مسائل متفرّقـة

منكر الضرورة  :

ذهب أكثر العلماء إلى أنّ من أنكر حكماً ثبت في الإسلام بالضرورة ، دون أن يلتفت إلى أ نّه ضروري فهو نجس ، وقال السيّد الخوئي في التنقيح : ( بل هو طاهر ؛ لعدم الدليل على النجاسة )([1]) .

وهو الحقّ ما دام ينطق بالشهادتين ، ولم يتعمّد تكذيب الرسول الأعظم  صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم .

 

ولد الكافر  :

قال أكثر الفقهاء : ولد الكافر نجس تبعاً لأبويه .

وقال صاحب المدارك : ( بل هو طاهر ؛ لأنّ اسم الكافر لا يصدق عليه ، فالقول بنجاسته لا يعتمد على دليل )([2]) .

وهو حقّ ؛ لأنّ الأحكام تتبع الأسماء .

 

المغالي  :

من اعتقد بأنّ عبداً من عباد اللّه‏ يخلق أو يرزق أو يقدر على ما يقدر اللّه‏ عليه فهو مغالٍ مشرك نجس ، لا يؤاكل ولا يزوّج ولا يورث بالإتّفاق .

 

الناصبي  :

من نصب العداء لأهل بيت رسول اللّه‏  صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم أو لأحدهم فهو رجس نجس ؛ لأنّ عداء أهل الرسول عداء للرسول ، وعداء الرسول عداء اللّه‏ بالذات .

 

السؤر  :

قال الفضل : سألت الإمام الصادق  عليه‏السلام عن فضل الهرّة والشاة والبقرة والحمار والخيل والبغال والوحش والسباع ، ولم أترك شيئاً إلاّ سألته عنه ؟ فقال : « لا بأس به » حتّى انتهيت إلى الكلب ، فقال : « رجس نجس »([3]) .

والسؤر هو ما يتبقّى من الماء بعد الشرب ، وحكم هذا الماء الباقي حكم صاحب السؤر بالذات ، إن نجساً فنجس ، وإن طاهراً فطاهر .

 

 

الشكّ والتردّد  :

وهنا مسائل تتعلّق بالشكّ  :

1 ـ  إذا شككنا في أنّ هذا السؤر هو سؤر حيوان طاهر أو حيوان نجس فهو طاهر ؛ للأصل .

2 ـ  إذا شككنا في أنّ هذا الإنسان مسلم أو غير مسلم ـ بناءً على نجاسة غير المسلم ـ فهو طاهر ؛ للأصل ، ولكن لا نرتّب عليه الآثار الاُخرى التي لا بدّ فيها من ثبوت الإسلام .

3 ـ  إذا شككنا في هذا الأحمر هل هو دم أو لا فهو طاهر .

4 ـ  إذا علمنا أنّ هذا دم ، وشككنا في أ نّه من حيوان له دم سائل كي يكون نجساً أو من غيره كي يكون طاهراً فهو طاهر ؛ للأصل .

5 ـ  إذا شككنا في أنّ هذا الحيوان حلال([4]) أو لا فهو طاهر ؛ للأصل .

ولا يجب البحث والسؤال عن شيء من ذلك ، كما أ نّه لا يجب على المسؤول أن يجيب .

قال الإمام الصادق  عليه‏السلام : « كلّ شيء نظيف حتّى تعلم أ نّه قذر ، فإذا علمت فقد قذر ، وما لم تعلم فليس عليك »([5]) .

وعن أمير المؤمنين عليّ  عليه‏السلام أ نّه قال: « ما اُبالي أبولٌ أصابني أو ماء إذا لم أعلم »([6]) .

ومن طريف ما يروى في هذا الباب أنّ رجلين كانا يسيران معاً في الطريق ، فسقط شيء عليهما من ميزاب ، فقال أحدهما : يا صاحب الميزاب ماؤك طاهر أو

نجس ؟ فقال الآخر : يا صاحب الميزاب لا تخبرنا .

_____________________

[1] راجع التنقيح في شرح العروة الوثقى  الطهارة  3 : 53 ـ 59.

[2] المدارك 2 : 298 .

[3] الوسائل 1 : 226 ، ب1 من أبواب الأسآر ، ح4 .

[4] في بعض الطبعات « جلال » .

[5] الوسائل 3 : 467 ، ب37 من أبواب النجاسات ، ح4 .

[6] الوسائل 3 : 467 ، ب37 من أبواب النجاسات ، ح5 .