الباب في نص رسول الله (صلى الله عليه وآله) على علي بن أبي طالب (عليه السلام) بأنه الإمام بعده وبنيه الأحد عشر صلوات الله عليهم بأنهم الأئمة الاثنا عشر بعد رسول

الصفحة 118 

من طريق العامة، وفيه ستة وستون حديثا

الأول: الفقيه أبو الحسن علي بن محمد الخطيب الجلابي الشافعي المعروف بابن المغازلي الواسطي في كتاب (مناقب أمير المؤمنين) - وكلما ذكرته عنه فهو منه - قال:

أخبرنا أبو طاهر محمد بن علي بن محمد البيع البغدادي فيما كتب به إلي يخبرني أن أبا محمد عبد الله بن أسلم(1) الفرضي حدثهم قال: حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد ابن سعيد الحافظ قال:

حدثنا محمد بن إسماعيل بن إسحاق قال: حدثنا محمد بن عديس قال: حدثنا جعفر الأحمر قال:

حدثنا هلال الصواف، عن عبد الله بن كثير - أو كثير بن عبد الله - عن ابن أخطب، عن محمد بن عبد الرحمن بن أسعد بن زرارة الأنصاري، عن أبيه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " لما كان ليلة أسري بي إلى السماء إذا قصر من ياقوتة حمراء يتلألأ نورا(2) فأوحى الله إلي في علي أنه سيد المسلمين، وإمام المتقين، وقائد الغر المحجلين "(3).

الثاني: ابن المغازلي أيضا قال: أخبرنا أبو طالب محمد بن أحمد بن عثمان قال: أخبرنا أبو عمر محمد بن العباس بن حيويه الخزاز(4) إجازة قال: حدثنا إبراهيم ابن عباد(5) الكرماني قال: حدثنا يحيى بن أبي بكر، أخبرنا جعفر بن زياد، عن هلال الوزان، عن أبي كثير الأسدي، عن عبد الله بن

____________

(1) في المصدر: أبا أحمد عبيد الله بن أبي مسلم.

(2) في المصدر: إذا قصر أحمر من ياقوت يتلألأ.

(3) المناقب لابن المغازلي: 104. ط ر 1394 هج - طهران. تحقيق فضيلة العلامة الشيخ محمد باقر البهبودي.

وسوف نعتمد على المطبوعة وننقل منها بعد هذا بدلا عن النسخة المخطوطة.

والحديث أخرجه أيضا: ابن الجزري في أسد الغابة: 1 / 69 و: 3 / 116، والحافظ أبو نعيم الإصبهاني في تاريخ إصبهان: 2 / 229، والخوارزمي في المناقب: 229، والهيتمي في مجمع الزوائد: 9: 121.

(4) في المخطوطة: حمويه الخزاز.

(5) في المصدر: حدثنا ابن أبي داود، حدثنا إبراهيم بن عباد.

الصفحة 119 

أسعد بن زرارة(1) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " انتهيت ليلة أسري بي إلى سدرة المنتهى، فأوحي إلي في علي ثلاث: إنه إمام المتقين، وسيد المسلمين، وقائد الغر المحجلين إلى جنات النعيم "(2).

الثالث: ابن المغازلي قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن علي بن الحسين بن عبد الرحمن العلوي رحمه الله فيما كتب به إلي قال: حدثنا أبو الطيب محمد بن الحسين التيملي البزار قال: حدثنا الحسين بن علي السلولي قال: حدثنا محمد بن الحسن السلولي(3) قال: حدثني صالح بن أبي الأسود، عن أبي المطهر الرازي(4)، عن سلام الجعفي، " عن أبي جعفر "(5) عن أبي برزة، عن النبي (صلى الله عليه وآله): " أن الله تبارك وتعالى عهد إلي في علي عهدا فقلت: يا رب بينة لي! فقال الله عز وجل:

إسمع! قلت: سمعت، قال: إن عليا راية الهدى، وإمام أوليائي، ونور من أطاعني، وهو الكلمة التي ألزمتها المتقين، من أحبه أحبني، ومن أطاعه أطاعني، فبشره بذلك! قال: قال: فبشرته بذلك، قال: فقال علي(6): أنا عبد الله وفي قبضته فإن يعذبني فبذنبي ولم يظلمني، وإن يتم الذي بشرني به، فالله أولى به، قال: فقال: اللهم أجل قلبه، واجعل ربيعة الإيمان بك، فقال الله عز وجل: فإني قد فعلت ذلك، ثم إن الله عهد إلي: أني أستخصه من البلاء ما لا أخص به أحدا من أصحابك! فقلت:

يا رب أخي وصاحبي، فقال الله: إن هذا أمر قد سبق، إنه مبتلى ومبتلى به "(7).

ورواه أبو نعيم في حلية الأولياء(8).

الرابع: الفقيه ابن المغازلي قال: أخبرنا القاضي أبو جعفر محمد بن إسماعيل العلوي قال:

حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن عثمان المزني الحافظ الملقب بابن السقاء قال: حدثنا عبد الله بن أحمد(9) بن علي الرازي قال: حدثنا علي بن الحسن بن عبيد الرازي قال: حدثنا إسماعيل بن أبان الأزدي، عن عمرو بن حريث، عن داود ابن السليك، عن أنس بن مالك قال: قال

____________

(1) في المصدر: ابن زرارة، عن أبيه.

(2) المناقب لابن المغازلي: 105، أسد الغابة: 1 / 96، ذخائر العقبى: 70، منتخب كنز العمال: 5 / 34، مستدرك الحاكم: 3 / 137.

(3) في المصدر: محمد بن علي السلولي.

(4) في المصدر: الرازي، عن الأعشى الثقفي.

(5) ما بين القوسين غير موجود في المصدر.

(6) في المصدر. قال: فبشرته، فقال علي.

(7) المناقب لابن المغازلي: 46 - 47.

(8) راجع حلية الأولياء: 1 / 66، كفاية الطالب للكنجي: 73.

(9) في المصدر: أبو عبد الله أحمد بن علي.

 

 

الصفحة 120 

رسول الله (صلى الله عليه وآله): " يدخل من أمتي الجنة سبعون ألفا لا حساب عليهم، ثم التفت إلى علي (عليه السلام) فقال:

هم شيعتك وأنت إمامهم "(1).

الخامس: ابن المغازلي قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الوهاب إجازة أن أبا أحمد عمر بن عبد الله بن شوذب أخبرهم قال: حدثنا محمد بن الحسن بن زياد، حدثنا أحمد بن الخليل ببلخ، حدثني محمد بن أبي محمود قال: حدثنا يحيى بن أبي معروف قال: حدثنا محمد بن سهل البغدادي، عن موسى بن القاسم، عن علي بن جعفر قال: سألت أبا الحسن (عليه السلام) عن قول الله عز وجل: * (كمشكاة فيها مصباح) *(2) قال: " المشكاة فاطمة (عليها السلام)، والمصباح الحسن. والحسين الزجاجة * (كأنها كوكب دري) *(3) قال: كانت فاطمة كوكبا دريا من نساء العالمين * (يوقد من شجرة مباركة) *(4) الشجرة المباركة إبراهيم * (لا شرقية ولا غربية) *(5) لا يهودية ولا نصرانية * (يكاد زيتها يضيئ) *(6) * (ولو لم تمسه نار) * * (نور على نور) *(7) قال: فيها إمام بعد إمام * (يهدي الله لنوره من يشاء) *(8) قال: يهدي الله عز وجل لولايتنا من يشاء "(9).

السادس: ابن المغازلي قال: أخبرنا القاضي أبو تمام علي بن محمد بن الحسين قال: أخبرنا القاضي أبو الفرج أحمد بن علي بن جعفر بن محمد بن المعلى الحنوطي(10) إذنا قال: حدثني أبو الطيب محمد بن حبيش بن عبد الله بن هارون النيلي في الطراز بواسط سنة إحدى وثلاثين وأربع مائة(11) قال: حدثنا المشرف بن سعيد الذارع، حدثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي، حدثنا سفيان بن حمزة الأسلمي، عن كثير بن زيد قال: دخل الأعمش على المنصور وهو جالس للمظالم فلما بصر به قال له: يا سليمان تصدر قال: أنا صدر حيث جلست، ثم قال: حدثني الصادق قال: حدثني الباقر قال: حدثني السجاد قال: حدثني الشهيد قال: حدثني التقي وهو الوصي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليهم السلام) قال: حدثني رسول الله (صلى الله عليه وآله): " أتاني جبرائيل (عليه السلام) آنفا فقال تختموا بالعقيق فإنه أول حجر شهد لله بالوحدانية ولي بالنبوة ولعلي بالوصية ولولده بالإمامة، ولشيعته بالجنة ".

____________

(1) المناقب لابن المغازلي: 293.

(2) النور: 36.

(3) النور: 36.

(4) النور: 36.

(5) النور: 36.

(6) في المصدر: قال: يكاد العلم أن ينطق منها.

(7) النور: 36.

(8) النور: 36.

(9) المناقب لابن المغازلي: 316 - 317.

(10) في المصدر: علي بن جعفر بن المعلى الخيوطي.

(11) في المصدر: وثلاثمائة.

الصفحة 121 

قال فاستدار الناس بوجوههم نحوه فقيل له: تذكر قوما فتعلم من لا نعلم فقال: الصادق جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، والباقر محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، والسجاد علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، والشهيد الحسين بن علي والوصي وهو التقي علي بن أبي طالب (عليهم السلام)(1).

السابع: ابن المغازلي قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " يا علي إنك سيد المسلمين، وإمام المتقين، وقائد الغر المحجلين، ويعسوب المؤمنين ".

قال أبو القاسم الطائي: سألت أحمد بن يحيى ثعلبا عن اليعسوب فقال: هو الذكر من النحل الذي يقدمها(2).

وإسناد هذا الخبر يرويه ابن المغازلي عن أبي إسحاق إبراهيم بن غسان البصري إجازة أن أبا علي الحسن بن أحمد(3) بن محمد بن أبي زيد قال: حدثنا أبو القاسم عبد الله بن أبي عامر(4) الطائي قال: حدثنا أحمد بن عامر(5) قال: حدثنا علي بن موسى الرضا قال: حدثني أبي موسى بن جعفر قال: حدثني أبي جعفر بن محمد قال: حدثني أبي محمد بن علي بن الحسين قال: حدثني أبي علي بن الحسين قال: حدثني أبي الحسين بن علي قال: حدثني أبي علي بن أبي طالب قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله)(6): " يا علي إنك سيد المسلمين " الخبر بتمامه.

الثامن: أحمد بن حنبل في مسنده قال: أخبرنا أبو غالب محمد بن أحمد بن سهل النحوي يرفعه إلى سعد بن حذيفة عن أبيه حذيفة بن اليمان قال: آخا رسول الله (صلى الله عليه وآله) بين المهاجرين والأنصار فكان يواخي بين الرجل ونظيره، ثم أخذ بيد علي بن أبي طالب فقال: هذا أخي، قال حذيفة: فرسول الله (صلى الله عليه وآله) سيد المسلمين وإمام المتقين ورسول رب العالمين الذي ليس له في الأنام شبيه ولا نظير وعلي أخوه(7).

____________

(1) المناقب لابن المغازلي: 281.

(2) المناقب لابن المغازلي: 65 - 66.

(3) في المصدر: الحسين بن علي بن أحمد.

(4) في المصدر: عبد الله بن أحمد بن عامر.

(5) في المصدر: حدثنا أبي: أحمد بن عامر.

(6) راجع المناقب لابن المغازلي: 64، الحديث رقم 91.

(7) الحديث رواه ابن المغازلي في المناقب: ص 38، بسنده قال: أخبرنا أبو غالب محمد بن أحمد بن سهل النحوي قال: حدثنا إبراهيم بن محمد، حدثنا محمد بن عبد الله بن المطلب الشيباني قال: حدثنا إبراهيم بن بشر، حدثنا منصور بن أبي نويرة الأسدي قال: حدثنا عمرو بن شمر، عن إبراهيم بن عبد الأعلى، عن سعد بن حذيفة، عن أبيه حذيفة بن اليمان. وذكره مرسلا ابن هشام في السيرة النبوية: 1 / 504، وابن كثير في البداية والنهاية: 3 / 226، والقندوزي في ينابيع المودة: 57.

الصفحة 122 

قال مصنف هذا الكتاب: هو أخوه معناه هو نظيره فما له (صلى الله عليه وآله) هو لعلي (عليه السلام) إلا النبوة.

التاسع: أبو نعيم الحافظ أحمد بن عبد الله الأصفهاني في كتاب حلية الأولياء في الخبر الأول بإسناده من أحاديث عمار بن ياسر - رحمه الله - عن الأصبغ بن نباتة قال: سمعت عمار بن ياسر يقول: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " يا علي إن الله تعالى قد زينك بزينة لم تزين العباد بزينة أحب إلى الله تعالى منها، هي زينة الأبرار عند الله عز وجل: الزهد في الدنيا فجعلك لا ترزأ من الدنيا شيئا، ولا ترزأ الدنيا منك شيئا، ووهب لك حب المساكين فجعلك ترضى بهم أتباعا ويرضون بك إماما "(1).

العاشر: ما رواه صدر الأئمة عند الجمهور أخطب الخطباء أبو المؤيد موفق بن أحمد الخوارزمي في كتابه في فضائل أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: أنبأني مهذب الأئمة أبو المظفر عبد الملك ابن علي بن محمد الهمداني إجازة، أخبرني محمد بن الحسين بن علي البزاز، أخبرني أبو منصور محمد بن عبد العزيز(2) أخبرني هلال بن محمد بن جعفر، حدثني أبو بكر محمد بن عمر(3) الحافظ، حدثني أبو الحسن علي بن محمد الخزاز من كتابه، حدثنا الحسن بن علي الهاشمي، حدثني إسماعيل بن أبان، حدثني أبو مريم، عن ثوير بن أبي فاختة، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى.

 

قال: قال أبي: دفع النبي (صلى الله عليه وآله) الراية يوم خيبر إلى علي بن أبي طالب ففتح الله تعالى عليه، وأوقفه يوم غدير خم فأعلم أنه(4) مولى كل مؤمن ومؤمنة. وقال له: " أنت مني وأنا منك، وقال له: تقاتل على التأويل كما قاتلت على التنزيل. وقال له: أنت مني بمنزلة هارون من موسى. وقال له: أنا سلم لمن سالمت وحرب لمن حاربت. وقال له: أنت العروة الوثقى(5). وقال له: أنت تبين لهم ما اشتبه(6) عليهم من بعدي. وقال له: أنت إمام كل مؤمن ومؤمنة، وولي كل مؤمن ومؤمنة بعدي.

وقال له: أنت الذي أنزل الله فيه(7). وأذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر. وقال له: أنت

____________

(1) رواه أبو نعيم في الحلية: 1 / 71 مسندا قال: حدثنا أبو الفرج أحمد بن جعفر النسائي، ثنا محمد بن جرير، ثنا عبد الأعلى بن واصل، ثنا مخول بن إبراهيم، ثنا علي بن حزور، عن الأصبغ بن نباتة قال: سمعت عمارا.

(2) في المصدر: محمد بن علي بن عبد العزيز.

(3) في المصدر: عمرو (4) في المصدر: فأعلم الناس أنه.

(5) المصدر: أنت العروة الوثقى التي لا انفصام لها.

(6) في المصدر: ما يشتبه.

(7) في المصدر: أنزل الله فيك.

الصفحة 123 

الآخذ بسنتي والذاب عن ملتي. وقال له: أنا أول من تنشق الأرض عنه وأنت معي. وقال له: أنا عند الحوض وأنت معي وقال له: أنا أول من يدخل الجنة وأنت معي، تدخلها والحسن والحسين وفاطمة. وقال له: إن الله أوحى إلي أن أقوم بفضلك فقمت به في الناس وبلغتهم ما أمرني الله تعالى بتبليغه. وقال له: اتق الضغائن التي لك في صدور من لا يظهرها إلا بعدي(1) أولئك يلعنهم الله(2)، ثم بكى (صلى الله عليه وآله) فقيل له: مم بكاؤك يا رسول الله؟ قال: أخبرني جبرائيل (عليه السلام) أنهم يظلمونه، ويمنعونه حقه، ويقاتلونه ويقتلون ولده، ويظلمونهم بعده.

وأخبرني جبرائيل(3) أن ذلك الظلم يزول إذا قام قائمهم، وعلت كلمتهم، واجتمعت الأمة على محبتهم، وكان الشاني(4) لهم قليلا، والكاره لهم ذليلا، وكثر المادح لهم وذلك حين تغير البلاد، وضعف العباد، واليأس من الفرج، فعند ذلك يظهر القائم فيهم ".

فقال(5) النبي (صلى الله عليه وآله): " اسمه كاسمي " واسم أبيه كاسم أبي " هو من ولد ابنتي(6) يظهر الله الحق بهم ويخمد الباطل بأسيافهم، ويتبعهم الناس راغبا إليهم وخائفا منهم قال: وسكن البكاء عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) ثم قال: معاشر المسلمين(7) أبشروا بالفرج فإن وعد الله حق لا يخلف، وقضاؤه لا يرد، وهو الحكيم الخبير(8).

اللهم إنهم أهلي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا. اللهم اكلأهم وارعهم، وكن لهم، وانصرهم، وأعزهم ولا تذلهم واخلفني فيهم إنك على ما تشاء قدير "(9).

الحادي عشر: موفق بن أحمد أيضا قال: أخبرني شهردار هذا إجازة، أخبرنا عبدوس من كتابه(10) حدثني الشيخ أبو الفرج محمد بن سهل، حدثني أبو العباس أحمد بن إبراهيم بركا بن زكريا

____________

(1) في المصدر: إلا بعد موتي.

(2) في المصدر: ويلعنهم اللاعنون.

(3) في المصدر: وأخبرني جبرائيل عن الله عز وجل.

(4) شنأ شنأ: أبغضه مع عداوة وسوء خلق.

(5) في المصدر: قال:

(6) المصدر: ابنتي فاطمة.

أقول: وجملة " واسم أبيه كاسم أبي " لا تطابق مع ما ثبت من أن اسم والد الحجة سلام الله عليه هو " الحسن العسكري " واسم والد النبي (صلى الله عليه وآله) هو " عبد الله " وقد أجاب عن هذا أرباب الحديث والسير بأجوبة وافية راجع كتاب الغيبة لشيخ الطائفة الطوسي ص: 112 ط النجف، وكشف الغمة: 3 / 228 - 235 و 266 - 267، البحار: 51 / 103، كفاية الطالب للكنجي: 483 - 485.

(7) في المصدر: معاشر الناس.

