الثامن محمد بن علي الجواد عليه السلام وهو أمور

1 - مسح الإمام الجواد عليه السلام على بصر محمد بن ميمون فعاد.

2 - دخلت حكيمة على أم الفضل بنت المأمون زوجة الجواد عليه السلام فقالت لها: غارني فمضيت إلى أبي فقلت له: إن الجواد يشتمك ويشتم العباس فغضبته فأخذ السيف وهو سكران، فمضى إليه فوجده نائما فقطعه وذبحه، وأنا وياسر الغلام ننظر إليه، ثم رجع ورجعت معه، فبت بأشأم ليلة فلما صحي قلت: فعلت كذا وكذا، فقال: هلكنا والله يا ياسر ائتني بخبره، فمضى فوجده يستاك فتحير وأراد أن ينظر إلى بدنه فقال له: يا مولاي هب لي قميصك فنزعه فلم ير فيه شئ ولا في بدنه أثر جرح، فأخبر بذلك المأمون فحمد الله على ذلك وتعجب منه.

الصفحة 200 

3 - أبو بكر بن إسماعيل كان له جارية مريوحة(1) فمسح الإمام عليه السلام من وراء الثياب على ركبتها فقامت لوقتها ولم تشتك بعدها.

4 - القاسم بن الحسن كنت في طريق مكة فجاءت ريح فأخذت عمامتي من رأسي فذهبت بها فتصدقت برغيف فلما رجعت إلى المدينة قال الإمام عليه السلام لغلامه ائته بعمامته! فأخرج عمامتي بعينها فقلت: كيف صارت إليك؟ فقال: تصدقت على أعرابي فشكر الله لك.

5 - توضأ في أصل نبقة لم تحمل، فحملت لوقتها وأكل الناس منها.

6 - علي بن خالد رأيت بالعراق محبوسا ذا عقل وفهم، فسألته ما قصتك؟

فقال: كنت أعبد بالشام في الموضع الذي يقال: إن رأس الحسين عليه السلام نصب فيه فأتى شخص في ليلة فمشى بي قليلا إلى مسجد الكوفة فصلينا ثم مشى بي قليلا إلى المدينة فصلينا ثم مشى بي قليلا إلى مكة فطفنا، ثم مشى بي قليلا، فإذا أنا بموضعي وغاب عني فتعجبت.

وفي العام المقبل أتاني وفعل بي كما فعل، فقلت له: من أنت؟ قال: محمد بن علي بن موسى، فحدثت بعض من كان يصير إلي فوصل أمري إلى محمد بن عبد الملك الزيات فادعا على المحال، فكبلني وبعث بي إلى هنا فحبسني.

قال علي بن خالد: فكتبت من لسانه رقعة إلى الزيات، فوقع في ظهرها قل للذي فعل بك ما ذكرت يخرجك، فأتاه الإمام عليه السلام فأخرجه وكان علي بن خالد زيديا فحسن اعتقاده.

7 - دخل حسين المكاري عليه ببغداد فلما رأى طيب حاله قال في نفسه: لا يرجع أبدا إلى موطنه فقال: خبز شعير وملح جريش وحرم الرسول أحب إلي مما ترى.

8 - شكى إسماعيل بن عباس إليه ضيق المعاش فأخرج له سبيكة ذهب من التراب.

9 - الحسين الوشاء قلت في نفسي: أسأل أبا جعفر عليه السلام قميصا من ثياب

____________

(1) أي بها ريح توجعه.

الصفحة 201 

الرضا عليه السلام التي كان يصلي فيها، فبعث إلي بقميص ابتداء وقال للرسول: قل له: هذا من الثياب التي كان يصلي فيها الرضا عليه السلام.

10 - قال الصيرفي: كتبت إلى الإمام بأشياء ونسيت أن أسأله عن سلاح رسول الله صلى الله عليه وآله هل هو عنده؟ فرد الجواب وفي آخره: وعندي سلاح رسول الله صلى الله عليه وآله إمام بعد إمام.

قال: وأضمرت في نفسي شيئا لا يعلمه إلا الله فدخلت عليه فقال: استغفر مما أضمرت ولا تعد.

قال: وحدثني أنه سيصيبني وجع فخرج في رجلي عرق فأتيته بعد مدة و قلت: عوذها لي، فقال عليه السلام: لا بأس عليها ولكن أعطني الصحيحة فمددتها فعوذها فخرج فيها فقلت: قد عوذها [ قبل ] فعافاني الله منها.

11 - قال داود الجعفري: دخلت عليه ومعي رقاع غير معنونة فتناول واحدة وقال: هذه لريان بن شبيب وثانية وقال: هذه لمحمد بن حميد، وثالثة وقال:

هذه لفلان فبهت(1) فنظر إلي وتبسم.

12 - مات رجل فجاء إليه عليه السلام ابنه يشكو إخفاء ماله فقال عليه السلام: صل العشاء وصل على محمد وآله فإنه يأتيك ويخبرك، فكان كما قال عليه السلام.

13 - قال لأمية ابن علي وحماد بن عيسى: لا تخرجا اليوم فخالفه حماد فغرق بالسيل.

14 - عمران ابن محمد قلت له: إن زوجتي يسألك ثوبا من ثيابك يكون لها كفنا قال عليه السلام: قد استغنت عنه، فخرجت وأخبرت أنها ماتت قبل ذلك.

15 - أحمد بن حديد خرجنا جماعة حجاجا فنهبنا، فدخلت عليه عليه السلام المدينة فأعطاني دنانير وقال: فرقها على قدر ما ذهب لكم، ففعلت فكانت بقدره لا زيادة ولا نقيصة.

16 - دخل عليه من أهل الري جماعة وفيهم رجل زيدي فقال لغلامه: خذ

____________

(1) يقال باه له: أي تنبه له.

الصفحة 202 

بيده وأخرجه، فقال الزيدي: أشهد أنك حجة الله.

17 - أخبر عن قوم يسلكون طريق الشام بأنهم سيضلون بمكان كذا، و ينتهون بمكان كذا فكان كما قال 18 - خبى له المأمون سمكة اصطادها باز واستخبره عنها، فقال وهو صبي:

خلق الله في بحر قدرته سمكا صغارا تصيدها بازات الخلفاء، يختبرون بها سلالة الأنبياء.