باب في ظهور مالكيّة الله الواحد القهّار

بحضور الزهراء في يوم القيامة الكبرى

 

 

 

 

 

 

 

* شرف الدين الحسيني في تأويل الآيات, ذكر الشيخ أبو جعفر محمد بن بابويه & في تأويل قوله تعالى {الحمد لله الذي أذهب عنا الحَزن إن ربنا لغفور شكور * الذي أحلنا دار المقامة من فضله لا يمسنا فيها نصب ولا يمسنا فيها لغوب}[1] خبراً يتضمن بعض فضائل الزهراء صلوات الله عليها قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب, عن أبي الحسن أحمد بن محمد الشعراني, عن أبي محمد عبد الباقي, عن عمر بن سنان المنيحي, عن حاجب بن سليمان, عن وكيع بن الجراح, عن سليمان الاعمش, عن ابن ظبيان, عن أبي ذر رحمة الله عليه قال: رأيت سلمان وبلال يقبلان إلى النبي | إذ انكب سلمان على قدم رسول الله | يقبلها فزجره النبي | عن ذلك, ثم قال له: يا سلمان لا تصنع بي ما تصنع الأعاجم بملوكها, أنا عبد من عبيد الله, آكل مما يأكل العبيد, وأقعد كما يقعد العبيد, فقال له سلمان: يا مولاي سألتك بالله إلا أخبرتني بفضائل فاطمة يوم القيامة؟

قال: فأقبل النبي | ضاحكاً مستبشراً, ثم قال: والذي نفسي بيده إنها الجارية التي تجوز في عرصة القيامة على ناقة رأسها من خشية الله, وعيناها من نور الله, وخطامها من جلال الله, وعنقها من بهاء الله, وسنامها من رضوان الله, وذنبها من قدس الله, وقوائمها من مجد الله, إن مشت سبحت وإن رغت قدست, عليها هودج من نور فيه جارية إنسية حورية عزيزة جُمعت فخُلقت وصنعت ومثلت من ثلاثة أصناف: فأولها من مسك أذفر, وأوسطها من العنبر الأشهب, وآخرها من الزعفران الأحمر, عجنت بماء الحيوان, لو تفلت تفلة في سبعة أبحر مالحة لعذبت, ولو أخرجت ظفر خنصرها إلى دار الدنيا لغشي الشمس والقمر, جبرئيل عن يمينها وميكائيل عن شمالها, وعلي أمامها والحسن والحسين وراءها, والله يكلاها ويحفظها, فيجوزون في عرصة القيامة فإذا النداء من قبل الله جل جلاله: معاشر الخلائق غضوا أبصاركم ونكسوا رؤوسكم, هذه فاطمة بنت محمد | نبيكم, زوجة علي إمامكم, أم الحسن والحسين.

فتجوز الصراط وعليها ريطتان بيضاوان فإذا دخلت الجنة ونظرت إلى ما أعد الله لها من الكرامة قرأت: {بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي أذهب عنا الحَزن إن ربنا لغفور شكور الذي أحلنا دار المقامة من فضله لا يمسنا فيها نصب ولا يمسنا فيها لغوب} [2]. قال: فيوحي الله عز وجل إليها: يا فاطمة سليني أُعطك, وتمني علي أُرضك, فتقول: إلهي أنت المنى وفوق المنى, أسألك أن لا تعذب محبي ومحب عترتي بالنار, فيوحي الله إليها: يا فاطمة وعزتي وجلالي وارتفاع مكاني لقد آليت على نفسي من قبل أن أخلق السماوات والارض بألفي عام أن لا أعذب محبيك ومحبي عترتك بالنار.[3]

 

* العلامة المجلسي في البحار, عن النبي | قال: إن الله تعالى إذا بعث الخلائق من الأولين والآخرين نادى منادي ربنا من تحت عرشه: يا معشر الخلائق غضوا أبصاركم لتجوز فاطمة بنت محمد سيدة نساء العاليمن على الصراط، فتغض الخلائق كلهم أبصارهم فتجوز فاطمة على الصراط، لا يبقى أحد في القيامة إلا غض بصره عنها إلا محمد وعلي والحسن والحسين والطاهرين من أولادهم فإنهم أولادها [4] فإذا دخلت الجنة بقي مرطها[5] ممدوداً على الصراط، طرف منه بيدها وهي في الجنة، وطرف في عرصات القيامة، فينادي منادي ربنا: يا أيها المحبون لفاطمة تعلقوا بأهداب [6] مرط فاطمة سيدة نساء العالمين، فلا يبقى محب لفاطمة إلا تعلق بهدبة من أهداب مرطها حتى يتعلق بها أكثر من ألف فئام وألف فئام، قالوا: وكم فئام واحد؟ قال: ألف ألف،
ينجون بها من النار. [7]

