الباب في غزارة علم أمير المؤمنين (عليه السلام) وسعته من طريق العامة

الصفحة 198 

فيه اثنان وثلاثون حديثا

الأول: الخطيب الفقيه أبو الحسن ابن المغازلي الشافعي في كتاب المناقب قال: أخبرنا أبو محمد الحسن بن أحمد القندجاني قال: حدثنا أبو الفتح هلال بن محمد الحفار قال: حدثني إسماعيل بن رزين قال: حدثني أبي قال: حدثني أخي دعبل بن الخزاعي قال: حدثني شعبة بن الحجاج عن أبي التياح عن ابن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " أتاني جبرائيل (عليه السلام) بدرنوك من الجنة فجلست عليه فلما صرت بين يدي ربي كلمني وناجاني فما علمني شيئا إلا علمه عليا فهو باب مدينة علمي " ثم دعاه إليه فقال: " يا علي سلمك سلمي وحربك حربي وأنت العلم فيما بيني وبين أمتي بعدي ".

الثاني: موفق بن أحمد من أعيان علماء العامة قال: أخبرني سيد الحفاظ أبو منصور شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي الهمداني فيما كتب إلي من همدان أخبرني أبي، أخبرني أبو إسحاق القفال بأصفهان، حدثني أبو إسحاق بن خرشيد قوله [ حدثنا ](1) أبو سعيد أحمد بن زياد بن الأعرابي، حدثني نجيح بن إبراهيم بن محمد بن الحسن الزهري القاضي، حدثني أبو نعيم ضرار ابن صرد، حدثني علي بن هاشم، حدثني محمد بن عبد الله الهاشمي عن أبي بكر محمد بن عمر ابن حزم عن عباد بن عبد الله عن سلمان (رضي الله عنه) أنه قال: " أعلم أمتي من بعدي علي بن أبي طالب (عليه السلام) "(2).

الثالث: موفق بن أحمد قال: أخبرنا الشيخ الزاهد الحافظ أبو الحسن علي بن أحمد القاضي الخوارزمي شيخ القضاة إسماعيل بن أحمد الواعظ، حدثنا أبي أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ التاريخ، حدثنا أبو جعفر بن محمد بن أحمد بن سعيد، حدثنا محمد بن مسلم بن [ وارة ]، حدثنا عبد الله بن موسى العبسي، حدثنا [ أبو ] عمرو الأزدي عن أبي راشد [ الحبراني ] عن أبي الحمراء قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) (عليهم السلام) " من أراد أن ينظر إلى آدم في علمه

____________

(1) زيادة من المصدر.

(2) المناقب: 82 / ح 67.

الصفحة 199 

وإلى نوح في فهمه وإلى يحيى [ بن زكريا ](1) في زهده وإلى موسى بن عمران في بطشه فلينظر إلى علي بن أبي طالب " قال أحمد بن الحسين البيهقي لم أكتبه إلا بهذا الإسناد.(2)

الرابع: موفق بن أحمد قال: أخبرنا سيد الحفاظ أبو منصور شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي فيما كتب إلي من همدان، أخبرني الحافظ أبو علي الحسن بن أحمد بن مهرة الحداد بأصفهان بقراءتي عليه كتاب حلية الأولياء، أخبرنا الإمام الحافظ [ أبو نعيم ](3) أحمد بن عبد الله [ الحافظ ](4) عن أبي بكر بن جلاد عن محمد بن يونس الكديمي عن عبد الله بن داود الخريبي عن هرمز بن حوران عن أبي صالح الحنفي عن علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) قال: " قلت يا رسول الله أوصني، فقال قل ربي الله ثم استقم فقلتها وزدت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب فقال ليهنئك العلم يا أبا الحسن فقد شربت العلم شربا ونهلته نهلا "(5).

