خطبة 214- يصف جوهر الرسول، و يصف العلماء، و يعظ بالتقوى

و أشْهد أنّه عدْل عدل و حكم فصل و أشْهد أنّ محمّدا عبْده و رسوله و سيّد عباده كلّما نسخ اللّه الْخلْق فرْقتيْن جعله في خيْرهما لمْ يسْهمْ فيه عاهر و لا ضرب فيه فاجر ألا و إنّ اللّه سبْحانه قدْ جعل للْخيْر أهْلا و للْحقّ دعائم و للطّاعة عصما و إنّ لكمْ عنْد كلّ طاعة عوْنا من اللّه سبْحانه يقول على الْألْسنة و يثبّت الْأفْئدة فيه كفاء لمكْتف و شفاء لمشْتف .

صفة العلماء

و اعْلموا أنّ عباد اللّه الْمسْتحْفظين علْمه يصونون مصونه و يفجّرون عيونه يتواصلون بالْولاية و يتلاقوْن بالْمحبّة و يتساقوْن بكأْس رويّة و يصْدرون بريّة لا تشوبهم الرّيبة و لا تسْرع فيهم الْغيبة على ذلك عقد خلْقهمْ و أخْلاقهمْ فعليْه يتحابّون و به يتواصلون فكانوا كتفاضل الْبذْر ينْتقى فيؤْخذ منْه و يلْقى قدْ ميّزه التّخْليص و هذّبه التّمْحيص .

العظة بالتقوى

فلْيقْبل امْرؤ كرامة بقبولها و لْيحْذرْ قارعة قبْل حلولها و لْينْظر امْرؤ في قصير أيّامه و قليل مقامه في منْزل حتّى يسْتبْدل به منْزلا فلْيصْنعْ لمتحوّله و معارف منْتقله فطوبى لذي قلْب سليم أطاع منْ يهْديه و تجنّب منْ يرْديه و أصاب سبيل السّلامة ببصر منْ بصّره و طاعة هاد أمره و بادر الْهدى قبْل أنْ تغْلق أبْوابه و تقْطع أسْبابه و اسْتفْتح التّوْبة و أماط الْحوْبة فقدْ أقيم على الطّريق و هدي نهْج السّبيل .