الباب في أن الأئمة الاثني عشر (عليهم السلام) أركان الإيمان ولا يعرف الله جل جلاله ولا رسوله (صلى الله عليه وآله) إلا بمعرفتهم ولا يقبل أعمال العباد إلا بمعرفتهم

الصفحة 68      

من طريق الخاصة وفيه تسعة وعشرون حديثا

الحديث الأول: محمد بن الحسن الصفار عن عبد الله بن عامر عن العباس بن معروف وعبد الله ابن عبد الرحمن البصري عن أبي المعزا عن أبي بصير عن أبي خيثمة عن أبي جعفر (عليه السلام) قال:

 

سمعت يقول: " نحن حجة الله ونحن أركان المؤمنين(1) ونحن دعائم الإسلام "(2).

 

الحديث الثاني: محمد بن يعقوب عن الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الحسن بن علي الوشا قال: حدثنا محمد بن الفضيل عن أبي حمزة قال: قال لي أبو جعفر: " إنما يعبد الله من يعرف الله، فأما من لا يعرف الله فإنما يعبده هكذا ضلالا " قال: جعلت فداك فما معرفة الله؟

 

قال: " تصديق الله عز وجل وتصديق رسول الله (صلى الله عليه وآله) ومولاه علي والائتمام به وبأئمة الهدى (عليهم السلام) والبراءة إلى الله عز وجل من عدوهم، هكذا يعرف الله عز وجل "(3).

 

الحديث الثالث: ابن يعقوب عن الحسين عن معلى عن الحسن بن علي عن أحمد بن عائذ عن أبيه عن ابن أذينة قال: حدثنا غير واحد عن أحدهما (عليهما السلام) أنه قال: " لا يكون العبد مؤمنا حتى يعرف الله ورسوله والأئمة (عليهم السلام) كلهم وإمام زمانه ويرد إليه ويسلم له - ثم قال -: كيف يعرف الآخر وهو يجهل الأول "(4).

 

الحديث الرابع: ابن يعقوب عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسن بن محبوب عن هشام بن سالم عن زرارة قال: قلت لأبي جعفر (عليه السلام) أخبرني عن معرفة الإمام منكم واجبة على

 

____________

 

(1) في المصدر: الإيمان.

 

(2) بصائر الدرجات: 83 / ح 10 / باب 3 من الجزء الثاني.

 

(3) أصول الكافي: 1 / 180 ح 1 باب معرفة الإمام والرد إليه.

 

(4) المصدر السابق: ح 2.

 

الصفحة 69    

جميع الخلق؟ فقال: " إن الله عز وجل بعث محمدا (صلى الله عليه وآله) إلى الناس أجمعين رسولا وحجة على جميع خلقه في أرضه، فمن آمن بالله وبمحمد (صلى الله عليه وآله) واتبعه وصدقه، فإن معرفة الإمام منا واجبة عليه، ومن لم يؤمن بالله وبرسوله ولم يتبعه ولم يصدقه ويعرف حقهما فكيف يجب عليه معرفة الإمام وهو لا يؤمن بالله ورسوله ويعرف حقهما "(1) قال: قلت له: فمن يؤمن بالله ورسوله ويصدق رسوله في جميع ما أنزل الله يجب على أوليائكم(2) معرفتكم؟ قال: " نعم أليس هؤلاء يعرفون فلانا وفلانا؟ " قلت: بلى. قال: أترى أن الله هو الذي أوقع في قلوبهم معرفة هؤلاء، والله ما أوقع ذلك في قلوبهم إلا الشيطان لا والله ما ألهم المؤمنين حقنا إلا الله "(3).

 

الحديث الخامس: ابن يعقوب عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسن بن محبوب عن عمر بن أبي المقدام عن جابر قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: " إنما يعرف الله عز وجل ويعبده من عرف الله وعرف إمامه منا أهل البيت، ومن لا يعرف الله عز وجل ولا يعرف الإمام منا أهل البيت فإنما يعرف ويعبد غير الله، هكذا والله ضالا "(4).

 

الحديث السادس: ابن يعقوب عن الحسين بن محمد بن معلى بن محمد عن محمد بن جمهور عن فضالة عن أيوب عن معاوية بن وهب عن ذريح قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن الأئمة (عليهم السلام) بعد النبي (صلى الله عليه وآله) فقال: " كان أمير المؤمنين ثم كان الحسن إماما ثم كان علي بن الحسين إماما، ثم كان علي بن الحسين إماما، ثم كان محمد بن علي إماما، من أنكر ذلك كان كمن أنكر معرفة الله تبارك وتعالى ومعرفة رسوله (صلى الله عليه وآله) " - ثم قال - قلت: ثم أنت جعلت فداك؟ فأعدتها عليه ثلاث مرات. فقال لي: " إنما حدثتك لتكون من شهداء الله تبارك وتعالى في أرضه "(5).