الخامس: موفق بن أحمد قال: أخبرني شهردار هذا إجازة، أخبرني أبو الفتح عبدوس بن عبد الله بن عبدوس الهمداني إجازة عن الشريف أبي طالب المفضل بن محمد بن طاهر الجعفري بأصبهان عن الحافظ أبي بكر أحمد بن موسى بن مردويه بن فورك الأصبهاني، حدثني محمد بن أحمد بن إبراهيم، حدثني الحسين بن علي بن الحسين السلولي، حدثني سويد بن مسعر بن يحيى ابن حجاج النهدي، حدثنا أبي، حدثنا شريك عن أبي إسحاق عن الحرث الأعور صاحب راية علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) [ قال ](6) بلغنا أن النبي كان في جمع من أصحابه فقال: " أريكم آدم في علمه ونوحا في فهمه وإبراهيم في حكمته " فلم يكن بأسرع من أن طلع علي فقال أبو بكر: يا رسول الله أقست رجلا بثلاثة من الرسل، بخ بخ لهذا الرجل من هو يا رسول الله؟ قال النبي: " أولا تعرفه يا أبا بكر " قال: الله ورسوله أعلم، قال: " أبو الحسن علي بن أبي طالب " قال أبو بكر: بخ بخ لك يا أبا الحسن وأين مثلك يا أبا الحسن.(7)

السادس: موفق بن أحمد قال: أنبأني الإمام الحافظ أبو العلاء الحسن بن أحمد العطار الهمداني إجازة، أخبرنا الحسن بن أحمد الحداد، أخبرنا أحمد بن عبد الله الحافظ، أخبرنا الحسن بن علي بن الخطاب، حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، حدثني أحمد بن يونس، حدثني أبو بكر ابن عياش عن نصير عن سليمان الأحمسي عن أبيه عن علي قال: " والله ما نزلت آية إلا وقد علمت

____________

(1) زيادة من المصدر.

(2) مناقب ابن المغازلي: 50 / ح 73.

(3) زيادة من المصدر.

(4) زيادة من المصدر.

(5) المناقب: 84 / ح 73.

(6) زيادة من المصدر.

(7) المناقب: 89 / ح 79.

 

 

 

 

الصفحة 200 

فيم أنزلت وأين نزلت وإن ربي وهب لي قلبا عقولا ولسانا سؤولا ".(1)

السابع: موفق بن أحمد قال: أخبرنا الشيخ الزاهد الحافظ أبو الحسن علي بن أحمد العاصمي الخوارزمي، أخبرنا شيخ القضاة إسماعيل بن أحمد الواعظ، حدثنا والدي أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي، أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، حدثنا العباس ابن محمد بن حاتم الدوري، حدثنا أحمد بن يونس، حدثنا أبو بكر بن عياش عن نصير عن سليمان الأحمسي عن أبيه قال: قال علي كرم الله وجهه: " ما نزلت آية إلا وقد علمت فيما نزلت وأين نزلت وعلى من أنزلت إن ربي وهب لي لسانا طلقا وقلبا عقولا "(2).

الثامن: موفق بن أحمد بهذا الإسناد عن أحمد بن الحسين هذا، أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرني أبو حامد أحمد بن علي المقرئ، أخبرنا أبو عيسى الترمذي، حدثنا عياش العنبري، حدثنا الأحوص بن جواب عن سفيان الثوري عن قليت العامري عن حبسرة [ قال ](3) قالت عائشة رضي الله عنها من أفتاكم بصوم عاشوراء قلنا: علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) قالت هو أعلم الناس بالسنة.(4)

التاسع: موفق بن أحمد بهذا الإسناد عن أحمد بن الحسين هذا، أخبرنا [ عبد الله بن محمد ابن ](5) [ أبو ](6) عبد الله الحافظ، حدثنا أبو الفضل بن إبراهيم، حدثنا الحسن بن سفيان، حدثنا حميد بن مسعدة، حدثنا يونس بن أرقم عن أبي الجارود عن عدي بن ثابت الأنصاري عن سعيد ابن جبير عن ابن عباس (رضي الله عنه) العلم ستة أسداس لعلي من ذلك خمسة أسداس وللناس سدس ولقد شاركنا في السدس حتى لهو أعلم به منا(7).