 
 

* الشيخ الصدوق في الأمالي, حدثنا محمد بن إبراهيم قال: حدثنا أبو جعفر محمد بن جرير الطبري قال: حدثنا أبو محمد الحسن بن عبد الواحد الخزاز قال: حدثني إسماعيل ابن علي السندي, عن منيع بن الحجاج, عن عيسى بن موسى, عن جعفر الاحمر, عنأبي جعفر محمد بن علي الباقر × قال: سمعت جابر بن عبد الله الانصاري يقول: قال رسول الله |: إذا كان يوم القيامة تقبل ابنتي فاطمة على ناقة من نوق الجنة مدبجت الجنين, خطامها من لؤلؤ رطب, قوائمها من الزمرد الاخضر, ذنبها من المسك الاذفر, عيناها ياقوتتان حمراوان, عليها قبة من نور يرى ظاهرها من باطنها, وباطنها من ظاهرها, داخلها عفو الله, وخارجها رحمة الله, على رأسها تاج من نور, للتاج سبعون ركناً, كل ركن مرصع بالدر والياقوت, يضيء كما يضيء الكوكب الدري في افق السماء, وعن يمينها سبعون ألف ملك, وعن شمالها سبعون ألف ملك, وجبرئيل آخذ بخطام الناقة, ينادي بأعلى صوته: غضوا أبصاركم حتى تجوز فاطمة بنت محمد, فلا يبقى يومئذ نبي ولا رسول ولا صديق ولا شهيد, إلا غضوا أبصارهم حتى تجوز فاطمة بنت محمد, فتسير حتى تحاذي عرش ربها جل جلاله, فتزج بنفسها عن ناقتها وتقول: إلهي وسيدي, احكم بيني وبين من ظلمني, اللهم احكم بيني وبين من قتل ولديّ, فإذا النداء من قبل الله جل جلاله: يا حبيبتي وابنة حبيبي, سليني تعطي, واشفعي تشفعي, فوعزتي وجلالي لا جازني ظلم ظالم.

فتقول: إلهي وسيدي ذريتي وشيعتي وشيعة ذريتي, ومحبي ومحبي ذريتي, فإذا النداء من قبل الله جل جلاله: أين ذرية فاطمة وشيعتها ومحبوها ومحبو ذريتها؟ فيقبلون وقد أحاط بهم ملائكة الرحمة, فتقدمهم فاطمة حتى تدخلهم الجنة.[8]

 

* الشيخ الصدوق في علل الشرائع, حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل & قال: حدثنا سعد بن عبد الله, عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن سنان، عن عبد الله بن مسكان عن محمد بن مسلم الثقفي قال: سمعت أبا جعفر × يقول: لفاطمة ÷ وقفة على باب جهنم، فإذا كان يوم القيامة كُتب بين عيني كل رجل مؤمن أو كافر, فيؤمر بمحب قد كثرت ذنوبه إلى النار, فتقرأ فاطمة بين عينيه محباً فتقول: إلهي وسيدي سميتني فاطمة وفطمت بي من تولاني وتولى ذريتي من النار ووعدك الحق وأنت لا تخلف الميعاد، فيقول الله عز وجل: صدقت يا فاطمة, إني سميتك فاطمة وفطمت بك من أحبك وتولاك وأحب ذريتك وتولاهم من النار ووعدي الحق وأنا لا أخلف الميعاد، وإنما أمرت بعبدي هذا إلى النار لتشفعي فيه فأشفعك وليتبين لملائكتي وأنبيائي ورسلي وأهل الموقف موقفك مني ومكانتك عندي فمن قرأت بين عينيه مؤمناً فخذي بيده وادخليه الجنة.[9]

 

* فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسيره, حدثنا سهل بن أحمد الدينوري معنعنا: عن أبي عبد الله جعفر بن محمد ‘ قال: قال جابر لأبي جعفر ×: جعلت فداك يا ابن رسول الله حدثني بحديث في فضل جدتك فاطمة ÷ إذا أنا حدثت به الشيعة فرحوا بذلك, قال أبو جعفر: حدثني أبي عن جدي عن رسول الله | قال: إذا كان يوم القيامة نصب للأنبياء والرسل منابر من نور فيكون منبري أعلا منابرهم يوم القيامة ثم يقول الله: يا محمد اخطب, فأخطب بخطبة لم يسمع أحد من الانبياء والرسل بمثلها, ثم ينصب للأوصياء منابر من نور وينصب لوصيي علي بن أبي طالب في أوساطهم منبر من نور فيكون منبره أعلى منابرهم ثم يقول الله: يا علي اخطب فيخطب بخطبة لم يسمع أحد من الاصياء بمثلها, ثم ينصب لأولاد الانبياء والمرسلين منابر من نور فيكون لأبنيّ وسبطيّ وريحانتيّ أيام حياتي منبر من نور ثم يقال لهما: اخطبا فيخطبان بخطبتين لم يسمع أحد من أولاد الانبياء والمرسلين بمثلهما.

ثم ينادي المنادي وهو جبرئيل ×: أين فاطمة بنت محمد؟ أين خديجة بنت خويلد؟ أين مريم بنت عمران؟ أين آسية بنت مزاحم؟ أين أم كلثوم أم يحيى بن زكريا؟ فيقمن فيقول الله تبارك وتعالى: يا أهل الجمع لمن الكرم اليوم؟ فيقول محمد وعلي والحسن والحسين [10]: لله الواحد القهار, فيقول الله جل جلاله: يا أهل الجمع إني قد جعلت الكرم لمحمد وعلي والحسن والحسين وفاطمة, يا أهل الجمع طأطؤا الرؤوس وغضوا الأبصار فإن هذه فاطمة تسير إلى الجنة: فيأتيها جبرئيل بناقة من نوق الجنة مدبجة الجنبين, خطامها من اللؤلؤ المحقق الرطب, عليها رحل من المرجان فتناخ بين يديها فتركبها فيبعث إليها مائة ألف ملك فيصيروا على يمينها ويبعث إليها مائة ألف ملك يحملونها على أجنحتهم حتى يصيروها عند باب الجنة, فإذا صارت عند باب الجنة تلتفت فيقول الله: يا بنت حبيبي ما التفاتك وقد أمرت بك إلى جنتي؟

فتقول: يا رب أحببت أن يُعرف قدري في مثل هذا اليوم, فيقول الله: يا بنت حبيبي ارجعي فانظري من كان في قلبه حب لك أو لأحد من ذريتك خذي فأدخليه الجنة.

قال أبو جعفر: والله يا جابر إنها ذلك اليوم لتلتقط شيعتها ومحبيها كما يلتقط الطير الحب الجيد من الحب الرديء, فإذا صار شيعتها معها عند باب الجنة يلقي الله في قلوبهم ان يلتفتوا فإذا التفتوا يقول الله يا أحبائي ما التفاتكم وقد شفعت فيكم فاطمة بنت حبيبي؟ فيقولون: يا رب أحببنا أن يُعرف قدرنا في مثل هذا اليوم, فيقول الله: يا أحبائي ارجعوا وانظروا من أحبكم لحب فاطمة, انظروا من أطعمكم لحب فاطمة, انظروا من كساكم لحب فاطمة, انظروا من سقاكم شربة في حب فاطمة, انظروا من رد عنكم غيبة في حب فاطمة خذوا بيده وأدخلوه الجنة.

قال أبو جعفر: والله لا يبقي في الناس إلا شاك أو كافر أو منافق فإذا صاروا بين الطبقات نادوا كما قال الله: {فما لنا من شافعين * ولا صديق حميم}[11] فيقولون {فلو أن لنا كرة فنكون من المؤمنين} [12] قال أبو جعفر: هيهات هيهات منعوا ما طلبوا {ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون}[13].[14]

 

 

                                                        

 

