باب 4- أن الله عز وجل خص آل محمد عليهم السلام بالإمامة دون غيرهم

الصفحة 40   

21 - سعد، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن ابن أذينة، قال: حدثني بريد (1) بن معاوية العجلي:

عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله تعالى: " أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله " (2).

قال: فنحن المحسودون على ما آتانا الله من الإمامة، دون خلقه جميعا، " فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما " (3):

فجعلنا منهم الرسل والأنبياء والأئمة، فكيف يقرون به في آل إبراهيم، وينكرونه في آل محمد عليهم السلام؟

" فمنهم من آمن به ومنهم من صد عنه وكفى بجهنم سعيرا، إن الذين كفروا بآياتنا سوف نصليهم نارا، كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب إن الله كان عزيزا حكيما * والذين آمنوا وعملوا الصالحات سندخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا لهم فيها أزواج مطهرة وندخلهم ظلا ظليلا " (4 و 5).

____________

1 - كذا في مصادر الحديث كلها، وكان في النسختين: يزيد، وهو تصحيف.

2 - 3 - 4 - الآيات في سورة النساء: 54 - 57.

5 - روي قطعة منه في الكافي (1 / 206) عن علي بن إبراهيم، عن أبيه عن ابن أبي عمير، مثله وفيه (1 / 205) عن الحسين الأشعري، عن معلى بن محمد، عن الحسن بن علي الوشاء عن أحمد بن عائذ عن ابن أذينة مثله، وفي تأويل الآيات (42 ح 1) عن الكافي.

وفي تفسير العياشي (1 / 247) عن بريد بن معاوية، وعنه في البرهان (1 / 377)، وفي البحار (23 / 289) عن الكافي والعياشي، وفي البصائر (ص 35) ح 5 و (36 ح 6).

الصفحة 41   

22 - سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى والحسن بن علي بن عبد الله بن المغيرة ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن الحسن بن علي بن فضال، عن ثعلبة بن ميمون، عن عبد الرحيم القصير، قال:

سألت أبا جعفر عليه السلام، عن قول الله تعالى:

" فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما " (6).

ما الملك العظيم؟

قال: فينا.

قال: قلت: أي شئ؟

قال: افتراض (7).

وليتول وليه، ويعاد عدوه، وليأتم بالأوصياء من بعده، فإنهم عترتي من لحمي ودمي، أعطاهم الله فهمي وعلمي، إلى الله أشكو المنكرين لفضلهم، القاطعين فيهم صلتي، وأيم الله ليقتلن ابني، لا أنالهم الله شفاعتي (8).

____________

6 - الآية (54) من سورة النساء: 4.

7 - كذا في النسختين، وظاهرا أن هنا سقطا، والكلام الذي يليه إنما هو من حديث النبي صلى الله عليه وآله، ولاحظ الروايات التالية، وخاصة الحديث (25 و 27).

8 - لم نعثر له على مصدر آخر لكن الأحاديث التالية (إلى 27) كلها من شواهد ذيله فلاحظ تخريجاتها، وراجع من مصادره وتخريجاته: - 1) أمالي الشيخ الطوسي (ج 2 ص 190) عن أبي ذر.

2) فرائد السمطين (1 / 53) عن ابن عباس.

3) تاريخ دمشق ترجمة الإمام علي (2 / 94) عن ابن عباس.

4) حلية الأولياء (1 / 86) عن حذيفة وابن عباس وزيد بن أرقم وله شواهد في تاريخ دمشق (2 / 96 - 102) وبصائر الدرجات (ص 41 - 52) الباب (22).

5) بشارة المصطفى (ص 186) عن ابن عباس.

6) مناقب الخوارزمي (ص 44 ط تبريز) عن الحسين عليه السلام.

الصفحة 42   

23 - وعنه، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن يزيد بن إسحاق، عن هارون بن حمزة الغنوي، عن أبي عبد الله الحذاء، عن سعد بن طريف، عن محمد ابن علي بن (9) عمر بن علي بن أبي طالب، عن أبيه علي بن أبي طالب عليه السلام، قال:

قال النبي صلى الله عليه وآله: من سره أن يحيى حياتي، ويموت ميتتي ويدخل جنة ربي التي وعدني، جنة عدن منزلي، قضيب من قضبانه، غرسه ربي بيده، فقال له: كن جنة عدن فكان، فليتول علي بن أبي طالب عليه السلام والأوصياء من ذريتي، إنهم الأئمة من بعدي، وهم عترتي ودمي ولحمي، رزقهم الله علمي وفهمي، ويل للمنكرين فضلهم من أمتي، القاطعين صلتي، والله ليقتلن ابني، لا أنالهم الله شفاعتي (10).

