باب في موالاة الأنبياء والرُّسُل لآل محمَّد وأنَّهم من شيعتهم ومحبيهم

* الشيخ الطوسي في الأمالي, أخبرنا أبو عبد الله أحمد بن عبدون المعروف بابن الحاشر قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن الزبير القرشي قال: أخبرنا علي بن الحسن بن فضال قال: حدثنا العباس بن عامر قال: حدثنا أحمد بن رزق الغمشاني, عن محمد بن عبد الرحمن الضبي قال سمعت أبا عبد الله × يقول: ولايتنا ولاية الله التي لم يبعث نبي قط إلا بها.[1]

 

* الشيخ الكليني في الكافي, محمد بن يحيى, عن عبد الله بن محمد بن عيسى, عن محمد بن عبد الحميد, عن يونس إبن يعقوب, عن عبد الاعلى قال: سمعت أبا عبد الله × يقول ما من نبي جاء قط إلا بمعرفة حقنا وتفضيلنا على من سوانا.[2]

 

* محمد بن الحسن الصفار في البصائر, حدثنا محمد بن عيسى, عن محمد بن سليمان, عن يونس بن يعقوب, عن أبي بصير, عن أبي عبد الله × أنه قال: ما من نبي نُبئ, ولا من رسول أُرسل إلا بولايتنا وبفضلنا على من سوانا.[3]

 

* محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات,حدثنا يعقوب بن يزيد عن الحسن بن محبوب عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن × قال: ولاية علي مكتوبة في جميع صحف الأنبياء, ولن يبعث الله نبياً الا بنبوة محمد | وولاية وصيه علي ×.[4]

 

* محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات,حدثنا أحمد بن محمد, عن علي بن الحكم, عن سيف بن عميره, عن أبي بكر الحضرمي, عن حذيفة بن اسيد الغفار قال: قال رسول الله |: ما تكاملت النبوة لنبي في الاظلة حتى عُرضت عليه ولايتي وولاية أهل بيتي ومثلوا له فأقروا بطاعتهم وولايتهم.[5]

 

* محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات,حدثنا الحسن بن علي بن النعمان, عن يحيى بن أبي زكريا بن عمرو الزيات قال: سمعت من أبي ومحمد بن سماعة يرويه عن فيض بن أبي شيبة, عن محمد بن مسلم قال: سمعت أبا جعفر × يقول: إن الله تبارك وتعالى أخذ ميثاق النبيين على ولاية علي, وأخذ عهد النبيين بولاية علي ×.[6]

 

* الشيخ المفيد في الاختصاص, ابن سنان, عن المفضل بن عمر قال: قال لي أبو عبد الله ×: إن الله تبارك وتعالى توحد بملكه فعرّف عباده نفسه, ثم فوض إليهم أمره وأباح لهم جنته فمن أراد الله أن يطهر قلبه من الجن والإنس عرّفه ولايتنا ومن أراد أن يطمس على قلبه امسك عنه معرفتنا, ثم قال يا مفضل والله ما استوجب آدم أن يخلقه الله بيده وينفخ فيه من روحه إلا بولاية علي ×, وما كلم الله موسى تكليماً إلا بولاية علي ×, ولا أقام الله عيسى ابن مريم آية للعالمين إلا بالخضوع لعلي ×, ثم قال: أجمل الأمر ما استأهل خلق من الله النظر إليه إلا بالعبودية لنا.[7]

 

* الشيخ الكليني في الكافي, عدة من أصحابنا, عن أحمد بن محمد, عن علي بن الحكم, عن مفضل بن صالح عن جابر, عن أبي جعفر × في قول الله عز وجل: {ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي ولم نجد له عزماً}[8] قال عهدنا إليه في محمد والأئمة من بعده, فترك ولم يكن له عزم أنهم هكذا وإنما سُمي أولوا العزم أولي العزم لأنه عهد إليهم في محمد والأوصياء من بعده والمهدي وسيرته وأجمع عزمهم على أن ذلك كذلك والاقرار به.[9]

 

* محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات,حدثنا أحمد بن محمد, عن علي بن الحكم, عن داود العجلي, عن زرارة, عن حمران, عن أبي جعفر × قال: إن الله تبارك وتعالى أخذ الميثاق على أولي العزم أني ربكم ومحمد رسولي وعلي أمير المؤمنين × وأوصيائه من بعده ولاة أمري وخزان علمي وأن المهدي أنتصر به لديني.[10]

 

* فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسيره,حدثنا محمد بن القاسم بن عبيد قال: حدثنا الحسن بن جعفر قال: حدثنا الحسين بن سواد قال: حدثنا محمد بن عبد الله قال: حدثنا شجاع بن الوليد أبو بدر السكوني قال: حدثنا سليمان بن مهران الاعمش عن أبي صالح: عن ابن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله |: لما نزلت الخطيئة بآدم وأخرج من الجنة أتاه جبرئيل × فقال: يا آدم أدع ربك قال: [يا] حبيبي جبرئيل ما أدعو؟ قال: قل: رب أسألك بحق الخمسة الذين تخرجهم من صلبي آخر الزمان إلا تبت عليّ ورحمتني, فقال له آدم ×: يا جبرئيل سمهم لي قال: قل: رب أسالك بحق محمد نبيك وبحق علي وصي نبيك وبحق فاطمة بنت نبيك وبحق الحسن والحسين سبطي نبيك إلا تبت علي ورحمتني, فدعا بهن آدم فتاب الله عليه وذلك قول الله تعالى: {فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه}[11] وما من عبد مكروب يخلص النية يدعو بهن إلا استجاب الله له.[12]

 

* تفسير الإمام العسكري ×, قال الإمام العسكري ×: إن الله تعالى لما خلق آدم, وسواه, وعلَّمه أسماء كل شيء وعرضهم على الملائكة, جعل محمداً وعلياً وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام أشباحاً خمسة في ظهر آدم, وكانت أنوارهم تضيء في الآفاق من السماوات والحجب والجنان والكرسي والعرش, فأمر الله تعالى الملائكة بالسجود لآدم, تعظيماً له أنه قد فضله بأن جعله وعاء لتلك الأشباح التي قد عم أنوارها الآفاق, فسجدوا لآدم إلا إبليس أبى أن يتواضع لجلال عظمة الله, وأن يتواضع لأنوارنا أهل البيت, وقد تواضعت لها الملائكة كلها واستكبر, وترفع, وكان بإبائه ذلك وتكبره من الكافرين.[13]

 

* الشيخ الصدوق في الأمالي, حدثنا علي بن الفضل بن العباس البغدادي قال: قرأت على أحمد ابن محمد بن سليمان بن الحارث, قلت: حدثكم محمد بن علي بن خلف العطار قال: حدثنا حسين الأشقر قال: حدثنا عمرو بن أبي المقدام, عن أبيه, عن سعيد بن جبير, عن ابن عباس, قال: سألت النبي | عن الكلمات التي تلقى آدم من ربه فتاب عليه, قال: سأله بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين إلا تبت علي, فتاب عليه.[14]

 

* الحافظ رجب البرسي في مشارق أنوار اليقين, روي عن أمير المؤمنين × لمن سأله عن فضله على الأنبياء الذين أعطوا من الفضل الواسع والعناية الإلهية قال: والله قد كنت مع إبراهيم في النار وأنا الذي جعلتها برداً وسلاماً, وكنت مع نوح في السفينة فأنجيته من الغرق, وكنت مع موسى فعلمته التوراة, وأنطقت عيسى في المهد وعلمته الإنجيل, وكنت مع يوسف في الجب فأنجيته من كيد أخوته, وكنت مع سليمان على البساط وسخرت له الرياح.[15]

 

* الجزائري في قصص الانبياء, روى صاحب كتاب القدسيات من علماء الجمهور أنه قال جبرئيل × للنبي |: إن الله بعث علياً مع الانبياء باطناً وبعثه معك ظاهراً.[16]

 

* محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات,حدثنا أحمد بن محمد, عن العباس, عن عبد الله بن المغيرة, عن أبي جعفر ×, عن أبي هارون العبدي, عن أبي سعيد الخدري قال: رأيت رسول الله وسمعته يقول: يا علي ما بعث الله نبياً إلا وقد دعاه إلى ولايتك طائعاً أو كارهاً.[17]

 

* محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات,حدثنا العباس بن معروف, عن سعدان بن مسلم, عن صباح المزني, عن الحرث بن حصيرة, عن حبة العرني قال: قال أمير المؤمنين ×: إن الله عرض ولايتي على أهل السموات وعلى أهل الارض, أقر بها من أقر وأنكرها من أنكر, أنكرها يونس فحبسه الله في بطن الحوت حتى أقر بها.[18]

 

* محمد بن أحمد القمي في مائة منقبة, حدثنا الحسين بن محمد بن مهران الدامغاني من كتابه قال: حدثني محمد ابن عبد الله بن نصر قال: حدثني عبد الله بن المبارك الدينوري قال: حدثني الحسن ابن علي قال: حدثني محمد بن عبد الله بن عروة قال: حدثني يوسف بن بلال قال: حدثني محمد بن مروان قال: حدثني السائب, عن أبي صالح, عن ابن عباس قال: قال رسول الله |: لما عرج بي إلى السماء انتهى بي المسير مع جبرئيل إلى السماء الرابعة فرأيت بيتاً من ياقوت أحمر, فقال لي جبرئيل: يا محمد هذا هو البيت المعمور خلقه الله تعالى قبل خلق السماوات والارضين بخمسين ألف عام, قم يا محمد فصلِّ إليه, قال النبي |: ثم أمر الله تعالى حتى اجتمع جميع الرسل والانبياء فصفهم جبرئيل × ورائي صفاً, فصليت بهم, فلما فرغت من الصلاة أتاني آت من عند ربي فقال لي: يا محمد ربك يقرئك السلام ويقول لك: سل الرسل على ماذا أرسلتهم قبلك, فقلت: معاشر الرسل على ماذا بعثكم ربي قبلي؟ فقالت الرسل: على ولايتك وولاية علي بن أبي طالب ×, وهو قوله تعالى {وسئل من أرسلنا من قبلك من رسلنا}[19].[20]

 

* كتاب سليم بن قيس, أبان بن أبي عياش عن سليم بن قيس قال: قلت لأبي ذر: حدثني رحمك الله بأعجب ما سمعته من رسول الله | يقول في علي بن أبي طالب × - إلى أن يقول - قال: سمعت رسول الله | يقول: لم يزل الله يحتج بعلي في كل أمة فيها نبي مرسل, وأشدهم معرفة لعلي أعظمهم درجة عند الله, قلت: فغير هذا, رحمك الله, قال: نعم, سمعت رسول الله | يقول: لولا أنا وعلي ما عرف الله, ولولا أنا وعلي ما عبد الله, ولولا أنا وعلي ما كان ثواب ولا عقاب, ولا يستر علياً عن الله ستر, ولا يحجبه عن الله حجاب, وهو الستر والحجاب فيما بين الله وبين خلقه.

