الباب في خبر الطائر من طريق الخاصة

الصفحة 84   

وفيه ثمانية أحاديث

الأول: الشيخ في أماليه قال: أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن مهدي قال: أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة قال: حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن قال: حدثنا يوسف بن عدي قال: حدثنا حماد بن المختار الكوفي قال: حدثنا عبد الملك ابن عمير عن أنس بن مالك قال: أهدي لرسول الله (صلى الله عليه وآله) طائر ووضع بين يديه فقال: " اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي " فجاء علي (عليه السلام) فدق الباب فقلت: من ذا فقال: أنا علي فقلت: إن النبي (صلى الله عليه وآله) على حاجة حتى فعل ذلك ثلاثا فجاء الرابعة فضرب الباب برجله فدخل فقال النبي (صلى الله عليه وآله):

" ما حبسك " قال: " قد جئت ثلاث مرات " فقال النبي (صلى الله عليه وآله): " ما حملك على ذلك " قال: قلت كنت أحب أن يكون رجلا من قومي(1).

الثاني: الشيخ في أماليه قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن الصلت قال: أخبرنا أحمد بن محمد ابن سعيد إجازة قال: حدثنا علي بن محمد بن حبيبة الكندي قال: حدثنا حسن بن حسين قال: حدثنا أبو غيلان سعد بن طالب الشيباني عن [ أبي ](2) إسحاق عن أبي الطفيل قال كنت في البيت يوم الشورى وسمعت عليا يقول: " أنشدتكم بالله جميعا فيكم أحد صلى القبلتين مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) غيري "؟

قالوا: اللهم لا.

قال: " أنشدكم بالله جميعا هل فيكم أحد وحد الله قبلي "؟

قالوا: اللهم لا.

قال: " فأنشدكم بالله جميعا هل فيكم أحد أخو رسول الله (صلى الله عليه وآله) غيري "؟

قالوا: اللهم لا.

____________

(1) أمالي الشيخ الطوسي: 253 / مجلس 9 / ح 146، اختصر المصنف في الرواة.

(2) زيادة ليست من المصدر.

الصفحة 85   

قال: " فأنشدكم بالله هل فيكم أحد له أخ مثل أخي جعفر "؟

قالوا: اللهم لا.

قال: " فأنشدكم بالله هل فيكم أحد له زوجة مثل زوجتي فاطمة سيدة نساء أهل الجنة "؟

قالوا: اللهم لا.

قال: " فأنشدكم بالله هل فيكم أحد له سبطان مثل سبطي الحسن والحسين ابني رسول الله سيدا شباب أهل الجنة "؟

قالوا: اللهم لا.

قال: " فأنشدكم بالله هل فيكم أحد ناجى رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقدم بين يدي نجواه صدقة غيري "؟

قالوا: اللهم لا.

قال: " فأنشدكم الله هل فيكم أحد قال له رسول الله (صلى الله عليه وآله) من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه غيري "؟

قالوا: اللهم لا.

قال: " فأنشدكم بالله أفيكم أحد قال له رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنت مني بمنزلة هارون من موسى غيري "؟

قالوا: اللهم لا.

قال: " فأنشدكم بالله هل فيكم أحد أتي النبي بطير فقال اللهم ائتني بأحب خلقك إلي يأكل معي من هذا الطير فدخلت عليه فقال اللهم وإلي فلم يأكل معه أحد غيري "؟

قالوا: اللهم لا.

قال: " اللهم أشهد "(1).

الثالث: الشيخ في مجالسه قال: أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال: حدثنا الحسن بن علي بن زكريا العاصمي قال: حدثنا أحمد بن عبيد الله [ الفداني ](2) قال: حدثنا الربيع بن يسار قال: حدثنا الأعمش عن سالم بن أبي الجعد يرفعه إلى أبي ذر (رحمه الله) أن عليا (عليه السلام) وعثمان وطلحة والزبير وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص أمرهم عمر بن الخطاب أن يدخلوا بيتا ويغلقوا عليهم بابه ويتشاوروا في أمرهم وأجلهم ثلاثة أيام فإن توافق خمسة على قول واحد وأبى رجل منهم قتل ذلك الرجل، وأن توافق أربعة وأبى اثنان قتل الاثنان، فلما توافقوا جميعا على رأي واحد قال لهم

____________

(1) أمالي الشيخ الطوسي: 333 / مجلس 12 / ح 7.

