(المجلس الرابع وفاة الإمام الحسن الزكي (ع

القصيدة: للسيد مهدي الأعرجي

 

قـضى  الـزكيُّ فنوحوا يا محبيه      وابـكوا  عليه فذي الأملاكُ تبكيه

قضى ابن فاطمة الطهر البتولة من      عـمَّ الـبرايا جـميعا فـي أياديه

قـضى وقـد قُطّعت أحشاؤُه قطعا      وصـار يـقذفها بالطشت من فيه

قـضى  واظلمَّ وجهُ الكائنات أسىً      لـما أصات بصوت الحزن ناعيه

ولـم  يـزل كاظما للغيظ محتسبا      على الأذى صابرا في جنب باريه

حـتى  قضى بنقيع السمِّ مضطهدا      وجُـرِّع الـحتف قسرا من أعاديه

وأصـبح الـمجدُ قد هُدَّت قواعدُه      والـجودُ  أصبح ينعاه ويبكيه(1)

 

(نصاري)

يگلـبي امـن الحزن ذوب او تولم      على اللي ذاب كبده او خلص بالسم

وسافه اعلى ابو امحمد منهل الجود      گضـه نـحبه او منه الكبد ممرود

اشـحال  احـسين لمن عاين العود      يـجلب بـيه كـبده الـلي تـخذم

يبو امحمد نحل جسمي اعلى فرگاك      اشـيصبرني يخويه اخلاف عيناك

عـسانه  انـروح كل احنه فداياك      بـس  انـته يـبحر الـجود تسلم

عگب  ذيچ الهظيمه او ذيچ الهموم      تـاليها اظـعنت والـكبد مـسموم

عيد  اصبح لهالي الشام هاليوم      يخويه او علهواشم اصبح اظلم

 

(أبوذية)

صحت بسمك يبو محمد وناجيك      آنـي  ام الحزن زينب وناجيك

مسموم  او زعت چبدك وناجيك      او  تـتگلب على افراش المنيه

 

وفاة الإمام الحسن الزكي (ع)

قال المجلسي في البحار: سقي الحسن السم ست مرات وفي السادسة اشتد على الحسن المرض، ولما حضرته الوفاة قال لأخيه الحسن (ع): احضر لي يا أخي أولادي وأهلي فأحضرهم الحسين (ع) عنده فأدار عينيه فيهم وقال لهم: أيها الحاضرون اسمعوا وانصتوا ما أقول لكم هذا الحسين إمام بعدي فلا إمام غيره ألا فليبلغ الحاضر الغائب والوالد الولد والحر والعبد والذكر الأنثى وهو خليفتي علكيم لا أحد يخالفه منكم، ثم التفت إلى الحسين (ع) وإلى أخوته وحرمه وأولاده وقال: حفظكم الله استودعكم الله، الله خليفتي عليكم وكفى به خليفة، وإني منصرف عنكم ولا حق بجدي وأبي وأمي وأعمامي ثم قال: عليكم السلام يا ملائكة ربي ورحمة الله وبركاته ثم وجه وجهه إلى القبلة وغمض عينيه ومد رجليه ويديه بنفسه مستلقيا مصرحا بشهادة ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله وأن الخليفة من بعده بلا فصل علي بن أبي طالب. ثم قضى نحبه ولقى ربه وفاضت روحه المقدسة فقام الحسين معولا ونادى وا أخاه، وا حسناه، وا قلة ناصراه، من لي عون بعدك يا أخي.

 

(نصاري)

حنّ احسين اويلي او صفگ بيده      او  ون ونـات المفارج عضيده

يگلـه  الـعمر من بعدك مريده      يـخويه الـيوم عدوانك امعيدين

ابـو امحمد ضعف حيله ابونينه      وظـل  يرشح عرگ منه جبينه

تشاهد ويل گلبي او غمض عينه      وبـالسم  خلص عز الهاشميين

 

فضج الناس كلهم بالبكاء والنحيب وارتجت المدينة بأسرها وضجت عليه ضجة واحدة وعلا نحيب أولاده ونسائه وأخواته فصاحت أم كلثوم ولطمت خدها ونشرت شعرها ونادت وا حسناه، وا محمداه، وا علياه، وا فاطمتاه، وصاحت زينب: او أخاه، وا حسناه، وا سنداه، وا لهفاه، وا قلة ناصراه، يا أخي من ألوذ به بعدك وحزني لا ينقطع عليك طوال دهري ثم أنها بكت على أخيها وهي تثلم خديه وتتمرغ عليه (2).

 

(مجردات)

شنهوا العذر للوفد لوجت      لـينه او لـعادتها تعنّت

شنگول  كبده ابسم تفتت      لـو نعتذر شملك تشتت

رزيتك لكل الناس عمَّت

 

(مجردات)

زينب  تنوح او تلعى كلثم      ايـنادن  يـخويه يا مشيَّم

يـالبيك  چان الشمل ملتم      عگبك علانه الهظم والهم

 

(مجردات)

الـيوم  المجد والجود ينعه      والـفخر  يحمر يكت دمعه

مات  الحسن گوموا نشيعه      ابنوح او بچه العالم يفجعه

 

(أبوذية)

كـريم أهل العبه كالسيل يده      شبل حيدر او سيد الرسل يده

على امصابه دليلي جرح يده      دمه وادموعي الهظمه سويه

 

(أبوذية)

رفـعنه نـعش ابو محمد وشنه      او عليه امن البچه صفَّت وشنه

يـم جـده انـمنع دفـنه وشنه      ابحرب عباس لولا احسين اخيه

***

قـضى فـقُوِّضت الـعلياءُ وانهدمت      لـلوحي أركـانُ بـيت للفخار بُنبي

واهـتزَّ  عرشُ العلى من بعده حُزنا      والـبيتُ أصـبح فـيه واهي الركن

مـات الـندى بعده والمكرماتُ عَفت      وعيس ركب الرجا أضحت بلا عطن

فـلا  ذكت بعده في العرب نارُ قرىً      ولا تـرنَّم حـادي الـجود في ظعن


(1) ـ ديوان شعراء الحسين (ع).

(2) ـ البحار ج45 للعلامة المجلسي. معالي السبطين للشيخ الحائري.