الباب في فضل محبي علي (عليه السلام) وشيعته ومواليه وموالي الأئمة (عليهم السلام) من طريق الخاصة

الصفحة 72   

وفيه اثنان وخمسون حديثا

الأول: الشيخ الطوسي في أماليه قال أخبرنا محمد بن محمد يعني المفيد قال: أخبرني أبو بكر محمد بن عمر الجعاني قال: حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني قال: أخبرني عمر بن أسلم قال: حدثنا سعيد بن يوسف البصري عن خالد بن عبد الرحمن المدائني عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبي ذر الغفاري (رحمه الله) قال: رأيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقد ضرب كتف علي بن أبي طالب بيده وقال: يا علي من أحبنا فهو العربي ومن أبغضنا فهو العلج، شيعتنا أهل البيوتات والمعادن والشرف ومن كان مولده صحيحا، وما على ملة إبراهيم (عليه السلام) إلا نحن وشيعتنا، وسائر الناس منها براء وإن الله وملائكة يهدمون سيئات شيعتنا كما يهدم القوم البنيان(1).

الثاني: أمالي الشيخ بإسناده المتصل عن جابر قال: سمعت ابن مسعود يقول: قال النبي (صلى الله عليه وآله):

حرمت النار على من آمن بي وأحب عليا وتولاه، ولعن الله من ماري عليا وناواه، علي مني كجلدة ما بين العين والحاجب(2).

الثالث: الشيخ في أماليه بإسناده عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: سمعت النبي (صلى الله عليه وآله) يقول:

من أحب أن يجاور الخليل في داره ويأمن من حر ناره فليتول علي بن أبي طالب(3).

الرابع: أمالي الشيخ بإسناده قال: دخل سماعة بن مهران على الصادق (عليه السلام) قال له: يا سماعة من شر الناس؟ قال: نحن يا بن رسول الله، قال: فغضب حتى احمرت وجنتاه، ثم استوى جالسا وكان متكئا فقال: يا سماعة من شر الناس؟ فقلت: والله ما كذبتك يا بن رسول الله نحن شر الناس عند الناس لأنهم سمونا كفارا أو رافضة، فنظر إلي ثم قال: كيف بكم إذا سيق بكم إلى الجنة وسيق بهم إلى النار فينظرون إليكم فيقولون: *(ما لنا لا نرى رجالا كنا نعدهم من الأشرار)*(4) يا سماعة بن مهران إنه والله من أساء منكم إساءة مشينا إلى الله تعالى يوم القيامة بأقدامنا فنشفع فيه فنشفع، والله لا

____________

(1) أمالي الطوسي: 191 / 322.

(2) أمالي الطوسي: 295 / 579.

(3) أمالي الطوسي: 295 / 580.

(4) سورة ص: 62.

الصفحة 73   

يدخل النار منكم عشرة رجال، والله لا يدخل النار منكم خمسة رجال، والله لا يدخل النار منكم ثلاثة رجال، والله لا يدخل النار منكم رجل واحد، فتنافسوا في الدرجات واكمدوا عدوكم بالورع(1).

الخامس: أمالي الشيخ عن الفحام قال: حدثني عمي قال: حدثني محمد بن جعفر، حدثنا محمد ابن المثنى عن أبيه عن ثمان بن يزيد عن جابر بن يزيد الجعفي قال: خدمت سيدنا الإمام أبا جعفر محمد بن علي (عليه السلام) ثمانية عشر سنة فلما أردت الخروج ودعته وقلت له: أفدني فقال: بعد ثمانية عشر سنة يا جابر؟ قلت: نعم، إنكم بحر لا ينزف ولا يبلغ قعره، قال: يا جابر بلغ شيعتي عني السلام وأعلمهم أنه لا قرابة بيننا وبين الله عز وجل ولا يتقرب إليه إلا بالطاعة له، يا جابر من أطاع الله وأحبنا فهو ولينا ومن عصى الله لم ينفعه حبنا، يا جابر من هذا الذي يسأل الله فلم يعطه أو توكل عليه فلم يكفه أو وثق به فلم ينجه؟ يا جابر أنزل الدنيا منك كمنزل نزلته تريد التحويل عنه، وهل الدنيا إلا دابة ركبتها في منامك فاستيقظت وأنت على فراشك غير راكب ولا آخذ بعنانها، أو كثوب لبسته أو كجارية وطئتها، يا جابر إن الدنيا عند ذوي الألباب كفئ الظلال، لا إله إلا الله إعزاز لأهل دعوته، الصلاة تثبيت الإخلاص وتنزيه عن الكبر، والزكاة تزيد في الرزق، والصيام والحج تسكين القلوب، والقصاص والحدود حقن الدماء، وحبنا أهل البيت نظام الدين، وجعلنا الله وإياكم من الذين يخشون ربهم بالغيب وهم من الساعة مشفقون(2).

السادس: أمالي الشيخ بإسناده قال: قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب: سمعت النبي (صلى الله عليه وآله) يقول: إذا حشر الناس يوم القيامة نادى مناد: يا رسول الله إن الله عز وجل اسمه قد أمكنك من مجازاة محبيك ومحبي أهل بيتك الموالين لهم فيك والمعادين لهم فيك فكافئهم بما شئت فأقول:

يا رب الجنة فولهم منها حيث شئت، فذلك المقام المحمود الذي وعدت به(3).

السابع: أمالي الشيخ عن أبي محمد الفحام قال: حدثنا عمي قال: حدثني إبراهيم بن عبد الله الكينجي عن أبي عاصم عن الصادق (عليه السلام) قال: شيعتنا جزء خلقوا من فضل طينتنا يسوؤهم ما يسوؤنا ويسرهم ما يسرنا، فإذا أرادنا أحد فليقصدهم فإنهم الذين يوصل منه إلينا(4).

الثامن: أمالي الشيخ حدثنا أبو منصور اليشكري قال: حدثني جدي علي بن عمر قال: حدثنا أبو العباس إسحاق بن مروان القطان قال: حدثنا أبي قال: حدثنا عبيد بن مهران العطار قال: حدثنا

____________

(1) أمالي الطوسي: 295 - 296 / 581.

(2) أمالي الطوسي: 296 / 582.

(3) أمالي الطوسي: 298 / 586.

(4) أمالي الطوسي: 299 / 588.

الصفحة 74   

يحيى بن عبد الله بن الحسن عن أبيه وعن جعفر بن محمد (عليه السلام) عن أبيهما عن جدهما قالا: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن في الفردوس لعينا أحلى من الشهد وألين من الزبد وأبرد من الثلج وأطيب من المسك، فيها طينة خلقنا الله عز وجل منها وشيعتنا، فمن لم يكن من تلك الطينة فليس منا ولا من شيعتنا، وهي الميثاق الذي أخذ الله عز وجل عليه ولاية علي بن أبي طالب (عليه السلام).

قال عبيد: فذكرت ذلك لمحمد بن علي بن الحسين بن علي هذا الحديث فقال: صدقك يحيى ابن عبد الله، هكذا أخبرني أبي عن جدي عن النبي (صلى الله عليه وآله)(1).

التاسع: أمالي الشيخ قال: حدثنا أبو منصور البشكري قال: حدثنا جدي علي بن عمر قال:

حدثني محمد بن محمد الباغندي قال: حدثنا أبو ثور هاشم بن ناجة قال: حدثنا عطاء بن مسلم الخفاف قال: سمعت الوليد بن يسار يذكر عن عمران بن ميثم عن أبيه ميثم قال: شهدت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) وهو يجود بنفسه فسمعته يقول: يا حسن، قال الحسن: لبيك يا أبتاه قال: إن الله تعالى أخذ ميثاق أبيك - وربما قال: - أعطى ميثاق كل مؤمن على بغض كل منافق وفاسق وأخذ ميثاق كل منافق فاسق على بغض أبيك(2).