قال سليم: ثم سألت المقداد فقلت: حدثني رحمك الله بأفضل ما سمعت من رسول الله | يقول في علي بن أبي طالب, قال: سمعت من رسول الله | يقول: إن الله توحد بملكه, فعرف أنواره نفسه, ثم فوض إليهم أمره وأباحهم جنته, فمن أراد أن يطهر قلبه من الجن والأنس عرّفه ولاية علي بن أبي طالب, ومن أراد أن يطمس على قلبه أمسك عنه معرفة علي بن أبي طالب, والذي نفسي بيده, ما استوجب آدم أن يخلقه الله وينفخ فيه من روحه وأن يتوب عليه ويرده إلى جنته إلا بنبوتي والولاية لعلي بعدي, والذي نفسي بيده, ما أري إبراهيم ملكوت السموات والأرض ولا اتخذه خليلاً إلا بنبوتي والأقرار لعلي بعدي, والذي نفسي بيده, ما كلم الله موسى تكليماً ولا أقام عيسى آية للعالمين إلا بنبوتي ومعرفة علي بعدي, والذي نفسي بيده, ما تنبأ نبي قط إلا بمعرفته والإقرار لنا بالولاية, ولا استأهل خلق من الله النظر إليه إلا بالعبودية له والإقرار لعلي بعدي, [...] الخبر.[21]

 

* أبو الفتح الكراجكي في كنز الفوائد, حدثني الشريف أبو الحسن طاهر بن موسى بن جعفر الحسني بمصر في شوال سنة سبع وأربعمائة قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الوهاب بن أحمد بن حسن الخلال إجازة قال: حدثنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن زياد العرابي إجازة قال: حدثنا الطهراني أبو الحسن وحدثني محمد بن عبيد قال: حدثني أبو عبد الله الحسين بن أبي بكر قال: حدثنا أبو الفضل قال: حدثنا أبو علي بن الحسن التمار قال: حدثنا أبو سعيد كلاهما عن أبي سعيد واللفظ لمحمد قال: حدثنا الطهراني قال: حدثنا عبد الرزاق قال: حدثني معمر قال: حدثني الزهري قال: أشخصني هشام بن عبد الملك من أرض الحجاز الى الشام زائراً له فسرت فلما أتيت الارض البلقاء رأيت جبلاً أسود وعليه مكتوب أحرفاً لم أعلم ما هي فعجبت من ذلك ثم دخلت عمان قصبة البلقاء فسألت عن رجل يقرأ ما على القبور والجبال فأُرشدت إلى شيخ كبير فعرفّته ما رأيت فقال أطلب شيئاً أركبه لأخرج معك فحملته معي على راحلتي وخرجنا الى الجبل ومعي محبرة وبياض فلما قرأه قال لي ما أعجب ما عليه بالعبرانية!!

فنقلته بالعربية فإذا هو: باسمك اللهم جاء الحق من ربك بلسان عربي مبين لا اله إلا الله محمد رسول الله وعلي ولي الله صلى الله عليهما وكتب موسى بن عمران بيده.[22]

 

* الحافظ رجب البرسي في مشارق أنوار اليقين, رُوي أن جنياً كان جالساً عند رسول الله | فأقبل أمير المؤمنين × فاستغاث الجني وقال: أجرني سليمان فأرسل إلي نفراً من الجن فطلت عليهم فجاءني هذا الفارس فأسرني وجرحني, وهذا مكان الضربة إلى الآن لم يندمل, فنزل جبرائيل × وقال: الحق يقرئك السلام ويقول لك: إني لم أبعث نبياً قط إلا جعلت علياً معه سراً, وجعلته معك جهراً.[23]

 

* الحافظ رجب البرسي في مشارق أنوار اليقين, رُوي أن رسول الله | كان جالساً وعنده جني يسأله عن قضايا مشكلة فأقبل أمير المؤمنين × فتصاغر الجني حتى صار كالعصفور ثم قال: أجرني يا رسول الله, فقال: ممن؟ فقال: من هذا الفتى المقبل, فقال النبي |: وما ذاك؟ فقال الجني: أتيت سفينة نوح لأغرقها يوم الطوفان, فلما تناولتها ضربني هذا فقطع يدي, ثم أخرج يده مقطوعة فقال النبي: هو ذلك.[24]

 

* الراوندي في قصص الأنبياء, أخبرنا الاستاد أبو القاسم بن كمح, عن الشيخ جعفر الدوريستي, عن الشيخ المفيد, عن أبي جعفر بن بابويه, حدثنا محمد بن بكران النقاش, حدثنا أحمد بن محمد بن سعد الكوفي حدثنا علي بن الحسن بن فضال, عن أبيه, عن الرضا صلوات الله عليه قال: لما أشرف نوح صلوات الله عليه على الغرق دعا الله بحقنا, فدفع الله عنه الغرق, ولما رمى ابراهيم في النار دعا الله بحقنا, فجعل النار عليه برداً وسلاماً, وان موسى × لما ضرب طريقاً في البحر دعا الله بحقنا فجعله يبساً, وان عيسى × لما أراد اليهود قتله دعا الله بحقنا فنجي من القتل فرفعه إليه.[25]

 

* تفسير الإمام العسكري ×, في تفسير الآية: {وإذ قلتم يا موسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة فأخذتكم الصاعقة وأنتم تنظرون}[26] قال الامام ×: وذلك أن موسى × لما أراد أن يأخذ عليهم عهداً بالفرقان فرَّق ما بين المحقين والمبطلين لمحمد | بنبوته ولعلي × بإمامته, وللائمة الطاهرين بإمامتهم, قالوا: {لن نؤمن لك} أن هذا أمر ربك {حتى نرى الله جهرة} عياناً يخبرنا بذلك, فأخذتهم الصاعقة معاينة وهم ينظرون إلى الصاعقة تنزل عليهم.

وقال الله عز وجل: يا موسى إني أنا المكرم لأوليائي, المصدقين بأصفيائي ولا أبالي, وكذلك أنا المعذب لأعدائي, الدافعين حقوق أصفيائي ولا أبالي, فقال موسى × للباقين الذين لم يصعقوا: ماذا تقولون؟ أتقبلون وتعترفون؟ وإلا فأنتم بهؤلاء لاحقون, قالوا: يا موسى لا ندري ما حل بهم ولماذا أصابتهم؟ كانت الصاعقة ما أصابتهم لاجلك إلا أنها كانت نكبة من نكبات الدهر تصيب البر والفاجر, فإن كانت إنما أصابتهم لردهم عليك في أمر محمد وعلي وآلهما فاسأل الله ربك بمحمد وآله هؤلاء الذين تدعونا إليهم أن يحيي هؤلاء المصعوقين لنسألهم لماذا أصابهم ما أصابهم, فدعا الله عز وجل بهم موسى × فأحياهم الله عز وجل فقال موسى ×: سلوهم لماذا أصابهم؟ فسألوهم, فقالوا: يا بني إسرائيل أصابنا ما أصابنا لإبائنا اعتقاد إمامة علي بعد اعتقادنا بنبوة محمد | لقد رأينا بعد موتنا هذا ممالك ربنا من سماواته وحجبه وعرشه وكرسيه وجنانه ونيرانه, فما رأينا أنفذ أمراً في جميع تلك الممالك وأعظم سلطاناً من محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام, وإنا لمّا متنا بهذه الصاعقة ذهب بنا إلى النيران, فناداهم محمد وعلي عليهما الصلاة والسلام: كفوا عن هؤلاء عذابكم, فهؤلاء يحيون بمسألة سائل يسأل ربنا عز وجل بنا وبآلنا الطيبين, وذلك حين لم يقذفونا بعد في الهاوية, وأخّرونا إلى أن بعثنا بدعائك يا موسى بن عمران بمحمد وآله الطيبين, فقال الله عز وجل لأهل عصر محمد |: فإذا كان بالدعاء بمحمد وآله الطيبين نشر ظلمة أسلافكم المصعوقين بظلمهم أفما يجب عليكم أن لا تتعرضوا لمثل ما هلكوا به إلى أن أحياهم الله عز وجل؟[27]

 

* السيد ابن طاووس الحسني في اليقين, أخبرني علي بن إبراهيم القاضي بفرات قال: أخبرني والدي قال: حدثنا جدي قال: حدثنا أبو أحمد الجرجاني القاضي قال: حدثنا عبد الله بن محمد الدهقان قال: حدثنا إسحاق بن إسرائيل قال: حدثنا حجاج عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس قال: لما خلق الله تعالى آدم ونفخ فيه من روحه عطس, فالهمه الله: الحمد لله رب العالمين, فقال له ربه: يرحمك ربك, فلما أجسد له الملائكة تداخله العجب فقال: يا رب, خلقت خلقاً أحب إليك مني؟ فلم يجب, ثم قال الثانية فلم يجب, ثم قال الثالثة فلم يجب, ثم قال الله عز وجل له: نعم ولولاهم ما خلقتك! فقال: يا رب فأرنيهم, فأوحى الله عز وجل إلى ملائكة الحجب أن ارفعوا الحجب, فلما رُفعت إذا آدم بخمسة أشباح قدام العرش, فقال: يا رب من هؤلاء؟ قال: يا آدم, هذا محمد نبيي, وهذا علي أمير المؤمنين ابن عم نبيي ووصيه, وهذه فاطمة ابنة نبيي, وهذان الحسن والحسين ابنا علي وولدا نبيي, ثم قال: يا آدم, هم ولدك, ففرح بذلك, فلما اقترف الخطيئة قال: يا رب, أسئلك بمحمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين لما غفرت لي, فغفر الله له بهذا, فهذا الذي قال الله عز وجل: {فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه}[28], فلما هبط إلى الأرض صاغ خاتماً فنقش عليه: محمد رسول الله وعلي أمير المؤمنين، ويكنى آدم بأبي محمد.[29]

 

* العلامة المجلسي في البحار, عن عبيد الله الحلبي, عن أبي عبد الله × قال: قال أمير المؤمنين ×: ما كان ابراهيم يهودياً ولا نصرانياً, لا يهودياً يصلي إلى المغرب ولا نصرانياً يصلي إلى المشرق, {ولكن كان حنيفاً مسلماً}[30] على دين محمد |.[31]

 

* الشيخ الصدوق في معاني الأخبار, حدثنا علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق رضي الله عنه قال: حدثنا حمزة بن القاسم العلوي العباسي قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مالك الكوفي الفزاري قال: حدثنا محمد بن الحسين بن زيد الزيات قال: حدثنا محمد بن زياد الازدي, عن المفضل بن عمر, عن الصادق جعفر بن محمد ‘, قال سألته عن قول الله عز وجل: {وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات}[32] ما هذه الكلمات؟ قال: هي الكلمات التي تلقاها آدم من ربه فتاب عليه, وهو أنه قال: يا رب أسألك بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين إلا تبت عليّ, فتاب الله عليه[33] إنه هو التواب الرحيم, فقلت له: يا ابن رسول الله فما يعني عز وجل بقوله: {أتمهن}[34]؟ قال يعني أتمهن إلى القائم × إثنا عشر إماماً[35] تسعة من ولد الحسين ×[36].