(2) في المصدر: العدلي.

 

 

 

 

الصفحة 86   

علي بن أبي طالب: " أني أحب أن تسمعوا مني ما أقول [ لكم ](1) فإن لكم يكن حقا فاقبلوه وإن يكن باطلا فأنكروه " قالوا: قل فذكر عليه السلام سوابقه وفضائله وهم يوافقانه على ذلك وفي الحديث قال: " فهل فيكم [ أحد ](2) قال [ له ](3) رسول الله (صلى الله عليه وآله) اللهم ائتني بأحب الخلق إليك وإلي وأشدهم حبا لي ولك يأكل معي من هذا الطائر فأتيت فأكلت معه غيري "؟

قالوا لا.(4)

الرابع: الشيخ في مجالسه قال: أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال: حدثنا محمد بن عبد الله ابن جورية الجندي سابوري من أصل كتابه قال: حدثنا علي بن منصور الترجماني قال: أخبرنا الحسن بن عنبسة النهشلي قال: حدثنا شريك بن عبد الله النخعي القاضي عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون الأودي أنه ذكر عنده علي بن أبي طالب (عليه السلام) فقال إن قوما ينالون منه أولئك هم وقود النار، ولقد سمعت [ عدة ](5) [ هذه الآية ](6) من أصحاب محمد (عليه السلام) (صلى الله عليه وآله) منهم حذيفة بن اليمان وكعب بن عجرة يقول: كل رجل منهم قد أعطي علي ما لم يعطيه بشر هو زوج فاطمة سيدة نساء العالمين الأولين والآخرين هو أبو الحسن والحسين سيدي شباب أهل الجنة من الأولين والآخرين، فمن له أيها الناس مثلهما ورسول الله (صلى الله عليه وآله) [ حموه، وهو وصي ](7) [ أخوه وهو فتى ](8)

رسول الله (صلى الله عليه وآله) في أهله وأزواجه، وسد الأبواب التي في المسجد كلها غير بابه وهو صاحب باب خيبر، وهو صاحب الراية يوم خيبر وتفل رسول الله (صلى الله عليه وآله) يومئذ في عينيه وهو أرمد فما اشتكاهما بعد ولا وجد حرا ولا قرا بعد يوم ذلك، وهو صاحب يوم غدير خم إذ نوه رسول الله (صلى الله عليه وآله) باسمه وألزم أمته ولايته وعرفهم بخطره وبين لهم مكانه فقال: " أيها الناس من أولى بكم منكم بأنفسكم " قالوا الله ورسوله قال: " فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه " وهو صاحب العباء ومن أذهب الله عز وجل عنه الرجس وطهره تطهيرا وهو صاحب الطائر حين قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " اللهم ائتني بأحب خلقك إليك [ يأكل معي ](9) [ وإلي ](10) " فجاء علي (عليه السلام) فأكل معه وهو صاحب سورة براءة حين نزل بها جبرائيل (عليه السلام) على رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقد سار أبو بكر بالسورة فقال له يا محمد أنه لا يبلغها إلا أنت أو علي إنه منك وأنت منه وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) منه في حياته وبعد وفاته وهو عيبة علم رسول

____________

(1) زيادة ليست من المصدر.

(2) زيادة من المصدر.

(3) زيادة من المصدر.

(4) أمالي الشيخ الطوسي: 545 / مجلس 20 / ح 4.

(5) زيادة من المصدر.

(6) زيادة ليست من المصدر.

(7) زيادة من المصدر.

(8) زيادة ليست من المصدر.

(9) زيادة من المصدر.

(10) زيادة ليست من المصدر.

