باب 33- في الغيبة

الصفحة 119 

113 - سعد بن عبد الله وعبد الله بن جعفر الحميري، قالا:

حدثنا أحمد بن الحسين بن عمر بن يزيد، عن الحسين بن الربيع المدائني قال: حدثنا محمد بن إسحاق، عن أسيد بن ثعلبة، عن أم هانئ، قالت:

لقيت أبا جعفر محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام، فسألته عن هذه الآية: " فلا أقسم بالخنس، الجوار الكنس " (1).

فقال: إمام يخنس في زمانه، عند انقضاء من علمه سنة ستين ومائتين، ثم يبدو كالشهاب الوقاد في ظلمة الليل، فإن أدركت ذلك قرت عيناك (2).

114 - سعد بن عبد الله وعبد الله بن جعفر الحميري ومحمد بن يحيى العطار جميعا، قالوا: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى وإبراهيم بن هاشم وأحمد بن أبي عبد الله البرقي ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب جميعا قالوا: حدثنا أبو علي الحسن ابن محبوب السراد، عن داود بن الحصين، عن أبي بصير، عن الصادق جعفر بن محمد، عن آبائه عليهم السلام، قال:

قال رسول الله صلى الله عليه وآله:

____________

1 - آية 15 و 16 سورة التكوير 81.

2 - رواه الصدوق في الإكمال: 1 / 324 ح 1 عن أبيه وعنه في البحار: 51 / 51 ح 26 وعن غيبة الطوسي:

ص 101 وغيبة النعماني: 150 ح 7، ورواه في الكافي: 1 / 341 ح 22 و 23 بإسناده عن أم هانئ.

وفي البحار: 51 / 137 ح 6 عن غيبة النعماني: 149 ح 6.

الصفحة 120 

المهدي من ولدي، اسمه اسمي، وكنيته كنيتي، أشبه الناس بي خلقا وخلقا، تكون له غيبة وحيرة حتى تضل الخلق عن أديانهم، فعند ذلك يقبل كالشهاب الثاقب، فيملأها قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا (3).

115 - سعد بن عبد الله وعبد الله بن جعفر الحميري ومحمد بن يحيى العطار وأحمد بن إدريس جميعا، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب وأحمد بن محمد بن عيسى وأحمد بن محمد بن خالد البرقي، وإبراهيم بن هاشم جميعا، عن الحسن بن علي بن فضال، عن ثعلبة بن ميمون، عن مالك الجهني، وحدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه، قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار وسعد بن عبد الله، عن عبد الله بن محمد الطيالسي عن منذر بن محمد ابن قابوس، عن النصر بن أبي السري، عن أبي داود سليمان بن سفيان المسترق، عن ثعلبة بن ميمون، عن مالك الجهني، عن الحارث بن المغيرة النصري، عن الأصبغ بن نباتة، قال:

أتيت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، فوجدته متفكرا ينكت في الأرض، فقلت:

يا أمير المؤمنين ما لي أراك متفكرا تنكت في الأرض، أرغبت فيها؟!

فقال: لا والله، ما رغبت فيها، ولا في الدنيا يوما قط، ولكن فكرت في مولود يكون من ظهري، الحادي عشر من ولدي، هو المهدي، يملأها عدلا كما ملئت جورا وظلما، تكون له حيرة وغيبة يضل فيها أقوام، ويهتدي فيها آخرون.

فقلت: يا أمير المؤمنين، وإن هذا لكائن؟

فقال: نعم، كما إنه مخلوق، وأنى لك بالعلم بهذا الأمر، يا أصبغ، أولئك

____________

3 - رواه الصدوق في الإكمال: 1 / 287 ح 4 عن أبيه وعنه في البحار: 51 / 72 ح 16 وفي ص 71 ح 13 عن الإكمال: ص 286 ح 1 بإسناده عن جابر بن عبد الله الأنصاري عن رسول الله صلى الله عليه وآله وأورده في كفاية الأثر: ص 66 وإعلام الورى 424 عن ابن بابويه.

