم يجتري

نـهضا  فـما ترضى العُلا بدمائكم      هـدرا  يـكون وكـسرُكم لم يُجبر

أفـلا يُـهيجُك أن أهـلك قد قضوا      مـا بـين مـسمومٍ وبـين مـعفّر

ومـجدلٍ فـوق الـبسيطة عـاريا      مـلقىً  ثـلاثا بـالعرا لـم يُـقبر

شـلـوا مـغارا لـلخيول ورأسُـه      كـالبدر  يـزهر فوق رأس الأسمر

يـا ابن النبيِّ المصطفى حزني لكم      أجـرى  عـتابي في دوام الأعصُر

عـذرا إلـيك فـفي فـؤادي قُرحةٌ      قد أوهنت كبدي وأدمت محجري(1)

 

(تجليبة)

يبن الحسن ما تنهض يوالينه      ما تدري عدانه اتشمتت بينه

يـبن الـحسن ما تنهض يراعي الثار      چي تـصبر او لـلسا مـغمد الـبتار

أخـبرك وانـته تدري بالجره والصار      حگّم  لـيـش لـلـساعه امـخـلينه

حگكـم ضـاع يـبن الحسن المندوب      يـا  آيـة هدى ابلوع العرش مكتوب

گلـبي ابـيا ذنب جدك علي المطلوب      مـن بـعد الـنبي ابـداره امـجنبينه

مـن  بـعد الـنبي دارت عليه الگوم      ظـل  جـاعد ابداره يبچي او مهظوم

عـلى افـراگ الـنبي حرّم لذيذ النوم      يگول  الـعفه اعلى الدنيا عگب عينه

عـلى  الدنيا العفه عگب النبي الهادي      اولـيت الـغيث لا سال اوروه الوادي

والـزهره  تـلوع او تـبچي واتنادي      ابـونه الـمصطفى سـيد الرسل وينه

أول ثـار غـصبوا نـحلت الـزهره      والـثـاني  ابـحـيدر وادوا الـغدره

والـثالث  يـبو صـالح صعب ذكره      مـا شـفنه ضـلع گبـله امـكسرينه

مـا شـفنه ضـلع گلبه انكسر بالباب      ولا  شـفنه تـمزّق گبل صكها اكتاب

يـبن  الحسن يوصل ليك مني اعتاب      چي  تـنسه جـنين الـلي امسگطينه

چي تـنسه الـذي واطوا گبرها ابليل      چي  تـنسه الحسن بالسم گضه ياويل

اوچي تنسه الحسين الرضرضنّه الخيل      او  چي تـنسه الـعليل اللي امگيدينه

 

شهادة الإمام الحسن العسكري (ع) وخلافة الإمام المهدي (عج)

قال القمي في منتهى الآمال: روى ابن بابويه بسند معتبر عن أبي الأديان انه قال: كنت أخدم الحسن بن علي بن محمد... وأحمل كتبه إلى الأمصار فدخلت عليه في علته التي توفي فيها صلوات الله عليه فكتب معي كتابا وقال امض بها إلى المدائن فإنك ستغيب خمسة عشر يوما وتدخل إلى سر من رأى يوم الخامس عشر وتسمع الواعية في داري وتجدني على المغتسل.

قال أبو الأديان فقلت: يا سدي فإذا كان ذلك فَمَن؟ قال من طالبك بجواباك كتبي فهو القائم من بعدي فقلت: زدني فقال: من يصلي عليّ فهو القائم بعدي فقتل: زدني، فقال: من أخبر بما في الهميان فهو القائم بعدي ثم منعتني هيبته أن أسأله عما في الهميان، وخرجت بالكتاب إلى المدائن وأخذت جواباتها ودخلت سر من رأى يوم الخامس عشر كما ذكر لي (ع) فإذا أنا بالواعية في داره وإذا به على المغتسل ـ أي وا إماماه، وا سيداه ـ .

 

بـاحت بـسم أبي محمد غيلة      بـكوامن  الأحـقاد والـشنآن

بـأبي الذي ختمت رزايا أهله      فـيه فـليس لـرزئه من ثان

وقضى قصيَّ الدار لم ير حوله      أحـداً  من الأنصار والأعوان

 

وإذا بجعفر بن علي أخيه بباب الدار والشيعة من حوله يعزونه ويهنونه (2) فتقدمت فعزيت وهنيت فلم يسألني عني شيء ثم خرج عقيد (خادم الإمام) فقال يا سيدي قد كفن أخوك فقم وصل عليه فدخل جعفر بن علي والشيعة من حوله فلما صرنا في الدار إذا نحن بالحسن بن علي صلوات الله عليه على نعشه مكفنا فتقدم جعفر بن علي ليصلي على أخيه فلما همّ بالتكبير خرج صبي بوجهه سمرة، بشعره قطط، بأسنانه تفليج.