العاشر: موفق بن أحمد قال: أخبرنا الأستاذ عين الأئمة أبو الحسن [ علي ](8) بن أحمد الكرباسي الخوارزمي بخوارزم، حدثنا القاضي الإمام شمس القضاة أحمد بن عبد الرحمن بن إسحاق، أخبرنا الشيخ الفقيه أبو سهل محمد بن إبراهيم، أخبرنا أبو الحسن محمد بن جعفر بن هارون التميمي النحوي الكوفي المعروف بابن النجار، حدثنا أبو القاسم عبد الرحمن بن حامد بن متويه البلخي التميمي، حدثنا أبو الحسن علي بن محمد بن عبد الله السمسار التميمي، حدثني حميد بن مسعدة، حدثني يونس بن أرقم عن أبي الجارود عن عدي بن ثابت عن ابن عباس (رضي الله عنه) قال العلم ستة أسداس لعلي بن أبي طالب (رضي الله عنه) من ذلك خمسة أسداس وللناس سدس واحد ولقد

____________

(1) المناقب: 90 / ح 81.

(2) المناقب: 90 / ح 82.

(3) زيادة من المصدر.

(4) المناقب: 91 / ح 84.

(5) زيادة ليست من المصدر.

(6) زيادة من المصدر.

(7) المناقب: 92 / ح 88.

(8) زيادة من المصدر.

الصفحة 201 

شركنا في سدسنا حتى هو أعلم [ به ](1) منا.(2)

الحادي عشر: موفق بن أحمد قال: حدثنا الإمام الحافظ أبو العلاء الحسن بن أحمد العطار الهمداني هذا، أخبرنا أحمد بن عبد القادر بن محمد البغدادي، أخبرنا الحسن بن علي الجوهري، أخبرنا محمد بن العباس الخراز، أخبرنا أحمد بن معروف الخشاب، حدثنا حسين بن محمد بن عبد الرحمن بن فهم، حدثني محمد بن سعد، أخبرنا عبد الله بن جعفر الرقي، حدثنا عبيد الله بن عمر عن معمر عن وهب بن أبي دبي عن أبي الطفيل قال: قال علي بن أبي طالب (رضي الله عنه): " سلوني عن كتاب الله فإنه ليس من آية إلا وقد عرفت أبليل نزلت أم نهار في سهل أم في جبل ".(3)

الثاني عشر: ابن المغازلي الشافعي قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الوهاب قال: حدثنا الحسين بن محمد بن الحسين العدل العلوي الواسطي قال: حدثنا محمد بن محمود قال: حدثنا إبراهيم بن سليمان بن رشيد قال: حدثنا زيد بن عطية قال: حدثنا أبان بن فيروز عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " من أراد أن ينظر إلى علم آدم وفقه نوح فلينظر إلى علي بن أبي طالب ".(4)

الثالث عشر: موفق بن أحمد عن أبي الدرداء قال العلماء ثلاثة رجل بالشام يعني نفسه ورجل بالكوفة يعني عبد الله بن مسعود ورجل بالمدينة يعني عليا فالذي بالشام يسأل الذي بالكوفة والذي بالكوفة يسأل الذي بالمدينة والذي بالمدينة لا يسئل أحدا.(5)

الرابع عشر: الموفق بن أحمد قال: أنبأني أبو العلا الحافظ الحسن بن أحمد العطار الهمداني، أخبرني الحسين بن أحمد المقرئ، أخبرني أحمد بن عبد الله الحافظ، حدثنا حبيب بن الحسن، حدثنا عبد الله بن أيوب القربى، حدثنا زكريا بن يحيى المنقري، حدثنا إسماعيل بن عباد المدني عن شريك بن منصور عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله (رضي الله عنه) قال: خرج النبي من عند زينب بنت جحش وأتى بيت أم سلمة وكان يومها من رسول الله (صلى الله عليه وآله) فلم يلبث أن جاء علي ودق الباب دقا خفيا فاستثبت رسول الله الدق فأنكرته أم سلمة فقال لها رسول الله (صلى الله عليه وآله): " قومي فافتحي له الباب " فقالت: يا رسول الله أقوم وأتلقاه بمعاصمي وقد نزلت في آية من كتاب الله بالأمس، فقال لها كالمغضب: " إن طاعة الرسول طاعة الله ومن عصى الرسول فقد عصى الله إن بالباب رجلا ليس بالنزق ولا بالخرق يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ".

