سورة الأنبياء الآية 41-60

وَ لَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ: تسلية لرسول اللّه- صلّى اللّه عليه وآله وسلّم.

فَحاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ : وعد له بأنّ ما يفعلونه يحيق بهم، كما حاق بالمستهزئين بالأنبياء- عليهم السّلام- ما فعلوا. يعني جزاءه.

قُلْ يا محمّد- صلّى اللّه عليه وآله- للمشركين:

مَنْ يَكْلَؤُكُمْ: يحفظكم. بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ مِنَ الرَّحْمنِ: من بأسه إن‏أراد بكم.

و في لفظ «الرّحمن» تنبيه على أن لا كالئ غير رحمته العامّة وأنّ اندفاعه بمهلته.

بَلْ هُمْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِمْ مُعْرِضُونَ  لا يخطرونه ببالهم، فضلا أن يخافوا بأسه، حتّى إذا كلئوا منه، عرفوا الكالئ وصلحوا للسّؤال عنه.

أَمْ لَهُمْ آلِهَةٌ تَمْنَعُهُمْ مِنْ دُونِنا: بل ألهم آلهة تمنعهم من العذاب تتجاوز منعنا، أو من عذاب يكون من عندنا.

و الاضرابان عن الأمر بالسّؤال على التّرتيب. فإنّه عن المعرض الغافل عن الشّي‏ء بعيد، وعن المعتقد لنقيضه أبعد.

لا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَ أَنْفُسِهِمْ وَلا هُمْ مِنَّا يُصْحَبُونَ :

استئناف بإبطال ما اعتقدوه. فإنّ ما لا يقدر على نصر نفسه، ولا يصحبه نصر من اللّه، كيف ينصر غيره!؟

بَلْ مَتَّعْنا هؤُلاءِ وَآباءَهُمْ حَتَّى طالَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ:

إضراب عمّا توهموا، ببيان ما هو الدّاعي إلى حفظهم. وهو الاستدراج والتّمتيع بما قدّر لهم من الأعمار . أو عن الدّلالة على بطلانه، ببيان ما أوهمهم ذلك. وهو أنّه- تعالى- متّعهم بالحياة الدّنيا، وأمهلهم حتى طالت أعمارهم. فحسبوا أن لا يزالوا كذلك، وأنّه بسبب ما هم عليه. فلذلك عقّبه بما يدلّ على أنّه أمل كاذب فقال:

أَ فَلا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ:

قيل : أرض الكفرة.

نَنْقُصُها مِنْ أَطْرافِها:

قيل : بتسليط المسلمين عليها. وهو تصوير لما يجريه اللّه على أيدي المسلمين.

و في مجمع البيان : وقيل: بموت العلماء.

و روي ذلك عن أبي عبد اللّه- عليه السّلام. قال: نقصانها ذهاب العلماء .

أَ فَهُمُ الْغالِبُونَ  رسول اللّه والمؤمنين!؟قُلْ إِنَّما أُنْذِرُكُمْ بِالْوَحْيِ: بما اوحى إليّ.

وَ لا يَسْمَعُ الصُّمُّ الدُّعاءَ:

و قرأ  ابن عامر: «و لا تسمع» على خطاب النّبيّ- صلّى اللّه عليه وآله.

و قرئ  بالياء، على أنّ فيه ضميره. وإنّما سمّاهم الصّمّ، ووضعه موضع ضميرهم، للدّلالة على تصامّهم وعدم انتفاعهم بما يسمعون.

إِذا ما يُنْذَرُونَ :

منصوب ب «يسمع» أو ب «الدّعاء». والتّقييد به، لأنّ الكلام في الإنذار. أو للمبالغة في تصامّهم وتجاسرهم.

وَ لَئِنْ مَسَّتْهُمْ نَفْحَةٌ: أدنى شي‏ء.

و فيه مبالغات: ذكر المسّ، وما في النّفحة من معنى القلّة- فإنّ أصل النّفح:

هبوب رائحة الشّي‏ء-، والبناء  الدّالّ على المرّة.

مِنْ عَذابِ رَبِّكَ: من الّذي ينذرون به.

لَيَقُولُنَّ يا وَيْلَنا إِنَّا كُنَّا ظالِمِينَ : لدعوا على أنفسهم بالويل، واعترفوا عليها بالظّلم.

