باب في محبة آل محمد وموالاتهم

* العلامة المجلسي في البحار, عن أحمد بن محمد بن علي الزهري، عن أحمد بن الحسين بن المفلس، عن زكريا بن محمد، عن عبد الله بن مسكان وأبان بن عثمان، عن بريد بن معاوية العجلي وإبراهيم الأحمري قالا: دخلنا على أبي جعفر × وعنده زياد الأحلام فقال أبو جعفر: يا زياد ما لي أرى رجليك متفلقين؟ قال: جعلت لك الفداء جئت على نضولي أعاتبه الطريق[1],وما حملني على ذلك إلا حب لكم وشوق إليكم، ثم أطرق زياد ملياً ثم قال: جعلت لك الفداء إني ربما خلوت فأتاني الشيطان فيذكرني ما قد سلف من الذنوب والمعاصي فكأني آيس, ثم أذكر حبي لكم وانقطاعي إليكم؟

قال ×: يا زياد وهل الدين إلا الحب والبغض, ثم تلا هذه الثلاث آيات كأنها في كفه: {ولكن الله حبب إليكم الايمان وزينه في قلوبكم وكرّه إليكم الكفر والفسوق والعصيان أولئك هم الراشدون * فضلاًمن الله ونعمة والله عليم حكيم}[2] وقال: {يحبون من هاجر إليهم}[3] وقال: {إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم}[4] أتى رجل إلى رسول الله | فقال: يا رسول الله إني أحب الصوامين ولا أصوم وأحب المصلين ولا أصلي ، وأحب المتصدقين ولا أصدق ، فقال رسول الله |: أنت مع من أحببت ولك ما كسبت,أما ترضون أن لو كانت فزعة من السماء فزع كل قوم إلى مأمنهم ، وفزعنا إلى رسول الله، وفزعتم إلينا.[5]

 

* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن بريد بن معاوية العجلي قال: كنت عند أبي جعفر × إذ دخل عليه قادم من خراسان ماشياً فأخرج رجليه وقد تغلفتا وقال: أما والله ما جاءني من حيث جئت إلا حبكم أهل البيت, فقال أبو جعفر ×: والله لو أحبنا حجر حشره الله معنا, وهل الدين إلا الحب إن الله يقول: {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله}[6] وقال: {يحبون من هاجر إليهم}[7] وهل الدين الا الحب.[8]

 

* الشيخ الطوسي في الأمالي, حدثنا محمد بن محمد قال: حدثنا أبو بكر محمد بن عمر الجعابي قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن مستورد قال: حدثنا عبد الله بن يحيى, عن علي بن عاصم, عن أبي حمزة الثمالي قال: قال لنا علي بن الحسين زين العابدين ×: أي البقاع أفضل؟ فقلت: الله ورسوله وابن رسوله أعلم, فقال: إن أفضل البقاع ما بين الركن والمقام, ولو أن رجلاً عمَّر ما عمَّر نوح في قومه ألف سنة إلا خمسين عاماً, يصوم النهار ويقوم الليل في ذلك الموضع, ثم لقي الله بغير ولايتنا, لم ينفعه ذلك شيئاً.[9]

 

* أحمد بن محمد بن خالد البرقي في المحاسن, عن علي بن الحكم أو غيره, عن حفص الدهان قال: قال لي أبو عبد الله ×: إن فوق كل عبادة عبادة, وحبنا أهل البيت أفضل عبادة.[10]

 

* شرف الدين الحسيني في تأويل الآيات, محمد بن العباس, عن أحمد بن القاسم, عن أحمد بن محمد, عن محمد بن خالد, عن محمد بن علي, عن محمد بن مسلم, عن بريد العجلي قال: سألت أبا عبد الله × عن قول الله عز وجل {وأن لو استقاموا على الطريقة}[11]؟ قال: يعني على الولاية {لأسقيناهم ماء غدقاً}[12] قال: لأذقناهم علماً كثيراً يتعلمونه من الائمة عليهم السلام قلت: قوله {لنفتنهم فيه}[13] قال: إنما هؤلاء يفتنهم فيه, يعني المنافقين.[14]

 

* أحمد بن محمد بن خالد البرقي في المحاسن,عن أبيه, عن النضر بن سويد, عن يحيى بن عمران الحلبي, عن ابن مسكان, عن أبي بصير, عن أبي عبد الله × قال: قال لي: يا أبا محمد إن الميت منكم على هذا الامر شهيد, قلت: وإن مات على فراشه؟ قال: إي والله! وان مات على فراشه, حي عند ربه يرزق.[15]

 

* محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات,حدثنا محمد بن عيسى, عن صفوان, عن يعقوب بن شعيب قال: سألت أبا عبد الله × عن قول الله تبارك وتعالى {وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحاً ثم اهتدى}[16] قال: ومن تاب من ظلم, وآمن من كفر, وعمل صالحاً ثم اهتدى إلى ولايتنا وأومى بيده إلى صدره.[17]

 

* شرف الدين الحسيني في تأويل الآيات, روى الشيخ أبو جعفر الطوسي & قال: روى أبو جعفر القلانسي قال: حدثنا الحسين بن الحسن قال: حدثنا عمرو ابن أبي المقدام, عن يونس بن خباب, عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر, عن أبيه عن جده عن علي بن أبي طالب صلوات الله عليهم أجمعين قال: قال رسول الله |: ما بال أقوام إذا ذكروا آل إبراهيم وآل عمران إستبشروا وإذا ذكروا آل محمد إشمأزت قلوبهم! والذي نفس محمد بيده, لو أن أحدهم وافى بعمل سبعين نبياً يوم القيامة ما قبل الله منه حتى يوافي بولايتي وولاية علي بن أبي طالب ×.[18]

 

* شرف الدين الحسيني في تأويل الآيات, روى محمد بن مؤمن الشيرازي &: في كتابه حديثاً يرفعه باسناده إلى ابن عباس قال: قال رسول الله |: إذا كان يوم القيامة أمر الله مالكاً أن يسعر النيران السبع، ويأمر رضوان أن يزخرف الجنان الثمان، ويقول: يا ميكائيل مد الصراط على متن جهنم ويقول: يا جبرئيل أنصب ميزان العدل تحت العرش، ويقول: يا محمد قرب أمتك للحساب ثم يأمر الله تعالى أن يعقد على الصراط سبع قناطر طول كل قنطرة سبعة عشر ألف فرسخ، وعلى كل قنطرة سبعون ألف ملك يسألون هذه الامة نساءهم ورجالهم على القنطرة الاولى عن ولاية أمير المؤمنين × وحب أهل بيت محمد |, فمن أتى به جاز القنطرة كالبرق الخاطف، ومن لا يحب أهل بيته سقط على أم رأسه في قعر جهنم، ولو كان معه من أعمال البر عمل سبعين صديقاً.[19]

 

* الشيخ الكليني في الكافي, محمد بن يحيى، عن سلمة بن الخطاب، عن علي بن حسان، عن عبد الرحمن ابن كثير، عن أبي عبد الله × في قوله عز وجل: {صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة}[20] قال: صبغ المؤمنين بالولاية في الميثاق.[21]

 

* الشيخ الكليني في الكافي, الحسين بن محمد, عن معلى بن محمد, وعدة من أصحابنا, عن أحمد بن محمد, جميعاً, عن الوشاء, عن أحمد بن عائذ, عن أبي الحسن السواق, عن أبان بن تغلب, عن أبي عبد الله × قال: يا أبان إذا قدمت الكوفة فارو هذا الحديث: من شهد أن لا إله إلا الله مخلصاً وجبت له الجنة, قال: قلت له: إنه يأتيني من كل صنف من الأصناف أفأروي لهم هذا الحديث؟ قال: نعم يا أبان إنه إذا كان يوم القيامة وجمع الله الأولين والآخرين فتُسلب لا إله إلا الله منهم إلا من كان على هذا الأمر.[22]

 

* ابن شاذان في الفضائل, بالاسناد يرفعه إلى علي بن موسى الرضا يرفعه إلى النسب الطاهر الزكي إلى سيد الشهداء الحسين بن علي × قال: قال لي أبي قال: أخي رسول الله |: من سره أن يلقى الله تعالى مقبلاً عليه غير معرض عنه فليوال علياً, ومن سره أن يلقى الله تعالى وهو عنه راض فليوال ابنه الحسن ×, ومن أحب أن يلقى الله تعالى وهو لا خوف عليه فليوال ابنه الحسين ×, ومن أحب أن يلقى الله وهو يمحص عنه ذنوبه فليوال علي ابن الحسين × السجاد, ومن أحب أن يلقى الله وهو قرير عين فليوال محمد الباقر ×, ومن أحب أن يلقى الله وهو خفيف الظهر فليوال جعفر الصادق ×, ومن أحب أن يلقى الله وهو طاهر مطهر فليوال موسى الكاظم ×, ومن أحب أن يلقى الله وهو ضاحك مستبشر فليوال علي بن موسى الرضا ×, ومن أحب أن يلقي الله وقد رفعت درجاته وبدلت سيئاته حسنات فليوال محمد الجواد ×, ومن أحب أن يحاسبه الله حساباً يسيراً فليوال علي الهادي ×, ومن أحب أن يلقى الله وهو من الفائزين فليوال الحسن العسكري ×, ومن أحب ان يلقى الله وقد كمل ايمانه وحسن اسلامه فليوال الحجة صاحب الزمان القائم المنتظر المهدي محمد بن الحسن فهؤلاء مصابيح الدجى وأئمة الهدى وأعلام التقى فمن أحبهم وتولاهم كنت ضامناً له على الله الجنة.[23]

 

* تفسير الإمام العسكري ×, - في حديث طويل - عن أبي محمد العسكري × أنه قال: سأل المنافقون النبي | فقالوا له: يا رسول الله أخبرنا عن علي أهو أفضل أم ملائكة الله المقربون؟ فقال رسول الله |: وهل شُرفت الملائكة إلا بحبها لمحمد وعلي وقبولها لولايتهما! إنه لا أحد من محبي علي × وقد نظف قلبه من قذر الغش والدغل والغل ونجاسات الذنوب إلا كان أطهر وأفضل من الملائكة، [...] الخبر.[24]

 

* أحمد بن محمد بن خالد البرقي في المحاسن,عن القاسم بن يحيى, عن جده, عن ابن مسلم, عن أبي عبد الله × قال: قال أمير المؤمنين ×: ذِكرُنا أهل البيت شفاء من الوعك والاسقام ووسواس الريب, وحبنا رضى الرب تبارك وتعالى.[25]

 

* الشيخ المفيد في الأمالي, أخبرني أبو الحسن علي بن خالد المراغي & قال: حدثنا القاسم بن محمد الدلال قال: حدثنا إسماعيل بن محمد المزني قال: حدثنا عثمان بن سعيد قال: حدثنا أبو الحسن التميمي, عن سبرة بن زياد، عن الحكم بن عتيبة, عن حنش بن المعتمر قال: دخلت على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب × فقلت: السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته, كيف أمسيت؟ قال: أمسيت محباً لمحبنا, مبغضاً لمبغضنا, وأمسى محبنا مغتبطاً برحمة من الله كان ينتظرها, وأمسى عدونا يرمس[26] بنيانه على شفا جرف هار فكأن ذلك الشفا قد انهار به في نار جهنم, وكان أبواب الجنة قد فتحت لاهلها, فهنيئاً لاهل الرحمة رحمتهم, والتعس لاهل النار والنار لهم.

يا حنش من سره أن يعلم أمحب لنا أم مبغض فليمتحن قلبه, فإن كان يحب ولينا فليس بمبغض لنا, وإن كان يبغض ولينا فليس بمحب لنا, إن الله تعالى أخذ ميثاقاً لمحبنا بمودتنا, وكتب في الذكر اسم مبغضنا, نحن النجباء وأفراطنا أفراط الانبياء.[27]

 

* الشيخ الصدوق في عيون أخبار الرضا ×, حدثنا محمد بن القاسم المعروف بأبي الحسن المفسر الجرجاني رضي الله عنه قال: حدثنا يوسف بن محمد بن زياد وعلي بن محمد بن سيار عن أبويهما, عن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله | لاصحابه ذات يوم: يا عبد الله أحبب في الله, وابغض في الله, ووال في الله, وعاد في الله, فانه لا تنال ولاية الله إلا بذلك ولا يجد رجل طعم الايمان وإن كثرت صلاته وصيامه حتى يكون كذلك, وقد صارت مواخاة الناس يومكم هذا أكثرها في الدنيا, عليها يتوادون وعليها يتباغضون, وذلك لا يغنى عنهم من الله شيئاً.