____________

(1) زيادة من المصدر.

(2) المناقب: 93 / ح 89.

(3) المناقب: 94 / ح 92.

(4) مناقب ابن المغازلي: 147 / ح 256.

(5) المناقب: 102 / ح 106.

الصفحة 202 

فقامت ففتحت له الباب فأخذ بعضادتي الباب حتى إذا لم يسمع حسا ولا حركة وصرت إلى خدري استأذن ودخل فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " أتعرفينه " قلت: نعم هذا علي بن أبي طالب قال:

" صدقت، سحنته من سحنتي ولحمه من لحمي ودمه من دمي وهو عيبة علمي اسمعي واشهدي هو قاتل الناكثين والقاسطين والمارقين من بعدي اسمعي واشهدي هو والله محي سنتي اسمعي واشهدي لو أن عبدا عبد الله ألف عام من بعد ألف عام بين الركن والمقام ثم لقي الله مبغضا لعلي لأكبه الله يوم القيامة على منخريه في نار جهنم ".(1)

الخامس عشر: الحمويني إبراهيم بن محمد قال: أخبرني المشايخ بدر الدين إسكندر بن سعد ابن أحمد بن محمد الطاووسي القزويني وبرهان الدين إبراهيم ابن إسماعيل الدرجي وشهاب الدين محمد بن يعقوب البغدادي إجازة بروايتهم عن أم هاني عفيفة بنت أبي بكر أحمد ابن محمد الفادعية قالت: أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن الحداد إجازة قال: أنبأنا الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد الأصبهاني قال: نبأنا نذير بن جناح أبو القاسم القاضي، نبأ إسحاق بن أحمد بن محمد بن مردان، أنبأنا أبي، حدثنا عباس بن عبد الله، أنبأنا غالب بن عثمان الهمداني أبو مالك عن عبيدة عن شقيق عن عبد الله بن مسعود قال: إن القرآن أنزل على سبعة أحرف ألا له ظهر وبطن وإن علي ابن أبي طالب (عليه السلام) عنده منه علم الظاهر والباطن. والأحاديث المتقدمة ذكر أكثرها محمد بن إبراهيم الحمويني بأسانيدها وهو من أعيان علماء العامة(2).

السادس عشر: ابن شاذان عن أبي هريرة قال: كنت عند النبي (صلى الله عليه وآله) إذ أقبل علي بن أبي طالب (عليه السلام) فقال النبي (صلى الله عليه وآله): " أتدري من هذا " قلت:

علي بن أبي طالب (عليه السلام) فقال النبي (صلى الله عليه وآله): " هذا البحر الزاخر هذا الشمس الطالعة أسخى من الفرات كفا وأوسع من الدنيا قلبا فمن أبغضه فعليه لعنة الله ".(3)

السابع عشر: ابن شاذان من طريق المخالفين عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " أقدم أمتي سلما وأكثرهم علما وأصحهم دينا وأفضلهم يقينا وأكملهم حلما وأسمحهم كفا وأشجعهم قلبا علي ابن أبي طالب وهو الإمام والخليفة بعدي "(4).

الثامن عشر: ابن شاذان من طريق المخالفين عن ابن عباس قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول:

" معاشر الناس اعلموا أن لله تعالى بابا من دخله أمن من النار ومن الفزع الأكبر " فقام إليه أبو سعيد

____________

(1) المناقب: 86 / ح 77.

(2) فرائد السمطين: 1 / 355 / ب 66 / ح 281.

(3) مائة منقبة: 32 / منقبة 12.

(4) مائة منقبة: 50 / منقبة 25.

