(المجلس الثاني بين يدي شهادة الإمام الباقر (ع

القصيدة: للشيخ علي الجشي

ت: 1376هـ

 

مِـمَ  الـعوالُم نُـكّست أعلامُها      واسـودَّ من صبغِ الأسى أيامُها

ما  راعني إلا انقلابُ حقائق الأ      كـوان إذ مـلأ الـفضا المامها

قـد اعجم النطق الفصيح لقوله      وبـندبه قـد أفصحت أعجامها

وإذ  الـعوالم عـن لسانٍ واحدٍ      تـدعوا  أسىً اليوم مات إمامها

الـيوم بـاقر عـلم آل مـحمدٍ      مـنه  شفت غلَّ القلوب طغامها

ولـطالما  قـاسى الأذى بحياته      لا  تـحكَّم فـي الـكرام لئامها

آلـت أمـيةُ أن تـبيد عـداوةً      آل الـنبيِّ سُـمامُها وحـسامها

الله أكبر كم من حرمةٍ في الشام      قـد  هـتك الـغويُّ هـشامها

أمسى بها في السجن طورا ليتها      سـاخت  وعوجل بالبلا أقوامها

أهـدت له في السرج سمَّا قاتلا      غـدار وهل يخفى عليه مرامها

بـأبي  وبي أفديه إذ بلغ العدى      فـيه الـمنى وبه أضرَّ سمامها

لـكنما سبق القضا وله ارتضى      وهـو  العليم بما جرت أقلامها

فـغدا على فُرُش السُقام يجاذب      الأنـفاس إذ أوهت قواه سُقامها

الـيوم بـاقرُ عـلم آل محمدٍ      كـفُّ  المنية قد رمته سهامها

الـيوم نجم الدين خرَّ وشمسُه      أفلت عن الدنيا فعمَّ ظلامها(1)

 

(نصاري)

عـلى الـباقر يدمع العين سح دم      گضه عمره ابهظيمه او مات بالسم

عليه  مرت مصايب مالها احساب      دلـيله  من عظمها اتفطر او ذاب

شـاف ابكربله كل گومه الأطياب      ضـحايه او نـار تـلهب بالمخيم

او  مـشه ويـه الاطفال امگيدينه      يـسير او ينضرب او بچت عينه

يـنظر والـده او يـسمع ونـينه      عـلى الـناگه او عليه يتكوّر الهم

 

(موشح)

بـاقر اعـلوم الـنبي سـيد الـبشر      شـاف كـم لـوعه وحزن من الدهر

فـاق صـبر ايوب بالمحنه او صبر      يـشـكي لـلباري جـميع اهـمومه

مـن  زغـر سـنه قسه اوياه الزمن      شـاف  عملت كربله او عاش المحن

وبـاليسر مـكتوف راح اويه الظعن      وسـمـع  ونَّـة عـمته الـمهظومه

شـاف جـده احـسين بالحومه وحيد      او من دخل ظعن السبي المجلس يزيد

او شـاف ابـوه مگيـد ابذاك الحديد      ايـنازع ابـروحه الـغدت مـالومه

او مـن بـعد فگد الأبو او كلما جره      عـاش  وي حـكم آل امـيه الغادره

او سگم احـكـامه هـشام الـجائره      غـاب  نـوره او چبـدته مسمومه

 

بين يدي شهادة الإمام الباقر (ع)

قال المؤرخون: إن سبب وفاة الإمام الباقر (ع) هو سم دسه إليه هشام بن عبد الملك فقد قيل: وضعه له في طعام. وقيل: في شراب. وقيل: في سرج دابته كما يروى عن الإمام الصادق (ع). فوقع من ذلك السم في فراشه متورم الجسد ثم عاش بعد ذلك ثلاثة أيام فلما كانت ليلة وفاته جعل يناجي ربه وأمر بأكفان له وكان فيه ثوب إحرام قال اجعلوه في أكفاني. قال الإمام الصادق (ع): ناداني أبي بعد فراغه من مناجاته وقال لي بني إن هذه الليلة التي أقبض فيها؟

فلما حضرته الوفاة قال: ادع لي شهودا فدعوت أربعة من قريش فيهم نافع مولى عبد الله بن عمر فقال: اكتب: هذا ما أوصى به يعقوب بنيه يا بنيَّ إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون وأوصى محمد بن علي إلى جعفر بن محمد وأمره أن يكفنه في برده الذي كان يصلي فيه يوم الجمعة وأن يعممه بعمامته وأن يربع قبره ويرفعه أربع أصابع وأن يحل عنه اطماره عند دفنه ثم قال للشهود: انصرفوا رحمكم الله فقلت له: يا أبت ما كان في هذا بأن يُشهد عليه فقال: يا بني كرهت أن تغلب وأن يقال: لم يوص إليه فأردت أن تكون لك الحجة.

أيها المحبون أيها الموالون: فلما أكمل إمامنا وصيته تهيأ للقاء ربه فغمض عينيه وأسبل يديه ومدّ رجليه وعرق جبينه وسكن أمينه وفاضت روحه الطيبة، أي وا إماماه، وا سيداه، وا باقراه (2).

 

(نصاري)

سـره الـسم ابـدن راعـي الحميه      طــول  الـليل مـا نـام الـشفيه

يــون ايـلـوج لـوجات الـمنيه      حـن ابـنه عـليه او هـملت العين

حـب ابـنه او وضـع ليه الوصيه      گام  ايــودعـه اوداع الـمـنـيه

يـوم  الـمات ابـن سـيد الـبريه      دوت  بـالـنوح دور الـهـاشميين

دوت بـالـنوح كــل الـهاشميات      صاحن حيف ابو جعفر گضه او مات

فك عينه اعله ضيم او ضاگ لوعات      عـاش ابـكدر لـمن ما گضه البين

آيـمـصاب ابـو جـعفر الـمظلوم      عـاش او مـات ما شاف الفرح يوم

تـالـيها گضــه ويـلاه مـسموم      بـعدنه امـصايب اهله موش ناسين

الله ايـسـاعد ابـنـه يـوم شـاله      گام  ايـغسله او يـبچي اعـله حاله

ألـف وسـفه عـلى أولاد الـرساله      يگضـون  ابـذبح وابسم على الدين

 

(أبوذية)

دموعي دمه اعله الباقر مصبها      عليه  اوي هله بالطف مصبها

جـن او انس تتباچه ابمصبها      بـالسم  والچتل راحوا سويه

***

لم  يبقَ ثاوٍ بالعراء كجدِّه      دامٍ  تـغسله دمـاء وريدِ

قد بُدِّدت أوصاله يا للهدى      بـشبا  الصفاح أيما تبديد


(1) ـ شعراء القطيف ج1 ص286 علي المرهون.

(2) ـ المجالس السنية ج2 للسيد محسن الأمين. نور الأبصار للحائري.