استشهاد السيدة المعصومة صلوات الله عليها

عندما وصلت السيدة المعصومة عليها السلام إلى « ساوة » ، ومرضت فيها بعد فقد إخوتها ، كان خبرها قد وصل إلى « قم » ، ومرضت فيها بعد فقد إخوتها ، كان خبرها قد وصل إلى « قم » فخرج أشرافها لاستقبالها ، يتقدمهم موسى بن خزرج الأشعري ، فلما وصل إليها أخذ بزمام ناقتها وقادها إلى منزله ، تحف بها إماؤها وجواريها . 
بقيت السيدة المعصومة سلام الله عليها في دار موسى الأشعري سبعة عشر يوماً ، فما لبثت إلا هذه الأيام القليلة وتوفيت .
ولا يبعد أن يكون سبب وفاتها أنها قد دس السم إليها في « ساوة » .
وأمر موسى بن خزرج بتغسيلها وتكفينها ، وحملوها إلى مقبرة « بابلان » ووضعوها على سرداب حفر لها ، فاختلفوا في من ينزلها إلى السرداب .
ثم اتفقوا على خادم لهم صالح كبير السن يقال له « قادر » فلمّا بعثوا إليه رأوا راكبين مقبلين من جانب الرملة وعليهما لثام ، فلما قربا من الجنازة نزلا السرداب وأنزلا الجنازة ، ودفناها فيه ، ثم خرجاغ ولم يكلما أحدا ، وركبا وذهبا ولم يدر أحد من هما.
ونقل أنّها سلام الله عليها توفيت في الثاني عشر من ربيع الثاني عام 201 هـ.
يقول المأمون في كتاب له في الجواب عن بني هاشم : 
« . . . حتى قضى الله تعالى بالأمر إلينا ، فأخفناهم ، وضيقنا عليهم ، وقتلناهم أكثر من قتل بني أمية إياهم .
ويحكم ! إن بني أميّة إنّما قتلوا منهم من سل سيفاً ، وإنا معشر بني العباس قتلناهم جملاً .
فلتسألن أعظم الهاشمية بأي ذنب قتلت ؟ ! 
ولتسألن نفوس اُلقيت في « دجلة » و « الفرات » .
ونفوس دفنت بـ « بغداد » و « الكوفة » أحياء .
هيهات إنّه من يعمل مثقال ذرة خيرا يره ، ومن يعمل مثال ذرة شراً يره . . . » (بحار الأنوار : ج49 ص 210 ، عن صاحب الطرائف عن ابن مسكوية) .