العاشر: أمالي الشيخ قال: حدثنا أبو منصور اليشكري قال: حدثني علي بن عمر قال: حدثنا أبو الأزهر أحمد بن الأزهر قال: حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن عبد الله بن عبد الله عن عباس قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله) لعلي (عليه السلام): يا علي أنت سيد في الدنيا وسيد في الآخرة، من أحبك فقد أحبني ومن أحبني فقد أحب الله، ومن أبغضك فقد أبغضني ومن أبغضني فقد أبغض الله عز وجل(3).

الحادي عشر: أمالي الشيخ قال: حدثنا محمد بن علي بن خنيس قال: حدثنا أبو الحسين يحيى ابن الحسين بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن المغيرة بن العلاء بن أبي ربيعة بن علقمة بن عبد المطلب بن عبد مناف في منزله بمدينة الرسول (عليه السلام) قال: حدثنا أبو طاهر أحمد بن عمر المديني قال: حدثنا يونس بن عبد الأعلى الصوفي قال: حدثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن أنس بن مالك أن رجلا سأل رسول الله (صلى الله عليه وآله) عن الساعة فقال: ما أعددت لها؟ قال: حب الله ورسوله قال: أنت مع من أحببت(4).

الثاني عشر: أمالي الشيخ بإسناده عن أبي قتادة عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: حقوق شيعتنا

____________

(1) أمالي الطوسي: 308 / 620.

(2) أمالي الطوسي: 246 / 429.

(3) أمالي الطوسي: 309 / 623.

(4) أمالي الطوسي: 312 / 635.

الصفحة 75   

علينا أوجب من حقوقنا عليهم، قيل له: وكيف ذلك يا بن رسول الله؟ فقال لأنهم يصابون فينا ولا نصاب فيهم(1).

الثالث عشر: أمالي الشيخ قال أخبرنا محمد بن محمد يعني المفيد قال: أخبرني أبو عبيد الله الحسين بن أحمد بن أبي المغيرة قال: حدثنا أبو أحمد جندب بن محمد قال: حدثنا ابن عمر ومحمد بن عمر والكشي قال: حدثنا جعفر بن أحمد عن أيوب بن نوح عن نوح بن دراج عن إبراهيم المحاربي قال: وصفت لأبي عبد الله جعفر بن محمد (عليهما السلام) ديني فقلت: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا (صلى الله عليه وآله) رسول الله، وإن عليا إمام عدل بعده، ثم الحسن والحسين، ثم علي بن الحسين، ثم محمد بن علي الباقر، ثم أنت فقال رحمك الله، ثم قال: اتقوا الله، اتقوا الله، اتقوا الله، عليكم بالورع وصدق الحديث وأداء الأمانة وعفة البطن والفرج تكونوا معنا في الرفيق الأعلى(2).

الرابع عشر: أمالي الشيخ قال: أخبرنا محمد بن محمد قال: أخبرنا أبو القاسم جعفر بن محمد ابن قولويه قال: حدثنا أبي قال: أخبرنا سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن عيسى عن يونس بن عبد الرحمن عن كليب بن معاوية الأسدي قال: سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمد (عليه السلام) يقول:

أما والله إنكم لعلى دين الله وملائكته فأعينونا على ذلك بورع واجتهاد، عليكم بالصلاة والعبادة، عليكم بالورع(3).

الخامس عشر: أمالي الشيخ قال: حدثنا محمد بن محمد (رحمه الله) قال: أخبرني أبو الحسن علي بن خالد المراغي قال: حدثنا أبو القاسم علي بن الحسن الكوفي قال: حدثنا جعفر بن محمد بن محمد ابن مروان قال: حدثنا أبي قال: حدثنا شيخ بن محمد قال: حدثني أبو علي بن أبي عمر الخراساني عن إسحاق بن إبراهيم عن أبي إسحاق السبعي قال: دخلنا على مسروق الأجدع فإذا عنده ضيف له لا نعرفه وهما يطعمان من طعام لهما فقال الضيف: كنت مع النبي (صلى الله عليه وآله) بحنين فلما قالها عرفنا أنه كانت له صحبة من النبي (صلى الله عليه وآله) قال: جاءت صفيه بنت حي بن أخطب إلى النبي (صلى الله عليه وآله) فقالت: يا رسول الله إني لست كأحد نسائك، قتلت الأب والأخ والعم، فإن حدث بك حدث فإلى من؟ فقال لها رسول الله (صلى الله عليه وآله): إلى هذا وأشار إلى علي بن أبي طالب (عليه السلام) ثم قال: ألا أحدثكم بما حدثني به الحرث الأعور؟ قال: قلنا: بلى قال: دخلت على علي بن أبي طالب (عليه السلام) فقال: ما جاء بك يا أعور؟

____________

(1) أمالي الطوسي: 304 / 609.

(2) أمالي الطوسي: 222 / 384.

(3) أمالي الطوسي: 33 / 33.

 

 

الصفحة 76   

قال: قلت: حبك يا أمير المؤمنين، قال: الله فناشدني ثلاثا ثم قال: أما إنه ليس عبد من عباد الله ممن امتحن الله قلبه بالإيمان إلا وهو يجد مودتنا على قلبه فهو يحبنا، وليس عبد من عباد الله ممن سخط الله عليه إلا وهو يجد بغضنا على قلبه فهو يبغضنا، فأصبح محبنا ينتظر الرحمة وكأن أبواب الرحمة فتحت له، وأصبح مبغضنا على شفا جرف هار فأنهار به في نار جهنم، فهنيئا لأهل الرحمة رحمتهم، وتعسا لأهل النار مثواهم(1).

السادس عشر: أمالي الشيخ قال: حدثنا محمد بن محمد قال: أخبرني أبو علي الحسن بن علي ابن الفضل الرازي قال: حدثنا علي بن أحمد بن بشر العسكري قال: حدثنا أبو إسحاق محمد بن هارون بن عيسى الهاشمي قال: حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن مهدي الإيلي قال: حدثنا إسحاق بن سليمان الهاشمي قال: حدثنا أبي قال: حدثنا هارون الرشيد قال: حدثني أبي المهدي قال: حدثنا أمير المؤمنين المنصور أبو جعفر عبد الله بن محمد بن علي قال: حدثني أبي محمد بن علي قال:

حدثني علي بن عبد الله بن العباس عن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: يا أيها الناس نحن في القيامة ركبان أربعة ليس غيرنا. فقال له قائل: بأبي أنت وأمي يا رسول الله من الركبان؟ قال: أنا على البراق، وأخي صالح على ناقة الله التي عقرها قومه، وابنتي فاطمة على ناقتي العضباء، وعلي بن أبي طالب على ناقة من نوق الجنة خطمها من اللؤلؤ الرطب وعيناها من ياقوتتين حمراوتين وبطنها من زبرجد أخضر، عليها قبة من لؤلؤ بيضاء يرى باطنها من ظاهرها وظاهرها من باطنها، ظاهرها من رحمة الله وباطنها من عفو الله، إذا أقبلت زفت وإذا أدبرت زفت، وهو أمامي على رأسه تاج من نور يضئ لأهل الجمع، ذلك التاج له سبعون ركنا كل ركن يضئ كالكوكب الدري في أفق السماء وبيده لواء الحمد وهو ينادي في القيامة لا إله إلا الله محمد رسول الله، فلا يمر بملأ من الملائكة إلا قالوا: نبي مرسل، ولا يمر نبي إلا يقول: ملك مقرب، فينادي مناد من بطنان العرش: يا أيها الناس ليس هذا ملكا مقربا ولا نبيا مرسلا ولا حامل عرش، هذا علي ابن أبي طالب، وتجئ شيعته من بعده فينادي مناد لشيعته: من أنتم؟

فيقولون: نحن العلويون فيأتيهم النداء: أيها العلويون أنتم آمنون، ادخلوا الجنة مع من كنتم توالون(2).

السابع عشر: أمالي الشيخ قال: حدثنا محمد بن محمد (رحمه الله) قال: أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمد بن الحسن قال: حدثني أبي قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار عن الحسن بن موسى

____________

(1) أمالي الطوسي: 34 / 34.

(2) أمالي الطوسي: 35 / 35.

