الفصل الثالث و الأربعون: فيما نذكره من الإشارة إلى الأذان و الإقامة و صفة صلاة الظهر يوم الجمعة و روايات بقنوتات فيها و مختار تعقيبها

قد قمنا في عمل اليوم و الليلة من الجزء الأول من هذا الكتاب ما أردنا ذكره من صفة الأذان و الإقامة و طرفا من أسرار تلك الآداب و ذلك كاف عن إعادته هاهنا فينظر من ذلك الكتاب و نزيد عليه أن يدعو يوم الجمعة بين الأذان و الإقامة بما ذكره بعض أصحابنا من الدعاء الذي قدمناه في الفصل الثاني و الأربعين عند زوال الشمس و هو اللهم ربنا لك الحمد كله جملته و تفسيره إلى آخره ذكر صفة الإشارة إلى صلاة الظهر في يوم الجمعة أما صفة صلاة الظهر في يوم الجمعة لمن يصليها أربع ركعات و هي كما قدمناه في صفة صلاة الظهر في عمل اليوم و الليلة و قد ذكرناه و نزيد عليه مما يختص به ظهر يوم الجمعة إنك تقرأ في الركعة الأولى بعد التوجه و بعد الحمد سورة الجمعة و في الركعة الثانية بالحمد و سورة المنافقين كما رويناه فيما أسلفناه و إن كنت مسافرا سفرا يوجب التقصير و حضر وقت صلاة الظهر يوم الجمعة فاعمل في صفته كما قدمناه و في فصل صلاة المسافر في عمل اليوم و الليلة بيناه ذكر ما نريد ذكره من الزيادات في قنوت ظهر يوم الجمعة فمن ذلك ما رويناه بإسنادنا عن محمد بن يعقوب الكليني عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن بعض أصحابنا عن سماعة عن أبي بصير عن أبي عبد الله (ع) قال القنوت قنوت الجمعة في الركعة الأولى بعد القراءة تقول في القنوت لا إله إلا الله الحليم الكريم لا إله إلا الله العلي العظيم لا إله إلا الله رب السماوات السبع و الأرضين السبع و ما فيهن و ما بينهن و رب العرش العظيم الحمد لله رب العالمين اللهم صل على محمد و آل محمد كما هديتنا به اللهم صل على محمد و آل محمد كما كرمتنا به اللهم اجعلنا ممن اخترته لدينك و خلقته لجنتك اللهم لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا و هب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

 

و يزيد أيضا في قنوت ظهر الجمعة

 

ما رواه مقاتل بن مقاتل قال قال أبو الحسن الرضا (ع) أي شي‏ء تقولون في قنوت صلاة الجمعة قال قلت ما يقول الناس فقال لي لا تقل كما يقولون و لكن قل اللهم أصلح عبدك و خليفتك بما أصلحت أنبياءك و رسلك و حفه بملائكتك و أيده بروح القدس من عندك و اسلكه ]و اسلك[ من بين يديه و من خلفه رصدا يحفظونه من كل سوء أبدله من بعد خوفه أمنا يعبدك لا يشرك بك شيئا و لا تجعل لأحد من خلقك على وليك سلطانا و أذن له في جهاد عدوك و عدوه و اجعلني من أنصاره إنك على كل شي‏ء قدير

 

و يزيد في قنوت ظهر يوم الجمعة

 

ما رويناه عن جدي أبي جعفر الطوسي ره قال و روى أبو حمزة الثمالي قال سمعت أبا جعفر (ع) يقول في قنوت يوم الجمعة كلمات الفرج ثم يقول يا الله الذي ليس كمثله شي‏ء صل على محمد و آل محمد صلاة كثيرة طيبة مباركة اللهم أعط محمدا و آل محمد جميع الخير كله و اصرف عن محمد و آل محمد جميع الشر كله اللهم اغفر لي و ارحمني و تب علي و عافني و من علي بالجنة طولا منك و نجني من النار و اغفر لي ما سلف من ذنوبي و ارزقني العصمة فيما بقي من عمري فلن أعود لشي‏ء من معاصيك أبدا حتى تتوفاني و أنت عني راض و اثبت لي عندك الشهادة ثم لا تحولني عنها أبدا برحمتك يا مقلب القلوب و الأبصار ثبت قلبي على دينك و طاعتك و دين رسولك و ثبت قلبي على الهدى برحمتك و لا تزغ قلبي بعد إذ هديتني و هب لي من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

