السابع علي بن موسى الرضا عليه السلام وهو أمور

1 - إبراهيم القزاز قال: طلبت من الرضا عليه السلام شيئا فحك بسوطه الأرض حكا شديدا فخرجت سبيكة ذهب، فقال عليه السلام: خذها بارك الله لك فيها، واكتم ما رأيت، فبورك لي فيها حتى اشتريت ما قيمته سبعون دينارا.

2 - قدم عليه الهمداني لقضاء دينه، ولم يعلمه بشئ، فابتدأه الإمام وقال:

____________

(1) الحجرات: 12.

(2) طه: 82.

(3) العلق: 6.

(4) الصف: 8.

الصفحة 195 

قد قضيت حاجتك ثم قبض من الأرض قبضة. وقال: خذها فإذا هي دنانير فجعلها في كمه ومضى ليعدها، فسقط منها واحد، فإذا عليه مكتوب: هي خمسمائة نصفها لدينك ونصفها لنفقتك، فلم يعدها فلما أصبح قلب الدنانير عشر مرات فلم يجد الدينار فيها وكانت خمسمائة.

3 - إسماعيل بن الحسين: كشف الرضا عليه السلام شيئا من الأرض بيده فإذا هي سبائك ذهبا فمر بيده فغابت، فقلت في نفسي لو أعطاني منها واحدة، فقال عليه السلام:

لا إن هذا الوقت لم يأت وقته.

4 - خرج أبو إسماعيل السندي يطلب الإمام فلقي الرضا عليه السلام فكلمه بالسندية فرد عليه بها، فقال: أنت الحجة؟ قال: أنا هو، فقلت: إني لا أحسن العربية فمسح بيده على شفتي فتكلمت بها لوقتي.

5 - محمد بن الفضل الهاشمي قال: دخلت على الرضا عليه السلام بالمدينة بعد موت أبيه عليه السلام وقلت: إن إخواني بالبصرة سألوني عن براهين الإمامة فقال عليه السلام:

أخبرهم أني قادم عليهم بعد وصولك بثلاثة أيام، فوصلت فأبلغتهم فأنكر ذلك عمر ابن هداب(1) وكان ناصبيا فقال له الحسن بن محمد: لا تقل ذلك فإن قدم بعد ثلاث كفاك دليلا عليه.

فقدم عليه السلام كما ذكر ونزل دار الحسن وأرسله إلى تلك الجماعة وغيرهم من الشيعة، وإلى جاثليق النصارى، ورأس الجالوت، فقالوا: من أنت؟ قال:

علي بن موسى صليت الفجر اليوم في مسجد النبي صلى الله عليه وآله مع والي المدينة، وأقر أني كتاب صاحبه واستشارني ووعدته أن أصير إليه بالعشي وأكتب له ما عندي.

فقال الجماعة: ما نريد أكثر من هذا وأرادوا أن يتفرقوا فقال عليه السلام لا اسألوني عما شئتم من علامات الإمامة التي لا تجدونها إلا عندنا.

فقال ابن هداب: إن محمد بن الفضل أخبر بأنك تعلم كل لسان؟ فقال:

صدق فاحضر رومي وهندي وفارسي وتركي وبربري فكلمهم بلغاتهم، وقال:

____________

(1) قال الفيروزآبادي: وهدبة بن خالد ويعرف بهداب ككتان محدث.

الصفحة 196 

لابن هداب: إنك تبتلى بدم ذي رحم إلى خمسة أيام، وسيكف بصرك، وستحلف كاذبا، فتبرص، فكان كما قال عليه السلام.

ثم إنه عليه السلام كلم الجاثليق، وقرأ له السفر الثالث من الإنجيل، في ذكر النبي وصفته، فأقر به، ولكن قال: إنه لم يصح أن يكون صاحبكم، فقرأ له من السفر الثاني وفيه ذكر محمد ووصيه وابنته وابنيه فاعترف بهم، وقرأهم من الزبور على رأس الجالوت، فاعترف بهم وكذا من التوراة، وقال: هذا أحماد و بنت أحماد وأليا وشبر وشبير، فأتاه الجاثليق بعالم سندي نصراني فحاجه عليه السلام فأسلم.