 

الحديث السابع: ابن يعقوب عن الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن محمد بن جمهور عن عبد الله بن عبد الرحمن عن الهيثم بن واقد عن مقرن قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: جاء ابن الكوا إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال: يا أمير المؤمنين * (وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم) *(6) فقال نحن على الأعراف ونحن نعرف أنصارنا بسيماهم، ونحن الأعراف الذي لا يعرف الله عز وجل إلا بسبيل معرفتنا، ونحن الأعراف يعرفنا عز وجل على الصراط فلا يدخل الجنة إلا من عرفنا وعرفناه، ولا يدخل النار إلا من أنكرنا وأنكرناه، إن الله تبارك وتعالى لو شاء لعرف العباد

 

____________

 

(1) في الموضعين عطفا على المنفي.

 

(2) في المصدر: أولئك حق.

 

(3) المصدر السابق: ح 3.

 

(4) المصدر السابق: ح 4.

 

(5) المصدر السابق: ح 5.

 

(6) الأعراف: 46.

 

الصفحة 70    

نفسه ولكن جعلنا أبوابه وصراطه وسبيله والوجه الذي يؤتى منه، فمن عدل عن ولايتنا أو فضل علينا غيرنا فإنهم عن الصراط لناكبون، فلا سواء من اعتصم الناس به، ولا سواء حيث ذهب الناس إلى عيون كدرة يفرغ بعضها من بعض وذهب من ذهب إلينا إلى عيون صافية تجري بأمر ربها لا نفاد لها ولا انقطاع "(1).

 

الحديث الثامن: ابن بابويه قال: حدثنا علي بن عيسى القمي (قدس سره) قال: حدثني علي بن محمد ماجيلويه قال: حدثني أحمد بن أبي عبد الله البرقي عن أبيه عن خلف بن حماد الأسدي عن أبي الحسن العبدي عن سليمان بن مهران عن الصادق جعفر بن محمد (عليه السلام) عن أبيه عن آبائه عن علي (عليه السلام) قال: " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا علي أنت أخي ووارثي ووصي وخليفتي في أهلي وأمتي في حياتي وبعد مماتي محبك محبي ومبغضك مبغضي، يا علي أنا وأنت أبوا هذه الأمة، يا علي أنا وأنت والأئمة من ولدك سادات في الدنيا وملوك في الآخرة من عرفنا فقد عرف الله، ومن أنكرنا فقد أنكر الله عز وجل "(2).

 

الحديث التاسع: ابن بابويه قال: حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر قال: حدثنا علي بن إبراهيم ابن هاشم عن أبيه عن علي بن معبد عن الحسين بن خالد عن أبي الحسن علي بن موسى (عليهما السلام) عن أبيه عن آبائه (عليهم السلام) قال: " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أنا سيد من خلق الله عز وجل وأنا خير من جبرائيل وميكائيل وإسرافيل وحملة العرش وجميع ملائكة الله المقربين وأنبياء الله المرسلين، وأنا صاحب الشفاعة والحوض الشريف، وأنا وعلي أبوا هذه الأمة من عرفنا فقد عرف الله ومن أنكرنا فقد أنكر لله عز وجل، ومن علي سبطا أمتي وسيدا شباب أهل الجنة: الحسن، الحسين، ومن ولد الحسين تسعة طاعتهم طاعتي ومعصيتهم معصيتي تاسعهم قائمهم ومهديهم "(3).

 

الحديث العاشر: ابن بابويه قال: حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد (قدس سره) قال: حدثنا الحسين بن الحسن بن أبان عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن ابن سنان عن أبي بصير عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " قال أمير المؤمنين في خطبة: أنا الهادي وأنا المهتدي وأنا أبو اليتامى والمساكين وزوج الأرامل، وأنا ملجأ كل ضعيف ومأمن كل خائف، وأنا قائد المؤمنين إلى الجنة وأنا حبل الله المتين، وأنا عروة الله الوثقى وكلمة الله التقوى، وأنا عين الله ولسانه الصادق ويده، وأنا جنب الله أن الذي يقول (أن تقول نفس يا حسرتي على ما فرطت في جنب الله)، وأنا يد الله

 

____________

 

(1) الكافي: 1 / 184 ح 9.

 

(2) أمالي الصدوق: 754 / مجلس 94 / ح 6.

 

(3) كمال الدين وتمام النعمة: 261 / ح 7.

 

الصفحة 71    

المبسوطة على عباده بالرحمة والمغفرة، وأنا باب حطة من عرفني وعرف حقي فقد عرف ربه لأني وصي نبيه في أرضه وحجته على خلقه لا ينكر هذا إلا راد على الله وعلى رسوله.

 

قال ابن بابويه عقيب هذا الحديث: الجنب الطاعة في لغة العرب يقال: هذا صغير في جنب الله أي في طاعة الله عز وجل قال الله عز وجل: * (أن تقول نفس يا حسرتي على ما فرطت في جنب الله) *(1) أي في طاعة الله عز وجل(2).

