سورة القارعة

سورة القارعة

مكّيّة.

و هي عشر، أو إحدى آية.

بسم الله الرحمن الرحيم‏

في ثواب الأعمال ، بإسناده: عن أبي جعفر- عليه السّلام- قال: من قرأ وأكثر من قراءة القارعة آمنه اللّه من فتنة الدّجّال أن يؤمن به، ومن فيح  جهنّم [يوم القيامة]»

- [إن شاء اللّه تعالى‏] .

و في مجمع البيان ، في حديث ابيّ: من قرأها ثقّل اللّه بها ميزانه يوم القيامة.

الْقارِعَةُ  مَا الْقارِعَةُ  وَما أَدْراكَ مَا الْقارِعَةُ .

القارعة  اسم من أسماء يوم القيامة. لأنّها تقرع القلوب بالفزع وأعداء اللّه بالعذاب.

يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَراشِ الْمَبْثُوثِ : في كثرتهم وذلّتهم وانتشارهم واضطرابهم.و انتصاب «يوم» بمضمر دلّت عليه القارعة .

وَ تَكُونُ الْجِبالُ كَالْعِهْنِ، كالصّوف ذي الألوان.

الْمَنْفُوشِ : المندوف، لتفرّق أجزائها وتطايرها في الجوّ.

و في تفسير عليّ بن إبراهيم : الْقارِعَةُ، مَا الْقارِعَةُ، وَما أَدْراكَ مَا الْقارِعَةُ يردّدها اللّه لهولها وفزع النّاس بها. [يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَراشِ الْمَبْثُوثِ‏]  وَتَكُونُ الْجِبالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ، قال: «العهن» الصّوف.

فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ : بأن ترجّحت  مقادير أنواع حسناته.

و في الكافي : محمّد بن يحيى، عن محمّد بن الحسين، عن عليّ بن أسباط، عن العلا، عن محمّد بن مسلم قال: سمعت أبا جعفر- عليه السّلام- يقول: إنّ اللّه ثقّل الخير على أهل الدّنيا، كثقله في موازينهم يوم القيامة. [و إنّ اللّه خفّف الشّرّ على أهل الدّنيا، كخفّته في موازينهم يوم القيامة] .

عليّ بن إبراهيم،  عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن أبي أيّوب، عن محمّد بن مسلم، عن أحدهما- عليهما السّلام- قال: ما في الميزان شي‏ء أثقل من الصّلاة على محمّد وآل محمّد. وإنّ الرّجل لتوضع أعماله في الميزان فتميل  به، فيخرج- صلّى اللّه عليه وآله- الصّلاة عليه فيضعها في ميزانه، فترجح .

فَهُوَ فِي عِيشَةٍ: في عيش.

راضِيَةٍ : ذات رضاء. أو  مرضية.

و في شرح الآيات الباهرة : قال محمّد بن العبّاس: حدّثنا الحسن بن عليّ بن زكرياء بن عاصم اليمنيّ، عن الهيثم بن عبد الرّحمن، عن أبي الحسن عليّ بن موسى بن جعفر، عن أبيه، عن جدّه- عليه السّلام- في قوله: فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ فَهُوَ فِي عِيشَةٍ راضِيَةٍقال: نزلت في عليّ- عليه السّلام-.

وَ أَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوازِينُهُ : بأن لم يكن له حسنة يعبأ بها. أو ترجّحت سيّئاته على حسناته.

و في الاحتجاج للطّبرسيّ- رحمه اللّه- : عن عليّ- عليه السّلام- حديث طويل، يقول فيه: معنى قوله: مَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ ومَنْ خَفَّتْ مَوازِينُهُ فهو قلّة الحساب وكثرته.

و فيه : في احتجاج أبي عبد اللّه- عليه السّلام- قال السّائل: أو ليس توزن الأعمال؟

قال: لا، لأنّ الأعمال ليست أجساما، وإنّما هي صفة ما عملوا، وإنّما يحتاج إلى وزن الشّي‏ء من جهل عدد الأشياء ولا يعرف ثقلها وخفّتها، وأنّ اللّه لا يخفى عليه شي‏ء.