 

و يزيد في قنوت ظهر يوم الجمعة

 

ما رويناه أيضا بإسنادنا عن جدي أبي جعفر الطوسي رضوان الله عليه قال روى حريز عن زرارة عن أبي جعفر (ع) قال في قنوتك يوم الجمعة تقول قبل دعائك لنفسك اللهم تم نورك فهديت فلك الحمد ربنا و عظم حلمك فعفوت فلك الحمد ربنا و بسطت يديك فأعطيت فلك الحمد ربنا وجهك أكرم الوجوه و جاهك أكرم الجاه و جهتك خير الجهات و عطيتك أفضل العطيات و أهنأها تطاع ربنا فتشكر و تعصى ربنا فتغفر لمن شئت فلك الحمد تجيب المضطر و تكشف الضر و تنجي من الكرب العظيم و تقبل التوبة و تشفي السقيم و تعفو عن المذنب لا يجزي أحد بآلائك و لا يبلغ نعماءك ]نعماك[ قول قائل اللهم إليك رفعت الأصوات و نقلت الأقدام و مدت الأعناق و رفعت الأيدي و دعيت بالألسن و تقرب إليك بالأعمال ربنا فاغفر لنا و ارحمنا و افتح بيننا و بين قومنا بالحق و أنت خير الفاتحين اللهم إليك نشكو فقد نبينا و غيبة ولينا و شدة الزمان علينا و وقوع الفتن و تظاهر الأعداء و كثرة عدونا و قلة عددنا فافرج ذلك يا رب عنا بفتح منك تعجله و نصر منك تعزه و إمام عدل تظهره إله الحق آمين

 

ثم تقول سبعين مرة أستغفر الله و أتوب إليه و تزيد في قنوت ظهر يوم الجمعة

 

ما رويناه أيضا بإسنادنا عن جدي أبي جعفر الطوسي ره قال و يستحب أن تقنت بهذا الدعاء اللهم إني أسألك لي و لوالدي و لولدي و أهل بيتي و إخواني اليقين و العفو و المعافاة و المغفرة و الرحمة و العافية في الدنيا و الآخرة .

 

يقول السيد الإمام العالم العامل الفقيه الكامل العلامة الفاضل العابد الورع رضي الدين ركن الإسلام جمال العارفين أفضل السادة أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد الطاوس كبت الله أعداءه و بلغه الله مناه بمحمد و آله هذا آخر ما أردنا ذكره في قنوت ظهر الجمعة فاغتنم أيام الإمكان و اجتهد في خلاص نفسك قبل حوائل الأزمان ذكر ما نريد ذكره من تعقيب ظهر يوم الجمعة قد قدمنا في عمل اليوم و الليلة من تعقيب الظهر و الدعاء للمهدي (ع) ما تخيرناه و رويناه فانظره و اعمل به بعد ظهر يوم الجمعة فهو جيد عظيم لمن عرف معناه و إنما نذكر هاهنا ما يختص بتعقيب ظهر يوم الجمعة على التعيين مما فيه سعادة و زيادة للدنيا و الدين فمن ذلك ما رويناه بإسنادنا عن جدي أبي جعفر الطوسي رضوان الله عليه قال و في رواية عمر بن يزيد عن أبي عبد الله (ع) قال من قرأ يوم الجمعة حين يسلم الحمد سبع مرات و قل أعوذ برب الناس سبع مرات و قل أعوذ برب الفلق سبع مرات و قل هو الله أحد سبع مرات و قل يا أيها الكافرون سبع مرات و آخر براءة لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ و آخر الحشر و الخمس آيات من آخر آل عمران إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ إلى قوله إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعادَ كفي ما بين الجمعة إلى الجمعة

 

و من ذلك رواية أخرى يزيد و ينقص في بعض ما ذكرناه

 

أرويها بإسنادي إلى جدي أبي جعفر الطوسي مما ذكره في تهذيب الأحكام عن محمد بن أحمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن أبيه عن ابن المغيرة عن الحلبي عن أبي عبد الله (ع) قال من قال بعد الجمعة حين ينصرف جالسا من قبل أن يتربع ]يركع[ الحمد مرة و قل هو الله أحد سبعا و قل أعوذ برب الفلق سبعا و قل أعوذ برب الناس سبعا و آية الكرسي و آية السخرة و قوله تعالى لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ إلى آخرها كان كفارة ما بين الجمعة إلى الجمعة

