المائدة وآدابها

المائدة وآدابها :

في كتب الفقه والحديث روايات كثيرة عن أهل البيت  عليه‏السلام في آداب المائدة، وبيان النافع والضار من الأطعمة والأشربة، وقد جمعها الحر العاملي في المجلد الثالث من كتاب وسائل الشيعة باب الأطعمة والأشربة، وتبلغ المئات، ولو أخرجت في كتاب مستقل لجائت في مجلد ضخم، وفيما يلي بعض ما تضمنته تلك الروايات :

يستحب غسل اليدين قبل اطعام وبعده، مع غسل الفم، وان يفتتح الأكلّ بالملح، ويختم به، وان لا يأكلّ الفاكهة إلاّ بعد غسلها، فعن الإمام  عليه‏السلام أن لكل ثمرة سما.

وقال الإمام أمير المؤمنين  عليه‏السلام: لا تجلس على الطعام إلاّ وأنت جائع، ولا تقم عن الطعام إلاّ وأنت تشتهيه، وجوّد المضغ، وإذا نمت فاعرض نفسك على الخلاء، فإذا استعملت هذا استغنيت عن الطب .

وقال حفيده الإمام الصادق  عليه‏السلام: قال رسول اللّه‏  صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: الطعام إذا جمع ثلاث خصال فقد تم: إذا كان من حلال، وكثرت الأيدي عليه، وسمى في أوّله، وحمد اللّه‏ في آخره.. وقال: لا تأكلّ، وأنت تمشي إلاّ أن تضطر إلى ذلك.. وان يأكلّ كلّ انسان مما بين يديه، ولا يتناول شيئاً من أمام الآخر إلاّ الفاكهة .

ويكره أكل الطعام حاراً، فعن الإمام الصادق  عليه‏السلام أن رسول اللّه‏  صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم قُدم طعام حار، فقال: نحوه، حتّى يبرد، ان اللّه‏ لم يطعمنا النار.. ونهى ان ينفخ في طعام، أو شراب .

ويستحب أكل اللحم على أن لا يُدمن عليه، قال الإمام الصادق  عليه‏السلام: اللحم ينبت اللحم، ومن تركه اربعين يوماً ساء خلقه.. وقال: لا تدمنوا أكلّ السمك فانه يذيب الجسد .

وقال: ما استشفى مريض بمثل العسل.. وقال: لم يكن رسول اللّه‏  صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم طعاماً، أو يشرب شراباً إلاّ قال: اللهم بارك لنا فيه، وابدلنا خيراً منه إلاّ اللبن فانه كان يقول: اللهم بارك لنا فيه، ورزدنا منه .

وفي الأحاديث والروايات مدح وترغيب في أكلّ الفاكهة والخضار، فعن الرسول الأعظم عليهم‏السلامعليكم بالفواكه في اقبالها، فانه مصحة للابدان، وقال الإمام الصادق  عليه‏السلام: خمسة من فاكهة الجنة: الرمان، والتفاح، والسفرجل، والعنب، والرطب.. وروي عنه أنّه كان يكره  تقشير الفاكهة.. وقال: الهندباء سيدة البقول.. وقال حفيدة الإمام الرضا  عليه‏السلام: السلق شفاء من الادواء.. وقال: كلوا الزيتون، فانه من شجرة مباركة.. وقيل للامام الصادق  عليه‏السلام: ان الزيتون يجلب الريح. فقال: لا، بل يطرد الريح .

ونختم هذا الفصل بقوله عز من قائل: وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَ جَنَّاتٍ مَّعْرُوشَاتٍ، وَغَيْرَ مَّعْرُوشَاتٍ وَالنَّحْلَ وَالزَّرْعَ مَختَلِفاً أكُلُهُ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشَابِهاً وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ كُلُو مِن ثَمَرِهِ إِذَآ أَثْمَرَ وَاتُواْ حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلاَ تُسرِفُواْ إِنّهُ لاَ يحِبُّ المُسْرِفِينَ([1]) .

قيل: المعروشات ما يزرعه الانسان، وغير المعروشات ما ينبت من تلقائه في البراري والجبال، والمتشابه من الفواكه ما يشبه بعضها بعضاً في الطعم واللون والصورة

______________________________________

[1] الانعام: 141 .