الخامس جعفر بن محمد الصادق عليه السلام وهو أمور

1 - مر بمكة بامرأة تبكي على بقرة ماتت وقالت: كنت أعيش وصبياني منها، فدعا الله وركضها برجله، فعاشت.

2 - دخل عليه العبدي وامرأته مجهودة في مرضها وقد بئس منها، فأخبره خبرها فأطرق مليا، وكان عليه ثوبان ممصران(1) ثم قال عليه السلام: قد دعوت الله لها ارجع، فتجدها تأكل السكر الطبرزد، فرجع فوجدها كما قال فسألها فقالت:

دخل علي رجل عليه ثوبان ممصران وقال: يا ملك الموت ألست أمرت لنا بالسمع والطاعة؟ قال: بلى، قال عليه السلام: أخر أمرها عشرين سنة، فخرجا من عندي فأفقت.

3 - قال علي بن [ أبي ] حمزة: دعا الإمام عليه السلام بنخلة يابسة فأرطبت وأكلنا من رطبها، فقال أعرابي: هذا سحر فقال عليه السلام: نحن ورثة الأنبياء، ندعو فنجاب

____________

(1) المصر: الطين الأحمر، والممصر: المصبوغ بالمصر وقيل ثوب ممصر: أي مصبوغ فيه صفرة قليلة.

الصفحة 186 

إن أحببت أن تمسخ كلبا تبصبص لأهلك؟ قال الأعرابي لجهله: بلى، فدعا عليه السلام فمسخ كلبا فذهب إلى أهله يبصبص، فتبعته وأخذوا له العصي فرجع إلى الإمام عليه السلام وهو يبكي ويتمرغ في التراب ويعوي فرحمه فدعا الله له فعاد انسانا فقال: آمنت؟ فقال: ألفا وألفا.

4 - قال له جماعة: أحيى إبراهيم الطيور، قال: أفتحبون أن أراكم مثله؟

قالوا: بلى، فدعا طاوسا وغرابا وبازا وحماما فطارت بين يديه فأمرهم بذبحها و تقطيعها وخلطها، ففعلوا، ثم أخذ برؤوسها ودعاها فقامت أحياء.

5 - ذكر عنده الشيخان فقال عليه السلام: قد جلسا مجلس أمير المؤمنين غصبا فلا غفر الله لهما، ولا عفى عنهما، فأنكر البلخي عليه فقال: هلا أنكرت إذ فرشت جارية فلان بعد عبورك النهر؟ قال: والله لقد مضى لهذا أكثر من عشرين سنة وقد تبت، فقال عليه السلام: ما تاب الله عليك، ثم صوت حمار فقال: إن أهل النار يتأذون بأصواتهما كما تتأذون بصوت هذا الحمار، وقال لجب بعيد القعر: اسقنا مما فيك، فارتفع حتى نالوه، وقال لنخلة يابسة: أطعمينا مما فيك فانتثرت رطبا.

6 - بعث ملك الهند بهدية إليه فخانه الرسول فيها، ثم أراد الدخول على الإمام فقال عليه السلام: لا تأذنوا للخائن، فبعد حول شفع فيه فدخل عليه، وقال:

ما ذنبي؟ قال: خنت، فحلف ما خان، فاستشهد عليه فروة كانت عليه، فنطقت بلسان عربي بخيانته، ثم لبسها فخنقته حتى اسود وجهه، فقال: خلي! عنه ثم قال:

أسلم نعطك الجارية، فأبى فأخذ الهدية وردها فجاء من الملك: إنك لما رددت الجارية اتهمت الرسول فاخترعت كتابا أنه منك فأقر وحكى قصة الفروة، فقتلتهما وأنا على أثر كتاني؟، ثم أتى وأسلم، ونحو ذلك جرى له بجارية أخرى فأخبر الرسول أنه قربها على نهر بلخ فسكت.

7 - ابتاع لرجل من مواليه دارا في الجنة، وكتب له بها صكا فلما دفن جعل الصك في قبره، فأصبح على ظهره، وفيه (وفا لي ولي الله جعفر ابن محمد بما وعد لي).

الصفحة 187 

8 - سأله حماد بن عيسى أن يدعو له فدعا له بدار حسنة وأولاد كرام، فكان ذلك ودعا له بمال يحج خمسين حجة فكان ذلك.

9 - أهدى له رجل جراب قديد، فرده، وقال: ليس لي فيه حاجة، فقال:

اشتريته من مسلم، وقال لي: إنه ذكى، فوضعه الإمام عليه السلام في بيت وقال: ادخله فدخل الرجل فنطق القديد بأنه ليس مثلي يأكله الإمام فإني لست بذكي.

10 - قال للكاهلي: إذا رأيت السبع فاقرأ في وجهه آية الكرسي وقل:

عزمت عليك بعزيمة الله، وعزيمة رسوله، وعزيمة سليمان، وعزيمة علي أمير المؤمنين والأئمة من بعده، فإنه ينصرف، قال: فاعترض يوما ففعلت فانصرف من حيث جاء، فلقيت الصادق عليه السلام فأخبرته فقال: أنا والله صرفته وعلامة ذلك أنك كنت على شاطئ نهر ومعك ابن عمك.

11 - شكى رجل إليه على زوجته، فأخبره أنها تموت بعد ثلاث، فكان كما قال.

