الباب في قول النبي لعلي (عليهما السلام): أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي من طريق العامة

الصفحة 23   

وفيه مائة حديث

الحديث الأول: من مسند أحمد بن حنبل روى عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثنا أبي قال:

حدثنا وكيع قال: حدثنا فضيل بن مرزوق عن عطية الغوفي عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعلي (عليه السلام): أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي(1).

الثاني: ابن حنبل من المسند عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثني أبي قال: حدثنا عبد الرزاق قال: حدثنا معمر عن قتادة وعلي بن زيد بن جدعان قالا: حدثنا ابن المسيب قال:

حدثني ابن لسعد بن مالك عن أبيه قال: دخلت على سعد فقلت: حديث حدثنيه عنك حين استخلف النبي (صلى الله عليه وآله) عليا على المدينة قال: فغضب سعد وقال: من حدثك به؟ فكرهت أن أخبره أن ابنه حدثنيه فيغضب عليه، ثم قال: إن رسول الله حين خرج في غزوة تبوك استخلف عليا (عليه السلام) على المدينة فقال علي: يا رسول الله ما كنت أحب أن تخرج في وجهه إلا وأنا معك، فقال: أو ما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي(2).

الثالث: عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثني أبي قال: حدثنا سفيان بن عيينة عن علي بن زيد عن سعد أن النبي قال لعلي (عليه السلام): أنت مني بمنزلة هارون من موسى، قيل لسفيان: قال: غير أنه لا نبي بعدي.

قال: نعم(3).

الرابع: عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثني أبي قال: حدثني قال: حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنا شعبة عن الحكم عن مصعب بن سعد [ عن سعد ] بن أبي وقاص قال: خلف رسول الله علي بن أبي طالب (عليه السلام) في غزوة تبوك فقال: يا رسول الله تخلفني في النساء والصبيان؟ قال:

أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي(4).

____________

(1) مسند أحمد: 3 / 32.

(2) مسند أحمد: 1 / 177.

(3) مسند أحمد: 1 / 179.

(4) مسند أحمد: 1 / 182.

الصفحة 24   

الخامس: عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه قال: أخبرنا محمد بن جعفر قال: أخبرنا شعبة عن إبراهيم بن سعد عن سعد عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه قال لعلي (عليه السلام): أما ترضى أن تكون مني بمنزله هارون من موسى(1).

السادس: عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه قال: حدثني أبي قال: حدثنا أبو سعيد قال: حدثنا سليمان بن بلال قال: حدثنا جعيد بن عبد الرحمن عن عائشة بنت سعد عن أبيها سعد أن عليا (عليه السلام) خرج مع النبي (صلى الله عليه وآله) حتى جاء الوداع وعلي يبكي ويقول: تخلفني مع الخوالف، فقال: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا النبوة(2).

السابع: عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثني أبي عن أبيه قال: حدثني يحيى بن سعيد عن موسى الجهني قال: دخلت على فاطمة بنت علي فقال رفيقي أبو مهدي(3): كم لك؟

فقالت: ست وثمانون سنة.

قال: ما سمعت من أبيك شيئا؟

قلت: قال: حدثتني أسماء بنت عميس أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال لعلي: أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي(4).

الثامن: عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثنا إبراهيم قال: حدثنا حجاج بن المنهال قال:

حدثنا حماد - يعني ابن سلمة - عن علي بن زيد عن سعيد بن المسيب قال: قلت لسعد بن مالك:

إني أريد أن أسألك عن حديث وأنا أهابك أن أسألك عنه، قال: فقال: لا تفعل يا بن أخي إذا علمت أن عندي علما بشئ فسلني عنه ولا تهابني، فقلت: قول النبي (صلى الله عليه وآله) لعلي حين خلفه في المدينة في غزوة تبوك [ فقال سعد (رضي الله عنه) خلف النبي (صلى الله عليه وآله) عليا (رضي الله عنه) بالمدينة في غزوة تبوك ] فقال علي: يا رسول الله أتخلفني مع الخوالف في النساء والصبيان؟

فقال: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى؟

قال: بلى، فرجع مسرعا كأني أنظر إلى غبار قدميه تسطع(5).

التاسع: عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثنا إبراهيم قال: حدثنا يوسف بن يعقوب الماجشوني قال: حدثنا محمد بن المنكدر عن سعيد بن مسيب عن عامر بن سعد عن أبيه سعد

____________

(1) مسند أحمد: 1 / 175.

(2) مسند أحمد: 1 / 170.

(3) في المصدر: أبو سهل.

(4) مسند أحمد: 6 / 369.

(5) مسند أحمد: 1 / 173.

الصفحة 25   

أنه سمع النبي (صلى الله عليه وآله) يقول لعلي (عليه السلام): أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي، قال سعيد: فأحببت أن أشافه بذلك سعدا فلقيته فذكرت له ما ذكره لي عامر قال: فوضع إصبعيه في أذنيه وقال: استكتا إن لم أكن سمعته من النبي (صلى الله عليه وآله)(1).

العاشر: عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثنا إسحاق بن الحسن بن صالح بن حيي عن موسى الجهني عن فاطمة بنت علي عن أسماء بنت عميس أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال لعلي: أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه ليس بعدي نبي(2).

الحادي عشر: عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثنا أبي وفيما كتب إلينا محمد بن عبد الله يذكر أن يزيد بن مهران حدثهم قال: حدثنا أبو بكر بن عياش عن الأجلح عن حبيب بن أبي ثابت عن ابن البيلماني عن سعيد بن زيد قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعلي: أنت مني بمنزلة هارون من موسى(3).

الثاني عشر: من صحيح البخاري من الخبر الخامس في الكراس السادسة منه وهي نصف الجزء قال: حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن شعبة عن الحكم عن مصعب بن سعد عن أبيه أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) خرج إلى تبوك واستخلف عليا (عليه السلام) فقال: أتخلفني في الصبيان والنساء؟

فقال ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه ليس نبي بعدي(4).

الثالث عشر: صحيح البخاري قال: قال أبو داود: حدثنا شعبة عن الحكم سمعت مصعبا مثله(5).

الرابع عشر: صحيح البخاري على حد ربعه الأخير قال: حدثنا محمد بن بشار قال: حدثنا غندر قال: حدثنا شعبة عن سعد قال: سمعت إبراهيم بن سعد عن أبيه قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله) لعلي (عليه السلام):

أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى(6)؟

الخامس عشر: من صحيح مسلم من الخبر الرابع على حد كراسين من آخره قال: حدثنا يحيى بن يحيى التميمي وأبو جعفر محمد بن الصباح وعبيد الله القواريري وشريح بن يونس كلهم عن يوسف بن الماجشوني حدثنا محمد بن المنكدر عن سعيد بن المسيب عن عامر بن سعد بن

____________

(1) فضائل الصحابة لابن حنبل: 2 / 633، ح 1079.

(2) مسند أحمد: 6 / 438، مع تفاوت في بعض أسماء الرجال.

(3) فضائل الصحابة لابن حنبل: 2 / 670 / ح 1143.

(4) صحيح البخاري: 5 / 129.

(5) صحيح البخاري: 5 / 129.

(6) صحيح البخاري: 4 / 208.

الصفحة 26   

أبي وقاص عن أبيه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعلي (عليه السلام): أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي.

قال سعيد: فأحببت أن أشافه بها سعدا فلقيت سعدا فحدثته بما حدثني به عامر فقال: أنا سمعته، فقلت: أأنت سمعته؟

فوضع أصبعيه على أذنيه وقال: نعم وإلا فاستكتا(1).

السادس عشر: صحيح مسلم قال: حدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة قال: حدثنا غندر عن شعبة وحدثنا محمد بن مثنى وابن بشار قالا: حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن الحكم عن مصعب ابن سعد بن أبي وقاص قال: خلف رسول الله (صلى الله عليه وآله) علي بن أبي طالب في غزوة تبوك فقال: يا رسول الله تخلفني في النساء والصبيان، فقال: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي.

السابع عشر: صحيح مسلم قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا غندر عن شعبة (ح)، وحدثنا محمد بن مثنى وابن بشار قالا: حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن سعد بن إبراهيم سمعت إبراهيم بن سعد عن سعد عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه قال لعلي: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى؟(2)

الثامن عشر: صحيح مسلم من الخبر الرابع من أوله في باب مناقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: حدثنا يحيى بن يحيى التميمي وأبو جعفر محمد بن الصباح وعبيد الله القواريري وشريح بن يونس كلهم عن يوسف بن الماجشون، حدثنا محمد بن المنكدر عن سعيد بن المسيب عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعلي (عليه السلام): أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي.

قال سعيد: فأحببت أن أشافه بها سعدا فلقيت سعدا، فحدثته ما حدثني به عامر فقال: أنا سمعته، فقلت: أأنت سمعته؟

فوضع أصبعه في أذنيه فقال: نعم وإلا استكتا(3).

التاسع عشر: صحيح مسلم قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا غندر عن شعبة ومحمد بن المثنى وابن بشار قالا: حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن الحكم عن مصعب بن سعد بن أبي

____________

(1) صحيح مسلم: 7 / 120.

(2) الظاهر أنه نفس الحديث السابق.

(3) هذا نفس الحديث الخامس عشر.

الصفحة 27   

وقاص قال: خلف رسول الله (صلى الله عليه وآله) علي بن أبي طالب (عليه السلام) في غزوة تبوك فقال: يا رسول الله تخلفني في النساء والصبيان؟ فقال: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي(1).

العشرون: صحيح مسلم قال: حدثنا عبيد الله بن معاد حدثنا أبي حدثنا شعبة بهذا الإسناد.

الحادي والعشرون: صحيح مسلم قال: حدثنا قتيبة بن سعيد ومحمد بن عباد وتقاربا في اللفظ قالا: حدثنا حاتم وهو ابن إسماعيل عن بكير بن مسمار عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال: أمر معاوية بن أبي سفيان سعدا قال: ما منعك أن تسب أبا تراب؟ فقال: أما ما ذكرت ثلاثا قالهن له رسول الله (صلى الله عليه وآله) فلن أسبه لئن يكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم، سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول له وقد خلفه في بعض مغازيه، فقال له علي: يا رسول الله خلفتني مع النساء والصبيان؟ فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله): أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبوة بعدي.

وسمعته يقول يوم خيبر: لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله فتطاولنا لها فقال: ادعو إلي عليا.

فأتى به أرمد العين، فبصق في عينه ودفع الراية إليه ففتح الله على يديه، ولما نزلت هذه الآية * (ندع أبنائنا وأبنائكم) * دعا رسول الله (صلى الله عليه وآله) عليا (عليه السلام) وفاطمة وحسنا وحسينا وقال: اللهم هؤلاء أهل بيتي(2).

الثاني والعشرون: من الجمع بين الصحاح الستة لرزين في الجزء الثالث في الثلث الأخير في باب مناقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب من صحيح أبي داود وهو كتاب السنن، وصحيح الترمذي عن أبي سريحة وزيد بن أرقم أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: من كنت مولاه فعلي مولاه(3).

وعن سعد أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال لعلي: أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي(4).

وقال ابن المسيب: أخبرني بهذا عامر بن سعد عن أبيه فأحببت أن أشافه به سعدا فلقيته فقلت أنت سمعت هذا من رسول الله؟

____________

(1) هذا نفس الحديث السادس عشر.

(2) صحيح مسلم: 7 / 120.

(3) سنن الترمذي: 5 / 297 / ح 3797.

(4) سنن الترمذي: 5 / 304 / ح 3814.

الصفحة 28   

فوضع أصبعه في أذنيه فقال: نعم وإلا فاستكتا(1).

الثالث والعشرون: ومن مناقب الفقيه ابن المغازلي الشافعي في قوله (صلى الله عليه وآله) لعلي: أنت مني بمنزلة هارون من موسى.

قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن المظفر بن أحمد العطار الفقيه الشافعي بقراءتي عليه يرفعه إلى عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال: سمعت رسول الله يقول لعلي (عليه السلام): أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي.

فأحببت أن أشافه بذلك سعدا فلقيته فذكرت له ما ذكر لي عامر فقال: نعم سمعته يقول، فقلت:

أنت سمعته؟

فأدخل يديه في أذنيه وقال: نعم وإلا فاستكتا(2).

الرابع والعشرون: ابن المغازلي الشافعي قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الوهاب يرفعه إلى عامر بن سعد أيضا عن أبيه سعد عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه قال لعلي (عليه السلام): أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي(3).

الخامس العشرون: ابن المغازلي الشافعي قال: أخبرنا القاضي أبو الخطاب عبد الرحمن بن عبد الله الإسكافي يرفعه إلى سعد بن المسيب قال: سألت سعد بن أبي وقاص، هل سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول لعلي (عليه السلام): أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي، أوليس معي نبي، فقلت: أسمعت هذا؟

فأدخل أصبعه في أذنه وقال: نعم وإلا فاستكتا(4)

السادس والعشرون: ابن المغازلي الشافعي قال: أخبرنا أبو طالب محمد بن أحمد بن عثمان البغدادي يرفعه إلى العرزمي عن [ أبي ] الزبير عن جابر قال: غزا رسول الله (صلى الله عليه وآله) غزوة فقال لعلي (عليه السلام):

اخلفني في أهلي.