الصفحة 87   

الله ومن قال له النبي (صلى الله عليه وآله): " أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأت المدينة من بابها كما أمر الله فقال * (وآتوا البيوت من أبوابها) * وهو مفرج الكرب عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) في الحروب، وهو أول من آمن برسول الله (صلى الله عليه وآله) وصدقه واتبعه وهو أول من صلى فمن أعظم قربة على الله وعلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فمن قاس به أحدا أو شبه به بشرا.(1)

الخامس: ابن بابويه في أماليه قال: حدثنا أبي قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن [ أبيه إبراهيم بن هاشم ](2) أبي هدبة قال رأيت أنس بن مالك معصوبا بعصابة فسألته عنها فقال: هي دعوة علي بن أبي طالب قلت له وكيف كان ذلك فقال كنت خادما لرسول الله (صلى الله عليه وآله) فأهدي إليه طائر مشوي فقال: " اللهم ائتني بأحب خلقك إليك وإلي يأكل معي من هذا الطائر " فجاء علي (عليه السلام) فقلت: رسول الله (صلى الله عليه وآله) عنك مشغول وأحببت أن يكون رجلا من قومي، فرفع رسول الله (صلى الله عليه وآله) يده الثانية فقال: " اللهم ائتني بأحب خلقك إليك وإلي يأكل معي من هذا الطائر ".

فجاء علي (عليه السلام) فقلت: رسول الله عنك مشغول وأحببت أن يكون رجلا من قومي، فرفع رسول الله (صلى الله عليه وآله) يده الثالثة فقال: " اللهم ائتني بأحب خلقك إليك وإلي يأكل معي من هذا الطائر " فجاء علي (عليه السلام) فقلت: رسول الله عنك مشغول فأحببت أن يكون رجلا من قومي فرفع علي (عليه السلام) صوته فقال: " وما يشغلك يا رسول الله عني " فسمعه رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: " يا أنس من هذا " فقلت: علي ابن أبي طالب فقال: " ائذن له " فلما دخل قال له: " يا علي إني قد دعوت الله عز وجل ثلاث مرات أن يأتيني بأحب خلقه إليه وإلي يأكل معي من هذا الطائر ولو لم تجئني في الثالثة لدعوت الله باسمك أن يأتني بك " فقال علي (عليه السلام): " يا رسول الله إني قد جئت ثلاث مرات كل ذلك يردني أنس ويقول رسول الله (صلى الله عليه وآله) عنك مشغول " فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلي: " يا أنس ما حملك على هذا " فقلت يا رسول الله سمعت الدعوة فأحببت أن يكون رجلا من قومي [ فلما كان يوم الدار استشهدني علي فكتمته فقلت: إني نسيته ](3) قال: فرفع علي (عليه السلام) يده إلى السماء وقال: " اللهم ارم أنس بوضح لا تستر من الناس " ثم رفع العصابة عن رأسه فقال هذه دعوة علي هذه دعوة علي هذه دعوة علي.(4)

السادس: ابن بابويه قال: حدثنا أحمد بن الحسن القطان قال: حدثنا عبد الرحمن بن محمد الحسني قال: حدثنا أبو جعفر محمد بن حفص الخثعمي قال: حدثنا الحسن بن عبد الواحد قال:

____________

(1) أمالي الشيخ الطوسي: 558 / مجلس 20 / ح 8.

(2) زيادة من المصدر.

(3) زيادة من المصدر.

(4) أمالي الشيخ الصدوق: 754 / مجلس 94 / ح 3.

الصفحة 88   

حدثني أحمد بن [ الثعلبي ] قال: حدثني محمد بن عبد الحميد قال: حدثني حفص بن منصور العطار قال: حدثنا أبو سعيد الوراق عن أبيه عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده (عليه السلام) في حديث مناشدة أمير المؤمنين (عليه السلام) لأبي بكر وذكر له فضائله التي يستحق بها الإمامة دون أبي بكر وكان فيما قال له (عليه السلام) قال: " فأنشدك بالله أنا الذي دعاه رسول الله (صلى الله عليه وآله) والطير عنده يريد أكله، فقال: اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي أم أنت "؟

قال: بل أنت(1).

السابع: أحمد بن علي بن أبي منصور الطبرسي في كتاب الإحتجاج قال روى عمر بن شمر عن جابر عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر (عليه السلام) في حديث مناشدة علي (عليه السلام) أهل الشورى في فضائله وهم يصدقونه فيما قاله (عليه السلام) من فضائله وسوابقه وقال (عليه السلام) فيما ذكر من ذلك قال: " أنشدتكم بالله هل فيكم أحد أكل مع رسول الله من الطائر الذي أهدي إليه غيري "؟

قالوا: لا.

