حكمة لقمان عليه السلام

روي انه عندما كان لقمان نائما نصف النهار ان الله امر بعض من الملائكة فنادوا : يا لقمان هل لك ان يجعلك الله خليفة في الارض تحكم بين الناس بالحق ؟

فأجاب الصوت : ان خيرني ربي قبلت العافية ولم اقبل البلاء ، وان هو عزم علي فسمعا وطاعة ، فانني اعلم انه ان فعل بي ذلك اعانني وعصمني.

فقالت الملائكة بصوت لا يراهم : لِمَ يا لقمان ؟ قال : لان الحكم اشد المنازل وآكدها يغشاه الظلم من كل مكان ان وفى فبالحري ان ينجو ، وان اخطأ اخطأ طريق الجنة ، ومن يكن في الدنيا ذليلا وفي الآخرة شريفا خير من ان يكون في الدنيا شريفا وفي الآخرة ذليلا ، ومن تخير الدنيا على الآخرة تفته الدنيا ولا يصب الآخرة.

فعجبت الملائكة من حسن منطقه ، فنام نومة فاعطي الحكمة فانتبه يتكلم بها ، ثم كان يوازر داود بحكمته ، فقال له داود : طوبى لك يا لقمان اعطيت الحكمة وصرفت عنك البلوى ، واعطي داود الخلافة وابتلي بالحكم والفتنة. (1)

________________________________________

1 ـ تفسير الميزان : ج 16 ص 221.