* العلامة المجلسي في البحار, سليمان بن محمد معنعنا عن ابن عباس قال: سمعت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب × يقول دخل رسول الله | ذات يوم على فاطمة ÷ وهي حزينة فقال لها: ما حزنك يا بنية؟ قالت: يا أبه ذكرت المحشر ووقوف الناس عراة يوم القيامة قال: يا بنية إنه ليوم عظيم ولكن قد أخبرني جبرئيل عن الله عز وجل أنه قال: أول من تنشق عنه الارض يوم القيامة أنا ثم أبي إبراهيم ثم بعلك علي بن أبي طالب ×, ثم يبعث الله إليك جبرئيل في سبعين ألف ملك فيضرب على قبرك سبع قباب من نور ثم يأتيك إسرافيل بثلاث حلل من نور فيقف عند رأسك فينادينك يا فاطمة بنت محمد! قومي إلى محشرك، فتقومين آمنة روعتك، مستورة عورتك، فيناولك إسرافيل الحلل فتلبسينها ويأتيك زوقائيل بنجيبة من نور، زمامها من لؤلؤ رطب عليها محفة من ذهب، فتركبينها ويقود زوقائيل بزمامها، وبين يديك سبعون ألف ملك بأيديهم ألوية التسبيح, فإذا جد بك السير استقبلتك سبعون ألف حوراء، يستبشرون بالنظر إليك بيد كل واحدة منهن مجمرة من نور يسطع منها ريح العود من غير نار، وعليهن أكاليل الجوهر المرصع بالزبرجد الاخضر، فيسرن عن يمينك، فإذا سرت مثل الذي سرت من قبرك إلى أن لقينك، استقبلتك مريم بنت عمران، في مثل من معك من الحور فتسلم عليك وتسير هي ومن معها عن يسارك, ثم تستقبلك أمك خديجة بنت خويلد أول المؤمنات بالله ورسوله، ومعها سبعون ألف ملك بأيديهم ألوية التكبير فإذا قربت من الجمع استقبلتك حواء في سبعين ألف حوراء ومعها آسية بنت مزاحم فتسير هي ومن معها معك, فإذا توسطت الجمع، وذلك أن الله يجمع الخلائق في صعيد واحد، فيستوي بهم الاقدام ثم ينادي مناد من تحت العرش يسمع الخلائق: غضوا أبصاركم حتى تجوز فاطمة الصديقة بنت محمد ومن معها، فلا ينظر إليك يومئذ إلا إبراهيم خليل الرحمن صلوات الله وسلامه عليه وعلي بن أبي طالب، ويطلب آدم حوا فيراها مع أمك خديجة أمامك.

ثم ينصب لك منبر من النور فيه سبع مراقي بين المرقاة إلى المرقاة صفوف الملائكة، بأيديهم ألوية النور، ويصطف الحور العين عن يمين المنبر وعن يساره وأقرب النساء معك عن يسارك حواء وآسية فإذا صرت في أعلى المنبر أتاك جبرئيل × فيقول لك: يا فاطمة سلي حاجتك، فتقولين: يا رب أرني الحسن والحسين فيأتيانك وأوداج الحسين تشخب دماً، وهو يقول: يا رب خذ لي اليوم حقي ممن ظلمني, فيغضب عند ذلك الجليل، ويغضب لغضبه جهنم والملائكة أجمعون، فتزفر جهنم عند ذلك زفرة ثم يخرج فوج من النار ويلتقط قتلة الحسين وأبناءهم وأبناء أبنائهم ويقولون: يا رب إنا لم نحضر الحسين، فيقول الله لزبانية جهنم: خذوهم بسيماهم بزرقة الاعين وسواد الوجوه، خذوا بنواصيهم فألقوهم في الدرك الاسفل من النار فإنهم كانوا أشد على أولياء الحسين من آبائهم الذين حاربوا الحسين فقتلوه.