فقال: يا رسول الله يقول الناس خذل ابن عمه، فرددها عليه.

فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي(5).

السابع والعشرون: ابن المغازلي الشافعي قال: أخبرنا أحمد بن محمد السمسار الواسطي يرفعه

____________

(1) السنن الكبرى للنسائي: 5 / 121 / ح 8435.

(2) مناقب ابن المغازلي: 37 / ح 40.

(3) مناقب ابن المغازلي: 28 / ح 41.

(4) المصدر السابق.

(5) مناقب ابن المغازلي: ح 43.

 

 

 

 

الصفحة 29   

إلى أنس بن مالك أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال لعلي (عليه السلام): أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي(1).

الثامن والعشرون: ابن المغازلي الشافعي قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن عبد الواحد بن علي بن العباس الواسطي البزاز يرفعه إلى إبراهيم بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه عن النبي (صلى الله عليه وآله)، أن النبي قال لعلي (عليه السلام) هذه المقالة حين استخلفه: ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي(2).

التاسع والعشرون: ابن المغازلي الشافعي قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الوهاب يرفعه إلى عمر بن ميمون عن ابن عباس (رضي الله عنه) قال: خرج الناس في غزوة تبوك فقال علي - يعني للنبي (صلى الله عليه وآله) -: أخرج معك؟

فقال: لا تبكي(3)، فقال له: ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنك لست بنبي(4).

الثلاثون: ابن المغازلي الشافعي محمد بن أحمد بن عثمان بن الفرج الصيرفي المعروف بابن الدبثائي البغدادي قدم علينا واسطا يرفعه إلى الأعمش عن عطية عن ابن سعيد الخدري قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعلي: أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي(5).

الحادي والثلاثون: ابن المغازلي الشافعي قال: أخبرنا أبو نصر أحمد بن محمد بن موسى بن عبد الوهاب الطحان وأحمد بن محمد بن عبد الوهاب بن طاوان الواسطيان قالا: حدثنا القاضي أبو الفرج أحمد بن علي بن جعفر بن المعلى الحنوطي الواسطي يرفعه إلى مصعب بن سعد عن أبيه قال: قال لي معاوية أتحب عليا؟

قال: قلت: وكيف لا أحبه وقد سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول له: أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي.

ولقد رأيته بارزا يوم بدر وجعل يحمحم كما يحمحم الفرس ويقول:

 

بازل عامين حديث سني         سنحنح الليل كأني جني

لمثل هذا ولدتني أمي

 

____________

(1) مناقب ابن المغازلي: ح 44.

(2) مناقب ابن المغازلي: ح 45.

(3) في المصدر: فقال: بل أخلفني ألا ترضى.

(4) مناقب ابن المغازلي: ح 46.

(5) مناقب ابن المغازلي: 31 / ح 47.

الصفحة 30   

قال: فما رجع حتى خضب دما(1)

الثاني والثلاثون: ابن المغازلي الشافعي قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن عمر بن عبد الله بن شوذب يرفعه إلى سعيد بن المسيب عن سعد بن أبي وقاص قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعلي (عليه السلام): أقم بالمدينة، قال: فقال له علي (عليه السلام): يا رسول الله إنك ما خرجت في غزوة فخلفتني؟

فقال النبي (صلى الله عليه وآله) لعلي: إن المدينة لا تصلح إلا بي وبك وأنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي.

قال سعيد: فقلت لسعد بن أبي وقاص: أنت سمعت هذا من رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟

قال: نعم لا مرة ولا مرتين يقول ذلك لعلي (عليه السلام)(2).

الثالث والثلاثون: ابن المغازلي الشافعي قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن علي بن عبد الرزاق الهاشمي الخطيب يرفعه إلى عامر بن سعد عن أبيه أنه سمع النبي (صلى الله عليه وآله) يقول لعلي: أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي.

وذكر مشافهة سعد بذلك وذكر قول سعد: وإلا فاستكتا(3).

الرابع والثلاثون: ابن المغازلي الشافعي قال: أخبرنا أبو علي عبد الكريم بن محمد بن عبد الرحمن الشروطي رفعه لأبي سعيد بن المسيب قال: سألت سعدا، هل سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول لعلي (عليه السلام): أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي، أو معي؟

قال: نعم(4).

الخامس والثلاثون: ابن المغازلي الشافعي قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الواحد بن علي بن العباس البزاز رفعه إلى إسماعيل بن أبي خالد عن قيس قال: سأل رجل معاوية عن مسألة فقال: سل عنها علي بن أبي طالب فإنه أعلم، قال: يا أمير المؤمنين قولك فيها أحب إلي من قول علي، فقال: بئس ما قلت ولؤم ما جئت به لقد كرهت رجلا كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يغره بالعلم غرا ولقد قال له رسول الله (صلى الله عليه وآله): أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي، ولقد كان عمر بن الخطاب يسأله فيأخذ عنه ولقد شهدت عليه إذا أشكل عليه شئ قال: هاهنا علي، قم لا أقام الله رجليك ومحى

____________

(1) مناقب ابن المغازلي: ح 48.

(2) مناقب ابن المغازلي: 33 / ح 49.

(3) مناقب ابن المغازلي: ح 50 وأخرجه النسائي في الخصائص: 15.

(4) مناقب ابن المغازلي: ح 51 وأخرجه النسائي في الخصائص: 14.

الصفحة 31   

اسمه من الديوان(1).

 

ومناقب شهد العدو بفضلها      والفضل ما شهدت به الأعداء

 

السادس والثلاثون: ابن المغازلي الشافعي قال: أخبرنا أبو أحمد عبد الوهاب بن محمد بن موسى الغندجاني رفعه إلى سعد بن أبي وقاص إن النبي (صلى الله عليه وآله) قال لعلي: أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي(2).

السابع والثلاثون: ابن المغازلي قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن علي بن عبد الرحمن العلوي رفعه إلى سعيد بن المسيب عن سعد عن النبي (صلى الله عليه وآله) بمثله(3).

الثامن والثلاثون: ابن المغازلي قال: أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن الحسين بن يعقوب الدباس الواسطي رفعه إلى عائشة بنت سعد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) بمثله(4).

التاسع والثلاثون: ابن المغازلي قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد الله الرقاعي الأصفهاني قدم عليه واسطا في جمادي الأولى من سنة أربع وثلاثين وأربعمائة رفعه إلى عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعلي (عليه السلام): أنت مني بمنزلة هارون من موسى وخلفه في أهله(5).

الأربعون: صاحب الأربعين عن الأربعين وهو الحديث الثاني قال: أخبرنا أبو الفتوح محمود بن محمد بن عبد الجبار المذكر الهرمز دياري الشروي ثم الجرجاني، قدم علينا الري قراءة عليه أخبرني القاضي أبو المحاسن عبد الواحد بن إسماعيل بن أحمد الروياني من لفظه أخبرنا أبو محمد عبد الملك بن أحمد الفقاعي بالري، حدثنا أبو محمد عبد الله بن سعيد الأصطخري الأنصاري قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن أذران الخياط بشيران حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري وصي المأمون الخليفة حدثنا أمير المؤمنين المأمون حدثني أمير المؤمنين الرشيد حدثنا أمير المؤمنين المهدي حدثنا أمير المؤمنين المنصور عن أبيه عن جده عن ابن عباس قال: سمعت عمر بن الخطاب وعنده جماعة فتذاكروا السابقين إلى الإسلام [ إلى أن ] يقول: أما علي بن أبي طالب فسمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول فيه ثلاث خصال لوددت أن لي واحدة منهن وكان أحب إلي من

____________

(1) مناقب ابن المغازلي: ح 52، والرياض النضرة: 2 / 195.

(2) مناقب ابن المغازلي: ح 53.

(3) مناقب ابن المغازلي: ح 54.

(4) مناقب ابن المغازلي: ح 55، ومسند أحمد: 1 / 171 ط. الميمنية.

(5) مناقب ابن المغازلي: ح 56.

الصفحة 32   

الدنيا وما فيها، وكنت أنا وأبو بكر وأبو عبيدة وجماعة من الصحابة إذ ضرب النبي (صلى الله عليه وآله) بيده على منكب علي (عليه السلام) فقال: يا علي أنت أول المؤمنين إيمانا وأول المسلمين إسلاما وأنت مني بمنزلة هارون من موسى(1).

الحادي والأربعون: أحمد بن حنبل في مسنده قال: حدثنا يحيى بن حماد قال: حدثنا أبو عوانة قال: حدثنا أبو بلج قال: حدثنا عمرو بن ميمون قال: إني لجالس إلى ابن عباس إذا أتاه تسعة رهط فقالوا: يا بن عباس إما أن تقوم معنا وإما تخلوا بنا عن هؤلاء قال ابن عباس: بل أنا أقوم معكم وهو يومئذ صحيح قبل أن يعمى قال: فابتدؤا فتحدثوا فلا ندري ما قالوا، فجاء ينفض ثوبه ويقول:

أف وتف وقعوا في رجل له عشر خصال وقعوا في رجل قال له رسول الله (صلى الله عليه وآله): لأبعثن رجلا لا يخزيه الله أبدا يحب الله ورسوله قال: فاستشرف إليها من استشرف فقال: أين علي؟

قالوا: في الرحا يطحن.

قال: وما كان أحدكم ليطحن؟

قال: فجاء أرمد لا يكاد يبصر.

قال: فنفث في عينيه ثم هز الراية ثلاثا فأعطاها إياه فجاء بصفية بنت حيي.

قال: ثم بعث فلانا بسورة التوبة، فبعث عليا خلفه فأخذها منه وقال: لا يذهب بها إلا رجل مني وأنا منه.

وقال لبني هاشم: أيكم يواليني في الدنيا والآخرة؟

قال: وعلي جالس معه، فقال: أنا أواليك في الدنيا والآخرة.

قال: وكان أول من آمن من الناس، وأخذ رسول الله (صلى الله عليه وآله) ثوبه فوضعه على علي وفاطمة والحسن والحسين وقال: * (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) *.

قال: وشرى علي نفسه لبس ثوب رسول الله (صلى الله عليه وآله) ثم نام مكانه، قال: وكان المشركون يتوهمون أنه رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فجاء أبو بكر وعلي (عليه السلام) نائم قال: وأبو بكر يحسب أنه نبي الله، قال: فقال: يا نبي الله، قال: فقال له علي: إن نبي الله قد انطلق نحو بئر ميمون وأدركه، فانطلق أبو بكر فدخل معه الغار قال: وجعل علي يرمى بالحجارة كما يرمى نبي الله (صلى الله عليه وآله) وهو يتضور وقد لف رأسه في الثوب لا يخرجه حتى أصبح ثم كشف رأسه فقالوا: كان صاحبك نرميه فلا يتضور وأنت تتضور وقد استنكرنا ذلك قال: وخرج بالناس في غزوة تبوك فقال علي (عليه السلام): يا نبي الله أخرج معك؟

____________

(1) تاريخ دمشق: 42 / 167 ط دار الفكر.

الصفحة 33   

قال: فقال له نبي الله (صلى الله عليه وآله): لا، فبكى علي فقال: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا إنك ليس بنبي أنه لا ينبغي أن أذهب إلا وأنت خليفتي.

قال: وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أنت ولي كل مؤمن ومؤمنة بعدي.

قال: وسد أبواب المسجد غير باب علي (عليه السلام)، قال: ودخل المسجد جنبا وهو طريقه ليس له طريق غيره، وقال: من كنت مولاه فهذا علي مولاه(1).

الثاني والأربعون: عبد الله بن أحمد بن حنبل في مسند أبيه أحمد بن حنبل قال: حدثنا سفيان عن ابن أبي نجيح عن أبيه وربيعة الجرشي أنه ذكر علي عند رجل وعنده سعد بن أبي وقاص فقال له سعد: أتذكر عليا أن له مناقب أربعا لئن تكون لي واحدة أحب إلي من كذا وكذا وذكر حمر النعم:

قوله: لأعطين الراية، وقوله: أنت مني بمنزلة هارون من موسى، وقوله، من كنت مولاه فعلي مولاه ونسي سفيان واحدة(2).

الثالث والأربعون: ابن المغازلي الشافعي في مناقبه قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن المظفر العطار قال: أخبرنا أبو محمد بن السقاء وأخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الله بن القصاب البيع الواسطي ما أذن لي في روايته عنه قال: حدثني أبو بكر محمد بن الحسن بن أحمد بن محمد البابسري قال: حدثني أبو الحسن علي بن علي بن محمد بن الحسن الجوهري قال: حدثني محمد بن زكريا بن دريد العبدي قال: حدثني حميد الطويل عن أنس قال: لما كان يوم المباهلة وآخى النبي (صلى الله عليه وآله) بين المهاجرين وعلي واقفا يراه ويعرف مكانه لم يؤاخ بينه وبين أحد وانصرف علي باكي العين فافتقده النبي (صلى الله عليه وآله) فقال: ما فعل أبو الحسن؟

قالوا أنصرف باكي العين يا رسول الله.