(8) في المصدر: وإن فتح الله قريب.

(9) المناقب للخوارزمي: 23 - 25 ط النجف.

(10) في المصدر: أخبرني عبدوس هذا كتابة.

الصفحة 124 

الغلابي(1) حدثني الحسن بن موسى بن محمد بن عباد الجزار، حدثني عبد الرحمن بن القاسم الهمداني، حدثني أبو حاتم محمد بن محمد الطالقاني أبو مسلم، عن الخالص الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليه السلام)، عن الناصح علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن أبي طالب.

عن الثقة محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب.

عن الرضا علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب. عن الأمين موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب. عن الصادق جعفر بن محمد ابن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، عن الباقر محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب. عن الزكي زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب. عن البر الحسن(2) بن علي ابن أبي طالب، عن المرتضى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب. عن المصطفى محمد الأمين سيد المرسلين من الأولين والآخرين صلى الله عليهم أجمعين(3) أنه قال لعلي بن أبي طالب: " يا أبا الحسن كلم الشمس فإنها تكلمك قال علي (عليه السلام): السلام عليك أيها العبد الصالح المطيع لله، فقالت الشمس: وعليك السلام يا أمير المؤمنين، وإمام المتقين، وقائد الغر المحجلين.

يا علي أنت وشيعتك في الجنة.

يا علي أول من تنشق الأرض عنه محمد، ثم أنت، وأول من يحيى محمد، ثم أنت، وأول من يكسى محمد، ثم أنت قال: فانكب علي ساجدا وعيناه تذرفان دموعا، فانكب عليه النبي (صلى الله عليه وآله) وقال: يا أخي وحبيبي إرفع رأسك فقد باهى الله بك أهل سبع سماوات "(4).

الثاني عشر: موفق بن أحمد قال: أخبرنا الإمام عين الأئمة أبو الحسن علي بن أحمد الكرابيسي الخوارزمي، حدثني القاضي الإمام شمس القضاة جمال الدين أحمد بن عبد الرحمن ابن إسحاق، أخبرني الشيخ الفقيه أبو سهل محمد بن الحسين الجعفي الهرواني(5)، حدثني أبو

____________

(1) في المصدر: إبراهيم بن تركان، حدثني زكريا بن عثمان أبو القاسم ببغداد، حدثنا محمد بن زكريا الغلابي، حدثني الحسن بن موسى.

(2) في المصدر: الحسين.

(3) في المصدر: محمد الأمين سيد الأولين والآخرين.

(4) المناقب للخوارزمي: 63 - 64، مقتل الحسين: 1 / 49، ينابيع المودة: 140 نقلا عن فرائد السمطين، ومسند الفردوس لابن شيرويه.

(5) في المصدر: أبو سهل محمد بن إبراهيم بن إسحاق، أخبرنا القاضي الإمام أبو محمد عبد الله بن محمد بن الحسين البيهقي الجعفي النهرواني.

الصفحة 125 

محمد الحسن بن إبراهيم بن خالد بن يعقوب الجمري(1)، حدثني القاسم بن خليفة بن سوار(2)، حدثنا حماد بن سوار(3)، عن عيسى بن عبد الرحمن، عن علي بن حزور، عن ابن أبي مريم(4) قال: سمعت عمار بن ياسر يقول: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: " يا علي إن الله تعالى زينك بزينة لم يزين العباد بزينة هي أحب إليه منها، زهدك فيها(5) وبغضها إليك، وحبب إليك الفقراء فرضيت بهم أتباعا، ورضوا بك إماما. يا علي طوبى لمن أحبك وصدق عليك، وويل لمن أبغضك، وكذب عليك. أما من أحبك وصدق عليك فإخوانك في الدين وشركاؤك في الجنة، وأما من أبغضك وكذب عليك فحقيق على الله تعالى أن يقيمه يوم القيامة مقام الكاذبين "(6).

الثالث عشر: موفق بن أحمد قال: ذكر الإمام محمد بن أحمد(7) بن شاذان قال: حدثني محمد ابن علي بن الفضل الزيات(8)، عن علي بن الربيع الماجشوني(9)، عن إسماعيل بن أبان الوراق، عن غياث بن إبراهيم، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن علي بن الحسين، عن أبيه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " نزل علي جبرائيل صبيحة يوم فرحا مستبشرا(10) فقلت: حبيبي جبرائيل ما لي أراك فرحا مستبشرا؟ فقال: يا محمد وكيف لا أكون فرحا مستبشرا وقد قرت عيني بما أكرم الله أخاك ووصيك وإمام أمتك علي بن أبي طالب: قلت: وبم أكرم الله أخي ووصيي وإمام أمتي؟ قال: باهى الله سبحانه وتعالى بعبادته البارحة ملائكته وحملة عرشه وقال: ملائكتي انظروا إلى حجتي في أرضي بعد نبيي محمد كيف عفر(11) خده في التراب تواضعا لعظمتي، أشهدكم أنه إمام خلقي ومولى بريتي "(12).

الرابع عشر: موفق بن أحمد قال: أخبرني شهردار إجازة، أخبرني أبي شيرويه، أخبرنا أبو طالب أحمد بن محمد بن خالد(13) الريحاني الصوفي بقرائتي عليه من أصل سماعه(14) أخبرنا أبو عبد الله

____________

(1) في المصدر: الحميري.

(2) في المصدر: سواد.

(3) في المصدر: سواد.

(4) في المصدر: عن أبي مريم.

(5) أي في الدنيا.

(6) المناقب للخوارزمي: 66 ط. النجف، حلية الأولياء: 1 / 71، أسد الغابة: 4 / 22، كفاية الطالب للكنجي:

81.

(7) في المصدر: وبهذا الإسناد عن الإمام محمد بن أحمد.

(8) في المصدر: الفضل بن الزيات.

(9) في المصدر: علي بن بديع الماجشون.

(10) في المصدر: مسرورا مستبشرا.

(11) في المصدر: فقد عفر.

(12) المناقب للخوارزمي: 228.

(13) في المصدر: خال.

(14) في المصدر: من أصل سماعه في مسجد الشونيزية.

الصفحة 126 

محمد بن عبد الرحمن بن مخلد بن طلحة الصيداوي(1)، حدثنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن إسماعيل الحلبي بمصر، حدثنا أبو أحمد العباس بن الفضل بن جعفر العكي(2)، حدثني علي بن العباس المقانعي، حدثني سعيد بن مؤيد الكندي(3) حدثني عبد الله بن حازم الخزاعي، عن إبراهيم بن موسى الجهني، عن سلمان الفارسي أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال لعلي: " يا علي تختم باليمين تكن من المقربين، قال: يا رسول الله وما المقربون؟ قال جبرائيل وميكائيل قال: فبما أتختم يا رسول الله؟ قال: بالعقيق الأحمر فإنه جبل أقر لله بالوحدانية(4) ولي بالنبوة، ولك بالوصية، ولولدك بالإمامة، ولمحبيك بالجنة، ولشيعة ولدك بالفردوس "(5).

الخامس عشر: موفق بن أحمد قال: وفي معجم الطبراني بإسناده إلى ابن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " يدخل الجنة من أمتي(6) سبعون ألفا بغير حساب " فقال علي (عليه السلام): " من هم يا رسول الله؟ " قال: " هم شيعتك(7) وأنت إمامهم "(8).

السادس عشر: موفق بن أحمد قال: وفي معجم الطبراني بإسناده إلى عبد الله بن عليم(9) الجهني قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " [ إن الله عز وجل ] أوحى إلي في علي ثلاثة أشياء ليلة أسري بي:

أنه سيد المؤمنين، وإمام المتقين، وقائد الغر المحجلين "(10).

وقال في معجم الطبراني بإسناده إلى ابن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " إن الله عز وجل جعل ذرية كل نبي في صلبه وجعل ذريتي في صلب علي "(11).

السابع عشر: موفق بن أحمد قال: أخبرني الشيخ الثقة العدل الحافظ أبو بكر محمد بن عبد الله ابن نصر بن الزعفراني، حدثني أبو الحسين محمد بن إسحاق بن إبراهيم ابن مخلد الباقرجي،

____________

(1) في المصدر: عبد الرحمن بن محمد بن طلحة الصعداني.

(2) في المصدر: الملي.

(3) في المصدر: سعد بن مزيد الكندي، وفي المخطوطة: سعيد بن مزيد.

(4) في المصدر: بالعبودية.

(5) المناقب للخوارزمي: 233 - 234.

(6) في المصدر: وروى الناصر للحق بإسناده عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: يدخل من أمتي الجنة.

(7) في المصدر: هم شيعتك يا علي.

(8) المناقب للخوارزمي: 235.

(9) في المصدر: حكيم. والصحيح: عكيم. وهو: أبو معبد الجهني كما في المعاجم.

(10) المناقب للخوارزمي: 235.

(11) المناقب للخوارزمي: 235.

الصفحة 127 

حدثني أبو عبد الله الحسين بن الحسين بن علي(1) بن بندار، حدثني أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن محمد بن شاذان، حدثني أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي قال: حدثنا أبي أحمد بن عامر بن سليمان قال: حدثنا أبو الحسن علي بن موسى الرضا، حدثني أبي موسى بن جعفر، حدثني أبي جعفر بن محمد، حدثني أبي محمد بن علي، حدثني أبي علي بن الحسين، حدثني أبي الحسين بن علي، حدثني أبي علي بن أبي طالب عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنه قال: " يا علي أنت سيد المسلمين، وإمام المتقين، وقائد الغر المحجلين، ويعسوب الدين "(2).

 

الثامن عشر: موفق بن أحمد قال: أنبأني مهذب الأئمة، أنبأنا أبو بكر محمد ابن الحسين بن علي، أخبرنا محمد بن عبد العزيز(3) أبو منصور العدل، أخبرنا هلال ابن أحمد بن جعفر الحفار(4)، حدثنا أبو بكر محمد بن عمر، حدثنا أبو إسحاق محمد ابن هارون الهاشمي، حدثنا محمد بن زياد النخعي، حدثنا محمد بن فضيل بن غزوان، حدثنا غالب الجهني، عن أبي جعفر محمد بن علي، عن أبيه عن جده قال: قال علي (عليه السلام) قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " لما أسري بي إلى السماء ثم من السماء إلى سدرة المنتهى وقفت بين يدي ربي عز وجل فقال لي: يا محمد قلت لبيك وسعديك قال: قد بلوت خلقي فأيهم رأيت أطوع لك؟ قال: قلت: يا ربي عليا قال: صدقت يا محمد، فهل اتخذت لنفسك خليفة يؤدي عنك، ويعلم عبادي من كتابي ما لا يعلمون؟ قال قلت: يا رب إختر لي فإن خيرتك خيرتي قال: قد اخترت لك عليا فاتخذه لنفسك خليفة ووصيا ونحلته علمي وحلمي، وهو أمير المؤمنين حقا، لم ينلها أحد قبله، وليس لأحد بعده.

يا محمد، علي راية الهدى، وإمام من أطاعني، ونور أوليائي، وهو الكلمة التي ألزمتها المتقين، من أحبه فقد أحبني ومن أبغضه فقد أبغضني فبشره بذلك يا محمد فقال النبي (صلى الله عليه وآله):

قلت: ربي فقد بشرته فقال علي: أنا عبد الله وفي قبضته، إن يعاقبني فبذنوبي ولم يظلمني شيئا، وإن تمم لي وعدي فإنه مولاي، فقال اللهم أجل قلبه واجعل ربيعة الإيمان، قال: قد فعلت ذلك به يا محمد، غير أني مختصه بشئ من البلاء لم أخص به أحدا من أوليائي قال: قلت: ربي أخي وصاحبي، قال: قد سبق في علمي أنه مبتلى، ولولا علي لم يعرف حزبي ولا أوليائي ولا أولياء رسلي "(5).

____________

(1) في المصدر: الحسين بن الحسن بن علي.

(2) المناقب للخوارزمي: 210.

(3) في المصدر: محمد بن محمد بن عبد العزيز.

(4) في المصدر: هلال بن محمد بن جعفر الحداد.

(5) المناقب للخوارزمي: 215.

الصفحة 128 

التاسع عشر: الخطيب في تاريخه بإسناده إلى ربيعة، عن عكرمة عن عبد الله ابن عباس قال:

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " ما في القيامة راكب غيرنا نحن أربعة فقال له عمه العباس: ومن هم يا رسول الله؟ قال: أما أنا فعلى البراق - ووصفها بوصف طويل - فقال العباس ومن يا رسول الله؟ قال: وأخي صالح (عليه السلام) على ناقة الله وسقياها التي عقرها قومه، قال العباس: ومن يا رسول الله؟ قال: وعمي حمزة أسد الله وأسد رسوله سيد الشهداء على ناقتي، قال العباس: ومن يا رسول الله؟ قال: وأخي علي على ناقة من نوق الجنة، زمامها من لؤلؤ رطب، عليها محمل من ياقوت أحمر، قضبانها من الدر الأبيض، على رأسها تاج من نور، لذلك التاج سبعون ركنا، ما من ركن إلا وفيه ياقوتة حمراء تضئ للراكب المحث(1)، عليه حلتان خضراوان، وبيده لواء الحمد، وهو ينادي: أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، فيقول الخلائق ما هذا إلا نبي مرسل، أو ملك مقرب، [ أو حامل عرش ] فينادي مناد من بطنان العرش: ليس هذا ملك مقرب، ولا نبي مرسل، ولا حامل عرش، هذا علي بن أبي طالب وصي رسول رب العالمين، وإمام المتقين، وقائد الغر المحجلين، [ ويعسوب المؤمنين ] "(2).

العشرون: موفق بن أحمد بن أحمد في كتابه قال: حدثني فخر القضاة نجم الدين بن أبي منصور محمد بن الحسين بن محمد البغدادي فيما كتب إلي من همدان قال: أنبأنا الإمام الشريف نور الهدى أبو طالب الحسين بن محمد الزينبي قال: أخبرنا إمام الأئمة محمد بن أحمد بن شاذان

____________

(1) المحث: المسرع في السير.

(2) أخرج الحديث مسندا الخطيب في تاريخه: 11 / 112 قال:

أخبرنا عبيد الله بن محمد بن عبيد الله النجار، قال: حدثنا محمد بن المظفر، حدثنا عبد الجبار بن أحمد بن عبيد الله السمسار - ببغداد -، حدثنا علي بن المثنى الطهوي، حدثنا زيد بن الحباب، حدثنا عبد الله بن لهيعة، حدثنا جعفر بن ربيعة، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " ما في القيامة راكب غيرنا نحن أربعة " فقام إليه عمه العباس بن عبد المطلب فقال: من هم يا رسول الله؟ فقال: " أما أنا فعلى البراق، وجهها كوجه الإنسان، وخدها كخد الفرس، وعرفها من لؤلؤ ممشوط، وأذناها زبرجدتان خضراوان، وعيناها مثل كوكب الزهرة، توقدان مثل النجمين المضيئين، لها شعاع مثل شعاع الشمس، بلقاء محجلة تضيئ مرة، وتنمي أخرى، يتحدر من نحرها مثل الجمان، مضطربة في الخلق، أذنها، ذنبها مثل ذنب البقرة، طويلة اليدين والرجلين، أظلافها كأظلاف البقر من زبرجد أخضر، تجد في مسيرها، سيرها كالريح، وهي مثل السحابة، لها نفس كنفس الآدميين، تسمع الكلام وتفهمه، وهي فوق الحمار ودون البغل " قال العباس: ومن يا رسول الله؟ قال: وأخي صالح. الحديث.

ورواه بلفظ آخر في: 13 / 122، عن الأعمش عن عباية الأسدي، عن الأصبغ بن نباتة، عن ابن عباس.

الصفحة 129 

قال: حدثنا أبو محمد الحسن بن علي العلوي الطبري، عن أحمد بن محمد بن عبد الله(1) قال:

حدثني جدي أحمد بن محمد، عن أبيه، عن حماد ابن عيسى، عن عمر بن أذينة قال: حدثني أبان ابن أبي عياش، عن سليم بن قيس الهلالي، عن سلمان المحمدي قال: دخلت على النبي وإذا الحسين على فخذه وهو يقبل عينيه ويلثم فاه ويقول: " أنت سيد ابن سيد أخو سيد أبو سادة، أنت إمام ابن إمام أخو إمام أبو أئمة، أنت حجة ابن حجة أخو حجة أبو حجج تسعة من صلبك تاسعهم قائمهم "(2).

الحادي والعشرون: موفق بن أحمد قال: حدثني فخر القضاة نجم الدين بن أبي منصور محمد ابن الحسين بن محمد البغدادي فيما كتب إلي من همدان قال: أنبأنا الإمام الشريف نور الهدى أبو طالب الحسين بن محمد الزينبي قال: أخبرنا إمام الأئمة محمد بن أحمد بن شاذان(3) قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عبد الله الحافظ قال: حدثنا علي بن سنان الموصلي، عن أحمد بن محمد بن صالح، عن سليمان(4) بن محمد عن زياد بن مسلم، عن عبد الرحمن بن زيد، عن زيد بن جابر(5)، عن سلامة، عن أبي سلمى راعي إبل رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: " ليلة أسري بي إلى السماء قال لي الجليل جل جلاله: * (آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه) *(6)؟ فقلت والمؤمنون، قال: صدقت يا محمد من خلفت في أمتك؟ قلت: خيرها قال: علي بن أبي طالب؟

قلت: نعم يا رب قال: يا محمد إني اطلعت إلى الأرض إطلاعة فاخترتك منها، فشققت لك اسما من أسمائي، فلا أذكر في موضع إلا ذكرت معي فأنا المحمود وأنت محمد، ثم اطلعت الثانية فاخترت عليا وشققت له اسما من أسمائي فإنا الأعلى وهو علي، يا محمد إني خلقتك وخلقت عليا وفاطمة والحسن والحسين والأئمة من ولده من نوري وعرضت ولايتكم على أهل السماوات والأرض فمن قبلها كان عندي من المؤمنين، ومن جحدها كان عندي من الكافرين.

يا محمد لو أن عبدا من عبيدي عبدني حتى ينقطع أو يصير كالشن البالي ثم أتاني جاحدا

____________

(1) في المصدر: أحمد بن عبد الله.

(2) أخرجه الخوارزمي في مقتل الحسين: 1 / 146 بلفظ: إنك سيد ابن سيد أبو سادة، إنك إمام ابن إمام أبو أئمة، إنك حجة ابن حجة.

(3) هذه القطعة رواها عن الخوارزمي السيد ابن طاوس في الطرائف.

(4) في المصدر: سلمان.

(5) في المصدر: عبد الرحمن بن يزيد بن جابر.