قال المفضل: فقلت له: يا ابن رسول الله فأخبرني عن قول الله عز وجل: {وجعلها كلمة باقية في عقبه}[37]؟ قال يعني بذلك الامامة جعلها الله في عقب الحسين إلى يوم القيامة[38], قال: فقلت له: يا ابن رسول الله فكيف صارت الامامة في ولد الحسين دون ولد الحسن وهما جميعاً ولدا رسول الله وسبطاه وسيدا شباب أهل الجنة؟ فقال ×: إن موسى وهارون كانا نبيين مرسلين أخوين فجعل الله النبوة في صلب هارون دون صلب موسى ولم يكن لأحد أن يقول لم فعل الله ذلك؟ فإن الامامة خلافة الله عز وجل ليس لاحد أن يقول لم جعلها الله في صلب الحسين دون صلب الحسن لأن الله تبارك وتعالى هو الحكيم في أفعاله {لا يسأل عما يفعل وهم يسألون}[39].[40]

 

* العلامة المجلسي في البحار, كتاب تفضيل الأئمة على الأنبياء للحسن بن سليمان، قال ذكر السيد حسن بن كبش في كتابه بإسناده مرفوعاً إلى عدة من أصحاب رسول الله | منهم جابر بن عبد الله الأنصاري وأبو سعيد الخدري وعبد الصمد بن أبي أمية وعمر بن أبي سلمة وغيرهم في حديث طويل إلى أن قالوا فلما أتى القوم على باقي المسباح الثاني من ذكر النبي | وذكر أهل بيته عليهم السلام أمرهم أبو حارثة أن يصيروا إلى صحيفة شيث الكبرى التي ميراثها إلى إدريس × وكان كتابتها بالقلم السرياني القديم, وهو الذي كتب به من بعد نوح × ملوك الهياطلة المتماردة فافتض القوم الصحيفة فأفضوا منها إلى هذا الرسم, قالوا: اجتمع إلى إدريس × قومه وصحابته وهم يومئذ في بيت عبادته من أرض كوفان فخبرهم بما اقتص عليهم قال: إن بني أبيكم آدم × لصلبه وبني بنيه وذريته اجتمعوا فيما بينهم, وقالوا: أي الخلق عندكم أكرم على الله عز وجل وأرفع لديه مكاناً وأقرب منه منزلة؟ فقال بعضهم: أبوكم آدم خلقه الله عز وجل بيده وأسجد له ملائكته وجعله الخليفة في أرضه وسخر له جميع خلقه, وقال آخرون: بل الملائكة الذين لم يعصوا الله عز وجل وقال بعضهم: لا بل الأمين جبرئيل ×, فانطلقوا إلى آدم × فذكروا له الذي قالوا واختلفوا فيه, فقال: يا بني إني أخبركم بأكرم الخلق عند الله عز وجل جميعاً, ثم إنه والله ما عدا أن نفخ فيَّ الروح حتى استويتُ جالساً فبرق لي العرش العظيم فنظرت فإذا فيه: لا إله إلا الله, محمد خيرة الله عز وجل ثم ذكر عدة أسماء صلوات الله عليهم مقرونة بمحمد صلوات الله عليه وآله, قال آدم: ثم لم أر في السماء موضع أديم أو قال: صفيح منها إلا وفيه مكتوب لا إله إلا الله وما من موضع مكتوب فيه: لا إله إلا الله وفيه مكتوب خلقاً لا خطاً: محمد رسول الله وما من موضع فيه مكتوب: محمد رسول الله إلا وفيه مكتوب: علي خيرة الله, الحسن صفوة الله الحسين أمين الله عز وجل, وذكر الائمة من أهل بيته عليهم السلام واحداً بعد واحد إلى القائم بأمر الله, قال آدم فمحمد صلوات الله عليه وآله ومن خط من أسماء أهل بيته أكرم الخلائق على الله, فلما انتهى القوم إلى آخر ما في صحيفة إدريس, قرأوا صحيفة إبراهيم × وفيها معنى ما تقدم بعينه, وانفضوا.[41]

* العلامة المجلسي في البحار, محمد بن الحسين, عن النضر, عن عبد الغفار, عن أبي عبد الله × قال: إن الله تعالى قال لنبيه: {شرع لكم من الدين ما وصى به نوحاً والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى}[42] من قبلك {أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه}[43] إنما يعني الولاية {كبر على المشركين ما تدعوهم إليه}[44] يعني كبر على قومك يا محمد ما تدعوهم إليه من تولية علي ×.

قال: إن الله قد أخذ ميثاق كل نبي وكل مؤمن ليؤمنن بمحمد | وعلي وبكل نبي وبالولاية، ثم قال لمحمد |: {أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده}[45] يعني آدم ونوحاً وكل نبي بعده.[46]

* شرف الدين الحسيني في تأويل الآيات, روى الشيخ محمد بن العباس &, عن محمد بن وهبان, عن أبي جعفر محمد بن علي بن رحيم, عن العباس بن محمد قال: حدثني أبي, عن الحسن ابن علي بن أبي حمزة قال: حدثني أبي, عن أبي بصير يحيى بن أبي القاسم قال: سأل جابر بن يزيد الجعفي جعفر بن محمد الصادق × عن تفسير هذه الآية: {وإن من شيعته لابراهيم}[47] فقال ×: إن الله سبحانه لما خلق إبراهيم × كشف له عن بصره فنظر فرأى نوراً إلى جنب العرش, فقال: إلهي ما هذا النور؟ فقيل له: هذا نور محمد صفوتي من خلقي, ورأى نوراً إلى جنبه فقال: إلهي وما هذا النور؟ فقيل له: هذا نور علي بن أبي طالب ناصر ديني, ورأى إلى جنبهم ثلاثة أنوار فقال: إلهي ما هذه الانوار؟ فقيل له: هذا نور فاطمة فطمت محبيها من النار, ونور ولديها الحسن والحسين ورأى تسعة أنوار قد حفوا بهم فقال: إلهي ما هذه الانوار التسعة؟ قيل: يا إبراهيم هؤلاء الأئمة من ولد علي وفاطمة.

فقال إبراهيم: إلهي بحق هؤلاء الخمسة إلا عرفتني من التسعة؟ قيل يا إبراهيم أولهم علي بن الحسين وابنه محمد وابنه جعفر وابنه موسى وابنه علي وابنه محمد وابنه علي وابنه الحسن والحجة القائم ابنه, فقال إبراهيم: إلهي وسيدي أرى أنواراً قد أحدقوا بهم لا يحصى عددهم إلا أنت, قيل: يا إبراهيم هؤلاء شيعتهم شيعة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب, فقال إبراهيم: وبم تُعرف شيعته؟ قال: بصلاة إحدى وخمسين, والجهر ببسم الله الرحمن الرحيم, والقنوت قبل الركوع, والتختم في اليمين, فعند ذلك قال إبراهيم: اللهم اجعلني من شيعة أمير المؤمنين قال: فأخبر الله في كتابه فقال {وإن من شيعته لابراهيم}[48].[49]

 

* الراوندي في قصص الأنبياء, عن ابن بابويه, عن أبيه, أخبرنا محمد بن يحيى العطار, أخبرنا جعفر بن محمد بن مالك, أخبرنا محمد بن عمران القرشي, عن الحسن بن الحسين اللؤلؤي, عن محمد بن اسماعيل بن بزيع, عن الخيبري, عن يونس بن ظبيان قال: قال أبو عبد الله صلوات الله عليه: اجتمع ولد آدم في بيت فتشاجروا, فقال بعضهم: خير خلق الله أبونا آدم, وقال بعضهم: الملائكة المقربون, وقال بعضهم: حملة العرش, إذ دخل عليهم هبة الله, فقال بعضهم: لقد جاءكم من يفرج عنكم, فسَلَّم ثم جلس, فقال: في أي شيء كنتم؟ فقالوا: كنا نفكر في خير خلق الله فأخبروه, فقال: اصبروا لي قليلاً حتى أرجع إليكم, فأتى أباه فقال: يا أبت إني دخلت على إخوتي وهم يتشاجرون في خير خلق الله, فسألوني فلم يكن عندي ما أخبرهم, فقلت: اصبروا حتى أرجع إليكم, فقال آدم صلوات الله: يا بني وقفت بين يدي الله جل جلاله, فنظرت إلى سطر على وجه العرش مكتوب: بسم الله الرحمن الرحيم محمد وآل محمد خير من برأ الله.[50]

 

* فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسيره, حدثني أبو الحسن أحمد بن صالح الهمداني قال: حدثنا الحسن بن علي يعني ابن زكريا بن صالح بن عاصم بن زفر البصري قال: حدثنا زكريا بن يحيى التستري قال: حدثنا أحمد بن قتيبة الهمداني, عن عبد الرحمان بن يزيد, عن أبي عبد الله × قال: إن الله تبارك وتعالى كان ولا شيء فخلق خمسة من نور جلاله، و[جعل] لكل واحد منهم إسماً من أسمائه المنزلة، فهو الحميد وسمى [النبي] محمداً |، وهو الأعلى وسمى أمير المؤمنين علياً، وله الاسماء الحسنى فاشتق منها حسناً وحسيناً، وهو فاطر فاشتق لفاطمة من أسمائه إسماً، فلما خلقهم جعلهم في الميثاق فإنهم عن يمين العرش, وخلق الملائكة من نور فلما أن نظروا إليهم عظَّموا أمرهم وشأنهم ولقنوا التسبيح فذلك قوله: {وإنا لنحن الصافون * وإنا لنحن المسبحون}[51] فلما خلق الله تعالى آدم صلوات الله وسلامه عليه نظر إليهم عن يمين العرش فقال: يا رب من هؤلاء؟ قال: يا آدم هؤلاء صفوتي وخاصتي خلقتهم من نور جلالي وشققت لهم إسماً من أسمائي، قال: يا رب فبحقك عليهم علمني أسماءهم، قال: يا آدم فهم عندك أمانة، سر من سري، لا يطلع عليه غيرك إلا باذني، قال: نعم يا رب، قال: يا آدم أعطني على ذلك العهد، فأخذ عليه العهد ثم علمه أسماءهم ثم عرضهم على الملائكة ولم يكن علمهم بأسمائهم {فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين * قالوا: سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم * قال يا آدم أنبئهم بأسمائهم فلما أنبأهم بأسمائهم}[52] علمت الملائكة أنه مستودع وأنه مفضل بالعلم، وأُمروا بالسجود إذ كانت سجدتهم لآدم تفضيلاً له وعبادة لله إذ كان ذلك بحق له، وأبى إبليس الفاسق عن أمر ربه فقال: {ما منعك ألا تسجد إذ أمرتك قال أنا خير منه}[53] قال: فقد فضلته عليك حيث أمرت بالفضل للخمسة الذين لم أجعل لك عليهم سلطاناً ولا من شيعتهم, فذلك إستثناء اللعين {إلا عبادك منهم المخلصين}[54] قال: {إن عبادي ليس لك عليهم سلطان}[55] وهم الشيعة.[56]

 

* الراوندي في قصص الأنبياء, أخبرنا السيد أبو السعادات هبه الله بن علي الشجري, عن جعفر بن محمد بن العباس, عن أبيه, عن ابن بابويه, عن أبيه, حدثنا سعد بن عبد الله, عن أحمد بن محمد بن عيسى, عن أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي, عن أبي بصير, عن أحدهما صلوات الله عليهما قال لما كان من أمر موسى الذي كان أُعطي مكتلاً[57] فيه حوت مالح, فقيل له: هذا يدلك على صاحبك عند عين لا يصيب منها شيء إلا حي, فانطلقا حتى بلغا الصخرة وجاوزا ثم {قال لفتاه آتنا غدائنا}[58] فقال: الحوت اتخذ في البحر سرباً, فاقتصا الأثر حتى أتيا صاحبهما في جزيرة في كساء جالساً, فسلم عليه وأجاب وتعجب وهو بأرض ليس بها سلام, فقال: من أنت؟ قال موسى: فقال: ابن عمران الذي كلمه الله؟ قال: نعم, قال: فما جاء بك؟ قال: أتيتك على أن تعلمني, قال: إني وكلت بأمر لا تطيقه, فحدثه عن آل محمد صلى الله عليهم وعن بلائهم وعما يصيبهم حتى اشتد بكاؤهما, وذكر له فضل محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين وما اعطوا وما ابتلوا به, فجعل يقول: يا ليتني من أمة محمد.[59]

 

* فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسيره, [حدثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم الكوفي معنعنا] عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عليهم السلام قال: قال رسول الله |: إن الله تبارك وتعالى عرض ولاية علي بن أبي طالب × على أهل السماوات وأهل الارض فقبلوها ما خلا يونس بن متى فعاقبه الله وحبسه في بطن الحوت لانكاره ولاية أمير المؤمنين [علي بن أبي طالب ×] حتى قبلها, قال أبو يعقوب: {فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين}[60] لإنكاري ولاية علي بن أبي طالب ×, قال أبو عبد الله: فأنكرت الحديث فأعرضته[61] على عبد الله بن سليمان المدني فقال لي: لا تجزع منه فإن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب × خطب هنا بالكوفة فحمد الله تعالى وأثنى عليه فقال في خطبته: فلولا أنه كان من المقرين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون فقام إليه فلان بن فلان وقال: يا أمير المؤمنين إنا سمعنا الله يقول: {فلولا أنه كان من المسبحين}[62] فقال: إقعد يا بكار فلولا أنه كان من المقرين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون.[63]

* الشيخ الصدوق في الأمالي, حدثنا محمد بن علي ماجيلويه & قال: حدثني عمي محمد ابن أبي القاسم, عن أحمد بن هلال, عن الفضل بن دكين, عن معمر بن راشد, قال: سمعت أبا عبد الله الصادق ×: يقول: أتى يهودي النبي |, فقام بين يديه يحد النظر إليه, فقال: يا يهودي, ما حاجتك؟ قال: أنت أفضل أم موسى بن عمران النبي الذي كلمه الله, وأنزل عليه التوراة والعصا, وفلق له البحر, وأظله بالغمام؟ فقال له النبي |: إنه يكره للعبد أن يزكي نفسه, ولكني أقول: إن آدم × لما أصاب الخطيئة كانت توبته أن قال: اللهم إني أسألك بحق محمد وآل محمد, لما غفرت لي, فغفرها الله له, وإن نوحاً × لما ركب في السفينة وخاف الغرق, قال: اللهم إني أسألك بحق محمد وآل محمد, لما أنجيتني من الغرق, فنجاه الله منه, وإن إبراهيم ×: لما ألقي في النار قال: اللهم إني أسألك بحق محمد وآل محمد, لما أنجيتني منها: فجعلها الله عليه برداً وسلاماً, وإن موسى × لما ألقى عصاه وأوجس في نفسه خيفة قال: اللهم إني أسألك بحق محمد وآل محمد, لما أمنتني منها, فقال الله جل جلاله: {لا تخف إنك أنت الاعلى}[64] يا يهودي: إن موسى لو أدركني ثم لم يؤمن بي وبنبوتي, ما نفعه إيمانه شيئاً, ولا نفعته النبوة, يا يهودي, ومن ذريتي المهدي, إذا خرج نزل عيسى بن مريم لنصرته, فقدمه وصلى خلفه.[65]

 

* الراوندي في قصص الأنبياء, عن ابن بابويه, حدثنا أحمد بن الحسن القطان, حدثنا الحسن بن علي السكري, حدثنا أبو عبد الله محمد بن زكريا الجوهري, حدثنا جعفر بن محمد بن عمارة, عن جابر بن يزيد الجعفي, عن الباقر × سألته عن تعبير الرؤيا عن دانيال × أهو صحيح؟ قال: نعم كان يوحى إليه, وكان نبياً, وكان ممن علَّمه الله تأويل الأحاديث, وكان صديقاً حكيماً, وكان والله يدين بمحبتنا أهل البيت قال جابر: بمحبتكم أهل البيت؟! قال: أي والله وما من نبي ولا ملك إلا وكان يدين بمحبتنا.[66]

 

* ابن شهر آشوب في المناقب, في حديث أبي حمزة الثمالي: انه دخل عبد الله بن عمر على زين العابدين وقال: يا ابن الحسين أنت الذي تقول أن يونس بن متى إنما لقى من الحوت ما لقى لأنه عُرضت عليه ولاية جدي فتوقف عندها؟ قال: بلى ثكلتك أمك, قال: فأرني آية ذلك إن كنت من الصادقين, فأمر بشد عينيه بعصابة وعيني بعصابة ثم أمر بعد ساعة بفتح أعيننا فإذا نحن على شاطئ البحر تضرب أمواجه, فقال ابن عمر: يا سيدي دمي في رقبتك الله الله في نفسي!! فقال: هيه وأريه إن كنت من الصادقين, ثم قال: يا أيتها الحوت قال: فأطلع الحوت رأسه من البحر مثل الجبل العظيم وهو يقول: لبيك لبيك يا ولي الله, فقال: من أنت؟

قال: أنا حوت يونس يا سيدي, قال: أنبئنا بالخبر, قال: يا سيدي إن الله تعالى لم يبعث نبياً من آدم إلى ان صار جدك محمد إلا وقد عُرض عليه ولايتكم أهل البيت فمن قبلها من الأنبياء سَلِمَ وتَخَلَّص ومن توقف عنها وتَتَعّتَعَ[67] في حملها لقى ما لقى آدم من المعصية, وما لقى نوح من الغرق, وما لقى ابراهيم من النار, وما لقى يوسف من الجب, وما لقى أيوب من البلاء, وما لقى داود من الخطيئة, إلى إن بعث الله يونس فأوحى الله إليه أن يا يونس تولَّ أمير المؤمنين علياً والأئمة الراشدين من صلبه, في كلام له قال: فكيف أتولى من لم أره ولم أعرفه, وذهب مغتاظاً, فأوحى الله تعالى إليَّ أن التقمي يونس ولا توهني له عظماً, فمكث في بطني أربعين صباحاً يطوف مع البحار في ظلمات مئات ينادي انه {لا إله إلا انت سبحانك اني كنت من الظالمين}[68] قد قبلت ولاية علي بن أبي طالب والأئمة الراشدين من ولده فلما آمن بولايتكم أمرني ربي فقذفته على ساحل البحر, فقال زين العابدين: ارجع أيها الحوت إلى وكرك, واستوى الماء.[69]

 

* شرف الدين الحسيني في تأويل الآيات, من خط الشيخ أبي جعفر الطوسي + من كتاب مسائل البلدان رواه باسناده عن أبي محمد الفضل بن شاذان يرفعه إلى جابر بن يزيد الجعفي, عن رجل من أصحاب أمير المؤمنين صلوات الله عليه قال: دخل سلمان رضي الله عنه, على أمير المؤمنين × فسأله عن نفسه فقال: يا سلمان أنا الذي إذا دعيت الامم كلها إلى طاعتي فكَفَرت فعُذِّبت في النار, وأنا خازنها عليهم, حقاً أقول.

يا سلمان إنه لا يعرفني أحد حق معرفتي إلا كان معي في الملأ الاعلى, قال ثم دخل الحسن والحسين ‘ فقال: يا سلمان هذان شنفا عرش رب العالمين بهما تُشرق الجنان, وأمهما خيرة النسوان, أخذ الله على الناس الميثاق بي, فصدَّق من صدق وكذَّب من كذب أما من صدق فهو في الجنة وأما من كذب فهو في النار, وأنا الحجة البالغة والكلمة الباقية, وأنا سفير السفراء.