قال: يا بلال إذهب فأتني به، فمضى بلال إلى علي (عليه السلام) وقد دخل منزله باكي العين فقالت فاطمة: ما يبكيك لا أبكى الله عينيك؟

قال: يا فاطمة آخى النبي بين المهاجرين والأنصار وأنا واقف يراني ويعرف مكاني لم يوآخ بيني وبين أحد.

قالت: لا يحزنك لعله أدخرك لنفسه.

فقال بلال: يا علي أجب النبي (صلى الله عليه وآله)، فأتى علي (عليه السلام) النبي، فقال النبي (صلى الله عليه وآله): ما يبكيك يا أبا الحسن؟

قال: واخيت بين المهاجرين والأنصار يا رسول الله وأنا واقف تراني وتعرف مكاني لم تؤاخ بيني

____________

(1) مسند أحمد: 1 / 330.

(2) فضائل الصحابة لابن حنبل: 2 / 643 / ح 1093.

الصفحة 34   

وبين أحد.

قال: إنما ادخرتك لنفسي ألا يسرك أن تكون أخا نبيك؟

قال: بلى يا رسول الله أنى لي بذلك، فأخذ بيده فأرقاه المنبر فقال: اللهم هذا مني وأنا منه ألا إنه مني بمنزلة هارون من موسى ألا من كنت مولاه فهذا علي مولاه قال: فانصرف علي (عليه السلام) قرير العين، فأتبعه عمر بن الخطاب فقال: بخ بخ يا أبا الحسن أصبحت مولاي ومولى كل مسلم(1).

الرابع والأربعون: عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثنا حسين بن محمد الزارع قال: حدثنا عبد المؤمن بن عباد قال: حدثنا يزيد بن معن عن عبد الله شرحبيل عن زيد بن أبي أوفى قال:

دخلت على رسول الله (صلى الله عليه وآله) مسجده، فذكر قصة مواخاة رسول الله (صلى الله عليه وآله) بين الصحابة فقال علي:

- يعني للنبي (صلى الله عليه وآله) - لقد ذهبت روحي وانقطع ظهري حين رأيتك فعلت بأصحابك ما فعلت غيري فإن كان هذا من سخط منك فلك العتبى والكرامة، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): والذي بعثني بالحق نبيا أخرتك لنفسي فإنك مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي فأنت أخي ووارثي.

قال: وما أرث منك يا رسول الله؟

قال: ما ورث الأنبياء قبلي.

قال: وما ورث الأنبياء قبلك؟

قال: كتاب الله وسنة نبيهم وأنت معي في قصري في الجنة مع ابنتي فاطمة وأنت أخي ورفيقي، ثم تلا رسول الله (صلى الله عليه وآله) * (إخوانا على سرر متقابلين) * المتحابون في الله ينظر بعضهم إلى بعض(2).

الخامس الأربعون: مسند أحمد بن حنبل قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن عثمان قال: حدثنا أبو الحسين محمد بن المظفر بن موسى بن عيسى الحافظ قال: حدثنا جعفر بن عبد الله بن محمد أبو عبد الله قال: حدثنا إسماعيل بن أبان قال: حدثنا سلام بن أبي عمر عن معروف بن خربوذ عن أبي الطفيل عن حذيفة بن أسيد الغفاري قال: لما قدم أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله) لم يكن لهم بيوت يبيتون فيها فكانوا يبيتون في المسجد فيحتلمون، ثم إن القوم بنوا بيوتا حول المسجد وجعلوا أبوابها المسجد، وإن النبي بعث إليهم معاذ بن جبل فنادى أبا بكر فقال: إن الله يأمرك أن تخرج من المسجد فقال: سمعا وطاعة فسد بابه وخرج من المسجد، ثم أرسل إلى عمر فقال: إن رسول

____________

(1) مناقب ابن الغزالي.

(2) فضائل الصحابة لابن حنبل: 2 / 638 / ح 1085.

الصفحة 35   

الله (صلى الله عليه وآله) يأمرك أن تسد بابك في المسجد وتخرج منه فقال: سمعا وطاعة فسد بابه وخرج من المسجد ثم أرسل إلى حمزة فسد بابه فقال: سمعا وطاعة لله ورسوله، وعلي على ذلك يتردد لا يدري أهو فيمن يقيم أو فيمن يخرج، وكان النبي (صلى الله عليه وآله) قد بنى له بيتا في المسجد بين أبياته فقال له النبي (صلى الله عليه وآله): أسكن طاهرا، مطهرا فبلغ حمزة قول النبي (صلى الله عليه وآله) لعلي (عليه السلام) فقال: يا محمد تخرجنا وتمسك غلمان بني عبد المطلب؟ فقال النبي (صلى الله عليه وآله) له: لو كان الأمر إلي ما جعلت دونكم من أحد والله ما أعطاه إياه إلا الله وإنك لعلى خير من الله ورسول الله إبشر فبشره النبي (صلى الله عليه وآله) فقتل يوم أحد شهيدا، ونفس ذلك رجال على علي فوجدوا في أنفسهم وتبين فضله عليهم وعلى غيرهم من أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله) فبلغ ذلك النبي (صلى الله عليه وآله) فقام خطيبا فقال: إن رجالا يجدون في أنفسهم في أن أسكن علي في المسجد والله ما أخرجتهم ولا أسكنته إن الله عز وجل أوحى إلى موسى وأخيه * (أن تبوءا لقومكما بمصر بيوتا واجعلوا بيوتكم قبلة وأقيموا الصلاة) * وأمر موسى أن لا يسكن مسجده ولا ينكح فيه إلا هارون وذريته، وإن علي بمنزلة هارون من موسى وهو أخي دون أهلي ولا يحل مسجدي لأحد ينكح فيه النساء إلا علي وذريته ومن ساءه فههنا وأومأ بيده نحو الشام(1).

السادس والأربعون: مسند أحمد بن حنبل روى عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثنا الحسن قال: حدثنا أبو عبد الله الحسين بن راشد الطفاوي والصباح بن عبد الله بن بشر والخبران متقاربان في اللفظ ويزيد أحدهما على صاحبه قالا: حدثنا قيس بن الربيع قال: حدثنا سعد الخفاف عن عطية عن مخدوج بن زيد الهذلي، أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) آخى بين المسلمين ثم قال: يا علي أنت أخي بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي، أما علمت يا علي أن أول من يدعى به يوم القيامة بي فأقوم عن يمين العرش فأكسى حلة خضراء من حلل الجنة، ثم يدعى بالنبيين بعضهم على إثر بعضهم فيقومون سماطين على يمين العرش يكسون حللا خضراء من حلل الجنة، ألا وإني أخبرك يا علي إن أمتي أول الأمم يحاسبون يوم القيامة، ثم أنت أول من يدعى بك لقرابتك ومنزلتك عندي ويدفع إليك لوائي وهو لواء الحمد فتسير به بين السماطين آدم (عليه السلام) وجميع خلق الله يستظلون بظل لوائي، وطوله مسيرة ألف سنة سنانه ياقوتة حمراء له ثلاث ذوائب من نور ذؤابة في المشرق وذؤابة في المغرب والثالثة وسط الدنيا مكتوب عليه ثلاثة أسطر الأول: بسم الله الرحمن الرحيم، الثاني: الحمد لله رب العالمين، الثالث: لا إله إلا الله محمد رسول الله، طول كل

____________

(1) ما وجدناه في مسند ابن حنبل، نعم هو في مناقب ابن المغازلي 253 - 255.

الصفحة 36   

سطر ألف سنة وعرضه ألف سنة، وتسير باللواء والحسن عن يمينك والحسين عن يسارك حتى تقف بيني وبين إبراهيم في ظل العرش، ثم تكسى حلة خضراء من الجنة، ثم ينادي مناد من تحت العرش: نعم الأب أبوك إبراهيم ونعم الأخ أخوك علي أبشر يا علي، نك تكسى إذا كسيت وتدعى إذا دعيت وتحبى إذا حبيت(1).

السابع والأربعون: عبد الله بن أحمد بن حنبل في مسند أبيه أحمد بن حنبل قال: حدثنا محمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي قال: حدثنا أبو الحسين بن محمد السعدي البصري في جمادى الأول سنة إحدى وثلاثين ومائتين قال: حدثنا عبد المؤمن بن عباد قال: حدثنا يزيد بن معن عن عبد الله بن شرحبيل عن ابن أبي أوفى قال: دخلت على رسول الله (صلى الله عليه وآله) مسجده فقال: أين فلان بن فلان، فجعل ينظر في وجوه أصحابه ويتفقدهم ويبعث إليهم حتى توافوا عنده، فحمد الله وأثنى عليه وآخى بينهم، وذكر الحديث حديث المواخاة، فقال علي (عليه السلام): لقد ذهبت روحي وأنقطع ظهري حين رأيتك فعلت بأصحابك ما فعلت غيري فإن كان هذا عن سخط علي فلك العتبى والكرامة، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) والذي بعثني بالحق ما أخرتك إلا لنفسي وأنت مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي وأنت أميني ووارثي.

قال: ما أرث يا رسول الله؟

قال: ما ورث الأنبياء من قبلي.

قال: وما ورث الأنبياء من قبلك؟

قال: كتاب الله وسنة نبيه، وأنت معي في قصري في الجنة مع ابنتي فاطمة وأنت أخي ورفيقي ثم تلا رسول الله (صلى الله عليه وآله) * (إخوانا على سرر متقابلين) * المتحابون في الله ينظر بعضهم إلى بعض(2).

الثامن والأربعون: مسند أحمد بن حنبل قال: حدثنا يحيى بن حماد قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال أبو بلج: قال: حدثنا عمر بن ميمون عن ابن عباس قال: خرج رسول الله (صلى الله عليه وآله) وخرج الناس في غزوة تبوك فقال علي (عليه السلام): أخرج معك؟

فقال له نبي الله (صلى الله عليه وآله): لا، فبكى علي.

فقال (صلى الله عليه وآله): أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا إنك ليس نبي، أنه لا ينبغي أن أذهب إلا وأنت خليفتي(3).

____________

(1) فضائل الصحابة لابن حنبل: 2 / 663 / ح 1131.

(2) فضائل الصحابة لابن حنبل: 2 / 666 / ح 1137.

(3) مسند أحمد: 1 / 331.

الصفحة 37   

التاسع والأربعون: من مسند أحمد بن حنبل قال: عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثنا محمد بن يونس قال: حدثنا زيد بن عمر بن عثمان النميري البصري [ قال ] حدثني [ أبي عن ] إسماعيل بن أبي خالد عن قيس عن أبي حازم قال: جاء رجل إلى معاوية فسأله عن مسألة فقال: سل عنها علي بن أبي طالب فهو أعلم بها، فقال: يا أمير المؤمنين جوابك بها أحب إلي من جواب علي.

فقال: بئس ما قلت ولؤم ما جئت به لقد كرهت رجلا كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يغره العلم غرا ولقد قال له رسول الله: أنت مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي، وكان عمر إذا أشكل عليه أمر شئ يأخذ عنه، ولقد شهدت عمر وقد أشكل عليه شئ فقال عمر: هاهنا علي، قم لا أقام الله رجليك(1).

الخمسون: كتاب المغازي لمحمد بن إسحاق في النصف الثاني بالإسناد قال: لما خرج رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى غزوة تبوك خلف علي بن أبي طالب (عليه السلام) على أهله وأمره بالإقامة فيهم، فأرجف المنافقون وقالوا: ما أخلفه إلا استثقالا أو تحفيفا عنه، فلما قال ذلك المنافقون، أخذ علي بن أبي طالب سلاحه ثم خرج إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو نازل بالجوف فقال: يا رسول الله زعم المنافقون أنك إنما خلفتني تستثقلني وتخفف عني.

فقال (صلى الله عليه وآله): كذبوا ولكني خلفتك لما تركت ورائي فارجع فاخلفني في أهلي وأهلك ألا ترضى يا علي أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي، فرجع إلى المدينة، ومضى رسول الله (صلى الله عليه وآله) بسفره(2).

الحادي والخمسون: محمد بن إسحاق أيضا في المغازي بالإسناد عن يزيد بن رمانة قال: بلغني أن رجلا من قريش كان يقول: والله ما أدري لعله سيكون نبي بعد محمد، فلقيت إبراهيم بن سعد بن أبي وقاص فقلت: يا أبا إسحاق سمعت أباك يذكر مقالة رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعلي بن أبي طالب (عليه السلام) يوم غزوة تبوك، فضحك وظن ذلك من هوى مني في علي فقلت: إني والله ما أسألك عنه لذلك ولكنه بلغني أن رجلا من قومك يقول: ما أدري لعله سيكون نبي بعد محمد، فقال: نعم أشهد لسمعت أبي سعد بن أبي وقاص يقول: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول لعلي (عليه السلام) يوم رده من غزوة تبوك: ألا ترضى يا علي أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي(3).

____________

(1) فضائل الصحابة: 2 / 675 / ح 1153.