(6) البقرة: 285.

الصفحة 130 

لولايتكم ما غفرت له حتى يقر بولايتكم.

يا محمد أتحب أن تراهم؟ قلت: نعم يا رب فقال: التفت عن يمين العرش فالتفت فإذا بعلي، وفاطمة، والحسن، والحسين، وعلي بن الحسين، ومحمد بن علي وجعفر بن محمد، وموسى بن جعفر، وعلي بن موسى، ومحمد بن علي، وعلي بن محمد والحسن بن علي والمهدي في ضحضاح(1) من نور قياما يصلون وهو في وسطهم " يعني المهدي " كأنه كوكب دري. قال: يا محمد هؤلاء الحجج وهو الثائر من عترتك، وعزتي وجلالي إنه الحجة الواجبة لأوليائي والمنتقم من أعدائي "(2).

الثاني والعشرون: موفق بن أحمد أيضا بالإسناد السابق، عن الإمام محمد بن أحمد بن علي بن شاذان قال: حدثنا محمد بن علي بن الفضل، عن محمد بن القاسم، عن عباد بن يعقوب، عن موسى بن عثمان، عن الأعمش، حدثني أبو إسحاق عن الحرث وسعيد بن بشير عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " أنا واردكم على الحوض، وأنت يا علي الساقي، والحسن الذائد، والحسين الآمر، وعلي بن الحسين الفارط، ومحمد بن علي الناشر، وجعفر بن محمد السائق، وموسى بن جعفر محصي المحبين والمبغضين وقامع المنافقين، وعلي بن موسى مزين المؤمنين، ومحمد بن علي منزل أهل الجنة في درجاتهم، وعلي بن محمد خطيب شيعته ومزوجهم الحور العين، والحسن بن علي سراج أهل الجنة يستضيئون به، والمهدي شفيعهم يوم القيامة حيث لا يأذن الله إلا لمن يشاء ويرضى "(3).

الثالث والعشرون: إبراهيم بن محمد الحمويني قال: أخبرني الخطيب نجم الدين عبد الله بن(4) أبي السعادات بن منصور بن أبي السعادات الناصري(5) بقراءتي عليه ببغداد بجامع المنصور أنبأنا(6) الشيخ الإمام أحمد بن يعقوب بن عبد الله المارستاني سماعا عليه قال: أنبأنا أبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن أحمد المعروف بابن البطي إجازة إن لم يكن سماعا قال: أنبأنا أبو الفضل حمد بن أحمد الإصبهاني قال: أخبرنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ قال: حدثنا محمد بن المظفر قال: حدثنا محمد بن جعفر بن عبد الرحيم قال: حدثنا أحمد بن محمد بن يزيد بن سليم

____________

(1) الضحضاح: القريب القعر.

(2) مقتل الحسين: 1 / 95 - 96. ط النجف.

(3) مقتل الحسين: 1 / 94 - 95 ط النجف.

(4) في المصدر: نجم الدين بن عبد الله.

(5) في المصدر: البابصري.

(6) في المصدر: قال: أخبرنا.

 

 

الصفحة 131 

قال: حدثنا عبد الرحمن بن عمران بن أبي ليلى أخو محمد بن عمران قال: حدثنا يعقوب بن موسى الهاشمي، عن ابن أبي رواد، عن إسماعيل بن أمية، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " من سره أن يحيي حياتي، ويموت مماتي، ويسكن جنة عدن غرسها ربي، فليوال عليا من بعدي وليوال وليه، وليقتد بالأئمة من بعدي فإنهم عترتي خلقوا من طينتي، رزقوا فهما وعلما. وويل للمكذبين بفضلهم من أمتي، القاطعين فيهم صلتي، لا أنالهم الله شفاعتي "(1).

قلت: وروي هذا الحديث من العامة أيضا ابن أبي الحديد في شرج نهج البلاغة - وهو من مشايخ المعتزلة - رواه عن أبي نعيم الحافظ أحمد بن عبد الله الأصفهاني في كتاب حلية الأولياء(2).

الرابع والعشرون: إبراهيم بن محمد الحمويني من أعيان علماء العامة قال: أنبأني السيد الإمام نسابة عهده جلال الدين عبد الحميد بن فخار بن معد بن فخار بن معد(3) بن أحمد بن محمد بن أبي الغنائم محمد بن الحسين بن محمد بن إبراهيم المجاب برد السلام ابن محمد الصالح بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن أبي عبد الله الحسين الشهيد بن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب - رضي الله عنهم أجمعين - قال: أخبرنا والدي الإمام شمس الدين شيخ الشرف معد - رحمه الله - إجازة قال: أخبرنا شاذان بن جبرائيل القمي، عن جعفر ابن محمد الدروستي، عن أبيه قال: أنبأنا أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه رحمه الله قال: حدثنا محمد بن علي بن ماجيلويه - رحمه الله - قال: أنبأنا علي بن إبراهيم عن أبيه، عن علي ابن معبد، عن الحسن بن خالد، عن علي بن موسى الرضا، عن أبيه عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " من أحب أن يتمسك بديني ويركب سفينة النجاة بعدي فليقتد بعلي بن أبي طالب وليعاد عدوه، وليوال وليه فإنه وصيي وخليفتي على أمتي في حياتي وبعد وفاتي، وهو إمام كل مسلم، وأمير كل مؤمن بعدي، قوله قولي، وأمره أمري، ونهيه نهيي، وتابعه تابعي، وناصره ناصري، وخاذله خاذلي "، ثم قال (عليه السلام): " من فارق عليا بعدي لم يرني، ولم أره يوم القيامة، ومن خالف عليا حرم الله عليه الجنة، وجعل مأواه النار، ومن خذل عليا خذله الله يوم يعرض عليه، ومن نصر عليا نصره الله يوم يلقاه ولقنه حجته عند المسألة "، ثم قال (عليه السلام): " والحسن والحسين إماما أمتي بعد أبيهما، وسيدا شباب أهل الجنة، أمهما سيدة نساء العالمين وأبوهما سيد الوصيين، ومن ولد الحسين تسعة أئمة تاسعهم القائم من ولدي، طاعتهم طاعتي، ومعصيتهم

____________

(1) فرائد السمطين 1: 53 / ح 18.

(2) حلية الأولياء: 1 / 86.

(3) في المصدر: بن فخار.

الصفحة 132 

معصيتي، إلى الله أشكو المنكرين لفضلهم والمضيعين لحرمتهم بعدي وكفى بالله وليا وناصرا لعترتي وأئمة أمتي، ومنتقما من الجاحدين حقهم، * (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون) * "(1).

أقول: انظر أيها الأخ إلى ما يرويه المخالفون النواصب ما هو عين مذهب الإمامية الاثني عشرية وهذا يعطيك أن المخالفين العامة على ضلال مبين، وخسران عظيم، بعد العلم منهم والمعرفة بصحة معتقد الإمامية الاثني عشرية، فتأمل هذا الحديث وأضرابه مما يرويه الخاسرون ويحكم بصحته المخالفون.

الخامس والعشرون: الحمويني هذا أيضا قال: أخبرني الشيخ الإمام فخر الدين أبو الحسن علي ابن أحمد بن عبد الواحد إجازة قال: أخبرنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن نصير الصيدلاني الإصبهاني إجازة، أنبأنا(2) أبو علي بن أحمد بن الحسن المقري إجازة قال: أنبأنا الحافظ الإمام أحمد بن عبد الله أبو نعيم - رحمه الله - قال: حدثنا سليمان بن أحمد قال: حدثنا سعيد بن علي الرازي قال: حدثنا إبراهيم ابن عيسى التنوخي، عن زياد بن مطرف، عن زيد بن أرقم قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " من أحب أن يحيي حياتي، ويموت مماتي، ويسكن جنة الخلد التي وعدني ربي عز وجل، وإن ربي عز وجل غرس قضبانها بيده فليوال علي بن أبي طالب، فإنه لن يخرجكم من هدى، ولن يدخلكم في ضلال "(3).

السادس والعشرون: الحمويني أخبرنا الشيخان العدل محمد بن أبي القاسم، والخطيب عبد الله بن أبي السعادات بقراءتي عليهما منفردين برواية العدل شيخ الإسلام شهاب الدين أبي حفص عمر بن محمد الشهرزوري(4) وبرواية الخطيب عن أحمد بن يعقوب المارستاني سماعا قالا أنبأنا أبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن أحمد(5) المعروف بابن البطي(6) سماعا أنبأنا أحمد بن أحمد(7) الأصفهاني، أنبأنا أحمد بن عبد الله بن إسحاق الحافظ قال: أنبأنا أبو الفرج أحمد بن جعفر النسائي، حدثنا محمد بن جرير، ثنا عبد الأعلى بن واصل، حدثنا مخول بن إبراهيم، حدثنا علي

____________

(1) فرائد السمطين 1: 54 / ح 19، والآية في سورة الشعراء: 227.

(2) في المصدر: قال: أخبرنا.

(3) فرائد السمطين 1: 55 / ح 20.

(4) في المصدر: السهروردي - رحمه الله -.

(5) في المصدر: بن سلمان.

(6) في المصدر: أحمد بن يعقوب المعروف بابن البطي.

(7) في المصدر: أنا أبو الفضل حمد بن أحمد.

الصفحة 133 

ابن حزور، عن الأصبغ بن نباتة قال: سمعت عمار بن ياسر يقول: قال النبي (صلى الله عليه وآله): " يا علي إن الله تعالى قد زينك بزينة لم تزين(1) العباد بزينة أحب إليه منها، هي زينة الأبرار عند الله عز وجل، الزهد في الدنيا فجعلك لا ترزأ من الدنيا شيئا ولا ترزأ الدنيا منك شيئا، ووهب لك حب المساكين فجعلك ترضى بهم أتباعا ويرضون بك إماما "(2).

قلت: كررنا هذا الحديث في الباب لتعدد طرقه وهو حديث مذكور في كتب العامة والخاصة(3).

السابع والعشرون: الحمويني هذا قال: أخبرني الشيخ الزاهد جمال الدين محمد بن أبي بكر ابن أحمد بن الخليل(4) الصوفي الخليلي القزويني بقراءتي عليه بخير آباد في شهر ربيع الآخر سنة سبع وستين وستمائة قال: أنبأنا الشيخ أبو حفص عمر بن أبي بكر بن محمد بن عامر التيمي في منزلنا برباط العرونية الملاصق بالمسجد الحرام تجاه الكعبة المعظمة في العشر الآخر من شوال سنة سبع وثلاثين وستمائة بقراءة أبي الهدى عيسى بن يحيى بن أحمد الصوفي السيسبي(5) الأنصاري قال: حدثنا الشيخ أبو عبد الله يعلى بن أبي مسلم بن يعلى الصوفي القزويني بقراءته علينا في السادس من رجب سنة ثمان وستمائة بالحرم الشريف قال: أخبرني الشيخ أبو الهدى صواب ابن عبد الله الحبشي خادم الضريح النبوي (صلى الله عليه وآله) بالحرم الشريف، تجاه الكعبة المعظمة زادها الله شرفا عند باب الحزورة في التاسع والعشرين من ذي القعدة سنة ست وستمائة بقراءتي عليه، قال: أنبأنا أبو العباس أحمد بن عبد الله الإصبهاني بدمشق قال: أنبأنا أبو سعيد عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب قال: حدثنا أبو نصر منصور بن عبد الله قال: حدثنا عبد الله بن إسماعيل قال: حدثنا عثمان بن طالوت قال: نبأنا بشر بن أبي عمرو بن العلاء النحوي قال: حدثني أبو عمرو بن العلاء القاري، عن ابن أبي الزبير، عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: كنت يوما مع النبي (صلى الله عليه وآله) في بعض حيطان المدينة ويد علي في يده فمررنا بنخل فصاح النخل هذا محمد سيد الأنبياء وهذا علي سيد الأوصياء وأبو الأئمة الطاهرين، ثم مررنا بنخل فصاح النخل هذا المهدي وهذا الهادي ثم مررنا بنخل فصاح النخل هذا محمد رسول الله وهذا علي سيف الله، فالتفت النبي (صلى الله عليه وآله) إلى علي

____________

(1) في المصدر: يزين.

(2) فرائد السمطين 1: 136 / ح 100.

(3) حلية الأولياء: 1 / 71، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 2 / 429، ذخائر العقبى: 100، مجمع الزوائد 9: 121 و 132، منتخب كنز العمال: 5 / 35، أسد الغابة: 4 / 23، الرياض النضرة: 2 / 228، ومر بلفظ أطول.

راجع الحديث الثاني عشر من هذا الباب.

(4) في المصدر: أحمد بن جليل.

(5) في المصدر: السيبي.

الصفحة 134 

فقال: " يا علي سمه الصيحاني فسمي من ذلك اليوم الصيحاني "(1).

الثامن والعشرون: الحمويني هذا قال: أخبرني الشيخان أبو عبد الله محمد بن يعقوب بن أبي الفرج، وشمس الدين يوسف بن محمد بن علي بن منصور الوكيل(2) البغداديان إذنا قالا: أنبأنا أبو الفرج عبد المنعم بن عبد الوهاب بن كليب إجازة بجميع مروياته، أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد الإصبهاني(3).

ح - وأخبرنا الشيخ عبد الحافظ بن بدران بقراءتي عليه وجماعة كثيرون من مشايخي - رحمهم الله - إجازة بروايتهم عن شيخ الإسلام شهاب الدين أبي حفص عمر بن محمد بن عبد الله السهروردي - رضي الله عنه - إجازة قال: أنبأنا أبو الفتح محمد بن عبد الباقي سماعا، أنبأنا أحمد بن أحمد الإصبهاني قال: أنبأنا أحمد بن عبد الله أبو نعيم قال: حدثنا عمر بن أحمد بن عمر القاضي القصباني، حدثنا علي بن العباس البجلي، حدثنا أحمد بن يحيى، حدثنا الحسن بن الحسين، حدثنا إبراهيم بن يوسف بن أبي إسحاق، عن أبيه، عن الشعبي، قال: قال علي (عليه السلام) قال: " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) مرحبا بسيد المسلمين، وإمام المتقين "، فقيل لعلي: فأي شئ كان من شكرك قال:

" حمدت الله عز وجل على ما آتاني وسألته الشكر على ما أولاني، وأن يزيدني مما أعطاني "(4).

التاسع والعشرون: الحمويني عن عبد الرحمن(5) بن أبي عمر، ومحمد بن قدامة وعبد الرحمن بن أحمد بن عبد الملك بن إبراهيم بن علي بن أحمد الواسطي، وإبراهيم بن إسماعيل الحنفي الدرجي، وغيرهم بروايتهم عن أبي المجد زاهر بن محمد(6) بن حامد بن أحمد الثقفي الإصبهاني إجازة، قال أخبرتنا فاطمة بنت عبد الله بن أحمد الجوزدانية، أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن إبراهيم بن زيد الإصبهاني، أنبأنا الإمام أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب اللخمي الطبراني، قال: حدثنا محمد بن مسلم بن عبد العزيز الأشعري الإصبهاني، حدثنا مجاشع ابن عمرو بهمدان سنة ثلاث ومأتين، نبأنا عيسى بن سوادة الرازي، حدثنا بلال بن أبي حميد

____________

(1) فرائد السمطين 1: 137 / ح 101. ورواه عن الحمويني بهذا اللفظ القندوزي الحنفي في ينابيع المودة:

136.

(2) في المصدر: علي بن سدود الوكيل:

(3) في المصدر: الحداد الإصبهاني إجازة بجميع مروياته.

(4) فرائد السمطين 1: 141 / ح 104. ورواه الحافظ أبو نعيم الإصبهاني في حلية الأولياء: 1 / 66.

(5) في المصدر: أنبأني المشايخ عبد الرحمن.

(6) في المصدر: زاهر بن أحمد.

الصفحة 135 

الوزان(1) عن عبد الله بن حكيم الجهني قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " إن الله تبارك وتعالى أوحى إلي في علي ثلاثة أشياء: - ليلة أسري بي - أنه سيد المؤمنين وإمام المتقين، وقائد الغر المحجلين "(2).

قال الطبراني لم يروه عن هلال إلا عيسى بن سوادة، تفرد به مجاشع بن عمرو(3).

الثلاثون: الحمويني قال: أخبرنا الإمام الخطيب نجم الدين أبو بكر عبد الله ابن أبي السعادات المقري(4) بقراءتي عليه بجامع المنصور بباب البصرة قال: أنبأنا الشيخ أحمد بن يعقوب بن عبد الله ابن عبد الواحد المارستاني سماعا عليه قال: أنبأنا أبو الفتح محمد بن عبد الباقي المعروف بابن البطي إجازة إن لم يكن سماعا قال: أنبأنا أبو الفضل حمد بن حمد الإصبهاني قال: أنبأنا الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد الله الإصبهاني - رحمه الله - قال: حدثنا محمد بن حميد، حدثنا علي بن سراج المصري، نبأنا محمد بن فيروز حدثنا أبو عمرو لاهز بن عبد الله، أنبأنا معمر بن سليمان، عن أبيه، عن هشام بن عروة، عن أبيه، ثنا أنس بن مالك قال: بعثني النبي (صلى الله عليه وآله) إلى أبي برزة الأسلمي فقال له - وأنا أسمع -: " يا أبا برزة إن رب العالمين عهد إلي عهدا في علي بن أبي طالب فقال: إنه راية الهدى، ومنار الإيمان، وإمام أوليائي، ونور جميع من أطاعني، يا أبا برزة علي بن أبي طالب أميني غدا في القيامة، وصاحب رايتي في القيامة على مفاتيح خزائن ربي "(5).

الحادي والثلاثون: الحمويني قال: أخبرني المشايخ الجلة من أهل الحلة، السيدان الإمامان جمال الدين أحمد بن موسى بن طاووس الحسيني، وجلال الدين عبد الحميد بن فخار بن معد بن فخار الموسوي، والإمام العلامة نجم الدين أبو القاسم جعفر بن الحسن بن الحسين بن يحيى بن سعيد - رحمهم الله - بروايتهم، عن السيد الإمام شمس الملة والدين شيخ الشرف فخار بن محمد الدورستي عن أبيه(6)، عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي - رحمه الله - قال:

حدثنا علي بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن أبيه عن جده أحمد بن

____________

(1) في المصدر: هلال بن أحمد الوزان.

(2) فرائد السمطين 1: 143 / ح 107.

(3) فرائد السمطين، السمط الأول: كفاية الطالب للكنجي: 80، المعجم الصغير: 2 / 10، ضمن ترجمة محمد بن مسلم الأشعري.

(4) في المصدر: عبد الله بن أبي السعادات بن منصور بن أبي السعادات المقري.