الصفحة 77   

الخشاب عن علي بن النعمان عن بشير الدهان قال: قلت: لأبي جعفر (عليه السلام): جعلت فداك أي الفصوص أفضل أركبه على خاتمي؟

فقال: يا بشر، أين أنت عن العقيق الأحمر والعقيق الأصفر والعقيق الأبيض؟ فإنها ثلاثة جبال في الجنة: فأما الأحمر فمطل على دار رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وأما الأصفر فمطل على دار فاطمة (عليها السلام)، وأما الأبيض فمطل على دار أمير المؤمنين (عليه السلام)، والدور كلها واحدة يخرج منها ثلاثة أنهار، من تحت كل جبل نهر أشد بردا من الثلج وأحلى من العسل وأشد بياضا من اللبن، لا يشرب منها إلا محمد وآله وشيعتهم، ومصبها كلها واحد ومجراها من الكوثر، وإن هذه الثلاثة جبال تسبح الله وتقدسه وتمجده وتستغفر لمحبي آل محمد (صلى الله عليه وآله)، فمن تختم بشئ منها من شيعة آل محمد لم ير إلا الخير والحسنى والسعة في رزقه والسلامة من جميع أنواع، البلاء وهو أمان من السلطان الجائر ومن كل ما يخافه الإنسان ويحذره(1).

الثامن عشر: أمالي ابن بابويه قال: حدثنا جعفر محمد بن مسرور رحمه الله قال: حدثنا الحسين ابن محمد بن عامر عن عمه عبد الله بن عامر قال: حدثنا أبو أحمد محمد بن زياد الأزدي عن أبان ابن عثمان قال: حدثنا أبان بن تغلب عن عكرمة عن ابن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من سره أن يحيا حياتي ويموت ميتتي ويدخل جنة عدن منزلي ويمسك قضيبا غرسه ربي عز وجل ثم قال له:

كن فكان فليتول علي بن أبي طالب وليأتم بالأوصياء من ولده فإنهم عترتي، خلقوا من طينتي، إلى الله أشكو أعداءهم من أمتي، المنكرين لفضلهم القاطعين فيهم صلتي، وأيم الله ليقتلن الحسين بعدي لا أنالهم الله شفاعتي(2).

التاسع عشر: أمالي ابن بابويه قال: حدثنا حمزة بن محمد بن أحمد بن جعفر بن محمد بن يزيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام) قال: أخبرني علي بن إبراهيم بن هاشم سنة سبع وثلاثمائة قال: حدثني أبي علي بن معبد عن الحسين بن خالد عن علي بن موسى الرضا (عليه السلام) عن أبيه عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا علي أنت أخي ووزيري وصاحب لوائي في الدنيا والآخرة، وأنت صاحب حوضي، من أحبك؟ أحبني ومن أبغضك أبغضني(3).

العشرون: أمالي ابن بابويه قال: حدثنا محمد بن عمر البغدادي الحافظ قال: حدثنا عبد الله بن يزيد قال: حدثنا محمد بن أيوب قال: حدثنا إسحاق بن منصور عن كادح أبي جعفر البجلي عن

____________

(1) أمالي الطوسي: 38 - 39 / 41.

(2) أمالي الصدوق: 88 / 60.

(3) أمالي الصدوق: 116 / 101، عيون أخبار الرضا: 1: 293 / 47.

الصفحة 78   

عبد الله بن لهيعة عن عبد الله - يعني ابن زياد - عن سلمة عن يسار عن جابر بن عبد الله قال:

لما قدم علي (عليه السلام) على رسول الله (صلى الله عليه وآله) بفتح خيبر قال له رسول الله (صلى الله عليه وآله) لولا أن تقول فيك طوائف من أمتي ما قالت النصارى في المسيح ابن مريم لقلت فيك اليوم قولا لا تمر بملأ إلا أخذوا التراب من تحت رجليك، ومن فضل طهورك يستشفون به، ولكن حسبك أن تكون مني وأنا منك، ترثني وأرثك، وإنك مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي، وإنك تبرئ ذمتي وتقاتل على سنتي وإنك غدا على الحوض خليفتي وإنك أول من يرد علي الحوض، وإنك أول من يسكن معي، وإنك أول داخل الجنة من أمتي، وإن شيعتك على منابر من نور مبيضة وجوههم حولي أشفع لهم ويكونون غدا في الجنة جيراني، وإن حربك حربي وسلمك سلمي، وإن سرك سري وعلانيتك علانيتي، وإن سريرة صدرك كسريرتي، وإن ولدك ولدي، وإنك تنجز عداتي، وإن الحق معك وإن الحق على لسانك وقلبك وبين عينيك، الإيمان مخالط لحمك ودمك كما خالط لحمي ودمي، وإنه لن يرد علي الحوض مبغض لك ولن يغيب عنه محب لك حتى يرد الحوض معك.

قال: فخر علي ساجدا لله وقال: الحمد لله الذي هداني للإسلام وعلمني القرآن وحببني إلى خير البرية خاتم النبيين وسيد المرسلين إحسانا منه علي قال: فقال النبي (صلى الله عليه وآله) لولا أنت لم يعرف المؤمنون بعدي(1).

الحادي والعشرون: أمالي ابن بابويه قال: حدثنا عبد الله بن الحسن المؤدب قال: حدثنا أحمد بن علي الأصفهاني عن إبراهيم بن محمد الثقفي قال: حدثني جعفر بن الحسن عن عبيد الله بن موسى العبسي عن محمد بن علي السلمي عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن جابر بن عبد الله الأنصاري أنه قال: لقد سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول في علي خصالا لو كانت واحدة منها في جميع الناس لاكتفوا بها فضلا: قوله (عليه السلام): من كنت مولاه فعلي مولاه، وقوله (صلى الله عليه وآله): علي مني كهارون من موسى، وقوله (صلى الله عليه وآله): علي مني وأنا منه، وقوله (صلى الله عليه وآله): علي مني كنفسي، طاعته طاعتي ومعصيته معصيتي، وقوله (صلى الله عليه وآله): حرب علي حرب الله وسلم علي سلم الله، وقوله (صلى الله عليه وآله): ولي علي ولي الله وعدو علي عدو الله، وقوله (صلى الله عليه وآله): علي حجة الله وخليفته على عباده، وقوله (صلى الله عليه وآله): حب علي إيمان وبغضه كفر، وقوله (صلى الله عليه وآله): حزب علي حزب الله وحزب أعدائه حزب الشيطان، وقوله (صلى الله عليه وآله): علي مع الحق والحق معه لا يفترقان حتى يردا علي الحوض، وقوله (صلى الله عليه وآله): علي قسيم الجنة والنار، وقوله (صلى الله عليه وآله): من فارق عليا فقد فارقني ومن فارقني فقد فارق الله عز وجل، وقوله (صلى الله عليه وآله): شيعة علي

____________

(1) أمالي الصدوق: 157 / 150.

الصفحة 79   

هم الفائزون يوم القيامة(1).

الثاني والعشرون: أمالي ابن بابويه قال: حدثني أبي رحمه الله قال: حدثنا أحمد بن إدريس قال:

حدثنا يعقوب بن يزيد عن محمد بن أبي عمير عن محمد القبطي قال: قال الصادق جعفر بن محمد (عليه السلام): أغفل الناس قول رسول الله (صلى الله عليه وآله) في علي بن أبي طالب (عليه السلام) يوم مشربة أم إبراهيم كما أغفلوا قوله يوم غدير خم أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان في مشربة أم إبراهيم وعنده أصحابه، إذ جاء علي (عليه السلام) فلم يفرجوا له، فلما رآهم لا يفرجون له قال: يا معاشر الناس هذا أهل بيتي تستخفون بهم وأنا حي بين ظهرانيكم، أما والله لئن غبت عنكم فإن الله لا يغيب عنكم، إن الروح والراحة والبشر والبشارة لمن ائتم بعلي وتولاه وسلم له وللأوصياء من ولده، حق علي أن أدخلهم في شفاعتي لأنهم أتباعي، فمن تبعني فإنه مني، سنة جرت في من إبراهيم لأني من إبراهيم وإبراهيم مني وفضلي له فضل وفضله فضلي وأنا أفضل منه، تصديق ذلك قول ربي *(ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم)*(2) وكان رسول الله وثبت رجله في مشربة أم إبراهيم حتى عاده الناس(3).