(2) تاريخ دمشق: 2 / 31 و 42 / 117 ط. دار الفكر، والبحار: 37 / 267.

(3) المناقب 39 / ح 7.

الصفحة 38   

الثاني والخمسون: كتاب الفردوس لابن شيرويه الديلمي في باب الياء بالإسناد عن عمر بن الخطاب قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا علي أنت أول المسلمين إسلاما وأنت أول المؤمنين إيمانا وأنت مني بمنزلة هارون من موسى(1).

الثالث والخمسون: ابن شيرويه في الفردوس بالإسناد عن عامر بن سعد قال: قال سعد: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعلي (عليه السلام): ثلاثا لئن تكون لي واحدة أحب إلي من حمر النعم، نزل على رسول الله (صلى الله عليه وآله) الوحي، فأدخل عليا وفاطمة والحسن والحسين صلوات الله عليهم تحت ثوبه وقال: اللهم هؤلاء أهلي وأهل بيتي [ أحق ] وقال له حين خلفه في غزوة غزاها وقال علي (عليه السلام): يا رسول الله خلفتني مع النساء والصبيان، فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله): ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبوة بعدي.

وقوله يوم خيبر: لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله يفتح الله على يديه، فتطاول المهاجرون لرسول الله (صلى الله عليه وآله) ليراهم، فقال رسول الله: أين علي؟

فقالوا أرمد.

قال: فادعوه، فدعوه وبصق في عينيه ففتحهما وفتح الله على يديه(2).

الرابع والخمسون: صدر الأئمة عند المخالفين أخطب الخطباء موفق بن أحمد الخوارزمي في كتاب فضائل أمير المؤمنين (عليه السلام) في الفصل الأول من الكتاب قال: أنبأني سيد القراء أبو العلاء الحسن بن أحمد العطار الهمداني، أخبرنا الحسن بن أحمد المقرئ، أخبرنا أحمد بن عبد الله الحافظ حدثنا سليمان بن أحمد الطبراني حدثنا محمود بن محمد المروزي حدثنا حامد بن آدم المروزي حدثنا جرير عن ليث عن مجاهد عن ابن عباس قال: لما آخى النبي (صلى الله عليه وآله) بين أصحابه وبين المهاجرين والأنصار فلم يؤاخ بين علي بن أبي طالب وبين أحد منهم، خرج علي مغضبا حتى أتى جدولا من الأرض فتوسد ذراعه وسفت عليه الريح، فطلبه رسول الله (صلى الله عليه وآله) حتى وجده فوكزه برجله وقال له: قم فما صلحت إلا أن تكون أبا تراب، أغضبت علي حين آخيت بين المهاجرين والأنصار ولم آواخ بينك وبين أحد منهم، ما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه ليس بنبي، ألا من أحبك حف بالأمن والإيمان ومن أبغضك أماته الله ميتة جاهلية وحوسب بعمله

____________

(1) (2) مسند الشامي: 1 / 146، ح 82، وفضائل الصحابة لأحمد: 2 / 643، ح 1093.

الصفحة 39   

في الإسلام(1).

الخامس والخمسون: موفق بن أحمد في كتاب فضائل أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: أخبرني الإمام العلامة فخر خوارزم أبو القاسم محمود بن عمر الزمخشري الخوارزمي، أخبرنا الأستاذ الأمين أبو الحسن علي بن الحسين بن مدرك الرازي، أخبرنا الحافظ أبو سعيد إسماعيل بن الحسن السمان حدثنا محمد بن عبد الواحد الخزاعي لفظا، أخبرني أبو محمد عبد الله بن سعيد الأنصاري، حدثنا أبو محمد عبد الله بن أدران الخياط الشيرازي، حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري وصي المأمون حدثني أمير المؤمنين الرشيد عن أبيه عن جده عن عبد الله بن العباس (رضي الله عنه) قال: سمعت عمر بن الخطاب وعنده جماعة، فتذاكروا السابقين إلى الإسلام فقال عمر: أما علي فسمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول فيه ثلاث خصال لوددت أن تكون لي واحدة منهن وكانت أحب إلي من ما طلعت عليه الشمس، كنت أنا وأبو عبيدة وأبو بكر وجماعة من أصحابه إذ ضرب النبي (صلى الله عليه وآله) بيده على منكب علي (رضي الله عنه) وقال له: يا علي أنت أول المؤمنين إيمانا وأول المسلمين إسلاما وأنت مني بمنزلة هارون من موسى(2).

السادس والخمسون: موفق بن أحمد في الفضائل قال: أنبأني مهذب الأئمة أبوا لمظفر عبد الملك بن علي بن محمد الهمداني إجازة، أخبرنا محمد بن الحسين بن علي البزاز، أخبرنا أبو منصور محمد بن علي بن عبد العزيز، أخبرنا هلال بن محمد بن جعفر، حدثنا أبو بكر محمد بن عمر الخزاز الحافظ حدثني أبو الحسن علي بن موسى الخزاز من كتابه، حدثنا الحسن بن علي الهاشمي حدثني إسماعيل بن أبان، حدثنا أبو مريم عن ثوير بن أبي فاختة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال أبي: دفع النبي (صلى الله عليه وآله) الراية يوم خيبر إلى علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) ففتح الله تعالى على يده، وأوقفه يوم غدير خم فأعلم الناس أنه مولى كل مؤمن ومؤمنة وقال له: أنت مني وأنا منك، وقال له:

تقاتل على التأويل كما قاتلت على التنزيل وقال له: أنت مني بمنزلة هارون من موسى، وقال له: أنا سلم لمن سالمك وحرب لمن حاربك، وقال له: أنت العروة الوثقى، وقال له: أنت تبين لهم ما اشتبه عليهم من بعدي، وقال له: أنت مولى كل مؤمن ومؤمنة ووصي كل مؤمن ومؤمنة بعدي، وقال له: أنت الذي أنزل الله فيه * (وأذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر) * وقال له: أنت الآخذ بسنتي والذاب عن ملتي، وقال له: أنا أول من تنشق الأرض عنه وأنت معي [ إلى الجنة ] تدخلها أنت والحسن والحسين وفاطمة وقال: إن الله تعالى أوحى إلي أن أقوم بفضلك فقمت به

____________

(1) المناقب 39 / ح 7.

(2) المناقب 54 / ح 19، وقد تقدم الحديث بطوله.

الصفحة 40   

في الناس وبلغتهم ما أمرني الله تعالى بتبليغه، وقال له: أتق الضغاين التي لك في صدور من لا يظهرها إلا بعد موتي، أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون، ثم بكى فقيل: مم بكاؤك يا رسول الله؟

قال: أخبرني جبرائيل أنهم يظلمونه بعدي، وأخبرني جبرائيل (عليه السلام) عن الله عز وجل أن ذلك الظلم يزول إذا قام قائمهم وعلت كلمتهم واجتمعت الأمة على محبتهم وكان الشانئ لهم قليلا والكاره لهم ذليلا وكثر المادح لهم، وذلك حين تغير البلاد وضعف العباد واليأس من الفرج فعند ذلك يظهر القائم فيهم، قال النبي (صلى الله عليه وآله): اسمه كاسمي واسم أبيه كاسم أبي هو من ولد ابنتي، يظهر الله الحق بهم ويخمد الباطل بأسيافهم وتتبعهم الناس راغب إليهم وخائف منهم، قال: وسكن البكاء عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) ثم قال: معاشر الناس أبشروا بالفرج فإن وعد الله لا يخلف وقضاؤه لا يرد وهو الحكيم والخبير، وإن فتح الله قريب، اللهم إنهم أهلي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، اللهم اكلأهم وارعهم وكن لهم وانصرهم وأعزهم ولا تذلهم وأخلفني فيهم إنك على ما تشاء قدير(1).

السابع والخمسون: موفق بن أحمد في الفضائل قال: أخبرنا قتيبة، حدثنا حاتم بن إسماعيل عن بكير بن عمار عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال: أمر معاوية بن أبي سفيان سعدا فقال: ما منعك أن تسب أبا تراب، قال: أما ما ذكرت ثلاثا قالهن رسول الله (صلى الله عليه وآله) فلن أسبه لئن تكون إلي واحدة أحب إلي من حمر النعم، سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول لعلي وخلفه في بعض مغازيه:

تكون أنت في بيتي إلى أن أعود، قال له علي: يا رسول الله تخلفني مع النساء والصبيان؟ فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبوة بعدي، وسمعته يقول يوم خيبر: لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله قال: فتطاولنا لها. فقال أدعو إلي عليا.

قال: فأتى علي وبه رمد، فبصق في عينيه ودفع الراية إليه ففتح الله عليه، وأنزلت هذه الآية * (قل تعالوا ندع أبنائنا وأبنائكم ونسائنا ونسائكم) * الآية، ودعا رسول الله (صلى الله عليه وآله) في المباهلة عليا وفاطمة وحسنا وحسينا ثم قال: اللهم هؤلاء أهلي.

قال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب صحيح من هذا الوجه قال (رض): قوله (صلى الله عليه وآله):

أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، أخرجه الشيخان في صحيحيهما بطرق

____________

(1) المناقب 61 / ح 31.

 

 

 

 

الصفحة 53   

أما بعد: فقد عرف أمير المؤمنين كتابكم، وقدير أمركم، ومخض زبدتكم، وأشرف على قلوب صغيركم وكبيركم، وعرفكم مقبلين ومدبرين، وما آل إليه كتابكم في مراوضة الباطل، وصرف وجوه الحق عن مواضعها ونبذكم كتاب الله تعالى والآثار، وكلما جاءكم به الصادق محمد (صلى الله عليه وآله) حتى كأنكم من الأمم السالفة التي هلكت بالخسف والغرق والريح والصيحة والصواعق والرجم، * (أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها) *، والذي هو أقرب إلى أمير المؤمنين من حبل الوريد لولا أن يقول قائل: إن أمير المؤمنين ترك الجواب عجزا لما أجبتكم من سوء أخلاقكم، وقلة أخطاركم، وركاكة عقولكم، ومن سخافة ما تأوون إليه من آرائكم، فليستمع إليه مستمع وليبلغ الشاهد غائبا.

أما بعد: إن الله تعالى بعث محمدا (صلى الله عليه وآله) على فترة من الرسل، وقريش في أنفسها وأموالها لا يرون أحدا يساميهم ولا يباريهم، فكان نبينا محمد (صلى الله عليه وآله) أمينا من أوسطهم بيتا وأقلهم مالا، وكان أول من آمنت به خديجة بنت خويلد فواسته بمالها، ثم آمن به أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وله سبع سنين، لم يشرك بالله شيئا [ طرفة عين ]، ولم يعبد وثنا ولم يأكل ربا(1)، ولم يشاكل الجاهلية في جهالاتهم، وكانت عمومة رسول الله (صلى الله عليه وآله) إما مسلم مهين أو كافر معاند إلا حمزة فإنه لم يمتنع من الإسلام ولا امتنع الإسلام منه، فمضى لسبيله على بينة من ربه.

وأما أبو طالب فإنه كفله ورباه، ولم يزل مدافعا عنه ومانعا منه، فلما قبض الله أبا طالب هم به القوم وأجمعوا عليه ليقتلوه، فهاجر إلى القوم الذين تبوؤا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا، ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة [ ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون ]، فلم يقم مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) أحد من المهاجرين كقيام علي ابن أبي طالب (عليه السلام) فإنه آزره ووقاه بنفسه ونام في مضجعه، ثم لم يزل متكئا - وفي نسخة: متمسكا - بأطراف الثغور وينازل الأبطال، ولا ينكل عن قرن، ولا يولي عن جيش منيع القلب، يؤمر على الجميع ولا يؤمر عليه أحد، أشد الناس وطأة على المشركين، وأعظمهم جهادا في الله، وأفقههم في دين الله، وأقرأهم لكتاب الله وأعرفهم بالحلال والحرام، وهو صاحب الولاية في حديث غدير خم، وصاحب قوله: " أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي "، وصاحب يوم الطائف.

____________

1 - كما ذكره المسعودي والمقريزي راجع مروج الذهب: 1 / 401 ط. مصر 1346 ه، و ط. بيروت 2 / 276 ذكر مبعث النبي (صلى الله عليه وآله)، وإمتاع الأسماع: 1 / 16 ط. مصر تحقيق محمود شاكر، والرياض المستطابة: 168 ترجمة الأمير.

الصفحة 54   

وكان أحب الخلق إلى الله تعالى وإلى رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وصاحب الباب حيث فتح له وسد سائر الأبواب في المسجد، وهو صاحب الراية يوم خيبر، وصاحب عمرو بن عبد ود في المبارزة، وأخو رسول الله (صلى الله عليه وآله) حين آخى بين المسلمين، وهو منيع جزيل.

وهو صاحب آية * (ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا) * وهو زوج فاطمة (عليها السلام) سيدة نساء العالمين [ وسيدة نساء أهل الجنة ]، وهو ختن خديجة (عليها السلام)، وهو ابن عم رسول الله (صلى الله عليه وآله) لما كفله ورباه، وهو ابن أبي طالب (عليه السلام) في نصرته وجهاده، وهو نفس رسول الله (صلى الله عليه وآله) في يوم المباهلة، وهو الذي لم يكن أبو بكر وعمر ينفذان حكما حتى يسألانه عنه(1)، فما رأى إنفاذه أنفذاه، وما لم يره رداه.