الصفحة 203 

الخدري قال: يا رسول الله اهدنا إلى هذا الباب حتى نعرفه قال: " هو علي بن أبي طالب سيد المؤمنين وأمير المؤمنين وأخو رسول رب العالمين وخليفة الله على الناس أجمعين معاشر الناس من أحب أن يستمسك بالعروة التي لا انفصام لها فليتمسك بولاية علي بن أبي طالب فإن ولايته ولايتي وطاعته طاعتي، معاشر الناس من أحب أن يعرف الحجة بعدي فليعرف علي بن أبي طالب، معاشر الناس من سره أن يقتدي بي فعليه أن يتولى علي بن أبي طالب بعدي والأئمة من ذريته فإنهم خزان علمي ".

فقام جابر بن عبد الله الأنصاري فقال: يا رسول الله ما عدة الأئمة؟

فقال: " يا جابر سألتني رحمك الله عن الإسلام بأجمعه عدتهم عدة الشهور وهو عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض وعدتهم عدة العيون التي انفجرت منه لموسى ابن عمران (عليه السلام) حين ضرب بعصاه * (فانفجرت منه اثنتي عشر عينا) * وعدتهم عدة نقباء بني إسرائيل قال الله تعالى: * (ولقد أخذنا ميثاق بني إسرائيل وبعثنا منهم اثني عشر نقيبا) * فالأئمة يا جابر اثني عشر إماما أولهم علي بن أبي طالب وآخرهم القائم المهدي صلوات الله عليهم ".(1)

التاسع عشر: ابن شاذان من طريق المخالفين عن أبي الصلت الهروي(2) خادم الرضا (عليه السلام) قال:

سمعت الرضا (عليه السلام) يقول: سمعت أبي موسى يقول: سمعت أبي جعفرا يقول: سمعت أبي محمدا يقول: سمعت أبي عليا يقول: سمعت أبي الحسين (عليه السلام) يقول: سمعت أبي أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول:

سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: " سمعت الله جل جلاله يقول علي بن أبي طالب حجتي على خلقي ونوري في بلادي وأميني على علمي لا أدخل النار من عرفه وإن عصاني ولا أدخل الجنة من أنكره وإن أطاعني ".(3)

العشرون: ابن شاذان من طريق المخالفين عن ابن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعبد الرحمن ابن عوف: (يا عبد الرحمن أنتم أصحابي وعلي بن أبي طالب مني وأنا من علي فمن قاسه بغيره فقد جفاني ومن جفاني فقد آذاني ومن آذاني فعليه لعنة الله ربي يا عبد الرحمن إن الله تعالى أنزل علي كتابا مبينا وأمرني أن أبين للناس ما نزل إليهم ما خلا علي بن أبي طالب فإنه لم يحتج إلى بيان، لأن الله تعالى جعل فصاحته كفصاحتي ودرايته كدرايتي، ولو كان الحلم رجلا لكان عليا ولو كان العقل رجلا لكان الحسن ولو كان السخاء رجلا لكان الحسين ولو كان الحسن شخصا

____________

(1) مائة منقبة: 71 / منقبة 41.

(2) في المصدر: الريان بن الصلت.

(3) مائة منقبة: 78 / منقبة 46.

الصفحة 204 

لكان فاطمة، بل هي أعظم إن فاطمة ابنتي خير أهل الأرض عنصرا وشرفا وكرما "(1).

الحادي والعشرون: ابن شاذان من طريق المخالفين عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " العلم خمسة أجزاء أعطي علي بن أبي طالب (عليه السلام) من ذلك أربعة أجزاء وأعطي سائر الناس واحدا والذي بعثني بالحق بشيرا ونذيرا لعلي بجزء الناس أعلم من الناس بجزئهم "(2).

الثاني والعشرون: من كتاب الفردوس عن ابن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " أنا ميزان العلم وعلي كفتاه والحسن والحسين خيوطه وفاطمة علاقته والأئمة من بعدي عموده يوزن فيه أعمال المحبين لنا والمبغضين لنا "(3).