____________

9 - كذا في النسختين، والذي يظهر من ملاحظة مصادر هذا الحديث ومصادر الحديث الآتي برقم (27) سندا ومتنا، أن كلمة (بن) تصحيف لكلمة (عن) وأن المراد بمحمد بن علي هو الإمام الباقر أبو جعفر عليه السلام وهو يروي عن عمر بن علي وعمر يروي عن أبيه الإمام علي عليه السلام فراجع.

10 - في بصائر الدرجات (ص 50): محمد بن الحسين، عن يزيد بن شعر، عن هارون بن حمزة، عن أبي عبد الرحمان، عن سعد الإسكاف، عن محمد بن علي بن عمر بن علي بن أبي طالب، قال:

* قال رسول الله صلى الله عليه وآله، وعنه البحار (44 / 258). وفيه (ص 48) عن محمد بن عبد الحميد، عن منصور بن يونس، عن سعد بن طريف، عن أبي جعفر، مثله تماما متنا، وهذا السند هو للحديث (27) الآتي.

وفيه (ص 48) عن محمد بن عيسى، عن أبي عبد الله المؤمن، عن أبي عبد الله الحذاء عن سعد بن طريف، عن أبي جعفر عليه السلام قريبا منه، والبحار (23 / 136) وفيه (ص 52) عن محمد بن الحسين عمن رواه عن محمد بن الحسين، عن محمد بن أسلم، عن إبراهيم بن يحيى المدني، عن أبيه، عن عمر بن علي بن أبي طالب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: وذكر نحوه، وعنه في البحار (23 / 136) وفي كامل الزيارات لابن قولويه (ص 69) عن ابن الوليد، عن الصفار، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن أبي عبد الله زكريا المؤمن عن أيوب بن عبد الرحمان وزيد بن الحسن أبي الحسن، وعباد، جميعا عن سعد الإسكاف:

قال: قال أبو جعفر عليه السلام، قال رسول الله:

وعنه في البحار (44 / 259 و 302) ولاحظ إثبات الهداة (2 / 252 و ص 495) عن الصفار.

وقد وردت الرواية به عن علي عليه السلام في البحار (23 / 123) نقلا عن تفسير العسكري (214).

وروى الصدوق في الأمالي (ص 237) عن أبيه (المؤلف) عن سعد عن ابن عيسى عن ابن معروف، عن الحسين بن زيد عن اليعقوبي عن عيسى بن عبد الله العلوي، عن أبيه، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عن أبيه عن جده عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من سره أن يجوز على الصراط... وعنه في البحار (38 / 98). وانظر الحديث 27 وتخريجاته.

الصفحة 43   

24 - وعنه، عن إبراهيم بن محمد الثقفي، عن عبد الرحمان بن أبي هاشم، قال: حدثنا سلام بن أبي عمرة (11) الخراساني، عن أبان بن تغلب عن أبي عبد الله عليه السلام، عن أبيه، قال:

قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من أراد أن يحيى حياتي، ويموت ميتتي، ويدخل جنة عدن غرسها ربي بيده، فليتول عليا عليه السلام وليعاد عدوه، وليأتم بالأوصياء من بعده، أعطاهم الله علمي وفهمي، وهم عترتي، من لحمي ودمي، إلى الله أشكو من أمتي، المنكرين لفضلهم، القاطعين فيهم صلتي، وأيم الله ليقتلن ابني بعدي الحسين عليه السلام لا أنالهم الله شفاعتي (12).

25 - وعنه عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن موسى بن سعدان، عن عبد الله بن القاسم الحضرمي (13) عن عبد القاهر، عن جابر بن يزيد الجعفي:

عن أبي جعفر عليه السلام، قال:

قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من سره أن يحيى حياتي، ويموت ميتتي ويدخل جنة وعدنيها ربي قضيبا (14) غرسه ربي بيده، فليتول علي بن أبي طالب

____________

11 - كذا في (ب) واستظهار هامش (أ) لكن في متن هذه النسخة (حمزة)...