وهو دخل من بني هاشم في الشورى، ولعمري لو قدر أصحابه على دفعه عنه كما دفع العباس رضوان الله عليه ووجدوا إلى ذلك سبيلا لدفعوه.

____________

1 - إليك دليله:

رجوع عمر وأبي بكر لعلي

 

لرجوع عمر يراجع: تنبيه الغافلين: 57 - 183، وترجمة علي من تاريخ دمشق: 2 / 364 ح 871، ومسند أحمد: 1 / 154 ط. م، و 1 / 349 ط. ب،، وجواهر العقدين: 387 الباب الثالث عشر، ونور الأبصار 161 مناقب علي، وموطأ مالك: 2 / 842 كتاب الأشربة باب 1 ح 2، وكنز العمال: 3 / 35 و 53 ط. دكن 1322، و 3 / 221، و 234، والفيض القدير: 3 / 46 ط. مصر 1356، وسنن البيهقي: 7 / 443 ط. دكن 1344، ومناقب الخوارزمي: 80 و 94 و 96 و 97 و 100 من الفصل السابع، وكفاية الطالب: 334 باب 62، وينابيع المودة: 1 / 75 ط. تركيا و ط. النجف: 85، وتاريخ اليعقوبي: 2 / 151، و 145، و 161 أيام عمر، وشرح النهج: 1 / 174 الخطبة 3، ومناقب ابن المغازلي: 41 ط. بيروت - و ط. طهران: 35 ح 52، وأنساب الأشراف: 178، والإحياء: 2 / 200 كتاب الأدب باب 3، وتذكرة الخواص: 135 باب 6 ذكر المسائل التي رجع عمر فيها، وربيع الأبرار: 4 / 26 قال عمر: لولاك لافتضحنا، وينابيع المودة: 1 / 249، و 85، و 302، و 342، و 2 / 448 ط. النجف، وشرح النهج: 1 / 18 الخطبة الأولى، والمعجم الكبير: 5 / 43 ح 4536 ترجمة رفاعة ابن رافع الزرقي، وكنز العمال: 2 / 564 ح 738 ذيل التفسير، و 12 / 568 ح 35779، و: 5 / 670 ح 14172 مسند عمر، و 5 / 830 و 834 ح 14508 و 6 / 205 ح 15363.

وتقدم قوله: لولا علي لهلك عمر - لا أبقاني الله لمعضلة ليس لها أبا حسن - أعوذ من معضلة - أعوذ بالله أن أعيش في يوم لست فيه يا أبا الحسن.

* رجوع أبو بكر لعلي

 

راجع ذخائر العقبى: 80، وتاريخ اليعقوبي: 2 / 138 أيام أبي بكر، وكفاية الطالب: 223 باب 58، والفضائل الخمسة: 2 / 306، ومقامات العلماء: 190.

الصفحة 55   

فأما تقديمكم العباس عليه فإن الله تعالى يقول: * (أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله لا يستوون عند الله) *(1).

والله لو كان ما في أمير المؤمنين من المناقب والفضائل والآيات المفسرة في القرآن خلة واحدة في رجل واحد من رجالكم أو غيره، لكان مستأهلا متأهلا للخلافة، مقدما على أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) بتلك الخلة، ثم لم تزل الأمور تتراقى به إلى أن ولي أمور المسلمين، فلم يستعن بأحد من بني هاشم إلا بعبد الله بن عباس تعظيما لحقه، وصلة لرحمه وثقة به، وكان من أمره الذي كان يغفر الله له(2).

ثم نحن وهم يد واحدة كما زعمتم حتى قضى الله تعالى بالأمر إلينا، فأخفناهم وضيقنا عليهم وقتلناهم أكثر من قتل بني أمية إياهم.

ويحكم إن بني أمية إنما قتلوا منهم من سل سيفا، وإنا معشر بني العباس قتلناهم جملا فلتسألن أعظم الهاشمية بأي ذنب قتلت، ولتسألن نفوس ألقيت في دجلة والفرات ونفوس دفنت في بغداد والكوفة أحياء، هيهات إنه من يعمل مثقال ذرة خيرا يره، ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره.

وأما ما وصفتم في أمر المخلوع، وما كان فيه من لبس، فلعمري ما لبس عليه أحد غيركم إذ هويتم عليه النكث، وزينتم له الغدر، وقلتم له ما عسى أن يكون من أمر أخيك، وهو رجل مغرب، ومعك الأموال والرجال نبعث إليه فيؤتى به فكذبتم ودبرتم ونسيتم قول الله تعالى * (ومن ثم بغى عليه لينصرنه الله) *(3).

وأما ما ذكرتم من استبصار المأمون في البيعة لأبي الحسن الرضا (عليه السلام)، فما بايع له أمير المؤمنين إلا مستبصرا في أمره عالما بأنه لم يبق أحد على ظهرها أبين فضلا ولا أطهر عفة، ولا أورع ورعا ولا أزهد زهدا في الدنيا، ولا أطلق نفسا ولا أرضى في الخاصة والعامة، ولا أشد في ذات الله منه(4)، وإن البيعة له لموافقة رضى الرب عز وجل، ولقد جهدت وما أجد في الله لومة لائم، ولعمري لو كانت بيعتي بيعة محاباة لكان العباس ابني وسائر ولدي أحب إلى قلبي وأحلى في عيني، ولكن أمير المؤمنين أراد أمرا وأراد الله تعالى أمرا، فلم يسبق أمره أمر الله.

____________

1 - التوبة: 19.

2 - أما للإشارة لأموال البصرة وأما لخذلانه للحسن عليه السلام وأما لعدم ذهابه مع الحسن عليه السلام.

3 - الحج: 60.

4 - راجع تاريخ ابن كثير: 4 / 162، والتدوين: 3 / 425 - 426، وعيون أخبار الرضا: 1 / 152.

الصفحة 56   

وأما ما ذكرتم مما مسكم من الجفاء في ولايتي، فلعمري ما كان ذلك إلا منكم بمظافرتكم عليه، وممايلتكم إياه، فلما قتله الله(1) تعالى تفرقتم عباديد فطورا أتباعا لابن أبي خالد، وطورا أتباعا لأعرابي، وطورا أتباعا لابن شكلة، ثم لكل من سل سيفا على أمير المؤمنين، ولولا أن أمير المؤمنين شيمته العفو وطبعه التجاوز ما ترك على وجهها منكم أحدا، فكلكم حلال الدم محل بنفسه.

وأما ما سألتم من البيعة للعباس ابن أمير المؤمنين، * (أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير) *، ويلكم إن العباس غلام حدث السن، ولم يؤنس رشده ولم يمهل وجده ولم تحكمه التجارب، تدبره النساء وتكفله الإماء، ثم لم يتفقه في الدين، ولم يعرف حلالا من حرام، إلا معرفة لا تأتي فيه رعية، ولا تقوم به حجة، ولو كان مستأهلا قد أحكمته التجارب، ومتفقها في الدين، وبلغ مبلغ أئمة العدل في الزهد في الدنيا وصرف النفس عنها، ما كان له عندي في الخلافة إلا ما كان لرجل من عك وحمير(2)، فلا تكثروا في هذا المقال، فإن لسان أمير المؤمنين لم يزل مخزونا عن أمور وأنباء، كراهية أن تخنث النفوس عندما تنكشف، علما بأن الله بالغ أمره، ومظهر قضاءه يوما.

فإذا أبيتم إلا كشف الغطاء وقشر العصا، فإن الرشيد أخبرني عن آبائه وعما وجد في كتاب الدولة وغيرها، أن السابع من ولد العباس هو الذي لا تقوم لبني العباس بعده قائمة ولا تزال النعمة متعلقة عليهم بحياته، فإذا أودعت فودعها، فإذا أودع فودعاها، وإذا فقدتم شخصي فاطلبوا لأنفسكم معقلا وهيهات، ما لكم إلا السيف يأتيكم الحسني الثائر البائر، فيحصدكم حصدا، أو السفياني المرغم، والقائم المهدي (عليه السلام) لا يحقن دمائكم إلا بحقها.

وأما ما كنت أردته من البيعة لعلي بن موسى بعد استحقاق منه لها في نفسه واختيار مني له، فما كان ذلك مني إلا أن أكون الحاقن لدمائكم، والذائد عنكم باستدامة المودة بيننا وبينهم، وهي الطريق أسلكها في إكرام آل أبي طالب، ومواساتهم في الفيئ بيسير ما يصيبهم منه، وإن تزعموا إني أردت أن يؤول إليهم عاقبة ومنفعة، فأنا في تدبيركم والنظر لكم ولعقبكم وأبنائكم من بعدكم، وأنتم ساهون لاهون [ تائهون ] في غمرة تعمهون لا تعلمون ما يراد بكم، وما أظللتم عليه من النقمة، وابتزاز النعمة، همة أحدكم أن يمسي مركوبا ويصبح مخمورا تباهون بالمعاصي،

____________

(1) في الطرائف: قتلته.

2 - قال العلامة المجلسي: والعكة: الإناء الذي يجعل فيه السمن، والحمير: في بعض النسخ بالخاء المعجمة وهو الخبز البائت والذي يجعل في العجين. وقال البعض: هما قبيلتان من القحطانية.

الصفحة 57   

وتبتهجون بها، وألهتكم البرابط مخنثون مؤنثون، لا يتفكر متفكر منكم في إصلاح معيشة ولا استدامة نعمة ولا اصطناع مكرمة، ولا كسب حسنة يمد بها عنقه يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.

أضعتم الصلاة، واتبعتم الشهوات، وأكببتم على(1) اللذات وتجنبتم عن النقمات(2) فسوف تلقون غيا، وأيم الله لربما تفكر أمير المؤمنين في أمركم، فلا أجد أمة من الأمم استحقوا العذاب حتى نزل بهم لخلة من الخلال إلا أصاب تلك الخلة بعينها فيكم، مع خلال كثيرة لم أكن أظن أن إبليس اهتدى إليها ولا أمر بالعمل عليها، وقد أخبر الله تعالى في كتابه العزيز عن قوم صالح: أنه كان فيهم تسعة رهط يفسدون في الأرض ولا يصلحون فأيكم ليس معه تسعة وتسعون من المفسدين في الأرض، قد اتخذتموهم شعارا ودثارا استخفافا بالمعاد وقلة يقين بالحساب، وأيكم له رأي يتبع أو روية تنفع فشاهت الوجوه وغبرت الخدود.

وأما ما ذكرتم من العترة(3) التي كانت في أبي الحسن (عليه السلام) نور الله وجهه فلعمري إنها عندي للنهضة والاستقلال الذي أرجو به قطع الصراط، والأمن والنجاة من الخوف يوم الفزع الأكبر، ولا أظن عملت عملا هو عندي أفضل من ذلك إلا أن أعود منها إلى مثله، وأنى لي بذلك وأنى لكم بتلك السعادة.

وأما قولكم إني سفهت آراء آبائكم وأحلام أسلافكم، فكذلك قال مشركو قريش: * (إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون) *(4).

ويلكم إن الدين لا يؤخذ إلا من الأنبياء، فافقهوا وما أراكم تعقلون.

وأما تعييركم إياي بسياسة المجوس إياكم فما أذهبكم الآنفة من ذلك، ولو ساستكم القردة والخنازير ما أردتم إلا أمير المؤمنين، ولعمري لقد كانوا مجوسا فأسلموا كآبائنا وأمهاتنا في القديم، فهم المجوس الذين أسلموا وأنتم المسلمون الذين ارتدوا، فمجوسي أسلم خير من مسلم ارتد، فهم يتناهون عن المنكر ويأمرون بالمعروف، ويتقربون من الخير ويتباعدون من الشر، ويذبون عن حرم المسلمين، يتباهجون بما نال الشرك وأهله من المنكر، ويتباشرون بما نال الإسلام وأهله من الخير، * (فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا) *، وليس منكم إلا لاعب بنفسه

____________

(1) في الأصل: وركنتم.

(2) في الطرائف: وأعرضتم عن الغنيمات.

(3) في الطرائف: العثرة.

4 - الزخرف: 23.

الصفحة 58   

مأفون(1) في عقله وتدبيره، إما مغن أو ضارب دف أو زامر.

والله لو أن بني أمية الذين قتلتموهم بالأمس نشروا فقيل لهم لا تأنفوا في معائب ينالونهم بها ما ازدادوا على ما صيرتموه لكم شعارا ودثارا وصناعة وأخلاقا. ليس منكم إلا من إذا مسه الشر جزع وإذا مسه الخير منع، ولا تأنفون ولا ترجعون إلا خشية.

وكيف يأنف من يبيت مركوبا ويصبح بإثمه معجبا كأنه قد اكتسب حمدا غايته بطنه وفرجه، لا يبالي أن ينال شهوته بقتل ألف نبي مرسل أو ملك مقرب، أحب الناس إليه من زين له معصية أو أعانه في فاحشة تنظخه(2) المخمورة وتربده المطمورة، فشتت الأحوال فإن ارتدعتم مما أنتم فيه من السيئات والفضائح، وما تهذرون به من عذاب ألسنتكم، وإلا فدونكم تعلموا بالحديد ولا قوة إلا بالله وعليه توكلي وهو حسبي(3).