 

الحديث الحادي العشر: ابن بابويه قال: حدثنا محمد بن علي (رحمه الله) عن عمه محمد بن أبي القاسم عن محمد بن علي الكوفي عن محمد بن سنان عن زياد بن المنذر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " المخالف على علي بن أبي طالب بعدي كافر والمشرك به مشرك، والمحب له مؤمن والمبغض له منافق، والمقتفي لأثره لاحق والمحارب له فارق، والراد عليه زاهق، علي نور لله في بلاده، وحجته على عباده، علي سيف الله على أعدائه، ووارث علم أنبيائه، علي كلمة الله العليا وكلمة أعدائه السفلى، على سيد الأوصياء ووصي سيد الأنبياء علي (عليه السلام) أمير المؤمنين، وقائد الغر المحجلين وإمام المسلمين لا يقبل الله الإيمان إلا بولايته وطاعته "(3).

 

الحديث الثاني عشر: ابن بابويه قال: حدثنا أبي (قدس سره) قال: حدثنا عبد الله بن الحسن المؤدب عن أحمد بن علي الأصبهاني عن إبراهيم بن محمد الثقفي عن قتيبة بن سعيد عن عمرو بن غزوان عن أبي مسلم قال خرجت مع الحسن البصري وأنس بن مالك حتى أتينا باب أم سلمة (رض) وقعد أنس على الباب ودخلت مع الحسن البصري سمعت الحسن وهو يقول: السلام عليك يا أماه ورحمة الله وبركاته فقالت له: وعليك السلام من أنت يا بني؟ فقال: أنا الحسن البصري. فقالت له:

 

فيما جئت يا حسن؟ فقال لها: جئت لتحدثيني بحديث سمعته من رسول الله (صلى الله عليه وآله) في علي بن أبي طالب (عليه السلام).

 

فقالت أم سلمة: والله لأحدثنك بحديث سمعته أذناي من رسول الله (صلى الله عليه وآله) وإلا فصمتا أو رأته عيناي وإلا فعميتا ووعاه قلبي وإلا فيطبع الله عليه وأخرس لساني إن لم أكن سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول لعلي بن أبي طالب: " يا علي ما من عبد لقي الله عز وجل يوم يلقاه جاحدا لولايتك إلا لقي الله بعبادة صنم أو وثن " قال: فسمعت الحسن البصري وهو يقول: الله أكبر أشهد أن عليا مولاي ومولى

 

____________

 

(1) الزمر: 56.

 

(2) معاني الأخبار: 17 / ح 14.

 

(3) أمالي الصدوق: 61 / مجلس 3 / ح 6.

 

الصفحة 72    

المؤمنين فلما خرج قال له أنس بن مالك: ما لي أراك تكبر؟ قال: سألت أمنا أم سلمة أن تحدثني بحديث سمعته من رسول الله (صلى الله عليه وآله) في علي (عليه السلام) فقالت كذا أو كذا فقلت: الله أكبر أشهد أن عليا مولاي ومولى كل مؤمن قال: فسمعت عنه ذلك أنس بن مالك وهو يقول: أشهد على رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنه قال هذه المقالة ثلاث مرات أو أربع مرات(1).

 

الحديث الثالث عشر: ابن بابويه قال: حدثنا علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق (رحمه الله) قال: حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي عن موسى بن عمران النخعي عن عمه الحسين بن يزيد عن الحسن بن علي أبي حمزة عن أبيه عن يحيى بن أبي القاسم عن الصادق جعفر بن محمد عن علي (عليه السلام) قال: " قال رسول الله: الأئمة بعدي اثنا عشر أولهم علي بن أبي طالب وآخرهم القائم خلفائي وأوصيائي وأوليائي وحجة الله على أمتي بعدي المقر بهم مؤمن والمنكر لهم كافر "(2).

 

الحديث الرابع عشر: ابن بابويه قال: حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل (قدس سره) قال: حدثني محمد بن أبي عبد الله قال: حدثنا موسى بن عمران النخعي عن عمه الحسين بن يزيد عن الحسن ابن علي أبي حمزة الثمالي عن أبيه عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه (عليهم السلام) قال: " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): حدثني جبرائيل عن رب العزة جل جلاله أنه قال: من علم أن لا إله إلا الله وحدي وأن محمدا عبدي ورسولي وأن علي بن أبي طالب خليفتي، وأن الأئمة من ولده حججي أدخلته الجنة برحمتي وأنجيته من النار بعفوي وأبحت له جواري وأوجبت له كرامتي وأتممت عليه نعمتي وجعلته من خاصتي وخالصتي إن ناداني لبيته، وإن سألني أعطيته، وإن سكت ابتدأته، وإن أساء رحمته، وإن فر مني دعوته، وإن رجع إلي قبلته، وإن قرع بابي فتحته.

 

ومن لم يشهد أن لا إله إلا أنا وحدي أو شهد ولم يشهد أن محمدا عبدي ورسولي أو شهد بذلك ولم يشهد أن علي بن أبي طالب خليفتي، أو شهد بذلك ولم يشهد أن الأئمة من ولده حججي فقد جحد نعمتي وصغر عظمتي وكفر بآياتي وكتبي إن قصدني حجبته، وإن سألني حرمته، وإن ناداني لم أسمع نداه، وإن دعاني لم أسمع دعائه، وإن رجاني خيبته وذلك جزاؤه مني وما أنا بظلام للعبيد فقام جابر بن عبد الله الأنصاري فقال: يا رسول الله ومن الأئمة من ولد علي بن أبي طالب؟

 

قال: الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة ثم سيد العابدين في زمانه علي بن الحسين، ثم الباقر محمد بن علي وستدركه يا جابر فإذا أدركته فاقرأه مني السلام، ثم الصادق جعفر بن

 

____________

 

(1) أمالي الصدوق: 392 / مجلس 51 / ح 15.