الثالث والعشرون: أمالي ابن بابويه قال: حدثنا أحمد بن الحسن القطان قال: حدثنا عبد الرحمن بن محمد الحسيني قال: حدثني محمد بن إبراهيم بن محمد الفزاري قال: حدثني عبد الله ابن يحيى الأهوازي قال: حدثني أبو الحسن علي بن عمر وقال: حدثنا الحسن بن محمد بن جمهور قال: حدثني علي بن بلال عن علي بن موسى الرضا (عليه السلام) عن موسى بن جعفر عن جعفر بن محمد عن محمد بن علي عن علي بن الحسين عن الحسين بن علي عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) عن جبرئيل عن ميكائيل عن إسرافيل عن اللوح عن القلم قال: يقول الله عز وجل: علي بن أبي طالب حصني فمن دخل حصني أمن من ناري(4).

الرابع والعشرون: أمالي ابن بابويه قال: حدثنا أبي (رضي الله عنه) قال: حدثنا سعد بن عبد الله عن أحمد ابن محمد بن عيسى عن الحسن بن علي بن فضال عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير قال: قلت للصادق جعفر بن محمد (عليه السلام): من آل محمد؟ قال: ذريته، قلت: من أهل بيته؟ قال: الأئمة الأوصياء فقلت: من عترته؟ قال: أصحاب العباء فقلت: من أمته؟ قال: المؤمنون الذين صدقوا بما جاء به من عند الله عز وجل، المتمسكون بالثقلين اللذين أمروا بالتمسك بهما: كتاب الله وعترته أهل بيته الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، وهما الخليفتان على الأمة بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله)(5).

____________

(1) أمالي الصدوق: 150 / 146.

(2) آل عمران: 34.

(3) أمالي الصدوق: 173 / 176.

(4) أمالي الصدوق: 306 / 350.

(5) أمالي الصدوق: 312 / 362، معاني الأخبار: 94 / 3.

الصفحة 80   

الخامس والعشرون: أمالي ابن بابويه قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مسرور (رضي الله عنه) قال: حدثنا الحسين بن محمد بن عامر عن عبد الله بن عامر عن محمد بن أبي عمير عن سليمان بن مهران عن الصادق جعفر بن محمد (عليه السلام) عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا علي أنت أخي وأنا أخوك، يا علي أنت مني وأنا منك، يا علي أنت وصيي وخليفتي وحجة الله على أمتي بعدي، لقد سعد من تولاك وشقى من عاداك(1).

السادس والعشرون: أمالي ابن بابويه قال: حدثنا الحسين بن إبراهيم بن ناثانة (رحمه الله) قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن الريان بن الصلت عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) عن أبيه عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال (عليه السلام): شيعة علي هم الفائزون يوم القيامة(2).

السابع والعشرون: أمالي ابن بابويه قال: حدثنا عبد الله بن الحسن المؤدب عن أحمد بن علي الأصبهاني عن إبراهيم بن محمد الثقفي قال: حدثنا أبو رجا قتيبة بن سعيد عن حماد بن زيد عن عبد الرحمن السراج عن نافع عن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعلي بن أبي طالب: إذا كان يوم القيامة يؤتى بك يا علي على نجيب من نور وعلى رأسك تاج قد أضاء نوره وكاد يخطف أبصار أهل الموقف، فيأتي النداء من عند الله جل جلاله: أين خليفة محمد رسول الله؟ فتقول: ها أنا ذا فينادي المنادي: يا علي أدخل من أحبك الجنة، ومن عاداك النار، فأنت قسيم الجنة وأنت قسيم النار(3).

الثامن والعشرون: أمالي ابن بابويه قال: حدثنا حمزه بن محمد العلوي (رضي الله عنه) قال: حدثني أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن القاسم الحسيني قال: حدثني أبو خضر محمد بن الحسين الوارعي القاضي قال: حدثنا أحمد بن صبيح عن الحسين بن علوان عن عمرو بن ثابت عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه قال: قال علي بن الحسين زين العابدين (عليه السلام) قال: قال سلمان (رحمه الله) كنت ذات يوم جالسا عند رسول الله (صلى الله عليه وآله) إذ أقبل علي بن أبي طالب (عليه السلام) فقال له: ألا أبشرك؟ قال: بلى يا رسول الله. قال: هذا حبيبي جبرئيل يخبرني عن الله جل جلاله أنه قد أعطى محبيك وشيعتك سبع خصال: الرفق عند الموت والأنس عند الوحشة والنور عند الظلمة والأمن عند الفزع والقسط عند الميزان والجواز على الصراط ودخول الجنة قبل سائر الناس من الأمم بثمانين عاما(4).

____________

(1) أمالي الصدوق: 442 / 588.

(2) أمالي الصدوق: 442 / 589.

(3) أمالي الصدوق: 442 / 590.

(4) أمالي الصدوق: 416 / 548.

الصفحة 81   

التاسع والعشرون: أمالي ابن بابويه قال: حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق (رضي الله عنه) قال: حدثنا أحمد بن محمد الهمداني قال: أخبرنا المنذر بن محمد قال: حدثنا جعفر بن سليمان عن عبد الله ابن الفضل عن سعد بن طريف عن الأصبغ بن نباته قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام) في بعض خطبه: أيها الناس اسمعوا قولي واعقلوه عني فإن الفراق قريب، أنا إمام البرية ووصي خير الخليقة وزوج سيدة نساء هذه الأمة وأبو العترة الطاهرة الهادية، أنا أخو رسول الله ووصيه ووليه ووزيره وصاحبه وصفيه وحبيبه وخليله، أنا أمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين وسيد الوصيين، حربي حرب الله وسلمي سلم الله، وطاعتي طاعة الله، وولايتي ولاية الله، وشيعتي أولياء الله وأنصاري أنصار الله، والذي خلقني ولم أك شيئا، لقد علم المستحفظون من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن الناكثين والقاسطين والمارقين ملعونون على لسان النبي الأمي وقد خاب من افترى(1).

الثلاثون: أمالي ابن بابويه قال: حدثنا محمد بن الحسن بن الوليد (رضي الله عنه) قال: حدثنا أحمد بن أبي عبد الله البرقي عن أبيه عن أحمد بن النضر الخزاز عن عمرو بن شمر عن جابر بن يزيد الجعفي قال: قال أبو جعفر محمد بن علي الباقر (عليه السلام): أيكفي من انتحل التشيع أن يقول بحبنا أهل البيت؟

فوالله ما شيعتنا إلا من اتقى الله وأطاعه، وما كانوا يعرفون يا جابر إلا بالتواضع والتخشع والأمانة وكثرة ذكر الله والصوم والصلاة وبر الوالدين والتعهد للجيران من الفقراء وأهل المسكنة والغارمين والأيتام وصدق الحديث وتلاوة القرآن وكف الألسن عن الناس إلا من خير، وكانوا أمناء عشائرهم في الأشياء، فقال جابر: فقلت: يا بن رسول الله لست أعرف أحدا بهذه الصفة، فقال (عليه السلام): يا جابر لا تذهبن بك المذاهب، حسب الرجل أن يقول أحب عليا وأتولاه ثم لا يكون مع ذلك فعالا، فلو قال: إني أحب رسول الله (صلى الله عليه وآله) فرسول الله خير من علي ثم لا يعمل بعلمه ولا ينفع بسنته فما نفعه حبه إياه شيئا، فاتقوا الله واعملوا لما عند الله، ليس بين الله وبين أحد قرابة، أحب العباد إلى الله وأكرمهم عليه اتقاهم وأعملهم بطاعته، والله ما يتقرب إلى الله جل ثناؤه إلا بالطاعة، فما معنا براءة من النار ولا على الله لأحد من حجة، من كان لله مطيعا فهو لنا ولي، ومن كان لله عاصيا فهو لنا عدو، ولا تنال ولايتنا إلا بالورع والعمل(2).

