باب 15- إبطال إمامة عبد الله بن جعفر

الصفحة 72   

60 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن محمد بن حمران أو غيره:

عن أبي الحسن موسى عليه السلام: قال: قلت له: أكان عبد الله إماما؟

فقال: لم يكن كذلك، ولا أهل لذلك، ولا موضع ذاك (1).

61 - وعنه، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن هشام بن سالم، قال: لما مضى أبو عبد الله عليه السلام، ارتحلت إلى المدينة، والناس يدخلون على عبد الله بن جعفر، فدخلت إليه، فقلت: أنت الإمام بعد أبيك؟

فقال: نعم.

فقلت: إن الناس قد كتبوا عن أبيك أحاديث كثيرة، ويسألونك؟

فقال لي: سل.

فقلت: أخبرني كم في مائتي درهم من زكاة؟ قال: خمسة دراهم.

فقلت: ففي مائة؟ فقال: درهمين (2) ونصف.

فخرجت من عنده، ودخلت مسجد الرسول صلى الله عليه وآله، وأبو الحسن موسى عليه السلام جالس، فجلست مقابله، وأنا أقول في نفسي: إلى أين؟ إلى أين؟

إلى المرجئة؟ إلى القدرية؟ إلى الحرورية؟

____________

1 - لم نعثر له على مصدر تخريج.

2 - كذا في النسختين وفيما نقله المسعودي: درهمان، ومقتضى موضع الكلمة من الإعراب هو (درهمان) بالرفع، فلعل ذلك من غلط عبد الله في اللفظ كما غلط الحكم والمعني!.

الصفحة 73   

فقال أبو الحسن عليه السلام: إلي لا إلى المرجئة، ولا إلى القدرية، ولا إلى الحرورية.

فقمت، وقبلت رأسه (3).

62 - وعنه، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن بعض أصحابنا، قال:

قلت لعبد الله بن جعفر: أنت إمام؟

فقال: نعم.

فقلت: إن الشيعة تروي: أن صاحب هذا الأمر يكون عنده سلاح رسول الله صلى الله عليه وآله، فما عندك منه؟

فقال: عندي رمحه.

ولم يعرف لرسول الله رمح (4).

63 - محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن جعفر بن بشير، عن فضيل، عن طاهر:

عن أبي عبد الله عليه السلام، قال:

كان يلوم عبد الله، ويعاتبه، ويعظه (5) ويقول:

ما يمنعك أن تكون مثل أخيك؟ فوالله، إني لأعرف النور في وجهه.

فقال عبد الله: أليس أبي وأبوه واحدا، وأمي وأمه واحدة؟ (6) فقال أبو عبد الله عليه السلام: إنه (7) من نفسي، وأنت ابني (8).

____________

3 - روى صدره المسعودي في إثبات الوصية ص 188 بعنوان: روي أن عبد الله الأفطح لما ادعى الإمامة دخل إليه جماعة من الشيعة ليسألوه...، وروى ذيله في ص 191 بقوله: روي عن هشام بن سالم.

4 - لم نعثر له على مصدر تخريج.

5 - كذا في (ب)، لكن في (أ): ويعاطبه ويعطبه، بدل الكلمتين الأخيرتين.

6 - في إرشاد المفيد وإعلام الورى والبحار: أصلي وأصله واحد.

7 - هكذا في المصادر والجوامع، وفي الأصل: إن إسماعيل.

8 - أورده الكليني في الكافي (1 / 310) عن (محمد بن يحيى) بسنده مثله ورواه المفيد في الإرشاد (ص 325) عن الفضيل، عن طاهر بن محمد، مثله ونقله عنهما في البحار (48 / 18 و 19)، وانظر إثبات الهداة (5 / 471) وإعلام الورى (298).

الصفحة 74   

64 - وعنه، عن محمد بن الحسين، عن وهيب بن حفص، عن أبي بصير، قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام، جالسا بمنى، فسألته عن مسألة، وعبد الله جالس عنده، فقال أبو عبد الله عليه السلام:

يا أبا بصير، هيه الآن.

فلما قام عبد الله، قال أبو عبد الله عليه السلام: تسألني، وعبد الله جالس؟!

فقال أبو بصير: وما لعبد الله؟

قال: مرجئ صغير (7).

65 - وعنه، عن محمد بن أحمد، عن علي بن إسماعيل، عن صفوان، عن عبد الله بن مسكان، عن سليمان بن خالد (8)، قال:

كنا عند أبي عبد الله عليه السلام، فقال: كفوا عما تسألون (9).

فأمرنا بالسكوت، حتى قام عبد الله وخرج من عنده، فقال لنا أبو عبد الله عليه السلام:

إنه ليس على شئ مما أنتم عليه، وإني لبرئ منه، برأ الله منه (10)!

____________

9 - لم نعثر له على مصدر تخريج.

10 - راجع الحديث (57) وما أشرنا إليه في هامشه هناك.

11 - وكان في النسختين: تسألوا.

12 - لم نعثر له على مصدر تخريج.