(المجلس الثاني رواية ثانية في كيفية شهادته (ع

القصيدة: للشيخ عبد الحسين شكر

 

حـتّـى مَ طـيُّك لـليباب الـمقفر      فـأرح بـسامراء نـبكي العسكري

نـبكي  إمـاماً أحـزن الأملاك في      مـلكوتها  ودهـى الـصفا بـتكدر

حـطم  الـحطيم مصابُه وله الهدى      بـالنوح  يُـشعر مـعلنا بـالمشعر

نـبكي  فـتى أبـكى البتولة فاطما      وأذاب أحـشاء الـرسول وحـيدر

لـهفي لـمولىً قد مضى فيه القضا      وهـو الـذي لـولاه لـما يـصدر

مـا  زال فـي سجن الطغاة مكابدا      هـماً فـيا عـين الـفخار تفجَّري

أرداه مُـعـتمدُ الـضـلال بـسمِّه      فـقضى شـهيدا يـا سماءُ تفطَّري

يـا أبـحر الأفـضال غيضي بعده      فـلقد  قـضى سـما مـمدُّ الأبحر

يـا صاحب الأمر الذي قد كان عن      مــولاهُ  خـير مـترجمٍ ومـعبِّر

بـأبـيك آجــرك الإلـهُ فـبعده      قـد حـلَّ كـسرٌ بـالهدى لم يُجبر

كيف  اصطبارُك والقعودُ وقد قضت      أهـلوك  صبرا ما رأوا عيشا مري

مـا بـين مسمومٍ سُقي جُرَعَ الردى      ومـجـزَّرٍ  بـدم الـوريد مـعفَّر

مـولاي هـل اخـبرت أنَّ نسائكم      سبيت على الأعجاف أم لم تُجبَر(1)

 

(أبوذية)

ابـفگد العسكري اتيتم شرعها      سـفينه چان ما ينصه شرعها

يـا ظـالم چتل نفسه شرعها      او هدَم ركن الشريعه الأحمديه

 

(أبوذية)

البني العباس عدنه اعتاب وجهه      سـمهم نـار بـينه اليوم وجهه

اضحه  العسكري مطعون وجهه      لـمن  بـيه سـره سـم المنيه

 

(أبوذية)

وحگ العسكري او عوده وسمهم      علامه ابكل گلب يضوي وسمهم

حـيف  اتـجاسر الظالم وسمهم      ابـذاك  الـسجن واندفنوا سويه

 

رواية ثانية في كيفية شهادته (ع)

قال في نور الأبصار: لم سقي الإمام الحسن العسكري (ع) السم مرض مرضا شديدا فبلغ ذلك المعتمد في مرضه فقد قيل له: إن ابن الرضا قد اعتل ومرض فأمر نفرا من المتطببين بالاختلاف إليه وتعاهده صباحاً ومساءً وبعث خمسة نفر كلهم من ثقافة وخاصته وأمرهم بلزوم دار أبي محمد العسكري وتعرف خبره وحاله فلما كان بعد ذلك بيومين جاء من أخبره بأن العسكري قد ضعف فركب المعتد حتى بكر إليه ثم أمر المتطببين بلزومه وبعث إلى قاضي القضاة وعشرة من أصحابه ممن يثق به وأرسلهم إلى الحسن العسكري (ع) وأمرهم بلزومه ليلا ونهارا فلم يزالوا هناك حتى كانت الليلة التي قبض فيها فرأوه وقد اشتد به المرض يغشى عليه ساعة بعد ساعة علموا أنه قد قرب به الموت فتفرقوا عنه.

قال أبو إسماعيل بن علي النوبختي: دخلت على أبي محمد الحسن بن علي في مرضته التي مات فيها وأنا عنده إذ قال لخادمه عقيد وكان أسودا نوبيا قدم خدم من قبله علي بن محمد (ع) فقال له: يا عقيد اغل لي ماء بمصطكي، فأغلى له ثم جاءت به صقيل (2) الجارية (أم الخلف) فلما صار القدح في يديه وهمَّ بشربه جعلت يده ترتعد حتى ضرب القدح ثنايا الحسن (ع) فتركه من يده وقال لعقيد: ادخل البيت فإنك ترى صبيا ساجدا فأتني به. قال عقيد: فدخلت أتحرى فإذا أنا بصبي ساجد رافع سبابتيه نحو السماء فسلمت عليه فأوجز في صلاته فقلت: إن سيدي يأمرك بالخروج إليه إذ جاءت أمه صقيل فأخذت بيده وأخرجته إلى أبيه الحسن (ع) فلما مثل الصبي بين يديه سلم وهو دري اللون وفي شعره قطط مفلج الأسنان فلما رآه الحسن بكرى وقال له: يا سيد أهل بيته اسقني الماء فإني ذاهب إلى ربي فأخذ الصبي القدح بيده وحرك شفتيه بيده الأخرى ثم سقاه فلما شربه قال: هيؤني للصلاة فَطَرَحَ في حجره منديلاً فوضأه الصبي واحدة واحدة ومسح على رأسه وقدميه فقال له أبو محمد: أبشر يا بني فأنت صاحب الزمان وأنت المهدي وأنت حجة الله في أرضه وأنت ولدي ووصيي وأنا ولدتك وأنت محمد بن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام) ولدك رسول الله وأنت خاتم الأئمة الطاهرين صلى الله عليهم أجمعين. آجركم الله أيها المؤمنون ثم عرق جبينه وسكن أنينه وقضى إمامنا العسكري نحبه وعرجت روحه إلى بارئها راضية مرضية.

أين المنادي وا سيداه، أين المنادي وا إماماه، أين المنادي وا مسموماه.

 

(تجليبة)

عله العسكري المسلم تلتهب ناره      سمه  المعتمد وامست تحن داره

امست  تحن والصايح عليه گبَّر      گلبه  من المصايب ذاب واتفطر

لو  هم البگلبه ابطور كان انطر      من  الأرض كان اندرست آثاره

 

(أبوذية)

حـوت بـدرين سـامره عزلها      تـنوح  او تـلطم الشيعه عزلها

الـعسكري مـهجته بالسم عزلها      وصل صارت وحگ رب البريه

 

ثم قام إمامنا الحجة (عج) فجهز أباه وصلى عليه ولم تره العيون ودفن (ع) في الدار التي دفن فيها أبوه الإمام الهادي (ع) (3).

 

(تجليبة)

گام او غـسله المهدي ابگلب مالوم      يـنوح  اعـليه او حرَّم طيب النوم

او  ظل ابن الحسن غايب لهذا اليوم      يـمته  ايلوح غوجه او ياخذ ابثاره

يمته ابن الحسن يظهر او يطلب ثار      يـوم الـغاضريه او يشب بيه النار

يـاخذ  ثـار جده او چتلة الأنصار      وأهـله الـغرّبت ويه العده ايساره

***

ماذا يهيجك إن صبرت لوقعةٍ      ملأت قلوب المسلمين ضراماً


(1) ـ ديوان عبد الحسين شكر ص41.

(2) ـ اسم مستعار لهذه السيدة واسمها نرجس.

(3) ـ سيرة الأئمة الاثني عشر للحسني. المجالس السنية للسيد الأمين. نور الأبصار للحائري. منتهى الآمال ج2 ص681/682 عباس القمي.