الحادي والثمانون: إبراهيم بن محمد الحمويني من أعيان علماء العامة قال: أخبرني الشيخ محيي الدين عمر بن محمد بن أبي سعد بن أبي عصرون الإمام عزيز الدين محمد بن أبي القاسم عبد الكريم بن محمد بن عبد الكريم الرافعي (رضي الله عنه) إجازة، والشيخ عبد الحافظ بن بدران بقراءتي عليه بنابلس، عن القاضي جمال الدين عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل الأنصاري الحرستاني إجازة، أنبأنا الإمام أبو عبد الله محمد بن الفضل الصاعدي الفراوي إجازة قال: أنبأنا الإمام الحافظ أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي قال: أنبأنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن الخليل الماليني قال:

أنبأنا أبو أحمد عبد الله بن عدي الحافظ قال: أنبأنا البغوي إملاء قال: أنبأنا الحسين بن محمد الذراع سنة إحدى وثلاثين ومائتين قدم علينا مع أبي الربيع الزهراني من البصرة قال: أنبأنا عبد المؤمن بن عباد العبدي قال: أنبأنا يزيد بن طعن عن عبد الله بن شرحبيل عن زيد بن أبي أوفى قال: دخلت على رسول الله (صلى الله عليه وآله) مسجده فقال: أين فلان أين فلان، فجعل ينظر في وجوه أصحابه ويتفقدهم ويبعث إليهم حتى توافوا عنده، فلما توافوا عنده حمد الله وأثنى عليه ثم قال: إني أحدثكم بحديث فاحفظوه وعوه وحدثوا من بعدكم، أن الله اصطفى من خلقه خلقا ثم تلا: * (الله يصطفي من الملائكة رسلا) * ومن الناس خلقا يدخلهم الجنة واصطفى منكم من أحب أن يصطفي، وإني

____________

1 - قال العلامة المجلسي: والأفن بالتحريك ضعف الرأي.

(2) في الطرائف: تنظفه.

3 - الطرائف: 1 / 394 - 400 بتحقيقنا، و 277 ط. النجف، ورواه العلامة المجلسي في بحار الأنوار عن ابن مسكويه: 49 / 208 - 214. وقال من بعده أقول: كان هذا الخبر في بعض نسخ الطرائف ولم يكن في أكثرها وكانت النسخ سقيمة.

الصفحة 59   

مواخ بينكم كما آخى الله بين الملائكة، ثم آخى بين أبي بكر وعمر، وساق حديث المؤاخاة إلى أن قال: ثم دعا أبا الدرداء وسلمان الفارسي فقال: يا سلمان أنت منا أهل البيت وقد أتاك الله العلم الأول والعلم الآخر والكتاب الأول والكتاب الآخر ثم قال: ألا أرشدك يا أبا الدرداء؟

قال: بلى بأبي أنت وأمي يا رسول الله.

قال: إن تنتقد ينتقدوك وإن تركتهم لم يتركوك وإن تهرب منهم يدركوك، فأقرضهم عرضهم ليوم فقرك واعلم أن الجزاء أمامك، ثم آخى بينه وبين سلمان، ثم نظر في وجوه أصحابه فقال:

أبشروا وقروا عينا، أنتم أول من يرد علي الحوض وأنتم في أعلى الغرف، ثم نظر إلى عبد الله بن عمر فقال: الحمد لله الذي يهدي من الضلالة ويلبس الضلالة على من يحب، فقال له علي (عليه السلام) لقد ذهب روحي وانقطع ظهري حين رأيتك فعلت بأصحابك ما فعلت غيري فإن كان هذا من سخط علي فلك العتبى والكرامة.

فقال رسول الله: والذي بعثني بالحق ما أخرتك إلا لنفسي وأنت مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي وأنت أخي ووارثي.

قال: وما أرث منك يا نبي الله؟

قال: ما ورثه الأنبياء قبلي.

قال: وما هو؟

قال: كتاب ربهم وسنة نبيهم، وأنت معي في قصري في الجنة مع ابنتي فاطمة، وأنت أخي ورفيقي وتلا رسول الله (صلى الله عليه وآله): * (إخوانا على سرر متقابلين) * متحابين في الله ينظر بعضهم إلى بعض(1).

الثاني والثمانون: إبراهيم بن محمد الحمويني قال: أنبأني بمدينة الحلة فخر مشايخنا الجللة نسابة عصره وقدوة أساتذة الإفتاء في مصره السيد جلال الدين عبد الحميد بن فخار بن معد الموسوي بمدينته بغداد بقية مسنديها ومشايخ رواتها شهاب الدين أبو عبد الله محمد بن يعقوب بن أبي الفرج، ومجد الدين عبد الصمد بن أحمد بن عبد القادر الحنبليان، وبمدينة واسط شيخها المرجوع إليه في جميع أمورها الدينية والدنيوية ذو الفضائل السنية والمناقب العلية عز الدين أحمد بن إبراهيم، بن عمرو الفاروثي الواسطي، وكتب إلي من مدينة القدس الشريف خطيبها الإمام مسند الشام قطب الدين عبد المنعم بن يحيى بن إبراهيم بن علي من ولد عبد

____________

(1) فرائد السمطين: 1 / 112 / ب 20 / ح 80.

الصفحة 60   

الرحمن بن عوف القرشي الزهري فيما أذنوا إلي في روايته كتاب الخصائص العلوية بروايتهم عن نقيب العباسيين شرف الدين أبو طالب عبد الرحمن بن عبد السميع الهاشمي إجازة، أنبأنا الشيخ سديد الدين أبو عبد الله شاذان بن جبرائيل القمي بقراءتي عليه، أنبأنا محمد بن عبد العزيز القمي، أنبأنا الإمام أبو عبد الله محمد بن أحمد بن علي النطنزي المصنف قال: أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن الحداد فيما قرأت عليه قال: أنبأنا أبو بكر محمد بن علي بن إبراهيم بن مصعب في جمادى الآخر سنة اثنين وعشرين وأربعمائة قال: نبأنا القاضي أبو أحمد محمد بن إبراهيم الغسال قال: نبأنا محمد بن أيوب بن يحيى بن الضريس قال: نبأنا نصر بن علي الجهضمي القاضي بأصبهان، وأخبرنا أبو منصور محمد بن عبد الله بن عبد الواحد بن مندويه المعدل قراءة عليه وأنا أسمع قال: نبأنا محمد بن يوسف قال: نبأنا نصر بن علي حيلولة وأخبرنا الحافظ أبو نصر محمد بن الحسن بن إبراهيم إملاء سنة تسع وخمسمائة قال: نبأنا الإمام الحافظ أبو محمد الحسن بن أحمد بن محمد بن القاسم السمرقندي نيسابور قال: أخبرنا أبو سلمة عبد الصمد بن محمد الحاكم الأزدي ببخارا قال: أنبأنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد السوسي قال: نبأنا الحسين بن سفيان الشيباني قال: نبأنا نصر بن علي الجهضمي قال: نبأنا عبد الله بن عباد بن عمرو العنزي قال: نبأنا يزيد بن نصر قال: حدثني عبد الله بن شرحبيل، عن رجل من قريش عن يزيد بن أرقم قال: دخلت على رسول الله (صلى الله عليه وآله) في مسجد المدينة فجعل يقول: أين فلان، ولم يزل يتفقدهم ويبعث خلفهم حتى اجتمعوا عنده فقال: إني محدثكم بحديث، وساق مثل الحديث السابق في المؤاخاة بين الصحابة ببعض التغير إلى أن قال في الحديث: فقال علي (عليه السلام): يا رسول الله ذهب روحي وانقطع ظهري حين رأيتك فعلت بأصحابك ما فعلت غيري، فإن كان من سخطك علي فلك العتبى والكرامة قال: والذي بعثني بالحق ما أخرتك إلا لنفسي وأنت عندي بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي وأنت أخي ووارثي.

قلت: يا رسول الله ما أرث منك؟

قال: ما أورث الأنبياء قبلي.

قال: ما أورث الأنبياء قبلك؟

قال: كتاب الله وسنة رسوله، وأنت معي في قصري في الجنة مع ابنتي فاطمة، وأنت أخي ورفيقي ثم تلا رسول الله (صلى الله عليه وآله) هذه الآية: * (إخوانا على سرر متقابلين) * الأخلاء في الله ينظر بعضهم

الصفحة 61   

إلى بعض، الحديث على رواية الحافظ أبي نصر(1).

الثالث والثمانون: إبراهيم بن محمد الحمويني قال: أخبرنا الشيخ الإمام نجم الدين عثمان بن موفق الأذكاني بقراءتي إليه بمدينة اسفرائين، يوم الاثنين الثالث والعشرين من الجمادي الآخرى، سنة خمس وستين وستمائة بروايته عن والدي شيخ شيوخ الإسلام سلطان الأولياء سعد الحق والدين محمد بن المؤيد الحمويني، بروايته عن شيخه شيخ الإسلام نجم الدين أبي الجناب أحمد بن عمر بن محمد بن عبد الله الخيوقي إجازة قال: أنبأنا محمد بن عمر بن علي الطوسي بقراءتي عليه بنيسابور، أنبأنا أبو العباس أحمد بن أبي الفضل الشقاني، أنبأنا أبو سعد محمد بن طلحة الحنابذي، نبأنا أبو القاسم السراج، نبأنا محمد بن يعقوب، نبأنا الحسن بن علي بن عفان، نبأنا يحيى بن الفضل العبدي، نبأنا الحسن بن صالح عن موسى الجهني، عن فاطمة بنت علي (عليهما السلام) عن أسماء بنت عميس قالت: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعلي: أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي(2).

الرابع والثمانون: إبراهيم بن محمد الحمويني، أخبرني المشايخ المسندون فخر الدين أبو الحسن علي بن أحمد بن عبد الواحد المقدسي وعز الدين عبد العزيز من عبد المنعم علي الحرابي وأبو عبد الله محمد بن يعقوب بن أبي الفرج الأزجي البغدادي إجازة، والشيخ الإمام عبد الصمد ي بن أحمد بن عبد القادر بقراءتي عليه ببغداد، في شهر ربيع الأول سنة اثنتين وسبعين وستمائة بروايتهم عن الشيخ الإمام جمال الدين أبي الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد ابن الجوزي إجازة قال: أنبأنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد بن الحصين الشيباني قال:

أنبأنا أبو طالب محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان البزاز قراءة عليه وأنا أسمع في ذي الحجة سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة قال: نبأنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي البزاز إملاء قال: نبأنا محمد بن يونس بن موسى نبأنا عاصم بن علي، نبأنا أبو أويس عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعلي (عليه السلام): أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي(3).

الخامس والثمانون: إبراهيم بن محمد الحمويني قال: أخبرني السيد النسابة عبد الحميد بن فخار بن معد الموسوي كتابة، أنبأنا الشيخ أبو طالب عبد الرحمن الهاشمي إجازة، أنبأنا شاذان بن

____________

(1) فرائد السمطين: 1 / 118 / ب 21 / ح 83.

(2) فرائد السمطين: 1 / 122 / ب 21 / ح 85.

(3) فرائد السمطين: 1 / 123 / ب 21 / ح 86.

الصفحة 62   

جبرائيل القمي بقراءتي عليه، أنبأنا أبو عبد الله بن عبد العزيز القمي، أنبأنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن علي النطنزي قال: أخبرنا أبو علي الحداد قال: أخبرنا أبو نعيم قال: أخبرنا عبد الله بن محمد بن جعفر قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن زكريا قال: حدثنا محمد بن بكير عن ابن جبير عن الحسن بن سعد مولى علي بن أبي طالب (عليه السلام)، أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أراد أن يغزو غزوة فدعا عليا فأمره أن يتخلف في المدينة فقال: لا أتخلف بعدك يا رسول الله قال: فدعاني رسول الله (صلى الله عليه وآله) فعزم علي أن أتخلف قبل أن أتكلم قال: فبكيت فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ما يبكيك يا علي؟ قلت: يا رسول الله يبكيني خصال غير واحدة تقول قريش غدا ما أسرع ما تخلف عن ابن عمه وخذله، وتبكيني خصلة أخرى كنت أريد أن أتعرض للجهاد في سبيل الله لأن الله تعالى يقول: * (ولا يطئون موطئا يغيظ الكفار ولا ينالون من عدو نيلا إلا كتب لهم به عمل صالح إن الله لا يضيع أجر المحسنين) * وكنت أريد أن أتعرض لفضل الله فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أما قولك يقول قريش ما أسرع ما تخلف عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) وخذله فإن لك بي أسوة فقد قالوا لي ساحر كذاب، وأما قولك أتعرض الأجر من الله أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي، وأما قولك أتعرض لفضل الله: هذا بهار من فلفل جاءنا من اليمن فبعه واستمتع به أنت وفاطمة حتى يأتيكم من الله تعالى فضله(1).