الحادي والثلاثون: أمالي ابن بابويه قال: حدثنا محمد بن الحسن رضي الله عنه قال: حدثنا الحسين بن الحسن بن أبان عن الحسين بن سعيد عن محمد بن أبي عمير عن علي بن أبي حمزة

____________

(1) أمالي الصدوق: 703 / 961.

(2) أمالي الصدوق: 725 / 991، أمالي الطوسي: 735 / 1535.

الصفحة 82   

عن أبي بصير عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) قال: خرجت أنا وأبي عليه السلام حتى إذا كنا بين القبر والمنبر إذا هو بأناس من الشيعة فسلم عليهم فردوا عليه السلام قال: إني والله لأحب ريحكم وأرواحكم فأعينوني على ذلك بورع واجتهاد، واعلموا أن ولايتنا لا تنال إلا بالعمل والاجتهاد، ومن ائتم منكم بعبد فليعمل بعمله، أنتم شيعة الله وأنتم أنصار الله وأنتم السابقون الأولون والسابقون الآخرون، السابقون في الدنيا إلى ولايتنا والسابقون في الآخرة إلى الجنة، قد ضمنا لكم الجنة بضمان الله وضمان رسوله، ما على درجات الجنة أحد أكثر أزواجا منكم، فتنافسوا في فضائل الدرجات، أنتم الطيبون ونساؤكم الطيبات، كل مؤمنة حوراء عين وكل مؤمن صديق، ولقد قال أمير المؤمنين (عليه السلام) لقنبر: يا قنبر أبشر واستبشر فلقد مات رسول الله (صلى الله عليه وآله) على أمته ساخط إلا على الشيعة، ألا وإن لكل شئ عروة وعروة الإسلام الشيعة ألا وإن لكل شئ دعامة ودعامة الإسلام الشيعة، ألا وإن لكل شئ شرفا وشرف الإسلام الشيعة، ألا وإن لكل شئ سيدا وسيد المجالس مجالس الشيعة، ألا وإن لكل شئ إماما وإمام الأرض أرض تسكنها الشيعة، والله لولا ما في الأرض منكم لما أنعم الله على أهل خلافكم ولا أصابوا الطيبات، ما لهم في الدنيا وما لهم في الآخرة من نصيب، كل ناصب وإن تعبد واجتهد فمنسوب إلى هذه الآية *(عاملة ناصبة تصلى نارا حامية تسقى من عين آنية ليس لهم طعام إلا من ضريع لا يسمن ولا يغني من جوع)*(1) وكل ناصب مجتهد فعمله هباء، شيعتنا ينظرون بنور الله ومن خالفهم ينقلب بسخط الله، والله ما من عبد من شيعتنا ينام إلا أصعد الله عز وجل بروحه إلى السماء فإن كان قد أتى عليه أجله جعله في كنوز رحمته وفي رياض جنته وفي ظل عرشه، وإن كان أجله متأخرا عنه بعث الله أمينه من الملائكة ليؤديه إلى الجسد الذي خرج منه ليسكن فيه، والله إن حجاجكم وعماركم لخاصة الله وإن فقراءكم لأهل الغنى وإن أغنياءكم لأهل القنوع وإنكم كلكم لأهل دعوة الله وأهل إجابته(2).

الثاني والثلاثون: أمالي ابن بابويه قال: حدثنا أبي (رحمه الله) قال: حدثنا سعد بن عبد الله قال: حدثنا أحمد بن محمد بن خالد عن القاسم بن يحيى عن جده الحسن بن راشد عن أبي عبد الله الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: قال لي رسول الله (صلى الله عليه وآله) على منبره:

يا علي إن الله عز وجل وهب لك حب المساكين والمستضعفين في الأرض، فرضيت بهم إخوانا ورضوا بك إماما، فطوبى لمن أحبك وصدق عليك وويل لمن أبغضك وكذب عليك، يا علي أنت العالم لهذه الأمة، من أحبك فاز ومن أبغضك هلك، يا علي أنا مدينة العلم وأنت بابها وهل

____________

(1) الغاشية: 3 - 7.

(2) أمالي الصدوق: 725 - 726 / 992.

الصفحة 83   

تؤتى المدينة إلا من بابها؟ يا علي أهل مودتك كل أواب حفيظ وكل ذي طهر لو أقسم على الله لبر قسمه.

يا علي إخوانك كل طاهر وزاك مجتهد يحب فيك ويبغض فيك محتقر عند الخلق عظيم المنزلة عند الله عز وجل، يا علي محبوك جيران الله عز وجل في دار الفردوس لا يأسفون على ما خلفوا من الدنيا، يا علي أنا ولي لمن واليت وأنا عدو لمن عاديت، يا علي من أحبك فقد أحبني ومن أبغضك فقد أبغضني، يا علي إخوانك ذبل الشفاه تعرف الرهبانية في وجوههم، يا علي إخوانك يفرحون في ثلاثة مواطن: عند خروج أنفسهم وأنا شاهدهم وأنت، وعند المسألة في قبورهم، وعند العرض الأكبر، وعند الصراط إذا سئل الخلق عن إيمانهم فلم يجيبوا، يا علي حربك حربي وسلمك سلمي وحربي حرب الله ومن سالمك فقد سالمني ومن سالمني فقد سالم الله عز وجل، يا علي بشر إخوانك فإن الله عز وجل قد رضي عنهم إذ رضيك لهم قائدا ورضوا بك وليا، يا علي أنت أمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين، يا علي شيعتك المنتجبون ولولا أنت وشيعتك ما قام لله عز وجل دين، ولولا من في الأرض منكم لما أنزلت السماء قطرها.

يا علي لك كنز في الجنة وأنت ذو قرنيها، شيعتك تعرف بحزب الله عز وجل، يا علي أنت وشيعتك القائمون بالقسط وخيرة الله من خلقه، يا علي أنا أول من ينفض التراب عن رأسه وأنت معي ثم سائر الخلق، يا علي أنت وشيعتك على الحوض تسقون من أحببتم وتمنعون من كرهتم، وأنتم الآمنون يوم الفزع الأكبر في ظل العرش يفزع الناس ولا تفزعون ويحزن الناس ولا تحزنون فيكم نزلت هذه الآية *(إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون)*(1) وفيكم نزلت *(لا يحزنهم الفزع الأكبر وتتلقاهم الملائكة هذا يومكم الذي كنتم توعدون)*(2).

يا علي أنت وشيعتك تطلبون في الموقف وأنتم في الجنان تتنعمون، يا علي إن الملائكة والخزان يشتاقون إليكم وإن حملة العرش والملائكة المقربين ليخصونكم بالدعاء ويسألون الله لمحبيكم ويفرحون بمن قدم عليهم منكم كما يفرح الأهل بالغائب القادم بعد طول الغيبة، يا علي شيعتك الذين يخافون الله في السر وينصحونه في العلانية، يا علي شيعتك الذين يتنافسون في الدرجات لأنهم يلقون الله عز وجل وما عليهم من ذنب، يا علي أعمال شيعتك ستعرض علي في كل جمعة فأفرح بصالح ما يبلغني من أعمالهم وأستغفر لسيئاتهم.

يا علي ذكرك الله في التوراة وذكر شيعتك قبل أن يخلقوا بكل خير وكذلك في الإنجيل، فسل

____________

(1) الأنبياء: 101.

(2) الأنبياء: 103.

الصفحة 84   

أهل الإنجيل وأهل الكتاب عن إليا يخبروك مع علمك بالتوراة والإنجيل وما أعطاك الله عز وجل من علم الكتاب، وأن أهل الإنجيل ليتعاظمون إليا وما يعرفونه وما يعرفون شيعته وإنما يعرفونهم بما يجدونه في كتبهم، يا علي إن أصحابك ذكرهم في السماء أكبر وأعظم من ذكر أهل الأرض لهم بالخير، فليفرحوا بذلك وليزدادوا اجتهادا، يا علي إن أرواح شيعتك لتصعد إلى السماء في رقادهم ووفاتهم فتنظر الملائكة إليها كما ينظر الناس إلى الهلال شوقا إليهم ولما يرون من منزلتهم عند الله عز وجل، يا علي قل لأصحابك العارفين بك يتنزهون عن الأعمال التي يقارفها عدوهم فما من يوم وليلة إلا ورحمة من الله تبارك وتعالى تغشاهم فليتجنبوا الدنس، يا علي اشتد غضب الله عز وجل على من قلاهم وبرئ منك ومنهم واستبدل بك وبهم، ومال إلى عدوك وتركك وشيعتك واختار الضلال ونصب الحرب لك ولشيعتك وأبغضنا أهل البيت وأبغض من والاك ونصرك واختارك وبذل مهجته وأمواله فينا.

