عبادة النبي ادريس لله قبل نبوته

كان ادريس عليه السلام يفكر في عظمة الله وقدرته ، وكان يقول : ان لهذه السماوات والارض والخلق العظيم والشمس والقمر والنجوم والسحاب والمطر لابد ان يكون لها ربا يدبرها ويصلحها بقدرته فكيف لي بهذا الرب فاعبده حق عبادته.

فجمع طائفة من اصحابه وقومه ، فجعل يعظهم ويذكرهم بعظمة الخالق لهذه الكائنات ، ويدعوهم الى عبادة خالق هذه الاشياء ، فكان يجيبه واحدا بعد الآخر ويؤمن بقوله حتى صاروا سبعة ، ثم صاروا سبعين ، ثم سبعمائة ، ثم بلغوا الفا ، فلما بلغوا الفا قال لهم : تعالوا نختار من خيارنا مائة رجل ، فاختاروا مائة رجل ، واختاروا من المائة سبعين رجلا ، ثم اختاروا من السبعين عشرة ، ثم اختاروا من العشرة سبعة.

ثم قال لهم : تعالوا فليدع هؤلاء السبعة وليؤمّن بقيتنا فلعل هذا الرب جل جلاله يدلنا على عبادته.

فوضعوا ايديهم على الارض ودعوا طويلا فلم يتبين لهم شيء ، ثم رفعوا ايديهم الى السماء فأوحى الله عزوجل الى ادريس عليه السلام ونبأه ودله على عبادته ، ومن آمن معه ، فلم يزالوا يعبدون الله عزوجل لا يشركون به شيئا.

وبعدما توفى ادريس انقرض اكثر من تابعه على دينه الا القليل منهم ، ثم اختلفوا بعد ذلك واحدثوا الاحداث وابدعوا البدع حتى كان زمان نوح عليه السلام. (1)

________________________________________

1 ـ علل الشرائع : 37.