 

(2) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 61 / ح 28.

 

الصفحة 73    

محمد، ثم الكاظم موسى بن جعفر، ثم الرضا علي بن موسى، ثم التقي محمد بن علي، ثم النقي علي بن محمد، ثم الزكي الحسن بن علي، ثم ابنه القائم بالحق مهدي أمتي الذي يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما، هؤلاء يا جابر خلفائي وأوصيائي وأولادي وعترتي من أطاعهم فقد أطاعني ومن عصاهم فقد عصاني ومن أنكرهم أو أنكر واحدا مهم فقد أنكرني بهم يمسك الله عز وجل السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه وبهم يحفظ الأرض أن تميد بأهلها "(1).

 

الحديث الخامس عشر: ابن بابويه قال: حدثني علي بن الحسن قال: حدثني هارون بن موسى قال: حدثني أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن شيبان القزويني قال: حدثنا أبو عمر أحمد بن علي القندي قال: حدثنا علي بن سعد بن مسروق حدثنا عبد الكريم بن هلال المكي عن أبي الطفيل عن أبي ذر (قدس سره) قال: سمعت فاطمة (عليها السلام) تقول: " سألت أبي (صلى الله عليه وآله) عن قول لله تبارك وتعالى: * (وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم) * قال: هم الأئمة بعدي علي وسبطاي وتسعة من صلب الحسين (عليهم السلام) فهم رجال الأعراف لا يدخل الجنة إلا من يعرفهم ويعرفونه ولا يدخل النار إلا من أنكرهم وينكرونه ولا يعرف الله تعالى إلا بسبيل معرفتهم "(2).

 

الحديث السادس عشر: ابن بابويه قال: حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق (قدس سره) قال أخبرنا محمد بن محمد الهمداني قال: حدثني محمد بن هشام قال: حدثنا علي بن الحسن السائح قال:

 

سمعت الحسن بن علي (عليه السلام) - أي العسكري (عليه السلام) قال -: " حدثني أبي عن أبيه عن جده (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعلي بن أبي طالب لا يحبك إلا مؤمن طابت ولادته ولا يبغضك إلا من خبثت ولادته ولا يواليك إلا مؤمن ولا يعاديك إلا كافر فقام إليه عبد الله بن مسعود فقال: يا رسول الله قد عرفنا علامة خبيث الولادة والكافر في حياتك ببغض علي وعداوته فما علامة خبيث الولادة والكافر بعد إذا أظهر الإسلام بلسانه وأخفى مكنون سريرته؟ فقال (عليه السلام): يا بن مسعود علي بن أبي طالب إمامكم بعدي وخليفتي عليكم فإذا مضى فابني الحسن إمامكم بعده وخليفتي عليكم، فإذا مضى فابني الحسين إمامكم بعده وخليفتي عليكم ثم تسعة من ولد الحسين واحدا بعد واحد أئمتكم وخلفائي عليكم تاسعهم قائمهم قائم أمتي يملأها قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما لا يحبهم إلا من طابت ولادته ولا يبغضهم إلا من خبثت ولادته ولا يواليهم إلا مؤمن ولا يعاديهم إلا كافر، ومن أنكر واحدا منهم فقد أنكرني، ومن أنكرني فقد أنكر الله، ومن جحد

 

____________

 

(1) كمال الدين وتمام النعمة: 258 / ح 3.

 

(2) كفاية الأثر: 195.

 

الصفحة 74    

واحدا منهم فقد جحدني ومن جحدني فقد جحد الله عز وجل، لأن طاعتهم طاعتي وطاعتي طاعة الله ومعصيتهم معصيتي ومعصيتي معصية الله عز وجل يا بن مسعود إياك أن تجد في نفسك حرجا مما قضيت فتكفر بعزة ربي وما أنا متكلف ولا ناطق عن الهوى في علي والأئمة من ولده ثم قال (عليه السلام) - وهو رافع يديه إلى السماء - اللهم وال من والى خلفائي والأئمة بعدي وعاد من عاداهم وانصر من نصرهم واخذل من خذلهم، ولا تخلو الأرض من قائم منهم بحجتك ظاهرا أو خافيا مغمورا لئلا يبطل دينك وحجتك وبرهانك ثم قال (عليه السلام): يا بن مسعود وقد جمعت لكم في مقامي هذا ما إن فارقتموه هلكتم وإن تمسكتم به نجوتم، والسلام على من اتبع الهدى "(1).