يا علي إقرأهم مني السلام من لم أر منهم ولم يرني وأعلمهم أنهم إخواني الذين أشتاق إليهم فليلقوا علمي إلى من يبلغ القرون من بعدي، وليتمسكوا بحبل الله وليعتصموا به وليجتهدوا في العمل فإنا لن نخرجهم من هدى إلى ضلالة، وأخبرهم أن الله عز وجل عنهم راض وأنه يباهي بهم ملائكته وينظر إليهم في كل جمعة برحمته ويأمر الملائكة أن تستغفر لهم، يا علي لا ترغب عن نصرة قوم يبلغهم أو يسمعون أني أحبك فأحبوك لحبي إياك، ودانوا لله عز وجل بذلك وأعطوك صفوة المودة في قلوبهم واختاروك على الآباء والأخوة والأولاد وسلكوا طريقك وقد حملوا على المكاره فينا فأبوا إلا نصرنا وبذل المهج فينا مع الأذى وسوء القول وما يقاسونه من مضاضة ذلك فكن بهم رحيما واقنع بهم فإن الله تبارك وتعالى اختارهم بعلمه لنا من بين الخلق وخلقهم من طينتنا واستودعهم سرنا وألزم قلوبهم معرفة حقنا، وشرح صدورهم وجعلهم متمسكين بحبلنا لا يؤثرون علينا من خالفنا مع ما يزول من الدنيا عنهم وميل الشيطان بالمكاره عليهم، وأيدهم الله وسلك بهم طريق الهدى فاعتصموا به والناس في غمرة الضلال متحيرون في الأهواء، عموا عن الحجة وما جاء من عند الله عز وجل، فهم يصبحون ويمسون في سخط الله، وشيعتك على منهاج الحق والاستقامة لا يستأنسون إلى من خالفهم وليست الدنيا منهم وليسوا منها أولئك مصابيح الدجى(1).

الثالث والثلاثون: أمالي الشيخ قال: أخبرنا محمد بن محمد قال: أخبرنا محمد أبو القاسم جعفر

____________

(1) أمالي الصدوق: 655 - 658 / 891، وبحار الأنوار: 35 / 309 ح 122.

الصفحة 85   

ابن محمد قال: حدثني أبي عن سعيد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن عيسى عن صفوان بن يحيى عن يعقوب بن شعيب عن صالح بن ميثم التمار (رحمه الله) قال: وجدت في كتاب ميثم (رضي الله عنه) يقول:

تمسينا ليلة عند أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) فقال لنا: ليس من عبد امتحن الله قلبه بالإيمان إلا أصبح يجد مودتنا على قلبه ولا أصبح عبد ممن سخط الله عليه إلا أصبح يجد بغضنا على قلبه، فأصبحنا نفرح بحب المحب لنا ونعرف ببغض المبغض لنا وأصبح محبنا مغتبطا بحبنا برحمة من الله ينتظرها كل يوم، وأصبح مبغضنا يؤسس بنيانه على شفا جرف هار فكأن ذلك الشفا قد أنهار به في نار جهنم، وكأن أبواب الرحمة قد فتحت لأهل أصحاب الرحمة، فهنيئا لأصحاب الرحمة رحمتهم وتعسا لأهل النار مثواهم، إن عبدا لم يقصر في حبنا لخير جعله الله في قلبه، ولن يحبنا من يحب مبغضنا إن ذلك لن يجتمع في قلب واحد *(ما جعل الله لرجل من قلبين)*(1) يحب بهذا قوما ويحب بالآخر عدوهم، والذي يحبنا فهو يخلص حبنا كما يخلص الذهب الذي لا غش فيه، ونحن النجباء وأفراطنا أفراط الأنبياء وأنا وصي الأوصياء وأنا حزب الله ورسوله والفئة الباغية حزب الشيطان، فمن أحب أن يعلم حاله في حبنا فليمتحن قلبه فإن وجد فيه حب من ألب علينا فليعلم أن الله عدوه وجبرئيل وميكائيل فإن الله عدو للكافرين(2).

الرابع والثلاثون: أمالي الشيخ قال: أخبرنا محمد بن محمد قال: أخبرنا أبو القاسم جعفر بن محمد قال: حدثني أبي عن سعيد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن خالد عن فضالة عن أبي بصير عن أبي جعفر محمد بن علي (عليهما السلام) قال: إنا وشيعتنا خلقنا من طينة من عليين وخلق عدونا من طينة خبال من حماء مسنون(3).

الخامس والثلاثون: أمالي الشيخ قال: أخبرنا محمد بن محمد قال: أخبرني أبو بكر محمد بن عمر الجعاني قال: حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني قال: حدثنا محمد بن أبي القاسم الحارثي قال: حدثنا أحمد بن صبيح قال: حدثنا محمد بن إسماعيل الهمداني عن الحسين ابن مصعب قال: سمعت جعفر بن محمد (عليهما السلام) يقول: من أحبنا لله وأحب محبينا لا لغرض دنيا يصيبها منه وعادى عدونا لا لأحنة(4) كانت بينه وبينه ثم جاء يوم القيامة وعليه من الذنوب مثل رمل عالج وزبد البحر غفرها الله تعالى له(5).

____________

(1) الأحزاب: 4.

(2) أمالي الطوسي: 148 - 149 ح 243، وبشارة المصطفى: 143.

(3) أمالي الطوسي: 149 ح 244.

(4) الأحنة: العداوة والحقد.

(5) أمالي الطوسي: 157 ح 259.

الصفحة 86   

السادس والثلاثون: أمالي الشيخ قال: أخبرنا محمد بن محمد قال: أخبرني أبو الحسن علي بن الحسين البصري البزاز قال: حدثنا أبو علي أحمد بن علي بن مهدي عن أبيه عن الرضا علي بن موسى عن أبيه عن جده عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): حبنا أهل البيت يكفر الذنوب ويضاعف الحسنات، وإن الله تعالى ليتحمل عن محبينا أهل البيت ما عليهم من مظالم العباد إلا ما كان منهم فيها على إضرار أو ظلم للمؤمنين فيقول للسيئات كوني حسنات(1).

السابع والثلاثون: أمالي الشيخ قال: أخبرنا محمد بن محمد قال: أخبرنا أبو القاسم جعفر بن محمد قال: حدثنا أبو علي محمد بن همام قال: حدثنا علي بن محمد بن مسعدة قال: حدثني جدي مسعدة بن صدقة قال: سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمد (عليهما السلام) يقول: والله لا يهلك هالك على حب علي (عليه السلام) إلا رآه في أحب المواطن له(2).

الثامن والثلاثون: أمالي الشيخ قال: أخبرنا محمد بن علي بن خنيس عن القاضي يزيد بن جناح ابن إسحاق المحاربي قال: حدثنا عبد الله بن زيد بن أبي يزيد البجلي قال: حدثنا عباد بن يعقوب قال: أخبرنا يوسف بن كليب عن هارون بن الحسن عن أبي سالم مولى قيس قال: خرجت مع مولاي المدائن قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: ما من عبد ولا أمة يموت وفي قلبه مثقال حبة من خردل من حب علي (عليه السلام) إلا أدخله الله عز وجل الجنة(3).

