حكمه ومواعظ من موقف القيامة

روي انه يؤتي بالمراة الحسناء يوم القيامة التي قد افتتنت في حسنها ، فتقول : يا رب حسّنت خَلقي حتى لقيت ما لقيت ، فيجاء بمريم عليها السلام فيقال : انت احسن او هذه ؟ قد حسناها فلم تفتتن.

ويجاء بالرجل الحسن الذي قد افتتنه في حسنه ، فيقول : يا رب حسنت خلقي حتى لقيت من النساء ما لقيت ، فيجاء بيوسف ويقال : انت احسن او هذا ؟

قد حسناه فلم يفتتن.

ويجاء بصاحب البلاء الذي قد اصابته الفتنة في بلائه فيقول : يا رب شدّدت علي البلاء حتى افتتنت ، فيؤتى بايوب عليه السلام فيقال : ابليّتك اشد او بلية هذا ؟ فقد ابتلي فلم يفتتن. (1)

وروي ان ابليس تمثل للنبي ايوب باحد عبيده وجاء اليه وقال له : يا ايوب : هل تدري ما الذي صنع ربك الذي اخترته وعبدته بابلك ورعاتها ؟ قال ايوب : انها ماله اعارنيه ، وهو اولى به اذا شاء تركه وان شاء نزعه ، وقديما ما وطّنت نفسي ومالي على الفناء.

فقال ابليس : وان ربك ارسل عليها نارا من السماء فاحترقت كلها.

قال ايوب : الحمد لله حين اعطاني ، وحين نزع مني ، عريانا خرجت من بطن امي ، وعريانا اعود في التراب ، وعريانا احشر الى الله تعالى.

ليس ينبغي لك ان تفرح حين اعارك الله ، وتجزع حين قبض عاريته. (2)

________________________________________

1 ـ روضة الكافي : ص 228.

2 ـ قصص الانبياء للجزائري : ص 235.