(5) فرائد السمطين 1: 44 / ح 108. حلية الأولياء: 1 / 66، كفاية الطالب للكنجي: 95.

(6) في المصدر: فخار بن معد بن فخار الموسوي، عن شاذان بن جبرائيل القمي، عن جعفر بن محمد الدروستي.

الصفحة 136 

عبد الله، عن أبيه محمد بن خالد، عن غياث بن إبراهيم(1)، عن ثابت بن دينار، عن سعد بن طريف، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعلي بن أبي طالب: " يا علي أنا مدينة الحكمة وأنت بابها، ولن تؤتي المدينة إلا من قبل الباب، وكذب من زعم أنه يحبني ويبغضك لأنك مني وأنا منك، لحمك من لحمي، ودمك من دمي، وروحك من روحي، وسريرتك من سريرتي، وعلانيتك من علانيتي، وأنت إمام أمتي، وخليفتي عليها بعدي، سعد من أطاعك وشقي من عصاك، وربح من تولاك، وخسر من عاداك، وفاز من لزمك، وهلك من فارقك، مثلك ومثل الأئمة من ولدك بعدي(2) مثل سفينة نوح من ركب فيها نجا، ومن تخلف عنها غرق، ومثلكم مثل النجوم كلما غاب نجم طلع نجم إلى يوم القيامة "(3).

الثاني والثلاثون: الحمويني بإسناده عن أبي جعفر بن بابويه قال: ثنا أبي قال: نبأنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن العباس بن معروف، عن عبد الله بن عبد الرحمن البصري، عن أبي المعزا حميد بن المثنى(4) العجلي، عن أبي بصير، عن خيثمة الجعفي، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: سمعته يقول: " نحن جنب الله، ونحن صفوته، ونحن خيرته، ونحن مستودع مواريث الأنبياء، ونحن أمناء الله عز وجل، ونحن حجة الله، ونحن أركان الإيمان، ونحن دعائم الإسلام، ونحن من رحمة الله على خلقه، ونحن بنا يفتح وبنا يختم، ونحن أئمة الهدى، ونحن مصابيح الدجى، ونحن منار الهدى، ونحن السابقون، ونحن الآخرون، ونحن العلم المرفوع للحق من تمسك بنا لحق، ومن تأخر عنا غرق، ونحن قادة الغر المحجلين، ونحن خيرة الله، ونحن الطريق الواضح والصراط المستقيم إلى الله، ونحن من نعمة الله عز وجل على خلقه، ونحن المنهاج، ونحن معدن النبوة ونحن موضع الرسالة، ونحن الذين مختلف الملائكة، ونحن السراج لمن استضاء بنا، ونحن السبيل لمن اقتدى بنا، ونحن الهداة إلى الجنة، ونحن عرى الإسلام، ونحن الجسور والقناطر من مضى عليها لم يسبق، ومن تخلف عنها محق، ونحن السنام الأعظم، ونحن بنا ينزل الله الرحمة وبنا يسقون الغيث، ونحن الذين بنا يصرف عنكم العذاب، فمن عرفنا وأبصرنا وعرف حقنا وأخذ بأمرنا فهو منا وإلينا "(5).

____________

(1) في المصدر: عتاب بن إبراهيم.

(2) في المصدر: ومثل الأئمة من بعدي.

(3) أمالي الطوسي: 2 / 130 - 131. وفرائد السمطين 2: 243 / ح 517.

(4) في المصدر: أحمد بن المثنى.

(5) فرائد السمطين 2: 253 / ح 523 ومر ذكرها في ص 116 من هذا الكتاب.

الصفحة 137 

الثالث والثلاثون: الحمويني قال: أخبرني الإمام نجم الدين عيسى بن الحسين الطبري رحمه الله إجازة بجميع كتاب مقتل أمير المؤمنين الحسين بن علي قال: أخبرني السيد النقيب الحسيب النسيب ركن الدين أبو طالب يحيى بن الحسن الحسيني البطحائي، عن الإمام جمال الدين بن معين، عن مصنفه أخطب خوارزم أبي المؤيد الموفق بن أحمد المكي - رحمه الله - قال فيه: وذكر الإمام محمد بن أحمد بن علي بن شاذان، عن محمد بن زياد(1) عن جميل بن صالح، عن جعفر بن محمد (عليه السلام) قال: حدثني أبي، عن أبيه، عن الحسين بن علي (عليه السلام) قال: " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) فاطمة بهجة قلبي، وإبناها ثمرة فؤادي، وبعلها نور بصري، والأئمة من ولدها أمناء ربي وحبله الممدود بينه وبين خلقه. من اعتصم بهم نجا، ومن تخلف عنهم هوى "(2).

الرابع والثلاثون: الحمويني هذا من أعيان علماء العامة قال: أنبأني السيد النسابة جلال الدين عبد الحميد بن فخار بن معد بن فخار الموسوي - رحمه الله - قال: أنبأنا والدي السيد شمس الدين شيخ الشرف فخار - رحمه الله - إجازة بروايته عن شاذان بن جبرائيل القمي، عن جعفر بن محمد الدورستي، عن أبيه، عن أبي جعفر محمد بن علي بن بابويه القمي قال: حدثنا أبي ومحمد بن الحسن - رضي الله عنه - قالا: أنبأنا سعد بن عبد الله قال: حدثنا يعقوب بن يزيد، عن حماد بن عيسى، عن عمر بن أذينة، عن أبان بن أبي عياش، عن سليم بن قيس الهلالي قال: رأيت عليا (عليه السلام) في مسجد النبي (صلى الله عليه وآله) في خلافة عثمان - رضي الله عنه - وجماعة يتحدثون ويتذاكرون العلم والفقه، فذكروا قريشا وفضلها وسوابقها وهجرتها، وما قال فيهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) من الفضل، مثل قوله " الأئمة من قريش " وقوله: " الناس تبع لقريش وقريش أئمة العرب " وقوله: " لا تسبوا قريشا " وقوله: " إن لقريش قوة رجلين من غيرهم " وقوله: " من أبغض قريشا أبغضه الله " وقوله: " من أراد هوان قريش أهانه الله " وذكروا الأنصار وفضلها، وسوابقها، ونصرتها، وما أثنى الله عليهم في كتابه، وما قال فيهم النبي (صلى الله عليه وآله) من الفضل، وذكروا ما قال في سعد بن عبادة، وغسيل الملائكة فلم يدعوا شيئا من فضلهم حتى قال كل حي منا فلان وفلان، وقالت قريش: منا رسول الله (صلى الله عليه وآله) ومنا حمزة، ومنا جعفر، ومنا عبيدة بن الحرث، وزيد بن حارثة وأبو بكر، وعمر، وعثمان، وأبو عبيدة، وسالم وعبد الرحمن

____________

(1) في المصدر: أحمد بن علي بن شاذان، أخبرني الحسن بن حمزة، عن علي بن محمد بن قتيبة، عن الفضل بن شاذان، عن محمد بن زياد.

(2) مقتل الحسين: 1 / 59، فرائد السمطين 2: 66 / ح 390.

الصفحة 138 

ابن عوف، فلم يدعوا من الحيين أحدا من أهل السابقة إلا سموه، وفي الحلقة أكثر من مائتي رجل، منهم علي بن أبي طالب، وسعد بن أبي وقاص، وعبد الرحمن بن عوف، وطلحة، وابن الزبير، والمقداد، وأبو ذر، وهاشم بن عتبة، وابن عمر، والحسن، والحسين (عليهما السلام) وابن عباس، ومحمد بن أبي بكر، وعبد الله بن جعفر، ومن الأنصار أبي بن كعب، وزيد بن ثابت(1) وأبو الهيثم بن التيهان، ومحمد بن سلمة، وقيس بن سعد بن عبادة، وجابر بن عبد الله، وأنس بن مالك، وزيد بن أرقم، وعبد الله بن أبي أوفى، وأبو ليلى ومعه ابنه عبد الرحمن قاعد بجنبه غلام صبيح الوجه أمرد فجاء أبو الحسن البصري ومعه ابنه الحسن البصري، والحسن غلام أمرد صبيح الوجه معتدل القامة فجعلت أنظر إليه وإلى عبد الرحمن بن أبي ليلى فلا أدري أيهما أجمل غير أن الحسن أعظمهما وأطولهما.

فأكثر القوم وذلك من بكرة إلى حين الزوال وعثمان في داره لا يعلم بشئ مما هم فيه وعلي بن أبي طالب (عليه السلام) ساكت لا ينطق بكلمة ولا أحد من أهل بيته.

فأقبل القوم عليه فقالوا: يا أبا الحسن ما يمنعك أن تتكلم؟

فقال: " ما من الحيين إلا وقد ذكر وقال حقا(2)، فأنا أسألكم يا معشر قريش والأنصار بمن أعطاكم الله هذا الفضل؟ أبأنفسكم، وعشائركم، وأهل بيوتاتكم أم بغيركم؟ ".

قالوا: بل أعطانا الله ومن به علينا بمحمد (صلى الله عليه وآله) لا بأنفسنا وعشائرنا، ولا بأهل بيوتاتنا.

قال: " صدقتم يا معشر قريش والأنصار. ألستم تعلمون أن الذي نلتم من خير الدنيا والآخرة منا أهل البيت خاصة دون غيرهم؟ وأن ابن عمي رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: إني وأهل بيتي كنا نورا يسعى بين يدي الله تعالى قبل أن يخلق الله عز وجل آدم (عليه السلام) بأربعة عشر ألف سنة فلما خلق آدم وضع ذلك النور في صلبه وأهبطه إلى الأرض، ثم حمله في السفينة في صلب نوح (عليه السلام)، ثم قذف به في النار في صلب إبراهيم (عليه السلام) ثم لم يزل الله عز وجل ينقلنا من الأصلاب الكريمة إلى الأرحام الطاهرة، ومن الأرحام الطاهرة إلى الأصلاب الكريمة من الآباء والأمهات، لم يكن منهم على(3) سفاح قط ".

فقال أهل السابقة والقدمة، وأهل بدر، وأهل أحد: نعم، قد سمعنا من رسول الله (صلى الله عليه وآله).

ثم قال: " أنشدكم الله أتعلمون أن الله عز وجل فضل في كتابه السابق على المسبوق في غير آية،

____________

(1) في المصدر: وأبو أيوب الأنصاري.

(2) في المصدر: إلا قد ذكر فصلا وقال حقا.

(3) في المصدر: لم يلق واحد منهم.

الصفحة 139 

وإني لم يسبقني إلى الله عز وجل وإلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) أحد من هذه الأمة؟ " قالوا: اللهم نعم.

قال: " فأنشدكم الله أتعلمون حيث نزلت: * (والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار) *(1) * (والسابقون السابقون أولئك المقربون) *(2) سئل عنها رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال أنزلها الله تعالى ذكره في الأنبياء وأوصيائهم. فأنا أفضل أنبياء الله ورسله، وعلي بن أبي طالب وصيي أفضل الأوصياء؟ " قالوا: اللهم نعم.

قال: " فأنشدكم الله أتعلمون حيث نزلت * (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم) *(3) وحيث نزلت * (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) *(4) وحيث نزلت * (ولم يتخذوا من دون الله ولا رسوله ولا المؤمنين وليجة) *(5) قال الناس يا رسول الله أخاصة في بعض المؤمنين أم عامة في جميعهم فأمر الله عز وجل نبيه (صلى الله عليه وآله) أن يعلمهم ولاة أمرهم، وأن يفسر لهم من الولاية ما فسر لهم من صلاتهم وزكاتهم، وحجهم، ونصبني للناس بغدير خم ".

ثم خطب فقال: " أيها الناس إن الله أرسلني برسالة ضاق بها صدري، وظننت أن الناس مكذبي فأوعدني لأبلغها أو ليعذبني، ثم أمر فنودي بالصلاة جامعة، ثم خطب فقال: أيها الناس أتعلمون أن الله عز وجل مولاي وأنا مولى المؤمنين وأنا أولى بهم من أنفسهم قالوا بلى يا رسول الله. قال:

قم يا علي فقمت فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه.

فقام سلمان فقال: يا رسول الله ولاية ماذا؟ فقال: ولاء كولائي من كنت أولى به من نفسه فعلي أولى به من نفسه. فأنزل الله تعالى ذكره: * (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا) *(6) فكبر رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: الله أكبر على تمام نبوتي، وتمام دين الله ولاية علي بعدي ".

فقام أبو بكر وعمر فقالا: يا رسول الله هؤلاء الآيات خاصة في علي؟ قال: " بلى فيه وفي أوصيائي إلى يوم القيامة ".

قالا: يا رسول الله بينهم لنا.

قال: " علي أخي، ووزيري، ووارثي، ووصيي، وخليفتي في أمتي، وولي كل مؤمن بعدي، ثم

____________

(1) التوبة: 100.

(2) الواقعة: 10.

(3) النساء: 59.

(4) المائدة: 55.

(5) التوبة: 16.

(6) المائدة: 3.

الصفحة 140 

ابني الحسن، ثم الحسين ثم تسعة من ولد ابني الحسين واحد بعد واحد القرآن معهم وهم مع القرآن، لا يفارقونه ولا يفارقهم حتى يردوا علي الحوض ". فقالوا كلهم، اللهم نعم قد سمعنا ذلك وشهدنا كما قلت سواء.

وقال بعضهم: قد حفظنا جل ما قلت ولم نحفظ كله وهؤلاء الذين حفظوا أخيارنا وأفاضلنا، فقال علي (عليه السلام): " صدقتم ليس كل الناس يستوون في الحفظ. أنشد الله عز وجل من حفظ ذلك من رسول الله (صلى الله عليه وآله) لما قام وأخبر به " فقال زيد بن أرقم، والبراء بن عازب، وسلمان، وأبو ذر، والمقداد، وعمار فقالوا نشهد لقد حفظنا قول رسول الله وهو قائم على المنبر وأنت إلى جانبه وهو يقول: " أيها الناس إن الله عز وجل أمرني أن أنصب لكم إمامكم والقائم فيكم بعدي، ووصيي، وخليفتي والذي فرض الله عز وجل على المؤمنين في كتابه طاعته، فقرنه بطاعته وطاعتي، وأمركم بولايته، وإني راجعت ربي خشية طعن أهل النفاق وتكذيبهم فأوعدني لتبلغنها أو ليعذبني.

أيها الناس إن الله أمركم في كتابه بالصلاة فقد بينتها لكم، والزكاة، والصوم والحج فبينتها لكم وفسرتها، وأمركم بالولاية وإني أشهدكم أنها لهذا خاصة ووضع يده على علي بن أبي طالب، ثم قال لابنيه بعده، ثم للأوصياء من بعدهم، ومن ولدهم لا يفارقون القرآن ولا يفارقهم القرآن، حتى يردوا علي حوضي.

أيها الناس: قد بينت لكم مفزعكم بعدي وإمامكم، ودليلكم، وهاديكم، وهو أخي علي بن أبي طالب وهو فيكم بمنزلتي فيكم فقلدوه دينكم، وأطيعوه في جميع أموركم فإن عنده جميع ما علمني الله من علمه وحكمته فسلوه وتعلموا منه ومن أوصيائه بعده ولا تعلموهم، ولا تتقدموهم ولا تخلفوا عنهم، فإنهم مع الحق والحق معهم لا يزايلوه ولا يزايلهم، ثم جلسوا ".

قال سليم ثم قال علي (عليه السلام): " أيها الناس أتعلمون أن الله أنزل في كتابه: * (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) *(1) فجمعني وفاطمة وابني حسنا والحسين ثم ألقى علينا كساء وقال: اللهم هؤلاء أهل بيتي ولحمي يؤلمني ما يؤلمهم(2) ويجرحني ما يجرحهم فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ". فقالت أم سلمة: وأنا يا رسول الله؟ فقال: " أنت إلى خير، إنما نزلت في، وفي أخي علي بن أبي طالب، وفي ابني(3) وفي تسعة من ولد ابني الحسين خاصة، وليس معنا فيها أحد غيرك "؟ فقالوا كلهم: نشهد أن أم سلمة حدثتنا بذلك فسألنا رسول

____________

(1) الأحزاب: 33.

(2) في المصدر: يؤذيني ما يؤذيهم.

(3) في الإحتجاج للطبرسي: وفي ابنتي فاطمة، وفي ابني.

الصفحة 141 

الله (صلى الله عليه وآله) فحدثنا كما حدثتنا أم سلمة.

ثم قال علي (عليه السلام): " أنشدكم الله أتعلمون أن الله أنزل: * (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين) *(1) ".

فقال سلمان يا رسول الله عامة هذا أم خاصة؟ قال: " أما المأمورون فعامة المؤمنين أمروا بذلك، وأما الصادقون فخاصة لأخي علي وأوصيائي من بعده إلى يوم القيامة " قالوا: اللهم نعم.

قال: " أنشدكم الله تعالى أتعلمون أني قلت لرسول الله (صلى الله عليه وآله) في غزوة تبوك لم خلفتني؟ فقال: إن المدينة لا تصلح إلا بي أو بك، وأنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي؟ " قالوا:

اللهم نعم.

فقال: " أنشدكم الله أتعلمون أن الله أنزل في سورة الحج * (يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير) *(2) إلى آخر السورة فقام سلمان فقال: يا رسول الله من هؤلاء الذين أنت عليهم شهيد وهم شهداء على الناس، الذين اجتباهم الله، ولم يجعل عليهم في الدين من حرج ملة إبراهيم؟ قال: عنى بذلك ثلاثة عشر رجلا خاصة دون هذه الأمة قال: سلمان بينهم لنا يا رسول الله؟ قال: أنا، وأخي علي، وأحد عشر من ولدي " قالوا: اللهم نعم.

قال: " أنشدكم بالله أتعلمون أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قام خطيبا لم يخطب بعد ذلك فقال: يا أيها الناس إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي فتمسكوا بهما لن تضلوا فإن اللطيف أخبرني وعهد إلي أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض فقام عمر بن الخطاب شبه المغضب فقال: يا رسول الله أكل أهل بيتك؟ فقال: لا ولكن أوصيائي منهم، أولهم أخي، ووزيري، ووارثي، وخليفتي في أمتي وولي كل مؤمن بعدي، هو أولهم. ثم ابني الحسن، ثم ابني الحسين، ثم تسعة من ولد الحسين واحد بعد واحد حتى يردوا علي الحوض شهداء لله في أرضه، وحجته على خلقه، وخزان علمه، ومعادن حكمته، من أطاعهم فقد أطاع الله ومن عصاهم فقد عصى الله؟ " فقالوا كلهم: نشهد أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال ذلك، ثم تمادى بعلي السؤال فما ترك شيئا إلا ناشدهم الله فيه وسألهم عنه حتى أتى على آخر مناقبه وما قال له رسول الله (صلى الله عليه وآله) كثيرا، كل ذلك يصدقونه ويشهدون أنه حق(3).