فلما أراد الرجوع إلى المدينة خرج محمد بن الفضل يودعه قال: فلما صرت إلى البرية قال لي: غمض طرفك فغمضت، فقال لي: افتحه ففتحته، فإذا أنا على بابي ولم أره عليه السلام.

6 - قدم عليه السلام الكوفة(1) واجتمع عليه العلماء وفيهم جاثليق معروف بالجدل فقال له عليه السلام: أتعرف لعيسى صحيفة فيها خمسة أسماء يعلقها في عنقه فإذا أقسم على الله بواحد منها سار به من المغرب إلى المشرق في لحظة؟ ثم حاجهم وأعلمهم أن الإمامة لا تصلح إلا لمن يحاج الأمم بالبراهين، ثم خبرهم أن أباه أوصى إليه كما أوصى النبي صلى الله عليه وآله إلى علي، ودفع إليه صحيفة فيها الأسماء التي خص الله بها الأنبياء والأوصياء.

8 - الحسين بن موسى: خرجنا مع الرضا عليه السلام يوما لا سحاب فيه، فقال:

ما حملتم المماطر؟ قلنا: لا حاجة لنا الآن إليها، فقال عليه السلام: لكني حملت وستمطرون فمطرنا وتبللنا.

8 - الحسن بن يحيى: كتبت له سؤالات ونسيت أن أكتب له في ثوبين ملحمين

____________

(1) في النسخ: البصرة، وهو سهو والصحيح ما في الصلب راجع الخرائج ص 206 بحار الأنوار ج 49 ص 79 من طبعته الحديثة.

الصفحة 197 

أيحرم فيهما؟ فكتب عليه السلام في الجواب على أسفل الكتاب: لا بأس بالملحم أن يلبسه المحرم.

9 - علي بن يحيى كان لي أخ مرجئ فكتبت إلى الرضا عليه السلام أشكوه فكتب إنه سيستقيم، ويولد له غلام فكان كما قال.

10 - تمرغ بين يديه عصفور وصاح، فأعطى سليمان سعفة وقال: ادخل البيت فإنه يقول: إن فيه حية تريد أكل فراخه فدخل وقتلها.

11 - قال ابن المغيرة: كنت واقفيا فحججت ودعوت أن يرشدني ربي إلى خير الأديان، فوقع في نفسي أن آت الرضا عليه السلام فوقفت بالباب، فناداني من داخل:

يا فلان بن فلان! فدخلت فقال عليه السلام: قد أجاب الله دعاك، وهداك إلى خير الأديان فقلت: أشهد أنك حجة الله على خلقه.

12 - أحمد بن عمر: أخبرت الرضا عليه السلام أن امرأتي حامل، فقال عليه السلام:

ستلد غلاما فسمه عمر، فقلت: أوصيت أن يسمى عليا، فقال عليه السلام: غير اسمه فقدمت الكوفة فوجدته فغيرت اسمه فقال جيراني: لا نصدق بعد ذلك بما كان يحكى عنك.

13 - بكر بن صالح: قلت للرضا عليه السلام: امرأتي حامل فادع الله أن يجعله ذكرا، فقال عليه السلام: هما اثنان ذكر وأنثى، فرجعت إلى الكوفة فوجدتهما.

14 - الوشاء لدغتني عقرب، فقلت: يا رسول الله، مرارا فأنكر السامع مني ذلك، فقال الرضا عليه السلام: إنه رآه في نومه، قال الوشاء: لا والله ما كنت أخبرت به أحدا.

15 - عبد الله بن سرقة وكان زيديا قال: دعا الرضا عليه السلام بخشف فأقبل فمسح الإمام عليه السلام برأسه وقال: أولم تؤمن؟ قال: بلى، أنت حجة الله.

16 - أحمد الخلال: قلت للرضا عليه السلام: إني أخاف عليك من صاحب الرقة قال: لا بأس على إن لله بلادا تنبت الذهب حماها بأضعف خلقه وهو الذر.