قال سلمان: يا أمير المؤمنين قد وجدتك في التوراة كذلك وفي الانجيل كذلك بأبي أنت وأمي يا قتيل كوفان والله لولا أن يقول الناس واشوقاه رحم الله قاتل سلمان لقلت فيك مقالاً تشمئز منه النفوس, لأنك حجة الله الذي بك تاب على آدم وبك أنجى يوسف من الجب, وأنت قصة ايوب وسبب تغير نعمة الله عليه.

فقال أمير المؤمنين ×: أتدري ما قصته وسبب تغير نعمة الله عليه؟ قال: الله أعلم وأنت يا أمير المؤمنين قال: لما كان عند الانبعاث للمنطق شك أيوب في ملكي وبكى فقال: هذا خطب جليل وأمر جسيم, قال الله عز وجل: يا أيوب أتشك في صورة أقمته أنا؟ إني ابتليت آدم بالبلاء فوهبته له وصفحت عنه بالتسليم عليه بإمرة المؤمنين وأنت تقول: خطب جليل وأمر جسيم؟ فوعزتي لاذيقنك من عذابي أو تتوب إلي بالطاعة لأمير المؤمنين, صلوات الله عليه وعلى ذريته الطيبين[70].[71]

 

* الحسن بن سليمان الحلي في مختصر البصائر,من كتاب الواحدة روي عن محمد بن الحسن بن عبد الله الاطروش الكوفي قال: حدثنا أبو عبد الله جعفر بن محمد البجلي قال: حدثني أحمد بن محمد بن خالد البرقي قال: حدثني عبد الرحمن بن أبي نجران, عن عاصم بن حميد, عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر الباقر × قال: قال أمير المؤمنين ×: إن الله تبارك وتعالى أحد واحد تفرد في وحدانيته ثم تكلم بكلمة فصارت نوراً ثم خلق من ذلك النور محمداً | وخلقني وذريتي ثم تكلم بكلمة فصارت روحاً فاسكنه الله في ذلك النور واسكنه في أبداننا فنحن روح الله وكلماته, فبنا احتج على خلقه, فمازلنا في ظلة خضراء حيث لا شمس ولا قمر ولا ليل ولا نهار ولا عين تطرف نعبده ونقدسه ونسبحه وذلك قبل أن يخلق الخلق, وأخذ ميثاق الانبياء بالايمان والنصرة لنا وذلك قوله عز وجل {واذ اخذ الله ميثاق النبيين لما أتيتكم من كتاب وحكمة ثم جائكم رسول الله مصدق لما معكم لتومنن به ولتنصرنه}[72] يعني لتؤمنن بمحمد ولتنصرن وصيه وسينصرونه جميعاً, وإن الله اخذ ميثاقي مع ميثاق محمد | بالنصرة بعضنا لبعض فقد نصرت محمداً | وجاهدت بين يديه وقتلتُ عدوه ووفيت لله بما أُخذ عليّ من الميثاق والعهد والنصرة لمحمد | ولم ينصرني أحد من أنبياء الله ورسله وذلك لما قبضهم الله إليه وسوف ينَصرونني[73] ويكون لي ما بين مشرقها إلى مغربها وليبعثنهم الله احياء من آدم إلى محمد | كل نبي مرسل يضربون بين يديّ بالسيف هام الاموات والأحياء والثقلين جميعاً فيا عجباه وكيف لا أعجب من أموات يبعثهم الله أحياء يلبون زمرة زمرة بالتلبية لبيك لبيك يا داعي الله قد أطلوا بسكك الكوفة قد شهروا سيوفهم على عواتقهم ليضربون بها هام الكفرة وجبابرتهم واتباعهم من جبابرة الأولين والاخرين حتى ينجز الله ما وعدهم في قوله عز وجل {وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفتهم في الارض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمناً يعبدونني لا يشركون بي شيئاً}[74], [...] الخبر.[75]

 

* محمد بن جرير الطبري في دلائل الامامة,أخبرني أخي رضي الله عنه قال: حدثني أبو الحسن أحمد بن علي، المعروف بابن البغدادي، ومولده بسوراء، في يوم الجمعة لخمس بقين من جمادى الاولى سنة خمس وتسعين وثلاثمائة قال: وجدت في الكتاب الملقب ب‍كتاب المعضلات رواية أبي طالب محمد بن الحسين بن زيد قال: حدث أبوه، عن ابن رياح، يرفعه عن رجاله، عن محمد بن ثابت، قال: كنت جالساً في مجلس سيدنا أبي الحسن علي بن الحسين زين العابدين صلوات الله عليه إذ وقف به عبد الله بن عمر بن الخطاب فقال له: يا علي بن الحسين، بلغني أنك تدعي أن يونس بن متى عُرضت عليه ولاية أبيك فلم يقبلها، فحبس في بطن الحوت! قال له علي بن الحسين × يا عبد الله بن عمر، وما أنكرت من ذلك؟ قال: إني لا أقبله, فقال: أتريد أن يصح لك ذلك؟ قال له: نعم، قال له: اجلس, ثم دعا غلامه فقال له: جئنا بعصابتين, وقال لي: يا محمد بن ثابت، شد عين عبد الله بإحدى العصابتين واشدد عينك بالاخرى، فشددنا أعيننا فتكلم بكلام، ثم قال: حلوا أعينكم, فحللناها فوجدنا أنفسنا على بساط ونحن على ساحل البحر! ثم تكلم بكلام فاستجاب له حيتان البحر إذ ظهرت بينهن حوتة عظيمة فقال لها: ما اسمك؟ فقالت: اسمي نون, فقال لها: لم حبس يونس في بطنك؟ فقالت: عُرضت عليه ولاية أبيك فأنكرها، فحبس في بطني، فلما أقر بها وأذعن أُمرت فقذفته، وكذلك من أنكر ولايتكم أهل البيت يخلد في نار الجحيم, فقال له: يا عبد الله أسمعت وشهدت؟ فقال له: نعم, فقال: شدوا أعينكم, فشددناها فتكلم بكلام ثم قال: حلّوها, فحللناها، فإذا نحن على البساط في مجلسه، فودعه عبد الله وانصرف.

فقلت له: يا سيدي، لقد رأيت في يومي عجباً، فآمنت به، فترى عبد الله بن عمر يؤمن بما آمنت به؟ فقال لي: لا، أتحب أن تعرف ذلك؟ فقلت: نعم, قال: قم فاتبعه وماشيه واسمع ما يقول لك, فتبعته في الطريق ومشيت معه، فقال لي: إنك لو عرفت سحر عبد المطلب لما كان هذا بشيء في نفسك، هؤلاء قوم يتوارثون السحر كابراً عن كابر، فعند ذلك علمت أن الامام لا يقول إلا حقاً.[76]

 

* محمد بن أحمد القمي في المائة منقبة, حدثني أحمد بن محمد بن الحسين & قال: حدثني وريزة بن محمد ابن وريزة قال: حدثني جدي وريزة بن محمد الغساني, قال: سمعت علي بن موسى الرضا ‘ يقول: حدثني أبي, عن أبيه, عن جده, عن علي بن الحسين, عن أبيه الحسين بن علي ‘ قال: قال رسول الله |: لما اسري بي إلى السماء لقيني أبي نوح × فقال: يا محمد من خلفت على أمتك؟ فقلت: علي بن أبي طالب, فقال: نِعم الخليفة خلفت, ثم لقيني أخي موسى فقال: يا محمد من خلفت على امتك؟ فقلت: علياً فقال: نِعم الخليفة خلفت, ثم لقيني أخي عيسى × فقال: يا محمد من خلفت على أمتك؟ فقلت: علياً ×, فقال: نِعم الخليفة خلفت, قال: فقلت لجبرئيل ×: يا جبرئيل مالي لا أرى أبي إبراهيم ×؟ قال: فعدل بي إلى حظيرة, فإذا فيها شجرة, لها ضروع كضروع الغنم, وإذا ثم أطفال كلما خرج ضرع من فم واحد رده إليه فقال: يا محمد من خلفت على أمتك؟ فقلت: علياً, فقال: نِعم الخليفة خلفت, وإني يا محمد سألت الله تعالى أن يوليني غذاء أطفال شيعة علي, فأنا أغذيهم إلى يوم القيامة.[77]

 

* محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات,روى بعض أصحابنا, عن أحمد بن محمد السياري قال: وقد سمعت أنا من أحمد بن محمد قال: حدثني أبو محمد عبيد بن أبي عبد الله الفارسي وغيره رفعوه إلى أبي عبد الله × قال: إن الكرّوبيين قوم من شيعتنا من الخلق الاول جعلهم الله خلف العرش, لو قسَّم نور واحد منهم على أهل الارض لكفاهم, ثم قال: إن موسى لما سَئَلَ ربه ما سأل أمر واحداً من الكروبيين فتجلى للجبل فجعله دكاً.[78]

 

* الشيخ الصدوق في معاني الأخبار, حدثنا أحمد بن محمد بن الهيثم العجلي رضي الله عنه قال: حدثنا أبو العباس أحمد بن يحيى بن زكريا القطان قال: حدثنا أبو محمد بكر بن عبد الله بن حبيب قال: حدثنا تميم بن بهلول, عن أبيه, عن محمد بن سنان, عن المفضل بن عمر قال: قال أبو عبد الله ×: إن الله تبارك وتعالى خلق الارواح قبل الاجساد بألفي عام, فجعل أعلاها وأشرفها أرواح محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين والائمة بعدهم صلوات الله عليهم فعرضها على السماوات والارض والجبال فغشيها نورهم, فقال الله تبارك وتعالى للسماوات والارض والجبال: هؤلاء أحبائي, وأوليائي, وحججي على خلقي, وأئمة بريتي, ما خلقت خلقاً هو أحب إلي منهم, ولمن تولاهم خلقت جنتي, ولمن خالفهم وعاداهم خلقت ناري, فمن ادعى منزلتهم مني ومحلهم من عظمتي عذّبته عذاباً {لا اعذبه أحداً من العالمين}[79] وجعلته مع المشركين في أسفل درك من ناري, ومن أقر بولايتهم ولم يدّع منزلتهم مني ومكانهم من عظمتي جعلته معهم في روضات جناتي, وكان لهم فيها ما يشاؤون عندي, وأبحتهم كرامتي, وأحللتهم جواري, وشفعتهم في المذنبين من عبادي وإمائي, فولايتهم أمانة عند خلقي فأيكم يحملها بأثقالها ويدعيها لنفسه دون خيرتي؟

فأبت السماوات والارض والجبال {أن يحملنها وأشفقن}[80] من ادعاء منزلتها وتمني محلها من عظمة ربها, فلما أسكن الله عز وجل آدم وزوجته الجنة قال لهما: {كلا منها رغداً حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة يعني - شجرة الحنطة - فتكونا من الظالمين}[81] فنظرا إلى منزلة محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين والائمة بعدهم صلوات الله عليهم فوجداها أشرف منازل أهل الجنة, فقالا: يا ربنا لمن هذه المنزلة؟

فقال الله جل جلاله: ارفعا رؤوسكما إلى ساق عرشي فرفعا رؤوسهما فوجدا اسم محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين والائمة بعدهم صلوات الله عليهم مكتوبة على ساق العرش بنور من نور الجبار جل جلاله, فقالا: يا ربنا ما أكرم أهل هذه المنزلة عليك, وما أحبهم إليك, وما أشرفهم لديك!! فقال الله جل جلاله: لولاهم ما خلقتكما, هؤلاء خزنة علمي, وأمنائي على سري, إياكما أن تنظرا إليهم بعين الحسد وتتمنيا منزلتهم عندي ومحلهم من كرامتي فتدخلا بذلك في نهيي وعصياني {فتكونا من الظالمين}[82] قالا: ربنا ومن الظالمون؟ قال: المدّعون لمنزلتهم بغير حق, قالا: ربنا فأرنا منازل ظالميهم في نارك حتى نراها كما رأينا منزلتهم في جنتك.