السادس والثمانون: إبراهيم بن محمد الحمويني في كتابه أيضا قال: أخبرنا فقيه المحدثين أبو محمد عبد السلام بن محمد بن مزروع البصري بقراءتي عليه بحرم سيدنا محمد (صلى الله عليه وآله) بالمدينة المعظمة في الروضة بين القبر والمنبر، صحوة يوم السبت الثاني عشر من المحرم سنة ثمانين وستمائة قال: أنبأنا الشيخ موفق الدين أبو المحاسن فضل الله بن أبي بكر عبد الرزاق بن عبد القادر الجبلي بقراءة علي بن إبراهيم الدردانة الحربي قال: أنبأنا أبو الفتح عبد الله بن عبد الله بن محمد بن نجاء بن شاتيل الدباس قراءة عليه وأنا أسمع في يوم الجمعة من شوال سنة ثمان وسبعين وخمسمائة قال: أنبأنا أبو غالب محمد بن الحسن بن أحمد الباقلاني قراءة عليه وأنا أسمع قال:

أنبأنا أبو عبد الله أحمد بن عبد الله بن الحسن المحاملي في صفر سنة ثماني وعشرين وأربعمائة قال: أنبأنا أبو بكر محمد بن محمد بن أحمد بن مالك الأشجعي قراءة عليه في شهر ذي القعدة من سنة خمسين وثلاثمائة قال: أنبأنا أبو الأحوص محمد بن الهيثم بن حماد القاضي النكري سنة ستين ومائتين قال: أنبأنا سعيد بن كثير بن عفير عن عبد الله بن وهب عن سليمان بن بلال عن

____________

(1) فرائد السمطين: 1 / 123 / ب 21 / ح 87.

الصفحة 63   

الجعيد عن عائشة ابنة سعد عن سعد أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال لعلي (عليه السلام): ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا النبوة(1).

السابع والثمانون: إبراهيم بن محمد الحمويني من كتابه قال: أخبرنا الإمام الزاهد علاء الدين أبو حفص عمر بن محمد بن الحاكم الأرغياني الطوسي إجازة أن لم يكن سماعا قال: أنبأنا الشيخ عز الدين أبو القاسم عبد الله بن الحسين بن عبد الله بن رواحة الأنصاري في شعبان سنة خمس وأربعين وستمائة بمدينة حلب قال: أنبأنا الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد السيلقي الأصبهاني، أنبأنا أبو عبد الله القاسم بن أبي الفضل أحمد بن محمود الثقفي قراءة عليه في شهور سنة ثمان وثمانين وأربعمائة بإصبهان قال: أنبأنا أبو سعيد محمد بن موسى بن الفضل الصيرفي، أنبأنا محمد بن يعقوب بن يوسف الأصم، أنبأنا أحمد بن عبد الجبار العطاردي، أنبأنا أبو معاوية الضرير عن الأعمش عن عطية العوفي عن أبي سعيد قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعلي: أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي(2).

الثامن والثمانون: إبراهيم بن محمد الحمويني قال: أخبرني الشيخ الإمام مجد الدين عبد الصمد بن أحمد بن عبد القادر، والخطيب نجم الدين خطيب باب البصرة إذنا بروايتهما، عن أحمد بن يعقوب بن عبد الله بن عبد الواحد المارستاني القيم والأنجب بن أبي السعادات ابن محمد الحمامي إجازة " ح "، والقاضي بهاء الدين عبد الغفار بن عبد المجيد بن وهسوذان الرناني الزنجاني مشافهة بروايته، عن برهان الدين إبراهيم بن الحسن بن محمد الغزنوي إجازة بروايتهم، عن الشيخ أبي محمد لاحق بن علي بن منصور بن كارد الحريمي المقري قال: الغزنوي سماعا عليه قال: أنبأنا الرئيس العالم أبو علي محمد بن سعيد بن إبراهيم بن نبهان الكاتب قال: أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد بن إبراهيم ابن الحسن بن محمد بن شاذان، أنبأنا أبو محمد عبد الله بن جعفر بن درستويه الفارسي النحوي قراءة عليه في منزله درب الزعفراني يوم السبت من رجب سنة أربع وأربعين وثلاثمائة وأنا أسمع، أنبأنا أبو يوسف بن سفيان الغنوي، أنبأنا أبو طاهر محمد بن تسنيم الحضرمي، أنبأنا حسن بن حسين العرني، أنبأنا يحيى بن عيسى الرملي عن الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لأم سلمة: هذا علي بن أبي طالب لحمه لحمي ودمه دمي وهو مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي، يا أم سلمة هذا علي أمير المؤمنين وسيد المسلمين ووصيي وعيبة علمي وبابي الذي أؤتى منه، أخي في

____________

(1) فرائد السمطين: 1 / 126 / ب 21 / ح 88.

(2) فرائد السمطين: 1 / 27 / ب 21 / ح 89.

الصفحة 64   

الدنيا والآخرة ومعي في السنام الأعلى يقتل القاسطين والمارقين والناكثين(1).

التاسع والثمانون: إبراهيم بن محمد الحمويني قال: أخبرنا الشيخ جمال الدين أحمد بن محمد القزويني المعروف بمذكويه مناولة قال: أنبأنا الشيخ ضياء الدين عبد الوهاب بن علي بن علي البغدادي إجازة بروايته، عن شيخ الإسلام جمال السنة أبي عبد الله محمد بن حمويه بن محمد الجويني قال: أنبأنا الشيخ أبو محمد الحسين بن أحمد، أنبأنا الإمام أبو بكر محمد بن إبراهيم البخاري الكلاباذي، نبأنا محمد بن عبد الله بن يوسف العماني ومحمد بن محمد بن الأزهر الأشعري قال: نبأنا محمد الكديمي قال العماني: نبأنا عمر بن عثمان النمري وقال الأزهري: نبأنا وهب بن عمر بن عثمان وهو الصواب قال: نبأنا أبي عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال: جاء رجل إلى معاوية فسأله عن مسألة فقال: سل عنها علي بن أبي طالب صلوات الله عليه وآله هو أعلم فقال: أريد جوابك فقال: ويحك لقد كرهت رجلا كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يغره بالعلم غرا ولقد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أنت مني بمنزلة هارون من موسى، ولقد كان عمر بن الخطاب يسأله ويأخذ عنه وكان عمر إذا أشكل عليه شئ قال: أهاهنا علي؟ قم لا أقام الله رجليك ومحى، اسمه من الديوان(2).

التسعون: إبراهيم بن محمد الحمويني قال: أخبرنا الشيخ الصالح المسند عبد الله بن أبي القاسم بن علي بن مكي، ورخر البغدادي (رضي الله عنه) بسماعي عليه ببغداد قيل له أخبركم الشيخ عبد العزيز بن محمود بن المبارك بن الأخضر بسماعك عليه قال: أنبأنا أبو الفتح عبد الملك بن أبي القاسم بن أبي سهل الكروخي الهروي سماعا عليه، أنبأنا المشايخ الثلاثة القاضي أبو عامر بن محمود بن القاسم الأزدي وأبو نصر عبد العزيز بن محمد الترياقي وأبو بكر أحمد بن عبد الصمد الفروجي، عن أبي محمد عبد الجبار بن محمد الجراحي، عن أبي العباس محمد بن أحمد المحبوبي، عن الإمام الحافظ أبي عيسى محمد بن عيسى بن سورة الترمذي قال: نبأنا قتيبة قال:

نبأنا الحاتم بن إسماعيل، عن بكير بن مسمار عن عامر بن سعد بن أبي وقاص، عن أبيه قال: أمر معاوية بن أبي سفيان سعدا فقال: ما يمنعك أن تسب أبا تراب؟

قال: أما ما ذكرت ثلاثا قالهن رسول الله (صلى الله عليه وآله) فلن أسبه لئن تكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم، سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول لعلي (عليه السلام) وخلفه في بعض مغازيه فقال له علي: يا رسول الله تخلفني مع النساء والصبيان؟ فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله): أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون

____________

(1) فرائد السمطين: 1 / 149 / ب 29 / ح 113.

(2) فرائد السمطين: 1 / 371 / ب 68 / ح 302.

 

 

 

 

الصفحة 65   

من موسى إلا أنه لا نبي بعدي وسمعته يوم خيبر يقول: لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله قال: فتطاولنا لها فقال ادعوا لي علي قال: فأتى وبه رمد فبصق في عينيه ودفع الراية إليه ففتح الله عليه وأنزل هذه الآية * (فقل تعالوا ندع أبنائنا وأبنائكم ونسائنا ونسائكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين) *، فدعا رسول الله (صلى الله عليه وآله) عليا وفاطمة وحسنا وحسينا صلوات الله عليهم فقال: اللهم هؤلاء أهل بيتي(1).

الحادي والتسعون: في مصنف لبعض مشايخ العامة في باب مناقب علي (عليه السلام) قال: حدثنا فضل بن مرزوق عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعلي: أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي(2).

الثاني والتسعون: علي بن أحمد المالكي في الفصول المهمة من أعيان علماء العامة نقله من كتاب الخصائص عن العباس بن عبد المطلب قال: سمعت عمر بن الخطاب وهو يقول: كفوا عن ذكر علي بن أبي طالب إلا بخير فإني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: في علي ثلاث خصال وددت أن لي واحدة منهن أحب إلي مما طلعت عليه الشمس، وذاك أني كنت أنا وأبو بكر وأبو عبيدة بن الجراح ونفر من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) إذ ضرب النبي (صلى الله عليه وآله) على كتف علي بن أبي طالب وقال:

علي أنت أول المسلمين إسلاما وأنت أول المؤمنين إيمانا وأنت مني بمنزلة هارون من موسى، كذب من زعم أنه يحبني وهو يبغضك، يا علي من أحبك فقد أحبني ومن أحبني أحبه الله تعالى، ومن أحبه الله أدخله الله الجنة، ومن أبغضك فقد أبغضني ومن أبغضني أبغضه الله تعالى وأدخله النار(3).

الثالث والتسعون: صاحب فصول المهمة هذا قال: روى مسلم والترمذي أن معاوية، قال لسعد بن أبي وقاص: ما منعك أن تسب عليا أبا تراب؟ فقال: أما ما ذكرت ثلاثا قالهن رسول الله (صلى الله عليه وآله) فلن أسبه ولأن تكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم، سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول وقد خلفه في بعض مغازيه.

فقال علي: خلفتني مع النساء والصبيان؟

فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله): أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي.

وسمعته يقول يوم خيبر: لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله،

____________

(1) فرائد السمطين: 1 / 377 / ب 69 / ح 307.

(2)؟؟

(3) أنظر: كنز العمال: 13 / 122 / ح 36392.

الصفحة 66   

فتطاولنا إليها فقال ادعوا لي عليا فأتي به أرمد فبصق في عينيه فبرئ ودفع إليه الراية ففتح الله على يديه ولما نزلت هذه الآية * (قل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم) *.

دعا رسول الله (صلى الله عليه وآله) عليا وفاطمة وحسنا وحسينا وقال: اللهم هؤلاء أهل بيتي(1).

ونقل أيضا هذا الحديث من مسلم والترمذي محمد بن طلحة الشامي الشافعي في كتاب مطالب السؤول.

الرابع والتسعون: محمد بن طلحة الشامي هذا في هذا الكتاب قال: روي عن الأئمة الثقاة البخاري ومسلم والترمذي (رضي الله عنه) في صحاحهم بأسانيدهم أحاديث اتفقوا عليها وزاد بعضهم على بعض بألفاظ أخرى، والجميع صحيح فمنها عن سعد بن أبي وقاص قال: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) خلف عليا في غزوة تبوك على أهله فقال يا رسول الله: تخلفني في النساء والصبيان؟

فقال أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي.

قال ابن المسيب: أخبرني بهذا عامر بن سعد عن أبيه فأحببت أن أشافه سعدا فلقيته فقلت له أنت سمعته من رسول الله؟

فوضع إصبعيه على أذنيه قال: نعم وإلا استكتا(2).

الخامس والتسعون: محمد بن طلحة الشامي الشافعي هذا قال: قال جابر بن عبد الله (رضي الله عنه) سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول لعلي: أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي(3).

السادس والتسعون: عز الدين بن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة وهو من أعيان علماء العامة من المعتزلة قال في أحاديث صفين: قال: نصر - يعني بن مزاحم - حدثنا عمر بن سعيد وعمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قام علي (عليه السلام) فخطب الناس بصفين فقال: الحمد لله على نعمه الفاضلة على جميع من خلق من البر والفاجر، وعلى حججه البالغة على خلقه من أطاعهم منه ومن عصاه إن يرحم فبفضله ومنه وإن عذب فبما كسبت أيديهم وأن الله ليس بظلام للعبيد، أحمده على حسن البلاء وتظاهر النعماء وأستعينه على ما نابنا من أمر الدنيا والآخرة، وأتوكل عليه وكفى بالله وكيلا، ثم إني أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسول الله أرسله بالهدى ودين الحق ارتضاه لذلك وكان أهله واصطفاه لتبليغ رسالته وجعله

____________

(1) صحيح مسلم: 7 / 120، سنن الترمذي: 5 / 301 / ح 3808.