12 - لم نجده بهذا السند، وإنما رواه الصفار في البصائر (49) عن إبراهيم بن هاشم، عن الحسن بن علي بن فضال، عن محمد بن سالم عن أبان بن تغلب، مثله، وعنه في البحار (23 / 138) وفيه (ص 50) عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن فضالة بن أيوب، عن أبي المعزا، عن محمد بن سالم مثله، وفي البحار (36 / 247) ورواه في الكافي (1 / 209) عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد بسنده السابق ونقله عن الكافي في إثبات الهداة (ج 2 ص 235).

وفي أمالي الصدوق (ص 39) عن ابن مسرور، عن ابن عامر، عن عمه، عن محمد بن زياد الأزدي، عن أبان بن عثمان عن أبان بن تغلب، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله،... مثله.

وعنه في البحار (36 / 227) وفي بشارة المصطفى ص 186 بإسناده عن عكرمة عن ابن عباس وانظر البصائر (52) ح 18.

13 - كذا وفي (أ) الخضرمي بالخاء المعجمة. 14 - كذا وفي (ب) قصبها.

الصفحة 44   

عليه السلام وأوصياءه من بعده، فإنهم لا يدخلونكم في باب ضلال ولا يخرجونكم من باب هدى، ولا تعلموهم فإنهم أعلم منكم، فإني سألت ربي ألا يفرق بيني وبينهم وبين الكتاب، حتى يردا علي الحوض هكذا - وضم بين إصبعيه - وعرض حوضي ما بين صنعاء إلى أيلة (15) فيه قدحان فضة وذهب عدد النجوم (16).

26 - وعنه، عن إبراهيم بن محمد الثقفي، عن إبراهيم بن محمد بن ميمون، قال: حدثنا يحيى بن يعلى الأسدي (17) عن عمار بن رزيق (18) عن أبي إسحاق، عن زياد (19) بن مطرف، قال:

قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من أراد أن يحيى حياتي، ويموت ميتتي ويدخل الجنة التي وعدني ربي، وهو قضيب من قضبانه، غرسه بيده وهي جنة الخلد، فليتول عليا عليه السلام وذريته من بعده، فإنهم لا يخرجونكم من باب هدى ولا يدخلونكم في باب ضلال (20).

____________

15 - أيلة بالياء المثناة، وكان في النسختين بالباء الموحدة ورسمها في (أ): أبلة، راجع البحار: 8 / 21 و 28 في صفة الحوض: فيه: أيله إلى صنعاء، وفي البحار: 68 / 59 فيه: أبلة إلى صنعاء.

16 - رواه الصفار في بصائر الدرجات (ص 49) عن محمد بن الحسين مثله ونقله في البحار (23 / 138).

ورواه الكليني في الكافي (1 / 209) عن محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين، مثله ونقله عنه في إثبات الهداة (2 / 254).

17 - كذا في النسختين، وهو: الأسلمي في البحار عن البصائر، والمحاربي عند الطبري.

18 - كذا بتقديم المهملة وفي (ب): زريق، بتقديم المعجمة، وفي البصائر: رزين بالنون، والصواب ما أثبتناه.

19 - كذا في كافة مصادر الحديث، وكان في النسختين: إسحاق بدل زياد.

20 - رواه الصفار في بصائر الدرجات (ص 51) عن محمد بن يعلى الأسلم، عن عمار بن رزيق، عن أبي إسحاق، عن زياد بن مطرف عن رسول الله صلى الله عليه وآله، مثله، نقله في البحار (ج 36 ص 248).

ورواه الطبري في منتخب ذيل المذيل (ص 83) عن زكريا بن يحيى بن أبان المصري عن أحمد بن إشكاب قال حدثنا يحيى بن يعلى المحاربي، بالسند مثله، نقله عنه في إحقاق الحق (ج 5 ص 107).

وانظر كنز العمال (ج 6 ص 155 و 217).

ورواه الطبري في بشارة المصطفى (ص 194) بإسناده عن محمد الفارسي، عن محمد بن عبد الله بن يزداد، عن أبي صالح البزاز عن أبي حاتم، عن يحيى الحماني، عن يحيى بن يعلى، بالسند. نقله عنه في البحار (ج 39 ص 285). ونقله الإربلي في كشف الغمة (ص 96) عن أربعين الحافظ أبي بكر، عن زياد بن مطرف، نقله في البحار (39 / 275) عن زيد بن أرقم، وربما لم يذكر زيد بن أرقم - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله...