 

الحديث السابع عشر: المفيد في أماليه قال: أخبرني أبو الحسن علي بن بلال المهلبي قال:

 

حدثنا عبد الله بن راشد الأصفهاني قال: حدثنا إبراهيم بن محمد الثقفي قال: أخبرنا إسماعيل بن صبيح قال: حدثنا سالم بن أبي سالم المصري عن أبي هارون العبدي قال: كنت أرى رأي الخوارج لا رأي له غيره حتى جلست إلى أبي سعيد الخدري (قدس سره) فسمعته يقول: أمر الناس بخمس فعملوا بأربع وتركوا واحدة، فقال له رجل: يا أبا سعيد ما هذه الأربع التي عملوا بها، قال: الصلاة والزكاة والحج وصوم شهر رمضان، قال: فما الواحدة التي تركوها؟ قال: ولاية علي بن أبي طالب (عليه السلام)، قال الرجل: وإنها المفترضة معهن؟ قال أبو سعيد: نعم ورب الكعبة، قال الرجل: فقد كفر الناس إذن قال أبو سعيد: فما ذنبي(2).

 

الحديث الثامن عشر: ابن بابويه قال: حدثنا محمد بن عبد الله الشيباني والقاضي أبو الفرج المعافي بن زكريا البغدادي والحسين بن محمد بن سعيد والحسين بن علي بن الحسن الرازي جميعا قالوا: حدثنا أبو علي محمد بن همام بن سهيل الكاتب قال: حدثني الحسن بن محمد بن جمهور العمي عن أبيه محمد بن جمهور قال: حدثني عثمان بن عمر قال: حدثنا شعبة بن سعيد(3) ابن إبراهيم عن عبد الرحمن الأعرج أن أبي هريرة قال: كنت عند النبي (صلى الله عليه وآله) وأبو بكر وعمر والفضل ابن العباس وزيد بن حارثة وعبد الله بن مسعود إذ دخل الحسين بن علي (عليه السلام) فأخذه النبي وقبله ثم قال: " حبقه حبقه ترق عين بقه ووضع فمه على فمه - ثم قال -: اللهم إني أحبه فأحبه وأحب من يحبه، يا حسين أنت الإمام ابن الإمام أبو الأئمة، تسعة من ولدك أئمة أبرار، فقال له عبد الله بن مسعود: ما هؤلاء الأئمة الذين ذكرتهم في صلب الحسين؟ فأطرق مليا ثم رفع رأسه فقال: يا عبد

 

____________

 

(1) كمال الدين وتمام النعمة: 261 / ح 8.

 

(2) أمالي المفيد: 139 / المجلس 19 / ح 3.

 

(3) في المصدر المعتمد: شعبة عن سعيد وبالهامش عن بعض نسخ المصدر شعبة بن سعيد.

 

الصفحة 75    

الله سألت عظيما ولكني أخبرك أن ابني هذا - ووضع يده على كتف الحسين (عليه السلام) - يخرج من صلبه ولد مبارك سمي جده علي سيد العابدين ونور الزهاد، ويخرج الله من صلب علي ولدا سميي وأشبه الناس بي يبقر العلم بقرا وينطق بالحق ويأمر بالصواب، ويخرج الله من صلبه كلمة الحق ولسان الصدق.

 

فقال له ابن مسعود: فما اسمه يا نبي الله؟ فقال له: جعفر صادق في قوله وفعله، الطاعن عليه كالطاعن علي والراد عليه كالراد علي، ثم دخل حسان بن ثابت وأنشد في رسول الله شعرا وانقطع الحديث، فلما كان من الغد صلى بنا رسول الله (صلى الله عليه وآله) ثم دخل بيت عائشة ودخلنا معه أنا وعلي بن أبي طالب وعبد الله بن العباس وكان من دأبه إذا سئل أجاب وإذا لم يسأل ابتدأ فقلت له:

 

بأبي أنت وأمي يا رسول الله ألا تخبرني بباقي الخلفاء من صلب الحسين قال: نعم يا أبا هريرة، ويخرج الله من صلب جعفر مولودا تقيا طاهرا أسمر ربعة سميي موسى بن عمران، ثم قال له ابن عباس: ثم من يا رسول الله؟ قال: يخرج من صلب موسى علي ابنه يدعى بالرضا موضع العلم ومعدن الحلم، ثم قال (صلى الله عليه وآله) بابني المقتول في أرض الغربة، ويخرج من صلب علي ابنه محمد المحمود أطهر الناس خلقا وأحسنهم خلقا، ويخرج من صلب محمد علي ابنه طاهر النجيب(1) صادق اللهجة، ويخرج من صلب علي الحسن الميمون النقي الطاهر الناطق عن الله وأبو حجة الله، ويخرج من صلب الحسن قائمنا أهل البيت يملأها قسطا وعدلا كما ملئت جورا ظلما، له غيبة موسى وحكم داود وبهاء عيسى ثم تلا (عليه السلام) * (ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم) *(2) فقال له علي بن أبي طالب: بأبي أنت وأمي يا رسول الله من هؤلاء الذين ذكرتهم؟ قال: يا علي أسماء الأوصياء من بعدك والعترة الطاهرة والذرية المباركة ثم قال: والذي نفس محمد بيده لو أن رجلا عبد الله ألف عام ثم ألف عام بين الركن والمقام ثم أتاني جاحدا لولايتهم لأكبه الله في النار كائنا من كان " قال أبو علي بن همام: العجب كل العجب من أبي هريرة كيف يروي مثل هذه الأخبار ثم ينكر فضائل أهل البيت(3).