التاسع والثلاثون: أمالي الشيخ قال: أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمد بن جعفر الحفار قال:

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن علي بن علي الدعبلي، قال: حدثني أبي الحسن علي بن علي بن دعبل بن عثمان بن عبد الله بن بديل بن ورقا أخو دعبل بن علي الخزاعي (رضي الله عنه) ببغداد سنة اثنتين وسبعين ومائتين قال: حدثنا سيدي أبو الحسن علي بن موسى الرضا بطوس سنة ثمان وتسعين ومائة قال: حدثنا أبي موسى بن جعفر قال: حدثنا أبي جعفر بن محمد قال: حدثنا أبي محمد بن علي قال: حدثنا أبي علي بن الحسين قال، حدثنا أبي الحسين بن علي قال: حدثنا أبي علي بن أبي طالب صلوات الله عليهم أجمعين قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يقول الله عز وجل: من آمن بي وبنبيي وتولى علي بن أبي طالب أدخلته الجنة على ما كان من عمله(4).

الأربعون: أمالي الشيخ بهذا الإسناد قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): وأربعة أنا لهم شفيع يوم القيامة:

المكرم لذريتي من بعدي والقاضي لهم حوائجهم والساعي لهم في أمورهم عند اضطرارهم إليه

____________

(1) أمالي الطوسي: 146 ح 274.

(2) أمالي الطوسي: 164 ح 273.

(3) أمالي الطوسي: 330 ح 660.

(4) أمالي الطوسي: 366 ح 778.

 

 

 

 

الصفحة 87   

والمحب لهم بقلبه ولسانه(1).

الحادي والأربعون: أمالي الشيخ بهذا الإسناد عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إذا كان يوم القيامة وفرغ الله من حساب الخلائق دفع الخالق عز وجل مفاتيح الجنة والنار إلي فأدفعها إليك فأقول لك: احكم، قال علي: والله إن للجنة إحدى وسبعين بابا يدخل من سبعين منها شيعتي وأهل بيتي ومن باب واحد سائر الناس(2).

الثاني والأربعون: الشيخ في كتاب المجالس قال: أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال: حدثنا أبو الطيب محمد بن الحسين بن حميد بن الربيع اللخمي الكوفي ببغداد قال: حدثنا أبو عبد الله جعفر بن عبد الله بن جعفر العلوي المحمدي قال: حدثنا نوح بن دراج القاضي عن ثابت بن أبي صفية قال: حدثني يحيى بن أم الطويل أنه أخبره عن نوف بن عبد الله البكالي قال: قال لي علي (عليه السلام):

يا نوف خلقنا من طينة طيبة وخلق شيعتنا من طينتنا فإذا كان يوم القيامة ألحقوا بنا.

قال نوف: فقلت له: صف شيعتك يا أمير المؤمنين؟ فبكى لذكري شيعته ثم قال: يا نوف شيعتي والله الحكماء العلماء بالله ودينه العاملون بطاعته وأمره المهتدون بحبه أنضاء عبادة، أحلاس زهادة(3) صفر الوجوه من التهجد عمش العيون من البكاء ذبل الشفاه من الذكر خمص البطون من الطوى، تعرف الرهبانية في وجههم والرهبانية في سمتهم مصابيح كل ظلمة وريحان كل قبيل، لا يثنون من المسلمين سلفا ولا يقفون لهم خلفا، شرورهم مكنونة وقلوبهم محزونة وأنفسهم عفيفة وحوائجهم خفيفة، أنفسهم منهم في عناء والناس منهم في راحة فهم الكاسة الألباء والخاصة النجباء، وهم الرواغون فرارا بدينهم إن شهدوا لهم لم يعرفوا وإن غابوا لم يفتقدوا، أولئك شيعتي الأطيبون وإخواني الأكرمون ألا ها شوقا إليهم(4).

الثالث والأربعون: أمالي ابن بابويه قال: حدثنا الحسن بن عبد الله بن سعيد قال: أخبرنا عمر بن أحمد بن حمدان القشيري قال: حدثنا المغيرة بن محمد بن المهلب قال: حدثنا عبد الغفار بن محمد بن كثير الكلابي الكوفي عن عمرو بن ثابت عن جابر بن أبي جعفر محمد بن علي عن علي ابن الحسين عن أبيه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): حبي وحب أهل بيتي نافع في سبعة مواطن أهوالهن عظيمة: عند الوفاة وفي القبر وعند النشور وعند الكتاب وعند الحساب وعند الميزان وعند الصراط(5).

____________

(1) أمالي الطوسي: 366 ح 779.

(2) أمالي الطوسي: 369 ح 784.

(3) الانضاء: جمع نضو وهو المهزول، والزهادة: الملازم للزهد في بيته.

(4) أمالي الطوسي: 576 ح 1189.

(5) أمالي الصدوق: 60 ح 17.

الصفحة 88   

الرابع والأربعون: أمالي ابن بابويه قال: حدثنا أحمد بن الحسن القطان قال: حدثنا عبد الرحمن ابن محمد الحسيني قال: أخبرنا أبو جعفر عن أحمد بن عيسى عن أبي موسى العجلي قال: حدثنا محمد بن أحمد بن عبد الله بن زياد العزرمي قال: حدثنا علي بن حاتم المنقري قال: حدثنا شريك عن سالم الأفطس عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعلي (عليه السلام): يا علي شيعتك هم الفائزون يوم القيامة فمن أهان واحدا منهم فقد أهانك ومن أهانك فقد أهانني ومن أهانني أدخله الله تعالى نار جهنم خالدا فيها وبئس المصير، يا علي أنت مني وأنا منك روحك من روحي وطينتك من طينتي وشيعتك خلقوا من فضل طينتنا فمن أحبهم فقد أحبنا ومن أبغضهم فقد أبغضنا ومن عاداهم فقد عادانا ومن ودهم فقد ودنا، يا علي إن شيعتك مغفور لهم على ما كان فيهم من ذنوب وعيوب، يا علي أنا الشفيع لشيعتك غدا إذا قمت للمقام المحمود فبشرهم بذلك، يا علي شيعتك شيعة الله وأنصارك أنصار الله وأولياؤك أولياء الله وحزبك حزب الله، يا علي سعد من تولاك وشقي من عاداك، يا علي لك كنز في الجنة وأنت ذو قرنيها(1).

الخامس والأربعون: أمالي ابن بابويه قال: حدثنا محمد بن إبراهيم قال: حدثنا أبو جعفر محمد ابن جرير الطبري قال: حدثني أبو محمد الحسن بن عبد الواحد الخزاز قال: حدثني إسماعيل بن علي السدي عن منيع بن الحجاج عن عيسى بن موسى عن جعفر الأحمر عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر (عليهم السلام) قال: سمعت جابر بن عبد الله الأنصاري يقول: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إذا كان يوم القيامة تقبل ابنتي فاطمة (عليها السلام) على ناقة من نوق الجنة مدبجحة الجنبين خطامها من لؤلؤ رطب قوائمها من الزمرد الأخضر ذنبها من المسك الأذفر عيناها ياقوتتان حمراوان، عليها قبة من نور يرى باطنها من ظاهرها وظاهرها من باطنها، داخلها عفو الله وخارجها رحمة الله، على رأسها تاج من نور للتاج سبعون ركنا كل ركن مرصع بالدر والجوهر والياقوت يضئ كما يضئ الكوكب الدري في أفق السماء، وعن يمينها سبعون ألف ملك وعن يسارها سبعون ألف ملك وجبريل آخذ بخطام الناقة ينادي بأعلى صوته: غضوا أبصاركم حتى تجوز فاطمة بنت محمد، فلا يبقى يومئذ نبي ولا رسول ولا صديق ولا شهيد إلا غضوا أبصارهم حتى تجوز فاطمة فتسير حتى تحاذي عرش ربها جل جلاله فترمي بنفسها عن ناقتها وتقول: إلهي وسيدي احكم بيني وبين من ظلمني اللهم احكم بيني وبين من قتل أولادي فإذا النداء من قبل الله عز وجل: حبيبتي وابنة حبيبي سليني تعطي واشفعي تشفعي فوعزتي وجلالي لا جازني ظلم ظالم، فتقول: إلهي

____________

(1) أمالي الصدوق: 66 ح 32.