قال: فما معنى الميزان؟

قال: العدل.

قال: فما معناه في كتابه فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ.

قال فمن رجح عمله.

و في روضة الكافي : خطبة لأمير المؤمنين، وهي خطبة الوسيلة، يقول فيها: وأشهد أن لا إله إلّا اللّه وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمّدا عبده ورسوله، شهادتان ترفعان القول وتضاعفان العمل. خفّ ميزان ترفعان منه، وثقل ميزان توضعان فيه.

و في نهج البلاغة : ونشهد أن لا إله إلّا اللّه وحده لا شريك له، وأنّ محمّد عبده ورسوله، شهادتين تصعدان القول وترفعان العمل. لا يخفّ ميزان توضّعان فيه، ولا يثقل ميزان ترفعان منه.

و في الخصال : عن محمّد بن موسى  قال: سمعت أبا عبد اللّه- عليه السّلام- يقول : إنّ الخير ثقل على أهل الدّنيا على قدر ثقله في موازينهم يوم القيامة، وإنّ الشّرّخفّ على أهل الدّنيا على قدر خفّته في موازينهم يوم القيامة.

و في التّوحيد ، حديث طويل عن عليّ- عليه السّلام- وقد سأله رجل عمّا اشتبه عليه من الآيات: وأمّا قوله: مَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ ومَنْ خَفَّتْ مَوازِينُهُ فإنّما يعني:

الحساب، توزن الحسنات والسّيّئات. والحسنات تثقل  الميزان، والسّيّئا تخفّ  الميزان.

و في كتاب علل الشّرائع ، بإسناده إلى الحسن بن عبد اللّه، عن آبائه، عن جدّه الحسن  بن عليّ بن أبي طالب، عن النّبيّ- صلّى اللّه عليه وآله- حديث طويل في تفسير سبحان اللّه والحمد للّه ولا إله إلّا اللّه واللّه أكبر، وفيه قال- صلّى اللّه عليه وآله- وقوله: لا إله إلّا اللّه، يعني: وحدانيّته، لا يقبل اللّه  الأعمال إلّا بها، وهي كلمة التّقوى يثقل  اللّه بها الموازين يوم القيامة.

و في من لا يحضره الفقيه : وروى محمّد بن أبي عمير، عن عيسى الفرّاء، عن عبد اللّه بن أبي يعفور قال: سمعت أبا عبد اللّه- عليه السّلام- يقول: قال أبو جعفر الباقر- عليه السّلام-: من كان ظاهره أرجح من باطنه، خفّ ميزانه.

و روى المفضّل ، عن الصّادق- عليه السّلام- أنّه قال: وقع بين سلمان الفارسي [- رحمة اللّه عليه-]  وبين رجل خصومة.

فقال الرّجل لسلمان: من أنت، وما أنت؟

فقال سلمان: أمّا أوّلي وأوّلك فنطفة قذرة، وأمّا آخري وآخرك فجيفة منتنة.

فإذا كان يوم القيامة ونصبت الموازين مَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ فهو الكريم، ومَنْ خَفَّتْ مَوازِينُهُ فهو اللّئيم.

فَأُمُّهُ هاوِيَةٌ : فمأواه النّار. و«الهاوية» من أسمائها، ولذلك قال:

وَ ما أَدْراكَ ما هِيَهْ  نارٌ حامِيَةٌ : ذات حمى.و في تفسير عليّ بن إبراهيم : فَأُمُّهُ هاوِيَةٌ قال: أمّ رأسه، يقلب في النّار على رأسه. ثمّ قال: وَما أَدْراكَ يا محمّد ما هِيَهْ، يعني: الهاوية. ثمّ قال: نارٌ حامِيَةٌ.

و في شرح الآيات الباهرة : وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوازِينُهُ فَأُمُّهُ هاوِيَةٌ قال: نزلت في الثّلاثة.