 

الحديث التاسع عشر: محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن صفوان بن يحيى عن العلا بن رزين عن محمد بن مسلم قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: " كل من دان الله بعبادة يجهد فيها نفسه ولا إمام له من الله فسعيه غير مقبول وهو ضال متحير والله شانئ

 

 

____________

 

(1) في المصدر: الحبيب.

 

(2) آل عمران: 34.

 

(3) كفاية الأثر: 85.

 

الصفحة 76    

لأعماله، ومثله كمثل شاة ضلت عن راعيها وقطيعها فهجمت ذاهبة وجائية يومها، فلما جنها الليل بصرت بقطيع من غير راعيها فحنت إليها واغترت بها فباتت معها في مربضها فلما أن ساق الراعي قطعيه أنكرت راعيها وقطيعها فهجمت متحيرة تطلب راعيها وقطيعها فبصرت بغنم مع راعيها فحنت إليها واغترت بها فصاح بها الراعي: الحقي براعيك وقطيعك فإنك تائهة متحيرة عن راعيك وقطيعك، فهجمت ذعرة متحيرة تائهة: لا راعي لها يرشدها إلى مرعاها أو يردها، فبينما هي كذلك إذ اغتنم الذئب ضيعتها فأكلها، وكذلك والله يا محمد من أصبح من هذه الأمة لا إمام له من الله عز وجل ظاهرا عادلا أصبح ضالا تائها وإن مات على هذه الحال مات ميتة كفر ونفاق، وأعلم يا محمد أن أئمة الجور وأتباعهم لمعزولون عن دين الله قد ضلوا وأضلوا فأعمالهم التي يعملونها كرماد اشتد به الريح في يوم عاصف لا يقدرون مما كسبوا على شئ ذلك هو الضلال البعيد "(1).

 

الحديث العشرون: ابن يعقوب عن عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن محبوب عن عبد العزيز العبدي عن عبد الله بن أبي يعفور قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): إني أخالط الناس فيكثر عجبي من أقوام لا يتولونكم ويقولون فلانا وفلانا، لهم أمانة وصدق ووفاء، وقوم يتولونكم وليس لهم تلك الأمانة ولا الوفاء ولا الصدق، قال: فاستوى أبو عبد الله (عليه السلام) جالسا فأقبل علي كالغضبان ثم قال: " لا دين لمن دان الله بولاية إمام جائر ليس من الله، ولا عتب على من دان الله بولاية إمام عادل من الله، قلت: لا دين لأولئك ولا عتب على هؤلاء؟ قال: نعم لا دين لأولئك ولا عتب على هؤلاء، ثم قال: ألا تسمع لقول الله عز وجل: * (الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور) *(2) يعني ظلمات الذنوب إلى نور التوبة والمغفرة بولايتهم كل إمام عادل من الله، وقال:

 

* (والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات) * إنما عنى بهذا أنهم كانوا على نور الإسلام فلما أن تولوا كل إمام جائر ليس من الله خرجوا بولايتهم إياه من نور الإسلام إلى ظلمات الكفر، فأوجب الله لهم النار مع الكفار فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون "(3).

 

الحديث الحادي والعشرون: ابن يعقوب بإسناده عن هشام بن سالم عن حبيب السجستاني عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: " قال الله تبارك وتعالى لأعذبن كل رعية في الإسلام دانت بولاية كل إمام جائر ليس من الله، وإن كانت الرعية في أعمالها برة تقية، ولأعفون عن كل رعية في الإسلام دانت

 

____________

 

(1) الكافي: 1 / 184 ح 8 باب معرفة الإمام.

 

(2) البقرة: 259.

 

(3) أصول الكافي: 1 / 376 ح 3 باب فيمن دان الله بغير إمام.

 

الصفحة 77    

بولاية كل إمام عادل وإن كانت الرعية في نفسها ظالمة مسيئة "(1).

 

الحديث الثاني والعشرون: ابن يعقوب عن علي بن محمد عن ابن جمهور عن أبيه عن صفوان عن ابن مسكان عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال: " إن الله لا يستحيي أن يعذب أمة دانت بإمام ليس من الله وإن كانت في أعمالها برة تقية، وإن الله ليستحيي أن يعذب أمة دانت بإمام من الله وإن كانت في أعمالها ظالمة مسيئة "(2).

 

الحديث الثالث والعشرون: ابن يعقوب عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن إسحاق بن غالب عن أبي عبد الله (عليه السلام) في خطبة له يذكر فيها حال الأئمة (عليهم السلام) وصفاتهم: " إن الله عز وجل أوضح بأئمة الهدى من أهل بيت نبينا عن دينه وأبلج عن سبيل منهاجه وفتح بهم عن ينابيع علمه، فمن عرف من أمة محمد (صلى الله عليه وآله) واجب حق إمامه وجد طعم حلاوة إيمانه وعلم فضل طلاوة إسلامه، لأن الله تبارك وتعالى نصب الإمام علما لخلقه وجعله حجة على أهل مواده وعالمه، وألبسه تاج الوقار وغشاه بنور الجبار، يمد بسبب إلى السماء لا ينقطع عنه مواده، ولا ينال ما عند الله إلا بجهة أسبابه، ولا يقبل أعمال العباد إلا بمعرفته " والخطبة طويلة تقدمة بطولها في الباب التاسع والثلاثين(3).