 

و من ذلك رواية أخرى أرويها بإسنادي إلى جدي أبي جعفر الطوسي عن علي بن أبي جيد عن محمد بن الحسن بن الوليد عن الشيخ جعفر بن سليمان القمي فيما رواه في كتابه كتاب ثواب الأعمال بإسناده إلى الصادق (ع) قال من قرأ يوم الجمعة بعد فراغه من صلاة الجمعة و قبل أن يثني رجليه الحمد سبع مرات و قل أعوذ برب الفلق سبع مرات و قل أعوذ برب الناس سبع مرات لم ينزل به بلية و لم تصبه فتنة إلى يوم الجمعة الأخرى فإن قال اللهم اجعلني من أهل الجنة التي حشوها بركة و عمارها الملائكة مع نبينا محمد و أبينا إبراهيم جمع الله عز و جل بينه و بين محمد (ص) و إبراهيم (ع) في دار السلام صلى الله على محمد و إبراهيم و على الأئمة الطاهرين و من ذلك رواية أخرى من أصل الشيخ المتفق على علمه و ورعه و صلاحه محمد بن أبي عمير رضوان الله عليه فقال ما هذا لفظه عبد الله بن المغيرة عمن رواه عن أبي عبد الله (ع) قال من قرأ يوم الجمعة حين يسلم و قبل أن يتربع الحمد سبع مرات و قل هو الله أحد سبع مرات و قل أعوذ برب الفلق سبع مرات و قل أعوذ برب الناس سبع مرات و آية الكرسي مرة و آية السخرة التي في الأعراف مرة و آخر براءة و آخر الحشر كفي ما بين الجمعة إلى الجمعة

 

أقول و هذا محمد بن أبي عمير مراسيله يعمل بها كما يعمل بمسانيد غيره من الثقات

 

و من ذلك من كتاب رواية الأبناء عن الآباء من آل رسول الله (ص) رواية أبي علي بن محمد بن الأشعث الكندي الكوفي من الجزء العاشر بإسناده عن جعفر عن آبائه (ع) قال قال رسول الله (ص) من قرأ في دبر صلاة الجمعة بفاتحة الكتاب مرة و قل أعوذ برب الفلق سبع مرات لم ينزل به بلية و لم تصبه فتنة إلى الجمعة الأخرى فإن قال اللهم اجعلني من أهل الجنة التي حشوها بركة و عمارها الملائكة مع حبيبنا محمد (ص) و أبينا إبراهيم (ع) جمع الله بينه و بين محمد و إبراهيم (ع) في دار السلام و من ذلك رواية أخرى حدث أبو الحسين محمد بن هارون التلعكبري قال حدثني أبي هارون بن موسى ره قال حدثنا حيدر بن محمد بن النعيم السمرقندي قال حدثنا أبو النصر محمد بن مسعود العياشي قال حدثنا الحسين بن إسكيب ]إشكيب[ عن الحسن بن يزيد النوفلي عن إسماعيل بن أبي الزياد السكوني عن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه (ع) قال قال رسول الله (ص) من قرأ في عقيب صلاة الجمعة فاتحة الكتاب مرة و قل هو الله أحد سبع مرات و فاتحة الكتاب مرة و قل أعوذ برب الفلق سبع مرات و فاتحة الكتاب مرة و قل أعوذ برب الناس سبع مرات لم ينزل به بلية و لم تصبه فتنة إلى الجمعة الأخرى قال و زادنا بعض أصحابنا أنه يقرأ بعد الذي ذكر آية الكرسي و يقول إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً وَ الشَّمْسَ وَ الْقَمَرَ وَ النُّجُومَ مُسَخَّراتٍ بِأَمْرِهِ أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَ الْأَمْرُ تَبارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعالَمِينَ ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَ خُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ وَ لا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِها وَ ادْعُوهُ خَوْفاً وَ طَمَعاً إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ و آخر التوبة لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ فإن قال اللهم إني تعمدت إليك بحاجتي و أنزلت بك اليوم فقري و فاقتي و مسكنتي و أنا لرحمتك أرجى مني لعملي و لمغفرتك أوسع من ذنوبي فتول يا رب قضاء كل حاجة هي لي بقدرتك عليها و تيسر ذلك عليك فإني لم أصب خيرا قط إلا منك و لم يصرف عني أحد سوءا غيرك و ليس أرجو لآخرتي و دنياي سواك و لا ليوم فقري و تفردي في حفرتي إلا أنت صل على محمد و آل محمد و أعطني خير الدنيا و خير الآخرة و اصرف عني شر الدنيا و شر الآخرة اللهم اجعلني من أهل الجنة التي حشوها بركة و عمارها الملائكة مع نبينا محمد و إبراهيم (ع) في دار السلام قال و يستحب أن يصلي على النبي و آله فيقول اللهم اجعل صلاتك و صلاة ملائكتك و أنبيائك على محمد و آله فمن قال ذلك لم يكتب عليه ذنب سنة قال برواية أخرى قال يقول اللهم صل على محمد و آل محمد و عجل فرجهم فمن قال ذلك لم يمت حتى يدرك صاحب الأمر (ع)