الصفحة 45   

27 - وعنه، عن محمد بن عبد الحميد العطار، عن منصور بن يونس، عن سعد بن طريف:

عن أبي جعفر عليه السلام، قال:

قال النبي عليه وآله السلام: من أحب أن يحيى حياة تشبه حياة الأنبياء عليهم السلام، ويموت ميتة تشبه ميتة الشهداء، ويسكن الجنان التي غرسها الرحمان، فليتول عليا عليه السلام وليوال وليه، وليقتد بالأئمة من بعده، فإنهم عترتي، خلقوا من طينتي، اللهم ارزقهم من فهمي وعلمي، ويل للمخالفين لهم من أمتي، اللهم لا تنلهم شفاعتي (21).

28 - وعنه، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن محمد بن عبد الله بن زرارة، عن عيسى بن عبد الله الهاشمي، عن أبيه، عن جده، عن عمر بن أبي سلمة، عن أمه أم سلمة، قالت:

أقعد رسول الله صلى الله عليه وآله عليا عليه السلام في بيته، ثم دعا بجلد شاة، فكتب فيه حتى أكارعه (22) ثم دفعه إلي، من غير أن يعلم أحد فقال: من جاءك بعدي بآية كذا وكذا، فادفعيه إليه.

قالت: فأقمت حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وآله، وولي أبو بكر أمر الناس.

____________

21 - في (أ): من شفاعتي، روى الصفار في بصائر الدرجات (ص 48) عن محمد بن عبد الحميد بسنده، هنا، لكن متنه كالحديث (23) السابق، وقد أشرنا إلى ذلك هناك.

ورواه في الكافي (ج 1 ص 208) عن أحمد بن محمد ومحمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن محمد بن عبد الحميد، مثله سندا، ومتنا إلا أنه لم يذكر كلمة: بيني، ونقله في البحار (23 / 136) عنهما وإثبات الهداة (2 / 252) عن الكافي، ولاحظ الحديث (23) السابق وتخريجاته.

22 - في بصائر الدرجات: حتى ملأ أكارعه.

الصفحة 46   

قال عمر: فبعثتني أمي، فقالت: اذهب، فانظر ما يصنع هذا الرجل؟ فجئت فجلست مع الناس، حتى خطب أبو بكر، ثم نزل فدخل بيته فجئت، فأخبرتها، فأقامت حتى ولي عمر، فبعثتني، فصنعت مثل ما صنعت، وصنع عمر مثل ما صنع صاحبه فجئت، فأخبرتها، فأقامت حتى ولي عثمان فبعثتني، فصنعت مثل ما صنعت، وصنع مثل ما صنع صاحباه، فجئت فأخبرتها فأقامت حتى ولي علي فأرسلتني، فقالت: انظر ما يصنع هذا الرجل؟

فجئت، فجلست في المسجد، فجاء علي عليه السلام، فصعد المنبر، فخطب، فلما خطب نزل، فرآني في الناس، فقال: اذهب فاستأذن لي على أمك فخرجت حتى جئتها، فأخبرتها وقلت: قال لي: استأذن لي على أمك وهو [ ذا هو ] (23) خلفي يريدك.

قالت: أنا - والله - أدري (24).

فأستأذن علي عليه السلام، فدخل، فقال: أعطيني الكتاب الذي دفعه إليك رسول الله صلى الله عليه وآله، بآية كذا وكذا.

قال عمر: كأني - والله - أنظر إلى أمي، حين قامت إلى تابوت لها كبير، في جوفه تابوت لها صغير، فاستخرجت من جوفه كتابا، فدفعته إلى علي عليه السلام.

ثم قالت لي أمي: يا بني، الزمه، فوالله ما رأيت بعد نبيك إماما غيره (25).

____________

23 - ما بين المعقوفين ليس في البصائر والبحار.

24 - في البصائر: أريده، بدل (أدري).

25 - رواه الصفار في البصائر (ص 163) عن عمران بن موسى عن محمد بن الحسين، بسنده مثله، ونقله في البحار (22 / 223) و (26 / 49) و (38 / 132) عنه.

ويشهد له ما في البصائر (ص 168) بإسناده عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن أم سلمة، نحوه ونقله في البحار (26 / 54).