الخامس والثلاثون: الحمويني قال: أنبأني الإمام صدر الدين(4) محمد بن أبي الكرام عبد

____________

(1) التوبة: 119.

(2) الحج: 77.

(3) فرائد السمطين 1: 312 / ح 250.

(4) في المصدر: بدر الدين.

 

 

 

 

الصفحة 142 

الرزاق بن أبي بكر بن حيدر، أخبرني القاضي فخر الدين محمد بن خالد الحقيقي الأبهري كتابة قال: أنبأنا السيد الإمام ضياء الدين فضل الله بن علي أبو الرضا الراوندي إجازة قال: أخبرنا السيد أبو الصمصام ذو الفقار بن محمد بن معبد الحسيني(1)، أنبأنا الشيخ أبو جعفر الطوسي - قدس الله روحه - أنبأنا أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان - روح الله روحه - وأبو عبد الله الحسين بن عبيد الله، وأبو الحسين جعفر بن الحسين بن حسكة القمي، وأبو زكريا محمد بن سليمان الحراني قالوا كلهم: أنبأنا الشيخ أبو جعفر محمد بن علي بن بابويه القمي رضي الله عنه قال: أخبرنا علي بن عبد الله الوراق الرازي قال: أنبأنا سعد بن عبد الله قال: أنبأنا الهيثم بن أبي مسروق النهدي، عن الحسن بن علوان، عن عمر بن خالد، عن سعيد بن طريف عن الأصبغ بن نباتة، عن عبد الله بن عباس قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: " أنا وعلي والحسن والحسين وتسعة من ولد الحسين مطهرون معصومون "(2).

السادس والثلاثون: الحمويني أيضا بإسناده هذا قال: قال أبو جعفر محمد بن علي بن بابويه، أخبرني أبو المفضل محمد بن عبد الله بن المطلب الشيباني، عن أحمد بن مطرف بن سوار بن الحسين القاضي الحسني بمكة، أنبأنا أبو حاتم المهلبي، عن المغيرة ابن محمد، أنبأنا عبد الغفار بن كثير الكوفي، عن هيثم بن حميد، عن أبي هاشم عن مجاهد عن ابن عباس (رضي الله عنه) قال: قدم يهودي على رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقال له: نعثل فقال له: يا محمد إني أسألك عن أشياء تلجلج في صدري منذ حين، فإن أجبتني عنها أسلمت على يدك؟ قال: " سل يا أبا عمارة "، قال: يا محمد صف لي ربك، فقال (صلى الله عليه وآله): " إن الخالق لا يوصف إلا بما وصف به نفسه، وكيف يوصف الخالق الذي تعجز الأوصاف أن تدركه(3)، والأوهام أن تناله، والخطرات أن تحده، والأبصار الإحاطة به، جل عما يصفه الواصفون، ناء في قربه وقريب في نأيه، كيف الكيف فلا يقال له كيف، وأين الأين فلا يقال له أين، هو منقطع الكيفية فيه والأينونية(4)، فهو الأحد الصمد كما وصف نفسه، والواصفون لا يبلغون نعته، لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد ".

قال: صدقت يا محمد فأخبرني عن قولك: إنه واحد لا شبيه له. أليس الله تعالى واحد والإنسان واحد؟ فوحدانيته أشبهت وحدانية الإنسان؟ فقال (عليه السلام): " الله تعالى واحد أحدي المعنى، والإنسان واحد ثنوي المعنى جسم وعرض، وبدن وروح، وإنما التشبيه في المعاني لا غير ".

____________

(1) في المصدر: محمد بن معضد الحسني.

(2) فرائد السمطين 2: 132 / ح 430.

(3) في البحار: تعجز الحواس أن تدركه.

(4) في البحار: هو منقطع الكيفوفية والأينونية.

الصفحة 143 

قال: صدقت يا محمد، فأخبرني عن وصيك من هو؟ فما من نبي إلا وله وصي، وإن نبينا موسى ابن عمران أوصى إلى يوشع بن نون، فقال: " نعم إن وصيي والخليفة من بعدي علي بن أبي طالب، وبعده سبطاي الحسن والحسين، يتلوه تسعة من صلب الحسين أئمة أبرار ". قال: يا محمد فسمهم لي؟ قال: " نعم إذا مضى الحسين فابنه علي، فإذا مضى علي فابنه محمد، فإذا مضى محمد فابنه جعفر، فإذا مضى جعفر فابنه موسى، فإذا مضى موسى فابنه علي، فإذا مضى علي فابنه محمد، ثم ابنه علي، ثم ابنه الحسن ثم الحجة بن الحسن فهذه اثنا عشر أئمة عدد نقباء بني إسرائيل " قال: فأين مكانهم في الجنة، قال: " معي في درجتي ".

قال: أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله، وأشهد أنهم الأوصياء بعدك، ولقد وجدت هذا في الكتب المتقدمة، وفيما عهد إلينا موسى بن عمران (عليه السلام) أنه إذا كان آخر الزمان يخرج نبي يقال له " أحمد " خاتم الأنبياء لا نبي بعده، فيخرج من صلبه أئمة أبرار عدد الأسباط، فقال: " يا أبا عمارة أتعرف الأسباط؟ " قال: نعم يا رسول الله! إنهم كانوا اثني عشر، قال: " إن أولهم لاوي بن برخيا(1)، وهو الذي غاب عن بني إسرائيل غيبة طويلة ثم عاد فأظهر الله شريعته بعد اندراسها، وقاتل مع قرسطتا الملك حتى قتله، فقال (صلى الله عليه وآله) كائن في أمتي ما كان في بني إسرائيل، حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة، وأن الثاني عشر من ولدي يغيب حتى لا يرى، ويأتي على أمتي زمن لا يبقى من الإسلام إلا اسمه، ولا من القرآن إلا رسمه، فحينئذ يأذن الله تعالى له بالخروج، فيظهر الإسلام ويجدد الدين، ثم قال عليه الصلاة والسلام: طوبى لمن أحبهم والويل لمبغضهم وطوبى لمن تمسك بهم " فانتفض نعثل وقام بين يدي رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأنشأ يقول:

 

صلى العلي ذو العلا     عليك يا خير البشر

أنت النبي المصطفى    والهاشمي المفتخر

بك اهتدانا ربنا وفيك نرجو ما أمر

ومعشر سميتهم          أئمة اثني عشر

حباهم رب العلى        ثم صفاهم من كدر

قد فاز من والاهم        وخاب من عادى الزهر

آخرهم يشفي الظما     وهو الإمام المنتظر

عترتك الأخيار لي      والتابعون ما أمر

 

____________

(1) في البحار: فإن فيهم لاوي بن أرحيا.

الصفحة 144 

 

من كان عنهم معرضا   فسوف يصلى في سقر(1)

 

السابع والثلاثون: الحمويني، أنبأني المشايخ الكرام السيد الإمام جمال الدين رضي الإسلام أحمد بن طاووس الحسيني والسيد الإمام النسابة جلال الدين عبد الحميد ابن فخار بن معد بن فخار الموسوي، وعلامة زمانه نجم الدين أبو القاسم جعفر بن الحسن بن يحيى بن سعيد الحليون رحمهم الله كتابة، عن السيد الإمام شمس الدين شيخ الشرف فخار بن معد بن فخار الموسوي، عن شاذان بن جبرائيل القمي، عن جعفر بن محمد الدورستي، عن أبيه، عن أبي جعفر محمد بن علي ابن الحسين بن موسى ابن بابويه القمي رحمه الله قال: حدثني أبي ومحمد بن الحسن رضي الله عنهما قال: نبأنا سعد بن عبد الله، وعبد الله بن جعفر الحميري جميعا، عن أبي الخير صالح بن أبي حماد والحسن بن طريف جميعا، عن بكر بن صالح.

ح - وحدثنا أبي ومحمد بن موسى بن المتوكل، ومحمد بن علي ماجيلويه، وأحمد بن علي بن إبراهيم، والحسن بن إبراهيم بن ناتانة، وأحمد بن زياد الهمداني رضي الله تعالى عنهم قالوا: حدثنا علي بن إبراهيم عن أبيه إبراهيم بن هاشم - روح الله روحهما - عن بكر بن صالح، عن عبد الرحمن ابن سالم، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أبي (عليه السلام) لجابر بن عبد الله الأنصاري: " إن لي إليك حاجة فمتى يخف عليك أن أخلو بك فأسألك عنها ".

فقال له جابر: في أي الأوقات شئت، فخلا به أبي (عليه السلام) فقال: " يا جابر أخبرني عن اللوح الذي رأيته في يد أمي فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله) وما أخبرتك به أن في ذلك اللوح مكتوبا، قال جابر:

أشهد الله أني دخلت على أمك فاطمة (عليها السلام) في حياة رسول الله (صلى الله عليه وآله) أهنيها بولادة الحسين فرأيت في يدها لوحا أخضر ظننت أنه زمرد، ورأيت فيه كتابا أبيض شبه نور الشمس، فقلت أنا: بأبي وأمي يا بنت رسول الله ما هذا اللوح؟ فقالت: هذا اللوح أهداه الله إلى رسوله فيه اسم أبي، واسم بعلي، واسم ابني وأسماء الأوصياء من ولدي فأعطانيه أبي ليبشرني بذلك، قال جابر فأعطتنيه أمك فاطمة فقرأته وانتسخته، فقال أبي: فهل لك يا جابر أن تعرضه علي؟ قال: نعم، فمشى معه أبي حتى انتهى إلى منزل جابر وأخرج أبي صحيفة من رق، فقال: يا جابر انظر في كتابك لأقرأ عليك، فنظر جابر في نسخته فقرأه أبي فما خالف حرف حرفا، فقال جابر فأشهد بالله أني رأيته هكذا في اللوح مكتوبا: بسم الله الرحمن الرحيم: هذا كتاب من الله العزيز الحكيم لمحمد نوره، وسفيره، وحجابه، ودليله نزل به الروح الأمين من عند رب العالمين.

____________

(1) فرائد السمطين 2: 132 / ح 431.

الصفحة 145 

عظم يا محمد أسمائي، واشكر نعمائي، ولا تجحد آلائي، إني أنا الله لا إله إلا أنا قاصم الجبارين، ومذل الظالمين، وديان الدين، إني أنا الله لا إله إلا أنا فمن رجا غير فضلي، أو خاف غير عدلي عذبته عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين، فإياي فاعبد، وعلي فتوكل، إني لم أبعث نبيا فأكملت أيامه، وانقضت مدته، إلا جعلت له وصيا، وإني فضلتك على الأنبياء، وفضلت وصيك على الأوصياء، وأكرمتك، بشبليك بعده، وسبطيك حسن وحسين، فجعلت حسنا معدن علمي بعد انقضاء مدة أبيه، وجعلت حسينا خازن وحيي وأكرمته بالشهادة، وختمت له بالسعادة فهو أفضل ممن استشهد، وأرفع الشهداء درجة، جعلت كلمتي التامة معه، والحجة البالغة عنده، بعترته أثيب وأعاقب، أولهم سيد العابدين، وزين أوليائي الماضين وابنه شبيه جده المحمود محمد الباقر لعلمي والمعدن لحكمي، سيهلك المرتابون في جعفر، الراد عليه كالراد علي، حق القول مني لأكرمن مثوى جعفر، ولأسرنه في أشياعه وأنصاره وأوليائه وانتجبت بعده موسى وانتجبت بعده فتنة عمياء حندس(1) لأن خيط فرضي لا ينقطع(2) وحجتي لا تخفى، وأن أوليائي لا يشقون، ألا ومن جحد واحدا منهم فقد جحد نعمتي، ومن غير آية من كتابي فقد افترى علي، وويل للمفترين الجاحدين عند انقضاء مدة عبدي موسى وحبيبي وخيرتي، إن المكذب بالثامن مكذب بكل أوليائي، وعلي وليي وناصري، ومن أضع عليه أعباء النبوة وأمنحه بالاضطلاع(3) يقتله عفريت مستكبر يدفن بالمدينة التي بناها العبد الصالح، إلى جنب شر خلقي حق القول مني لأقرن عينه بمحمد ابنه وخليفته من بعده، فهو وارث علمي، ومعدن حكمي، وموضع سري، وحجتي على خلقي، جعلت الجنة مأواه(4) وشفعته في سبعين ألفا من أهل بيته كلهم قد استوجبوا النار، وأختم بالسعادة لابنه علي وليي وناصري، والشاهد في خلقي وأميني على وحيي، وأخرج منه الداعي إلى سبيلي والخازن لعلمي الحسن، ثم أكمل ذلك بابنه رحمة للعالمين، عليه كمال موسى، وبهاء عيسى، وصبر أيوب، وسيذل أوليائي في زمانه، ويتهادون رؤسهم كما يتهادون رؤس الترك والديلم، فيقتلون، ويحرقون، ويكونون خائفين، مرعوبين، وجلين وتصبغ الأرض بدمائهم، ويفشو الويل والرنين(5) في نسائهم، أولئك أوليائي حقا، بهم

____________

(1) حندس: الشديد الظلمة.

(2) في كمال الدين: لأن حفظه فرض لا ينقطع.

(3) اضطلع: نهض به وقوي عليه.

(4) في عيون الأخبار: لا يؤمن عبد به إلا جعلت الجنة مثواه.

(5) الرنين: الصوت الحزين.

الصفحة 146 

أدفع كل فتنة عمياء حندس، وبهم أكشف الزلازل، وأدفع الآصار(1) والأغلال أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون ".

قال عبد الرحمن بن سالم: قال أبو بصير: لو لم تسمع في دهرك إلا هذا الحديث لكفاك، فصنه إلا عن أهله(2).

الثامن والثلاثون: الحمويني بإسناده هذا، عن ابن بابويه قال: حدثنا علي بن الحسين المؤدب، وأحمد بن هارون الفامي قالا: أنبأنا محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن جعفر بن محمد بن مالك الفزاري الكوفي، عن محمد بن نعمة السلولي(3)، عن درست بن عبد الحميد، عن عبد الله بن القاسم، عن عبد الله بن جبلة عن أبي السفاتج، عن جابر الجعفي، عن أبي جعفر محمد ابن علي الباقر (عليهما السلام)، عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: دخلت على مولاتي فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقدامها لوح يكاد ضوؤه يغشي الأبصار، فيه اثنا عشر اسما ثلاثة في ظاهره وثلاثة في باطنه وثلاثة أسماء في آخره، وثلاثة أسماء في طرفه، فعددتها فإذا هي اثنا عشر اسما، فقلت: أسماء من هذا؟ قالت: " هذه أسماء الأوصياء أولهم ابن عمي وأحد عشر من ولدي، آخرهم القائم "، قال جابر: فرأيت فيها محمدا محمدا محمدا في ثلاثة مواضع، وعليا عليا عليا عليا في أربعة مواضع(4).

التاسع والثلاثون: الحمويني بإسناده عن أبي جعفر ابن بابويه قال: حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار قال: حدثنا أبي، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن الحسن بن محبوب عن أبي الجارود، عن أبي جعفر (عليه السلام)، عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: دخلت على فاطمة (عليها السلام) وبين يديها لوح فيه أسماء الأوصياء فعددت اثني عشر آخرهم القائم، ثلاثة منهم محمد، وأربعة منهم علي صلوات الله عليهم(5).

الأربعون: الحمويني بالإسناد إلى أبي جعفر بن بابويه قال: أنبأنا محمد بن إبراهيم ابن إسحاق الطالقاني (رضي الله عنه) قال: حدثنا الحسن بن إسماعيل قال: حدثنا أبو عمرو سعيد بن محمد بن نصر القطان

____________

(1) الأصر:: - آصار: الثقل، الذنب.

(2) فرائد السمطين 2: 136 / ح 432، كمال الدين: 1 / 308 - 311، عيون أخبار الرضا: 1 / 34 - 36.

(3) في المصدر، وكمال الدين: محمد بن مالك الفزاري الكوفي، عن مالك السلولي عن درست.

(4) فرائد السمطين 2: 139 / ح 133.

(5) فرائد السمطين 2: 139 / ح 134.

الصفحة 147 

قال: حدثنا عبيد الله بن محمد السلمي قال: حدثنا محمد بن عبد الرحيم قال: حدثنا محمد بن سعيد بن محمد قال: حدثنا العباس بن أبي عمرو، عن صدقة بن أبي موسى، عن أبي نضرة قال: لما احتضر أبو جعفر محمد بن علي الباقر (عليهما السلام) عند الوفاة دعا بابنه الصادق (عليه السلام) ليعهد إليه عهدا فقال له أخوه زيد بن علي بن الحسين: لو امتثلت في تمثال الحسن والحسين (عليهما السلام) لرجوت أن لا تكون أتيت منكرا، فقال له: يا أبا الحسن إن الأمانات ليست بالتمثال، ولا العهود بالرسوم، وإنما هي أمور سابقة عن حجج الله تبارك وتعالى، ثم دعا بجابر بن عبد الله فقال له يا جابر حدثنا بما عاينت من الصحيفة؟ فقال له جابر: نعم يا أبا جعفر دخلت على مولاتي فاطمة بنت رسول الله لأهنئها بمولد الحسين (عليه السلام) فإذا بيدها صحيفة من درة بيضاء، فقلت يا سيدة النسوان ما هذه الصحيفة التي أراها معك؟ قالت: " فيها أسماء الولاة من ولدي " فقلت لها: ناوليني لأنظر فيها، قالت: " يا جابر لولا النهي لكنت أفعل لكنه نهي أن يمسها إلا نبي أو وصي نبي، أو أهل بيت نبي، ولكنه مأذون لك أن تنظر إلى بطنها من ظاهرها ".

قال جابر فقرأت فإذا فيها: أبو القاسم محمد بن عبد الله المصطفى، أمه آمنة بنت وهب، وأبو الحسن علي بن أبي طالب المرتضى، أمه فاطمة بنت أسد بن هاشم ابن عبد مناف. أبو محمد الحسن بن علي. وأبو عبد الله الحسين بن علي التقي، أمهما فاطمة بنت محمد. أبو محمد علي بن الحسين العدل، أمه شاه بانويه بنت يزدجرد بن شاهنشاه. أبو جعفر محمد بن علي الباقر، أمه أم عبد الله بنت الحسن بن علي بن أبي طالب. أبو عبد الله جعفر بن محمد الصادق، أمه أم فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر، أبو إبراهيم موسى بن جعفر الثقة، أمه جارية اسمها حميدة. أبو الحسن علي بن موسى الرضا، أمه جارية اسمها نجمة. أبو جعفر محمد بن علي الزكي، أمه جارية اسمها خيزران. أبو الحسن علي بن محمد الأمين، أمه جارية اسمها سوسن، أبو محمد الحسن بن علي الرفيق، أمه جارية اسمها سمانة، أبو القاسم محمد بن الحسن هو حجة الله القائم، أمه جارية اسمها نرجس صلوات الله عليهم أجمعين.