 

يـا  غـيرة الله اهتفي      بـحميِّة الـدين المنيعه

مـا ذنـب أهل البيت      حتى منهمُ اخلوا ربوعه

تـركوهم شـتي مصا      رعُـهم واجمعُها فظيعه

فـمـكابدٌ  لـلسمِّ قـد      سُـقيت حُشاشتُه نقيعه

ومـضرَّجٌ بالسيف آثر      عـزَّه  وأبى خضوعه

 

ولكن لم يمثل بجسد أحد منهم كما مثل بجسد جدك الحسين ولم يقطع رأسه أحدهم كما قطع رأس الحسين ولم تحمل نساء إمام كما حملت نساء الحسين، يا بقية الله يا حجة الله متى ترانا ونراك متى نرى تلك الطلعة الرشيدة والغرة الحميدة؟

 

مـتى  نـرى وجـهك مـا بيننا      كالشمس ضاءت بعد طول استتار

لـنـا  قـلـوبٌ لـك مـشتاقةٌ      كـالنبت  إذ يشتاق صَوبَ القفار

 

فجذب برداء جعفر بن علي وقال تأخر يا عم فأنا أحق بالصلاة على أبي فتأخر جعفر وقد اربد وجهه واصفر.

فتقدم الصبي وصلّى عليه. ودفن إلى جانب قبر أبيه (ع) ثم قال: يا بصري هات جوابات الكتاب التي معك فدفعتها إليه فقلت في نفسي هذه بينتان بقي الهميان... فنحن جلوس إذ قدم نفر من (قم) فسألوا عن الحسن بن علي (ع) فعرفوا موته فقالوا: فمن نعزي؟ فأشار الناس إلى جعفر بن علي، فسلّموا عليه وعزوه وهنّوه وقالوا: ان معنا كتبا ومالا فتقول ممن الكتب وكم المال.

فقام ينفض أثوابه ويقول: أتريدون منا أن نعلم الغيب؟ فخرج الخادم فقال معكم كتب فلان وفلان وهميان فيه ألف دينار وعشرة دنانير منها مطلية فدفعوا إليه الكتب والمال وقالوا الذي وجه بك لأخذ ذلك هو الإمام (3).

نعم لقد فجع مولانا صاحب العصر والزمان بشهادة أبيه والذي كان يحز في نفسه المقدسة ان كان لا يستطيع الظهور أمام الملأ ولم يكن يتمكن من إظهار الحزن والفجيعة بأبيه انها مصيبة عظيمة ولكن المصيبة الأعظم مصيبة أبي عبد الله (ع) لأن أهل البيت قد قضوا بين مذبوح بسيف ومقتول بسم.

 

(موال)

يـا يوم تروي ظمانه من عذب منهلك      واتشد على اعداك للثار او تكر منهلك

تـعتب  عليك النواعي والعتب منهلك      ما تعن غوجك او تلبس للحرب لامته

تبگه  اعله هذا الصبر يا سيدي لامته      لـتلوم نـاس الـجنابك بالعتب لامته

يو چتل يو سم ياهو الماگضه من هلك

 

ولكن يا فرج الله إن جدك الحسين قتل بالسيف وقطع جسده ي صحراء كربلاء بحوافر الخيول وفصل رأسه عن الجسد وتركوه ثلاثة أيام بلا دفن وسيروا نساءه على أقتاب الإبل بلا غطاء ولا وطاء ورؤوس الشهداء أمامهن وإذا بكت منهن واحدة أسكته القوم بكعب الرمح فتستغيث بأهلها ولا من مغيث، فهذا هوالمصاب الأعظم ولا مصاب أعظم منه.

 

(أبوذية)

راعـي  الـثار مـا يظهر علامه      ويـنـشر لـلـيتانونه عـلامـه

نـسـه بـمتون عـماته عـلامه      ابضرب اسياط زجر او جور اميه

***

أدرك تراتك أيها الموتور      فـلكم  بكل يد دم مهدور


(1) ـ شعراء القطيف ص266/267.

(2) ـ بهنونه بالإمامة والمقصود بالشيعة عوام الشيعة لا علمائها فإن أهل البصرة الذين لا تخفى عليهم مثل هذه المسائل الخطيرة لاسيما أن الأئمة معروفة أسمائهم وأوصافهم قبل أن يولدوا.

(3) ـ منتهى الآمال ج2 ص678/680.