فقال له: وكيف لي أن أعلم أني قد واليت وعاديت في الله عز وجل؟ ومن ولي الله حتى أواليه ومن عدوه حتى أعاديه؟ فأشار رسول الله | إلى علي × فقال: أترى هذا؟ فقال: بلى, قال: ولي هذا ولي الله فواله, وعدو هذا عدو الله فعاده, ووال ولي هذا ولو أنه قاتل أبيك وولدك, وعاد عدو هذا ولو أنه أبوك وولدك.[28]

 

* أحمد بن محمد بن خالد البرقي في المحاسن,عن أبيه, عن حمزة بن عبد الله الجعفري, عن جميل بن دراج, عن عمر بن مدرك أبي علي الطائي قال: قال أبو عبد الله ×: أي عرى الايمان أوثق؟ فقالوا: الله ورسوله أعلم, فقال: قولوا, فقالوا: يابن رسول الله الصلاة, فقال: إن للصلاة فضلاً ولكن ليس بالصلاة, قالوا: الزكاة, قال: إن للزكاة فضلاً وليس بالزكاة, فقالوا: صوم شهر رمضان, فقال: إن لرمضان فضلاً وليس برمضان, قالوا: فالحج والعمرة, قال: إن للحج والعمرة فضلاً وليس بالحج والعمرة, قالوا: فالجهاد في سبيل الله, قال: إن للجهاد في سبيل الله فضلاً وليس بالجهاد, قالوا: فالله ورسوله وابن رسوله أعلم, فقال: قال رسول الله |: إن أوثق عرى الايمان الحب في الله والبغض في الله, توالي ولي الله وتعادي عدو الله.[29]

 

* الشيخ الطبرسي في تفسير مجمع البيان, روى العياشي بإسناده - في حديث طويل - قال: سأل أبو حنيفة أبا عبد الله × عن هذه الآية[30], فقال له: ما النعيم عندك يا نعمان؟ قال: القوت من الطعام, والماء البارد, فقال: لئن أوقفك الله يوم القيامة بين يديه, حتى يسألك عن كل أكلة أكلتها, وشربة شربتها, ليطولن وقوفك بين يديه!

قال: فما النعيم جعلت فداك؟ قال: نحن أهل البيت النعيم الذي أنعم الله بنا على العباد, وبنا ائتلفوا بعد أن كانوا مختلفين, وبنا ألّف الله بين قلوبهم, وجعلهم إخواناً بعد أن كانوا أعداء, وبنا هداهم الله للإسلام, وهي النعمة التي لا تنقطع, والله سائلهم عن حق النعيم الذي أنعم الله به عليهم, وهو النبي | وعترته.[31]

 

* تفسير الإمام العسكري ×, قال الإمام ×: قال رسول الله | - في حديث طويل - عن الله عز وجل أنه قال: يا آدم لو أحب رجل من الكفار أو جميعهم رجلاً من آل محمد وأصحابه الخيرين لكافأه الله عن ذلك بأن يختم له بالتوبة والايمان, ثم يدخله الله الجنة, إن الله ليفيض على كل واحد من محبي محمد وآله محمد وأصحابه من الرحمة ما لو قُسمت على عدد كعدد كل ما خلق الله من أول الدهر إلى آخره وكانوا كفاراً لكفاههم, ولأداهم إلى عاقبة محمودة: الايمان بالله حتى يستحقوا به الجنة.[32]

 

* الشيخ الصدوق في الأمالي, حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق & قال: أخبرنا أحمد بن محمد الهمداني، عن علي بن الحسن بن علي بن فضال، عن أبيه قال: قال الرضا ×: من لم يقدر على ما يكفر به ذنوبه فليكثر من الصلاة على محمد وآله، فإنها تهدم الذنوب هدماً.

وقال ×: الصلاة على محمد وآله تعدل عند الله عز وجل التسبيح والتهليل والتكبير.[33]

 

* ابن إدريس الحلي في السرائر, سليمان بن خالد, قال سمعت أبا عبد الله × يقول: ما من شيء ولا من آدمي, ولا إنسي ولا جني, ولا ملك في السماوات إلا ونحن الحجج عليهم, وما خلق الله خلقاً إلا وقد عرض ولايتنا عليه, واحتج بنا عليه, فمؤمن بنا وكافر جاحد حتى السماوات والأرض والجبال الآية.[34]

 

* محمد بن أحمد القمي في مائة منقبة, حدثني محمد بن علي بن الفضل بن تمام الزيات & قال: حدثني محمد بن القاسم قال: حدثني عباد بن يعقوب قال: حدثني موسى بن عثمان قال: حدثني الاعمش قال: حدثني أبو إسحاق, عن الحارث وسعيد بن قيس عن علي بن أبي طالب × قال: قال رسول الله |: أنا واردكم على الحوض وأنت يا علي الساقي, والحسن الذائد والحسين الآمر, وعلي بن الحسين الفارض ومحمد بن علي الناشر, وجعفر بن محمد السائق, وموسى بن جعفر محصي المحبين والمبغضين وقامع المنافقين, وعلي بن موسى مزين المؤمنين, ومحمد بن علي منزل أهل الجنة في درجاتهم, وعلي ابن محمد خطيب شيعته ومزوجهم الحور العين والحسن بن علي سراج أهل الجنة يستضيئون به, والقائم شفيعهم يوم القيامة حيث لا يأذن الله إلا لمن يشاء ويرضى.[35]

 

* تفسير الإمام العسكري ×, قال الامام ×: قال الله عز وجل: {يا أيها الذين آمنوا}[36] بتوحيد الله, ونبوة محمد | رسول الله, وبامامة علي ولي الله: {كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله}[37] على ما رزقكم منها بالمقام على ولاية محمد وعلي ليقيكم الله تعالى بذلك شرور الشياطين المتمردة على ربها عز وجل, فإنكم كلما جددتم على أنفسكم ولاية محمد وعلي ‘ تجدد على مردة الشياطين لعائن الله, وأعاذكم الله من نفخاتهم ونفثاتهم.[38]

 

* الشيخ الصدوق في التوحيد, حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد & قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار, عن علي بن حسان الواسطي, عن الحسن بن يونس, عن عبد الرحمن بن كثير مولى أبي جعفر, عن أبي عبد الله × في قول الله عز وجل: {فطرة الله التي فطر الناس عليها}[39] قال: التوحيد ومحمد رسول الله وعلي أمير المؤمنين.[40]

 

* الشيخ الكليني في الكافي, محمد بن الحسن, عن سهل بن زياد, عن ابن محبوب, عن عبد الرحمن بن كثير عن داود الرقي قال: سألت أبا عبد الله × عن قول الله عز وجل: {وكان عرشه على الماء}[41] فقال ما يقولون؟ قلت: يقولون: إن العرش كان على الماء والرب فوقه, فقال: كذبوا, من زعم هذا فقد صير الله محمولاً ووصفه بصفة المخلوق ولزمه أن الشيء الذي يحمله أقوى منه, قلت: بيِّن لي جعلت فداك؟ فقال: إن الله حمَّل دينه وعلمه الماء قبل أن يكون أرض أو سماء أو جن أو إنس أو شمس أو قمر, فلما أراد الله أن يخلق الخلق نثرهم بين يديه فقال لهم: من ربكم؟ فأول من نطق: رسول الله | وأمير المؤمنين × والائمة صلوات الله عليهم فقالوا: أنت ربنا, فحمّلهم العلم والدين, ثم قال للملائكة: هؤلاء حملة ديني وعلمي وأمنائي في خلقي وهم المسؤولون, ثم قال لبني آدم: أقروا لله بالربوبية ولهؤلاء النفر بالولاية والطاعة, فقالوا: نعم ربنا أقررنا, فقال الله للملائكة: أشهدوا, فقالت الملائكة شهدنا على أن لا يقولوا غداً {إنا كنا عن هذا غافلين * أو يقولوا إنما أشرك آباؤنا من قبل وكنا ذرية من بعدهم أفتهلكنا بما فعل المبطلون}[42] يا داود ولايتنا مؤكدة عليهم في الميثاق.[43]

 

* الشيخ الصدوق في عيون أخبار الرضا ×, حدثنا الحاكم أبو علي الحسين بن أحمد البيهقي قال: حدثنا محمد بن يحيى الصولي قال: حدثنا أبو ذكوان القاسم بن إسماعيل بسيراف سنة خمس وثمانين ومئتين قال: حدثنا إبراهيم بن عباس الصولي الكاتب بالاهواز سنة سبع وعشرين ومئتين قال كنا يوماً بين يدي علي بن موسى ‘ فقال لي: ليس في الدنيا نعيم حقيقي, فقال له بعض الفقهاء ممن يحضره: فيقول الله عز وجل {ثم لتسألن يومئذ عن النعيم}[44] أما هذا النعيم في الدنيا وهو الماء البارد, فقال له الرضا × وعلا صوته: كذا فسرتموه أنتم وجعلتموه على ضروب, فقالت طائفة هو الماء البارد, وقال غيرهم هو الطعام الطيب, وقال آخرون هو النوم الطيب قال الرضا ×: ولقد حدثني أبي عن أبيه أبي عبد الله الصادق × أن أقوالكم هذه ذكرت عنده في قول الله تعالى: {ثم لتسئلن يومئذ عن النعيم}[45] فغضب × وقال: إن الله عز وجل لا يسأل عباده عما تفضل عليهم به, ولا يمن بذلك عليهم, والامتنان بالانعام مستقبح من المخلوقين فكيف يضاف إلى الخالق عز وجل ما لا يرضي المخلوق به؟!

ولكن النعيم حبنا أهل البيت وموالاتنا, يسأل الله عباده عنه بعد التوحيد والنبوة لأن العبد إذا وفا بذلك أداه إلى نعيم الجنة الذي لا يزول, [...] الخبر.[46]

 

* الشيخ الصدوق في علل الشرائع, أبي & قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن إبراهيم بن هاشم, عن عبد الله بن المغيرة، عمن ذكره، عن أبي عبد الله × قال: استأذنت زليخا على يوسف، فقيل لها: إنَّا نكره أن نقدم بك عليه لما كان منك إليه، قالت: إني لا أخاف من يخاف الله، فلما دخلت قال لها: يا زليخا ما لي أراك قد تغير لونك؟! قالت: الحمد لله الذي جعل الملوك بمعصيتهم عبيد، وجعل العبيد بطاعتهم ملوكاً, قال لها: ما الذي دعاك يا زليخا إلى ما كان منك؟ قالت: حسن وجهك يا يوسف! فقال: كيف لو رأيت نبياً يقال له محمد يكون في آخر الزمان أحسن مني وجهاً, وأحسن مني خلقاً, وأسمح مني كفاً, قالت: صدقت! قال: وكيف علمت إني صدقت؟ قالت: لأنك حين ذكرته وقع حبه في قلبي! فأوحى الله عز وجل إلى يوسف: إنها قد صدقت وأني قد أحببتها لحبها محمداً، فأمره الله تبارك وتعالى أن يتزوجها.[47]

 

* محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات,حدثنا محمد بن أحمد, عن يعقوب بن يزيد, عن الحسن بن محبوب, عن محمد بن الفضيل, عن أبي الحسن × في قول الله تعالى: {يوفون بالنذر}[48] الذي أخذ عليهم الميثاق من ولايتنا.[49]

 

* الشيخ الكليني في الكافي, عن أبي الجارود قال: قلت لأبي جعفر ×: يا ابن رسول الله هل تعرف مودتي لكم وانقطاعي إليكم وموالاتي إياكم؟ قال فقال: نعم, قال فقلت: فإني أسألك مسألة تجيبني فيها فإني مكفوف البصر قليل المشي ولا أستطيع زيارتكم كل حين قال: هات حاجتك, قلت: أخبرني بدينك الذي تدين الله عز وجل به أنت وأهل بيتك لأدين الله عز وجل به قال: إن كنت أقصرت الخطبة فقد أعظمت المسألة والله لأعطينك ديني ودين آبائي الذي ندين الله عز وجل به: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله | والاقرار بما جاء به من عند الله والولاية لولينا والبراءة من عدونا والتسليم لأمرنا وانتظار قائمنا والاجتهاد والورع.[50]

 

* شرف الدين الحسيني في تأويل الآيات, قال محمد بن العباس &: حدثنا المنذر بن محمد, عن أبيه قال: حدثني عمي الحسين بن سعيد, عن أبان بن تغلب, عن علي بن محمد بن بشر قال: قال محمد بن علي ‘ ابن الحنفية: إنما حبنا أهل البيت شيء يكتبه الله في أيمن قلب العبد ومن كتبه الله في قلبه لا يستطيع أحد محوه, أما سمعت الله سبحانه يقول: {أولئك كتب في قلوبهم الايمان وأيدهم بروح منه}[51] فحبنا أهل البيت الايمان.[52]

 

* الشيخ الكليني في الكافي, محمد بن يحيى, عن أحمد بن محمد بن عيسى, عن محمد بن إسماعيل بن بزيع, عن محمد بن الفضيل, عن أبي الصباح الكناني, عن أبي جعفر × قال: سمعته يقول: والله إن في السماء لسبعين صفاً من الملائكة, لو اجتمع أهل الارض كلهم يحصون عدد كل صف منهم ما أحصوهم وإنهم ليدينون بولايتنا.[53]