وَ نَضَعُ الْمَوازِينَ الْقِسْطَ:

قيل : أي: العدل. توزن بها صحائف الأعمال.

و قيل : وضع الموازين تمثيل لإرصاد الحساب السّويّ، والجزاء على حسب الأعمال بالعدل. وإفراد القسط، لأنّه مصدر وصف به للمبالغة.

لِيَوْمِ الْقِيامَةِ: لجزاء يوم القيامة، أو لأهله، أو فيه، كقولك: جئت لخمس خلون من الشّهر.

و في كتاب معاني الأخبار  بإسناده إلى هشام [بن سالم‏]  قال: سألت أبا عبد اللّه- عليه السّلام- عن قول اللّه- عزّ وجلّ-: وَنَضَعُ الْمَوازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً

 . قال: هم الأنبياء والأوصياء.

و في أصول الكافي : عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن إبراهيم الهمدانيّ، يرفعه إلى أبي عبد اللّه- عليه السّلام- في قوله- تعالى-: وَنَضَعُ الْمَوازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيامَةِ قال: الأنبياء والأوصياء- عليهم السّلام.

فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً من حقّها  أو من الظّلم.

وَ إِنْ كانَ مِثْقالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ، أي: وإن كان العمل أو الظّلم بدر ثقل حبّة.

و رفع  نافع «مثقال» على «كان» التّامّة.

أَتَيْنا بِها: أحضرناها.

و قرئ : «آتينا» بالمدّ-

و في مجمع البيان  عن الصّادق- عليه السّلام أنّه قرأها- بمعنى: جازينا بها. من الإيتاء، فإنّه قريب من أعطينا. أو من المؤاتاة، فإنّهم أتوه بالعمل، وأتاهم  بالجزاء. و«أثبنا»- من الثّواب- و«جئنا».

و الضّمير للمثقال. وتأنيثه لإضافته إلى الحبّة .

وَ كَفى بِنا حاسِبِينَ  إذ لا مزيد على علمنا وعدلنا.

و في روضة الكافي  عن عليّ بن الحسين- عليهما السّلام- في كلامه في الوعظ والزّهد: ثمّ رجع القول من اللّه في الكتاب على أهل المعاصي والذّنوب فقال- عزّ وجلّ-: وَلَئِنْ مَسَّتْهُمْ نَفْحَةٌ مِنْ عَذابِ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ يا وَيْلَنا إِنَّا كُنَّا ظالِمِينَ.

فإن قلتم- أيّها النّاس!-: «إنّ اللّه- عزّ وجلّ- إنّما عنى بهذا أهل الشّرك» فكيف ذلك!؟ وهو يقول: وَنَضَعُ الْمَوازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِنْ كانَ مِثْقالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنا بِها وَكَفى بِنا حاسِبِينَ !

اعلموا- عباد اللّه- أنّ أهل الشّرك لا تنصب لهم الموازين ولا تنشر لهم الدّواوين، وإنّما يحشرون إلى جهنّم زمرا. وإنّما نصب الموازين ونشر الدّواوين، لأهل الإسلام. فاتّقوا اللّه، عباد اللّه!

و في كتاب التّوحيد  حديث طويل عن عليّ- عليه السّلام- يقول فيه- وقد سأله رجل عمّا اشتبه عليه من الآيات-:

و أمّا قوله- تبارك وتعالى-: وَنَضَعُ الْمَوازِينَ الْقِسْطَ فهو ميزان العدل. يؤخذ به الخلائق يوم القيامة. يدين اللّه- تبارك وتعالى- الخلق بعضهم من بعض بالموازين.

و في كتاب معاني الأخبار  بإسناده إلى هشام [بن سالم‏]  قال: سألت أبا عبد اللّه- عليه السّلام- عن قول اللّه- عزّ وجلّ-: وَنَضَعُ الْمَوازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيامَةِ [فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً قال: هم الأنبياء والأوصياء.

و في أصول الكافي : عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن إبراهيم الهمدانيّ، يرفعه إلى أبي عبد اللّه- عليه السّلام- في قوله- تعالى-: وَنَضَعُ الْمَوازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيامَةِ]  قال: الأنبياء والأوصياء- عليهم السّلام.

