كتاب 59- إلى الأسود بن قطبة صاحب جند حلوان

أمّا بعْد فإنّ الْوالي إذا اخْتلف هواه منعه ذلك كثيرا من الْعدْل فلْيكنْ أمْر النّاس عنْدك في الْحقّ سواء فإنّه ليْس في الْجوْر عوض من الْعدْل فاجْتنبْ ما تنْكر أمْثاله و ابْتذلْ نفْسك فيما افْترض اللّه عليْك راجيا ثوابه و متخوّفا عقابه و اعْلمْ أنّ الدّنْيا دار بليّة لمْ يفْرغْ صاحبها فيها قطّ ساعة إلّا كانتْ فرْغته عليْه حسْرة يوْم الْقيامة و أنّه لنْ يغْنيك عن الْحقّ شيْ‏ء أبدا و من الْحقّ عليْك حفْظ نفْسك و الاحْتساب على الرّعيّة بجهْدك فإنّ الّذي يصل إليْك منْ ذلك أفْضل من الّذي يصل بك و السّلام .