 

* محمد بن علي الطبري في بشارة المصطفى,أخبرنا الشيخ الأمين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن شهريار الخازن بقراءتي عليه في شوال سنة اثني عشرة وخمسمائة بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب × قال: حدثني أبو يعلى حمزة بن محمد بن يعقوب الدهان بقراءتي عليه بالكوفة في دكانه بالسبيع في شوال سنة أربع وستين وأربعمائة قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد الجواليقي, قال: حدثنا محمد بن أحمد بن الوليد قال: حدثنا سعدان قال: حدثنا علي قال: حدثنا حسين بن نصر قال: حدثني أبي, عن الصباح المزني, عن أبي حمزة الثمالي, عمن حدثه, عن أبي رزين, عن علي بن الحسين ‘ أنه قال: من أحبنا لله نفعه حبنا ولو كان في جبل الديلم, ومن أحبنا لغير الله فإن الله يفعل ما يشاء, إن حبنا أهل البيت يساقط عن العباد الذنوب كما يساقط الريح الورق من الشجر.[54]

 

* الشيخ الكليني في الكافي, الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن محمد بن جمهور، عن صفوان، عن ابن مسكان، عن الحلبي، عن أبي عبد الله × في قوله تعالى: {وإن جنحوا للسلم فاجنح لها}[55] قال قلت: ما السلم؟ قال: الدخول في أمرنا.[56]

 

* علي بن إبراهيم القمي في تفسيره, أخبرنا الحسين بن محمد, عن المعلى بن محمد, عن محمد بن جمهور, عن جعفر ابن بشير, عن علي بن أبي حمزة, عن أبي بصير, عن أبي جعفر × في قوله: {فأقم وجهك للدين حنيفاً}[57] قال: هي الولاية.[58]

 

* الشيخ الكليني في الكافي, الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن بسطام بن مرة، عن إسحاق بن حسان, عن الهيثم بن واقد، عن علي بن الحسين العبدي، عن سعد الاسكاف، عن الاصبغ بن نباتة أنه سأل أمير المؤمنين × عن قوله تعالى: {أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير}[59] فقال: الوالدان اللذان أوجب الله لهما الشكر، هما اللذان ولدا العلم وورثا الحكم وأُمر الناس بطاعتهما، ثم قال الله: {إلي المصير} فمصير العباد إلى الله والدليل على ذلك الوالدان، ثم عطف القول على ابن حنتمة وصاحبه، فقال: في الخاص والعام {وإن جاهداك على أن تشرك بي}[60] يقول في الوصية وتعدل عمن أُمرت بطاعته فلا تطعهما ولا تسمع قولهما، ثم عطف القول على الوالدين فقال: {وصاحبهما في الدنيا معروفاً} يقول: عَرِّف الناس فضلهما وادعُ إلى سبيلهما وذلك قوله: {واتبع سبيل من أناب إلي ثم إلي مرجعكم} فقال: إلى الله ثم إلينا، فاتقوا الله ولا تعصوا الوالدين، فإن رضاهما رضى الله وسخطهما سخط الله.[61]

 

* الشيخ الكليني في الكافي, الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن علي بن أسباط، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله × في قول الله عز وجل: {ومن يطع الله ورسوله - في ولاية علي وولاية الأئمة من بعده - فقد فاز فوزاً عظيماً}[62] هكذا نزلت.[63]

 

* قطب الدين الراوندي في الخرائج والجرائح,روي عن محمد بن الوليد الكرماني - في حديث طويل - مع الإمام الجواد × أنه قال قلت: ما لمواليك في موالاتكم؟ فقال: إن أبا عبد الله × كان عنده غلام يُمسك بغلته إذا هو دخل المسجد, فبينا هو جالس ومعه بغلة إذ أقبلت رُفقة[64] من خراسان فقال له رجل من الرفقة: هل لك يا غلام أن تسأله أن يجعلني مكانك, وأكون له مملوكاً, وأجعل لك مالي كله؟ فإني كثير المال من جميع الصنوف, إذهب فاقبضه وأنا أقيم معه مكانك, فقال: أسأله ذلك, فدخل على أبي عبد الله × فقال: جُعلت فداك تعرف خدمتي, وطول صحبتي فإن ساق الله إليَّ خيراً تمنعنيه؟ قال: أعطيك من عندي, وأمنعك من غيري! فحكى له قول الرجل فقال: إن زهدت في خدمتنا, ورغب الرجل فينا قبلناه وأرسلناك, فلما ولى عنه دعاه, فقال له: أنصحك لطول الصحبة, ولك الخيار, إذا كان يوم القيامة كان رسول الله | متعلقاً بنور الله, وكان أمير المؤمنين × متعلقاً بنور رسول الله، وكان الائمة متعلقين بأمير المؤمنين, وكان شعيتنا متعلقين بنا يدخلون مدخلنا, ويردون موردنا, فقال له الغلام: بل أقيم في خدمتك وأوثر الآخرة على الدنيا, فخرج الغلام إلى الرجل, فقال له الرجل: خرجت إليَّ بغير الوجه الذي دخلت به! فحكى له قوله, وأدخله على أبي عبد الله × فقبل ولاءه, وأمر للغلام بألف دينار ثم قام إليه فودعه, وسأله أن يدعو له ففعل, [...] الخبر.[65]

 

* تفسير الإمام العسكري ×, قال ×: أما حنين العود إلى رسول الله |، فإن رسول الله | كان يخطب بالمدينة إلى جذع نخلة في صحن مسجدها، فقال له بعض أصحابه: يا رسول الله إن الناس قد كثروا، وأنهم يحبون النظر إليك إذا خطبت, فلو أذنت في أن نعمل لك منبراً له مراق ترقاها فيراك الناس إذا خطبت, فأَذن في ذلك, فلما كان يوم الجمعة مر بالجذع، فتجاوزه إلى المنبر فصعده، فلما استوى عليه حن إليه ذلك الجذع حنين الثكلى! وأنَّ أنين الحبلى! فارتفع بكاء الناس وحنينهم وأنينهم، وارتفع حنين الجذع وأنينه في حنين الناس وأنينهم ارتفاعاً بيناً! فلما رأى رسول الله | ذلك نزل عن المنبر، وأتى الجذع فاحتضنه ومسح عليه يده، وقال: اسكن فما تجاوزك رسول الله | تهاوناً بك، ولا استخفافاً بحرمتك ولكن ليتم لعباد الله مصلحتهم، ولك جلالك وفضلك إذ كنت مستند محمد رسول الله, فهدأ حنينه وأنينه، وعاد رسول الله | إلى منبره، ثم قال: معاشر المسلمين هذا الجذع يحن إلى رسول رب العالمين، ويحزن لبعده عنه وفي عباد الله الظالمين أنفسهم من لا يبالي قرب من رسول الله | أو بعد ولولا أني ما احتضنت هذا الجذع، ومسحت يدي عليه ما هدأ حنينه وأنينه إلى يوم القيامة, وإن من عباد الله وإمائه لمن يحن إلى محمد رسول الله وإلى علي ولي الله كحنين هذا الجذع، وحسب المؤمن أن يكون قلبه على موالاة محمد وعلي وآلهما الطيبين الطاهرين منطوياً، أرأيتم شدة حنين هذا الجذع إلى محمد رسول الله؟ كيف هدأ لما احتضنه محمد رسول الله ومسح يده عليه؟ قالوا بلى: يا رسول الله, قال رسول الله |: والذي بعثني بالحق نبياً، إن حنين خزان الجنان وحور عينها وسائر قصورها ومنازلها إلى من يتولى محمداً وعلياً وآلهما الطيبين ويبرأ من أعدائهم، لاشد من حنين هذا الجذع الذي رأيتموه إلى رسول الله, وإن الذي يسكن حنينهم وأنينهم، ما يرد عليهم من صلاة أحدكم معاشر شيعتنا على محمد وآله الطيبين، أو صلاته لله نافلة، أو صوم أو صدقة, وإن من عظيم ما يسكن حنينهم إلى شيعة محمد وعلي ما يتصل بهم من إحسانهم إلى إخوانهم المؤمنين، ومعونتهم لهم على دهرهم، يقول أهل الجنان بعضهم لبعض: لا تستعجلوا صاحبكم، فما يبطئ عنكم إلا للزيادة في الدرجات العاليات في هذه الجنان باسداء المعروف إلى إخوانه المؤمنين, وأعظم من ذلك مما يسكن حنين سكان الجنان وحورها إلى شيعتنا ما يعرِّفهم الله من صبر شيعتنا على التقية واستعمالهم التورية ليسلموا بها من كفرة عباد الله وفسقتهم فحينئذ يقول خزان الجنان وحورها: لنصبرن على شوقنا إليهم وحنيننا كما يصبرون على سماع المكروه في ساداتهم وأئمتهم، وكما يتجرعون الغيظ ويسكتون عن إظهار الحق لما يشاهدون من ظلم من لا يقدرون على دفع مضرته, فعند ذلك يناديهم ربنا عز وجل: يا سكان جناني ويا خزان رحمتي ما لبخل أخرت عنكم أزواجكم وساداتكم، ولكن ليستكملوا نصيبهم من كرامتي بمواساتهم إخوانهم المؤمنين، والاخذ بأيدي الملهوفين، والتنفيس عن المكروبين، وبالصبر على التقية من الفاسقين والكافرين، حتى إذا استكملوا أجزل كراماتي نقلتهم إليكم على أسر الاحوال وأغبطها فابشروا, فعند ذلك يسكن حنينهم وأنينهم.[66]

 

* القندوزي في ينابيع المودة لذوي القربى, عن جابر قال رسول الله |: توسلوا بمحبتنا إلى الله تعالى, واستشفعوا بنا, فإن بنا تكرمون, وبنا تحبون, وبنا ترزقون، فمحبونا أمثالنا غداً كلهم في الجنة.[67]

 

* الشيخ الصدوق في الأمالي, حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق &، قال: أخبرنا أحمد بن محمد الهمداني، عن علي بن الحسن بن علي بن فضال، عن أبيه، قال: قال الرضا ×: من لم يقدر على ما يكفر به ذنوبه فليكثر من الصلاة على محمد وآله، فإنها تهدم الذنوب هدماً.

وقال ×: الصلاة على محمد وآله تعدل عند الله عز وجل التسبيح والتهليل والتكبير.[68]

 