قال الشيخ أبو جعفر ابن بابويه: جاء هذا الحديث هكذا بتسمية القائم (عليه السلام) والذي أذهب إليه ما روي من النهي عن تسميته(1).

الحادي والأربعون: الحمويني أحد مشايخ العامة قال: أنبأني الشيخ سديد الدين يوسف بن

____________

(1) فرائد السمطين 2: 140 / ح 435، كمال الدين: 1 / 305 - 307.

الصفحة 148 

علي بن المطهر الحلي رحمه الله عن الشيخ الفقيه مهذب الدين أبي عبد الله بن أبي الفرج بن بردة السلمي(1) رحمه الله بروايته، عن محمد بن الحسين بن علي بن عبد الصمد، عن والده، عن جده محمد، عن أبيه، عن جماعة منهم السيد أبو البركات علي بن الحسن الجوزي العلوي، وأبو بكر محمد بن أحمد بن علي المقري والفقيه أبو جعفر محمد بن إبراهيم الفاني بروايتهم، عن الشيخ الفقيه أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي (رحمه الله) جميع مصنفاته ورواياته قال: حدثنا محمد بن علي ماجيلويه - (رضي الله عنه) - قال: حدثني عمي محمد بن أبي القاسم، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي قال: حدثني محمد بن علي القرشي قال: حدثني أبو الربيع الزهراني قال: حدثنا جرير، عن ليث بن أبي سليم، عن مجاهد قال: قال ابن عباس: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: " إن لله تبارك وتعالى ملكا يقال له: دردائيل، كان له ستة عشر ألف جناح ما بين الجناح إلى الجناح هواء والهواء كما بين السماء إلى الأرض، فجعل يوما يقول في نفسه: أفوق ربنا جل جلاله شئ؟ فعلم الله تبارك وتعالى ما قال، فزاده أجنحة مثلها فصار له اثنان وثلاثون ألف جناح ثم أوحى الله عز وجل إليه أن طر، فطار مقدار خمسين عاما فلم ينل رأس قائمة من قوائم العرش، فلما علم الله عز وجل إتعابه أوحى إليه أيها الملك عد إلى مكانك فأنا عظيم فوق كل عظيم وليس فوقي شئ ولا أوصف بمكان، فسلبه الله أجنحته ومقامه من صفوف الملائكة، فلما ولد الحسين بن علي (عليه السلام) وكان مولده عشية الخميس ليلة الجمعة أوحى الله عز وجل إلى مالك خازن النار أن أخمد النيران على أهلها لكرامة مولود ولد لمحمد في دار الدنيا، وأوحى الله تبارك وتعالى إلى رضوان خازن الجنان أن زخرف الجنان وطيبها لكرامة مولود ولد لمحمد في دار الدنيا وأوحى الله تبارك وتعالى إلى حور العين أن تزينوا وتزاوروا لكرامة مولود ولد لمحمد في دار الدنيا، وأوحى الله عز وجل إلى الملائكة أن قوموا صفوفا بالتسبيح والتحميد والتكبير لكرامة مولود ولد لمحمد في دار الدنيا، وأوحى الله عز وجل لجبرئيل أن اهبط إلى نبيي محمد في ألف قبيل - والقبيل ألف ألف من الملائكة - على خيول بلق، مسرجة ملجمة، عليها قباب الدر والياقوت، ومعهم ملائكة يقال لهم: الروحانيون، بأيديهم حراب من نور(2) أن هنؤا محمدا بمولوده، وأخبره يا جبرائيل إني قد سميته الحسين، فهنئه وعزه وقل له: يا محمد يقتله شر أمتك على شر الدواب، فويل للقاتل، وويل للسائق، وويل للقائد.

قاتل الحسين أنا منه برئ وهو مني برئ لأنه لا يأتي يوم القيامة أحد إلا وقاتل الحسين أعظم

____________

(1) في المصدر: النبلي.

(2) في المصدر: أطباق من نور.

الصفحة 149 

جرما منه. قاتل الحسين يدخل النار يوم القيامة مع الذين يزعمون أن مع الله آلها آخر، والنار أشوق إلى قاتل الحسين ممن أطاع الله إلى الجنة.

قال: فبينا جبرائيل (عليه السلام) يهبط من السماء إلى الدنيا(1) إذ مر بدردائيل فقال له دردائيل: يا جبرائيل ما هذه الليلة في السماء هل قامت القيامة على أهل الدنيا قال: لا ولكن ولد لمحمد مولود في دار الدنيا وقد بعثني الله عز وجل إليه لأهنئه بمولوده، فقال له الملك: يا جبرائيل بالذي خلقني وخلقك إن هبطت إلى محمد فأقرئه مني السلام وقل له: بحق هذا المولود عليك إلا ما سألت ربك أن يرضى عني ويرد علي أجنحتي ومقامي من صفوف الملائكة، فهبط جبرائيل (عليه السلام) على النبي (صلى الله عليه وآله) فهنأه كما أمره الله عز وجل وعزاه، فقال له النبي (صلى الله عليه وآله) تقتله أمتي؟ فقال له: نعم يا محمد، فقال النبي (صلى الله عليه وآله) ما هؤلاء بأمتي أنا برئ منهم والله عز وجل برئ منهم، قال جبرائيل: وأنا برئ منهم يا محمد، فدخل النبي (صلى الله عليه وآله) على فاطمة (عليها السلام) فهنأها وعزاها فبكت فاطمة (عليها السلام)، ثم قالت:

يا ليتني لم ألده، قاتل الحسين في النار، فقال النبي (صلى الله عليه وآله): وأنا أشهد بذلك يا فاطمة ولكنه لا يقتل حتى يكون منه إمام يكون منه الأئمة الهادية، قال (عليه السلام) والأئمة بعدي الهادي علي، والمهتدي الحسن، والناصر الحسين، والمنصور علي بن الحسين، والشافع محمد بن علي، والنفاع جعفر ابن محمد، والأمين موسى بن جعفر، والرضا علي بن موسى، والفعال محمد بن علي، والمؤتمن علي بن محمد، والعلام الحسن بن علي، ومن يصلي خلفه عيسى ابن مريم (عليه السلام) القائم (عليه السلام)، فسكنت فاطمة (عليها السلام) من البكاء.

ثم أخبر جبرائيل (عليه السلام) النبي (صلى الله عليه وآله) بقصة الملك وما أصيب به، قال ابن عباس: فأخذ النبي (صلى الله عليه وآله) الحسين (عليه السلام) وهو ملفوف في خرقة من صوف فأشار به إلى السماء، ثم قال: اللهم بحق هذا المولود عليك، لا بل بحقك عليه وعلى جده محمد وإبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب إن كان للحسين بن علي ابن فاطمة عندك قدرا فارض عن دردائيل ورد عليه أجنحته ومقامه من صفوف الملائكة(2) فالملك ليس يعرف في الجنة إلا بأن يقال هذا مولى الحسين بن علي، وابن فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله) "(3).

الثاني والأربعون: الحمويني من علماء العامة بإسناده قال: روى الشيخ الجليل أبو جعفر بن

____________

(1) في المصدر: إلى الأرض.

(2) في كمال الدين: فاستجاب الله دعاءه، وغفر للملك، ورد عليه أجنحته، ورده إلى صفوف الملائكة، فالملك لا يعرف.

(3) فرائد السمطين 2: 151 / ح 446.

الصفحة 150 

بابويه قال: حدثنا أبو الحسن أحمد بن ثابت الدواليبي بمدينة السلام، حدثنا محمد بن الفضل، حدثنا محمد بن علي بن عبد الصمد الكوفي، حدثنا علي بن عاصم، عن محمد بن علي بن موسى، عن أبيه علي بن موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي (عليهم السلام) قال: دخلت على رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعنده أبي بن كعب فقال لي رسول الله (صلى الله عليه وآله): " مرحبا بك يا أبا عبد الله، يا زين السماوات والأرض "، قال أبي وكيف يكون يا رسول الله زين السماوات والأرض أحد غيرك؟ قال: " يا أبي والذي بعثني بالحق نبيا إن الحسين بن علي في السماء أكبر منه في الأرض، وإنه مكتوب على يمين عرش الله مصباح هدى وسفينة نجاة وإمام غير وهن، وعز وفخر، وعلم وذخر، وإن الله عز وجل ركب في صلبه نطفة مباركة طيبة زكية خلقت من قبل أن يكون مخلوق في الأرحام، أو يجري ماء في الأصلاب، أو يكون ليل أو نهار، ولقد لقن دعوات ما يدع بهن مخلوق إلا حشره الله عز وجل معه، وكان شفيعه في آخرته، وفرج الله عنه كربه، وقضى الله بها دينه، ويسر أمره، وأوضح سبيله، وقواه على عدوه، ولم يهتك ستره "، فقال له أبي بن كعب: ما هذه الدعوات يا رسول الله؟

قال: " إذا فرغت من صلاتك وأنت قاعد: اللهم إني أسألك بكلماتك، ومعاقد عرشك، وسكان سماواتك، وأنبيائك ورسلك أن تستجيب لي فقد رهقني من أمري عسر، فأسألك أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تجعل لي من عسري يسرا، فإن الله عز وجل، يسهل أمرك ويشرح صدرك ويلقنك شهادة أن لا إله إلا الله عند خروج نفسك "، قال له أبي: يا رسول الله فما هذه النطفة التي في صلب الحسين؟ قال: " مثل هذه النطفة كمثل القمر وهي نطفة تبيين وبيان يكون من اتبعه رشيدا ومن ضل عنه غويا "، قال: فما اسمه وما دعاؤه؟ قال: " اسمه علي، ودعاؤه يا دائم يا ديموم يا حي يا قيوم يا كاشف الغم يا فارج الهم ويا باعث الرسل ويا صادق الوعد. ومن دعا بهذا الدعاء حشره الله عز وجل مع علي بن الحسين وكان قائده إلى الجنة ".

قال له أبي: يا رسول الله فهل له من خلف أو وصي؟ قال: " نعم له مواريث السماوات والأرض "، قال: وما معنى مواريث السماوات والأرض يا رسول الله؟ قال: " القضاء بالحق، والحكم بالديانة، وتأويل الأحكام، وبيان ما يكون "، قال: ما اسمه؟

قال: " اسمه محمد، وإن الملائكة لتستأنس به في السماوات ويقول في دعائه: اللهم إن كان لك عندي رضوان وود فاغفر لي ولمن تبعني من إخواني وشيعتي وطيب ما في صلبي، فركب الله عز وجل في صلبه نطفة مباركة زكية وأخبرني جبرائيل (عليه السلام) أن الله تبارك وتعالى طيب هذه النطفة

الصفحة 151 

وسماها عنده جعفرا، وجعله هاديا مهديا وراضيا مرضيا يدعو ربه فيقول في دعائه: يا ديان غير متوان يا أرحم الراحمين اجعل لشيعتي من النار وقاء، ولهم عندك رضا، فاغفر لهم ذنوبهم، ويسر أمورهم واقض ديونهم، واستر عوراتهم، واغفر لهم الكبائر التي بينك وبينهم، يا من لا يخاف الضيم ولا تأخذه سنة ولا نوم، اجعل لي من الغم فرجا. ومن دعا بهذا الدعاء حشره الله عز وجل أبيض الوجه مع جعفر بن محمد إلى الجنة.

يا أبي وإن الله تبارك وتعالى ركب على هذه النطفة نطفة زكية مباركة طيبة أنزل عليها الرحمة وسماها عنده موسى " قال له أبي: يا رسول الله كلهم يتواضعون ويتناسلون ويتوارثون ويصف بعضهم بعضا، قال: " وصفهم لي جبرائيل (عليه السلام) عن رب العالمين جل جلاله "، قال فهل لموسى من دعوة يدعو بها سوى دعاء آبائه؟ قال: " نعم يقول في دعائه: يا خالق الخلق، ويا باسط الرزق ويا فالق الحب، ويا بارئ النسم ومحيي الموتى ومميت الأحياء، ودائم الثبات، ومخرج النبات، افعل بي ما أنت أهله. من دعا بهذا الدعاء قضى الله له حوائجه وحشره الله يوم القيامة مع موسى ابن جعفر، وإن الله ركب في صلبه نطفة مباركة طيبة زكية مرضية وسماها عنده عليا يكون لله في خلقه رضيا في علمه وحكمه، ويجعله حجة لشيعته يحتجون به يوم القيامة وله دعاء يدعو به:

اللهم صل على محمد وآل محمد وأعطني الهدى، وثبتني عليه، واحشرني عليه آمنا أمن من لا خوف عليه ولا حزن ولا جزع، إنك أهل التقوى وأهل المغفرة.

وإن الله عز وجل ركب في صلبه نطفة مباركة طيبة زكية مرضية وسماها محمد بن علي فهو شفيع شيعته ووارث علم جده، له علامة بينة وحجة ظاهرة إذا ولد يقول: لا إله إلا الله محمد رسول الله يقول في دعائه: يا من لا شبيه له ولا مثال، أنت الله لا إله إلا أنت ولا خالق إلا أنت تفني المخلوقين وتبقى أنت، حلمت عمن عصاك وفي المغفرة رضاك. من دعا بهذا الدعاء كان محمد ابن علي شفيعه يوم القيامة.

وإن الله تبارك وتعالى ركب في صلبه نطفة لا باغية ولا طاغية، بارة مبارك طيبة طاهرة سماها عنده علي بن محمد، فألبسها السكينة والوقار، وأودعها العلوم وكل سر مكتوم، من لقيه وفي صدره شئ أنبأه وحذره من عدوه، ويقول في دعائه: يا نور يا برهان يا منير ويا مبين، يا رب اكفني شر الشرور وآفات الدهور وأسألك النجاة يوم ينفخ في الصور. من دعا بهذا الدعاء كان علي بن محمد شفيعه وقائده إلى الجنة.

وإن الله تبارك وتعالى ركب في صلبه نطفة وسماها عنده الحسن وجعله نورا في بلاده

الصفحة 152 

وخليفته في أرضه، وعزا لأمة جده، وهاديا لشيعته، وشفيعا لهم عند ربه ونقمة لمن خالفه، وحجة لمن والاه، وبرهانا لمن اتخذه إماما، يقول في دعائه: يا عزيز العز في عزه، يا عزيز أعزني بعزك، وأيدني بنصرك، وأبعد عني همزات الشياطين، وادفع عني بدفعك، وامنع عني بمنعك، واجعلني من خيار خلقك، يا واحد يا أحد يا فرد يا صمد. من دعا بهذا الدعاء حشره الله عز وجل معه ونجاه من النار ولو وجبت عليه. وأن الله تبارك وتعالى ركب في صلب الحسن نطفة مباركة زكية طيبة طاهرة مطهرة يرضى بها كل مؤمن ممن قد أخذ الله ميثاقه في الولاية ويكفر بها كل جاحد. وهو إمام تقي نقي بار مرضي هاد مهدي يحكم بالعدل ويأمر به، يصدق الله عز وجل ويصدقه الله في قوله، يخرج من تهامة حتى تظهر الدلائل والعلامات، وله بالطالقان كنوز لا ذهب ولا فضة إلا خيول مطهمة، ورجال مسومة يجمع الله له من أقاصي البلاد على عدد أهل بدر ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا معه صحيفة مختومة فيها عدد أصحابه بأسمائهم وأنسابهم وبلدانهم وصنايعهم وطبايعهم وكلامهم وكناهم كرارون مجدون في طاعته "، فقال له: وما دلالته وعلامته يا رسول الله؟

قال: " له علم إذا حان وقت خروجه انتشر ذلك العلم من نفسه وأنطقه الله عز وجل فناداه العلم أخرج يا ولي الله اقتل أعداء الله، وله رايتان وعلامتان وله سيف مغمد فإذا حان وقت خروجه اقتلع ذلك السيف من غمده، وأنطقه الله عز وجل فناداه السيف اخرج يا ولي الله فلا يحل لك أن تقعد عن أعداء الله، فيخرج ويقتل أعداء الله حيث ثقفهم ويقيم حدود الله ويحكم بحكم الله، يخرج جبرائيل عن يمينه وميكائيل عن ميسرته وشعيب بن صالح على مقدمه، وسوف تذكرون ما أقول لكم وأفوض أمري إلى الله عز وجل.

يا أبي طوبى لمن لقيه، وطوبى لمن أحبه، وطوبى لمن قال به، ولو بعد حين، ينجيهم من الهلكة بالإقرار بالله وبرسوله وبجميع الأئمة، يفتح الله لهم الجنة، مثلهم في الأرض كمثل المسك الذي يسطع ريحه فلا يتغير أبدا، ومثلهم في السماء كمثل القمر المنير الذي لا يطفأ نوره أبدا "، قال أبي: يا رسول الله كيف جاءك بيان هؤلاء الأئمة عن الله عز وجل؟ قال: " إن الله أنزل علي اثني عشر خاتما واثنتي عشر صحيفة اسم كل إمام على خاتمه، وصفته في صحيفته والحمد لله رب العالمين "(1).

____________

(1) فرائد السمطين 2: 155 / ح 447.

وذكره الشيخ ابن بابويه في كمال الدين: 1 / 264 - 268.

الصفحة 153 

الثالث والأربعون: الحموي قال: أخبرني السيد النسابة جلال الدين عبد الحميد، عن أبيه الإمام شمس الدين شيخ الشرف فخار بن معد بن فخار الموسوي عن شاذان بن جبرائيل القمي، عن جعفر بن محمد الدورستي، عن أبيه، عن أبي جعفر محمد بن علي بن بابويه (رحمه الله) قال: حدثنا أبي قال: حدثنا سعد بن عبد الله قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن حماد بن عيسى، عن إبراهيم بن عمر اليماني، عن أبي الطفيل، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لأمير المؤمنين: " اكتب ما أملي عليك " قال: " يا نبي الله أتخاف علي النسيان؟ " قال: " لست أخاف عليك النسيان، وقد دعوت الله تعالى لك أن يحفظك ولا ينسيك، ولكن اكتب لشركائك "، قال: " قلت: ومن شركائي يا نبي الله؟ " قال: " الأئمة من ولدك، بهم تسقى أمتي الغيث، وبهم يستجاب دعاؤهم، وبهم يصرف الله عنهم البلاء، وبهم تنزل الرحمة من السماء، وهذا أولهم - وأومأ بيده إلى الحسن (عليه السلام) - ثم أومأ بيده إلى الحسين (عليه السلام)، ثم قال (عليه السلام): الأئمة من ولده "(1).