فأمر الله تبارك وتعالى النار فأبرزت جميع ما فيها من ألوان النكال والعذاب وقال عز وجل: مكان الظالمين لهم المدعين لمنزلتهم في أسفل درك منها {كلما أرادوا أن يخرجوا منها اعيدوا فيها}[83] و{كلما نضجت جلودهم بدلوا سواها ليذوقوا العذاب}[84] يا آدم ويا حواء لا تنظرا إلى أنواري وحججي بعين الحسد فاهبطكما عن جواري واحل بكما هواني, {فوسوس لهما الشيطان ليبدي لهما ما وُوري عنهما من سوآتهما وقال ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين وقاسمهما إني لكما لمن الناصحين فدلاهما بغرور}[85] وحملهما على تمني منزلتهم, فنظرا إليهم بعين الحسد فخذلا حتى أكلا من شجرة الحنطة فعاد مكان ما أكلاه شعيراً فأصل الحنطة كلها مما لم يأكلاه وأصل الشعير كله مما عاد مكان ما أكلاه, فلما أكلا من الشجرة طار الحلي والحلل عن أجسادهما وبقيا عريانين {وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة وناديهما ربهما ألم أنهكما عن تلكما الشجرة وأقل لكما إن الشيطان لكما عدو مبين}[86] فقلا: {ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين}[87] قال: اهبطا من جواري فلا يجاورني في جنتي من يعصيني فهبطا موكولين إلى أنفسهما في طلب المعاش, فلما أراد الله عز وجل أن يتوب عليهما جاءهما جبرئيل فقال لهما: إنكما إنما ظلمتما أنفسكما بتمني منزلة من فضل عليكما فجزاؤكما ما قد عوقبتما به من الهبوط من جوار الله عز وجل إلى أرضه فسلا ربكما بحق الاسماء التي رأيتموها على ساق العرش حتى يتوب عليكما, فقالا, اللهم إنا نسألك بحق الاكرمين عليك محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين والائمة عليهم السلام إلا تُبت علينا ورحمتنا فتاب الله عليهما {إنه هو التواب الرحيم}[88] فلم يزل أنبياء الله بعد ذلك يحفظون هذه الامانة ويخبرون بها أوصياءهم والمخلصين من أممهم فيأبون حملها ويشفقون من ادعائها وحملها الانسان الذي قد عرف, فأصل كل ظلم منه إلى يوم القيامة, وذلك قول الله عز وجل: {إنا عرضنا الامانة على السموات والارض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الانسان إنه كان ظلوماً جهولاً}[89].[90]

 

* السيد هاشم البحراني في مدينة المعاجز,السيد الرضي في المناقب الفاخرة: عن عمار بن ياسر رضي الله عنه قال: كنت أنا وأمير المؤمنين × بمسجد الجامع بالكوفة ولم يكن سوانا, وإذا بأمير المؤمنين × يقول: صدقيه صدقيه, فالتفت يميناً وشمالاً فلم أر أحداً, فبقيت متعجباً, فقال: كأني بك يا عمار تقول: لمن يتكلم علي؟ فقلت: هو كذلك, فقال: ارفع رأسك, فرفعت رأسي, فأبصرت حمامتين تتحدثان, فقال: يا عمار أتدري ما تقولان؟ قلت: لا وعيشك يا أمير المؤمنين, فقال: تقول الطيرة للطير: استبدلت غيري وهجرتني؟ وهو يحلف ويقول: ما فعلت: فقالت: ما أصدقك, فقال لها: وحق الذي في هذه القبلة ما استبدلت بك أحداً, فهمت أن تكذبه, فقلت لها: صدقيه صدقيه, قال عمار: فقلت: يا أمير المؤمنين, ما علمت أن أحداً يعلم منطق الطير إلا سليمان بن داود ×, فقال: يا عمار إن سليمان سأل الله بنا أهل البيت حتى علم منطق الطير.[91]

 

* السيد ابن طاووس الحسني في اليقين, حدثنا أحمد بن إدريس قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى قال: حدثنا الحسين بن سعيد عن فضالة بن أيوب عن أبي بكر الحضرمي عن أبي عبد الله × قال: أتى رجل إلى أمير المؤمنين وهو في مسجد الكوفة وقد احتبى بحمائل سيفه, فقال: يا أمير المؤمنين, إن في القرآن آية قد أفسدت عليّ ديني وشككتني في ديني! قال: وما ذاك؟ قال: قول الله عز وجل: {واسئل من أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرحمان آلهة يعبدون}[92] فهل في ذلك الزمان نبي غير محمد | فيسأله عنه؟ فقال له أمير المؤمنين ×: إجلس اخبرك إنشاء الله, إن الله عز وجل يقول في كتابه: {سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا}[93] فكان من آيات الله التي أريها محمد | أنه انتهى جبرئيل إلى البيت المعمور وهو المسجد الأقصى, فلما دنا منه أتى جبرئيل عيناً فتوضأ منها, ثم قال يا محمد, توضأ, ثم قام جبرئيل فأذن ثم قال للنبي |: تقدم فصل واجهر بالقراءة, فإن خلفك أفقاً من الملائكة لا يعلم عدتهم إلا الله جل وعز وفي الصف الأول: آدم ونوح وإبراهيم وهود وموسى وعيسى, وكل نبي بعث الله تبارك وتعالى منذ خلق الله السماوات والأرض إلى أن بعث محمداً |, فتقدم رسول الله | فصلى بهم غير هائب ولا محتشم.

فلما انصرف أوحى الله إليه كلمح البصر: سل يا محمد {من أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرحمان آلهة يعبدون}[94] فالتفت إليهم رسول الله | بجميعه فقال: بم تشهدون؟ قالوا: نشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأنت رسول الله وأن علياً أمير المؤمنين وصيك, وأنت رسول الله سيد النبيين وإن علياً سيد الوصيين, أخذت على ذلك مواثيقنا لكما بالشهادة, فقال الرجل: أحييت قلبي وفرجت عني يا أمير المؤمنين.[95]

 

* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن خطاب بن مسلمة قال: قال أبو جعفر ×: مابعث الله نبياً قط إلا بولايتنا والبراءة من عدونا, وذلك قول الله في كتابه: {ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً منهم أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت فمنهم من هدى الله ومنهم من حقت عليه الضلالة}[96] بتكذيبهم آل محمد, ثم قال: {قل سيروا في الارض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين}[97].[98]

* الشيخ الصدوق في علل الشرائع, أبي & قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار, عن محمد بن أحمد قال: حدثنا موسى, عن عمر, عن ابن سنان, عن أبي سعيد القماط, عن بكير بن أعين قال: سألت أبا عبد الله × لأي علة وضع الله الحجر في الركن الذي هو فيه ولم يوضع في غيره ولأي علة يقبل, ولأي علة أخرج من الجنة, ولأي علة وضع فيه ميثاق العباد والعهد ولم يوضع في غيره, وكيف السبب في ذلك تخبرني جعلت فداك فإن تفكري فيه لعجب؟!

قال فقال: سألت وأعضلت في المسألة واستقصيت فافهم وفرغ قلبك واصغ سمعك أخبرك إن شاء الله, إن الله تبارك وتعالى وضع الحجر الاسود وهو جوهرة أخرجت من الجنة إلى آدم فوضعت في ذلك الركن لعلة الميثاق وذلك أنه لما أخذ من بني آدم من ظهورهم ذريتهم حين أخذ الله عليهم الميثاق في ذلك المكان, وفي ذلك المكان تراءى لهم ربهم, ومن ذلك الركن يهبط الطير على القائم فأول من يبايعه ذلك الطير وهو والله جبرئيل × وإلى ذلك المقام يسند ظهره وهو الحجة والدليل على القائم وهو الشاهد لمن وافى ذلك المكان والشاهد لمن أدى إليه الميثاق والعهد الذي أخذ الله به على العباد وأما القبلة والالتماس فلعلة العهد تجديداً لذلك العهد والميثاق وتجديداً للبيعة وليؤدوا إليه في ذلك العهد الذي أخذ عليهم في الميثاق فيأتونه في كل سنة وليؤدوا إليه ذلك العهد, ألا ترى أنك تقول أمانتي أديتها وميثاقي تعاهدته لتشهد لي بالموافاة والله ما يؤدي ذلك أحد غير شيعتنا, ولا حفظ ذلك العهد والميثاق أحد غير شيعتنا وانهم ليأتونه فيعرفهم ويصدقهم ويأتيه غيرهم فينكرهم ويكذبهم وذلك أنه لم يحفظ ذلك غيركم فلكم والله يشهد, وعليهم والله يشهد بالخفر والجحود والكفر وهو الحجه البالغة من الله عليهم يوم القيامة يجيء وله لسان ناطق وعينان في صورته الاولى يعرفه الخلق ولا ينكرونه يشهد لمن وافاه وجدد العهد والميثاق عنده بحفظ الميثاق والعهد وأداء الامانة ويشهد على كل من أنكر وجحد ونسى الميثاق بالكفر والانكار.