* تفسير الإمام العسكري ×, قيل له×: يا ابن رسول الله ففي القبر نعيم, وعذاب؟ قال ×: إي! والذي بعث محمداً | بالحق نبياً، وجعله زكياً هادياً، مهدياً, وجعل أخاه علياً بالعهد وفياً، وبالحق ملياً ولدى الله مرضياً، وإلى الجهاد سابقاً، ولله في أحواله موافقاً، وللمكارم حائزاً، وبنصر الله على أعدائه فائزاً، وللعلوم حاوياً، ولأولياء الله موالياً، ولأعدائه مناوياً وبالخيرات ناهضاً، وللقبائح رافضاً وللشيطان مخزياً، وللفسقة المردة مقصياً ولمحمد | نفساً، وبين يديه لدى المكاره ترساً وجنة, آمنت به أنا، وأبي علي بن أبي طالب ×, عَبْدُ رب الارباب، المفضل على أولي الالباب, الحاوي لعلوم الكتاب، زين من يوافي يوم القيامة في عرصات الحساب بعد محمد |, صفي الكريم العزيز الوهاب, إن في القبر نعيماً يوفر الله به حظوظ أوليائه, وإن في القبر عذاباً يشدد الله به على أعدائه, إن المؤمن الموالي لمحمد وآله الطيبين، المتخد لعلي بعد محمد | إمامه الذي يحتذي مثاله، وسيده الذي يصدق أقواله، ويصوب أفعاله، ويطيعه بطاعة من يندبه من أطائب ذريته لأمور الدين وسياسته، إذا حضره من أمر الله تعالى ما لا يرد، ونزل به من قضائه ما لا يصد، وحضره ملك الموت وأعوانه، وجد عند رأسه محمداً | رسول الله سيد النبيين من جانب، ومن جانب آخر علياً × سيد الوصيين، وعند رجليه من جانب الحسن × سبط سيد النبيين، ومن جانب آخر الحسين × سيد الشهداء أجمعين، وحواليه بعدهم خيار خواصهم ومحبيهم الذين هم سادة هذه الامة بعد ساداتهم من آل محمد, فينظر إليهم العليل المؤمن، فيخاطبهم بحيث يحجب الله صوته عن آذان حاضريه كما يحجب رؤيتنا أهل البيت ورؤية خواصنا عن عيونهم، ليكون إيمانهم بذلك أعظم ثواباً لشدة المحنة عليهم فيه. فيقول المؤمن: بأبي أنت وأمي يا رسول رب العزة! بأبي أنت وأمي يا وصي رسول رب الرحمة! بأبي أنتما وأمي يا شبلي محمد وضرغاميه ويا ولديه وسبطيه ويا سيدي شباب أهل الجنة المقربين من الرحمة والرضوان! مرحباً بكم يا معاشر خيار أصحاب محمد وعلي وولديهما, ما كان أعظم شوقي إليكم! وما أشد سروري الآن بلقائكم! يا رسول الله هذا ملك الموت قد حضرني، ولا أشك في جلالتي في صدره لمكانك ومكان أخيك مني, فيقول رسول الله |: كذلك هو, ثم يقبل رسول الله | على ملك الموت فيقول: يا ملك الموت استوص بوصية الله في الاحسان إلى مولانا وخادمنا ومحبنا ومؤثرنا, فيقول له ملك الموت: يا رسول الله مره أن ينظر إلى ما قد أعد الله له في الجنان, فيقول له رسول الله |: أنظر إلى العلو, فينظر إلى ما لا تحيط به الالباب ولا يأتي عليه العدد والحساب, فيقول ملك الموت: كيف لا أرفق بمن ذلك ثوابه، وهذا محمد وعترته زواره! يا رسول الله لولا أن الله جعل الموت عقبة لا يصل إلى تلك الجنان إلا من قطعها، لما تناولت روحه، ولكن لخادمك ومحبك هذا أسوة بك وبسائر أنبياء الله ورسله وأوليائه الذين أذيقوا الموت بحكم الله تعالى, ثم يقول محمد |: يا ملك الموت هاك أخانا قد سلمناه إليك فاستوص به خيراً, ثم يرتفع هو ومن معه إلى ربض[69] الجنان، وقد كشف عن الغطاء والحجاب لِعين ذلك المؤمن العليل، فيراهم المؤمن هناك بعد ما كانوا حول فراشه, فيقول: يا ملك الموت الوحا! الوحا![70] تناول روحي ولا تلبثني ههنا، فلا صبر لي عن محمد وعترته وألحقني بهم! فعند ذلك يتناول ملك الموت روحه فيسلها، كما يسل الشعرة من الدقيق، وإن كنتم ترون أنه في شدة فليس في شدة، بل هو في رخاء ولذة, فإذا أدخل قبره وجد جماعتنا هناك، فإذا جاء منكر ونكير قال أحدهما للآخر: هذا محمد وهذا علي والحسن والحسين وخيار صحابتهم بحضرة صاحبنا فلنتضع[71] لهم, فيأتيان ويسلمان على محمد | سلاماً تاماً منفرداً، ثم يسلمان على علي سلاماً تاماً منفرداً، ثم يسلمان على الحسن والحسين سلاماً يجمعانهما فيه، ثم يسلمان على سائر من معنا من أصحابنا, ثم يقولان: قد علمنا يا رسول الله زيارتك في خاصتك لخادمك ومولاك، ولولا أن الله يريد إظهار فضله لمن بهذه الحضرة من أملاكه ومن يسمعنا من ملائكته بعدهم لما سألناه، ولكن أمر الله لا بد من امتثاله, ثم يسألانه فيقولان: من ربك؟ وما دينك؟ ومن نبيك؟ ومن إمامك؟ وما قبلتك؟ ومن إخوانك؟ فيقول: الله ربي، ومحمد نبيي, وعلي وصي محمد إمامي، والكعبة قبلتي, والمؤمنون الموالون لمحمد وعلي وآلهما وأوليائهما والمعادون لأعدائهما إخواني. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وأن أخاه علياً ولي الله، وأن من نصبهم للامامة من أطائب عترته وخيار ذريته خلفاء الامة وولاة الحق والقوامون بالعدل, فيقول: على هذا حييت، وعلى هذا مت، وعلى هذا تبعث إن شاء الله تعالى، وتكون مع من تتولاه في دار كرامة الله ومستقر رحمته.

قال رسول الله |: وإن كان لاوليائنا معادياً، ولأعدائنا موالياً، ولأضدادنا بألقابنا ملقباً، فإذا جاءه ملك الموت لنزع روحه مَثَّل الله عز وجل لذلك الفاجر سادته الذين اتخذهم أرباباً من دون الله، عليهم من أنواع العذاب ما يكاد نظره إليهم يهلكه، ولا يزال يصل إليه من حر عذابهم ما لا طاقة له به, فيقول له ملك الموت: يا أيها الفاجر الكافر تركت أولياء الله إلى أعدائه فاليوم لا يغنون عنك شيئاً، ولا تجد إلى مناص سبيلاً, فيرد عليه من العذاب ما لو قسم أدناه على أهل الدنيا لأهلكهم, ثم إذا أدلي في قبره رأى باباً من الجنة مفتوحاً إلى قبره يرى منه خيراتها فيقول له منكر ونكير: انظر إلى ما حرمته من تلك الخيرات, ثم يفتح له في قبره باب من النار يدخل عليه منه من عذابها, فيقول: يا رب لا تقم الساعة! يا رب لا تقم الساعة![72]

 

* الشيخ الصدوق في الأمالي, حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار قال: حدثنا محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الاشعري, عن الحسن بن علي الكوفي, عن العباس بن عامر, عن أحمد بن رزق الغمشاني, عن يحيى بن أبي العلاء, عن جابر, عن أبي جعفر الباقر ×, قال: إن عبداً مكث في النار سبعين خريفاً, والخريف سبعون سنة, قال: ثم إنه سأل الله عز وجل: بحق محمد وأهل بيته لما رحمتني, قال: فأوحى الله جل جلاله إلى جبرئيل: أن اهبط إلى عبدي فأخرجه, قال: يا رب, وكيف لي بالهبوط في النار؟! قال: إني قد أمرتها أن تكون عليك برداً وسلاماً, قال: يا رب, فما علمي بموضعه؟! فقال عز وجل: إنه في جب من سجين, قال: فهبط في النار فوجده وهو معقول على وجهه فأخرجه, فقال عز وجل: يا عبدي, كم لبثت تناشدني في النار؟ قال: ما أحصيه يا رب, قال: أما وعزتي لولا ما سألتني به لأطلت هوانك في النار, ولكنه حتمت على نفسي أن لا يسألني عبد بحق محمد وأهل بيته إلا غفرت له ما كان بيني وبينه, وقد غفرت لك اليوم[73].[74]

 

* شرف الدين الحسيني في تأويل الآيات, روى الشيخ المفيد قدس الله روحه باسناده إلى محمد بن السائب الكلبي قال: لما قدم الصادق × العراق نزل الحيرة, فدخل عليه أبو حنيفة وسأله عن مسائل, وكان مما سأله أن قال له: جُعلت فداك ما الأمر بالمعروف؟ فقال ×: المعروف يا أبا حنيفة المعروف في أهل السماء, المعروف في أهل الارض, وذاك أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ×, قال: جُعلت فداك فما المنكر؟ قال: اللذان ظلماه حقه, وابتزاه أمره, وحملا الناس على كتفه.

قال: ألا ما هو أن ترى الرجل على معاصي الله فتنهاه عنها؟ فقال أبو عبد الله ×: ليس ذاك أمراً بمعروف ولا نهياً عن منكر, إنما ذاك خير قدمه.

قال: أبو حنيفة: أخبرني جُعلت فداك عن قول الله عز وجل: {ثم لتسئلن يومئذ عن النعيم}[75] قال: فما هو عندك يا أبا حنيفة؟ قال: الأمن في السرب, وصحة البدن, والقوت الحاضر, فقال: يا أبا حنيفة لئن وقفك الله وأوقفك يوم القيامة حتى يسألك عن كل أكلة أكلتها, وشربة شربتها ليطولن وقوفك, قال: فما النعيم جُعلت فداك؟ قال: النعيم نحن, الذين أنقذ الله الناس بنا من الضلالة, وبصّرهم بنا من العمى, وعلّمهم بنا من الجهل.

قال: جُعلت فداك فكيف كان القرآن جديداً أبداً؟ قال: لأنه لم يجعل لزمان دون زمان فتخلقه الأيام, ولو كان كذلك لفني القرآن قبل فناء العالم.[76]

 

* الشيخ الطوسي في الأمالي, الفحام قال: حدثني أبو الحسن المنصوري قال: حدثني أبو السري سهل بن يعقوب بن إسحاق, الملقب بأبي نؤاس المؤذن, في المسجد المعلق في صف شنيف بسر من رأى قال المنصوري: وكان يلقب بأبي نؤاس لأنه كان يتخالع ويطيب مع الناس ويظهر التشيع على الطيبة فيأمن على نفسه, فلما سمع الإمام[77] × لقبني بأبي نؤاس, قال: يا أبا السري, أنت أبو نؤاس الحق, ومن تقدمك أبو نؤاس الباطل, قال: فقلت له ذات يوم: يا سيدي, قد وقع لي اختيار الأيام عن سيدنا الصادق × مما حدثني به الحسن بن عبد الله بن مطهر, عن محمد بن سليمان الديلمي, عن أبيه, عن سيدنا الصادق × في كل شهر فأعرضه عليك, فقال لي: إفعل, فلما عرضته عليه وصححته, قلت له: يا سيدي, في أكثر هذه الايام قواطع عن المقاصد لِما ذكر فيها من النحس والمخاوف, فتدلني على الاحتراز من المخاوف فيها, فإنما تدعوني الضرورة إلى التوجه في الحوائج فيها, فقال لي, يا سهل, إن لشيعتنا بولايتنا عصمة, لو سلكوا بها في لجة البحار الغامرة وسباسب البيداء الغائرة, بين سباع وذئاب, وأعادي الجن والانس, لأمنوا من مخاوفهم بولايتهم لنا, فثق بالله عز وجل, واخلص في الولاء لأئمتك الطاهرين, وتوجه حيث شئت, واقصد ما شئت.

يا سهل, إذا أصبحت وقلت ثلاثاً: أصبحت اللهم معتصماً بذمامك المنيع الذي لا يطاول ولا يحاول, من شر كل طارق وغاشم من سائر ما خلقت ومن خلقت من خلقك الصامت والناطق, في جنة من كل مخوف بلباس سابغة, ولاء أهل بيت نبيك, محتجزاً من كل قاصد لي إلى أذية بجدار حصين, الاخلاص في الاعتراف بحقهم, والتمسك بحبلهم جميعاً, موقناً بأن الحق لهم ومعهم وفيهم وبهم, أوالي من والوا, وأجانب من جانبوا, فصل على محمد وآل محمد, فأعذني اللهم بهم من شر كل ما أتقيه, يا عظيم, حجزت الأعادي عني ببديع السماوات والأرض, إنا {جعلنا من بين أيديهم سداً ومن خلفهم سداً فأغشيناهم فهم لا يبصرون}[78] وقلتها عشياً ثلاثاً, حصلت في حصن من مخاوفك, وأمن من محذورك, فإذا أردت التوجة في يوم قد حُذرت فيه, فقدم أمام توجهك الحمد لله رب العالمين, والمعوذتين, وآية الكرسي, وسورة القدر, وآخر آية من آل عمران, وقل: اللهم بك يصول الصائل, وبقدرتك يطول الطائل, ولا حول لكل ذي حول إلا بك, ولا قوة يمتازها ذو قوة إلا منك, بصفوتك من خلقك, وخيرتك من بريتك, محمد نبيك, وعترته وسلالته عليه وعليهم السلام صل عليهم, واكفني شر هذا اليوم وضرره, وارزقني خيره ويمنه, واقض لي في متصرفاتي بحسن العاقبة وبلوغ المحبة, والظفر بالأمنية, وكفاية الطاغية الغوية, وكل ذي قدرة لي على أذية, حتى أكون في جنة وعصمة من كل بلاء ونقمة, وأبدلني من المخاوف فيه أمناً, ومن العوائق فيه يسراً, حتى لا يصدني صاد عن المراد, ولا يحل بي طارق من أذى العباد, إنك على كل شيء قدير, والأمور إليك تصير, يا من ليس كمثله شيء وهو السميع البصير.[79]

 

* ابن أبي الفتح الإربلي في كشف الغمة,عن محمد بن الحسن بن ميمون قال: كتبت إليه أشكو الفقر ثم قلت في نفسي أليس قد قال أبو عبد الله الفقر معنا خير من الغنى مع غيرنا, والقتل معنا خير من الحياة مع عدونا, فرجع الجواب إن الله عز وجل محصَّ أولياءنا إذا تكاثفت ذنوبهم بالفقر, وقد يعفو عن كثير منهم كما حدثتك نفسك, الفقر معنا خير من الغنى مع غيرنا, والقتل معنا خير من الحياة مع عدونا, ونحن كهف لمن التجأ إلينا, ونور لمن استبصر بنا, وعصمة لمن اعتصم بنا, من أحبنا كان معنا في السنام الاعلى ومن انحرف عنا فإلى النار.[80]