17 - اجتمع الناس له بخراسان وسألوه المطر فدعا الله فأقبلت الغيوم إلى

 

 

 

الصفحة 198 

البلاد، وكل ما جاءت سحابة يقول: هذه لبلد كذا، فجاءت الحادية عشر فقال:

هذه لكم فسقوا فتحدث الناس بفضله، فقال خواص المأمون: جئت بهذا الساحر وقد ملأ الدنيا مخرقة؟ وقال حاجبه حميد بن مهران: إن كنت صادقا فأحي هاتين الصورتين فأشار إلى أسدين في مسند المأمون، فصاح بهما فقاما فقال: دونكما الفاجر فافترساه، وقالا: أتأذن لنا ولي الله في أرضه أن نلحق المأمون بصاحبه؟

قال عليه السلام: لا بل عودوا إلى مكانكما.

18 - قال له المأمون يوما: لي حظية يسقط ولدها، فأطرق عليه السلام ساعة ثم قال: لا تخف ستلد غلاما أشبه الناس بها، وفي يده اليسرى خنصر زائد، وفي رجله اليمنى خنصر زائد، فكان كما قال عليه السلام.

19 - قال البزنطي: كنت من الواقفة وأشك في الرضا عليه السلام فكتبت إليه أسأله عن أشياء، ونسيت أهمها فجاء جوابها وفي آخره إنك نسيت الأهم فاستبصرت وقلت: أشتهي أن أخلو بك يا مولاي فبعث إلى مركوبا فدخلت فحدثني من الليل طويلا وأملى علي علوما ثم قال لغلامه: هات ثيابي التي أنام فيها لينام البزنطي فيها، فقلت في نفسي: ليس أحد أحسن حالا مني، وكان قد اتكأ على يديه لينهض، فجلس وقال: لا تفخر على أصحابك بذلك.

20 - خبأ له رجل خارجي مدية مسمومة ليقتله بها، فأعلمه بمكانها فكسرها.

21 - قال الصيرفي سألت الرضا عليه السلام عن أشياء ونسيت أن أسأله عن سلاح رسول الله صلى الله عليه وآله؟ ند من؟ فبعث غلامه برقعة وإذا فيها: أنا بمنزلة أبي، وقد أعطاني ما عنده من سلاح رسول الله صلى الله عليه وآله.

22 - أخبر خادمه أبا الصلت الهروي بموضع قبره، وعلمه كلمات يقولها فيمتلئ ماءا ويظهر فيه سميكات، ثم تخرج واحدة كبيرة فتبتلعها، ثم إنه يعيد الكلمات فيذهب الماء.

فلما قضي عليه السلام حضر المأمون حفر قبره، فخرج كما قال، فقال المأمون:

لم يزل يرينا العجائب في حياته وبعد وفاته، وقال وزيره: ألهمت أن هذا مثل

الصفحة 199 

لكم تمتعون قليلا ثم يظهر واحد منهم فيهلككم.

فطلب المأمون من أبي الصلت الكلمات، فقال: قد والله نسيتها فحبسه لذلك سنة فصلى ليلة وتضرع إلى الله في خلاصه، فدخل الجواد عليه السلام فأخرجه والحرس قعود في المشاعيل، ولم يشعروا به، ثم قال عليه السلام: أي البلاد تريد؟ قال: هرات قال: أرخ رداءك على وجهك، ففعل فأخذ عليه السلام بيده قال: فكأنه حولني من يمينه إلى يساره ثم قال: اكشف وجهك فكشفت فلم أره وأنا على باب منزلي بهراة.

23 - الحسين بن عباد كاتب الرضا عليه السلام قال: ذكر موضع قبره، وقال:

إذا حفرتموه وجدتم فيه سمكة من نحاس، مكتوب عليها بالعبرانية فردوها فيه فحفرناها فوجدناها مكتوب عليها: (هذه روضة علي بن موسى الرضا، وتلك حفرة هارون الجبار).

24 - ادعت امرأة اسمها زينب أنها من نسل علي وفاطمة، فكذبها عليه السلام وأتى بها بركة السباع لينزلها وقال: إن كانت كذلك لم تضرها، قالت: فانزل أنت أولا، فنزل عليه السلام ومسح عليها أجمعها ثم أنزلها السلطان قهرا فافترستها.