ثم يقول جبرئيل ×: يا فاطمة سلي حاجتك فتقولين: يا رب شيعتي، فيقول الله عز وجل: قد غفرت لهم فتقولين يا رب شيعة ولدي فيقول الله قد غفرت لهم فتقولين: يا رب شيعة شيعتي فيقول الله: انطلقي فمن اعتصم بك فهو معك في الجنة، فعند ذلك يود الخلائق أنهم كانوا فاطميين فتسيرين ومعك شيعتك، وشيعة ولدك، وشيعة أمير المؤمنين آمنة روعاتهم، مستورة عوراتهم، قد ذهبت عنهم الشدائد، وسهلت لهم الموارد، يخاف الناس وهم لا يخافون، ويظمأ الناس وهم لا يظمأون, فإذا بلغت باب الجنة، تلقتك إثنتا عشر ألف حوراء، لم يلتقين أحداً قبلك ولا يتلقين أحداً كان بعدك، بأيديهم حراب من نور، على نجائب من نور رحائلها من الذهب الاصفر والياقوت، أزمتها من لؤلؤ رطب، على كل نجيب نمرقة [15] من سندس منضود, فإذا دخلت الجنة تباشر بك أهلها، ووضع لشيعتك موائد من جوهر على أعمدة من نور، فيأكلون منها والناس في الحساب، وهم فيما اشتهت أنفسهم خالدون وإذا استقر أولياء الله في الجنة زارك آدم ومن دونه النبيين وإن في بطنان الفردوس لؤلؤتان من عرق واحد لؤلؤة بيضاء ولؤلؤة صفراء فيهما قصور ودور في كل واحدة سبعون ألف دار فالبيضاء منازل لنا ولشيعتنا، والصفراء منازل لابراهيم وآل إبراهيم صلوات الله عليهم أجمعين.

قالت: يا أبه فما كنت أحب أن أرى يومك ولا أبقى بعدك، قال: يا ابنتي لقد أخبرني جبرئيل عن الله عز وجل أنك أول من تلحقني من أهل بيتي فالويل كله لمن ظلمك، والفوز العظيم لمن نصرك.

قال عطاء: كان ابن عباس إذا ذكر هذا الحديث تلا هذه الاية: {والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شيء كل امرئ بما كسب رهين} [1].[2]

                                      

* الشيخ الصدوق في الأمالي, حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني & قال: حدثنا علي ابن إبراهيم بن هاشم قال: حدثنا جعفر بن سلمة الأهوازي قال: حدثنا إبراهيم بن محمد الثقفي, عن إبراهيم بن موسى ابن اخت الواقدي قال: حدثنا أبو قتادة الحراني, عن عبد الرحمن بن العلاء الحضرمي, عن سعيد بن المسيب, عن ابن عباس, قال: إن رسول الله | كان جالساً ذات يوم وعنده علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام, فقال: اللهم إنك تعلم أن هؤلاء أهل بيتي وأكرم الناس علي فأحبب من أحبهم, وأبغض من أبغضهم, ووال من والاهم, وعاد من عاداهم, وأعن من أعانهم, واجعلهم مطهرين من كل رجس, معصومين من كل ذنب, وأيدهم بروح القدس.

ثم قال |: يا علي, أنت إمام أمتي, وخليفتي عليها بعدي, وأنت قائد المؤمنين إلى الجنة, وكأني أنظر إلى ابنتي فاطمة قد أقبلت يوم القيامة على نجيب من نور, عن يمينها سبعون ألف ملك, وعن يسارها سبعون ألف ملك, وبين يديها سبعون ألف ملك, وخلفها سبعون ألف ملك, تقود مؤمنات أمتي إلى الجنة, فأيما امرأة صلَّت في اليوم والليلة خمس صلوات, وصامت شهر رمضان, وحجت بيت الله الحرام, وزكت مالها, وأطاعت زوجها, ووالت علياً بعدي, دخلت الجنة بشفاعة ابنتي فاطمة, وإنها لسيدة نساء العالمين, فقيل له: يا رسول الله, أهي سيدة نساء عالمها؟

فقال النبي |: ذاك لمريم بنت عمران, فأما ابنتي فاطمة فهي سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين, وإنها لتقوم في محرابها فيسلم عليها سبعون ألف ملك من الملائكة المقربين, وينادونها بما نادت به الملائكة مريم فيقولون: يا فاطمة {إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين}[3].

ثم التفت إلى علي ×, فقال: يا علي, إن فاطمة بضعة مني, وهي نور عيني, وثمرة فؤادي, يسوؤني ما ساءها, ويسرني ما سرها, وإنها أول من يلحقني من أهل بيتي فأحسن إليها بعدي, وأما الحسن والحسين فهما ابناي وريحانتاي, وهما سيدا شباب أهل الجنة, فليكرما عليك كسمعك وبصرك, ثم رفع | يده إلى السماء, فقال: اللهم إني أشهدك أني محب لمن أحبهم, ومبغض لمن أبغضهم, وسلم لمن سالمهم, وحرب لمن حاربهم, وعدو لمن عاداهم, وولي لمن والاهم.[4]

 

[1] سورة الطور, الآية 21.

[2]البحار ج43 ص225، عن تفسير فرات ص444، عنه اللمعة البيضاء ص896.