الصفحة 121 

خيار هذه الأمة مع أبرار هذه العترة.

قلت: وما يكون بعد ذلك؟

قال: ثم يفعل الله ما يشاء، فإن له إرادات وغايات ونهايات (4).

116 - سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن النعمان، عن هارون بن خارجة، عن أبي بصير، عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن ذا القرنين لم يكن نبيا، ولكنه كان عبدا صالحا أحب الله فأحبه الله، وناصح لله فناصحه الله، أمر قومه بتقوى الله، فضربوه على قرنه، فغاب عنهم زمانا، ثم رجع إليهم، فضربوه على قرنه الآخر، وفيكم من هو على سنته (5).

117 - عبد الله بن جعفر الحميري، عن أحمد بن هلال، عن عبد الرحمن بن أبي نجران، عن فضالة بن أيوب، عن سدير قال:

سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول:

إن في القائم سنة من يوسف عليه السلام.

قلت: كأنك تذكر خبره أو غيبته؟

فقال لي: وما تنكر من ذلك هذه الأمة، أشباه الخنازير، إن إخوة يوسف كانوا أسباطا أولاد أنبياء، تاجروا يوسف وبايعوه، وهم إخوته وهو أخوهم فلم يعرفوه حتى قال لهم: " أنا يوسف ".

____________

4 - رواه الصدوق في الإكمال: 1 / 288 ح 1 عن أبيه وعنه في البحار: 51 / 117 ح 18 وعن غيبة النعماني : ص 29 عن الكافي: 1 / 338 ح 7 عن علي بن محمد عن عبد الله بن محمد بن خالد عن منذر بن محمد بن قابوس عن منصور بن السندي عن أبي داود المسترق بسنده، والاختصاص: 204 عن ابن قولويه عن سعد مع اختلاف يسير، وفي الغيبة بعد قوله (ع): ويهتدي فيها آخرون فقلت: يا أمير المؤمنين فكم تكون تلك الحيرة والغيبة، فقال: سبت من الدهر، وفي الكافي، فقال: ستة أيام أو ستة أشهر أو ست سنين، وعن غيبة الطوسي: ص 103 عن البرقي، وعن سعد بسند آخر، ونقله عنه في بشارة الإسلام: ص 39، ورواه عن الصدوق في كفاية الأثر: ص 219 ورواه الحسين بن حمدان الخصيبي في الهداية: ص 173 بسند ينتهي إلى سعيد بن المسيب عن الأصبغ، وفي إعلام الورى: ص 425.

5 - رواه في الإكمال: 2 / 393 ح 1 عن أبيه وعنه في البحار: 12 / 194 ح 17 وعن قصص الأنبياء (مخطوط): ص 71 والعياشي: 2 / 340 صدر حديث 72.

الصفحة 122 

فما تنكر هذه الأمة أن يكون الله عز وجل - في وقت من الأوقات - يريد أن يستر حجته؟!

لقد كان يوسف عليه السلام إليه ملك مصر، وكان بينه وبين والده مسيرة ثمانية عشر يوما، فلو أراد الله عز وجل أن يعرفه مكانه لقدر على ذلك، والله لقد سار يعقوب وولده عند البشارة مسيرة تسعة أيام من بدوهم إلى مصر.

فما تنكر هذه الأمة أن يكون الله عز وجل يفعل بحجته ما فعل بيوسف أن يكون يسير في أسواقهم، ويطأ بسطهم، وهم لا يعرفونه؟ حتى يأذن الله عز وجل أن يعرفهم بنفسه كما أذن ليوسف حتى قال لهم: " هل علمتم ما فعلتم بيوسف وأخيه إذ أنتم جاهلون، قالوا إنك لأنت يوسف قال أنا يوسف وهذا أخي " (6 و 7).

118 - سعد بن عبد الله وعبد الله بن جعفر الحميري جميعا، عن إبراهيم ابن هاشم، عن محمد بن خالد، عن محمد بن سنان، عن المفضل بن عمر، قال:

سمعت الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام يقول:

من مات منتظرا لهذا الأمر كان كمن كان مع القائم في فسطاطه، لا، بل كان كالضارب بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله بالسيف (8).

