(المجلس الثالث مرض الإمام الحسن الزكي (ع

القصيدة: للسيد محمد حسين الطباطبائي

الشهير بالكيشوان

 

جحدوا ولاءَ المرتضى ولكم وعى      مـنهم لـه قـلبٌ وأصغى مسمع

وبـما جـرى من حقدهم ونفاقهم      فـي  بـيته كُسرت لفاطمُ أضلع

وعدوا على الحسن الزكيِّ بسالف      الأحـقاد حـين تـألبوا وتجمعوا

مـا زال مـضطهدا يُقاسي منهمُ      غصصا  بها كاس الردى يتجرع

حـتى  إذا نـفذ الـقضاء محتَّما      أضـحى  يُـدسُّ إلـيه سمٌ منقع

وتـفتت  بـالسمِّ مـن أحـشائه      كـبدٌ لـها حـتى الصفا يتصدع

وقـضى بـعين الله يـقذف قلبه      قـطعا غـدت مـما بـها تتقطع

لـلـه  أيُّ رزيـةٍ كـادت لـها      أركـان شامخة الهدى تتضعضع

رزءٌ بـكت عين الحسين له ومن      ذوب الـحـشا عـبراتُه تـتدفع

يـوم  انـثنى يـدعو ولكن قلبُه      ذاوٍ  ومـقـلتُه تـفيض وتـدمع

أتـرى يطيف بي السلو وناظري      مـن بـعد فقدك بالكرى لا يهجع

خـلفتني مرمى النوائب ليس لي      عـضدٌ أرد بـه الخطوب وأدفع

وتـركتني أسـفا أردد بـالشجى      نـفساً تـصعده الدموعُ الهُمَّعُ(1)

 

(فائزي)

واحـسين نـادى عـيشتي گشره بليَّاك      خـذني  يـخويه لـلگبر روحي فداياك

ايـذوب  گلـبي لو بچت حولي يتاماك      مـا  أوحش الدنيه عگب عينك يمسموم

ويــلاه  يـوم احـسين ودَّع لـلشفيه      او  نـادى يـخويه اتشمتت العدوان بيه

انـته  بـرض طيبه وانا في الغاضريه      جسمي  امجدَّل والغسل من فيض الدموم

خـويه  ابهوادي الليل تنعاك المحاريب      خويه المنابر عگب عينك شگت الجيب

يا خوي عيشي من بعد عينك فلا ايطيب      او عيني عگب عينك ابد ما تگبل النوم

 

مرض الإمام الحسن الزكي (ع)

روي أن الحسين (ع) دخل على أخيه الحسن (ع) في مرضه الذي استشهد فيه فلما رأى ما به بكىن فقال له الحسن (ع) ما يبكيك يا أبا عبد الله؟ فقال: أبكي لما صنع بك فقال الحسن (ع) إن الذي أوتي إليّ سم أقتل به ولكن لا يوم كيومك يا أبا عبد الله وقد ازدلف إليك ثلاثون ألفا يدعون الإسلام فيجتمعون على قتلك وسفك دمك وانتهاك حرمتك وسبي ذراريك ونسائك وانتهاب ثقلك، فعندها تحل ببني أمية اللعنة وتمطر السماء رمادا ودما، ويبكي عليك كل شيء حتى الوحوش في الفلوات والحيتان في البحار.

هذا وقد أثر السم في الحسن وكان رأسه في حجر الحسين (ع) وهو يقذف بين الحين والآخر أحشاءه في الطشت قطعة قطعة.

 

وإذا بالباب يطرق فقال الحسين (ع): من الطارق؟ فقالت زينب: أنا أختك.

 (نصاري)

اشـكثر  الـدهر فـرّگ بين الاحباب      او سهمه اعله ابو امحمد بالگلب صاب

گعـد يـنحب ولـن الدگ على الباب      صـاح الـحسن شيل الطشت يحسين


(نصاري)

أنــا الـفاجدة أمـي وأبـييّ      وانـا الـجايه الـتعافه لـخييّ

يخويه احسين اخاف ايزول فييّ      لـو مات الحسن هاليوم يحسين

 

فقال الحسن لأخيه الحسين: يا أخي ارفع الطشت لكي لا تراه أختنا زينب وباقي بنات أمير المؤمنين.

 

(مجردات)

يحسين شيل الطشت عني      خواتك  يبو السجاد اجني

يردن  يشبعن شوف مني      او  يردن يخويه ايودعني

او ينوحن عليه او يندبني

 

ففتح الباب فدخلت زينب (ع) صارخة:

(نصاري)

ولن اتشوف اخوها الحسن مطروح      ويـده  اعـله الكبد ويجود بالروح

بچت زينب او گامت تحن واتنوح      واتـنادي الـحنينه ابـدمع سچاب

 

وتلتفت إلى أبي عبد الله الحسين (ع) وتخاطبه (2).

 

(نصاري)

يـحـسين  تچي لـه ابـصدرك      ابـن والـدك واحـزام ظـهرك

اخـاف  الـدهر من بعده يغدرك      او تظل بعده يخويه اولا لك امعين

 

(أبوذية)

تصيح ابصوت يبن امي وجدته      يـخويه  سـمتك جعده وجدته

امگطـع بالطشت چبده وجدته      الحسن  يحسين مشرف عالمنيَّه

***

قم وانعَ للزهراءِ مهجةَ قلبها ال      حـسن  الـزكيَّ بزفرةٍ وحنين

واكتُم حديثَ الطشت عنها إنني      أخشى انخلاع فؤادها المحزون


(1) ـ مثير الأحزان ص108.

(2) ـ معالي السبطين ج1، للشيخ محمد مهدي الحائري.