[3] سورة آل عمران, الآية, 42.

[4] أمالي الصدوق ص574، عنه البحار ج43 ص24, بشارة المصطفى ص99، عنه البحار ج37 ص84، اللمعة البيضاء ص179, غاية المرام ج1 ص182. 

* العلامة المجلسي في البحار, أبو صالح في الأربعين, عن أبي حامد الاسفرائيني بإسناده عن أبي هريرة قال: قال رسول الله |: أول شخص تدخل الجنة فاطمة ÷. [20]

 

 

 

قال: حدثنا أبو جعفر محمد بن علي بن موسى قال: حدثنا أبي قال:

حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن أبان بن عثمان، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام قال: إذا كان يوم القيامة جمع الله الأولين والآخرين في صعيد واحد ثم أمر مناديا فنادى (1): غضوا أبصاركم ونكسوا رؤوسكم حتى تجوز فاطمة ابنة محمد صلى الله عليه وآله وسلم الصراط. قال: فتغض الخلائق أبصارهم فتأتي فاطمة عليها السلام على نجيب من نجب الجنة يشيعها سبعون ألف ملك، فتقف موقفا شريفا من مواقف القيامة، ثم تنزل عن نجيبها فتأخذ قميص الحسين بن علي عليهما السلام بيدها مضمخا بدمه، وتقول: يا رب هذا قميص ولدي وقد علمت ما صنع به.

فيأتيها النداء من قبل الله عز وجل: يا فاطمة لك عندي الرضا، فتقول:

يا رب انتصر لي من قاتله، فيأمر الله تعالى عنقا (2) من النار فتخرج من جهنم فتلتقط قتلة الحسين بن علي عليهما السلام كما يلتقط الطير الحب، ثم يعود العنق بهم (3) إلى النار فيعذبون فيها بأنواع العذاب، ثم تركب فاطمة عليها السلام نجيبها حتى تدخل الجنة، ومعها الملائكة المشيعون لها، وذريتها بين يديها، وأولياءهم من الناس عن يمينها وشمالها.

 

الأمالي - الشيخ المفيد - الصفحة ١٣٠

 

 

 


[1] سورة فاطر, الآية 34, 35.

[2] المصدر نفسه.

[3]تأويل الآيات الظاهرة ج2 ص483، عنه البحار ج27 ص139، بيت الأحزان للشيخ عباس القمي ص43.

[4]وفي نسخة: محارمها.

[5]المِراط: كساء من صوف أو غيره تلقيه المرأة على رأسها.

[6]الأهداب جمع هدبة: طرف الثوب.

[7] البحار ج8 ص 68, عن تفسير الإمام العسكري × ص429 في حديث طويل, عنه أيضاً البحار ج17 ص239, الإحتجاج ج1 ص37 في حديث طويل.

[8]أمالي الصدوق ص69، عنه البحار ج43 ص219، المناقب ج3 ص107، الفضائل لإبن شاذان ص11، روضة الواعظين ص148، بشارة المصطفى ص42، غاية المرام ج6 ص88, اللمعة البيضاء ص891.

[9] علل الشرائع ج1 ص179, عنه البحار ج8 ص50/ ج43 ص14, المحتضر ص132, كشف الغمة ج2 ص91, الجواهر السنية ص247, اللمعة البيضاء ص97.

[10] وفي نسخة زاد: وفاطمة.

[11] سورة الشعراء, الآية 100, 101.

[12] سورة الشعراء, الآية 102.

[13] سورة الأنعام, الآية 28.

[14]تفسير فرات ص298، عنه البحار ج8 ص51/ ج43 ص64، تفسير الميزان ج1 ص180، اللمعة البيضاء ص56.

[15] النمرقة: الوسادة.

[16] سورة الطور, الآية 21.

[17]البحار ج43 ص225، عن تفسير فرات ص444، عنه اللمعة البيضاء ص896.

[18] سورة آل عمران, الآية, 42.

[19] أمالي الصدوق ص574، عنه البحار ج43 ص24, بشارة المصطفى ص99، عنه البحار ج37 ص84، اللمعة البيضاء ص179, غاية المرام ج1 ص182.

[20]بحار الأنوار ج43 ص44/ ج37 ص70, مناقب آشوب ج3 ص110, اللمعة البيضاء ص55, ينابيع المودة ص322 نحوه.