النداء للحج

لما تم بناء البيت امر الله عزوجل ابراهيم عليه السلام ان يحج ويحج معه اسماعيل ويسكنه الحرم.

فحجا على جمل احمر ومعهما جبرئيل يعلمهما مناسك الحج.

فلما بلغا الحرم قال جبرئيل عليه السلام : يا ابراهيم انزل فاغتسلا قبل ان تدخلا الحرم ، فنزلا واغتسلا ، وبعد ذلك اراهما كيف يتهيئان للاحرام ففعلا ، ثم امرهما فاهلا بالحج وامرهما بالتلبية الاربع ، ثم سار بهما حتى اتى بهما باب الصفا فنزلا عن البعير وقام جبرئيل بينهما فاستقبل البيت فكبر وكبرا ، وحمد الله وحمدا ، فتقدم جبرئيل واستلما الحجر ثم اراهما المناسك وما يعملانه.

فلما قضيا مناسكهما امر الله عزوجل ابراهيم بالانصراف ، واقام اسماعيل وحده ما معه احد غير امه.

فلما كان في السنة القابلة اذن الله عزوجل لابراهيم في الحج ، وكانت العرب تحج اليه.

وقد روي عن ابي عبد الله عليه السلام قال : لما امر الله عزوجل ابراهيم واسماعيل عليهما السلام ببنيان البيت وتم بناؤه امره ان يصعد ركنا ثم ينادي في الناس : الا هلم الحج ، فلو نادى هلموا الى الحج لم يحج الا من كان يومئذ انسيا مخلوقا ، ولكن نادى ، هلم الحج ـ فلبى الناس في اصلاب الرجال : لبيك داعي الله لبيك داعي الله ، فمن لبى عشرا حج عشرا ، ومن لبى خمسا حج خمسا ، ومن لبى واحدا حج واحدا ، ومن لى اكثر فبعدد ذلك ، ومن لم يلب لم يحج. (1)

_________________________________________

1 ـ علل الشرائع : ص 145.