الرابع والأربعون: الحمويني من أهل السنة والخلاف قال: أخبرني مفيد الدين أبو جعفر محمد ابن علي بن أبي الغنايم بن الجهم الحلي إجازة قال: أنبأنا القاضي خطير الدين محمود بن محمد بن الحسين بن عبد الجبار الطوسي، عن عمه زين الدين عبد الجبار عن أبيه، عن الصفي أبي تراب بن الداعي الحسيني، عن أبي محمد جعفر بن محمد الدورستي، عن الشيخ المفيد محمد بن محمد ابن النعمان الحارثي، عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي قال: حدثنا جعفر ابن محمد بن مسرور - رضي الله عنه - قال: حدثنا الحسين بن محمد بن عامر، عن المعلى بن محمد البصري، عن جعفر بن سليمان، عن عبد الله بن الحكم، عن أبيه، عن سعيد بن جبير، عن عبد الله بن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " إن خلفائي وأوصيائي وحجج الله على الخلق بعدي اثنا عشر، أولهم أخي، وآخرهم ولدي ". قيل: يا رسول الله ومن أخوك؟ قال: " علي بن أبي طالب "، قيل: فمن ولدك؟ قال: " المهدي الذي يملأها قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما.

والذي بعثني بالحق بشيرا لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يخرج فيه ولدي المهدي فينزل روح الله عيسى ابن مريم فيصلي خلفه وتشرق الأرض بنور ربها، ويبلغ

____________

(1) فرائد السمطين 2: 259 / ح 527.

وذكره الشيخ بن بابويه في كمال أدين: 1 / 206، والأمالي ص 358 ط النجف.

 

 

 

 

الصفحة 154 

سلطانه المشرق والمغرب "(1).

الخامس والأربعون: الحمويني بإسناده إلى ابن بابويه قال: نبأنا أحمد بن الحسن القطان قال:

حدثنا أحمد بن يحيى بن زكريا القطان قال: نبأنا بكر بن عبد الله بن حبيب قال: نبأنا الفضل بن الصقر العبدي قال: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن عباية بن ربعي، عن عبد الله بن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " أنا سيد النبيين وعلي بن أبي طالب سيد الوصيين، وإن أوصيائي بعدي اثنا عشر، أولهم علي بن أبي طالب وآخرهم المهدي "(2).

السادس والأربعون: الحمويني قال: أخبرني الشيخ الإمام العلامة نجم الدين أبو القاسم(3) جعفر بن الحسن بن يحيى بن سعيد الحلي كتابة في شهور سنة إحدى وسبعين وستمائة بروايته، عن السيد النسابة فخار بن معد بن فخار الموسوي، عن شاذان بن جبرائيل، عن جعفر بن محمد الدورستي، عن أبيه، عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين قال: حدثني محمد بن علي ماجيلويه قال: نبأنا محمد بن أبي القاسم محمد عن حيان السراج(4) عن داود بن سليمان الكسائي، عن أبي الطفيل قال: شهدت جنازة أبي بكر يوم مات، وشهدت عمر حين بويع وعلي (عليه السلام) جالس ناحية إذ أقبل عليه غلام يهودي، عليه ثياب حسان. وهو من ولد هارون، حتى قام على رأس عمر فقال: يا أمير المؤمنين أنت أعلم هذه الأمة بكتابهم وأمر نبيهم؟

قال: فطأطأ عمر رأسه، فقال: إياك أعني، وأعاد عليه القول، فقال له عمر: ما ذاك(5)؟ قال: إني جئتك مرتادا لنفسي، شاكا في ديني، فقال: دونك هذا الشاب قال: ومن هذا الشاب قال: هذا علي ابن أبي طالب ابن عم رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو أبو الحسن والحسين ابني رسول الله وهذا زوج فاطمة ابنة رسول الله (صلى الله عليه وآله) فأقبل اليهودي على علي فقال أكذلك أنت؟ قال: " نعم "، قال: فإني أريد أن أسألك عن ثلاث وثلاث وواحدة، قال: فتبسم علي (عليه السلام) ثم قال: " يا هاروني ما منعك أن تقول سبعا "، قال:

أسألك عن ثلاث فإن علمتهن سألت عما بعدهن، وإن لم تعلمهن علمت أنه ليس فيكم علم.

____________

(1) فرائد السمطين - السمط الثاني، في باب ذكر أحوال المهدي. 2 / 312 / ح 562.

(2) فرائد السمطين 2: 313 / ح 564.

ورواه الشيخ ابن بابويه في كمال الدين: 1 / 280، وفي عيون الأخبار: 1 / 52 ط النجف.

(3) في المصدر: أبو القسم.

(4) في المصدر: محمد بن أبي القسم، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن عبد الله بن القسم، عن حيان السراج.

(5) في كمال الدين: ما شأنك.

الصفحة 155 

قال علي (عليه السلام): " فإنني أسألك بالإله الذي تعبد لئن أنا أجبتك في كل ما تريد لتدعن دينك ولتدخلن في ديني "؟ قال: ما جئت إلا لذاك، قال: " فأسأل ".

قال: فأخبرني عن أول قطرة دم قطرت على وجه الأرض أي قطرة هي؟ وأول عين فاضت على وجه الأرض أي عين هي؟ وأول شئ اهتز على وجه الأرض أي شئ هو؟ فأجابه أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: فأخبرني عن الثلاث الأخر: أخبرني عن محمد (صلى الله عليه وآله) كم بعده من إمام عدل؟ وفي أي جنة يكون؟ ومن الساكن معه في جنته؟.

فقال: " يا هاروني إن لمحمد من الخلفاء اثني عشر إماما عدلا لا يضرهم خذلان من خذلهم، ولا يستوحشون بخلاف من خالفهم، وإنهم أرسب في الدين من الجبال الرواسي في الأرض، ومسكن محمد (صلى الله عليه وآله) في جنته مع أولئك(1) الاثني عشر إماما العدول " قال: صدقت والله الذي لا إله إلا هو إني لأجدها في كتب أبي هارون كتبه بيده وإملاء موسى(2).

قال: فأخبرني عن الواحدة، أخبرني عن وصي محمد كم يعيش من بعده؟ وهل يموت أو يقتل؟ قال: " يا هاروني يعيش بعده ثلاثين سنة لا يزيد يوما ولا ينقص يوما ثم يضرب ضربة ههنا - يعني قرنه - فتخضب هذه من هذا ". قال: فصاح الهاروني وقطع تسبيحه وهو يقول: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، وأنك وصيه الذي ينبغي أن تفوق ولا تفاق، وأن تعظم ولا تستضعف، ثم مضى به علي (عليه السلام) إلى منزله فعلمه معالم الدين(3).

انظر أيها الأخ إلى هذه الأخبار وأنها نص في صحة معتقد الإمامية، وهو أن الأئمة بعد رسول الله صلوات الله عليهم أجمعين بنص رسول الله (صلى الله عليه وآله) اثنا عشر وأنهم أوصياؤه، وهذه الأخبار كلها من طرق العامة المخالفين والحمد لله رب العالمين.

ورويت هذه الأخبار أيضا من طرق الإمامية ومعناها، فعملت بمضمونها الإمامية دون العامة المخالفين مع روايتهم لها ولغيرها التي تطابقها من طرقهم فماذا بعد الحق إلا الضلال.

السابع والأربعون: صدر الأئمة - أخطب خوارزم عند المخالفين ومن أجل أعيانهم - موفق بن أحمد في كتاب فضائل علي (عليه السلام) قال: كتب إلى معاوية عمرو بن العاص في جواب مكاتبة من معاوية لعمرو بن العاص يستفزه في المعونة على أمير المؤمنين علي فكان جواب عمرو بن العاص

____________

(1) في كمال الدين: في جنة عدن معه أولئك.

(2) في المصدر: وإملاء موسى عمي (عليهما السلام)، وفي كمال الدين: وإملاء عمي موسى (عليه السلام).

(3) فرائد السمطين 1: 354 / ح 280.

الصفحة 156 

في الجواب فكتب إليه عمرو: من عمرو بن(1) العاص صاحب رسول الله إلى معاوية بن أبي سفيان أما بعد: فقد وصل إلي كتابك فقرأته ثم فهمته، فأما دعوتني إليه من خلع ربقة الإسلام من عنقي، والتهور في الضلالة معك، وإعانتي إياك على الباطل، واختراط السيف في وجه علي وهو أخو رسول الله، ووصيه، ووارثه، وقاضي دينه، ومنجز وعده، وزوج ابنته سيدة نساء أهل الجنة، وأبو السبطين الحسن والحسين سيدي شباب أهل الجنة فلن يكون، وأما ما قلت إنك خليفة عثمان فقد صدقت، ولكن تبين اليوم عزلك عن خلافته، وقد بويع لغيره فزالت خلافتك.

وأما ما عظمتني ونسبتني إليه من صحبة رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأني صاحب جيشه فلا أغتر بالتزكية، ولا أميل بها عن الملة، وأما ما نسبت أبا الحسن أخا رسول الله ووصيه إلى البغي والحسد لعثمان، وسميت الصحابة فسقة، وزعمت أنه اشلاهم على قتله فهذا كذب وغواية، ويحك يا معاوية أما علمت أن أبا الحسن بذل نفسه بين يدي رسول الله (صلى الله عليه وآله) وبات على فراشه، وهو صاحب السبق إلى الإسلام والهجرة، وقد قال فيه رسول الله (صلى الله عليه وآله) هو مني وأنا منه وهو مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي، وقال فيه يوم غدير خم: ألا من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله، وهو الذي قال فيه رسول الله يوم خيبر: لأعطين

____________

(1) هكذا ورد صدر الحديث في المناقب:

وروي أن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) أرسل إلى معاوية رسله وهم الطرماح، وجرير بن عبد الله البجلي وغيرهما قبل مسيره إلى صفين وكتب إليه مرة بعد أخرى يحتج عليه ببيعة أهل الحرمين له، وسوابقه في الإسلام لئلا يكون بين أهل العراق وأهل الشام محاربة ومعاوية يعتل بدم عثمان، ويستغوي بذلك جهال الشام، وأجلاف العرب، ويستميل إليه طلبة الدنيا الدنية بالأموال والولايات وكان يشاور في أثناء ذلك ثقاته، وأهل مودته وعشيرته في قتال علي (عليه السلام) فقال له أخوه عتبة هذا أمر عظيم لا يتم إلا بعمرو بن العاص فإنه قريع زمانه في الدهاء والمكر، يخدع ولا يخدع، وقلوب أهل الشام مايلة إليه، فقال له معاوية: صدقت والله، ولكنه يحب عليا فأخاف أن لا يجيبني، قال: أخدعه بالأموال، والولايات، فكتب إليه معاوية:

من معاوية بن أبي سفيان خليفة عثمان بن عفان إمام المسلمين ذي النورين، ختن المصطفى على ابنته، وصاحب جيش العسرة، وبئر دومة، المعدوم الناصر، الكثير الخاذل، المحصور في منزله، المقتول عطشا وظلما في محرابه، المعذب بأسياف الفسقة، إلى عمرو بن العاص صاحب رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وثقته، وأمير عسكره بذات السلاسل، المعظم رأيه المفخم تدبيره، أما بعد: فلن يخف عليك احتراق قلوب المؤمنين، وما أصيبوا به من الفجيعة بدم عثمان، وما ارتكب به جاره حسدا وبغيا بامتناعه من نصرته، وخذلانه إياه، واشيا به العامة عليه، حتى قتلوه في محرابه، فيا لها من مصيبة عمت جميع المسلمين، وفرضت عليهم طلب دمه من قتلته، وأنا أدعوك إلى الحظ الأجزل من الثواب، والنصيب الأوفر من حسن المآب، بقتال من آوى قتلة عثمان.

فكتب إليه عمرو: من عمرو بن العاص...؟

الصفحة 157 

الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، وهو الذي قال فيه يوم الطير: اللهم آتني بأحب الخلق إليك فلما دخل عليه قال: وإلي وإلي، وقد قال فيه يوم بني النضير: علي إمام البررة وقاتل الفجرة، منصور من نصره، مخذول من خذله، وقد قال فيه: علي وليكم من بعدي(1) وأكد القول عليك وعلي وعلى جميع المسلمين(2)، وقال: إني مخلف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي، وقد قال فيه: أنا مدينة العلم وعلي بابها، وقد علمت يا معاوية ما أنزل الله تعالى في كتابه من الآيات المتلوات في فضائله، التي لا يشاركه فيها أحد كقوله تعالى: * (يوفون بالنذر) *(3) وقوله تعالى:

* (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) *(4) وقوله تعالى: * (أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه) *(5) وقوله تعالى: * (رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه) *(6) وقوله تعالى: * (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) *(7) وقد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) أما ترضى أن يكون سلمك سلمي وحربك حربي، وتكون أخي ووليي في الدنيا والآخرة.

يا أبا الحسن من أحبك فقد أحبني، ومن أبغضك فقد أبغضني، ومن أحبك أدخله الله الجنة، ومن أبغضك أدخله الله النار، وكتابك يا معاوية الذي هذا جوابه ليس مما ينخدع به من له عقل أو دين والسلام(8).

انظر أيها الأخ هذا الحديث وما فيه من النصوص على أمير المؤمنين (عليه السلام) مما روته النواصب عن الخوارج، وما هذا إلا من أعجب العجب، وما للمخالف من سوء المنقلب، والحمد لله وحده.

الثامن والأربعون: من طريق العامة المخالفين ما رواه الشيخ الفقيه أبو الحسن محمد بن أحمد ابن علي بن الحسين بن شاذان في المناقب المائة من طريق العامة في فضائل أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب والأئمة من ولده صلوات الله عليهم أجمعين عن جعفر ابن محمد، عن أبيه، عن علي بن الحسين، عن أبيه، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " يا علي أنت أمير المؤمنين، وإمام المتقين، يا علي أنت سيد الوصيين، ووارث علم النبيين، وخير الصديقين، وأفضل السابقين، يا علي أنت زوج سيدة نساء العالمين، وخليفة خير المرسلين، يا علي أنت مولى المؤمنين، يا علي أنت الحجة بعدي على الناس أجمعين، استوجب الجنة من تولاك،

____________

(1) في المصدر: وقال فيه: علي إمامكم بعدي.

(2) في المصدر: علي، وعليك، وعلى خاصته.

(3) الإنسان: 76.

(4) المائدة: 55.

(5) هود: 17.

(6) الأحزاب: 23.

(7) الشورى: 42.

(8) المناقب للخوارزمي: 129 - 130، ط النجف.

الصفحة 158 

واستحق النار من عاداك، يا علي والذي بعثني بالنبوة، واصطفاني على جميع البرية لو أن عبدا عبد الله ألف عام ما قبل الله ذلك منه إلا بولايتك وولاية الأئمة من ولدك(1) بذلك أخبرني جبرائيل فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر "(2).

التاسع والأربعون: ابن شاذان هذا من المناقب المائة من طريقه عن العامة - وكلما أذكره عنه هنا فهو منها - عن ابن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) بعد منصرفه من حجة الوداع: " أيها الناس إن جبرائيل الروح الأمين نزل علي من عند ربي جل جلاله فقال: يا محمد إن الله تعالى يقول: قد اشتقت إلى لقائك فأوص بخير وتقدم في أمرك، أيها الناس إنه قد اقترب أجلي، وكأني بكم وقد فارقتموني وفارقتكم، فإذا فارقتموني بأبدانكم فلا تفارقوني بقلوبكم. أيها الناس إنه لم يكن لله نبي قبلي خلد في الدنيا فإن الله تعالى قال: * (وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفإن مت فهم الخالدون كل نفس ذائقة الموت) *(3) ألا وإن ربي أمرني بوصيتكم، ألا وإن ربي أمرني أن أدلكم على سفينة نجاتكم وباب حطتكم، فمن أراد منكم النجاة بعدي والسلامة من الفتن المردية فليتمسك بولاية علي بن أبي طالب، فإنه الصديق الأكبر، والفاروق الأعظم، وهو إمام كل مسلم بعدي، من أحبه واقتدى به في الدنيا ورد على حوضي، ومن خالفه لم أره، ولم يرني واختلج دوني، وأخذ به ذات الشمال إلى النار، أيها الناس إني قد نصحت لكم ولكن لا تحبون الناصحين، أقول قولي واستغفر الله العظيم "(4).

الخمسون: أبو الحسن الفقيه ابن شاذان هذا، عن ابن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " والذي بعثني بالحق بشيرا ما استقر الكرسي والعرش، ولا دار الفلك، ولا قامت السماوات والأرض إلا بأن كتب عليها: لا إله إلا الله، محمد رسول الله علي أمير المؤمنين. وإن الله تعالى لما عرج بي إلى السماء واختصني بلطيف ندائه قال: يا محمد! قلت: لبيك ربي وسعديك، فقال: أنا المحمود وأنت محمد، شققت اسمك من اسمي وفضلتك على جميع بريتي، فانصب أخاك عليا علما لعبادي يهديهم إلى ديني، يا محمد إني جعلت عليا أمير المؤمنين، فمن تأمر عليه لعنته، ومن خالفه عذبته، ومن أطاعه قربته، يا محمد إني قد جعلت عليا إمام المسلمين، فمن تقدم عليه

____________

(1) في كنز الفوائد والبحار: وأن ولايتك لا تقبل إلا بالبراءة من أعدائك وأعداء الأئمة من ولدك بذلك أخبرني...

(2) البحار: 27 / 6، وكنز الفوائد: 185.

(3) الأنبياء: 34.

(4) وأخرجه الإمام أبو بكر بن مؤمن الشيرازي في رسالة الاعتقاد - راجع - إحقاق الحق: 4 / 331.

الصفحة 159 

أخزيته، ومن عصاه استجفيته، إن عليا سيد الوصيين، وقائد الغر المحجلين، وحجتي على خلقي أجمعين "(1).

الحادي والخمسون: أبو الحسن بن شاذان من المناقب المائة أيضا، عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " أقدم أمتي سلما(2)، وأكثرهم علما، وأصحهم دينا، وأفضلهم يقينا، وأكملهم حلما، وأسمحهم كفا، وأشجعهم قلبا علي وهو الإمام بعدي والخليفة بعدي "(3).