 

و من تعقيب صلاة الظهر يوم الجمعة

 

ما رويناه عن جدي أبي جعفر الطوسي ره قال و روى أنس بن مالك قال قال رسول الله (ص) من قرأ يوم الجمعة بعد صلاة الإمام قل هو الله أحد مائة مرة و صلى على النبي مائة مرة و قال سبعين مرة اللهم كفني ]اكفني[ بحلالك عن حرامك و أغنني بفضلك عمن سواك قضى الله له مائة حاجة ثمانين من حوائج الآخرة و عشرين من حوائج الدنيا و من تعقيب صلاة الظهر يوم الجمعة ما رويناه بعدة طرق و رواه أبو الحسين محمد بن هارون التلعكبري قال حدثنا أبو المفضل محمد بن عبد الله الشيباني قال حدثنا جعفر بن محمد الحسيني قال حدثنا عبد الله بن عمر بن الخطاب الزيات قال حدثنا خالي علي بن النعمان الأعلم قال حدثنا عمير بن المتوكل بن هارون عن أبيه عن أبي عبد الله (ع) قال هذا إملاء جدي علي بن الحسين على أبي محمد بن علي (ع) بمشهد مني و كان من دعائه (ع) إذا فرغ من صلاة العيدين استقبل القبلة و إذا فرغ من الصلاة يوم الجمعة قال يا من يرحم من لا يرحمه العباد و يا من يقبل من لا تقبله البلاد و يا من لا يحتقر أهل الحاجة إليه و يا من لا يخيب الملحين عليه و يا من لا يجبه بالرد أهل الدالة عليه و يا من يحتبي ]يجتبي[ صغير ما يتحف به و يشكر يسير ما يعمل له و يا من يشكر على القليل و يجازي بالجليل و يا من يدنو إلى من دنا منه و يا من يدعو إلى نفسه من أدبر عنه و يا من لا يغير النعمة و لا يبادر بالنقمة و يا من يثمر الحسنة حتى ينميها و يا من يتجاوز عن السيئة حتى يعفيها انصرفت الآمال دون مدى كرمك بالحاجات و امتلأت بفيض جودك أوعية الطلبات و تفسخت دون بلوغ نعتك الصفات فلك العلو الأعلى فوق كل عال و الجلال الأمجد فوق كل جلال كل جليل عندك صغير و كل شريف في جنب شرفك حقير خاب الوافدون على غيرك و خسر المتعرضون إلا لك و ضاع الملمون إلا بك و أحدب المنتجعون إلا من انتجع فضلك بابك مفتوح للراغبين و جودك مباح للسائلين و إغاثتك قريبة من المستغيثين لا يخيب منك الآملون و لا ييأس من عطائك المتعرضون و لا يشقى بنقمتك المستغفرون رزقك مبسوط لمن عصاك و حلمك متعرض لمن ناواك عادتك الإحسان إلى المسيئين و سنتك الإبقاء على المعتدين حتى لقد غرتهم أناتك عن النزوع و صدهم إمهالك عن الرجوع و إنما تأنيت بهم ليفيئوا إلى أمرك و أمهلتهم ثقة بدوام ملكك فمن كان من أهل السعادة ختمت له بها و من كان من أهل الشقاوة خذلته لها كلهم صائرون إلى حكمك و أمورهم آئلة إلى أمرك لم يهن على طول مدتهم سلطانك و لم يدحض لترك معاجلتهم برهانك حجتك قائمة و لا تدحض و سلطانك ثابت لا يزول فالويل الدائم لمن جنح عنك و الخيبة الخاذلة لمن خاب منك و الشقاء الأشقى لمن اغتر بك ما أكثر تصرفه في عذابك و ما أطول تردده في عقابك و ما أبعد غايته من الفرج و ما أقنطه من سهولة المخرج عدلا من قضائك لا تجور فيه و إنصافا من حكمك لا تحيف عليه فقد ظاهرت الحجج و أبليت الأعذار و قد تقدمت بالوعيد و تلطفت في الترغيب و ضربت الأمثال و أطلت الإمهال و أخرت و أنت مستطيع للمعاجلة و تأنيت و أنت ملي‏ء بالمبادرة لم تكن أناتك عجزا و لا إمهالك