 

* الخزاز القمي في كفاية الأثر, حدثنا أبو الحسن علي بن الحسن بن محمد قال: حدثنا أبو محمد هارون بن موسى رضي الله عنه في شهر ربيع الاول سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة قال: حدثني أبو علي محمد بن همام قال: حدثني عامر بن كثير البصري قال: حدثني الحسن بن محمد بن أبي شعيب الحراني قال: حدثنا مسكين بن بكير أبو بسطام, عن سعد بن الحجاج, عن هشام بن زيد, عن أنس بن مالك, قال هارون: وحدثنا حيدر بن محمد بن نعيم السمرقندي قال: حدثني أبو النصر محمد بن مسعود العياشي, عن يوسف بن المشحت البصري قال: حدثنا اسحق بن الحارث قال: حدثنا محمد بن البشار, عن محمد بن جعفر، قال حدثنا شعبة, عن هشام بن يزيد، عن أنس بن مالك قال: كنت أنا وأبو ذر وسلمان وزيد بن ثابت وزيد بن أرقم عند النبي |, ودخل الحسن والحسين ‘ فقبلهما رسول الله | وقام أبو ذر فانكب عليهما وقبَّل أيديهما, ثم رجع فقعد معنا, فقلنا له سراً: رأيتَ رجلاً شيخاً من أصحاب رسول الله | يقوم إلى صبيين من بني هاشم فينكب عليهما ويقبل أيديهما, فقال: نعم لو سمعتم ما سمعت فيهما من رسول الله | لفعلتم بهما أكثر مما فعلت! قلنا: وماذا سمعت يا أبا ذر؟ قال: سمعته يقول لعلي ولهما: يا علي والله لو أن رجلاً صلى وصام حتى يصير كالشن البالي إذاً ما نفع صلاته وصومه الا بحبكم, يا علي من توسل الى الله بحبكم فحق على الله أن لا يرده, يا علي من أحبكم وتمسك بكم فقد تمسك بالعروة الوثقى, [...] الخبر.[81]

 

 

* الشيخ الكليني في الكافي, الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن أحمد بن محمد بن عبد الله، عن علي بن جعفر قال: سمعت أبا الحسن[82] × يقول: ليس كل من قال بولايتنا مؤمناً ولكن جُعلوا أُنساً للمؤمنين.[83]

 

* محمد بن علي الطبري في بشارة المصطفى,أخبرني الشيخ المفيد أبو علي الحسن بن محمد بن الحسن الطوسي & بقراءتي عليه في مشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب في شعبان سنة إحدى عشرة وخمسمائة: قال: أخبرنا السعيد الوالد أبو جعفر الطوسي رضي الله عنه قال: أخبرنا الشيخ المفيد أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان قال: أخبرنا أبو القاسم جعفر بن محمد قال: حدثني أبي, عن سعد بن عبد الله, عن أحمد بن محمد بن عيسى, عن صفوان بن يحيى, عن يعقوب بن شعيب, عن صالح بن ميثم التمار & قال: وجدت في كتاب ميثم & يقول: تمسينا ليلة عند أمير المؤمنين علي بن أبي طالب × فقال لنا: ليس من عبد امتحن الله قلبه للإيمان إلا أصبح يجد مودتنا على قلبه, ولا أصبح عبد ممن سخط الله عليه إلا يجد بغضنا على قلبه, وأصبحنا نفرح بحب المحب لنا ونعرف بغض المبغض لنا, وأصبح محبنا مغتبطاً برحمة من الله ينتظرها كل يوم, وأصبح مبغضنا يؤسس بنيانه على شفا جرف هار فكأن ذلك الشفا قد انهار به في نار جهنم, وكأن أبواب الرحمة قد فتحت لأهل الرحمة, فهنيئاً لأهل الرحمة رحمتهم وتعساً لأهل النار مثواهم[84].

إن عبداً لم يقصر في حبنا لخير جعله الله في قلبه, ولن يحبنا من يحب مبغضنا, إن ذلك لا يجتمع في قلب واحد: {وما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه}[85], يحب بهذا قوماً ويحب بالآخر عدوهم, والذي يحبنا فهو يخلص حبنا, كما يخلص الذهب الذي لا غش فيه, نحن النجباء وأفراطنا أفراط الأنبياء, وأنا وصي الأوصياء وأنا حزب الله ورسوله والفئة الباغية حزب الشيطان, فمن أحب أن يعلم حاله في حبنا فليمتحن قلبه, فإن وجد فيه حب من ألب علينا فليعلم أن الله تعالى عدوه وجبرئيل وميكائيل والله عدو للكافرين.[86]

 

* الشيخ المفيد في الاختصاص, روي عن جابر الجعفي قال: كنت ليلة من بعض الليالي عند أبي جعفر × فقرأت هذه الآية {يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلوة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله}[87] قال: فقال ×: مه يا جابر كيف قرأت؟! قال قلت: {يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلوة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله} قال: هذا تحريف يا جابر, قال قلت: فكيف أقرء جعلني الله فداك؟ قال: فقال: {يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلوة من يوم الجمعة فامضوا إلى ذكر الله} هكذا نزلت يا جابر لو كان سعياً لكان عَدْوَاً لما كرهه رسول الله | لقد كان يكره أن يعدو الرجل إلى الصلاة, يا جابر لم سميت يوم الجمعة جمعة؟ قال قلت: تخبرني جعلني الله فداك, قال: أفلا أخبرك بتأويله الأعظم؟ قال قلت: بلى جعلني الله فداك, قال: فقال: يا جابر سمى الله الجمعة جمعة لأن الله عز وجل جمع ذلك اليوم الأولين والآخرين وجميع ما خلق الله من الجن والإنس وكل شيء خلق ربنا والسموات والأرضين والبحار والجنة والنار وكل شيء خلق الله في الميثاق فأخذ الميثاق منهم له بالربوبية ولمحمد | بالنبوة ولعلي × بالولاية وفي ذلك اليوم قال الله للسماوات والأرض: {ائتيا طوعاً أو كرهاً قالتا أتينا طائعين}[88] فسمى الله ذلك اليوم الجمعة لجمعه فيه الأولين والآخرين, ثم قال عز وجل: {يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلوة من يوم الجمعة} من يومكم هذا الذي جمعكم فيه والصلاة أمير المؤمنين × يعني بالصلاة الولاية وهي الولاية الكبرى ففي ذلك اليوم أتت الرسل والأنبياء والملائكة وكل شيء خلق الله والثقلان الجن والإنس والسماوات والأرضون والمؤمنون بالتلبية لله عز وجل {فامضوا إلى ذكر الله}[89] وذكر الله أمير المؤمنين {وذروا البيع} يعني الأول {ذلكم} يعني بيعة أمير المؤمنين × وولايته {خير لكم} من بيعة الأول وولايته {إن كنتم تعلمون}, {فإذا قضيت الصلاة}[90] يعني بيعة أمير المؤمنين {فانتشروا في الأرض} يعني بالأرض: الأوصياء, أَمَر الله بطاعتهم وولايتهم كما أمر بطاعة الرسول وطاعة أمير المؤمنين × كنى الله في ذلك عن أسمائهم فسماهم بالأرض {وابتغوا فضل الله} قال جابر: {وابتغوا من فضل الله} قال: تحريف هكذا انزلت وابتغوا فضل الله على الأوصياء {واذكروا الله كثيراً لعلكم تفلحون} ثم خاطب الله عز وجل في ذلك الموقف | فقال: يا محمد {إذا رأوا}[91] الشكاك والجاحدون {تجارة} يعني الأول {أو لهواً} يعني الثاني انصرفوا إليها قال: قلت: {انفضوا إليها} قال: تحريف هكذا نزلت {وتركوك} مع علي {قائماً قل} يا محمد {ما عند الله} من ولاية علي والأوصياء {خير من اللهو ومن التجارة} يعني بيعة الأول والثاني {للذين اتقوا}, قال قلت: ليس فيها {للذين اتقوا} قال فقال: بلى هكذا نزلت الآية وأنتم هم الذين اتقوا {والله خير الرازقين}.[92]

 

* الشيخ الصدوق في الخصال, حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله, عن محمد بن عبد الحميد العطار, عن محمد بن راشد البرمكي, عن عمر بن سهل الأسدي, عن سهيل بن غزوان البصري قال: سمعت أبا عبد الله × يقول: إن امرأة من الجن كان يقول لها عفراء وكانت تأتي النبي | فتسمع من كلامه فتأتي صالحي الجن فيُسلمون على يديها وأنها فقدها النبي | فسأل عنها جبرئيل × فقال: إنها زارت أختاً لها تحبها في الله فقال النبي |: طوبى للمتحابين في الله إن الله تبارك وتعالى خالق في الجنة عموداً من ياقوتة حمراء عليه سبعون ألف قصر في كل قصر سبعون ألف غرفة خلقها الله عز وجل للمتحابين والمتزاورين.

[ثم جاءت عفراء فسألها النبي |][93] يا عفراء أي شيء رأيت؟

قالت: رأيت عجائب كثيرة, قال: فأعجب ما رأيت؟ قالت: رأيت إبليس في البحر الاخضر على صخرة بيضاء ماداً يديه إلى السماء وهو يقول: إلهي إذا بررت قسمَك وأدخلتني نار جهنم فأسالك بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين ألا خلصتني منها وحشرتني معهم, فقلت: يا حارث ما هذه الأسماء التي تدعو بها؟!

قال لي: رأيتها على ساق العرش من قبل أن يخلق الله آدم بسبعة آلاف سنة, فعلمت أنها أكرم الخلق على الله عز وجل فأنا أساله بحقهم.

فقال النبي |: والله لو أقسم أهل الارض بهذه الاسماء لأجابهم.[94]

 

* العلامة المجلسي في البحار, قال الله عز وجل: {وبالوالدين إحساناً}[95] قال رسول الله |: أفضل والديكم وأحقهما لشكركم محمد وعلي.[96]

 

* تفسير الإمام العسكري ×, قال ×: قال الحسن بن علي ×: إن رجلاً جاع عياله, فخرج يبغي لهم ما يأكلون, فكسب درهماً, فاشترى به خبزاً وإداماً[97]، فمر برجل وامرأة من قرابات محمد وعلي ‘ فوجدهما جائعين, فقال: هؤلاء أحق من قراباتي, فأعطاهما إياه, ولم يدر بماذا يحتج في منزله فجعل يمشي رويداً يتفكر فيما يعتل به عندهم ويقول لهم ما فعل بالدرهم, إذ لم يجئهم بشيء, فبينا هو متحير في طريقه إذا بفيج[98] يطلبه، فدل عليه, فأوصل إليه كتاباً من مصر, وخمسمائة دينار في صرة, وقال: هذه بقية مالك حملته إليك من مال ابن عمك, مات بمصر, وخلف مائة ألف دينار على تجار مكة والمدينة, وعقاراً كثيراً, ومالاً بمصر بأضعاف ذلك.

