خطبة 138- يومئ فيها إلى ذكر الملاحم

يعْطف الْهوى على الْهدى إذا عطفوا الْهدى على الْهوى و يعْطف الرّأْي على الْقرْآن إذا عطفوا الْقرْآن على الرّأْي .

و منها : حتّى تقوم الْحرْب بكمْ على ساق باديا نواجذها ممْلوءة أخْلافها حلْوا رضاعها علْقما عاقبتها ألا و في غد و سيأْتي غد بما لا تعْرفون يأْخذ الْوالي منْ غيْرها عمّالها على مساوئ أعْمالها و تخْرج له الْأرْض أفاليذ كبدها و تلْقي إليْه سلْما مقاليدها فيريكمْ كيْف عدْل السّيرة و يحْيي ميّت الْكتاب و السّنّة .

منها : كأنّي به قدْ نعق بالشّام و فحص براياته في ضواحي كوفان فعطف عليْها عطْف الضّروس و فرش الْأرْض بالرّءوس قدْ فغرتْ فاغرته و ثقلتْ في الْأرْض وطْأته بعيد الْجوْلة عظيم الصّوْلة و اللّه ليشرّدنّكمْ في أطْراف الْأرْض حتّى لا يبْقى منْكمْ إلّا قليل كالْكحْل في الْعيْن فلا تزالون كذلك حتّى تئوب إلى الْعرب عوازب أحْلامها فالْزموا السّنن الْقائمة و الْآثار الْبيّنة و الْعهْد الْقريب الّذي عليْه باقي النّبوّة و اعْلموا أنّ الشّيْطان إنّما يسنّي لكمْ طرقه لتتّبعوا عقبه .