وَ لَقَدْ آتَيْنا مُوسى وَهارُونَ الْفُرْقانَ وَضِياءً وَذِكْراً لِلْمُتَّقِينَ ، أي:

الكتاب الجامع لكونه فارقا بين الحقّ والباطل، و«ضياء» يستضاء به في ظلمات الحيرة والجهالة، و«ذكرا» يتّعظ به المتّقون، أو ذكر ما يحتاجون إليه من الشّرائع.

و قيل : الفرقان النّصر.

و قيل : فلق البحر.

و قرئ : «ضياء» بغير واو، على أنّه حال من القرآن.

الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ:

صفة للمتّقين. أو مدح لهم. منصوب أو مرفوع.بِالْغَيْبِ:

حال من الفاعل أو المفعول.

وَ هُمْ مِنَ السَّاعَةِ مُشْفِقُونَ : خائفون.

و في تصدير الضّمير وبناء الحكم عليه مبالغة وتعريض.

وَ هذا ذِكْرٌ- يعني: القرآن- مُبارَكٌ: كثير خيره. أَنْزَلْناهُ على محمّد- صلّى اللّه عليه وآله.

أَ فَأَنْتُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ :

استفهام تقريع وتوبيخ.

وَ لَقَدْ آتَيْنا إِبْراهِيمَ رُشْدَهُ:

الاهتداء لوجوه الصّلاح.

و إضافته ليدّ على أنّه رشد مثله وأنّ  له شأنا.

و قرئ : «رشده». وهو لغة.

مِنْ قَبْلُ:

قيل : «من قبل» موسى وهارون، أو محمّد- عليهم السّلام.

و قيل : «من قبل» استنبائه، أو بلوغه، حيث قال: إِنِّي وَجَّهْتُ .

وَ كُنَّا بِهِ عالِمِينَ : علمنا أنّه أهل لما آتيناه، أو جامع لمحاسن الأوصاف ومكارم الخصال.

و فيه إشارة إلى أنّ فعله- تعالى- باختيار وحكمة وأنّه بالجزئيّات.

إِذْ قالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ:

متعلّق ب «آتينا» أو ب «رشده»، أو بمحذوف. أي: اذكر من أوقات رشده وقت قوله:

ما هذِهِ التَّماثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَها عاكِفُونَ :

تحقير لشأنها، وتوبيخ على إجلالها. فإنّ التمثال  صورة لا روح فيها، لا تضرّ ولاتنفع. واللّام للاختصاص لا للتّعدية، فإنّ تعدية العكوف بعلى. والمعنى: أنتم فاعلون العكوفة لها. ويجوز أن يؤوّل بعلى، أو يضمّن العكوف معنى العبادة.

و في مجمع البيان : روى العيّاشيّ بالإسناد عن الأصبغ بن نباتة أنّ عليّا- عليه السّلام- مرّ بقوم يلعبون بالشّطرنج. فقال: ما هذِهِ التَّماثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَها عاكِفُونَ!؟

و في عوالي اللّآلى : وانّه- صلّى اللّه عليه وآله- مرّ بقوم يلعبون بالشّطرنج.

فقال: ما هذِهِ التَّماثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَها عاكِفُونَ!؟

قالُوا وَجَدْنا آباءَنا لَها عابِدِينَ  فقلّدناهم.

و هو جواب عمّا لزم الاستفهام من السّؤال عمّا اقتضى عبادتها وحملهم  عليها.

قالَ لَقَدْ كُنْتُمْ أَنْتُمْ وَآباؤُكُمْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ : منحرطون في سلك ضلال لا يحفى على عاقل، لعدم استناد الفريقين إلى دليل وبرهان.

قالُوا أَ جِئْتَنا بِالْحَقِّ أَمْ أَنْتَ مِنَ اللَّاعِبِينَ :

كأنّهم  لاستبعادهم تضليل آبائهم، ظنّوا أنّما قاله على وجه الملاعبة، فقالوا: أبجدّ تقوله، أم تلعب به؟

قالَ بَلْ رَبُّكُمْ رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ الَّذِي فَطَرَهُنَّ:

إضراب عن كونه لاعبا، بإقامة البرهان على ما ادّعاه. و«هنّ» للسّموات والأرض، أو للتّماثيل. وهو أدخل في تضليلهم وإلزام الحجّة عليهم.