 

الحديث الرابع والعشرون: محمد بن إبراهيم النعماني في كتاب الغيبة عن أبي الحارث عبد الله ابن عبد الملك بن سهل الطبراني قال: حدثنا محمد بن المثنى البغدادي قال: حدثنا محمد ابن إسماعيل الرقي قال: حدثنا موسى بن عيسى بن عبد الرحمن قال: حدثنا هشام بن عبد الله الدستوائي قال: حدثني علي بن محمد عن عمرو بن شمر عن جابر بن يزيد الجعفي عن محمد بن علي الباقر (عليه السلام) عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " إن الله أوحى إلي ليلة أسرى بي: يا محمد من خلفت في الأرض على أمتك - وهو أعلم بذلك، قلت: يا رب أخي، قال: يا محمد علي بن أبي طالب، قلت: نعم يا رب، قال: يا محمد إني اطلعت إلى الأرض اطلاعة فاخترتك منها فلا أذكر حتى تذكر معي أنا المحمود وأنت محمد، ثم إني اطلعت إلى الأرض اطلاعة أخرى فاخترت منها علي بن أبي طالب، فجعلته وصيك فأنت سيد الأنبياء وعلي سيد الأوصياء، ثم شققت له اسما من أسمائي فأنا الأعلى وهو علي، يا محمد إني خلقت عليا وفاطمة والحسن والحسين والأئمة من نور واحد ثم عرضت ولايتهم على الملائكة فمن

 

____________

 

(1) المصدر السابق: ح 4.

 

(2) المصدر السابق: ح 5.

 

(3) أصول الكافي: 1 / 203 ح 2 باب نادر في فضل الإمام.

 

الصفحة 78    

قبلها كان من المقربين ومن جحدها كان من الكافرين، يا محمد لو أن عبدا من عبادي عبدني حتى ينقطع ثم يلقاني(1) جاحدا لولايتهم أدخلته النار، ثم قال: يا محمد أتحب أن تراهم؟

 

قلت: نعم، فقال: تقدم أمامك، فتقدمت أمامي فإذا بعلي بن أبي طالب والحسن بن علي والحسين بن علي وعلي بن الحسين ومحمد بن علي وجعفر بن محمد وموسى بن جعفر وعلي ابن موسى ومحمد بن علي وعلي بن محمد والحسن بن علي والحجة القائم كأنه الكوكب الدري في وسطهم، فقلت ومن هؤلاء؟

 

قال: هؤلاء الأئمة وهذا القائم يحل(2) حلالي ويحرم حرامي وينتقم من أعدائي، يا محمد أحبه فإني أحبه وأحب من يحبه ".

 

الحديث الخامس والعشرون: ابن بابويه قال: حدثنا أحمد بن الحسن القطان قال: حدثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم قال: حدثني هارون بن إسحاق الهمداني قال: حدثني عبدة بن سليمان قال:

 

حدثنا كامل ابن العلاء قال: حدثنا حبيب بن أبي ثابت عن سعيد بن جبير عن عبد الله بن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعلي بن أبي طالب: " يا علي أنت صاحب حوضي وصاحب لوائي ومنجز عداتي وحبيب قلبي ووارث علمي، وأنت مستودع مواريث الأنبياء وأنت أمين الله في أرضه وأنت حجة الله على بريته وأنت ركن الإيمان وأنت مصباح الدجى وأنت منار الهدى وأنت العلم المرفوع لأهل الدنيا من تبعك نجى ومن تخلف عنك هلك، وأنت الطريق الواضح وأنت الصراط المستقيم، وأنت قائد الغر المحجلين وأنت يعسوب المؤمنين، وأنت مولى من أنا مولاه وأنا مولى كل مؤمن ومؤمنة لا يحبك إلا طاهر الولادة ولا يبغضك إلا خبيث الولادة وما عرج بي ربي عز وجل إلى السماء قط وكلمني ربي إلا قال لي: يا محمد اقرأ عليا مني السلام وعرفه أنه إمام أوليائي ونور أهل طاعتي فهنيئا لك يا علي هذه الكرامة "(3).

 

الحديث السادس والعشرون: محمد بن يعقوب عن علي بن إبراهيم عن أبيه وعبد لله بن الصلت عن حماد بن عيسى عن حريز بن عبد الله عن زرارة عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: " ذروة الأمر وسنامه ومفتاحه وباب الأشياء ورضا الرحمن الطاعة للإمام بعد معرفته، ثم قال: إن الله عز وجل يقول: * (من يطع الرسول فقد أطاع الله ومن تولى فما أرسلناك عليهم حفيظا) *(4) أما لو أن رجلا قام ليله وصام نهاره وتصدق بجميع ماله وحج جميع دهره ولم يعرف ولاية ولي الله فيواليه، ويكون

 

____________

 

(1) في المصدر: لقيني.

