المجلس الخامس بعض المنامات في فضل القبر المقدس للإمام الرضا (ع) في خراسان

القصيدة: للشيخ علي منصور المرهون

المولود 1334هـ

 

لـله خـطبٌ عـلى الإسـلام قد وقعا      فـأحزن الـمصطفى من للهدى شرعا

وأصـبحت  فـاطمُ الـزهراءُ ثـاكلةً      عـبرى  تَـحنُّ ومـنها الدمعُ قد همعا

والـمرتضى  وبـنوه في شجىً وأسىً      يـبكون  حـيث الرضا للسم قد جرعا

وا فـجعةَ الـدين مـن بعد ابن فاطمةٍ      لا  زال يـبكي عـليه مذ قضى جزعا

رزء بــه عـرصات الـعلم نـادبةٌ      لـله مـن حـادث لـلدين قـد صدعا

دسَّوا  له السمَّ في الرمان في العنب ال      مـسموم  حـتى غـدت أحشاؤُه قطعا

لـهفي عـلى ابن رسول الله مضطهدا      بـين الـلئام وعـن حـقِّ لـه مُـنعا

قـضى  غـريبا فـيالله مـن خـطر      عـلى الـهدى حلَّ والعليا اكتست هلعا

والـكـائنات غـدت تـنعى ونـدبتُها      يـا  عُـروةً فُـصمت للدين فانصدعا

هــدَّت مـصيبته الأكـوان قـاطبةً      وعـطل  الـشرعُ والإيـمانُ قد فُجعا

فضجَّ من في السما والأرض يوم قضى      مـقطَّعَ  الـقلب مـن سمٍّ له نقعا(1)

 

(نصاري)

مـات  الـيوم ابو محمد او مهظوم      فـوگ  الهظم ويلي ايموت مسموم

عـجـيبه إشـهلمصيبه الله أكـبر      غـربه  او هظم شاف او بعد اكثر

مـن  سـمَّه الچبـد مـنه تـوذر      او على افراش المنيه ايموت مهموم

ابـذاك  الـحال آمـر سدوا الباب      او  گعد ينحب او دمع العين سچاب

يـبچي  الغربته او لفراگ الاحباب      او لـن ابـنه دخل وادموعه ادموم

شـبگ  فوگه الجواد او جذب ونه      او  صـارت لـلأبو والابـن حنه

يـبويه  فـدوه الـك كـلنه عسنه      وابـوه يـبچي عليه ابدمع مسجوم

او  لـمن دنـت مـن عنده المنيه      عگب مـا ودع او وصّـه الوصيه

جـذب حـسره او ون ونـه خفيه      أثـاري مات اويلي او چبده مثلوم

 

بعض المنامات في فضل القبر المقدس للإمام الرضا (ع) في خراسان

نقل الشيخ محمد السماوي في ظرافة الأحلام عن الشيخ محمد بن نصار (صاحب ديوان النصاريات) قال: زرت الرضا (ع) سنة 1285هـ فامتدحته بقصيدة وأنا في الطريق على عادة الشعراء في قصدهم الملوك وأكملت القصيدة قبل دخولي المشهد بيوم فكان مطلعها:

 

يـا خـليليَّ هجرا لا تُريحا      اوشكت قُبةُ الرضا أن تلوحا

واستمدا من ذلك الفيض حتى      تـأتيا ذلـك الجنابَ الفسيحا

إن تنائيتُ يا ابن موسى فإنّا      قد شققنا لك القلوب ضريحا

إن  قـبرا لاطفتُ فيه ثراهُ      منع  المسك طيبُه أن يفوحا

 

قال فلما دخلت المشهد وزرته (ع) ونمت تلك الليلة رأيت في منامي الرضا (ع) جالسا على كرسي في روضته الشريفة فسلمت عليه وقبلت يديه فرحب بي وأدناني وأعطاني صرة وقال افتحها ففيها مسك أذفر ففتحتها فوجدت فيها فتاتا لا رائحة له فقلت: لا رائحة له فتبسم (ع) وقال: ألست القائل:

 

إن  قبرا لاطفات فيه ثراه      منع المسك طيبه أن يفوحا

 

فهذا مسك أذفر منع طيبُ ثرى قبري رائحته فانتبهت وأنا في فرح بما شاهدت وترح على ما فارقت (2).