الثالث والعشرون: ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة وهو من أعيان علماء المعتزلة قال:

ومن العلوم علم تفسير القرآن ومنه أخذوا منه تفرغ وإذا رجعت إلى كتب التفسير علمت صحة ذلك، لأن أكثره عنه وعن عبد الله بن عباس وقد علم الناس حال ابن عباس في ملازمته له وانقطاعه إليه وأنه تلميذه وخريجه وقيل له أين علمك من علم ابن عمك؟

فقال: كنسبة قطرة من المطر إلى البحر المحيط ".(4)

الرابع والعشرون: ابن أبي الحديد في الشرح في شرح قول أمير المؤمنين في خطبة له (عليه السلام):

" نحن الشعار والأصحاب والخزنة والأبواب ولا يؤتى البيوت إلا من أبوابها ومن أتاها من غير أبوابها سمي سارقا " قال في الشرح: قال عليه السلام: " نحن الشعار والأصحاب " يشير إلى نفسه وهو أبدا يأتي بلفظ الجمع ومراده الواحد، والشعار ما يلي الجسد من الثياب [ وهو أقرب من سائرها إليها ]، ومراده الاختصاص برسول الله (صلى الله عليه وآله) " والخزنة والأبواب " يمكن أن يعني خزنة العلم وأبواب العلم لقول الرسول: " أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد المدينة فليأت الباب " وقوله فيه: " خازن علمي ".

وقال تارة أخرى: عيبة علمي ويمكن أن يريد به خزنة الجنة أي: " لا يدخل الجنة إلا من وافى بولايتنا "، فقد جاء في حقه الخبر الشائع المستفيض أنه قسيم الجنة والنار، وذكر أبو عبيد الهروي في الجمع بين الغريبين أن قوما من أئمة العربية فسروه فقالوا: لأنه لما كان محبة من أهل الجنة ومبغضه من أهل النار كأنه بهذا الاعتبار قسيم النار والجنة، قال أبو عبيد: وقال غير هؤلاء: بل هو

____________

(1) مائة منقبة: 135 / منقبة 67.

(2) مائة منقبة: 146 / منقبة 78.

(3) نقله عنه في البحار: 23 / 139 / ح 87.

(4) ينابع المودة: 1 / 449، شرح نهج البلاغة 9: 165.

الصفحة 205 

قسيمها بنفسه في الحقيقة يدخل قوما إلى الجنة وقوما إلى النار. وهذا الذي ذكره أبو عبيد أخيرا هو يطابق الأخبار الواردة فيه يقول للنار: هذا لي فدعيه وهذا لك فخذيه. إلى هنا كلام ابن أبي الحديد(1).

الخامس والعشرون: ومن مناقب الفقيه ابن المغازلي الشافعي قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الواحد بن علي بن العباس البزار رفعه إلى إسماعيل بن أبي خالد عن قيس قال: سأل رجل معاوية عن مسألة فقال: سل عنها علي بن أبي طالب فإنه أعلم قال: يا أمير المؤمنين قولك فيها أحب إلي من قول علي، فقال: بئس ما قلت، ولؤم ما جئت به، لقد كرهت رجلا كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يغره العلم غرا، ولقد قال له رسول الله (صلى الله عليه وآله): " أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي " ولقد كان عمر بن الخطاب يسأله فيأخذ عنه، ولقد شهدت عمر إذا أشكل عليه شئ قال: هاهنا علي. قم لا أقام الله رجليك، ومحا اسمه من الديوان.

 

ومناقب شهد العدو بها والفضل ما شهدت به الأعداء

 

وروى هذا الحديث إبراهيم بن محمد الحمويني وهو أيضا من أعيان المخالفين بإسناده المتصل إلى قيس بن أبي حازم قال: جاء رجل إلى معاوية فسأله عن مسألة فقال: سل عنها علي بن أبي طالب هو أعلم، وساق الحديث.(2)

السادس والعشرون: السيد الأجل علي بن طاووس (رضي الله عنه) في كتاب سعد السعود نقله من طريق العامة عن أبي حامد الغزالي قال علي (عليه السلام): " لما حكى عهد موسى أن شرح كتابه كان أربعين حملا لو أذن الله ورسوله لي لأشرع في شرح معاني ألف الفاتحة حتى يبلغ مثل ذلك " يعني أربعين وقرا أو جملا، وهذه الكثرة في السعة والافتتاح في العلم لا يكون إلا لدنيا سماويا إلهيا، هذا آخر لفظ محمد بن محمد بن محمد الغزالي في كتاب بيان العلم اللدني في وصف مولانا علي بن أبي طالب صلوات الله عليه وآله(3).