وأما علة ما أخرجه الله من الجنة فهل تدري ما كان الحجر؟ قال قلت لا قال كان ملكاً عظيماً من عظماء الملائكة عند الله تعالى فلما أخذ الله من الملائكة الميثاق كان أول من آمن به وأقر ذلك الملك فاتخذه الله أميناً على جميع خلقه فألقمه الميثاق وأودعه عنده واستعبد الخلق أن يجددوا عنده في كل سنة الاقرار بالميثاق والعهد الذي أخذ الله به عليهم ثم جعله الله مع آدم في الجنة يذكره الميثاق ويجدد عنده الاقرار في كل سنة فلما عصى آدم فأخرج من الجنة أنساه الله العهد والميثاق الذي أخذ الله عليه وعلى ولد لمحمد ووصيه, وجعله باهتاً حيراناً, فلما تاب على آدم حوّل ذلك الملك في صورة درة بيضاء فرماه من الجنة إلى آدم وهو بأرض الهند فلما رآه أنس إليه وهو لا يعرفه بأكثر من أنه جوهرة فأنطقها الله عزوجل فقال يا آدم أتعرفني؟ قال: لا, قال: أجل استحوذ عليك الشيطان فأنساك ذكر ربك وتحول إلى الصورة التي كان بها في الجنة مع آدم فقال لآدم أين العهد والميثاق؟ فوثب إليه آدم وذكر الميثاق وبكى وخضع له وقبله وجدد الاقرار بالعهد والميثاق, ثم حوله الله تعالى إلى جوهر الحجر درة بيضاء صافية تضيء فحمله آدم على عاتقه إجلالاً له وتعظيماً فكان إذا أعيا حَمَله عنه جبرئيل حتى وافى به مكة فما زال يأنس به بمكة ويجدد الاقرار له كل يوم وليلة.

ثم إن الله تعالى لم أهبط جبرئيل إلى أرضه وبنى الكعبة هبط إلى ذلك المكان بين الركن والباب وفي ذلك المكان تراءى لآدم حين أخذ الميثاق, وفي ذلك الموضع ألقم الملك الميثاق فلتلك العلة وضع في ذلك الركن ونحى آدم من مكان البيت إلى الصفا وحواء إلى المروة فأخذ الله الحجر فوضعه بيده في ذلك الركن فلما أن نظر آدم من الصفا وقد وضع الحجر في الركن كبر الله وهلله ومجده فلذلك جرت السنة بالتكبير في استقبال الركن الذي فيه الحجر من الصفا, وان الله عز وجل أودعه العهد والميثاق وألقمه إياه دون غيره من الملائكة لأن الله تعالى لما أخذ الميثاق له بالربوبية ولمحمد بالنبوة ولعلي × بالوصية اصطكت فرايص الملائكة وأول من أسرع إلى الاقرار بذلك الملك ولم يكن فيهم أشد حباً لمحمد وآل محمد منه فلذلك اختاره الله تعالى من بينهم وألقمه الميثاق فهو يجيء يوم القيامة وله لسان ناطق وعين ناظرة ليشهد لكل من وافاه إلى ذلك المكان وحفظ الميثاق.[99]

 

* الشيخ الصدوق في الأمالي, حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل & قال: حدثنا محمد بن جعفر الاسدي قال: حدثنا محمد بن إسماعيل البرمكي قال: حدثنا عبد الله بن أحمد الشامي قال: حدثنا إسماعيل بن الفضل الهاشمي قال: سألت أبا عبد الله الصادق × عن موسى بن عمران × لما رأى حبالهم وعصيهم كيف أوجس في نفسه خيفة ولم يوجسها إبراهيم × حين وُضع في المنجنيق وقُذف به في النار؟ فقال ×: إن إبراهيم × حين وُضع في المنجنيق كان مستنداً إلى ما في صلبه من أنوار حجج الله عز وجل، ولم يكن موسى × كذلك، فلهذا أوجس في نفسه خيفة ولم يوجسها إبراهيم ×.[100]

 

* تفسير الإمام العسكري ×, قال الإمام ×: قال رسول الله |: معاشر اليهود تعاندون رسول الله رب العالمين وتأبون الاعتراف بأنكم كنتم بذنوبكم من الجاهلين, إن الله لا يعذب بها أحداً ولا يزيل عن فاعل هذا عذابه أبداً, إن آدم × لم يقترح على ربه المغفرة لذنبه إلا بالتوبة, فكيف تقترحونها أنتم مع عنادكم!!

قيل: وكيف كان ذلك يا رسول الله؟ قال: فقال رسول الله |: لما زلت الخطيئة من آدم × وأُخرج من الجنة وعوتب ووبخ قال: يا رب إن تبت وأصلحت أتردني إلى الجنة؟ قال: بلى, قال آدم: فكيف أصنع يا رب حتى أكون تائباً وتقبل توبتي؟ فقال الله عز وجل: تسبحني بما أنا أهله, وتعترف بخطيئتك كما أنت أهله, وتتوسل إليّ بالفاضلين الذين علمتك أسماءهم, وفضلتك بهم على ملائكتي, وهم محمد وآله الطيبون وأصحابه الخيرون, فوفقه الله تعالى فقال: يا رب لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك عملت سوءاً وظلمت نفسي فارحمني إنك أنت أرحم الراحمين بحق محمد وآله الطيبين وخيار أصحابه المنتجبين سبحانك وبحمدك لا إله إلا أنت عملت سوءاً وظلمت نفسي, فتب عليّ إنك أنت التواب الرحيم, بحق محمد وآله الطيبين وخيار أصحابه المنتجبين.

فقال الله تعالى: لقد قبلت توبتك, وآية ذلك أني أنقي بشرتك, فقد تغيرت وكان ذلك لثلاث عشر من شهر رمضان فصم هذه الثلاثة الايام التي تستقبلك فهي أيام البيض ينقي الله في كل يوم بعض بشرتك, فصامها فنقى في كل يوم منها ثلث بشرته, فعند ذلك قال آدم: يا رب ما أعظم شأن محمد وآله وخيار أصحابه؟ فأوحى الله تعالى إليه: يا آدم إنك لو عرفت كنه جلال محمد وآله عندي وخيار أصحابه, لأحببته حباً يكون أفضل أعمالك, قال آدم: يا رب عرفني لأعرف؟ قال الله تعالى: يا آدم إن محمداً لو وُزن به جميع الخلق من النبيين والمرسلين والملائكة المقربين وسائر عبادي الصالحين من أول الدهر إلى آخره ومن الثرى إلى العرش لرجح بهم, وإن رجلاً من خيار آل محمد لو وزن به جميع آل النبيين لرجح بهم, وإن رجلاً من خيار أصحاب محمد لو وزن به جميع أصحاب المرسلين لرجح بهم, يا آدم لو أحب رجل من الكفار أو جميعهم رجلاً من آل محمد وأصحابه الخيرين لكافأه الله عن ذلك بأن يختم له بالتوبة والايمان, ثم يدخله الله الجنة, إن الله ليفيض على كل واحد من محبي محمد وآله محمد وأصحابه من الرحمة ما لو قُسمت على عدد كعدد كل ما خلق الله من أول الدهر إلى آخره وكانوا كفاراً لكفاههم, ولأداهم إلى عاقبة محمودة: الايمان بالله حتى يستحقوا به الجنة, وإن رجلاً ممن يبغض آل محمد وأصحابه الخيرين أو واحداً منهم لعذّبه الله عذاباً لو قسم على مثل عدد ما خلق الله تعالى لأهلكهم أجمعين.[101]


[1] أمالي الشيخ الطوسي ص671، عنه البحار ج27 ص136، الكافي ج1 ص437، تأويل الآيات الظاهرة ج1 ص155/ ج2 ص565، مستدرك الوسائل ج10 ص212، أمالي المفيد ص142، غاية المرام ج3 ص58, بصائر الدرجات ص95 عنه البحار ج26 ص281، والأصول الستة عشر ص60. 

[2] الكافي ج1 ص437، كنز الفوائد ص259، بحار الأنوار ج26 ص304، تأويل الآيات الظاهرة ج2 ص566.

[3] بصائر الدرجات 94, عنه البحار ج26 ص281, تفسير الثقلين ج3 ص514.

[4] بصائر الدرجات ص92، عنه البحار ج26 ص280/ ج38 ص46، الكافي ج1 ص37، عنه تأويل الآيات ج1 ص79، نوادر المعجزات ص71، نهج الإيمان ص502، الإختصاص ص18، مناقب إبن شهر آشوب ج2 ص90.

[5] بصائر الدرجات ص93، عنه بحار الأنوار ج26 ص281.

[6] بصائر الدرجات ص93، عنه البحار ج26 ص280، المحتضر ص117.

[7] الإختصاص ص250، عنه البحار ج26 ص294, كتاب سليم بن قيس ص382.

[8] سورة طه, الآية 115.

[9] الكافي ج1 ص416، عنه البحار ج24 ص351، بصائر الدرجات ص90، عنه البحار ج26 ص278، علل الشرائع ج1 ص122، عنه البحار ج11 ص35، تفسير القمي ج2 ص166، عنه البحار ج11 ص112، المحتضر ص116، تأويل الآيات الظاهرة ج1 ص318، قصص الأنبياء للجزائري ص32، تفسير الميزان ج14 ص229، التفسير الصافي ج3 ص323، تفسير نور الثقلين ج3 ص400.

[10] بصائر الدرجات ص126، عنه البحار ج26 ص107/ ص282، الكافي ج2 ص8، تأويل الآيات الظاهرة ج1 ص319، غاية المرام ج1 ص93، المحتضر ص116، مدينة المعاجز ج1 ص57، مختصر البصائر ص155، الجواهر السنية ص215، التفسير الصافي ج4 ص324، إلزام الناصب ج1 ص70، تفسير نور الثقلين ج2 ص94.

[11] سورة البقرة, الآية 37.

[12] تفسير فرات ص57، عنه البحار ج26 ص333، مستدرك الوسائل ج5 ص238، مناقب أمير المؤمنبن × للكوفي ج1 ص547.

[13] تفسير الإمام العسكري × ص219، عنه البحار ج26 ص326، تأويل الآيات الظاهرة ج1 ص44، قصص الأنبياء للجزائري ص43.

[14] أمالي الشيخ الصدوق ص134، معاني الأخبار ص125، الخصال ص270، عنهما بحار الأنوار ج11 ص176/ ج26 ص324/ ج36 ص56، مستدرك الوسائل ج5 ص231، المحتضر ص112، الروضة ص129، العمدة ص379، وسائل الشيعة ج4 ص1140، الطرائف ص112، كشف الغطاء ج2 ص308، كشف الغمة ج2 ص93، عنه البحار ج91 ص20، تفسير نور الثقلين ج1 ص68، التفسير الصافي ج1 ص186، ينابيع المودة ج1 ص288.