فأخذ الخمسمائة دينار ووسع على عياله, ونام ليلته, فرأى رسول الله | وعلياً ×, فقالا له: كيف ترى إغناءنا لك لما آثرت قرابتنا على قرابتك؟

ثم لم يبق بالمدينة ولا بمكة ممن عليه شيء من المائة ألف دينار إلا أتاه محمد وعلي في منامه وقالا له: إما بكرت بالغداة على فلان بحقه من ميرات ابن عمه وإلا بكرنا عليك بهلاكك واصطلامك: وإزالة نعمك, وإبانتك من حشمك, فأصبحوا كلهم وحملوا إلى الرجل ما عليهم حتى حصل عنده مائة ألف دينار وما ترك أحد بمصر ممن له عنده مال إلا وأتاه محمد وعلي ‘ في منامه, وأمراه أمر تهدد بتعجيل مال الرجل أسرع ما يقدر عليه, وأتى محمد وعلي ‘ هذا المؤثر لقرابة رسول الله | في منامه فقالا له: كيف رأيت صنع الله لك؟ قد أمرنا من في مصر أن يعجل إليك مالك, أفنأمر حاكمها بأن يبيع عقارك وأملاكك ويسفتج[99] إليك بأثمانها لتشتري بدلها من المدينة؟ قال: بلى, فأتى محمد وعلي ‘ حاكم مصر في منامه فأمراه أن يبيع عقاره والسفتجة بثمنه إليه, فحمل إليه من تلك الاثمان ثلاثمائة ألف دينار, فصار أغنى من بالمدينة, ثم أتاه رسول الله |, فقال: يا عبد الله هذا جزاؤك في الدنيا على إيثار قرابتي على قرابتك, ولأعطينك في الآخرة بدل كل حبة من هذا المال في الجنة ألف قصر أصغرها أكبر من الدنيا, مغرز إبرة منها خير من الدنيا وما فيها.[100]

 

* فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسيره, حدثني جعفر بن محمد بن سعيد الاحمسي معنعنا: عن جعفر الصادق × في قوله تعالى: {واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحساناً}[101] قال: إن رسول الله | وعلي بن أبي طالب × هما الوالدان[102] {وبذي القربى}[103] قال: الحسن والحسين ‘.[104]

 

* الشيخ الكليني في الكافي, محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن معاوية بن وهب، عن يحيى بن سابور قال: سمعت أبا عبد الله × يقول في الميت: تدمع عينه عند الموت، فقال: ذلك عند معاينة رسول الله | فيرى ما يسره ثم قال أما ترى الرجل يرى ما يسره وما يحب فتدمع عينه لذلك ويضحك.[105]

 

* الشيخ الكليني في الكافي, علي بن محمد، عن محمد بن أحمد الخراساني, عن أبيه، رفعه قال: قال أبو عبد الله ×: يسأل الميت في قبره عن خمس، عن صلاته وزكاته وحجه وصيامه وولايته إيانا أهل البيت فتقول الولاية من جانب القبر للاربع: ما دخل فيكن من نقص فعلي تمامه.[106]

 

* القاضي عياض في الشفا بتعريف حقوق المصطفى,قال رسول الله |: معرفة آل محمد | براءة من النار, وحب آل محمد جواز على الصراط, والولاية لآل محمد أمان من العذاب.[107]

 

* الشيخ الصدوق في عيون أخبار الرضا ×, حدثنا محمد بن القاسم الاستر آبادي المفسر رضي الله عنه قال: حدثنا يوسف بن محمد بن زياد وعلي بن محمد بن سيار, عن أبويهما, عن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام عن أبيه عن جده عليهم السلام قال: جاء رجل إلى الرضا × فقال له: يا بن رسول الله أخبرني عن قول الله عز وجل {الحمد لله رب العالمين}[108] ما تفسيره؟ فقال: لقد حدثني أبي عن جدي عن الباقر عن زين العابدين عن أبيه عليهم السلام أن رجلاً جاء الى أمير المؤمنين × فقال: أخبرني عن قول الله عز وجل {الحمد لله رب العالمين} ما تفسيره؟ فقال: الحمد لله هو أن عرَّف عباده بعض نعمه عليهم جملاً إذ لا يقدرون على معرفة جميعها بالتفصيل لأنها أكثر من أن تُحصى أو تُعرف, فقال لهم: قولوا الحمد لله على ما أنعم به علينا رب العالمين وهم الجماعات من كل مخلوق من الجمادات والحيوانات, وأما الحيوانات فهو يقلبها في قدرته ويغذوها من رزقه ويحوطها بكنفه ويدبر كلاً منها بمصلحته, وأما الجمادات فهو يمسكها بقدرته ويمسك المتصل منها أن يتهافت ويمسك المتهافت منها أن يتلاصق ويمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه ويمسك الارض أن تنخسف إلا بأمره إنه بعباده لرؤوف رحيم.

وقال ×: رب العالمين مالكهم وخالقهم وسائق أرزاقهم إليهم من حيث يعلمون ومن حيث لا يعلمون, فالرزق مقسوم وهو يأتي ابن آدم على أي سيرة سارها من الدنيا ليس تقوى متق بزايده ولا فجور فاجر بناقصه, وبينه وبينه ستر وهو طالبه فلو أن أحدكم يفر من رزقه لطلبه رزقه كما يطلبه الموت فقال الله جل جلاله قولوا الحمد لله على ما أنعم به علينا وذكرنا به من خير في كتب الأولين قبل أن نكون ففي هذا ايجاب على محمد وآل محمد | وعلى شيعتهم أن يشكروه بما فضلهم وذلك أن رسول الله | قال: لما بعث الله عز وجل موسى بن عمران × واصطفاه نجياً وفلق له البحر ونجا بني اسرائيل وأعطاه التوراة والالواح رأى مكانه من ربه عز وجل فقال: يا رب لقد أكرمتني بكرامة لم تكرم بها أحداً قبلي, فقال الله جل جلاله: يا موسى أما علمت أن محمداً عندي أفضل من جميع ملائكتي وجميع خلقي, قال موسى ×: يا رب فإن كان محمد | أكرم عندك من جميع خلقك فهل في آل الأنبياء أكرم من آلي؟

قال الله جل جلاله: يا موسى أما علمت أن فضل آل محمد على جميع آل النبيين كفضل محمد على جميع المرسلين, فقال موسى: يا رب فإن كان آل محمد كذلك فهل في أمم الأنبياء أفضل عندك من أمتي ظللت عليهم الغمام وأنزلت عليهم المن والسلوى وفلقت لهم البحر؟ فقال الله جل جلاله: يا موسى أما علمت أن فضل أمة محمد على جميع الأمم كفضله على جميع خلقي, فقال موسى ×: يا رب ليتني كنت أراهم, فأوحى الله عز وجل إليه: يا موسى إنك لن تراهم وليس هذا أوان ظهورهم ولكن سوف تراهم في الجنات, جنات عدن والفردوس بحضرة محمد في نعيمها يتقلبون وفي خيراتها يتبحبحون أفتحب أن أسمعك كلامهم؟ فقال: نعم إلهي, قال الله جل جلاله قم بين يدي واشدد مئزرك قيام العبد الذليل بين يدي الملك الجليل, ففعل ذلك موسى ×: فنادى ربنا عز وجل يا أمة محمد فأجابوه كلهم وهم في أصلاب آبائهم وأرحام أمهاتهم لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة والملك لك لا شريك لك, قال فجعل الله عز وجل تلك الإجابة شعار الحاج ثم نادى ربنا عز وجل: يا أمة محمد إن قضائي عليكم أن رحمتي سبقت غضبي وعفوي قبل عقابي فقد استجبت لكم من قبل أن تدعوني وأعطيتكم من قبل أن تسألوني من لقيني منكم بشهادة لا اله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله صادق في أقواله محق في أفعاله وأن علي بن أبي طالب أخوه ووصيه من بعده ووليه ويلتزم طاعته يلتزم طاعة محمد وأن أوليائه المصطفين الطاهرين المطهرين المنبئين بعجائب آيات الله ودلائل حجج الله من بعدهما أوليائه أدخلته جنتي وإن كانت ذنوبه مثل زبد البحر.

قال ×: فلما بعث الله عز وجل نبينا محمداً | قال يا محمد {وما كنت بجانب الطور إذ نادينا}[109] أمتك بهذه الكرامة ثم قال عز وجل لمحمد |: قل: الحمد لله رب العالمين على ما اختصني به من هذه الفضيلة وقال لأمته: قولوا أنتم: الحمد لله رب العالمين على ما اختصنا به من هذه الفضائل.[110]

 

* السيد ابن طاووس الحسني في إقبال الأعمال,من الدعوات في يوم الغدير ما نقلناه من كتاب محمد بن علي الطرازي أيضاً باسناده إلى أبي الحسن عبد القاهر بواب مولانا أبي ابراهيم موسى بن جعفر وأبي جعفر محمد بن علي ‘ قال: حدثنا أبو الحسن علي بن حسان الواسطي بواسط في سنة ثلاثمائة قال: حدثني علي بن الحسن العبدي قال: سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمد الصادق عليه الصلاة والسلام وعلى آبائه وأبنائه يقول: صوم يوم غدير خم يعدل صيام عمر الدنيا, لو عاش إنسان عمر الدنيا ثم لو صام ما عمرت الدنيا لكان له ثواب ذلك وصيامه يعدل عند الله عز وجل مائة حجة ومائة عمرة, وهو عيد الله الأكبر, وما بعث الله عز وجل نبياً إلا وتعيد في هذا اليوم, وعرف حرمته, واسمه في السماء يوم العهد المعهود, وفي الأرض يوم الميثاق المأخوذ والجمع المشهود, ومن صلى فيه ركعتين من قبل أن تزول الشمس بنصف ساعة شكراً لله عز وجل ويقرء في كل ركعة سورة الحمد عشراً وقل هو الله أحد عشراً, وإنا أنزلناه في ليلة القدر عشراً, وآية الكرسي عشراً, عدلت عند الله عز وجل مائة ألف حجة ومائة ألف عمرة, وما سأل الله عز وجل حاجة من حوائج الدنيا والآخرة كائنة ما كانت إلا أتى الله عز وجل على قضائها في يسر وعافية, ومن فطر مؤمناً كان له ثواب من أطعم بعددهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين في حرم الله عز وجل وسقاهم في يوم ذي مسغبة[111], والدرهم فيه بمائة ألف درهم, ثم قال: لعلك ترى أن الله عز وجل خلق يوماً أعظم حرمة منه؟! لا والله! لا والله! لا والله! ثم قال: وليكن من قولك إذا لقيت أخاك المؤمن: الحمد لله الذي أكرمنا بهذا اليوم, وجعلنا من المؤمنين, وجعلنا من الموفين بعهده الذي عهده إلينا, وميثاقه الذي واثقنا به من ولاية ولاة أمره, والقوام بقسطه, ولم يجعلنا من الجاحدين والمكذبين بيوم الدين, ثم قال: وليكن من دعائك في دبر الركعتين أن تقول: {ربنا إننا سمعنا منادياً ينادي للايمان أن آمنوا بربكم فآمنا, ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار * ربنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك ولا تخزنا يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد}[112], اللهم إني أشهدك وكفى بك شهيداً, وأشهد ملائكتك وحملة عرشك وسكان سماواتك وأرضك بأنك أنت الله لا اله الا أنت, المعبود الذي ليس من لدن عرشك إلى قرار أرضك معبود يعبد سواك إلا باطل مضمحل غير وجهك الكريم, لا إله الا أنت المعبود لا معبود سواك, تعاليت عما يقول الظالمون علواً كبيراً, وأشهد أن محمداً عبدك ورسولك, وأشهد أن علياً أمير المؤمنين ووليهم ومولاهم ومولاي, ربنا سمعنا النداء وصدقنا المنادي رسولك |, إذ نادى نداء عنك بالذي أمرته أن يبلغ عنك ما أنزلت إليه من موالاة ولي المؤمنين وحذرته وأنذرته إن لم يُبلِّغ أن تسخط عليه, وأنه إذا بلغ رسالاتك عصمته من الناس, فنادى مبلغاً وحيك ورسالاتك: ألا من كنت مولاه فعلي مولاه, ومن كنت وليه فعلي وليه, ومن كنت نبيه فعلي أميره, ربنا قد أجبنا داعيك النذير المنذر محمداً عبدك الذي أنعمت عليه, وجعلته مثلاً لبني اسرائيل, ربنا آمنا واتبعنا مولانا وولينا وهادينا وداعينا وداعي الأنام وصراطك السوي المستقيم, محجتك البيضاء, وسبيلك الداعي إليك على بصيرة هو ومن اتبعه, وسبحان الله عما يشركون بولايته وبأمره ربهم باتخاذ الولائج من دونه, فأشهد يا إلهي أن الامام الهادي المرشد الرشيد علي بن أبي طالب صلوات الله عليه أمير المؤمنين, الذي ذكرته في كتابك فقلت: {وإنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم}[113] اللهم فإنا نشهد بأنه عبدك الهادي من بعد نبيك النذير المنذر, والصراط المستقيم وإمام المؤمنين, وقائد الغر المحجلين, وحجتك البالغة, ولسانك المعبر عنك في خلقك, والقائم بالقسط بعد نبيك, وديان دينك, وخازن علمك, وعيبة وحيك, وعبدك وأمينك, المأمون المأخوذ ميثاقه مع ميثاقك وميثاق رسلك من خلقك وبريتك بالشهادة والاخلاص بالوحدانية بأنك أنت الله لا إله إلا أنت, ومحمد عبدك ورسولك وعلي أمير المؤمنين, وجعلت الاقرار بولايته تمام توحيدك والاخلاص لك بوحدانيتك وإكمال دينك وتمام نعمتك على جميع خلقك, فقلت وقولك الحق: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام ديناً}[114] فلك الحمد على ما مننت به علينا من الاخلاص لك بوحدانيتك, وجدت علينا بموالاة وليك الهادي من بعد نبيك النذير المنذر, ورضيت لنا الاسلام ديناً بمولانا وأتممت علينا نعمتك بالذي جددت لنا عهدك وميثاقك وذكرتنا ذلك, وجعلتنا من أهل الاخلاص والتصديق لعهدك وميثاقك, ومن أهل الوفاء بذلك, ولم تجعلنا من الناكثين والمكذبين بيوم الدين, ولم تجعلنا من المغيرين والمبدلين والمحرفين والمبتكين[115] آذان الأنعام, والمغيرين خلق الله, ومن الذين استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله, وصدهم عن السبيل والصراط المستقيم.