وَ أَنَا عَلى ذلِكُمْ المذكور من التّوحيد مِنَ الشَّاهِدِينَ : من المتحقّقين له، والمبرهنين عليه. فإنّ الشاهد من تحقّق الشّي‏ء وحقّقه.

وَ تَاللَّهِ:

و قرئ  بالباء، على الأصل. والتّاء بدل من الواو المبدلة منها. وفيها تعجّب.

لَأَكِيدَنَّ أَصْنامَكُمْ: لأجتهدنّ في كسرها.

و لفظ الكيد وما في التّاء من التّعجّب، لصعوبة الأمر وتوقّفه على نوع من الحيل.

بَعْدَ أَنْ تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ  إلى عيدكم.و لعلّه قال ذلك سرّا.

فَجَعَلَهُمْ جُذاذاً: قطاعا. فعال بمعنى مفعول، كالحطام. من الجذّ، وهو:

القطع.

و قرئ  بالكسر. وهو لغة، أو جمع جذيذ، كخفاف وخفيف.

و قرئ  بالفتح، و«جذذا» جمع جذيذ، و«جذذا» جمع جذّة.

إِلَّا كَبِيراً لَهُمْ: للأصنام.

كسر غيره واستبقاه  وجعل الفأس على عنقه.

و في كتاب الاحتجاج  للطّبرسيّ- رحمه اللّه- روي عن موسى بن جعفر، عن أبيه، عن آبائه، عن الحسين بن عليّ- عليهم السّلام- قال: إنّ يهوديّا من يهود الشّام وأحبارهم قال لأمير المؤمنين- عليه السّلام-: فإنّ هذا إبراهيم جذّ أصنام قومه غضبا للّه- عزّ وجلّ.

قال له عليّ- عليه السّلام-: لقد كان كذلك. ومحمّد- صلّى اللّه عليه وآله- قد نكّس عن الكعبة ثلاثمائة وستّين صنما. ونفاها من جزيرة العرب. وأذلّ من عبدها بالسّيف.

و الحديث طويل. أخذت موضع الحاجة.

لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ :

لأنّه غلب على ظنّه أنّهم لا يرجعون إلّا إليه، لتفرّده واشتهاره بعداوة آلهتهم ليحاجّهم بقوله: بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ فيحجّهم. أو لأنّهم يرجعون إلى الكبير ويسألونه عن كاسرها- إذ من شأن المعبود أن يرجع إليه في حلّ العقد- فيبكتهم بذلك. أو إلى اللّه، أي: يرجعون إلى توحيده عند تحقّقهم عجز آلهتهم.

قالُوا حين رجعوا:

مَنْ فَعَلَ هذا بِآلِهَتِنا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ  بجرأته على الآلهة الحقيقة بالإعظام. أو: بإفراطه في حطمها. أو: بتوريط نفسه للهلاك.

قالُوا سَمِعْنا فَتًى يَذْكُرُهُمْ: يعيبهم، ولعلّه فعله.و «يذكر» ثاني مفعولي سمع، أو صفة ل «فتى» يصحّحه لأن يتعلّق به السّمع. وهو أبلغ في نسبة الذّكر إليه.

يُقالُ لَهُ إِبْراهِيمُ : هو إبراهيم .

و يجوز رفعه بالفعل. لأنّ المراد به الاسم.

و في عيون الأخبار ، في باب جمل من أخبار موسى بن جعفر- عليهما السّلام- مع هارون الرّشيد ومع موسى بن المهديّ، حديث طويل. وفيه قال- عليه السّلام- لمّا قال له هارون كيف تكونون ذرّيّة رسول اللّه- صلّى اللّه عليه وآله- وأنتم أولاد ابنته؟ بعد ما نقل - عليه السّلام- آية المباهلة، واحتجّ بها على أنّ العلماء قد أجمعوا على أنّ جبرئيل قال يوم أحد: يا محمّد، إنّ هذه لهي المواساة  من عليّ قال: لأنّه منّي وأنا منه. فقال جبرئيل: وأنا منكما يا رسول اللّه ثمّ قال: لا فتى إلّا عليّ لا سيف إلّا ذو الفقار . فكان كما مدح اللّه- عزّ وجلّ- به خليله- عليه السّلام- إذ يقول: فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقالُ لَهُ إِبْراهِيمُ إنّا- معشر بني عمّك- نفتخر بقول جبرئيل أنّه منّا.