وهنا و لا إمساكك غفلة و لا أنظارك مداراة بل لتكون حجتك أبلغ و كرمك أكمل و إحسانك أوفى و نعمتك أتم و كل ذلك كان و لم تزل و هو كائن و لا تزول نعمتك أجل من أن توصف بكلها و مجدك أرفع من أن يحد بكنهه و نعمتك أكثر من أن تحصى بأسرها و إحسانك أكثر من أن تشكر على أقله و قد قصر بي السكوت عن تحميدك و فههني الإمساك عن تمجيدك و قصاراي الإقرار بالحسور عن تمجيدك بما تستحقه و نهايتي الإمساك عن تمجيدك بما أنت أهله لا رغبة يا إلهي بل عجزا فها أنا ذا يا إلهي أؤمك بالوفادة و أسألك حسن الرفادة فصل على محمد و آله و اسمع نجواي و استجب دعائي و لا تختم يومي بخيبة و لا تجبهني بالرد في مسألتي و أكرم من عندك منصرفي و إليك منقلبي إنك غير ضائق بما تريد و لا عاجز لما تسأل و أنت على كل شي‏ء قدير و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم و بالإسناد الذي قدمناه دعاء آخر من أدعية الصحيفة في يوم الجمعة بعد الجمعة و بعد صلاة الأضحى اللهم هذا يوم مبارك و المسلمون فيه مجتمعون في أقطار أرضك يشهد السائل منهم و الطالب و الراغب و الراهب و أنت الناظر في حوائجهم فأسألك اللهم بجودك و كرمك و هوان ما سألتك عليك أن تصلي على محمد و آله و أسألك اللهم ربنا بأن لك الملك و لك الحمد لا إله إلا أنت الحليم الكريم الحنان المنان ذو الجلال و الإكرام بديع السماوات و الأرض مهما قسمت بين عبادك المؤمنين من خير أو عافية أو بركة أو هدى أو عمل بطاعتك أو خير تمن به عليهم تهديهم به إليك أو ترفع لهم عندك درجة أو تعطيهم به خيرا من جميع خير الدنيا و الآخرة فأسألك اللهم بأن لك الملك و لك الحمد لا إله إلا أنت أن تصلي على محمد عبدك و رسولك و حبيبك و صفوتك ]صفيك[ و خيرتك من خلقك و على آل محمد الأبرار الكرام الطيبين الطاهرين الأخيار صلاة لا يقوى على إحصائها إلا أنت و أن تشركنا في صالح من دعاك في هذا اليوم من عبادك المؤمنين يا رب العالمين و أن تغفر لنا و لهم إنك على كل شي‏ء قدير اللهم إليك تعمدت بحاجتي و بك اليوم أنزلت فقري و فاقتي و إني بمغفرتك و رحمتك أوثق مني و أرجى مني بعملي و لمغفرتك و رحمتك أوسع من ذنوبي فصل على محمد و آل محمد و تول قضاء كل حاجة هي لي بقدرتك عليها و تيسير ذلك عليك و بفقري إليك و غناك عني فإني لم أصب خيرا قط إلا منك و لم يصرف عني سوءا قط أحد غيرك و لا أرجو لأمر آخرتي و دنياي سواك اللهم من تهيأ و تعبأ و أعد و استعد لوفادة إلى مخلوق رجاء رفده و طلب نيله و جائزته فإليك كان بموالاتي اليوم تهيئتي و إعدادي و استعدادي رجاء عفوك و رفدك و طلب نيلك و جائزتك اللهم فصل على محمد و آل محمد و لا تخيب اليوم ذلك من رجائي يا من لا يحفيه سائل و لا ينقصه نائل فإني لم آتك ثقة مني بعمل صالح قدمته و لا شفاعة مخلوق رجوته إلا شفاعة محمد و أهل بيته صلواتك عليه و عليهم و سلامك أتيتك مقرا بالجرم و الإساءة إلى نفسي أتيتك أرجو عظيم عفوك الذي عفوت به عن الخاطئين ثم لم يمنعك طول عكوفهم على عظيم الجرم إن عدت عليهم بالرحمة و المغفرة فيا من رحمته واسعة و عفوه عظيم يا عظيم يا عظيم