119 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن محمد بن سنان، عن زياد المكفوف، عن عبد الله بن أبي عقبة (9) الشاعر، قال:

سمعت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام يقول:

كأني بكم تجولون جولان الإبل تبتغون المرعى، فلا تجدونه يا معشر الشيعة.

ورواه عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن محمد

____________

6 - آية (89) و (90) سورة يوسف 12.

7 - رواه الصدوق في الإكمال: ص 144 ح 11 و 341 ح 21 والعلل: 244 ح 3 عن أبيه وعنها في البحار:

51 / 142 ح 1 و 12 / 283 ح 61، وفي البحار: 52 / 154 ح 9 عن غيبة النعماني ص 84 و 85 ودلائل الإمامة: ص 290، وأورده في إعلام الورى: ص 431.

8 - رواه الصدوق في الإكمال: 2 / 338 ح 11 عن أبيه وعنه في البحار: 52 / 146 ح 69.

9 - في البحار: أبي عفيف الشاعر، وفي هامش الإكمال: أبي عقب، عفيف / خ.

الصفحة 123 

سنان، عن أبي الجارود: زياد بن المنذر، عن عبد الله الشاعر مثله (10).

120 - سعد بن عبد الله وعبد الله بن جعفر الحميري جميعا، عن إبراهيم بن هاشم، عن محمد بن خالد، عن محمد بن سنان، عن المفضل بن عمر، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال:

أقرب ما يكون العباد من الله عز وجل وأرضى ما يكون عنهم إذا افتقدوا حجة الله عز وجل، فلم يظهر لهم، ولم يعلموا بمكانه، وهم في ذلك يعلمون أنه لم تبطل حجج الله عنهم وبيناته، فعندها فتوقعوا الفرج صباحا ومساءا، وإن أشد ما يكون غضب الله تعالى على أعدائه إذا افتقدوا حجة الله فلم يظهر لهم وقد علم أن أولياءه لا يرتابون، ولو علم أنهم يرتابون لما غيب حجته طرفة عين، ولا يكون ذلك إلا على رأس شرار الناس (11).

121 - عبد الله بن جعفر الحميري، قال: حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن موسى بن سعدان، عن عبد الله بن القاسم، عن المفضل بن عمر، قال:

سألت أبا عبد الله عليه السلام عن تفسير جابر؟

فقال: لا تحدث به السفل، فيذيعوه، أما تقرأ في كتاب الله عز وجل: " فإذا نقر في الناقور " (12).

إن منا إماما مستترا، فإذا أراد الله عز وجل إظهار أمره نكت في قلبه نكتة، (فظهر وأمر بأمر الله عز وجل) (13 و 14).

____________

10 - رواه الصدوق في الإكمال: 1 / 304 ح 17 عن أبيه و 18 عن أبيه بسند آخر عن عبد الله بن أبي عقبة الشاعر وعنهما في البحار: 51 / 110 ح 3.

11 - رواه الصدوق في الإكمال: 2 / 337 ح 10 و ص 339 ح 16 مع اختلاف السند وعنهما في البحار:

52 / 145 ح 67 وعن غيبة النعماني: ص 83 وغيبة الطوسي: ص 276. وأورده في الكافي: 1 / 333 ح 1، وإعلام الورى:

ص 431 باختلاف يسير في المتن.

12 - آية 8 سورة المدثر 74.

13 - في البحار والمصادر الأخرى: فظهر فقام بأمر الله عز وجل.

14 - رواه الصدوق في الإكمال: 2 / 349 ح 42 عن أبيه وفي البحار: 52 / 284 ح 11 عن غيبة الطوسي:

103 ورجال الكشي: 192 ح 338، وأخرجه في البحار: 2 / 70 ح 29 عن رجال الكشي: 103، وفي البحار: 51 / 57 ح 49 عن غيبة النعماني:

ص 187 باختلاف يسير بأسانيد هم عن المفضل، وأورد الكليني في الكافي: 1 / 343 ح 30.