[15] مشارق أنوار اليقين ص248، اللمعة البيضاء ص222.

[16] قصص الأنبياء للجزائري ص105، نور البراهين ج1 ص316، مشارق أنوار اليقين ص248.

[17] بصائر الدرجات ص92، عنه البحار ج26 ص280، المحتضر ص117، الإختصاص ص343، عنه البحار ج11 ص60.

[18] بصائر الدرجات ص95، عنه البحار ج14 ص391/ ج26 ص282، تفسير فرات ص264، مدينة المعاجز ج2 ص34/ ج4 ص301، تفسير نور الثقلين ج4 ص433، تفسير الميزان ج17 ص170.

[19] سورة الزخرف, الآية 45.

[20] مائة منقبة (المنقبة 82) ص150، المحتضر ص125، عنه البحار ج26 ص307، كنز الفوائد ص258، عنه البحار ج36 ص154، بشارة المصطفى ص311، غاية المرام ج3 ص57، تأويل الآيات الظاهرة ج2 ص562، ينابيع المودة ج1 ص243.

[21] كتاب سليم بن قيس ص381، عنه البحار ج40 ص95.

[22] كنز الفوائد ص154، عنه البحار ج27 ص9, الطرائف ص98، بحار الأنوار ج38 ص59.

[23] مشارق أنوار اليقين ص126، عنه جميعاً مدينة المعاجز ج1 ص142، اللمعة البيضاء ص222، حلية الأبرار ج2 ص15.

[24] مشارق أنوار اليقين ص126، عنه جميعاً حلية الأبرار ج2 ص15، مدينة المعاجز ج1 ص142.

[25] قصص الأنبياء ص109 للراوندي، عنه البحار ج11 ص69/ ج26 ص325، وسائل الشيعة ج4 ص1143.

[26] سورة البقرة, الآية 55.

[27] تفسير الإمام العسكري × ص256، عنه البحار ج26 ص328، تأويل الآيات الظاهرة ج1 ص60، التفسير الصافي ج1 ص134، نفس الرحمان ص297.

[28] سورة البقرة, الآية 37.

[29] اليقين ص174، عنه البحار ج11 ص175/ ج26 ص325، تأويل الآيات ج1 ص47، غاية المرام ج4 ص174، قصص الأنبياء للجزائري ص50.

[30] سورة آل عمران, الآية 61.

[31] البحار ج26 ص287, عن تفسير العياشي ج1 ص177، عنه البحار أيضاً ج12 ص11، تفسير نور الثقلين ج1 ص352، التفسير الصافي ج1 ص346، تفسير كنز الدقائق ج2 ص119، تفسير الميزان ج3 ص271.

[32] سورة البقرة, الآية 124.

[33] إلى هنا أورده الحر العاملي في وسائل الشيعة.

[34] المصدر نفسه.

[35] إلى هنا أورده إبن شهر آشوب في مناقبه.

[36] إلى هنا أوردوه في تأويل الآيات، تفسير نور الثقلين، التفسير الصافي وينابيع المودة.

[37] سورة الزخرف, الآية 28.

[38] إلى هنا أورده الجزائري في قصص الأنبياء.

[39] سورة الأنبياء, الآية 23.

[40] معاني الأخبار ص126، عنه البحار ج26 ص323، الخصال ص305، عنه البحار ج12 ص66، كمال الدين ص358، عنه البحار ج24 ص177، مناقب إبن شهر آشوب ج1 ص243، وسائل الشيعة ج7 ص99، إرشاد القلوب ج2 ص421، تأويل الآيات الظاهرة ج1 ص77 عن كتاب النبوة للصدوق، وعنه أيضاً تفسير مجمع البيان ج1 ص375، غاية المرام ج1 ص262، التفسير الصافي ج1 ص186، تفسير نور الثقلين ج1 ص120، قصص الأنبياء للجزائري ص133، تفسير كنز الدقائق ج1 ص331، ينابيع المودة ج1 ص290.

[41] بحار الأنوار ج26 ص315، إقبال الأعمال ج2 ص336.

[42] سورة الشورى, الآية 13.

[43] المصدر نفسه.

[44] المصدر نفسه.

[45] سورة الأنعام, الآية 90.

[46] البحار ج26 ص284، عن بصائر الدرجات ص534، مختصر البصائر ص63.

[47] سورة الصافات, الآية 83.

[48] المصدر نقسه.

[49] تأويل الآيات الظاهرة ج2 ص496، عنه البحار ج36 ص151/ ج82 ص80، كتاب الروضة ص150، عنه البحار ج36 ص213، غاية المرام ج1 ص44 عن تأويل الآيات، الحدائق الناضرة ج8 ص171، إلزام الناصب ج1 ص80، مستدرك الوسائل ج3 ص287/ ج3 ص292/ ج4 ص187، الفضائل لابن شاذان ص158، مدينة المعاجز ج3 ص363/ ج4 ص37، اللمعة البيضاء ص190.

[50] قصص الأنبياء للراوندي ص56، عنه البحار ج11 ص114/ ج26 ص282، قصص الأنبياء للجزائري ص33.

[51] سورة الصافات, الآية 165, 166.

[52] سورة البقرة, الآية 31, 32, 33.

[53] سورة الأعراف, الآية 12.

[54] سورة الحجر, الآية 40.

[55] سورة الحجر, الآية 42.

[56] تفسير فرات ص56, عنه البحار ج37 ص62 بعضه.

[57] المكتل: الزبيل الذي يُحمل فيه التمر أو العنب.

[58] سورة الكهف, الآية 62.

[59] قصص الأنبياء للراوندي ص159، عنه البحار ج26 ص283، تفسير القمي ج2 ص38 ضمن حديث طويل، تفسير العياشي ج2 ص329، قصص الأنبياء للجزائري ص330، تفسير نور الثقلين ج3 ص271 ضمن حديث طويل، التفسير الصافي ج3 ص251.

[60] سورة الأنبياء, الآية 87.

[61] في البحار: فعرضته.

[62] سورة الصافات, الآية 143.

[63] تفسير فرات ص264، عنه البحار ج26 ص333.

[64] سورة طه, الآية 68.

[65] أمالي الصدوق ص287، عنه البحار ج26 ص319، الإحتجاج ج1 ص54، غاية المرام ج4 ص179، تأويل الآيات الظاهرة ج1 ص48، روضة الواعظين ص272، تفسير نور الثقلين ج5 ص165 عن الإحتجاج.

[66] قصص الأنبياء للراوندي ص230، عنه البحار ج14 ص371/ ج26 ص284.

[67] تعتع: تردد.

[68] سورة الأنبياء, الآية 87.

[69] مناقب آشوب ج3 ص281، عنه البحار ج14 ص401/ ج46 ص39/ ج61 ص52، مدينة المعاجز ج2 ص28، الصراط المستقيم ج2 ص133، قصص الأنبياء للجزائري ص493، نوادر المعجزات ص117, اللمعة البيضاء ص217، تفسير نور الثقلين ج3 ص435/ ج4 ص432.

[70] وفي نسخة البحار أضاف: ثم أدركته السعادة بي, يعني أنه تاب وأذعن بالطاعة لأمير المؤمنين ×.

[71] تأويل الآيات الظاهرة ج2 ص505، عنه البحار ج26 ص292، مدينة المعاجز ج2 ص31.

[72] سورة آل عمران, الآية 81.

[73] إلى هنا أورد في مدينة المعاجز وتأويل الآيات.

[74] سورة النور, الآية 55.

[75] منتخب البصائر ص32، عنه البحار ج53 ص47، تفسير كنز الدقائق ج2 ص143، مدينة المعاجز ج3 ص105، التفسير الصافي ج1 ص351، تأويل الآيات ج1 ص116, غاية المرام ج4 ص123.

[76] دلائل الإمامة ص210, نوادر المعجزات ص117, البحار ج62 ص218 عن دلائل الحميري, مدينة المعاجز ج2 ص32/ ج3 ص214/ ج4 ص297.

[77] مائة منقبة ص172 (المنقبة 97)، عنه البحار ج27 ص121، المحتضر ص139، غاية المرام ج1 ص237.

[78] بصائر الدرجات ص89، عنه تفسير الميزان ج8 ص60، وتفسير نور الثقلين ج2 ص64،  التفسير الصافي ج2 ص235، البحار ج26 ص342 عن البصائر، السرائر ج3 ص569، مستطرفات السرائر ص569.

[79] سورة المائدة, الآية 115.

[80] سورة الأحزاب الآية 72.

[81] سورة البقرة, الآية 35.

[82] المصدر نفسه.

[83] سورة السجدة, الآية 20.

[84] سورة النساء, الآية 56.

[85] سورة الأعراف, الآية 22,21,20.

[86] سورة الأعراف, الآية 22.

[87] سورة الأعراف, الآية 23.

[88] سورة البقرة, الآية 37.

[89] سورة الأحزاب الآية 72.

[90] معاني الأخبار ص108، عنه البحار ج11 ص172/ ج26 ص320, الجواهر السنية ص254, تفسير الثقلين ج4 ص310, المحتضر ص161، قصص الأنبياء للجزائري ص49.

[91] مدينة المعاجز ج2 ص121 عن السيد الرضي في المناقب الفاخرة، بحار الأنوار ج42 ص56.

[92] سورة الزخرف, الآية 45.

[93] سورة الإسراء, الآية 1.

[94] سورة الزخرف, الآية 45.

[95] اليقين ص294، عنه البحار ج18 ص394/ ج26 ص285/ ج37 ص316، نوادر المعجزات ص72، تأويل الآيات ج2 ص564.

[96] سورة النحل, الآية 36.

[97] المصدر نفسه.

[98] تفسير العياشي ج2 ص258، بحار الأنوار ج24 ص330، تفسير نور الثقلين ج3 ص53، التفسير الصافي ج3 ص134 جميعهم عن تفسير العياشي.

[99] علل الشرائع ج2 ص429، عنه البحار ج11 ص205/ ج26 ص269، الكافي ج4 ص184، عنه تفسير نور الثقلين ج2 ص100، وسائل الشيعة ج9 ص403، الحدائق الناضرة ج14 ص11، مختصر البصائر ص221، عوالي اللآلي ج1 ص25 بعضه، قصص الأنبياء للجزائري ص56.

[100] الأمالي للصدوق ص752, البحار ج12 ص35.

[101] تفسير الإمام العسكري × ص390، عنه البحار ج26 ص330، مستدرك الوسائل ج7 ص515 باختصار.