السابع والعشرون: ابن طاووس أيضا قال: ذكر أبو عمر الزاهد واسمه محمد بن عبد الواحد في كتابه بإسناده أن علي بن أبي طالب قال: " يا بن عباس إذا صليت عشاء الآخرة فالحقني إلى الجبانة " قال: فصليت ولحقته وكانت ليلة مقمرة قال: فقال لي: " ما تفسير الألف من الحمد "؟ قال فما علمت حرفا أجيبه، فتكلم في تفسيرها ساعة واحدة تامة قال: " فما تفسير الحاء من الحمد؟ "

____________

(1) شرح النهج 9 / 165 ط. الحلبي، مناقب علي بن أبي طالب لابن المغازلي 34 / 52.

(2) مناقب ابن المغازلي: 35، والعمدة: 136، فرائد السمطين 1: 371 / 302.

(3) سعد السعود: 284 وحكاه عن الغزالي.

الصفحة 206 

فقلت: لا أعلم، فتكلم فيها ساعة تامة قال: ثم قال (عليه السلام): " فما تفسير الميم من الحمد؟ " قال:

قلت: لا أدري، قال: فتكلم فيها ساعة تامة، قال: ثم قال: " فما تفسير الدال من الحمد؟ " قال: قلت:

لا أدري، قال: فتكلم فيها إلى برق عمود الفجر، قال: فقال لي: " قم يا بن عباس إلى منزلك وتأهب لفرضك " قال أبو العباس عبد الله بن العباس: فقمت وقد وعيت كلما قال، ثم تفكرت فإذا علمي بالقرآن في علم علي كالقرارة في المثعجر(1)(2).

الثامن والعشرون: أبو عمر الزاهد قال لنا عبد الله بن مسعود ذات يوم: لو علمت أن أحدا هو أعلم مني بكتاب الله عز وجل لضربت إليه آباط الإبل. قال علقمة: فقال رجل من الحلقة: ألقيت عليا (عليه السلام)، قال: نعم، قد لقيته وأخذت عنه وقرأت عليه وكان خير الناس وأعلمهم بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) ولقد رأيته كأنه بحر يسيل سيلا(3).

التاسع والعشرون: قال ابن طاووس أيضا ذكر محمد بن الحسن بن زياد المعروف بالنقاش في المجلد الأول من تفسير القرآن الذي سماه شفاء الصدور ما هذا لفظه: وقال ابن عباس: جل ما تعلمت من التفسير من علي بن أبي طالب - قال - النقاش أيضا في تعظيم ابن عباس لمولانا علي (عليه السلام) ما هذا لفظه: أخبرنا أبو بكر قال: حدثنا أحمد بن غالب الفقيه بطالقان قال: حدثنا محمد بن علي قال: حدثنا سويد قال: حدثنا علي بن الحسين بن واقد عن أبيه عن الكلبي، قال ابن عباس: ومما وجدت في أصله وذهب نصر بن عباس من كثرة بكائه على علي بن أبي طالب وذكر النقاش أيضا ما هذا لفظه: قال ابن عباس: علي (عليه السلام) علم علما علمه رسول الله ورسول الله (صلى الله عليه وآله) علمه الله، فعلم النبي من علم الله وعلم علي من علم النبي وعلمي من علم علي، وما علمي وعلم أصحاب محمد (صلى الله عليه وآله) في علم علي إلا كقطرة في سبعة أبحر(4).