(2) صحيح مسلم: 7 / 120، سنن الترمذي: 5 / 302، واللفظ للأول.

(3) سنن الترمذي: 5 / 304 / ح 3814.

الصفحة 67   

رحمة منه على خلقه، فكان علمه فيه رؤوفا رحيما، أكرم خلق الله حسبا وأجملهم منظرا وأسخاهم نفسا وأبرهم بوالد وأوصلهم لرحم، وأفضلهم علما وأثقلهم حلما وأوفاهم بعهد وأمنهم على عقد، لم يتعلق عليه مسلم ولا كافر بمظلمة قط، بل كان يظلم ويغفر ويقدر فيصفح حتى مضى (صلى الله عليه وآله وسلم) مطيعا لله صابرا على ما أصابه مجاهدا في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين، فكان ذهابه أعظم المصيبة على جميع أهل الأرض البر والفاجر، ثم ترك فيكم كتاب الله يأمركم بطاعة الله وينهاكم عن معصيته، وقد عهد إلي رسول الله (صلى الله عليه وآله) عهدا فلست أحيد عنه، وقد حضرتم عدوكم وعلمتم أن رئيسهم منافق يدعوهم إلى النار، وابن عم نبيكم بين أظهركم يدعوكم إلى الجنة وإلى طاعة ربكم والعمل بسنة نبيكم، ولا سواء من صلى قبل كل ذكر لم يسبقني بصلاة مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأنا من أهل بدر ومعاوية طليق، والله أنا على الحق وإنهم على الباطل فلا يجتمعن على باطل وتتفرقوا عن حقكم حتى يغلب باطلهم حقكم، قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم فإن لم تفعلوا يعذبهم الله بأيدي غيركم، فقام أصحابه فقالوا: يا أمير المؤمنين إنهض بنا إلى عدونا وعدوك إذا شئت فوالله ما نريد بك بدلا، بل نموت معك ونحيا معك، فقال لهم: والذي نفسي بيده لنظر النبي (صلى الله عليه وآله) أضرب بين يديه بسيفي هذا فقال: لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي.

وقال لي: يا علي أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي، وموتك وحياتك يا علي معي والله ما كذب ولا كذبت ولا ضللت ولا ضل بي، وما نسيت ما عهد إلي إني على بينة من ربي وعلى الطريق الواضح ألقطه لقطا.

ثم نهض إلى القوم فاقتتلوا من حين طلعت الشمس حتى غاب الشفق الأحمر وما كانت صلاة القوم في ذلك اليوم إلا تكبيرا(1).

السابع والتسعون: ابن أبي الحديد قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعلي (عليه السلام): أخصمك بالنبوة فلا نبوة بعدي وتخصم الناس بسبع.

وقال له أيضا: أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي، وأبان نفسه منه بالنبوة وأثبت له ما عداها من جميع الفضائل والخصائص مشتركا بينهما(2).

الثامن والتسعون: ابن أبي الحديد قال في الشرح، قال عليه السلام لأهل الشورى: أنشدكم الله أفيكم أحد آخى رسول الله بينه وبين نفسه حين آخى بين بعض المسلمين وبعض غيري؟

فقالوا لا.

____________

(1) شرح نهج البلاغة: 5 / 247.

(2) شرح نهج البلاغة: 10 / 222.

الصفحة 68   

فقال: أفيكم أحدا قال له رسول الله (صلى الله عليه وآله): من كنت مولاه فهذا مولاه غيري؟

فقالوا: لا.

فقال: أفيكم أحد قال له رسول الله (صلى الله عليه وآله)، أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي غيري؟

قالوا: لا.

قال: أفيكم من اؤتمن على سورة براءة وقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله): إنه لا يؤدي عني إلا أنا أو رجل مني غيري؟

قالوا: لا.

قال: ألا تعلمون أن أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) فروا عنه في مأقط الحرب في غير موطن وما فررت قط.

قالوا: بلى.

قال: ألا تعلمون إني أول الناس إسلاما قالوا بلى، قال: فأينا أقرب إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) نسبا؟

قالوا: أنت، فقطع عليه عبد الرحمن بن عوف كلامه فقال: يا علي قد أبى الناس إلا على عثمان فلا تجعلن على نفسك سبيلا، قال: يا أبا طلحة ما الذي أمرك به عمر.

قال: أن أقتل من شق عصا الجماعة، فقال عبد الرحمن لعلي: بايع إذا وإلا كنت متبعا غير سبيل المؤمنين وأنفذنا فيك ما أمرنا به.

فقال: لقد علمتم إني أحق بها من غيري والله لأسلمن الفضل إلى آخره، ثم مد يده وبايع.

وقال ابن أبي الحديد: ومن كلام له (عليه السلام) لما بلغه اتهام بني أمية له بالمشاركة في دم عثمان، أولم ينه بني أمية علمها بي عن قرفي، أو ما وزع الجهال سابقتي عن تهمتي ولما وعظهم الله تعالى به أبلغ من لساني، أنا حجيج المارقين وخضيم الناكثين المرتابين وعلى كتاب الله تعرض الأمثال وبما في الصدور تجازي العباد، قال ابن أبي الحديد في الشرح: القرف العيب قرفته بكذا - أي عبته - ووزع: كف وردع، ومنه قوله: (لا بد للناس من وزعة) - جمع وازع أي من رؤساء وأمراء - والتهمة بفتح الهاء: هي اللغة الفصيحة، وأصل التاء فيه واو، والجحيم كالخصيم ذو الحجاج والخصومة.

يقول (عليه السلام): أما كان في علم بني أمية بحالي ما ينهاها عن قرفي بدم عثمان وحاله الذي أشار إليها، وذكر أن علمهم بها يقتضي أن لا يعرفوه بذلك هي منزلته في الدين التي لا منزلة أعلى منها وما نطق به الكتاب الصادق عن طهارته وطهارة بنيه وزوجته في قوله: * (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس

الصفحة 69   

أهل البيت ويطهركم تطهيرا) * وقول النبي: أنت مني بمنزلة هارون من موسى.

وذلك يقتضي عصمته عن الدم الحرام كما أن هارون معصوم عن مثل ذلك، وترادف الأقوال والأفعال من رسول الله (صلى الله عليه وآله) في أمره الذي يضطر معها الحاضرون لها، والمشاهدون إياها إلى أن مثله لا يجوز أن يسعى في إراقة دم أمير مسلم لم يحدث حدثا يستوجب به إحلال دمه(1).

التاسع والتسعون: ابن أبي الحديد في الشرح قال: ذكر أبو أحمد العسكري في كتاب الأمالي، أن سعد بن أبي وقاص دخل على معاوية عام الجماعة، فلم يسلم عليه بإمرة المؤمنين، فقال له معاوية: لو شئت أن تقول في سلامك غير هذا لقلت، فقال سعد: نحن المؤمنون ولم نؤمرك كأنك قد بهجت بما أنت فيه يا معاوية، والله ما يسرني ما أنت فيه وإني هرقت المحجمة دم قال: لكني وابن عمك عليا يا أبا إسحاق قد هرقنا أكثر من محجمة ومحجمتين هلم واجلس معي على السرير، فجلس معه فذكر له معاوية اعتزاله الحرب يعاتبه فقال سعد: إنما كان مثلي ومثل الناس كيوم أصابتهم ظلمة فقال واحد منهم لبعيره: إخ، فأناخ حتى أضاء له الطريق، فقال معاوية: والله يا أبا إسحاق ما في كتاب الله إخ وإنما فيه * (إن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيئ إلى أمر الله) *.

فوالله ما قاتلت الباغية ولا المبغي عليها فأفحمه، وزاد ابن ديزيل في هذا الخبر زيادة ذكرها في كتاب صفين قال: فقال سعد بن أبي وقاص: أتأمرني أن أقاتل رجلا قال له رسول الله (صلى الله عليه وآله): أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي.

فقال معاوية: من سمع هذا معك؟ قال: فلان وفلان وأم سلمة.

فقال معاوية: لو كنت سمعت هذا لما قاتلته(2).

وقال: قال حدثني جعفر بن مكي (رضي الله عنه) قال: سألت محمد بن سليمان بن سلمس صاحب الحجاب (رحمه الله)، وقد رأيت أنا محمد هذا وكانت لي به معرفة غير مستحكمة، كان ظريفا أديبا وقد اشتغل بالرياضات من الفلسفة ولم يكن يتعصب لمذهب بعينه قال جعفر: سألته عما عنده في أمر علي وعثمان فقال: هذه عداوة قديمة النسب بين بني عبد شمس وبين بني هاشم، وقد كان حرب بن أمية نافر عبد المطلب بن هاشم، وكان أبو سفيان يحسد محمدا (صلى الله عليه وآله) وحاربه ولم يزل البيتان متباغضين، وساق حديثا طويلا إلى أن قال ما قاله رسول الله (صلى الله عليه وآله) في علي (عليه السلام) مثل حديث خاصف النعل ومنزلة هارون من موسى ومن كنت مولاه وهذا يعسوب الدين ولا فتى إلا علي

____________

(1) شرح نهج البلاغة: 6 / 167 - 169.

(2) شرح نهج البلاغة: 6 / 163.

الصفحة 70   

وأحب خلقك إليك وما جرى هذا المجرى(1).

الحديث المائة: ابن أبي الحديد في الشرح قال: وروى علي بن محمد المدائني قال: لما كان زمن علي (رضي الله عنه) ولي زياد فارس فضبطها ضبطا صالحا وجنى خراجها وحماها وعرف ذلك معاوية، فكتب إليه: أما بعد فإن عزتك قلاع تأوي إليها ليلا كما يأوي الطير إلى وكرها، وأيم الله لولا انتظاري بك ما الله أعلم به لكان لك مني ما قاله العبد الصالح: * (فلنأتينهم بجنود لا قبل لهم بها ولنخرجنهم منها أذلة وهم صاغرون) * وكتب في أسفل الكتاب شعرا من جملته:

 

تنسى أباك وقد شالت نعامته   إذ تخطب الناس والوالي لهم عمر

 

فلما ورد الكتاب على زياد قام فخطب الناس وقال: العجب من ابن آكلة الأكباد ورأس النفاق يهددني وبيني وبينه ابن عم رسول الله (صلى الله عليه وآله) وزوج سيدة نساء العالمين وأبو السبطين وصاحب اللواء والمنزلة وأخاه في مائة ألف من المهاجرين والأنصار والتابعين لهم بإحسان، أما والله لو تخطى هؤلاء أجمعون إلي لوجدوني أحمر محشا ضرابا بالسيف، ثم كتب إلى علي (عليه السلام)، وبعث كتاب معاوية مع كتابه، فكتب إليه علي (عليه السلام): أما بعد فإني وليتك ما وليتك وأنا أراك لذلك أهلا، وإنه قد كانت من أبي سفيان فلتة في أيام عمر من أماني اليته وكذب النفس لم يستوجب بها ميراثا ولم تستحق بها نسبا، وإن معاوية كالشيطان الرجيم يأتي المرء من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله فاحذره ثم أحذره ثم أحذره والسلام(2).

وقال ابن أبي الحديد: والذي يدل على أن عليا (عليه السلام) وزير رسول الله (صلى الله عليه وآله) من نص الكتاب والسنة قول الله تعالى: * (واجعل لي وزيرا من أهلي هارون أخي أشدد به أزري وأشركه في أمري) *.

وقال النبي (صلى الله عليه وآله) في الخبر المجمع على روايته بين سائر فرق الإسلام: أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي.

فأثبت له جميع مراتب هارون ومنازله من موسى، فإذا هو وزير رسول الله وشاد أزره ولولا أنه خاتم النبيين لكان شريكا له في أمره(3).

قال مؤلف هذا الكتاب: أنظر إلى ما روته المخالفون في النص من رسول الله (صلى الله عليه وآله) على أمير المؤمنين، بأنه الخليفة بعده بالنص المجمع على روايته بين فرق الإسلام كما ذكره ابن أبي الحديد في هذا الكلام وذكر غيره، وهذا صريح من المخالفين أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) ما مات حتى خص علي

____________

(1) شرح نهج البلاغة: 9 / 24.

(2) شرح نهج البلاغة: 16 / 181.

(3) شرح نهج البلاغة: 13 / 211.

الصفحة 71   

على أنه الإمام والخليفة والوزير، وهذا عين ما تقوله الشيعة، فإنكار النص من بعض المخالفين كابن أبي الحديد في بعض المواضع من شرحه فهو باطل لقيام البرهان على خلافه واعترافه بالنص كما ذكرناه نحن من كلامه هذا من أن جميع مراتب هارون ومنازله هي ثابته لعلي (عليه السلام) ما عدا النبوة، لأن رسول الله (صلى الله عليه وآله) خاتم الأنبياء وإلا كان شريكا له في النبوة، وهذا يقتضي بالصريح من النص على علي (عليه السلام) بالإمامة والخلافة والوزارة التي هي مراتب هارون من موسى، وهذا واضح بين لا خفاء فيه هو الله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم وأعوذ بالله سبحانه وتعالى من الضلالة بعد تبين الهدى، والحمد الله رب العالمين.