الصفحة 89   

وسيدي ذريتي وشيعتي وشيعة ذريتي ومحبي ومحبي ذريتي فإذا النداء من قبل الله عز وجل:

أين ذرية فاطمة وشيعتها ومحبوها ومحبوا ذريتها، فيقبلون وقد أحاط بهم ملائكة الرحمة فتقدمهم فاطمة (عليها السلام) حتى تدخلهم الجنة(1).

السادس والأربعون: أمالي ابن بابويه قال: حدثنا حمزة بن محمد بن أحمد بن جعفر بن محمد ابن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب قال: أخبرنا علي بن إبراهيم عن أبيه عن علي بن معبد عن الحسين بن خالد عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا (عليه السلام) عن أبيه عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من أحب أن يركب سفينة النجاة ويستمسك بالعروة الوثقى ويعتصم بحبل الله المتين فليوال عليا بعدي وليعاد عدوه وليأتم بالأئمة الهداة من ولده، فإنهم خلفائي وأوصيائي وحجج الله على الخلق بعدي وسادة أمتي وقادة الأتقياء إلى الجنة، حزبهم حزبي وحزبي حزب الله وحزب أعدائهم حزب الشيطان(2).

السابع والأربعون: أمالي ابن بابويه قال: حدثنا محمد بن أحمد السناني (رضي الله عنه) قال: حدثنا محمد ابن أبي عبد الله الكوفي قال: حدثنا موسى بن عمران النخعي عن عمة الحسين بن يزيد عن علي ابن سالم عن أبيه عن أبان بن عثمان عن أبان بن تغلب عن عكرمة عن ابن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): قال الله جل جلاله: لو اجتمع الناس كلهم على ولاية علي لما خلقت النار(3).

الثامن والأربعون: كتاب تحفة الإخوان نقل عن كتاب بشارة المصطفى لشيعة علي المرتضى بحذف الإسناد قال: دخل رسول الله (صلى الله عليه وآله) على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب فرحا مسرورا مستبشرا فسلم عليه فرد (عليه السلام) فقال علي (عليه السلام): يا رسول الله ما رأيتك أقبلت علي مثل هذا اليوم؟

فقال: حبيبي وقرة عيني أتيتك أبشرك: إعلم أن هذه الساعة نزل علي جبرئيل الأمين وقال:

الحق جل جلاله يقرئك السلام ويقول لك: بشر عليا (عليه السلام) أن شيعته الطائع والعاصي [ منهم ] من أهل الجنة، فلما سمع مقالته خر لله ساجدا فلما رفع رأسه رفع يديه إلى السماء ثم قال: اشهدوا الله على أني قد وهبت لشيعتي نصف حسناتي، فقالت فاطمة الزهراء: يا رب اشهد علي بأني قد وهبت لشيعة علي بن أبي طالب نصف حسناتي، قال الحسن (عليه السلام): يا رب اشهد علي أني قد وهبت لشيعة علي بن أبي طالب نصف حسناتي، قال الحسين (عليه السلام): يا رب اشهد أني قد وهبت لشيعة علي بن أبي طالب نصف حسناتي، فقال النبي (صلى الله عليه وآله): ما أنتم بأكرم مني اشهد علي يا رب

____________

(1) أمالي الصدوق: 69 ح 36.

(2) أمالي الصدوق: 70 ح 37.

(3) أمالي الصدوق: 755 ح 1016.

الصفحة 90   

أني قد وهبت لشيعة علي بن أبي طالب (عليه السلام) نصف حسناتي فهبط الأمين جبرئيل (عليه السلام) وقال: يا محمد إن الله تعالى يقول: ما أنتم أكرم مني إني قد غفرت لشيعة علي بن أبي طالب (عليه السلام) ومحبيه ذنوبهم جميعا ولو كانت مثل زبد البحر ورمل البر وورق الشجر(1).

التاسع والأربعون: أيضا في تحفة الإخوان قال النبي (صلى الله عليه وآله) لعلي بن أبي طالب (عليه السلام): إذا كان يوم القيامة يؤتى بك على نجيب من نور وعلى رأسك تاج قد أضاء نوره يكاد يخطف أبصار أهل الجمع والموقف وإذا النداء من قبل الله تعالى العلي الأعلى: أين خليفة محمد المصطفى؟ فتقول أنت: ها أنا، قال: فينادي مناد من قبل الله تعالى: يا علي أدخل من أحبك الجنة وأدخل من عاداك النار: يا علي أنت قسيم الجنة والنار(2).

الخمسون: ابن بابويه قال: حدثنا محمد بن عبد الله الشيباني (رحمه الله) قال: حدثنا جعفر بن محمد بن جعفر الحسيني قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن عبد المنعم الصيداوي قال: حدثنا المفضل بن صالح عن أبان بن تغلب عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر (عليه السلام) قال: سألته عن الأئمة (عليهم السلام) قال: والله لعهد عهده إلينا رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن الأئمة بعده اثني عشر تسعة من صلب الحسين (عليه السلام)، ومنا المهدي الذي يقيم الدين في آخر الزمان، من أحبنا حشر من حفرته معنا ومن أبغضنا أو ردنا أو رد واحدا منا حشر من حفرته إلى النار(3).

الحادي والخمسون: ابن بابويه قال: أخبرني القاضي أبو الفرج المعافى بن زكريا البغدادي قال:

حدثني أبو الحسن علي بن عقبة القاضي قال: حدثنا محمد بن إسحاق الأنصاري قال: حدثنا عبد الله بن مروان بن معاوية قال: حدثني سداد بن عبد الرحمن من أهل بيت المقدس قال: حدثني إبراهيم بن أبي عيلة عن واثلة بن الأصقع قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): حبي وحب أهل بيتي نافع في سبعة مواضع أهوالهن عظيمة: عند الوفاة والقبر وعند النشور وعند الكتاب وعند الحساب وعند الميزان وعند الصراط فمن أحبني وأحب أهل بيتي واستمسك بهم من بعدي فنحن شفعاؤه يوم القيامة، فقيل: يا رسول الله وكيف الاستمساك بهم؟ فقال: إن الأئمة من بعدي اثنا عشر فمن أحبهم واقتدى بهم فاز ونجا ومن تخلف عنهم ضل وغوى(4).

الثاني والخمسون: تفسير الإمام العسكري (عليه السلام) أبي محمد في تفسير قوله تعالى: *(الرحمن الرحيم)* قال: قوله (الرحيم) فإن أمير المؤمنين قال: رحيم بعباده المؤمنين ومن رحمته أنه خلق

____________

(1) كتاب الأربعين للماحوزي: 107، والمناقب المرتضوية: 206، ومستدرك سفينة البحار: 6 / 116.

(2) البحار: 32 / 358 ح 227.

(3) أمالي الصدوق: 442 ح 590.

(4) البحار: 32 / 322 ح 177.

الصفحة 91   

مائة رحمة وجعل منها رحمة واحدة في الخلق كلهم فيما يتراحم الناس وترحم الوالدة ولدها وتحنو الأمهات من الحيوانات على أولادها، فإذا كان يوم القيامة أضاف هذه الرحمة الواحدة إلى تسعة وتسعين رحمة فيرحم بها أمة محمد (صلى الله عليه وآله) ثم يشفعهم فيمن يحبون له الشفاعة من أهل الملة، حتى أن الواحد ليجئ إلى المؤمن من الشيعة فيقول له اشفع لي، فيقول وأي حق لك علي؟ فيقول: سقيتك يوما ماء، فيذكر ذلك فيشفع له، ويجئ آخر فيقول: إن لي عليك حقا فيقول: استظللت بظل جداري ساعة في يوم حار فيشفع له فيشفع فيه، ولا يزال يشفع حتى يشفع في جيرانه وخلطائه ومعارفه، فإن المؤمن أكرم على الله مما تظنون(1).

وما ذكرنا في هذا الباب من طريق الأصحاب فيه كفاية ومن أراد الزيادة في ذلك فعليه بكتابنا كتاب: فضل الشيعة وكتاب: بشارات الشيعة لابن بابويه فإن فيهما ما لا مزيد عليه.

____________

(1) تفسير الإمام العسكري: 38 / 13.