 

(2) في المصدر: محلل.

 

(3) أمالي الطوسي: 382 / مجلس 50 / ح 14.

 

(4) النساء: 83.

 

الصفحة 79    

جميع أعماله بدلالته إليه، ما كان له على الله حق في ثوابه ولا كان من أهل الإيمان قال: أولئك المحسن منهم يدخله الله الجنة بفضل رحمته "(1).

 

الحديث السابع والعشرون: ابن بابويه في الفقيه بإسناده عن أبي حمزة الثمالي قال: قال لنا علي بن الحسين (عليه السلام): " أي البقاع أفضل؟ فقلنا: الله ورسوله وابن رسوله أعلم، فقال لنا: [ أما ] أفضل البقاع ما بين الركن والمقام، ولو أن عبدا عمر ما عمر نوح (عليه السلام) في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما يصوم النهار ويقوم الليل في ذلك المكان ثم لقي الله عز وجل بغير ولايتنا لم ينفعه ذلك شيئا "(2).

 

الحديث الثامن والعشرون: ابن بابويه بإسناده قال الصادق (عليه السلام): " إن أول من يسأل عنه العبد إذا وقف بين يدي الله جل جلاله الصلوات المفروضات وعن الزكاة المفروضة وعن الصيام المفروض، وعن ولايتنا أهل البيت فإن أقر بولايتنا ثم مات عليها قبلت منه صلاته وصومه وزكاته وحجه، وإن لم يقر بولايتنا بين يدي الله جل جلاله لم يقبل الله عز وجل منه شيئا من أعماله "(3).

 

الحديث التاسع والعشرون: الشيخ في أماليه قال: أخبرنا محمد بن محمد - يعني المفيد - قال:

 

أخبرنا أبو الحسن علي بن خالد المراغي قال: حدثنا الحسن بن علي بن الحسن الكوفي قال:

 

حدثنا إسماعيل بن محمد المزني قال: حدثنا سلام بن أبي عمرة الخراساني عن سعد بن سعيد عن يونس بن الحباب عن علي بن الحسين زين العابدين (عليه السلام) قال: " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ما بال أقوام إذا ذكر عندهم آل إبراهيم (عليه السلام) فرحوا واستبشروا وإذا ذكر عندهم آل محمد (عليهم السلام) اشمأزت قلوبهم، والذي نفس محمد بيده لو أن عبدا جاء يوم القيامة بعمل سبعين نبيا ما قبل الله ذلك منه حتى يلقى الله بولايتي وولاية أهل بيتي(4).

 

الحديث الثلاثون: الشيخ في أماليه قال: حدثنا أبو منصور السكري قال: حدثني جدي علي ابن عمر قال: حدثني العباس بن يوسف الشكلي قال: حدثنا عبد الله بن هشام قال: حدثنا محمد ابن مصعب القرقساني قال: حدثنا الهيثم بن جماز عن يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك قال: رجعنا مع رسول (صلى الله عليه وآله) قادمين من تبوك. فقال لي في بعض الطريق: " إلقوا إلي الأحلاس والأقتاب " ففعلوا فصعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) فخطب فحمد الله وأثنى عليه كما هو أهله ثم قال: " معاشر الناس ما لي إذا

 

____________

 

(1) الكافي: 2 / 19 ح 5 و 1 / 185 ح 1.

 

(2) من لا يحضره الفقيه: 2 / 245 ح 2313.

 

(3) أمالي الصدوق: 328 / ح 388 / مجلس 44 / ح 11.

 

(4) أمالي الطوسي: 140 / مجلس 5 / ح 42.

 

الصفحة 80    

أذكر آل إبراهيم تهللت وجوهكم وإذا ذكر آل محمد (صلى الله عليه وآله) كأنما تفقأ في وجوهكم حب الرمان فوالذي بعثني بالحق نبيا لو جاء أحدكم يوم القيامة بأعمال كأمثال الجبال ولم يجيئ بولاية علي بن أبي طالب (عليه السلام) لأكبه الله عز وجل في النار(1).

 

الحديث الحادي والثلاثون: الشيخ المفيد في أماليه قال: حدثنا أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين - يعني ابن بابويه - قال: حدثني أبي قال: حدثنا سعد بن عبد الله عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن محمد بن سنان عن الفضل بن عمر الجعفي عن جابر بن يزيد عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين (عليه السلام) عن أبيه عن جده قال: " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعلي بن أبي طالب: أنا وأنت وأبناؤك الحسن والحسين وتسعة من ولد الحسين أركان الدين ودعائم الإسلام من تبعنا نجا ومن تخلف عنا فإلى النار "(2).

 

والروايات في ذلك مما يدخل في هذا الباب كثيرة ومن أراد الزيادة على ما هنا فعليه بكتاب المسمى بالإكمال فيما تقبل به الأعمال.

 

____________

 

(1) أمالي الطوسي: 308 / مجلس 11 / ح 66.

 

(2) أمالي المفيد: 217 / مجلس 25 / ح 4.