الباب في الردة الواقعة بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه وآله) والحق مع علي (عليه السلام) من طريق الخاصة

الصفحة 40   

وفيه أحد عشر حديثا

الأول: محمد بن يعقوب بإسناده عن حنان عن أبيه عن أبي جعفر (عليه السلام) قال كان الناس أهل ردة بعد النبي (صلى الله عليه وآله) إلا ثلاثة فقلت ومن الثلاثة فقال: المقداد بن الأسود وأبو ذر الغفاري وسلمان الفارسي رحمة الله وبركاته عليهم، ثم عرف الناس بعد يسير وقال هؤلاء الذين دارت عليهم الرحى وأبوا أن يبايعوا حتى جاءوا بأمير المؤمنين (عليه السلام) مكرها فبايع وذلك قول الله عز وجل *(وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين)*(1)(2).

الثاني: ابن يعقوب أيضا بإسناده عن ابن محبوب عن عمرو بن أبي المقدام عن أبيه قال: قلت لأبي جعفر (عليه السلام): إن العامة يزعمون أن بيعة أبي بكر حيث اجتمع الناس كانت رضا لله عز ذكره وما كان الله ليفتن أمة محمد (صلى الله عليه وآله) من بعده فقال أبو جعفر (عليه السلام): أو ما يقرؤون كتاب الله؟ أوليس يقول *(وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين)* قال: فقلت له: إنهم يفسرون على وجه آخر فقال:

أوليس قد أخبر الله عز وجل عن الذين من قبلهم من الأمم إنهم قد اختلفوا من بعد ما جاءتهم البينات حيث قال *(وآتينا عيسى ابن مريم البينات وأيدناه بروح القدس ولو شاء الله ما اقتتل الذين من بعدهم من بعد ما جائتهم البينات ولكن اختلفوا فمنهم من آمن ومنهم من كفر ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكن الله يفعل ما يريد)*(3)(4).

الثالث: الشيخ في أماليه قال: أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال: أخبرنا أبو جعفر محمد بن جرير الطبري قراءة قال: حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء وحدثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي الري قال: حدثني أبو زرعة عبد الله بن عبد الكريم قالا: حدثنا عمرو بن حماد بن طلحة القياد قال:

____________

(1) آل عمران: 144.

(2) الكافي 8: 245 / 341.

(3) البقرة: 253.

(4) الكافي 8: 270 / 398.

 

 

 

 

الصفحة 41   

حدثنا أسباط بن نصر عن سماك يعني بن حرب عن عكرمة عن ابن عباس (رضي الله عنه) أن عليا (عليه السلام) كان يقول في حياة رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن الله عز وجل يقول *(وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم)* والله ما نقلب على أعقابنا بعد إذ هدانا الله ولئن مات أو قتل قاتلت على ما قاتل عليه حتى أموت، والله إني لأخوه وابن عمه ووارثه فمن أحق به مني(1)؟.

الرابع: العياشي في تفسيره بإسناده عن حنان بن سدير عن أبيه عن أبي جعفر (عليه السلام) قال كان الناس أهل ردة بعد النبي (صلى الله عليه وآله) إلا ثلاثة، فقلت: ومن الثلاثة؟ قال: المقداد وأبو ذر وسلمان الفارسي، ثم عرفت الناس بعد يسير(2)، وساق الحديث المتقدم أول الباب.

الخامس: العياشي بإسناده عن الفضل بن يسار عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إن رسول الله 9 لما قبض صار الناس كلهم أهل جاهلية إلا أربعة: علي والمقداد وسلمان وأبو ذر فقلت: فعمار؟ فقال: أنت كنت تريد الذين لم يدخلهم شئ هؤلاء الثلاثة(3).

السادس: العياشي بإسناده عن الأصبغ بن نباته قال: سمعت أمير المؤمنين يقول في كلام له يوم الجمل يا أيها الناس إن الله تبارك اسمه وعز جنده لم يقبض نبيا قط حتى يكون له في أمته من يهدي بهداه ويقصد سيرته، ويدل على معالم سبيل الحق الذي فرض الله على عباده ثم قرأ *(وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل...)*(4)(5).

السابع: العياشي بإسناده عن عمرو بن أبي المقدام عن أبيه قال: قلت لأبي جعفر (عليه السلام): إن العامة تزعم أن بيعة أبي بكر حيث اجتمع لها الناس كانت رضا الله، وساق الحديث الثاني في الباب إلى قوله تعالى *(ومنهم من كفر)* وزاد فيه الآية، ففي هذا ما يستدل به على أن أصحاب محمد (صلى الله عليه وآله) قد اختلفوا من بعده فمنهم من آمن ومنهم من كفر(6).

الثامن: العياشي بإسناده عن عبد الصمد بن بشير عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: تدرون مات النبي (صلى الله عليه وآله) أو قتل إن الله يقول *(أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم)* فسم قبل الموت، إنهما سقتاه فقلنا: إنهما وأبواهما شر من خلق الله(7).

التاسع: العياشي بإسناده عن الحسين بن المنذر قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام)*(أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم)* القتل والموت قال: يعني أصحابه الذين فعلوا ما فعلوا(8).

____________

(1) أمالي الطوسي: 502 / 1099.

(2) تفسير العياشي 1: 199 / 148.

(3) تفسير العياشي 1: 199 / 149.

(4) آل عمران: 144.

(5) تفسير العياشي 1: 199 / 150.

(6) تفسير العياشي 1: 200 / 151.

(7) تفسير العياشي 1: 200 / 152.

(8) تفسير العياشي 1: 200 / 153.

الصفحة 42   

العاشر: ابن شهرآشوب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله تعالى *(أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين)* يعني بالشاكرين علي بن أبي طالب والمرتدين على أعقابهم الذين ارتدوا عنه(1).

الحادي عشر: الكشي عن علي بن الحكم عن سيف بن عميرة عن أبي بكر الحضرمي قال: قال أبو جعفر (عليه السلام) ارتد الناس إلا ثلاثة: نفر سلمان وأبو ذر والمقداد، قلت: فعمار؟ قال: وكان جاض جيضة ثم رجع فقال: إن أردت الذي لم يشك ولم يدخله شئ فالمقداد(2).

____________

(1) مناقب آل أبي طالب 1: 385.

(2) إختيار معرفة الرجال: 1: 51.