وفي نفس الكتاب عن أبي الحسن محمد بن القاسم الفارسي قال: كنت أنكر على من يقصد المشهد بطوس للزيارة وأصر على الإنكار فاتفق أني رأيت ليلة فيما يرى النائم كأني كنت بطوس في المشهد فرأيت رسول الله (ص) قائما وراء صندوق القبر يصلي وسمعت هاتفا من فوق ينشد هذين البيتين:

 

من سرَّه أن يرى قبرا برؤيته      يُـفرِّج  الله عمن زاره كُربَه

فليأت  ذا القبر إن الله أسكنه      سُلالةً من رسول الله منتجبه

 

وكان يشير في الخطاب إلى رسول الله (ص) فاستيقظت من نومي وأنا غريق في العرق فناديت غلامي ليسرج دابتي في الحال فركبتها وقصدت الزيارة وتعودت أن أزوره كل سنة مرتين (3).

أقول: إن زيارة قبور الأئمة (ع) من أهل البيت ومنها قبر الإمام الرضا (ع) تأتي استجابة لوصايا الرسول الأكرم (ص) الذي قال (ص): ستدفن بضعة مني بأرض خراسان ما زارها مكروب إلا نفَّس الله كربته ولا مذنب إلا غفر الله له ذنبه (4).

وفي حديث آخر عنه (ص): ستدفن بضعة مني بأرض خراسان لا يزورها مؤمن إلا أوجب الله عز وجل له الجنة وحرَّم جسده على النار (5).

وعن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) قال: سيقتل رجل من ولدي بأرض خراسان بالسم ظلما اسمه اسمي واسم أبيه اسم ابن عمران موسى (ع) فمن زاره في غربته غفر الله تعالى ذنوبه ما تقدم وما تأخر ولو كانت مثل عدد النجوم وقطر الأمطار وورق الأشجار (6).

أقول لم يمنح هذا المقام العظيم من الشفاعة لهذا الإمام (ع) إلا بما تحمله من أجل دين الله سبحانه فبعد تلك المحن العظيمة التي عاناها من سجن والده في سجون الطاغية هارون العباسي وقتله بالسم وهجوم العباسيين على بيته وتوالت المحن محنة بعد محنة ولم تنقض محنه إلا بقتله مسموما غريبا في خراسان بعيدا عن أهله وولده:

 

لم أنس مذ غاله المأمون حث غدا      يبدي  له غير ما في القلب يخفيه

ودس بـالعنب الـسمَّ الـنقيع له      فـبات  مـضطهدا مـما يعانيه

 

(مجردات)

ويـلي  الرضا مات ابخراسان      او  گلـب الجواد التهب نيران

او من عينه فاض الدمع غدران      ايـنادي  تـعالوا يـال عدنان

غـسلوا  او شيعوا عالي الشان      لا  يـضل مثل المات عطشان

واعـله  الـثره مذبوح عريان      وابـنه عـلي الـسجاد وجعان

او گلبه التهب من نار الأحزان      او زينب تصيح ابصوت وليان

يـهلي تـره بـينه الدهر خان

 

(تخميس)

قـد كـابد الهمَّ من أبناء جلدته      حتى قضى نائيا في دار غربته

طوبى لقبرٍ مسجَّى وسط حفرته      فـخرا  فـذلك مـغبوط بجثته

وبـالملائكة الأبـرار محروسُ


(1) ـ شعراء القطيب ج2 ص77.

(2) ـ ظرافة الأحلام ص79/80 محمد السماوي.

(3) ـ ظرفة الأحلام ص80/81 محمد السماوي.

(4) ـ الدمعة الساكبة ج7 ص384/385.

(5) ـ الدمعة الساكبة ج7 ص384/385.

(6) ـ الدمعة الساكبة ج7 ص384/385.