12 - دعا على داود بن علي فبعث الله ملكا فضربه بمرزبة فصاح لها، فمات منها، فأصبح الناس يهنئونه بإجابتها.

13 - جاء غلام وقال: ماتت أمي، قال: لم تمت، فدخل الصادق عليه السلام فإذا هي قاعدة فقال لابنها: شهها فاشتهت زبيبا مطبوخا فأطعمها فقال له: قل لها:

الرسول بالباب يأمرك أن توصي فأوصت، ثم ماتت.

14 - دخل عليه أعرابي وفارسي ونبطي وحبشي وصقلبي، فحدثهم بحديث واحد بالعربي ففهمه كل واحد بلسانه.

15 - انقض صقرة على دراجة فاستجارت به، فأومأ بكمه فخلى عنها.

16 - قال لهارون بن رباب: ما يمنع أخاك من ولايتنا؟ قال: إنه يزعم أنه يتورع، قال: فأين كان ورع ليلة نهر بلخ؟ فأعلم أخاه، فقال: إنه حجة الله فقلت له: احك لي! فقال: وقعت على وصيفة لرجل فوالله ما أشفت ولا أفشيت فمن يعلم ذلك إلا الله، تم دخل عليه وقال بإمامته.

الصفحة 188 

17 - قال عبد الرحمن بن الحجاج ما حق الإمام؟ قال عليه السلام: لو قال لهذا سر لسار، فسار جبل هناك فقال: لم أعنك.

18 - قال داود الرقي: كان علي دين قد أحزنني، فسمعت فوق رأسي هاتفا يقول: لا يقضى حتى تحفظ القرآن، فرفعت رأسي فإذا الصادق في الريح فحفظت القرآن وقضي ديني.

19 - قال معلى بن خنيس له عليه السلام: بالباب قوم يزعمون أنه ليس لكم عليهم فصل، فأخذ عليه السلام نواة فغرسها فنبتت وحملت بسرا، فأخذ منها واحدة وشقها، و أخرج منها رقا فقال: اقرأه فإذا فيه البسملة والشهادتين وأسماء الأئمة إلى آخرهم.

20 - أمر أبو الدوانيق سيافه بقتله وقتل إسماعيل، فقتلهما في ظنه ليلا وأخبره، فأصبحا حيين، قال: ألست قتلتهما؟ قال: بلى قال: فاذهب إلى الموضع فانظر، فذهب فإذا جزوران منحوران فبهت ورجع فأخبره بخبره فنكس رأسه.

21 - كان يحبه رجل ذو مال من وراء النهر، قد جعل على نفسه له عليه السلام كل سنة ألف دينار فحج بزوجته، فلما أراد أن يعطيه الألف فلم يجدها، فأعلمه فقال عليه السلام: مستنا ضيقة فوجهنا من الجن من أتانا بها، فمرضت الزوجة وظن أنها ماتت فجهزها وحفر قبرها، وأراده يصلي عليها فقال عليه السلام له: ارجع فستجدها سالمة، فرجع فوجدها حيه سالمة، فلما كانت في الطواف رأته عليه السلام فسألت زوجها عنه، فقال: هو الإمام، فقالت: هذا والله الذي شفع في رد روحي.

22 - قال شعيب العقرقوفي بعث معي رجل إليه بألف، فأخذت منها خمسة جيدة، ووضعت بدلها خمسة ستوقه(1) فميزها وقال: خذ خمستك وهات خمستنا.

وأتيت أيضا بثلاثمائة دينار فأخذ منها قبضة، وقال عليه السلام: رد هذه المائة وكنت قد أخذتها من عروة أخي سرا فلا يعلم، فعددتها فإذا هي مائة 23 - استرجع يوما فقيل له: في ذلك، فقال: قتل عمي زيد الساعة، فكتب التاريخ وجاء من العراق خبر ذلك فطابقه.

____________

(1) الستوق - كتنور وقدوس: الدرهم الزيف البهرج.

الصفحة 189 

24 - قال له رجل: لا يعيش لي ولد، فقال عليه السلام: سيدخل إليك كلبة فتريد امرأتك أن تطعمها فقل لها أن لا تطعمها، وقل للكلبة: إن أبا عبد الله عليه السلام أمرني أن أقول: أميطي عنا لعنك الله. فإنه تعيش أولادك، ففعل فعاش له ثلاثة أولاد.

25 - أخبر عليه السلام أبا بصير بقتل المعلى ابن خنيس وصلبه، ففعل ذلك به.

26 - خط برجله الأرض فخرجت سبائك، فقال بعض من حضر: أنتم هكذا وشيعتكم محتاجون؟ فقال عليه السلام: إن الله تعالى جمع لنا ولهم خير الدنيا والآخرة.

26 - وشى رجل إلى المنصور أن الصادق عليه السلام يأخذ لنفسه البيعة، فأرسل إليه فأنكر فحلف الواشي فمات، فلما جهز قعد على سريره وهو يقول: لقاني ربي باللعنة بما كان مني إلى الصادق عليه السلام فاتقوا الله ولا تهلكوا فيه. ثم رجع إلى موته.

27 - دعا لنفسه على أبي قبيس بشهوة العنب، وبأنه عار، فأتاه بردان وسلة عنب بغير أوان