يا كريم يا كريم صل على محمد و آل محمد و عد علي برحمتك و تعطف علي بفضلك و توسع علي بمغفرتك اللهم إن هذا المقام لخلفائك و أصفيائك و مواضع أمنائك في الدرجة الرفيعة التي اختصصتهم بهذا قد ابتزوها و أنت المقدر لذلك لا يغالب أمرك و لا يجاوز المحتوم من تدبيرك كيف شئت و أنى شئت و لما أنت أعلم به غير متهم على خلقك و لا إرادتك حتى عاد صفوتك و خلفاؤك مغلوبين مقهورين مبتزين يرون حكمك مبدلا و كتابك منبوذا و فرائضك محرفة عن جهات شرائعك و سنن نبيك متروكة اللهم العن أعداءهم من الأولين و الآخرين و من رضي بفعالهم و أشياعهم و أتباعهم اللهم صل على محمد و آل محمد إنك حميد مجيد كصلواتك و بركاتك و تحياتك على أصفيائك إبراهيم و آل إبراهيم و عجل الروح و الفرج و النصر و التمكين و التأييد لهم اللهم و اجعلني من أهل التوحيد و الإيمان بك و التصديق برسولك و الأئمة الذين حتمت طاعتهم ممن يجري ذلك به على يديه آمين رب العالمين اللهم ليس يرد غضبك إلا حلمك و لا يرد سخطك إلا عفوك و لا يجير من عقابك إلا رحمتك و لا ينجيني منك إلا التضرع إليك فصل على محمد و آل محمد و هب لي يا إلهي من لدنك فرجا بالقدرة التي بها تحيي أموات العباد و بها تنشر ميت البلاد و لا تهلكني يا إلهي غما حتى تستجيب لي و تعرفني الإجابة في دعائي و أذقني طعم العافية إلى منتهى أجلي و لا تشمت بي عدوي و لا تمكنه من عنقي و لا تسلطه علي إلهي إن رفعتني فمن ذا الذي يضعني و إن وضعتني فمن ذا الذي يرفعني و إن أكرمتني فمن ذا الذي يهينني و إن أهنتني فمن ذا الذي يكرمني و إن عذبتني فمن ذا الذي يرحمني و إن أهلكتني فمن ذا الذي يعرض لك في عبدك أو يسألك عن أمره و قد علمت أنه ليس في حكمك ظلم و لا في نقمتك عجلة و إنما يعجل من يخاف الفوت و إنما يحتاج إلى الظلم الضعيف و قد تعاليت يا إلهي عن ذلك علوا كبيرا اللهم صل على محمد و آل محمد و لا تجعلني للبلاء غرضا و لا لنقمتك نصبا و مهلني و نفسني و أقلني عثرتي و لا تبتليني ببلاء على أثر بلاء فقد ترى ضعفي و قلة حيلتي و تضرعي إليك أعوذ بك اللهم اليوم من غضبك فصل على محمد و آله و أجرني و أسألك أمنا من عذابك فصل على محمد و آله و آمني و أستهديك فصل على محمد و آله و اهدني و أستنصرك فصل على محمد و آله و انصرني و أسترحمك فصل على محمد و آله و ارحمني و أستكفيك فصل على محمد و آله و اكفني و أسترزقك فصل على محمد و آله و ارزقني و أستعينك فصل على محمد و آله و أعني و أستغفرك لما سلف من ذنوبي فصل على محمد و آله و اغفر لي و أستعصمك فصل على محمد و آله و اعصمني فإني لن أعود لشي‏ء كرهته مني إن شئت ذلك يا رب يا رب يا رب يا حنان يا منان يا ذا الجلال و الإكرام فصل على محمد و آله و استجب لي جميع ما سألتك و طلبت إليك و رغبت فيه إليك و أرده و قدره و اقضه و أمضه و خر لي فيما تقضي منه و بارك لي في ذلك و تفضل علي و أسعدني بما تعطيني منه و زدني من فضلك و سعة ما عندك فإنك واسع كريم و صل ذلك بخير الآخرة و نعيمها يا أرحم الراحمين ثم تدعو بما أحببت و صل على محمد و آله ألف مرة فهكذا كان يفعل (ع)