الثلاثون: ابن طاووس قال روى النقاش أيضا حديث تفسير لفظة (الحمد) فقال بعد إسناده عن ابن عباس قال: قال لي علي (عليه السلام): " يا أبا عباس إذا صليت عشاء الآخرة فالحقني إلى الجبان " قال:

فصليت ولحقته وكانت ليلة مقمرة قال: فقال لي: " ما تفسير الألف من الحمد والحمد جميعا؟ " قال: فما علمت حرفا فيها أجيبه، قال: فتكلم في تفسيرها ساعة تامة ثم قال لي: " فما تفسير اللام من الحمد؟ " فقلت: لا أعلم، قال: فتكلم في تفسيرها ساعة تامة ثم قال: " فما تفسير الدال من الحمد؟ " قال: فقلت: لا أدري فتكلم فيها إلى أن برق عمود الفجر قال: فقال لي: قم يا بن العباس

____________

(1) من القرارة في المثعجر: أي كالغدير في جنب البحر، والثعجر بالعين المهملة والجيم كجعفر وسط البحر، أبواب الكنوز بهرام.

(2) سعد السعود: 285.

(3) سعد السعود: 285.

(4) سعد السعود: 285.

الصفحة 207 

إلى منزلك فتأهب لفرضك " فقمت وقد وعيت كلما قال، قال: ثم تفكرت فإذا علمي بالقرآن في علم علي (عليه السلام) كالقرارة في المثعجر. القرارة: الغدير، والمثعجر: البحر(1).

الحادي والثلاثون: الفقيه بن المغازلي الشافعي في كتاب المناقب قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن عثمان قال: أخبرنا محمد بن العباس بن حيويه إذنا قال: حدثنا أبو عبد الله الدهان قال:

حدثنا محمد بن عبد الله الكندي قال: حدثنا أبو هاشم محمد بن علي قال: حدثنا أحمد بن عمران بن سلمة بن عجلان عن سفيان بن سعيد عن سعيد بن منصور عن إبراهيم بن علقمة عن عبد الله قال: كنت عند النبي (صلى الله عليه وآله) فسئل عن علي (عليه السلام) فقال: " قسمت الحكمة عشرة أجزاء فأعطي علي تسعة أجزاء والناس جزءا واحدا "(2).

الثاني والثلاثون: الموفق بن أحمد من أعيان العامة قال: أخبرنا سيد الحفاظ أبو منصور شهردار ابن شيرويه بن شهردار الديلمي الهمداني إجازة، حدثني أبي، أخبرني المدايني الحافظ، أخبرني أبو محمد الخلال، أخبرني محمد بن العباس بن حيويه، أخبرني أبو عبد الله الحسين بن علي الدهان، حدثنا محمد بن عبد الله بن عتبة الكندي، حدثني أبو هاشم محمد بن علي الذهبي، أخبرني أحمد بن عمران بن سلمة عن سفيان بن سعيد عن منصور عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " قسمت الحكمة عشرة أجزاء فأعطي علي تسعة أجزاء والناس جزءا واحدا "(3).

الثالث والثلاثون: محمد بن علي الحكيم الترمذي وهو من أكابر علماء العامة قال: قال ابن عباس وهو إمام المفسرين: العلم ستة أسداس لعلي منها خمسة أسداس وللناس سدس، ولقد شاركنا فيه حتى هو أعلم به منا - قال - وقال أيضا (رضي الله عنه): كان علي بن أبي طالب يشرح لنا نقطة الباء من * (بسم الله الرحمن الرحيم) * ليلة فانفلق عمود الصبح وهو بعد لم يفرغ، فرأيت نفسي في جنبه كالفوارة(4) في جنب البحر المثعنجر(5). وقال هذا العامي أيضا: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " ما رآني في هذا الدنيا على الحقيقة التي خلقني الله عليها غير علي بن أبي طالب "(6)

____________

(1) سعد السعود: 286.

(2) مناقب ابن المغازلي 286 / 328.

(3) مناقب الخوارزمي: 40.

(4) وفي بعض المصادر: كالفرارة وهي الغدير الصغير.

(5) المثعنجر: وهو أكثر موضع في البحر فيه الماء.

(6) إحقاق الحق: 7 / 641، وينابيع المودة: 1 / 216.