وأكثر من قولك: اللهم العن الجاحدين والناكثين والمغيرين والمبدلين والمكذبين, الذين يكذبون بيوم الدين من الأولين والآخرين, ثم قل: اللهم لك الحمد على نعمتك علينا بالذي هديتنا إلى موالاة ولاة أمرك من بعد نبيك, والأئمة الهادين الذين جعلتهم أركاناً لتوحيدك, وأعلام الهدى ومنار التقوى, والعروة الوثقى, وكمال دينك, وتمام نعمتك, ومن بهم وبموالاتهم رضيت لنا الاسلام ديناً, ربنا فلك الحمد, آمنا بك وصدقنا بنبيك الرسول النذير المنذر, واتبعنا الهادي من بعد النذير المنذر, ووالينا وليهم وعادينا عدوهم, وبرئنا من الجاحدين والناكثين والمكذبين بيوم الدين, اللهم فكما كان من شأنك يا صادق الوعد, يا من لا يخلف الميعاد, يا من هو كل يوم في شأن, أن أتممت علينا نعمتك بموالاة أوليائك, المسؤول عنهم عبادك, فإنك قلت: {ولتسئلن يومئذ عن النعيم}[116] وقلت: {وقفوهم إنهم مسؤولون}[117] ومننت بشهادة الاخلاص لك بولاية أوليائك الهداة من بعد النذير المنذر, السراج المنير, وأكملت لنا الدين بموالاتهم والبراءة من عدوهم, وأتممت علينا النعم بالذي جددت لنا عهدك, وذكرتنا ميثاقك المأخوذ منا في مبتدء خلقك إيانا, وجعلتنا من أهل الاجابة, وذكرتنا العهد والميثاق, ولم تنسنا ذكرك, فإنك قلت: {واذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى}[118] شهدنا بمنك بأنك أنت الله لا إله الا أنت ربنا وأن محمداً عبدك ورسولك نبينا, وأن علياً أمير المؤمنين ولينا ومولانا, وشهدنا بالولاية لولينا ومولانا من ذرية نبيك من صلب ولينا ومولانا علي بن أبي طالب أمير المؤمنين عبدك الذي أنعمت عليه, وجعلته في أم الكتاب لديك علياً حكيماً, وجعلته آية لنبيك وآية من آياتك الكبرى, والنبأ العظيم الذي هم فيه مختلفون, والنبأ العظيم الذي هم عنه معرضون, وعنه يوم القيامة مسؤولون, وتمام نعمتك التي عنها يُسأل عبادك إذ هم موقوفون, وعن النعيم مسؤولون, اللهم وكما كان من شأنك ما أنعمت علينا بالهداية إلى معرفتهم, فليكن من شأنك أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تبارك لنا في يومنا هذا الذي ذكرتنا فيه عهدك وميثاقك, وأكملت لنا ديننا وأتممت علينا نعمتك, وجعلتنا بنعمتك من أهل الاجابة والاخلاص بوحدانيتك, ومن أهل الايمان والتصديق بولاية أوليائك والبراءة من أعدائك وأعداء أوليائك الجاحدين المكذبين بيوم الدين, فأسألك يا رب تمام ما أنعمت علينا ولا تجعلنا من المعاندين, ولا تلحقنا بالمكذبين بيوم الدين, واجعل لنا قدم صدق مع المتقين, واجعل لنا من لدنك رحمة واجعل لنا من المتقين إماماً إلى يوم الدين, يوم يدعى كل أناس بإمامهم, واجعلنا في ظل القوم المتقين الهداة بعد النذير المنذر والبشير, الأئمة الدعاة إلى الهدى, ولا تجعلنا من المكذبين الدعاة إلى النار, وهم يوم القيامة وأولياؤهم من المقبوحين, ربنا فاحشرنا في زمرة الهادي المهدي وأحينا ما أحييتنا على الوفاء بعهدك وميثاقك المأخوذ منا على موالاة أوليائك, والبراءة من أعدائك المكذبين بيوم الدين, والناكثين بميثاقك, وتوفنا على ذلك, واجعل لنا مع الرسول سبيلاً, اثبت لنا قدم صدق في الهجرة إليهم, واجعل محيانا خير المحيا ومماتنا خير الممات ومنقلبنا خير المنقلب, على موالاة أوليائك والبراءة من أعدائك, حتى تتوفانا وأنت عنا راض, قد أوجبت لنا الخلود في جنتك برحمتك والمثوى في جوارك والإنابة إلى دار المقامة من فضلك {لا يمسنا فيها نصب ولا يمسنا فيها لغوب}[119] ربنا إنك أمرتنا بطاعة ولاة أمرك, وأمرتنا أن نكون مع الصادقين, فقلت: {أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم}[120] وقلت: {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين}[121] ربنا سمعنا وأطعنا ربنا ثبت أقدامنا وتوفنا مع الأبرار, مسلمين مسلمين مصدقين لأوليائك, ولا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب, ربنا آمنا بك وصدقنا نبيك, ووالينا وليك والأولياء من بعد نبيك, ووليك مولى المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه, والإمام الهادي من بعد الرسول النذير المنذر والسراج المنير, ربنا فكما كان من شأنك أن جعلتنا من أهل الوفاء بعهدك بمنك علينا ولطفك لنا, فليكن من شأنك أن تغفر لنا ذنوبنا وتكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار, ربنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك ولا تخزنا يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد, ربنا آمنا بك, ووفينا بعهدك, وصدقنا رسلك, واتبعنا ولاة الأمر من بعد رسلك, ووالينا أوليائك, وعادينا أعداءك فاكتبنا مع الشاهدين, واحشرنا مع الأئمة الهداة من آل محمد الرسول البشير النذير, آمنا يا رب بسرهم وعلانيتهم, وشاهدهم وغائبهم, وبحيهم وميتهم, ورضينا بهم أئمة وسادة وقادة لا نبتغي بهم بدلاً ولا نتخذ من دونهم ولائج أبداً, ربنا فأحينا ما أحييتنا على موالاتهم, والبراءة من أعدائهم, والتسليم لهم والرد إليهم, وتوفنا إذا توفيتنا على الوفاء لك ولهم بالعهد والميثاق, والموالاة لهم والتصديق والتسليم لهم, غير جاحدين ولا ناكثين ولا مكذبين, اللهم إني أسألك بالحق الذي جعلته عندهم, وبالذي فضلتهم على العالمين جميعاً, أن تبارك لنا في يومنا هذا الذي أكرمتنا فيه بالوفاء لعهدك, الذي عهدت إلينا والميثاق الذي واثقتنا به من موالاة أوليائك وتمُنَّ علينا بنعمتك, وتجعله عندنا مستقراً ثابتاً ولا تسلبناه أبداً, ولا تجعله عندنا مستودعاً فإنك قلت: {فمستقر ومستودع}[122] فاجعله مستقراً ثابتاً, وارزقنا نصر دينك مع ولي هاد من أهل بيت نبيك قائماً رشيداً هادياً مهدياً من الضلالة إلى الهديا واجعلنا تحت رايته وفي زمرته شهداء صادقين, مقتولين في سبيلك وعلى نصرة دينك.

ثم سل بعد ذلك حوائجك للآخرة والدنيا, فإنها والله والله والله مقضية في هذا اليوم, ولا تقعد عن الخير, وسارع إلى ذلك إن شاء الله تعالى.[123]


[1] عتب البعير: أي مشى على ثلاث قوائم, جئت على نضولي: يعني بعيره المهزول, والمعنى: كنت أحمله وأكلفه مشى الطريق بالعتبان لما به من العقر. 

[2] سورة الحجرات, الآية 7, 8.

[3] سورة الحشر, الآية 9.

[4] سورة آل عمران, الآية 31.

[5] البحار ج65 ص62، عن تفسير فرات ص430، الكافي ج8 ص 79 مع اختلاف، مستدرك الوسائل ج12 ص226. 

[6] سورة آل عمران, الآية 29.

[7] سورة الحشر, الآية 9.

[8] تفسير العياشي ج1 ص167، عنه البحار ج27 ص95، مستدرك الوسائل ج12 ص219، تفسير نور الثقلين ج1 ص327 باختصار.

[9] أمالي الشيخ الطوسي ص132، عنه البحار ج27 ص172/ ج96 ص229، من لا يحضره الفقيه ج2 ص245، ثواب الأعمال ص204، وسائل الشيعة ج1 ص93، مستدرك الوسائل ج1 ص149، بشارة المصطفى ص120، المحاسن ج1 ص91، الدروس للشهيد الأول ج1 ص499، روض الجنان للشهيد الثاني ص357، مجمع الفائدة ج3 ص219/ ج7 ص380، الحدائق الناضرة ج13 ص295، الأصول الستة عشر ص22، تفسير أبي حمزة الثمالي ص136، شرح الأخبار ج3 ص479، تفسير مجمع البيان ج2 ص349.

[10] المحاسن ج1 ص150، عنه البحار ج27 ص91.

[11] سورة الجن, الآية 16.

[12] المصدر نفسه.

[13] سورة الجن, الآية 17.

[14] تأويل الآيات الظاهرة ج2 ص728، بحار الأنوار ج24 ص29.

[15] المحاسن ج1 ص164، عنه البحار ج6 ص245، الكافي ج8 ص46 في حديث طويل، بحار الأنوار ج27 ص139/ ج65 ص142 عن كتاب البشارات، تأويل الآيات الظاهرة ج2 ص666، غاية المرام ج4 ص265, تفسير نور الثقلين ج1 ص409/ ج5 ص245، التفسير الصافي ج5 ص136.

[16] سورة طه, الآية 72.

[17] بصائر الدرجات ص98، عنه بحار الأنوار ج27 ص176، غاية المرام ج3 ص318, المحاسن ج1 ص142، تفسير فرات ص257 لكن بإسناده إلى الإمام الباقر ×، التفسير الصافي ج3 ص314، تأويل الآيات ج1 ص316 عن الباقر ×، تفسير نور الثقلين ج3 ص388، بحار الأنوار ج24 ص148 عن الباقر ×.

[18] تأويل الآيات الظاهرة ج1 ص106، المسترشد للطبري ص615، بحار الأنوار ج23 ص221، تفسير كنز الدقائق ج2 ص67.

[19] تأويل الآيات ج2 ص493, عنه البحار ج7 ص331/ ج27 ص110, مناقب آشوب ج2 ص3, مشارق الأنوار ص98, الصراط المستقيم ج1 ص280, نهج الإيمان ص507.

[20] سورة البقرة, الآية 138.

[21] الكافي ج1 ص422, عنه البحار ج23 ص379, مختصر البصائر ص171, تأويل الآيات ج1 ص80, التفسير الصافي ج1 ص193, تفسير كنز الدقائق ج1 ص354, تفسير الثقلين ج1 ص132, تفسير الميزان ج1 ص315.

[22] الكافي ج2 ص520، المحاسن ج1 ص33، عنه البحار ج3 ص12/ ج65 ص94، مستدرك الوسائل ج5 ص359.

[23] الفضائل لابن شاذان ص166، الروضة ص155، عنهما البحار ج36 ص296، مقتضب الأثر ص13، الصراط المستقيم ج2 ص148، بحار الأنوار ج27 ص107/ ج108 ص385، إلزام الناصب ج1 ص293.

[24] تفسير الإمام العسكري × ص383، الإحتجاج ج1 ص62، عنهما البحار ج11 ص136/ ج21 ص223/ ج26 ص223/ ج57 ص304، قصص الأنبياء للجزائري ص39، تفسير نور الثقلين ج1 ص578/ ج3 ص189.

[25] المحاسن ج1 ص62، عنه البحار ج2 ص145/ ج26 ص227، الخصال ص625، وسائل الشيعة ج11 ص569، تفسير فرات ص367، تحف العقول ص114.

[26] يرمس: يحثي.

[27] أمالي المفيد ص334، أمالي الطوسي ص113، عنهما البحار ج27 ص53/ ج29 ص9، الغارات ج2 ص585، تأويل الآيات الظاهرة ج2 ص446، بشارة المصطفى ص83، كشف الغمة ج2 ص8، نور الثقلين ج2 ص268 بعضه.

[28] عيون أخبار الرضا × ج2 ص261، تفسير الإمام العسكري × ص49، عنه البحار ج27 ص54/ ج66 ص236، معاني الأخبار ص37، علل الشرائع ج1 ص140، أمالي الصدوق ص61، صفات الشيعة ص45، مشكاة الأنوار ص221، وسائل الشيعة ج11 ص440 عن كتب الصدوق، خاتمة المستدرك ج5 ص189، روضة الواعظين ص417، الحدائق الناضرة ج18 ص151.

[29] المحاسن ج1 ص165، عنه البحار ج27 ص56، الكافي ج2 ص125، عنه البحار ج66 ص242، معاني الأخبار ص398، الإختصاص ص365، الحدائق الناضرة ج18 ص151، وسائل الشيعة ج11 ص439، التحفة السنية للسيد الجزائري ص326، مشكاة الأنوار ص218، الإثنا عشرية ص156 عن الكافي.