و روى جابر عن أبي جعفر عن علي بن الحسين من عمل الجمعة الدعاء بعد الظهر أيضا مما أرويه عن جدي أبي جعفر الطوسي رض اللهم اشتر مني نفسي الموقوفة عليك المحبوسة لأمرك بالجنة مع معصوم من عترة نبيك (ص) محزون لظلامته منسوب بولادته تملأ به الأرض عدلا و قسطا كما ملئت جورا و ظلما و لا تجعلني ممن تقدم فمرق أو تأخر فمحق و اجعلني ممن لزم فلحق و اجعلني شهيدا سعيدا في قبضتك يا إلهي و سهل لي نصيبا جزلا و قضاء حتما لا يغيره شقاء و اجعلني ممن هديته فهدى و زكيته فنجى و واليت فاستثبيت ]فاستثبت[ فلا سلطان لإبليس عليه و لا سبيل له إليه و ما استعملتني فيه من شي‏ء فاجعل في الحلال مأكلي ]مطعمي[ و ملبسي و منكحي و قنعني يا إلهي بما رزقتني و ما رزقتني من رزق فأرني فيه عدلا حتى أرى قليله كثيرا و أبذله فيك و لا تجعلني ممن طولت في الدنيا أمله و قد انقضى أجله و هو مغبون عليه عمله أستودعك يا إلهي غدوي و رواحي و مقيلي و أهل ولايتي من كان منهم أو هو كائن زيني و إياهم بالتقوى و اليسر و اطرد عني و عنهم الشك و العسر و امنعني و إياهم من ظلم الظلمة و أعين الحسدة و اجعلني و إياهم ممن ]فيمن[ حفظت و استرني و إياهم فيمن سترت و اجعل آل محمد عليه و عليهم السلام أئمتي و قادتي و آمن روعتهم و روعتي و اجعل حبي و نصرتي و ديني فيهم و لهم فإنك إن وكلتني إلى نفسي زلت قدمي ما أحسن ما صنعت بي يا رب إذ هديتني للإسلام و بصرتني ما جهله غيري و عرفتني ما أنكره غيري و ألهمتني ما ذهلوا عنه و فهمتني قبيح ما فعلوا و صنعوا حتى شهدت من الأمر ما لم يشهدوا و أنا غائب فما نفعهم قربهم و لا ضرني بعدي و أنا من تحويلك إياي عن الهدى وجل و ما تنجو نفسي إن نجت إلا بك و لن يهلك من هلك إلا عن بينة رب نفسي غريق خطايا مجحفة و رهين ذنوب موبقة و صاحب عيوب جمة فمن حمد نفسه عندك فإني عليها زار و لا أتوسل إليك بإحسان و لا في جنبك سفك دمي و لم ينحل الصيام و القيام جسمي فبأي ذلك أزكي نفسي و أشكرها عليه و أحمدها به بل الشكر لك اللهم لسترك علي ما في قلبي و تمام النعمة علي في ديني و قد أمت من كان مولده مولدي و لو شئت لجعلت مع نفاد عمره عمري و ما أحسن ما فعلت بي يا رب لم تجعل سهمي فيمن لعنت و لا حظي فيمن أهنت إلى محمد و آل محمد عليه و عليهم السلام ملت بهواي و إرادتي و محبتي ففي مثل سفينة نوح (ع) فاحملني و مع القليل فنجني و فيمن زحزحت عن النار فزحزحني و فيمن أكرمت بمحمد و آل محمد (ع) فأكرمني و بحق محمد و آل محمد صلواتك و رحمتك و رضوانك عليهم من النار فأعتقني ثم اسجد سجدة الشكر التي بعد صلاة الظهر في كل يوم و اعمل فيها و قل ما تقدم ذكره فإذا فرغ من تعقيب الظهر يوم الجمعة و كان قد أخر ست ركعات من نافلة الجمعة ليصليها بين الظهرين أو كان يريد صلاة ركعتين ليولد له ولد فسنذكر لكل واحد من هذه المطالب فصلا بين ظهري يوم الجمعة فنقول.