الثاني والخمسون: أبو الحسن بن شاذان، عن عبد الله بن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعلي بن أبي طالب: " يا علي إن جبرائيل أخبرني فيك بأمر قرت به عيني وفرح به قلبي، قال: يا محمد إن الله قال لي: إقرأ محمدا مني السلام وأعلمه إن عليا إمام الهدى، ومصباح الدجى، والحجة على أهل الدنيا، فإنه الصديق الأكبر والفاروق الأعظم، وإني آليت بعزتي لا أدخل النار أحدا تولاه وسلم له وللأوصياء من بعده، ولا أدخل الجنة من ترك ولايته والتسليم له وللأوصياء من بعده، حق القول مني لأملأن جهنم وأطباقها من أعدائه، ولأملأن الجنة من أوليائه وشيعته ".

الثالث والخمسون: أبو الحسن بن شاذان عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: " والله لقد خلفني رسول الله (صلى الله عليه وآله) في أمته، فأنا حجة الله عليهم بعد نبيه، وإن ولايتي لتلزم أهل السماء كما تلزم أهل الأرض، وإن الملائكة لتتذاكر فضلي وذلك تسبيحها عند الله. أيها الناس اتبعوني أهدكم سواء السبيل، ولا تأخذوا يمينا وشمالا فتضلوا، أنا وصي نبيكم، وخليفته، وإمام المؤمنين وأميرهم، ومولاهم، وأنا قائد شيعتي إلى الجنة وسائق أعدائي إلى النار، وأنا سيف الله على أعدائه، ورحمته على أوليائه، وأنا صاحب حوض رسول الله (صلى الله عليه وآله) ولوائه، وصاحب مقام شفاعته، والحسن والحسين

____________

(1) ورواه عن ابن شاذان مسندا الشيخ المجلسي في البحار: 38 / 121 قال: محمد بن أحمد بن الحسن بن شاذان، عن محمد بن عبد الله بن عبيد الله، عن محمد ابن القاسم، عن عباد بن يعقوب، عن عمرو بن أبي المقدام، عن أبيه، عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): والذي بعثني..

(2) في أمالي الصدوق: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): علي بن أبي طالب أقدم أمتي سلما.

(3) ورواه عن جابر بن عبد الله الأنصاري الشيخ الصدوق في أماليه ص 7 ط النجف بسنده قال:

حدثنا الحسن بن محمد بن سعيد الهاشمي قال: حدثنا فرات بن إبراهيم الكوفي قال: حدثنا محمد بن علي بن معمر قال: حدثنا أحمد بن علي الرملي قال: حدثنا محمد بن موسى قال: حدثنا يعقوب بن إسحاق المروزي قال:

حدثنا عمرو بن منصور قال: حدثنا إسماعيل ابن أبان عن يحيى بن أبي كثير، عن أبيه، عن أبي هارون العبدي، عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): علي بن أبي طالب..

الصفحة 160 

وتسعة من ولد الحسين خلفاء الله في أرضه، وحجج الله على بريته "(1).

الرابع والخمسون: أبو الحسن بن شاذان، عن ابن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء بعدي على أحد أفضل من علي بن أبي طالب، وإنه إمام أمتي وأميرها، وإنه لوصيي وخليفتي عليها، من اقتدى به بعدي اهتدى، ومن اهتدى بغيره ضل وغوى، وأنا النبي المصطفى(2) ما أنطق بفضل علي بن أبي طالب عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى، نزل به الروح الأمين المجتبى، عن الذي له ما في السماوات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى "(3).

الخامس والخمسون: أبو الحسن بن شاذان، عن ابن عباس قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول:

" معاشر الناس اعلموا أن لله تعالى بابا من دخله أمن من النار، ومن الفزع الأكبر "، فقام إليه أبو سعيد الخدري فقال: يا رسول الله إهدنا إلى هذا الباب حتى نعرفه، قال: " هو علي بن أبي طالب سيد الوصيين، وأمير المؤمنين وأخو رسول رب العالمين، وخليفة الله(4) على الناس أجمعين.

معاشر الناس من أحب أن يستمسك بالعروة الوثقى التي لا انفطام(5) لها فليستمسك بولاية علي بن أبي طالب فإن ولايته ولايتي، وطاعته طاعتي.

معاشر الناس: من أحب أن يعرف الحجة بعدي فليعرف علي بن أبي طالب.

معاشر الناس من سره الله ليقتدي بي فعليه أن يتوالى ولاية علي بن أبي طالب(6) والأئمة من ذريتي فإنهم خزان علمي ".

فقام جابر بن عبد الله الأنصاري فقال: يا رسول الله ما عدة الأئمة؟ فقال: " يا جابر سألتني رحمك الله عن الإسلام بأجمعه، عدتهم عدة الشهور، وهي عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض، وعدتهم عدة العيون التي انفجرت منه لموسى بن عمران حين ضرب بعصاه فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا، وعدتهم عدة نقباء بني إسرائيل، قال الله تعالى:

* (ولقد أخذنا ميثاق بني إسرائيل وبعثنا منهم اثني عشر نقيبا) *(7) فالأئمة يا جابر اثنا عشر إماما،

____________

(1) مائة منقبة: 59 / ح 32.

(2) في البحار: إني أنا النبي المصطفى.

(3) رواه الشيخ المجلسي في البحار: 38 / 152، عن الكنز للكراجكي، عن ابن شاذان.

(4) في البحار: وخليفته.

(5) في بعض المصادر: لا انفصام.

(6) في البحار: من سره أن يتولى ولاية الله فليقتد بعلي بن أبي طالب.

(7) المائدة: 12.

الصفحة 161 

أولهم علي بن أبي طالب وآخرهم القائم صلوات الله عليهم "(1).

السادس والخمسون: أبو الحسن بن شاذان، عن رافع مولى عائشة قال: كنت غلاما أخدمها، فكنت إذا كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) عندها أكون قريبا فأعاطيها، فبينا النبي (صلى الله عليه وآله) عندها ذات يوم إذا أحد يدق الباب فخرجت عليه فإذا جارية معها طبق مغطى، قال: فرجعت إلى عائشة وأخبرتها، فقالت:

أدخلها، فأدخلتها فدخلت فوضعته بين يدي عائشة فوضعته بين يدي النبي (صلى الله عليه وآله) فجعل يتناول منها ويأكل وخرجت الجارية، فقال النبي (صلى الله عليه وآله): " ليت أمير المؤمنين، وسيد المسلمين، وإمام المتقين يأكل معي "، فقالت عائشة مثل ذلك، فسكت، فجاء رجل فدق الباب فخرجت إليه فإذا هو علي بن أبي طالب قالت: فرجعت فقلت: هذا علي بن أبي طالب فقال النبي (صلى الله عليه وآله): " مرحبا وأهلا، لقد تمنيتك مرتين حتى إذا أبطأت علي سألت الله عز وجل أن يأتيني بك، اجلس فكل " فجلس وأكل معه، ثم قال النبي (صلى الله عليه وآله): " قاتل الله من قاتلك وعادى الله من عاداك ".

فقالت عائشة: ومن يقاتله ويعاديه؟ قال: " أنت ومن معك مرتين "(2).

السابع والخمسون: أبو الحسن بن شاذان، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، ن الحسين بن علي صلوات الله عليهم قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " فاطمة بهجة قلبي، وإبناها ثمرة فؤادي، وبعلها نور بصري، والأئمة من ولدها أمناء ربي وحبله الممدود بينه وبين خلقه، من اعتصم بهم نجا ومن تخلف عنهم هوى "(3).

الثامن والخمسون: أبو الحسن بن شاذان، عن أبي ذر - رضي الله عنه - قال: نظر النبي (صلى الله عليه وآله) إلى علي بن أبي طالب فقال: " هذا خير الأولين من أهل السماوات والأرضين، هذا سيد الصديقين، هذا سيد الوصيين وإمام المتقين، وقائد الغر المحجلين، إذا كان يوم القيامة جاء على ناقة من نوق الجنة قد أضاءت من ضيائها على رأسه تاج مرصع بالزبرجد والياقوت، فتقول الملائكة هذا ملك مقرب، ويقول النبيون هذا نبي مرسل، فينادي مناد من بطنان العرش: هذا سيد الصادقين

____________

(1) البحار: 36 / 263 عن اليقين.

(2) اليقين: 13 و 14، والبحار: 38 / 351 مسندا، وفي آخره: " ثم قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): قاتل الله من قاتلك، وعادى من عداك مرتين أو ثلاثا ".

(3) ذكره مسندا الخوارزمي في مقتل الحسين: 1 / 59 قال:

وذكر الإمام محمد بن أحمد بن علي بن شاذان، أخبرني الحسن بن حمزة، عن علي بن محمد بن قتيبة، عن الفضل بن شاذان، عن محمد بن زياد، عن حميد بن صالح، عن جعفر بن محمد (عليه السلام) قال: حدثني أبي.

الصفحة 162 

هذا الصديق الأكبر، هذا وصي حبيب الله، هذا علي بن أبي طالب. فيقف على متن جهنم فيخرج منها من يحب، ويدخل فيها من يبغضه، ويأتي أبواب الجنة فيدخل أولياءه بغير حساب ".

التاسع والخمسون: أبو الحسن بن شاذان، عن سلمان المحمدي قال: دخلت على النبي (صلى الله عليه وآله) وإذا الحسين بن علي على فخذه وهو يقبل عينيه ويلثم فاه ويقول: " أنت سيد ابن سيد أبو سادة، أنت إمام ابن إمام أبو أئمة، أنت حجة ابن حجة أبو حجج تسعة من صلبك تاسعهم قائمهم "(1).

الستون: أبو الحسن بن شاذان، عن جعفر بن محمد، عن أبيه عن علي بن الحسين عن أبيه قال:

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " نزل علي جبرائيل صبيحة يوم فرحا مسرورا مستبشرا فقلت: حبيبي ما لي أراك فرحا مستبشرا؟ فقال: يا محمد وكيف لا أكون كذلك، وقد قرت عيني بما أكرم الله به أخاك ووصيك وإمام أمتك علي بن أبي طالب! فقلت: وبم أكرم الله أخي؟ وإمام أمتي؟ قال: باهى بعبادته البارحة ملائكته وحملة عرشه، وقال: ملائكتي انظروا إلى حجتي في أرضي بعد نبيي محمد قد عفر خده في التراب تواضعا لعظمتي، أشهدكم أنه إمام خلقي ومولى بريتي "(2).

الحادي والستون: أبو الحسن بن شاذان، عن الرضا (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):

" ستكون بعدي فتنة مظلمة الناجي منها من تمسك بالعروة الوثقى "، فقيل: يا رسول الله وما العروة الوثقى؟ قال: " ولاية سيد الوصيين "، قيل: يا رسول الله، ومن سيد الوصيين؟

قال: " أمير المؤمنين "، قيل: يا رسول الله ومن أمير المؤمنين؟

قال: " مولى المسلمين وإمامهم بعدي "، قيل: يا رسول الله ومن مولى المسلمين وإمامهم بعدك؟

قال: " أخي علي بن أبي طالب "(3).

الثاني والستون: أبو الحسن بن شاذان، عن الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه عن آبائه (عليهم السلام) قال:

" قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): حدثني جبرائيل، عن رب العزة جل جلاله أنه قال: من علم أن لا إله إلا أنا وحدي، وأن محمدا عبدي ورسولي، وأن علي بن أبي طالب خليفتي، وأن الأئمة من ولده حججي أدخلته الجنة برحمتي، ونجيته من النار بعفوي، وأبحت له جواري، وأوجبت له كرامتي، وأتممت عليه نعمتي، وجعلته من خاصتي وخالصتي: إن ناداني لبيته، وإن دعاني

____________

(1) مر الحديث عن مقتل الحسين (عليه السلام) للخوارزمي: 1 / 146.

(2) روى الحديث مسندا عن ابن شاذان الخوارزمي في المناقب ص 288 ومر هنا.

(3) البحار: 36 / 20. ومر الحديث.

الصفحة 163 

أجبته، وإن سألني أعطيته، وإن سكت ابتدأته، وإن أساء رحمته، وإن فر مني دعوته، وإن رجع إلي قبلته، وإن قرع بابي فتحته.

ومن لم يشهد أن لا إله إلا أنا وحدي أو شهد بذلك ولم يشهد أن محمدا عبدي ورسولي، أو شهد بذلك ولم يشهد أن علي بن أبي طالب خليفتي، أو شهد بذلك ولم يشهد أن الأئمة من ولده حججي فقد جحد نعمتي، وصغر عظمتي، وكفر بآياتي وكتبي ورسلي، إن قصدني حجبته، وإن سألني حرمته، وإن ناداني لم أسمع نداءه، وإن دعاني لم أستجب دعاءه، وإن رجاني خيبت رجاءه مني. وما أنا بظلام للعبيد ".

فقام جابر بن عبد الله الأنصاري فقال: يا رسول الله ومن الأئمة من ولد علي بن أبي طالب؟ فقال:

" الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، ثم سيد العابدين في زمانه علي بن الحسين، ثم الباقر محمد بن علي - ستدركه يا جابر فإذا أدركته فاقرأه مني السلام - ثم الصادق جعفر بن محمد، ثم الكاظم موسى بن جعفر، ثم الرضا علي بن موسى، ثم التقي محمد بن علي، ثم النقي علي بن محمد، ثم الزكي الحسن ابن علي، ثم ابنه القائم بالحق مهدي أمتي الذي يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما.

هؤلاء يا جابر خلفائي، وأوصيائي، وأولادي، وعترتي، من أطاعهم فقد أطاعني ومن عصاهم فقد عصاني، ومن أنكرهم أو أنكر واحدا منهم فقد أنكرني، بهم يمسك الله السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه، وبهم يحفظ الله الأرض أن تميد(1) بأهلها "(2).

الثالث والستون: أبو الحسن بن شاذان، عن جعفر بن محمد الصادق، عن أبيه، عن آبائه (عليهم السلام)، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه كان جالسا في الرحبة والناس حوله مجتمعون فقام إليه رجل فقال: يا أمير المؤمنين إنك بالمكان الذي أنزلك الله تعالى وأبوك معذب في النار؟! فقال له: " مه فض الله فاك، والذي بعث محمدا بالحق نبيا لو شفع أبي في كل مذنب على وجه الأرض لشفعه الله فيهم فتقول:

أبي معذب في النار وابنه قسيم الجنة والنار؟ والذي بعث محمدا بالحق نبيا، إن نور أبي طالب يوم القيامة ليطفي أنوار الخلائق إلا خمسة أنوار: نور محمد، ونوري، ونور فاطمة ونور الحسن، ونور الحسين، ونور ولده من الأئمة، ألا إن نوره من نورنا الذي خلقه الله من قبل خلق آدم بألفي

____________

(1) ماد يميد: أي اضطرب وتحرك.

(2) رواه بهذا اللفظ الشيخ الصدوق في كمال الدين: 1 / 258، والطبرسي في الاحتجاج: 1 / 87 - 89 ط النجف الأشرف، والمجلسي في البحار: 36 / 251، 252.

الصفحة 164 

عام ".

وروي هذا الحديث من طريق الخاصة الشيخ الطوسي في كتاب مجالسه بالإسناد المتصل إلى المفضل بن عمر، عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) عن أبيه، عن أمير المؤمنين (عليه السلام)(1).

الرابع والستون: المالكي في الفصول المهمة قال: روي الإمام أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني بسنده إلى عبد الله بن حكيم الجهني قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " إن الله تعالى أوحى إلي في علي ثلاثة أشياء ليلة أسري بي: بأنه سيد المؤمنين، وإمام المتقين، وقائد الغر المحجلين "(2).

الخامس والستون: ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة وهو من أعيان علماء العامة على مذهب الاعتزال - وقد روى أحاديث كثيرة في الشرح، في نص رسول الله (صلى الله عليه وآله) على علي (عليه السلام) بالإمامة والخلافة والوصية منها:

قال ابن أبي الحديد: وروي ابن ديزيل، قال: حدثنا زكريا بن يحيى، قال: حدثنا علي بن القاسم، عن سعيد بن طارق، عن عثمان بن القاسم، عن زيد بن أرقم، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " ألا أدلكم على ما إن تسالمتم عليه لم تهلكوا؟: إن وليكم الله، وإمامكم علي بن أبي طالب (عليه السلام) فناصحوه، وصدقوه فإن جبرائيل أخبرني بذلك ".

قال ابن أبي الحديد عقيب هذا الحديث: فإن قلت: هذا نص صريح في الإمامة، فما الذي تصنع المعتزلة بذلك.

قلت: يجوز أن يريد أنه إمامهم في الفتاوى والأحكام الشرعية لا في الخلافة(3).

أقول: كلام ابن أبي الحديد بعد اعترافه بأنه " نص صريح في الإمامة " كيف يقبل التأويل، وتأويله هذا هو معنى الإمام إذ هو الإمام في الفتاوى والأحكام الشرعية، وذلك واضح بين.

____________

(1) رواه الشيخ الطبرسي في الاحتجاج: 1 / 340، والمجلسي في البحار: 35 / 69.

ورواه الشيخ الطوسي في أماليه: 1 / 311 بسنده قال: أخبرنا الحسين بن عبيد الله قال: أخبرنا أبو محمد، قال:

حدثنا محمد بن همام، قال: حدثنا علي بن الحسين الهمداني قال: حدثني محمد بن خالد البرقي، قال: حدثنا محمد بن سنان، عن المفضل بن عمر، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، عن..

(2) الفصول المهمة: 107 ط النجف الأشرف.

(3) شرح ابن أبي الحديد: 1 / 255 ط: دار الكتب، مصر. ورواه الفقيه ابن المغازلي الشافعي في مناقب علي بن أبي طالب ص 245 بلفظ: " كنا جلوسا بين يدي النبي (صلى الله عليه وآله) فقال: ألا أدلكم على من إذا استرشدتموه لن تضلوا ولن تهلكوا؟ قالوا: بلى يا رسول الله! قال: هو هذا - وأشار إلى علي بن أبي طالب (عليه السلام) - ثم قال: وآخوه، وآزروه، وأصدقوه، وانصحوه، فإن جبريل (عليه السلام) أخبرني بما قلت لكم.

الصفحة 165 

السادس والستون: ما رواه ابن أبي الحديد قال: وروي عن جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) قال كان علي (عليه السلام) يرى مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) قبل الرسالة الضوء، ويسمع الصوت. وقال له (صلى الله عليه وآله): " لولا أني خاتم الأنبياء لكنت شريكا في النبوة، فإن لا تكن نبيا فإنك وصي نبي ووارثه، بل أنت سيد الأوصياء وإمام الأتقياء "(1).

وهذا الباب كله من طريق العامة المخالفين، فأعلم ما فيه واعتبر.

____________

(1) شرح ابن أبي الحديد: 3 / 254 ط: دار الكتب العربية، مصر.