استخارة منسوبة لصاحب الأمر عليه السلام

العلامة الحلي رحمه الله في منهاج الصلاح قال: نوع آخر من الاستخارة رويته عن والدي الفقيه سديد الدين يوسف بن عليّ بن المطهر رحمه الله عن السيد رضي الدين محمّد الآوي الحسيني عن صاحب الأمر عليه السلام وهو أن يقرء فاتحة الكتاب عشر مرات وأقله ثلاث مرات، والأدون منه مرة، ثمّ يقرء (إِنَّا أَنْزَلْناهُ) عشر مرات ثمّ يقرء هذا الدعاء ثلاث مرات: اللهم إني أستخيرك لعلمك بعواقب الامور وأستشيرك لحسن ظني بك في المأمول والمحذور، اللهم إن كان الأمر الفلاني قد نيطت بالبركة أعجازه وبواديه، وحفت بالكرامة أيامه ولياليه، فخر لي فيه خيرة ترد شموسه ذلولا، تقعض أيامه سرورا.

اللهم إما أمر فأئتمر وإما نهي فأنتهي اللهم إني أستخيرك برحمتك خيرة في عافية.

ثمّ يقبض على قطعة من السبحة، ويضمر حاجته، ويخرج إن كان عدد تلك القطعة زوجا فهو افعل وإن كان فردا لا تفعل، أو بالعكس.

قال الكفعمي رحمه الله: نيطت تعلقت، وناط الشئ تعلق، وهذا منوط بك أي متعلق، والأنواط المعاليق، ونيط فلان بكذا أي تعلق قال الشاعر:

 

وأنت زنيم نيط في آل هاشم *** كما نيط خلف الراكب القدح الفرد


وأعجاز الشيء آخره، وبواديه أوله. ومفتتح الأمر ومبتداه، ومهله وعنفوانه، وأوائله وموارده وبدائهه وبواديه نظائر وشوافعه وتواليه وأعقابه ومصادره ورواجعه ومصائره وعواقبه وأعجازه نظائر، وقوله شموسه أي صعوبته ورجل شموس: أي صعب الخلق، ولا تقل: شموص بالصاد، وأشمس الفرس منع ظهره، والذلول ضد الصعوبة.

وتقعض أي ترد وتعطف، وقعضت العود عطفته وتقعص بالصاد تصحيف، والعين مفتوحة لأنه إذا كانت عين الفعل أو لامه أحد حروف الحلق كان الأغلب فتحها في المضارع.

قال في البحار: وفي كثير من النسخ بالصاد المهملة، ولعله مبالغة في السرور وهذا شائع في العرب والعجم، يقال لمن أصابه سرور عظيم: مات سرورا أو يكون المراد به الانقضاء أي تنقضي بالسرور، والتعبير به لأن أيام السرور سريعة الانقضاء، فان القعص الموت سريعا فعلى هذا يمكن أن يقرأ على بناء المعلوم والمجهول، و (أيامه) بالرفع والنصب معا.

قال الشهيد رحمه الله في الذكرى: ومنها الاستخارة بالعدد ولم يكن هذه مشهورة في العصور الماضية، قبل زمان السيد الكبير العابد رضي الدين محمّد الآوي الحسيني المجاور بالمشهد المقدس الغروي رضي الله عنه ، وقد رويناها عنه وجميع مروياته عن عدة من مشايخنا، عن الشيخ الكبير الفاضل جمال الدين ابن المطهر عن السيد الرضي، عن صاحب الأمر عليه السلام وتقدم عنه رحمه الله حكاية أخرى.

وهذه الحكاية ذكرها المحقق الكاظميني في مسألة الاجماع في بعض وجوهه في عداد من تلقى عن الحجة عليه السلام في غيبته الكبرى بعض الأحكام سماعا أو مكاتبة.