والحديث طويل تقدم بطوله في الباب الحادي والعشرون في قول النبي (صلى الله عليه وآله): " أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا إنه لا نبي بعدي ".

ابن بابويه قال: حدثنا أحمد بن الحسن القطان قال: حدثنا أحمد بن يحيى بن زكريا أبو العباس القطان قال: حدثنا محمد بن إسماعيل البرمكي قال: حدثنا عبد الله بن داهر قال: حدثنا أبي عن محمد بن سنان عن المفضل بن عمر قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام) جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) لم صار أمير المؤمنين قسيم الجنة والنار قال: " لأن حبه إيمان وبغضه كفر وإنما خلقت الجنة لأهل الإيمان والنار لأهل الكفر فهو عليه السلام قسيم الجنة والنار لهذه العلة فالجنة لا يدخلها إلا أهل محبته والنار لا يدخلها إلا أهل بغضه ".

قال: المفضل يا بن رسول الله فالأنبياء والأوصياء: كانوا يحبونه وأعدائهم كانوا يبغضونه؟

قال: " نعم ".

قلت: فكيف ذلك؟

قال: " أما علمت أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال يوم خيبر لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ما يرجع حتى يفتح الله على يديه فدفع الراية إلى علي (عليه السلام) ففتح الله عز وجل على يديه "؟

____________

(1) خصال الصدوق: 550 باب 40 فما فوق / ح 30، والحديث طويل اختصره المصنف.

الصفحة 89   

قلت: بلى.

قال: " أما علمت أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) لما أتي بالطائر المشوي قال: اللهم ائتني بأحب خلقك إليك وإلي يأكل معي من هذا الطائر وعنا به عليا (عليه السلام) "؟

قلت: بلى.

قال: " فهل يجوز أن لا تحب أنبياء الله ورسله وأوصياؤهم (عليهم السلام) رجلا يحبه الله ورسوله ويحب الله ورسوله "؟

فقلت: لا.

قال: " فهل يجوز المؤمنون من أمتهم لا يحبون حبيب الله ورسله وأنبيائه: "؟

قلت: لا.

قال: " فقد ثبت أن جميع أنبياء الله ورسله وجميع المؤمنين كانوا لعلي بن أبي طالب (عليه السلام) محبين وثبت أن أعدائهم والمخالفين لهم كانوا لهم ولجميع أهل محبتهم مبغضين "؟

قلت: نعم.

قال: " فلا يدخل الجنة إلا من أحبه من الأولين والآخرين ولا يدخل النار إلا من أبغضه من الأولين والآخرين فهو إذن قسيم الجنة والنار ".

قال: المفضل بن عمر فقلت يا بن رسول الله فرجت عني فرج الله عنك فزدني مما علمك الله.

قال: " سل يا مفضل ".

قلت: له يا بن رسول الله فعلي بن أبي طالب (عليه السلام) يدخل محبيه الجنة ومبغضيه النار أو رضوان ومالك؟

فقال: " يا مفضل أما علمت أن الله تبارك وتعالى بعث رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو روح إلى الأنبياء: وهم أرواح قبل خلق الخلق بألفي عام "؟

قلت: بلى.

قال: " أما علمت أنه دعاهم إلى توحيد الله وطاعته واتباع أمره ووعدهم الجنة على ذلك وأوعد من خالف ما أجابوا إليه وأنكره النار "؟

قلت: بلى.

قال: " أفليس النبي (صلى الله عليه وآله) ضامن لما وعد وأوعد عن ربه عز وجل "؟

الصفحة 90   

قلت: بلى.

قال: " أوليس علي بن أبي طالب خليفته وإمام أمته "؟

قلت: بلى.

قال: " أوليس رضوان ومالك من جملة الملائكة والمستغفرين لشيعته الناجين بمحبته "؟

قلت: بلى.

قال: " فعلي ابن أبي طالب (عليه السلام) إذن قسيم الجنة والنار عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) ورضوان ومالك صادران عن أمره بأمر الله تبارك وتعالى.

يا مفضل خذ هذا فإنه من مخزون العلم ومكنونه لا تخرجه إلا إلى أهله "(1).

____________

(1) الإحتجاج: 1 / 200.