[30] سورة التكاثر, الآية 8, قوله جلَّ وعلا: {ثم لتسألن يومئذٍ عن النعيم}.

[31] تفسير مجمع البيان ج10 ص433، عنه مستدرك الوسائل ج16 ص247، الدعوات ص158، بحار الأنوار ج7 ص258/ ج24 ص49/ ج63 ص315، تفسير نور الثقلين ج5 ص663، التفسير الصافي ج5 ص370، غاية المرام ج3 ص85.

[32] تفسير الإمام العسكري × ص390، عنه البحار ج26 ص330.

[33] الأمالي للصدوق ص131, عيون أخبار الرضا × ج2 ص265, عنهما البحار ج91 ص47, روضة الواعظين ص322, وسائل الشيعة ج4 ص1212.

[34] السرائر ج3 ص575، عنه البحار ج27 ص46، مستطرفات السرائر ص575.

[35] مائة منقبة (المنقبة 5) ص23، مناقب إبن شهر آشوب ج1 ص251، الطرائف ص173، بحار الأنوار ج26 ص309، العدد القوية ص88، الإستنصار للكراجكي ص23، غاية المرام ج1 ص130.

[36] سورة البقرة, الآية 172.

[37] المصدر نفسه.

[38] تفسير الإمام العسكري × ص584، عنه البحار ج26 ص232.

[39] سورة الروم, الآية 30.

[40] التوحيد ص329، عنه البحار ج3 ص278/ ج26 ص277، بصائر الدرجات ص98، عنه البحار ج64 ص132، مناقب إبن شهر آشوب ج2 ص296، المحتضر ص117، تفسير فرات ص322، اليقين ص188/ ص432، تأويل الآيات الظاهرة ج1 ص435، تفسير نور الثقلين ج4 ص184.

[41] سورة هود, الآية 7.

[42] سورة الأعراف, الآية 172, 173, والآية الثانية بصيغة: {أو تقولوا إنما أشرك آباؤنا...}.

[43] الكافي ج1 ص132، عنه البحار ج54 ص95، التوحيد ص319، عنه البحار ج3 ص334/ ج26 ص277، المحتضر ص31، علل الشرائع ج1 ص118 بعضه، مختصر البصائر ص159، الجواهر السنية ص246، تفسير نور الثقلين ج2 ص337.

[44] سورة التكائر, الآية 8.

[45] المصدر نفسه.

[46] عيون أخبار الرضا × ج1 ص136، عنه البحار ج7 ص272/ ج24 ص50/ ج63 ص316، وسائل الشيعة ج16 ص446، غاية المرام ج3 ص83, التفسير الصافي ج5 ص370، تفسير نور الثقلين ج5 ص664، ينابيع المودة ج1 ص333.

[47] علل الشرائع ج1 ص55, عنه البحار ج12 ص281/ ج16 ص193, عدة الداعي ص152, قصص الأنبياء للراوندي ص139, قصص الأنبياء للجزائري ص208, التفسير الصافي ج3 ص51, تفسير الثقلين ج2 ص471.

[48] سورة الإنسان, الآية 7.

[49] بصائر الدرجات ص110، عنه البحار ج26 ص282، الكافي ج1 ص413، عنه البحار ج24 ص331، تفسير نور الثقلين ج5 ص477.

[50] الكافي ج2 ص21، عنه البحار ج66 ص14، الإحتجاج ج2 ص55، غاية المرام ج6 ص186، الدعوات للراوندي ص135، مستدرك الوسائل ج1 ص72, الكنى والألقاب للشيخ عباس القمي ج1 ص34.

[51] سورة المجادلة, الآية 22.

[52] تأويل الآيات الظاهرة ج2 ص676، شواهد التنزيل ج2 ص330، بحار الأنوار ج23 ص366.

[53] الكافي ج1 ص437, بصائر الدرجات ص 86, عنه البحار ج26 ص339, شرح الزيارة الجامعة ص42.

[54] بشارة المصطفى ص19، قرب الإسناد ص39 عن الإمام الصادق ×، عنه البحار ج27 ص77، إختيار معرفة الرجال للشيخ الطوسي ج1 ص329 عن الإمام الحسن ×.

[55] سورة الأنفال, الآية 61.

[56] الكافي ج1 ص415, عنه البحار ج24 ص162, تأويل الآيات ج1 ص195, تفسير الثقلين ج2 ص165, التفسير الصافي ج2 ص312, تفسير الميزان ج9 ص131.

[57] سورة الروم, الآية 30.

[58] الكافي ج1 ص418, عنه البحار ج23 ص375, تفسير القمي ج2 ص154, عنه البحار ج3 ص277, الصراط المستقيم ج1 ص292, تفسير الثقلين ج4 ص181, تفسير الميزان ج16 ص186.

[59] سورة لقمان, الآية 14.

[60] سورة لقمان, الآية 15, وكذلك الآيات التي تليها.

[61] الكافي ج1 ص428, عنه البحار 23 ص270, تفسير القمي ج2 ص148, عنه البحار ج30 ص150/ ج36 ص6, غاية المرام ج5 ص300, تفسير الثقلين ج4 ص202.

[62] سورة الأحزاب, الآية 71.

[63] الكافي ج1 ص414, عنه البحار ج23 ص303, تفسير القمي ج2 ص197, تأويل الآيات ج2 ص469, عنه البحار ج23 ص301, التفسير الصافي ج4 ص206, تفسير الثقلين ج4 ص309, الصراط المستقيم ج1 ص379, نهج الإيمان ص506.

[64] الرُفقة: الجماعة المترافقين في السفر.

[65] الخرائج والجرائح ج1 ص388, عنه البحار ج50 ص87, مدينة المعاجز ج7 ص412, الهداية الكبرى ص308, منازل الآخرة للشيخ عباس القمي ص282.

[66] تفسير الإمام العسكري × ص188, عنه البحار ج17 ص326.

[67] ينابيع المودة ج2 ص266.

[68] الأمالي للصدوق ص131, عيون أخبار الرضا × ج2 ص265, عنهما البحار ج91 ص47, روضة الواعظين ص322, وسائل الشيعة ج4 ص1212.

[69] الربض بالضم: وسط الشيء, وبالتحريك: نواحيه.

[70]  الوحا الوحا: السرعة السرعة.

[71] أي فلنتذلل ولنتخشع.

[72] تفسير الإمام العسكري × ص210, عنه البحار ج6 ص173, مدينة المعاجز ج3 ص121, تأويل الآيات ج2 ص644, المحتضر ص20.

[73] وزادت رواية المفيد في أماليه عبارة: ثم يؤمر به إلى الجنة.

[74] أمالي الصدوق ص770، عنه البحار ج8 ص282، الخصال ص584، عنه البحار ج91 ص1، ثواب الأعمال ص154، معاني الأخبار ص226، أمالي الطوسي ص675، أمالي المفيد ص218، عنه البحار ج27 ص312، بشارة المصطفى ص326، عدة الداعي ص150، الحدائق الناضرة ج8 ص470، روضة الواعظين ص271، الجواهر السنية ص250، وسائل الشيعة ج4 ص1139، مستدرك الوسائل ج5 ص228.

[75] سورة التكاثر, الآية 8.

[76] تأويل الآيات الظاهرة ج2 ص852، عنه بحار الأنوار ج10 ص208/ ج24 ص58، مستدرك الوسائل ج16 ص249 باختصار، غاية المرام ج3 ص81.

[77] الإمام الهادي ×.

[78] سورة يس, الآية 9.

[79] أمالي الطوسي ص276، عنه البحار ج56 ص24، الدروع الواقية للسيد ابن طاووس ص47، بشارة المصطفى ص207، مستدرك الوسائل ج8 ص242، مكارم الأخلاق ص277، الكنى والألقاب للشيخ عباس القمي ج1 ص170 باختلاف في اللفظ.

[80] كشف الغمة ج3 ص217، عنه البحار ج50 ص299، إختيار معرفة الرجال للشيخ الطوسي ج2 ص814، الخرائج والجرائح ج2 ص739، عنه البحار ج69 ص44، مناقب ابن شهر آشوب ج3 ص534، مدينة المعاجز ج7 ص604، رجال الكشي ص533.

[81] كفاية الأثر ص69، غاية المرام ج1 ص44 عن كتاب النصوص على الأئمة الإثني عشر، إرشاد القلوب ج2 ص415، عنه البحار ج36 ص301.

[82] أي الإمام الكاظم ×.

[83] الكافي ج2 ص244, عنه البحار ج64 ص165.

[84] إلى هنا أمالي الطوسي وأمالي المفيد وتفسير نور الثقلين.

[85] سورة الأحزاب, الآية 4.

[86] بشارة المصطفى ص142، أمالي الطوسي ص34، أمالي المفيد ص271، المحتضر ص85، الغارات ج2 ص910، بحار الأنوار ج27 ص83/ ج24 ص317، كشف الغمة ج2 ص11، تأويل الآيات الظاهرة ج2 ص446، شرح الأخبار ج3 ص499 نحوه، تفسير القمي ج2 ص171 باختصار، عنه التفسير الصافي ج4 ص162 باختصار، تفسير نور الثقلين ج2 ص269.

[87] سورة الجمعة, الآية 9.

[88] سورة فصلت, الآية 11.

[89] سورة الجمعة, الآية 9.

[90] سورة الجمعة, الآية 10.

[91] سورة الجمعة, الآية 11.

[92] الإختصاص ص128، عنه البحار ج24 ص399/ ج86 ص277، غاية المرام ج4 ص242.

[93] لم نجد هذه العبارة في المصدر.

[94] الخصال للصدوق ص638، عنه البحار ج18 ص83/ ج27 ص13/ ج60 ص80، مستدرك الوسائل ج5 ص232، المحتضر ص112، مدينة المعاجز ج1 ص126، كشف الغمة ج2 ص93, عنه البحار ج91 ص20.

[95] سورة البقرة, الآية 83.

[96] بحار الأنوار ج23 ص259/ ج66 ص343، تفسير الإمام العسكري × ص330، عنه غاية المرام ج5 ص302.

[97] الإدام: الخبز المخلوط باللحم.

[98] فيج: رسول السلطان.

[99] كلمة فارسية معرّبة وجاءت بمعنى: يدفع. 

[100] تفسير الإمام العسكري × ص337، عنه البحار ج23 ص263، مستدرك الوسائل ج12 ص381.

[101] سورة النساء, الآية 36.

[102] إلى هنا ورد في إعلام الورى وتفسير كنز الدقائق.

[103] المصدر نفسه.

[104] تفسير فرات ص104، عنه البحار ج23 ص269، إعلام الورى ج2 ص171، تفسير كنز الدقائق ج2 ص449.

[105] الكافي ج3 ص133, من لا يحضره الفقيه ج1 ص135, علل الشرائع ج1 ص306, عنه البحار ج6 ص182, معاني الأخبار ص236, كتاب الزهد للحسين بن سعيد ص83, عنه مدينة المعاجز ج3 ص114, المحتضر ص15, مناقب آشوب ج3 ص23, الفصول المهمة ج1 ص303, مستدرك الوسائل ج2 ص161.

[106] الكافي ج3 ص241, عنه البحار ج6 ص265/ ج31 ص659.

[107] الشفا بتعريف حقوق المصطفى ج2 ص47, عنه كشف الغطاء ج1 ص8, غاية المرام ج6 ص71, ينابيع المودة ج1 ص78.

[108] سورة الفاتحة, الآية 2.

[109] سورة القصص, الآية 46.

[110] عيون أخبار الرضا × ج2 ص255، عنه البحار ج13 ص341/ ج26 ص275/ ج89 ص225، من لا يحضره الفقيه ج2 ص327، عنه الحدائق الناضرة ج15 ص68، المحتضر ص157، علل الشرائع ج2 ص417، تفسير الإمام العسكري × ص31، عنه تأويل الآيات الظاهرة ج1 ص418، بشارة المصطفى ص330، الجواهر السنية ص248، الفصول المهمة ج1 ص407، قصص الأنبياء للجزائري ص343، تفسير نور الثقلين ج4 ص130، التفسير الصافي ج4 ص92، تفسير كنز الدقائق ج1 ص48.

[111] سغب: جاع.

[112] سورة آل عمران, الآية 193, 194.

[113]سورة الزخرف, الآية 4.

[114] سورة المائدة, الآية 3.

[115] بتكه: قطعه.

[116] سورة التكاثر, الآية 7.

[117] سورة الصافات, الآية 24.

[118] سورة الأعراف, الآية 172.

[119] سورة فاطر, الآية 35.

[120] سورة النساء, الآية 159.

[121] سورة التوبة, الآية 119.

[122] سورة الأنعام, الآية 98.

[123] إقبال الأعمال ج2 ص282, عنه البحار ج95 ص302, تهذيب الأحكام ج3 ص143 باختلاف, عنه غاية المرام ج1 ص340, مصباح المتهجد ص747 باختلاف.